CFS 2001/3





لجنة الأمن الغذائي العالمي

الدورة السابعة والعشرون

روما، 28/5 - 1/6/2001

تأثيرات فيروس نقص المناعة البشرية/
متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) على الأمن الغذائي

بيان المحتويات

  الفقرات
أولا: المقدمة 1-2
ثانيا: الأبعاد العالمية للوباء 3-4
ثالثا: فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وانهيار الأسر والمجتمعات الريفية 5-16
رابعا: تأثيرات المرض على قطاع الزراعة واقتصاديات الريف 17-22
خامسا: التأثيرات على المستوى القطري 23-27
سادسا: وضع خطط فعالة لمواجهة مرض الإيدز دعما للأمن الغذائي 28-53
  ألف: المبادئ التوجيهية للرد على أزمة الإيدز 30
  باء: اعتبارات عامة من أجل عمل فعال 31-35
  جيم: عناصر إطار لمكافحة مرض الإيدز وحماية الأمن الغذائي 36-48
  دال: دور منظمة الأغذية والزراعة 49-51
  هاء: توصيات معروضة على لجنة الأمن الغذائي للنظر 52-53

أولا - المقدمة

1 - لم تشكل، على امتداد التاريخ، الاّ أزمات قليلة تهديدا لصحة البشر وتقدمهم الاجتماعي والاقتصادي مثلما فعل وباء فيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). بل إن الأمر يزداد سوءا إذا لوحظ أن الكثير من الشقاء والمعاناة التي سببها هذا المرض، كان ممكن منعهما. والأمل معقود على امكانية انقاذ أن ننقذ حياة الكثيرين، وتقليل شقائهم، والحد من الفقر الذي يصاحب المرض في أغلب الأحيان إذا تضافرت الجهود. ورغم ذلك، سيظل لوباء فيروس نقصص المناعة البشرية/ الإيدز تأثيراته الضارة واسعة النطاق على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسنوات عديدة قادمة. فلم يعد من الممكن اعتبار هذا المرض مجرد مشكلة صحية، فالأمر بحاجة إلى جهود كافية لمعالجة آثاره الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية. كما أن له تأثيره الخطير المتزايد على التغذية، والأمن الغذائي، والإنتاج الزراعي، والمجتمعات الريفية في كثير من البلدان. فجميع الجوانب المتعلقة بالأمن الغذائي أي توافر الأدوية واستقرارها، وفرص الحصول عليها واستخدامها - كلها تتأثر سلبيا كلما زاد انتشار هذا المرض.

2 - تعرض هذه الوثيقة التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات المحلية والدول. وتحتوي على تقديرات لانتشار المرض وأنماط انتشاره، مع وصف للآليات الشائعة التي تواجه بها الأسر هذا المرض، والمجتمعات المحلية التي تختفي بسببه. كما تبرز الوثيقة تأثير هذا التدهور على الإنتاج الزراعي وعلى الاقتصاد الوطني. ويعقب هذا التحليل مناقشة للأعمال المطلوبة لتخفيف هذا الوضع، والعقبات التي تعترض مثل هذه الأعمال. وهناك مناهج مقترحة لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة، مع طلب توجيهات للدور الذي تستطيع المنظمة أن تقوم به في هذا المضمار.

ثانيا - الأبعاد العالمية للوباء

3 - تشير التقديرات الآن إلى أن هناك نحو 36 مليون شخص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في مختلف أنحاء العالم، يعيش 95 فى المائة منهم في البلدان النامية. ويبين الجدول 1 عدد المصابين الذين يعيشون بهذا الفيروس، بحسب الأقاليم، في عام 1999. والأمر الذي يدعو للأسف هو أن هذا المرض مازال يواصل انتشاره. ونظرا لأنه يصيب عادة أكثر أفراد المجتمع قدرة على الإنتاج الاقتصادي، فإنه مشكلة لها أهميتها البالغة بالنسبة للزراعة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكما يتبين من الشكل 1، فإن فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز هو وباء عالمي حقيقة. وتتصدر الهند قائمة البلدان التي يعيش فيها أكبر عدد من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث يبلغ عددهم هناك أربعة ملايين شخص، أما على المستوى الإقليمي فإن أكبر حجم لهذا الوباء يوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يحمل 24 مليون شخص فيروس هذا الوباء.


الجدول 1: تقدير أعداد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة/ الإيدز في مختلف أنحاء العالم (1999)
الإقليم عدد المصابين النسبة المئوية للبالغين المصابين
المجموع في العالم 000 300 43 1.07
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 000 500 24 8.57
شرق آسيا والمحيط الهادي 000 530 0.06
أستراليا ونيوزيلندا 000 15 0.13
جنوب وجنوب شرق آسيا 000 600 5 0.54
أوروبا الشرقية ووسط آسيا 000 420 0.21
أوروبا الغربية 000 520 0.23
شمال أفريقيا والشرق الأدنى 000 220 0.12
أمريكا الشمالية 000 900 0.58
البحر الكاريبي 000 360 2.11
أمريكا اللاتينية 000 300 1 0.49

المصدر: UNAIDS 2000.

4 - في بعض الحالات يكون الانتشار السريع للمرض عنصرا حاسما يجعل جهود مكافحة نتائجه أمرا بالغ الصعوبة. ففي عام 1984، مثلا، كان أقل من 1 في المائة من البالغين في بوتسوانا مصابين بهذا المرض، أما في عام 2000 فقد ازدادت هذه النسبة إلى 35 في المائة (أنظر الشكل 2)



ثالثا - فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وانهيار الأسر والمجتمعات الريفية

5 - لاشك أن بإمكان فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز أن يلحق أضرارا مدمرة بالأمن الغذائي للأسرة(1) وبتغذيتها. ويتحدد الوضع التغذوي بعدة عوامل، تقسم في أغلب الأحيان إلى الأمن الغذائي للأسرة، والصحة، والرعاية، وكلها أمور تتأثر بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز. والتأثير المحدد لهذا المرض يتصل بنظم المعيشة في الأسر المصابة، ويتفاوت بحسب أنشطتها الإنتاجية (ما إذا كانت زراعية أو غير زراعية) والإطار الاقتصادي والاجتماعي - الثقافي الذي تعيش في ظله.

6 - التأثير المباشر على الأسر: جرت العادة على حدوث انهيار تدريجي في مستوى العائلة/ الأسرة مع إصابة أول شخص بالغ من أفرادها بهذا المرض. فالإنفاق على الرعاية الصحية يزيد، والإنتاجية تقل، والطلب على الرعاية يتزايد. وينخفض إنتاج الأغذية ويتراجع الدخل بسرعة مع زيادة عدد المرضى. وبمجرد أن تنتهي مدخرات الأسرة، تلجأ إلى الأقارب، وتقترض النقود أو تبيع أصولها الإنتاجية. وقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في أوغندا، أن 65 في المائة من الأسر التي عانت من مرض الإيدز، قد اضطرت إلى بيع ممتلكاتها لتسدد نفقات العلاج. وكثيرا ما يضطر الأطفال إلى قطع دراستهم، مع احتياج الأسرة إلى المساعدة وعجزها عن دفع المصروفات المدرسية. ويضيع الوقت الذي كان يخصص من قبل لرعاية الأطفال، والنظافة العامة، وتجهيز الأطعمة وتحضيرها. وعندما يقضي أحد المصابين بالإيدز نحبه، فهناك تكاليف الجنازة، ثم هناك تراجع قدرة الأسرة على الإنتاج. وطبقا لإحدى الدراسات التي أجريت في تنزانيا، فإن تكاليف الجنازة تمثل 60 في المائة من التكاليف المباشرة لمريض الإيدز.

(1) يتحقق الأمن الغذائي للأسرة عندما تستطيع هذه الأسرة أن تضمن لكل أفرادها، في جميع الأوقات، أصولا مادية واجتماعية واقتصادية تكفي لحصولها على أغذية كافية وآمنة ومغذية لتلبية احتياجاتهن التغذوية وأذواقهم، لكي يعيشوا حياة ملؤها الصحة والنشاط.

7 - وفي المرحلة التالية، يقع الزوج صريع المرض وتتزايد سرعة انحدار الأسرة. وينتهي الأمر إلى أن لا يتبقى من الأسرة سوى الشيوخ والأطفال المعوزين. وقد لا يكون لدى هؤلاء الأفراد سوى قدرة محدودة على اتخاذ القرارات والحصول على الموارد، بالإضافة إلى نقص معارفهم وخبراتهم وقدراتهم الجسمانية اللازمة كلها للمحافظة على الأسرة. وربما عجز الأقارب عن رعاية الأطفال الذين فقدوا آباءهم. وفي بعض المناطق، وصلت النسبة المئوية لهؤلاء الأطفال اليتامى ما بين 7 في المائة 11 في المائة (مقارنة بـ 2 في المائة فقط من المناطق التي لم ينتشر فيها المرض كثيرا).

8 - قضايا المساواة بين الجنسين: تتعرض المرأة بشكل خاص للخطر في الأسر التي يصاب أحد أفرادها بمرض الإيدز. فقد جرت العادة على أنها هي التي ترعى المرضى والمحتضرين، بالإضافة إلى قيامها بالأعمال الشاقة المتعلقة بتغذية الأسرة وتدبير مواردها. والأرجح أن تكون هذه المرأة غير متعلمة، ومن طبقة اقتصادية متدنية، وألا يكون لها حقوق قانونية، وهو ما يجتمع للحد من فرص حصولها على الموارد والخدمات الاجتماعية. ففي بعض المجتمعات، قد تزداد المشكلة سوءا بفعل الأعراف الاجتماعية - الثقافية، مثل حرمان الأرملة من الاحتفاظ بأملاك زوجها المتوفى، أو الحصول على نصيب عادل منها. فالفقر والتقاليد والظروف الاجتماعية تميل إلى الحد من قدرة المرأة على التعبير عن رغباتها فى اختيار الزوج والممارسات الآمنة. فانخفاض الدخل، وعدم عدالته، وانخفاض الوضع الاجتماعي للمرأة، ترتبط دائما بانتشار فيروس نقص المناعة البشرية. ومن الزاوية البيولوجية، فإن النساء أكثر تعرضا للإصابة بهذا المرض.

9 - التأثير على التغذية: ينخفض استهلاك الأغذية عادة في الأسر التي تتعرض للإصابة بمرض الإيدز. فقد لا تجد الأسرة الوقت ولا الطعام ولا وسائل إعداد بعض الوجبات، وخاصة عندما تموت الأم. فقد ظهر من البحوث التي أجريت في تنزانيا أن استهلاك الفرد من الأغذية قد انخفض بنسبة 15 في المائة في أشد الأسر فقرا عندما يموت أحد البالغين. وكم من دراسة أجريت في أوغندا أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية كانا من أهم المشكلات المباشرة التي واجهتها الأسر المنكوبة بالإيدز التي ترأسها نساء.

10 - بالنسبة لأي مريض، فإن سوء التغذية ومرض الإيدز قد يشكلا حلقة مفرغة، فنقص التغذية يزيد من فرص التعرض للإصابة ليزيد بالتالي من حدة المرض، ليؤدي المرض بدوره إلى زيادة تدهور الحالة التغذوية. وحتى قبل أن تظهر على الشخص أعراض المرض، فإن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية قد يؤثر على حالته التغذوية. فقد يفقد الشخص شهيته، ويعجز عن امتصاص العناصر المغذية، وتبدأ حالته في التدهور.
11 - إن التغذية السليمة أمر مهم في مقاومة المرض، وقد تحسن من مستوى معيشة مريض الإيدز. فظهور الإيدز نفسه، وكذلك الأمراض المتفرعة منه والوفاة، قد تتأخر في الأفراد ذوي التغذية الجيدة. فالرعاية التغذوية والدعم التغذوي قد يساعدان في وقف تدهور الحالة التغذوية، وفقدان الوزن، والهزال، مع المحافظة على قوة الجسم وقدرته على القيام بوظائفه، وصورته الخارجية.

12 - وفي أغلب بلدان العالم، نجد أن علاج الإيدز والعناصر الغذائية التكميلية الخاصة، إما غير منتشرة وإما باهظة الثمن. وإذا كانت المشورة في مسائل التغذية لها دورها الهام في مساعدة مرضى الإيدز، فإن تحسين فرص الحصول على الأدوية والعلاج الطبي ضرورية هي الأخرى. فتحسين الحالة التغذوية لمرضى الإيدز يمكن أن يساعد في فعالية العلاج عند توافره.

13 - انهيار المؤسسات غير النظامية والثقافة: تتأثر المؤسسات غير النظامية، والأعراف والتقاليد بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز. فعندما تتأثر نسبة كبيرة من الأسر بهذا المرض، فإنها تكتسح أمامها آليات الأمان التقليدية لرعاية الأيتام، والمسنين، والعجزة والمعوزين. فالمرض لا يبقي وقتا يمكن تخصيصه للمنظمات المجتمعية. أما تأثير المرض على المؤسسات الريفية غير الرسمية فيمثل أزمة، وعلى الأخص بالنسبة للأسر الموسعة وأقربائها. ولا يقتصر تأثير ذلك على انتشار المرض، وإنما على سلامة المؤسسات الريفية نفسها.

14 - إن الخسارة الكبيرة للبالغين المنتجين، تؤثر على قدرة المجتمع بأسره على البقاء والتجدد. فآليات نقل المعرفة والقيم والعقائد من جيل إلى جيل تنقطع، والتنظيم الاجتماعي ينهار. وقد تضيع المهارات الزراعية، عندما يعجز الأطفال عن مشاهدة آبائهم وهم يعملون. ونظرا للفصل بين الجنسين، فإن من يبقى من الأبوين على قيد الحياة يعجز عن تعليم الأبناء خبرات من قضى نحبه منهما. وفي داخل أي أسرة ريفية، هناك اختلاف ملحوظ في تأثير المرض، اعتمادا على من يصيبه أولا هل هو الرجل أو المرأة. والحقيقة، أن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز يمكن أن يمزق نسيج المجتمع نفسه.

15 - الفقر والمرض: يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز الفقراء أكثر من غيرهم. فالأسر الريفية التي تصاب بالمرض تتحول عادة إلى أنشطة غير زراعية للحصول على دخل، وهي عادة أنشطة التجارة البسيطة، والتجهيز، والخدمات، وكلها تحتاج إلى الدخول في المجتمعات المحلية الحضرية وشبه الحضرية. وقد يهاجر السكان بحثا عن فرصة عمل، أو يسعون للحصول على دخل سريع، الأمر الذي قد يؤدي إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر الشديدة مثل سوء استعمال العقاقير أو امتهان البغاء. وهكذا يتسبب الفقر في زيادة خطر العدوى، ويؤدي المرض بدوره إلى زيادة الفقر.

16 - وبهذه الطريقة تفقد مجتمعات محلية بأسرها أمنها الغذائي وتزداد فقرا. فقد حدث، مثلا، في بعض المجتمعات المحلية التي ينتشر فيها المرض بكثرة، حدث انهيار لا رجعة فيه في قاعدة الأصول الاجتماعية. وربما تعذر التغلب على ذلك دون مساعدة خارجية. ولكن لهذا الوباء تأثيره الملموس على المؤسسات الرسمية وعلى قدرتها على تنفيذ السياسات والبرامج لمساعدة الأسر الريفية. فقد تتعرض هذه المؤسسات لخسارة جسيمة في الموارد البشرية، عندما يتعرض موظفوها وأسرهم للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. لاشك أن رعاية أفراد الأسرة المرضى، وحضور الجنازات، والالتزام بأوقات الحداد، كلها تقلل من إنتاج العمل. وفي أغلب الأحيان يكون الموظفون المهرة هم أول من يتعرض للعدوى. ولاشك أن انقطاع الخدمات يزيد من صعوبة تلبية احتياجات مرضى الإيدز.

رابعا - تأثيرات المرض على قطاع الزراعة واقتصاديات الريف

17 - في أغلب البلدان التي ينتشر فيها المرض بدرجة كبيرة، تمثل الزراعة مصدرا لعيش الأغلبية الساحقة من السكان. والزراعة - وعلى الأخص إنتاج الأغذية - تتأثر من المرض بعدة طرق. فهناك أولا من يموت من العاملين بالزراعة. فتقديرات المنظمة تشير إلى أنه في 27 بلدا من البلدان التي ينتشر فيها المرض بكثرة في أفريقيا، مات 7 ملايين عامل زراعي بسبب الإيدز منذ عام 1985، ومن المحتمل أن يموت 16 مليون آخرين خلال العشرين عاما القادمة. وفي البلدان الأفريقية العشرة التي ينتشر فيها المرض أكثر من غيرها، ينتظر أن تنخفض الأيدي العاملة بنسب تتراوح بين 10 في المائة - 26 في المائة (أنظر الجدول 2)

الجدول 2: تأثير فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز على العاملين بالزراعة في
البلدان الأفريقية التي ينتشر فيها المرض أكثر من غيرها

(النسبة المئوية المتوقعة لحالات الوفاة)

  2000 2020
ناميبيا 3.0 26.0
بوتسوانا 6و6 23.2
زمبابوي 9.6 22.7
موزامبيق 2.3 20.0
جنوب أفريقيا 3.9 19.9
كينيا 3.9 16.8
ملاوي 5.8 13.8
أوغندا 12.8 13.7
تنزانيا 5.8 12.7
جمهورية أفريقيا الوسطى 6.3 12.6
كوت ديفوار 5.6 11.4
الكاميرون 2.9 10.7

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة/ادارة البرامج السكانية.

18 - وفي إثيوبيا، تبين من دراسة أجريت هناك أن الأسر المصابة بالإيدز تنفق وقتا في الزراعة يقل بنسبة 50 في المائة - 66 في المائة عن الأسر السليمة. وفي تنزانيا، تبين أن بعض النساء يقل الوقت الذي ينفقنه في الزراعة بنسبة 60 في المائة بسبب مرض الزوج. ويشير أحد التقديرات، إلى أن 730 يوم عمل تقريبا تضيع كلما مات أحد مرضى الإيدز، سواء بسبب عجز هذا المريض أو بسبب الوقت الذي يقضيه الآخرون في رعايته.

19 - ثانيا، أن الإيدز يؤثر على إنتاج الأغذية أيضا، عن طريق المرض والوفاة، بعدة طرق:

20 - ثالثا، قد يكون لمرض الإيدز تأثير ضار على الإنتاج التجاري. ففي المزارع الصغيرة، قد تترك المحاصيل النقدية نظرا لعدم وجود أيد عاملة كافية للمحاصيل النقدية أو المعيشية على السواء. كما أن ما تشير إليه التقارير من تراجع زراعة المحاصيل النقدية والمحاصيل كثيفة العمالة من جانب صغار المزارعين، يؤثر أيضا على توافر الأغذية على المستوى القطري. ومن بين التأثيرات الأخرى:

21 - لاشك أن تأثير مرض الإيدز على الإنتاج الزراعي وتوافر الأغذية سيظهر على الأغذية كما وكيفا. ففي زمبابوي، انخفض الإنتاج الزراعي المجتمعي إلى النصف خلال خمس سنوات، وكان السبب الرئيسي في ذلك هو مرض الإيدز. وقد تأثر إنتاج الذرة والقطن وعباد الشمس والفول السوداني بالذات بهذا المرض.

22 - إن تأثير المرض شامل: فالإيدز لا يؤثر على عنصر فرعي بعينه من الزراعة و التنمية الريفية، تاركا غيره من العناصر. بل إنه إذا أثر على أي عنصر في النظام، فالأرجح أن تتأثر العناصر الأخرى، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

خامسا - التأثيرات على المستوى القطري

23 - تنتشر التأثيرات السلبية لمرض الإيدز على التغذية والأمن الغذائي من الأسرة إلى المجتمع المحلي ثم إلى أنحاء مختلفة من البلد. وسيصبح للتدهور الاجتماعي - الاقتصادي في النهاية تأثيره الملموس على المستوى القطري. فانخفاض الأيدي العاملة، وإنتاجية العامل، والإنتاج الكلي، والنمو الاقتصادي العام، قد تؤدي كلها إلى انخفاض إمدادات الأغذية على المستوى القطري، وارتفاع أسعار الأغذية، حتى في المناطق الحضرية. أما انهيار المؤسسات التجارية، فقد يضر بقدرة البلد على التصدير وجلب النقد الأجنبي.

24 - إن الانتكاسة الخطيرة التي تتعرض لها بعض البلدان في مجال التنمية قد لا تظهر في الأرقام الخاصة بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. ورغم ذلك، فإن لهذا المرض تأثيره الخطير على التنمية لأنه يهدد ثلاثة من أهم عناصر النمو الاقتصادي، وهي: رأس المال المادي والبشري والاجتماعي. وكمثال، فإن تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لجنوب أفريقيا تشير إلى أن الرقم الدليلي للتنمية البشرية قد ينخفض بنسبة 15 في المائة في عام 2010 بسبب مرض الإيدز. وتشير تقديرات البنك الدولي - بغض النظر عن الصعوبات المنهجية في هذا الشأن - إلى أن مرض الإيدز قد خفض من النمو السنوي لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا بنسبة 0.7 في المائة سنويا.

25 - الصحة والتعليم: إن التكلفة الاجتماعية لهذا المرض مذهلة. فتكاليف الأدوية اللازمة للأفراد المصابين هي تكلفة باهظة، بل إنها تفوق مقدرة الكثير من الحكومات وأغلب الأفراد. ولاشك أن علاج المرضى يتكلف كثيرا جدا، كما أن زيادة الأعباء الواقعة على الحكومات بسبب هذا المرض تجعلها تحول الأموال بعيدا عن الاستثمارات الإنتاجية. فالمتوقع أن تفوق تكاليف علاج المرض وما يتصل به من أمراض أخرى، 30 في المائة من ميزانية وزارة الصحة في إثيوبيا عام 2014، و50 في المائة و60 في المائة في كل من كينيا وزمبابوي على التوالي في عام 2005. وينبغي أن يضاف إلى هذه الأرقام تكاليف تربية الأيتام وإعالة الأسر الفقيرة.

26 - إن علاج هذا المرض يرغم الحكومات على التقليل من نوعية الخدمات التي تقدمها. كما أن قدرات عمال المستقبل مهددة بانخفاض الخدمات التعليمية. ففي العشر أشهر الأولى من عام 1998، فقدت زامبيا 300 1 مدرس بسبب مرض الإيدز، وهو رقم يعادل ثلثي جميع المدرسين الجدد الذين يتم تدريبهم سنويا. وكان لابد من تخفيض فترة تدريب مدرسي المدارس الابتدائية من سنتين إلى سنة واحدة حتى يمكن تعويض النقص في المدرسين.

27 - الموارد البشرية: لم يعد بمقدور الكثير من مؤسسات التنمية الزراعية والريفية أن تحقق نتائج برامجها المقررة. كما أن الوزارات والإدارات تعاني من تأخير أو تعطيل تنفيذ سياساتها وخططها. فبدون خدمات الدعم المؤسسية الضرورية، لم تستطيع قطاعات التنمية الزراعية والريفية أن تحقق معدلات النمو أو أهداف الإنتاج المقررة.

سادسا - وضع خطط فعالة لمواجهة مرض الإيدز دعما للأمن الغذائي

28 - إن مرض الإيدز يمثل تحديا خطيرا للإنسانية وللتنمية. ورغم ذلك، فإن الخبرات المستمدة من عدة بلدان تشير إلى أن هذا التحدي يمكن مواجهته، وأن هذا المرض يمكن التخفيف من حدته. وكمثال، فإن هذا المرض وصل إلى ذروته في أوغندا في أوائل التسعينات، حيث وصلت نسبة الإصابة به إلى 15 في المائة من السكان. وبعد ذلك بعشر سنوات، انخفضت هذه النسبة إلى النصف باتباع طرق مناسبة للوقاية وبرامج للحد من المرض. وكان برنامج المكافحة الوطني لمرض الإيدز في أوغندا يشمل تدريب قادة المجتمعات المحلية وتعبئة أفراد هذه المجتمعات، وأساليب مبتكرة للاتصالات بهدف تغيير النظرة إلى المرض، والحد من أساليب التمييز، وإشراك المصابين بالمرض في عمليات الرعاية والوقاية.

29 - وكذلك، فإن معدلات الإصابة التي كانت متوقعة في تايلند عام 2000، انخفضت إلى 000 984 حالة، بعد أن كان من المتوقع في عام 1994 أن تصل إلى 1.4 مليون حالة. وقد ارتبط هذا الانخفاض السريع ارتباطا وثيقا بالتحول نحو منهج متعدد القطاعات وأكثر شمولا للتنمية في تايلند. فقد عبأت الخطة الوطنية للوقاية من الإيدز وتخفيف حدته المجتمع بأسره لكي لا ينبذ المصابين، واستعانت بوسائل الإعلام، وشجعت استخدام الوسائل الوقائية، وأدخلت المعلومات عن المرض في برامج التعليم والخدمات المجتمعية.

ألف - المبادئ التوجيهية للرد على أزمة الإيدز

30 - إذا كانت الأعمال التي ستتخذ لمكافحة مرض الإيدز ستتفاوت فيما بينها، فإن التجارب أفادت بأن هناك عدة مبادئ تقف وراء المبادرات الناجحة لمكافحة هذا الوباء:

فبدون الدعم السياسي الملتزم ودعم المؤسسات الاجتماعية، لن تخرج إلى النور الموارد اللازمة لمكافحة المرض. ولاشك أن التأييد على مستوى سياسي للأعمال المشتركة بين القطاعات، هو خطوة ضرورية في هذا الاتجاه.

فبدون وقف انتشار المرض، لن يكون لأي جهود تبذل لتخفيف آثاره أية قيمة. ولابد أن تقرر كل حكومة كيفية مساهمة وزاراتها وشركائها في مجال التنمية في جهود الوقاية.

الهدف الأساسي هنا هو المساعدة في خلق ظروف تسمح للأفراد المصابين وغير المصابين بأن يعيشوا بكرامة وفي جو آمن حتى في المناطق التي ينتشر فيها المرض بصورة كبيرة. فتلبية الاحتياجات الفورية من الأغذية وغيرها من الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة أمر ضروري. ومن المهم بالنسبة لهذا الهدف، وقف السلوكيات الجنسية والاجتماعية الخطيرة، مثل مقايضة العلاقات الجنسية بأطعمة وسلع وخدمات. وهذا المثال بالذات له أهميته الخاصة نظرا لانتشار الفقر الناجم عن انتشار مرض الإيدز الذي يزيد من الفقر بين المراهقين والشبان البالغين الذين لا يجدون أمامهم سوى البحث عن طرق للبقاء على قيد الحياة.

في كثير من الحالات، تكون المشكلات المرتبطة بانتشار مرض الإيدز - وهي الفقر، والأمن الغذائي، والتمييز والتهميش الاجتماعي، ومشكلات الوقت والأيدي العاملة، والعجز، وأخيرا الموت - مشابهة للمشكلات التي تحدث في أغلب المجتمعات المحلية الفقيرة، وإن كانت هنا أكثر حدة. وينبغي هنا استخدام نفس المناهج الأساسية للتقدير بالمشاركة ومناهج التخطيط لوضع وتنفيذ حلول مناسبة.

لابد هنا من ضمان اعتراف السياسات والبرامج ومعالجتها لآثار مرض الإيدز - سواء كان يؤثر على الأسرة أو المجتمعات المحلية أو الدولة ككل - في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والزراعية ذات الصلة. إن التوعية بمرض الإيدز والإجراءات المتعلقة بمكافحته تحتاج إلى إدماجها في التخطيط للزراعة والتنمية، تماما كما تحتاج قضايا الأمن الغذائي إلى معالجتها في سياسات وبرامج مكافحة المرض.

باء - اعتبارات عامة من أجل عمل فعال

31 - كثيرا ما يتم تجاهل مرض الإيدز، حيث أن المواقف والتصرفات المتعلقة بالانحرافات الجنسية لا تناقش علانية في أغلب الثقافات. فهناك عادة ميل قوي لعدم الاعتراف ومواجهة المواقف الحقيقية التي تساهم في انتشار المرض. فسواء في البلدان النامية أو المتقدمة، نجد أن الانحرافات الجنسية المحفوفة بالمخاطر والمخدرات جزء لا يتجزأ من هذه المأساة، ومع ذلك، فإن أغلب الحكومات والمجتمعات تخجل من معالجة جذور المشكلة بصورة فعالة.

32 - ومن الصعب مواجهة الكثير من الموضوعات، وإن كان ذلك أمر ضروري، مثل تعرض النساء للمخاطر العالية الناجمة عن الممارسات الجنسية المسببة لانتشار المرض، وانتشار المرض عن طريق الذين يسافرون كثيرا، واستغلال وبيع الأطفال والنساء ودفعهم إلى ممارسة البغاء والعبودية الفعلية، وانتشار المرض بين نزلاء السجون، وانتشار الفقر والحرمان بين الأطفال اليتامى بسبب الإيدز الذين يصارعون من أجل البقاء في الشوارع. وعندما تتجمع هذه العوامل الاجتماعية، مع النقص الخطير في المعلومات العامة عن مدى انتشار هذا المرض، وأسبابه، ونتائجه، ووسائل الوقاية منه، فإن الجهود التي تبذل لمكافحته تفقد الكثير من قوتها.

33 - ومن بين الصعوبات الأخرى وصم الأفراد والأسر المصابة بهذا المرض وتهميشهم. فمثل هذه التفرقة قد تعرقل الرسالة التي تنقلها عمليات الوقاية، وتحول دون التقدم طواعية للحصول على المشورة الطبية، وإجراء الاختبارات اللازمة والحصول على العلاج المبكر، وتعطي انطباعا بأن إنكار الأفراد وإنكار المجتمع هي أمور مشروعة، وتجعل من الصعب على المصابين بالمرض المشاركة في جهود التخفيف وغير المصابين به يحجمون عن الحديث عن فيروسه وأساليب الوقاية منه.

34 - إن وباء الإيدز واستراتيجيات الحد من تأثيره، كثيرا ما لا تلقى اهتماما خاصا من جانب العاملين في مجال التنمية الريفية. فالمشروعات التي تنفذ في المناطق التي ينتشر بها المرض تتجاهل الأسر المصابة بالمرض، وهذه الأسر ليس لديها لا الوقت ولا الموارد اللازمين للمشاركة في أنشطة هذه المشروعات، والاستفادة منها. الأمر الذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى زيادة تهميش هذه الأسر وزيادة فقرها.

35 - لاشك أن نقص الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الكافية يحدان من المبادرات التي تتخذ لمكافحة هذا المرض عن طريق العلاج الطبي. كما أن ارتفاع التكاليف وعدم توافر جميع الأدوية اللازمة لعلاج الأعراض الأولى لفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض الثانوية والأمراض الأخرى المرتبطة به، هي عقبات خطيرة أمام البرامج الفعالة لمكافحة هذا المرض.

جيم - عناصر إطار لمكافحة مرض الإيدز وحماية الأمن الغذائي

36 - نظرا لأهمية المعلومات والاتصالات، فإن الأمر يحتاج إلى استراتيجيات اعلامية قوية لإثارة وعي الحكومات، وصناع السياسات، والوزارات، وقادة الرأي العام، والجماهير بتأثير مرض الإيدز. وينبغي أن يكون المجتمع بأسره على معرفة بمشكلة المرض وأن يقبل المسؤولية عن مواجهته. فالآثار السلبية للمرض على الأفراد والمجتمعات تدعو إلى العمل الفوري من أجل منع عدواه والتخفيف من أثاره. ويحتاج الأمر بشكل خاص إلى الدعم الذي يضمن سد الاحتياجات اليومية للأطفال الفقراء وغيرهم من أفراد الأسرة المصابين بمرض الإيدز من الأغذية والاحتياجات الأساسية الأخرى.

37 - كما أنه من المهمة أن ندرك أن مكافحة مرض الإيدز ليست مسؤولية الأسر المصابة به والقطاع الصحي وحدهما. فلابد من القيام بأعمال منسقة من جانب ائتلاف عريض من العوامل المؤثرة من المجتمعات المتضررة، والحكومات المحلية والوطنية، والمؤسسات الدينية والاجتماعية، ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والأفراد المعنيين.

38 - بالنسبة لبعض البلدان النامية، لابد أن تصبح مواجهة انتشار مرض الإيدز إحدى الأولويات في سياسات وبرامج الحكومات والوكالات والمؤسسات المحلية التي تعمل من أجل قضايا الأمن الغذائي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وبصورة خاصة، فإن الوزارات المعنية بالأغذية والزراعة، بحاجة إلى أن تعمل بكامل طاقتها في الجهود التي تبذل للوقاية من هذا المرض والحد من آثاره.

39 - وإذا كانت الاستراتيجيات المحددة ستتفاوت بحسب حجم المشكلة، وبحسب الموارد المتوافرة والمضمون الاجتماعي - الثقافي الموجود في كل بلد، فإنه ينبغي النظر إلى العناصر التالية كعناصر أساسية في المناهج القطرية لمكافحة المرض:

40 - ضرورة تنفيذ استراتيجيات قطرية، تقوم على التزام سياسي قوي، وعمل منسق متعدد القطاعات، ومشاركة فعالة من جانب جميع أصحاب الشأن، مع ما يحتاجه ذلك من موارد كافية.

41 - ضرورة تقدير مدى انتشار المرض وحدته، ومعرفة آثاره المحتملة على الأمن الغذائي. وينبغي أن تقوم وحدات الأمن الغذائي بدور قيادي في رصد آثار المرض في مناطق انتشاره وعلى المستوى القطري، مع إصدار تحذيرات عن هذا التأثير.

42 - ضرورة تحليل تأثير المرض على أنظمة الضمان الاجتماعي في الريف، والأصول والموارد الأخرى اللازمة للمحافظة على حياة سكان الريف، والأنماط الديموغرافية، وديناميات الجنسين، والعمليات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. ولابد من إعادة النظر في القوانين والأساليب المتعلقة بالحصول على الأراضي والموارد، ضمانا لحماية معيشة الأرامل واليتامى وغيرهم من الأسر الفقيرة المصابة بالمرض.

43 - ضرورة أن تشجع برامج الإرشاد الزراعي التكنولوجيات اللازمة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للأسر الريفية. وقد تشمل الأنشطة في هذا المجال إعادة توجيه الإنتاج الغذائي، وتجهيزه، وتحضيره، وتشجيع الوزارات لتخفيف النقص في الأيدي العاملة ورؤوس الأموال، وتبني الوسائل والمحاصيل التي تحقق وفرا في الأيدي العاملة، واستخدام تكنولوجيات زراعية أكثر إنتاجية، والتحول إلى المحاصيل مرتفعة القيمة.

44 - لابد أن يكون العاملون في القطاع الزراعي على وعي بمرض الإيدز، وأن يتم تدريبهم وتشجيعهم على تحديد الأسر والمجتمعات المحلية والمؤسسات التي تعاني من هذا المرض، ومساعدتهم جميعا. وينبغي أن يتفهم جميع العاملين في الحكومة وفي الوكالات الأخرى مخاطر المرض، وكيفية انتقاله. والأهم من كل ذلك، أن يكون العاملون في الوزارات راغبون وقادرون على حماية أنفسهم وأسرهم من هذا المرض.

45 - إن برامج الأمن الغذائي الأسري والتغذية المجتمعية القائمة على المشاركة، تمثل طريقة محايدة ومقبولة لبدء المناقشات حول مرض الإيدز، عندما يحول هذا المرض المصابين به إلى منبوذين. ومن الممكن أن يعالج ذلك في نفس الوقت مشكلة الأمن الغذائي الأسري، والرعاية الصحية، مع تحسين الوضع التغذوي للمصابين بالمرض. ولابد هنا من السعي من أجل تعاون القادة المحليين من الرجال والنساء على السواء.

46 - وجميع الموظفين العاملين في الميدان - وعلى الأخص المرشدين الزراعيين - بحاجة إلى معرفة أهمية الأحوال التغذوية الجيدة. فالتوعية التغذوية واستراتيجيات الاتصال ينبغي أن يشتملا على توصيات غذائية مناسبة للأفراد المصابين بالمرض، مع مراعاة مصادر الأغذية المحلية ونظم الإنتاج.

47 - لابد من العمل على نشر رسائل شعبية للحيلولة دون تهميش الأسر المصابة، ولمساعدة المجتمعات المحلية على التعامل مع المرض. وينبغي إيلاء اهتمام خاص للاتصالات القائمة على المشاركة. فالردود المبتكرة والناجحة ينبغي نشرها بين المجتمعات المحلية المصابة والمؤسسات المحلية وعلى مستوى البلد ككل.

48 - وينبغي للبلدان المتبرعة أن تساعد في الحيلولة دون انتشار هذا المرض وتخفيف آثاره السلبية على الأمن الغذائي، بأن تقدم مشورتها ومواردها إلى البلدان التي ينتشر فيها المرض. ويمكن أن تنطوي مثل هذه المساعدة على تقديم المعونة الغذائية كتغذية تكميلية للأسر وملاجئ الأيتام.

دال - دور منظمة الأغذية والزراعة

49 - للمنظمة دور هام في مكافحة مرض الإيدز في العالم. والأهداف الأساسية للمنظمة في هذا المجال هي: تعميق الوعي على أعلى المستويات وخلق التزام سياسي بمواجهة المرض. والحد من تأثيره على تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وتشجيع إعادة بناء شبكات المعيشة الريفية والضمان الاجتماعي، والمحافظة عليها وتعزيزها، وتعبئة ردود فعالة متعددة القطاعات تقوم على المشاركة لتحقيق الأمن الغذائي للسكان والبلدان المتضررة من المرض.

50 - وخلال السنوات العشر الأخيرة، قامت المنظمة بتقدير تأثيرات مرض الإيدز على الزراعة، والأمن الغذائي، والتنمية الريفية، وقدمت مساعداتها إلى البلدان التي ترعى برامجها الخاصة. فقد أجرت المنظمة مثلا بحوثا عن تأثير مرض الإيدز على منظمات الإرشاد الزراعي والعمليات الزراعية في عدد مختار من بلدان أفريقيا الجنوبية. وساعدت المنظمة وزارة الزراعة في أوغندا على إدخال الاعتبارات المتعلقة بالمرض في خدمات الإرشاد الزراعي. وفي ناميبيا، تم تقدير تأثير مرض الإيدز على الثروة الحيوانية. وفي آسيا تنفذ الآن بنجاح مبادرات المدارس الحقلية للمزارعين والمكافحة المتكاملة للآفات، وهي مبادرات مبتكرة قائمة على المشاركة من أجل الوقاية من مرض الإيدز. وبالنسبة للتغذية، يجري الآن وضع خطوط توجيهية للرعاية التغذوية المنزلية، لتطبيقها على مستوى المجتمعات المحلية. وسوف تساعد المنظمة بلدان أفريقيا الجنوبية على وضع سياسات زراعية تتفق مع مكافحة مرض الإيدز.

51 - في عام 1999، وقعت المنظمة اتفاقا مع برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الأيدز للتعاون في وضع قاعدة عريضة لمواجهة مرض الإيدز فيما يتعلق بالتنمية الزراعية والأمن الغذائي. ويجري الآن إضفاء الطابع المؤسسي على جماعة العمل غير الرسمية المشتركة بين المصالح المعنية بمرض الإيدز، وهي الجماعة التي ستضع البرنامج المعياري لعمل المنظمة في مجال مكافحة مرض الإيدز، والأمن الغذائي، والتنمية الريفية. ويجري الآن إعداد خطوط توجيهية لإدماج الأبعاد الخاصة بمرض الإيدز في الأنشطة الميدانية ذات الصلة في المنظمة، وفي عمليات الطوارئ في المناطق التي ينتشر فيها المرض.

هاء - توصيات معروضة على لجنة الأمن الغذائي للنظر

52 - إن انتشار مرض الإيدز في العالم يمثل تحديا إنسانيا خطيرا لجميع الدول. فنتائج هذا المرض تهدد بإفشال التقدم الاجتماعي والاقتصادي، وتشكل تهديدا خاصا بالأمن الغذائي والتغذية في كثير من البلدان، وعلى الأخص بين المجتمعات الريفية. وتوصى الحكومات بتنفيذ استراتيجيات وآليات للتعامل مع هذا المرض. فالمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مساعدة حكومات والمجتمعات المحلية في مساعيها في هذا الشأن. ولهذا الغرض، فإن لجنة الأمن الغذائي مطالبة بتوجيه عمل اللجنة المستمر في مجال مكافحة مرض الإيدز.

53 - يرجى من اللجنة النظر فيما يلي والموافقة عليه:

(1) أن تستخدم الحكومات التي تواجه وباء الإيدز وآثاره السلبية على الأمن الغذائي والتغذية، المبادئ التوجيهية والعناصر ذات الصلة في الإطار الوارد في هذه الوثيقة، من أجل وضع استراتيجياتها وبرامجها القطرية، وأنشطتها المحلية.

(2) تقوم المنظمة بما يلي:

المراجع

.Bollinger, L. and Stover, J. 1999. "The Economic Impact of AIDS" The Futures Group International, Glastonbury

.Du Guerny J. 1999. "AIDS and agriculture in Africa, can agricultural policy make a difference?" Food Nutrition and Agriculture 25, pp 12-18

.Egal, F. and Valstar, A. 1999. "HIV/AIDS and nutrition: helping families and communities to cope". Food Nutrition and Agriculture 25, pp 20-26

.Engh, I.E., L. Stoukal and Du Guerny, J. 2000. "HIV/AIDS in Namibia: The Impact on the Livestock Sector" Women and Population Division, FAO, Rome

.FAO. 1994. The State of Food and Agriculture, Rome

.FAO. 1995. "The effects of HIV/AIDS on farming systems in eastern Africa", Rome

".FAO. 1995. "Impact du VIH/SIDA sur les systèmes d'exploitations agricoles en Afrique de l'Ouest

.FAO. 2000. "HIV/AIDS and Food Security: An FAO Perspective", Rome

.FAO. 2000. "Committee on World Food Security; Twenty-sixth Session Report" Rome

.Haddad, L.and Gillespie, L. 2001. "Effective food and nutrition policy responses to HIV/AIDS: What we know and what we need to know", IFPRI, (preliminary draft)

.Haslwimmer, M. 1994. What has AIDS to do with Agriculture? Agricultural Services Division,FAO. Rome

.Rugalema, G., Weigang, S. and Mbwika, J. 1999. "HIV/AIDs and the commercial agricultural sector of Kenya: Impact, vulnerability, susceptibility and coping strategies" FAO, Rome

.SAFAIDS, ISS, WAU, ZARC, 1998. "Responding to HIV/AIDS: Technology Development Needs of African Smallholder Agriculture", Zimbabwe

.Topouzis, D. and Hemrich, G. 1996. "The socio-ecnomic impact of HIV/AIDS on rural families in Uganda." UNDP Discussion Paper No. 6, UNDP

.Topouzis, D. and du Guerny, J. 1999. "Sustainable Agricultural /Rural development and vulnerability to the AIDS Epidemic" FAO and UNAIDS

.Topouzis, D. 1998. "The implications of HIV/AIDS for rural development policy and programming: Focus on Sub-Saharan Africa" FAO, Rome

.Villarreal, M. A. 2000. "Gender perspective on the impact of HIV/AIDS on Food Security and Labour supply: Leadership challenges", FAO, Rome

.UNAIDS/WHO. 2000. "Report on the global HIV/AIDS epidemic", Geneva

.UNAIDS. 1998. "Expanding the global response to HIV/AIDS through focused action" Geneva

White J. and Robinson, E. 2000. "HIV/AIDS and Rural Livelihoods in Sub-Saharan Africa" Policy series 6. Chatham, UK: Natural Resources Institute.