LOGO AG
 

"برنامج المشتريات الإفريقية للأفارقة" يعود بالنفع على المزارعين الأسريين والمدارس

نظام مبتكر للشراكة في خمسة بلدان بالقارة السمراء
الصورة: ©FAO/Giselle Paulino
ساعة الغداء بمدرسة في إثيوبيا.

10 مارس|آذار 2015، روما -- دلل برنامج للشراكة المبتكرة بين خمسة بلدان إفريقية على مدى جدوى قيام الحكومات بتدبير الغذاء للمؤسسات العامة مثل المدارس، بتوريد السلع من صغار المزارعين الأسريين. وحذواً لإنجازات البرازيل في مناهضة الجوع والفقر فإن "برنامج المشتريات الإفريقية للأفارقة" (PAA) يحقق هدفين مترابطين بجهد واحد لتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي، وتحسين سبل المعيشة والتغذية.

ويشمل برنامج المشتريات الإفريقية كلاً من إثيوبيا وملاوي وموزامبيق والنيجر والسنغال، بتوجيه تقني من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP). وبعد أن دخل عامه الثالث، يكشف هذا البرنامج عن نتائج واعدة على النحو الوارد بالتفصيل في تقرير صدر مؤخراً.

وأماط برنامج المشتريات الإفريقية اللثام عن أن البلدان النامية بفضل شراء المنتجات من المزارعين الأسريين - وهم بين أكثر الفئات تهميشاً - يمكنها المساهمة بفعالية في الجهود الحكومية لمكافحة الفقر الريفي.

وفي تقدير الخبيرة فلورانس ترتانك، أخصائي البنية التحتية الريفية والصناعات الزراعية لدى "فاو"، فإن "المشتريات العامة من صغار المنتجين تضيف قيمة إلى الأسواق المحلية من خلال دمج المزارعين الأسريين في السوق وتوجيه الطلب - من المدارس في هذه الحالة - إلى منتجاتهم مما يعزز الأمن الغذائي ويساعد على تنويع المصادر".

وبينما تقدم "فاو" المساعدة التقنية للتخطيط والسياسات، يعمل خبراؤها مع المزارعين الأسريين بغية تحقيق مكاسب مستدامة في الإنتاجية الزراعية، فضلاً عن تحسين تقنيات الحصاد وما بعد الحصاد - بما في ذلك بناء الصوامع - مما يؤدي إلى النهوض بالجودة ويقلص الخسائر والهدر.

ويرد الدعم المالي للبرنامج من لدن الحكومة البرازيلية ووزارة المملكة المتحدة للتنمية الدولية (DFID).

تعزيز سياسات الشمول

تقول خبيرة "فاو"، أن "المشتريات العامة من المزارعين المحليين يمكن أن تعزز قيمة سلاسل الإنتاج والتنويع المحلي، وضمان أن يحصل التلاميذ بانتظام على الغذاء، فضلاً عن تعزيز رأس المال البشري على المدى الطويل من خلال المواظبة على الدراسة والتعلم حين يحصِّل الأطفال تغذيةً جيدة".

وعلى سبيل المثال، قررت الحكومة في النيجر أن تستهدف المزارعين الأسريين لتجديد الاحتياطي الوطني من الحبوب، وتخصيص حصة بمقدار 10 في المائة للمشتريات المحلية من منظمات صغار المزارعين.

وعلى نفس النموذج، بوسع الحكومات أن تستهدف المزارعين الأسريين المحليين كمورد لجزء من الطلب على الغذاء، لصالح المؤسسات العامة كالمدارس والمستشفيات.

نتائج جديرة بالملاحظة

وحتى الآن تمكن نحو 5500 من صغار المزارعين الأسريين الذين شاركوا في برنامج المشتريات الإفريقية من زيادة إنتاجيتهم بنسبة 115 في المائة. وعلى الأكثر يعود الفضل إلى تحسين فرص الحصول على المدخلات الزراعية، بما في ذلك البذور والأسمدة، وتطبيق تقنيات زراعية جديدة مكتسبة في الدورات التدريبية للبرنامج الإفريقي، مثل الجمع بين زراعة البقوليات والحبوب معاً في قطعة الأرض الواحدة.

ورغم ما ينتجونه فعلياً من 80 في المائة من إمدادات الغذاء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، غالباً ما يناضل صغار المزارعين - وبخاصة النساء - إزاء عدم كفاءة النظم الغذائية المحلية وعدم قدرة الوصول إلى الأسواق.

في الوقت ذاته، تمكن البرنامج من ضمان الأسواق لما يصل إلى 37 في المائة من المواد الغذائية المنتجة ومساعدة المزارعين على توليد الدخل علاوة على الاحتياجات الغذائية الخاصة بهم.

ويستخدم جزء من الإنتاج المحسن للمزارعين في توريد أغذية عالية الجودة لبرامج التغذية المدرسية. وخلال أول عامين لتطبيق البرنامج، أمكن توريد نحو 1000 طن من الأغذية المشتراة محلياً لتوفير الوجبات المدرسية بصورة منتظمة لنحو 128000 طالب في 420 مدرسة. وفي نفس الإطار أيضاً نجح مشروع لبرنامج الأغذية العالمي هو مشروع "المشتريات في خدمة التقدم" (P4P) في اختبار نماذج متنوعة من الشراء المباشر من منظمات المزارعين الأسريين.

الجمع بين الحماية الاجتماعية والزراعة

وكما هي الحال في المبادرة البرازيلية لمحو الجوع التي ألهمت الجهود الجارية، يصور برنامج المشتريات الإفريقية كيف أن دمج التدخلات الزراعية في التحولات الاجتماعية (شبكات الضمان الاجتماعي) للحد من الفقر، يمكنها أن تساعد في إدراج مزارعي الكفاف على نحو مجز ممن يملكون بعض المقومات الزراعية والاجتماعية في صلب الأسواق.

وفي حالة البرنامج الإفريقي فإن هذا النموذج الفعال من التكامل يمكن أيضاً أن يرفع من تأثير مشتريات الأغذية المحلية في خدمة سبل معيشة المشاركين والمساعدة في بناء نماذج للتنمية الريفية المستدامة، من خلال الجمع بين التدخلات الزراعية المناسقة، وشراء المواد الغذائية المحلية، وضمان الحماية الاجتماعية للفئات التي تحتاج إليها.

ففي السنغال، على سبيل المثال، استهدف البرنامج الفئات الأشد ضعفاً في مناطق العجز الغذائي من المزارعين المتضررين بموجات الجفاف الأخيرة. وتلقى هؤلاء المدخلات ليس فقط من بذور الأرز والدورات التدريبية، وإنما لمسوا أيضاً في البرنامج الجاري سوقاً يمكن التنبؤ بها ومنفذاً مضموناً لحصة من إنتاجهم.

ومن هذا المنظور يشكل برنامج المشتريات الإفريقية مثالاً من النجاح للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، وهو نهج إنمائي مبني على تبادل المعارف والخبرات والتقانات بين بلدان الجنوب.

وعلى نفس النسق تمضي منظمة "فاو" باستشراف مناهج متعددة لبرامج المشتريات المؤسسية من خلال سلسلة من دراسات الحالة، ولا سيما تجربة البرازيل.

النشرة