هناك دافع قوي في الوقت الراهن لتنظيم مؤتمر عالمي في مجال التقانات الحيوية للبلدان النامية يشمل مختلف أدوات التقانة الحيوية المستخدمة في قطاعي الأغذية والزراعة. خطوات ملموسة يتعين اتخاذها لتجاوز طرق التعامل المرتكزة على"أعمال كالعادة" وللرد على تزايد انعدام الأمن الغذائي والتصدي للتحديات الناتجة عن تغير المناخ وذلك لتقويض الإنتاج الغذائي في العالم النامي من أجل ضمان الأمن الغذائي العالمي. إتباع نهج متعدد الوظائف وإدماج التقانات الحيوية الزراعية مع غيرها من الاستراتيجيات المرتكزة على التقانات المبتكرة الغير حيوية يعتبر أمر حيوي للتنمية الزراعية المستدامة، كما ورد أيضا في تقارير أخيرة مثل التقييم الدولي للمعارف الزراعية والعلوم والتقانة لأغراض التنمية (IAASTD) و تقرير التنمية العالمية 2008 حول الزراعة من أجل التنمية.
تماشيا مع نطاق عمل منظمة الأغذية والزراعة حول زيادة الانتاجية الزراعية والأمن الغذائي، والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين سبل المعيشة في الريف، تم وضع الأهداف الرئيسية للمؤتمر وهي:
تمكين البلدان النامية من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تطبيق التقانات الحيوية المناسبة، و
مساعدة البلدان النامية على توسيع نطاق إستراتيجياتهم وقدراتهم الوطنية بما يتعلق بالتقانة الحيوية ضمن السياق الأوسع للبحوث من أجل التنمية، من أجل القضاء على الجوع ومن أجل التخفيف من حدة الفقر.
هذا المؤتمر سيكون تقني وعلمي وسيهدف إلى التركيز على "العلم من أجل التنمية"، وليس على العلم في حد ذاته. الغاية من هذا المؤتمر المقترح ستكون تغطية جميع التقانات الحيوية، والتي تشمل جميع القطاعات الغذائية والزراعية (المحاصيل والغابات والثروة الحيوانية والسمكية وتربية الأحياء المائية، والتصنيع الزراعي). سيقدم المؤتمر تقييم عبر مختلف القطاعات، مع وصف للوضع الحالي وتحليل للنجاحات / الإخفاقات السابقة من أجل التعلم من الماضي، وتقديم توصيات للمستقبل. وعلاوة على ذلك، إن التجارب التي أجريت في القطاعين العام والخاص ستكون ذات أهمية أيضاً.
إحدى الأدوات المستخدمة في التقانة الحيوية، التعديل الوراثي، كان في صلب مواضيع النقاش الرئيسية في جميع أنحاء العالم ولعدة سنوات والآن ليس هناك دلائل عن تراجع هذا الجدل. النقاش حول الكائنات المعدلة وراثيا يشمل عددا من القضايا المثيرة للجدل في عدد من المجالات المختلفة – العلوم، والجغرافيا السياسية، والأخلاق، والتجارة، والاقتصاد الاجتماعي. ونتيجة لهذا النقاش الساخن والذي يعد نقطة استقطاب عالية للغاية، تم حتى الآن تركيز الاهتمام على الكائنات المعدلة وراثيا والميل إلى إهمال غيرها من التقانات الحيوية، والتي قد تكون ذات أهمية كبيرة في معالجة مشاكل التنمية. ولذلك من المهم جدا تأكيد أن مصطلح التقانة الحيوية هو أوسع بكثير من التعديل الوراثي بحد ذاته، وأن هذا المؤتمر سوف يشمل جميع التقانات الحيوية الزراعية، بما فيها التعديل الوراثي الذي هو واحد فقط من بين مجموعة الأدوات المتاحة في التقانة الحيوية.
