المدير العام شو دونيو

اجتماع مع الإدارة العليا

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

30/07/2020

اجتماع مع الإدارة العليا

نص الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام

اجتماع افتراضي، 30 يوليو/تموز 2020، من الساعة 12:30 إلى الساعة 14:11

 

 

أولًا، أشكر السيدة Maria-Helena Semedo على تشجيعي، وأود أن أُعرب عن تشجيعي لكم جميعًا.

وإلى حد الآن، أظن أن 95 في المائة من موظفي الفئة مد-1 والفئات العليا ما تزال على تواصل معي منذ يومي الأول، وهو 1 أغسطس/آب 2019. وجميع الإنجازات المحقّقة هي إنجازاتكم. والصعوبات التي واجهناها، واجهناها سوية. وإن جميع الإصلاحات والتعديلات الجديدة الأخرى على برنامج العمل والميزانية تمثل التزامنا واتفاقنا وخطة عملنا الجماعية من أجل المستقبل.

وأود أن أستهل كلامي بأطيب التمنيات بمناسبة عيد الأضحى للأشخاص الذين يحتفلون به. وأدرك أن بعض الأشخاص من غير المسلمين يحتفلون به أيضًا. وأعلم أن هناك في الصين 12 قومية تحتفل بهذه المناسبة. وفي السنة الماضية، وافق العيد يوم 11 أغسطس/آب 2019. وفي هذه السنة، بدأ البعض احتفالهم بالعيد اليوم، 30يوليو/تموز، و31 يوليو/تموز، 2020. وغدًا هو يوم عيد وطني في الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك، أتمنى لكم عطلة سعيدة، وعيد أضحى سعيد.

وهذا هو الاجتماع الثالث مع المديرين من فئة مد-1 والفئات العليا منذ أن توليت مهام منصبي. وقد عُقد الاجتماع الأول السنة الماضية في سبتمبر/أيلول. وفي هذه السنة، عُقد الاجتماع الأول في 29 يناير/كانون الثاني 2020قبل تفشي جائحة كوفيد-19. وما زلت أذكر أمرين، وهما أن هذه السنة هي سنة الكفاءة في المنظمة. وإضافة إلى ذلك، أنشأت فريقين، الأول من أجل إدارة الأزمات والمسائل الطارئة، والآخر من أجل البيانات الضخمة.

وأعتقد أن التاريخ يخبركم بالحقيقية. فالتاريخ يخبركم بالتقدم والإنجازات أيضًا. وعملتم معي من أجل تغيير المنظمة.

ولعلّكم تذكرون أنّ القرارين آنفي الذكر، اللذين اتخذتهما خلال الاجتماع الأخير كانا حاسمي الأهمية إذا ما نظرنا إلى الفترة السابقة. وتمثل ذلك في تكليف السيد Laurent Thomas بمهمة حالات الطوارئ. وبالطبع، كان هذا بدعم من السيدة Samedo وآخرين. وتمثل أيضًا في تكليف السيد Máximo Torero Cullen بمسؤولية البيانات الضخمة. وأقدِّر بالفعل خدمات تكنولوجيا المعلومات في المنظمة، إنها تشكل مسار خدمات تكنولوجيا المعلومات في المنظمة. إذ يمكنكم أن تروا الصعوبة التي اكتنفت الشهور الخمسة الماضية. ولكن الأزمات تحمل في طياتها أيضًا فرصًا لنا في بعض الأحيان.

ولقد شهد العالم من حولنا تغيرات متسارعة وعميقة منذ اجتماعنا الأخير. فلم يتغير الواقع من حولنا فحسب بل أيضًا حياتنا المهنية التي باتت مختلفة للغاية. وأظن أن معظم الوفورات التي حققتها المنظمة قد تأتت من تكاليف السفر. وأرى أنه سيتسنّى لنا هذه السنة توفير 50 في المائة على الأقل من تكاليف السفر، ولكنّنا ندفع أكثر من أجل حالات الطوارئ وغيرها. وقد دفعنا هذا الوضع إلى تغيير نموذج تصريف الأعمال وطريقة العمل، وفي حين وضعنا حماية رفاهية موظفينا وسلامتهم في صدارة أولوياتنا، فقد بقينا ملتزمين بأولويتنا في إنجاز عملنا لصالح من نعمل من أجلهم، انطلاقًا ممن هم الأشد تخلفًا عن الركب.

وخلال أشهر حالة الطوارئ الناجمة عن جائحة كوفيد-19، تسارعت وتيرة التحول الرقمي للمنظمة بما فاق التوقعات. وقد قال السيد Yaya Adisa Olaniran، أخي العزيز من نيجيريا، إن هذا الوضع ربما دفع بالبلدان الأعضاء إلى العمل بشكل أسرع ممّا يتوقع إنجازه خلال أكثر من 20 عامًا. وكما لا يخفى عليكم، فهذا تغيير اجتماعي وعميق جدًا. وهو لا يطال طريقة العمل فقط، العمل عن بُعد، وطريقة تصريف الأعمال والتنمية الاقتصادية وحوكمة المجتمع فحسب، بل إننا خطونا خطوات هامة باتجاه رقمنة المنظمة.

ففي ظلّ هذه الظروف غير المسبوقة، لاحظنا ارتفاع مستويات مشاركة موظفي المنظمة والتزامهم في مختلف أنحاء العالم. وينبغي أن أسترعي الاهتمام هنا كي يدرك جميع زملائي أنه يوجد بالمنظمة ما يقارب 000 13 موظف. وأقدر التزام جميعكم بالقواعد والتوصيات الصادرة عن المنظمة ومنظمة الصحة العالمية والبلد المستضيف. ولهذا، لم يُصب إلّا القليل من الأشخاص. وإن أسرة المنظمة، الأسرة الكبيرة، بما في ذلك أفراد أسركم الصغيرة، هي سليمة وبصحة جيدة. وهذا أمر، كما تعلمون، يثلج صدري فعلًا، حتى عندما نواجه هذه الصعوبات والأوقات العصيبة.

وتكيّفت حوكمتنا بسرعة أيضًا مع أسلوب العمل الرقمي الجديد. وما زلت أذكر، قبل عدة شهور مضت، عندما بدأنا بتغيير نموذج عمل المجلس ولجنة البرنامج واللجنة المالية. وكان الأمل لا يزال يحدو الكثير من الأصدقاء بأن تعقد الاجتماعات بحضور الأعضاء. وبمشاركة زملائي، السيد Thomas والسيد Godfrey Magwenzi وآخرون، قلنا بحزم "لا". وحتى لو سمح لنا الوضع بذلك، فإننا استغلينا هذه الفرصة من أجل تجريب نموذج عمل جديد. والآن عندما ننظر إلى الوراء، نرى أن القرار الذي اتخذناه كان قرارًا حكيمًا ومناسبًا. وإذا استطعنا أن نعقد دورة المجلس بنجاح، فبإمكاننا أن نتعامل مع أي اجتماع آخر بشكل جيد جدًا. وما زلت أذكر أنه عقدنا، برفقة السيدة Samedo، اجتماعًا ناجحًا جدًا بين المنظمة ووزراء الزراعة في الاتحاد الأفريقي. وقبل بضعة أيام، عقدنا اجتماعًا ضم ثلاثة وزراء [من مجموعات الاتحاد الأفريقي].

ولأول مرة في تاريخ منظومة الأمم المتحدة، وبتاريخ 16 أبريل/نيسان، أجرينا ترجمة فورية باللغات الرسمية للأمم المتحدة. وأنا على دراية بأنه لا تزال هناك بعض منظمات الأمم المتحدة الشقيقة التي لا تستطع القيام بذلك بعد. وأعتقد أنه ينبغي أيضًا أن أعرب عن تقديري لخدمات تكنولوجيا المعلومات في المنظمة، فقد تكيّفت بشكل سريع وفعّال.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنتُ سنة 2020 سنة الكفاءة في المنظمة، وعمدنا إلى زيادة جودة وكفاءة ما ننجزه.

وبالتوازي مع جائحة كوفيد-19، خاضت المنظمة غمار المرحلة الاستهلالية الطبيعية التي يمر فيها استلام أي إدارة جديدة مهامها. وقد انتهت هذه المرحلة الآن ونحن، من خلال إقرار المجلس للتغييرات التحولية التي اقترحتُها، بصدد إرساء منظمة متجددة.

وليكن من الواضح أننا أطلقنا أكبر عملية إصلاح وإعادة تنظيم منذ تأسيس المنظمة.

وربما لم يلاحظ بعض الزملاء، ولكننا انتهينا البارحة فقط من العمل المتعلق بلجنة الرقابة الاستشارية وفريق الإشراف. وأعربوا عن تقديرهم لما سنقوم به في عملية الإصلاح وقالوا إننا اتخذنا إجراءً جريئًا وشجاعًا للقيام بهذا الإصلاح.

ويمكنكم أن تروا الدعم الذي يظهره معظم الموظفين وكبار الموظفين لأننا نهتم بشؤونكم الخاصة قدر استطاعتنا. ووقّعت اليوم للتو وثيقة بعنوان "كيفية التعامل مع حل البرنامج الاستراتيجي 1 إلى البرنامج الاستراتيجي 5 ومكتب دعم المكاتب الميدانية".

وأعتقد أني أجريت محادثة شخصية قبل الإغلاق مع كبار الموظفين المعنيين كافة. وكما قلت، نريد أن نجري إصلاحات في المنظمة، ولكن لا نريد أن نهاجمكم. وعلينا أن نحمي مصالحكم الشخصية قدر استطاعتنا، إن كنتم جيدين بما فيه الكفاية. وأظن أني أوفيت بوعدي. وهذه أيضًا طريقة لإجراء إصلاح بطريقة سلسة. ونريد بطبيعة الحال أن نغير المنظمة. ونريد أن نجري إصلاحًا يفضي إلى هيكل متماسك وانسيابيٍ؛ أي نظام للإدارة يقوم على مزيد من تفويض السلطات؛ وبيئة تشجّع الإبداع وروح المبادرة. وهذه هي منظمة الأغذية والزراعة المرنة الجديدة.

ودعونا نتذكر دائمًا أنه عندما أقول منظمة جديدة لا أعني غرضًا جديدًا للمنظمة ولا ولاية جديدة لها. بل إنّ المنظمة الجديدة هي، على العكس، متجذّرة اليوم أكثر من أي يوم مضى في ولايتها الأصلية التي أناطها بها الأعضاء المؤسسون في النصوص الأساسية للمنظمة. ومن هنا جاء إصراري، في العديد من المرات، على أن يطّلع جميع الموظفين والأعضاء على النصوص الأساسية وأن يفهمونها. وأما الجديد، ففي طريقة عملنا وفي طريقة اقترابنا أكثر فأكثر من الأعضاء في الميدان. وأن تكون المنظمة الرقمية بعيدة عن التفكير الجيوسياسي المحدود القديم ومنفتحة على التعاون ومستعدة للمساهمة.

وقد تم إلغاء طبقة من طبقات الإدارة، كما لاحظتم بالفعل، بما يؤدي إلى جعل الهيكل التنظيمي انسيابيًا بشكل أكبر من خلال جعل المديرين أقرب إلى فريق الإدارة وتمكينهم وإخضاعهم للمساءلة. ولقد كسرنا التقوقعات القائمة على مختلف المستويات التنظيمية بما في ذلك تلك القائمة بين نواب المدير العام.

وستكون المنظمة بفضل هذه التغيرات أكثر قدرة على مساندة الأعضاء من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، في غضون أقلّ من عشر سنوات من الآن. فأهداف التنمية المستدامة هي الأهداف الذي يجب أن تبقى نصب أعيننا.

وقد ترافقت عملية الإصلاح مع إطلاق مبادرة العمل يدًا بيد. وهذا يمثل تحولًا استراتيجيًا وأساسيًا في الدعم الذي نقدمه للأعضاء وفي طريقة تصورنا للشراكات من أجل تحقيق النتائج. ويجدر بنا الآن إبراز النتائج.

ولقد أصبح شعاري معروفًا لكم: العمل بشكل ملموس وواقعي وتشاركي وشفاف ومتسّق. فقد قمنا بتحسين مستوى الشفافية والمشاركة. ويجدر بنا الآن العمل بشكل واقعي أكثر والتحرك بسرعة.

وإننا نعيش اليوم واقعًا يزداد تعقيدًا وتحتدم فيه المنافسة يومًا بعد يوم. ولذا، يجب علينا إظهار قيمتنا المضافة لإقناع الأعضاء والمانحين بأنّ الاستثمار في المنظمة إنما هو استثمار جيد في التنمية المستدامة. ولا بد لنا أن نبيّن أننا نُحدث تغييرًا فعليًا في نموذج أعمالنا لتحقيق المزيد بقدر أقلّ من الموارد المالية، تمامًا كما تبيّنه مبادرة العمل يدًا بيد.

وفي البداية، أعرف أن العديد من الأعضاء كانوا يتساءلون دائمًا عن قدر المبالغ المالية التي قُدمت من أجل مبادرة العمل يدًا بيد. وكما ذكرت، نبدأ أولًا بتغيير نموذج الأعمال، وبعد ذلك سيكون لدينا المزيد من الإسهامات التي سترد.

ويلاحظ ارتفاع معدلات الجوع والفقر وإنّ عامل الوقت حاسم لعكس مسار هذه الاتجاهات. وسيكمن مفتاح الحلّ في قدرتنا على تطبيق أفكارنا والبحث عن حلول مبتكرة للمشاكل القديمة والمستجدة، وربما بقدر أقلّ من الموارد المالية.

وتحقيقًا لذلك، نحن بحاجة إلى مراقبة جودة عمل موظفي المنظمة كافة على جميع المستويات وفي جميع مقار العمل.

وسنخضع جميعًا لحكم الأشخاص الذين نعمل لخدمتهم لتقييم قدرتنا على تقديم حلول ملموسة للتحديات التي نواجهها. ويجدر بنا التحلي بالواقعية. ليس فقط من خلال تسليط الضوء على المشاكل، بل أيضًا من خلال تقديم حلول وخدمات للأعضاء.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

إذا ما أردتم أن تتذكروا رسالة واحدة منبثقة عن هذا الاجتماع اليوم، فلتكن الرسالة التالية:

لقد صممنا تنظيمًا جديدًا للعمل يرتكز إلى المديرين من الفئتين مد-1 ومد-2 المسؤولين في مجالات اختصاصهم، فضلًا عن تمكينهم ومساءلتهم عن أعمالهم.

وإنّ الهيكل الجديد يتيح لكم فرصة لإبراز مواطن قوتكم الفنية والمهنية. وهو يتيح حيزًا مصمّم بشكل خاص لتمكين المديرين من فئتي مد-1 ومد-2 من التواصل بصورة وثيقة مع فريق القيادة الرئيسي من خلال بريد إلكتروني واحد وليس فقط مع رئيسهم المباشر. إذ يمكن الاتصال حتى بالسيد Julio Berdegue، وإرسال نسخة إليّ بطبيعة الحال، ويمكن إرسال نسخة إلى السيد Godfrey Magwenzi، وبوسعكم رفع تقرير إلى السيد Thomas أو إلى السيد Torero لأن السيد Torero هو الخط "باء" بالنسبة إلى أمريكا اللاتينية.

وأود إرساء علاقة أوثق مع مكاتبنا القطرية والإقليمية، وكذلك بالنسبة إلى الفئة مد-1 والفئة مد-2، ممّا يمكننا من تجاوز خطوتين وتجنبهما. وحالما تتواصلون مع السيد Magwenzi، يمكنه إعادة توزيع الرسالة إلى القيادة الرئيسية المعنية. ونحن ستة أشخاص إضافة إليّ، أي سبعة أشخاص. والمنظمة تترأسها وتديرها فعلًا القيادة الرئيسية، وليس فقط فرادى كبار الموظفين أو نواب المدير العام أو القادة أو أنا أو مدير الديوان.

وأريد أن يكون هذا واضحًا جدًا. فأنتم مسؤولون لكن عليكم في الوقت نفسه احترام نموذج العمل الجديد، وعدم اتباع التقوقعات القديمة ورفع التقارير إلى مشرف مباشر واحد فقط. وعليكم رفع التقارير إلى مشرفين اثنين على الأقل، ومن المستحسن ثلاثة، لأن السيد Magwenzi هو مدير في القيادة الرئيسية لدينا. وهو مدير الديوان.

وسيكون هذا النهج حافلًا بالتحديات في بداية الأمر حيث سيتعين عليكم التكيّف وتعديل طريقة عملكم. فإذا ما أظهرتم شفافيتكم وانفتاحكم على العالم، سيبادلكم العالم هذا الانفتاح. وسرعان ما سيسفر عن المزيد من المنافع وصنع القرارات والفرص. وهذه هي الطريقة الوحيدة للعمل بصورة مشتركة بين قطاعات واختصاصات متعددة وبصورة معيارية على المستوى الداخلي في دعوتنا إلى اتباع هذا النهج الشامل والترويج له على المستوى الخارجي.

وكونوا مستعدين لتحمّل مسؤولية قراراتكم والإقرار بمساهمات الموظفين الخاضعين لإشرافكم. وأشجعكم أيضًا، وليس أنتم فقط، بأن تكونوا مطّلعين على الأمور. وينبغي لكم كذلك أن تسألوا زملاءكم أن يتشاركوا معكم بغض النظر عما إذا كنتم ممثلين إقليميين أو ممثلين قطريين أو مديري شعب أو مديري اتصالات.

وأظن أن ذلك هو الانفتاح والشفافية، ليس فقط مع البلدان الأعضاء ومع الشركاء الأخرين كذلك، بل أيضًا فيما بين كبار الموظفين هنا. فأنتم من فئة مد-1 وما فوق.

وأتوقع منكم أن تبذلوا ما أمكن من جهود للحد من البيروقراطية ضمن وحداتكم ومكاتبكم. ويجدر بكم التفكير منذ الآن في كيفية مساهمة وحداتكم في جعل المنظمة أكثر مرونة. ويجدر بكم أن تفكروا أبعد من التقوقعات المعتادة وأن تكونوا قدوة في إدارتكم من الأعلى، وتثبتوا أنّ الأنشطة التي تضطلعون بها إنما تصب في خدمة المنفعة العامة للمنظمة ولم توضع بالتركيز على أولويات وحداتكم أو أولوياتكم الشخصية.

وكونوا جزءًا من الاقتصاد التشاركي الجديد في المنظمة، وتشاطروا ما لديكم من معارف وبيانات ومعلومات. ومن الآن فصاعدًا، ستكون الأنشطة على الدوام موجهة نحو تحقيق النتائج، أي بلوغ الغايات من حيث تعبئة الموارد ومؤشرات الأداء للمشاريع وجداول عدّ عكسي محددة المهل.

وستكون قيادتكم حاسمة الأهمية للنجاح في إجراء التغييرات المطلوبة لتكييف الأولويات الجديدة والهيكل المنبثق عن عملية الإصلاح. ويشمل هذا تغيير ثقافتنا على مستوى المنظمة؛ ويجدر بكم الاعتياد على العمل مع الآخرين، ضمن المنظمة وخارجها.

لنأخذ مسألة تعبئة الموارد مثالًا على ذلك. فالجميع يتحمّل مسؤولية إيجاد فرص سانحة لإقامة شراكات ولتعبئة الموارد، ولكن عليكم بطبيعة الحال أن تتبعوا الخطوات الفنية والمالية والقانونية – وهي الخطوات الثلاث لإدارة المخاطر. بيد أن هذا لا يعني أنه ينبغي تعبئة الموارد بناء على جدول عمل شخصي أو خاص بالشُعب ولا إقامة الشراكات في مجال عمل محدود فحسب. ويجدر بنا جميعًا العمل في سبيل بلوغ الغاية نفسها وتحقيق نفس النتائج من خلال نهج شامل ورؤية راسخة في الأذهان.

وسيكون التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات عاملًا أساسيًا. وعلى سبيل المثال، يجدر بنا الإلمام بالاستجابة الشاملة الجديدة لجائحة كوفيد-19 والخطة المنسقة لمواجهة التحديات الناشئة عن هذه الأزمة. وقد باتت هذه المعلومات متاحة الآن للجمهور وهي تمثل المنظمة ككلّ. وأظن أنه، منذ أسبوع تقريبًا، حصلت أنا والسيدة Beth Bechdol والسيد Maximo Torero  سوية على ترقية كبيرة مع شعبة تعبئة الموارد.

ويتعين على جميع المديرين أن يكونوا على دراية وأن تتضافر جهودهم في سبيل الدعوة لاتباع هذا النهج وتوفير الدعم له.

فليكن تفكيركم وكلامكم وإصغاؤكم استراتيجيًا. وقوموا بتحديد الأولويات انطلاقًا من معارفكم ومن المشهد الأعم.

وستكون مهاراتكم في مجال إدارة الموارد البشرية ضرورية أيضًا نظرًا إلى أن النجاحات التي حققتها المنظمة خلال هذه الأشهر الماضية، بما في ذلك إنتاجيتها العالية، كانت لأكثر من سبب نتيجة نهج اعتبر موظفينا أهمّ الأصول المتاحة لدى المنظمة.

ولقد أقرّينا بالتحديات الشخصية التي واجهها الكثيرون في هذه الأيام وأبدينا لهم كلّ الاحترام على بذلهم قصارى جهدهم في العمل. ومن الضروري المحافظة على هذا النهج في الإدارة انطلاقًا من الثقة في كل من الأفراد ومساءلتهم. وتعاملوا مع فرقكم بكل احترام وإنسانية وكونوا قدوة لهم في قيادتكم.

ويمكنكم أن تروا أن المهام الماثلة أمامنا هامة والتطلّعات كبيرة، لكن كلنا ثقة في قدراتكم، وفي اعتقادي أنكم ستكونون في مستوى التحديات التي ينطوي عليها مستوى المسؤولية الجديد هذا.

وإن هذا التحول الجذري يطالنا جميعًا. فأنا، كما ذكرت المرة الماضية، أرى نفسي الآن أنتقل من قيادة مجموعة مفكرين إلى مجموعة منفذين، من كبير المصمّمين إلى كبير المهندسين. 

ولذلك أصرّيت، وشعر بالفعل بعض الزملاء بهذا الإصرار ممّن هم في الرتبة مد-2 وحتى من هم في رتبة نائب المدير العام، لأنني أترجم على الدوام أقوالي إلى أفعال ولا أكتفي بالتكلّم فقط. وبما أنه تم الموافقة على تصميم الإصلاح، حان الوقت الآن بالنسبة إلينا للعمل معًا على تنفيذه بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والجودة.

وقد قمت بتعيين فريق قيادة أثق به لتقديم الدعم لي، وهو فريق القيادة الرئيسي الخاص بي. وهو مؤلف من نوابي الثلاثة ورئيس الخبراء الاقتصاديين ورئيس العلماء الذي سيتم اختياره قريبًا ومدير الديوان. وإذا تواصلتم مع أحد منهم أو جميعهم فسأكون على علمٍ تام بذلك. فهم يشكلون معًا فريقًا موحد الصفوف يعمل نيابة عن المدير العام وأتمنى منكم جميعًا تقديم الدعم لهم، كأفراد وكفريق. وأرجو منكم إفادتهم بأي أفكار أو توصيات لديكم وتشاطرها معهم، أي مع من يؤدي الدور ألف والدور باء ومدير الديوان في الوقت عينه، وأكرّرها مرة أخرى، في الوقت عينه.

ولا تلعبوا معهم لعبة الجدول الزمني، أي تقديم التقرير إلى واحد منهم قبل يوم أو ثلاثة أيام، وتقديم التقرير إلى مدير آخر بعد ثلاثة أيام؛ فهذا ليس أسلوب عملكم. فهذا نوع من الولاء لنائب مديركم العام وكبير الموظفين والمشرف عليكم. وقد قلت هذا مرارًا وتكرارًا لأنه بات من السهل اليوم في العالم الرقمي تعقب ما قمتم به.

وجرى تكليف المديرين العامين المساعدين بمهام محددة رفيعة المستوى ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إلى المنظمة، وهي مهام وافق عليها المجلس فعلًا. وطلبت بالفعل من السيد René Castro-Salazar إقامة تعاون خاص محدد الأهداف مع الصندوق الأخضر للمناخ. وفي هذه الأثناء، ربما ستنظر السيدة Semedo من زاوية أشمل لكي تقوم بالتنسيق. وكما ترون، إذا أراد كل مدير عام مساعد الحصول على نتائج قابلة للتحقيق، فعليه التركيز على عدة أمور مهمة. وسبق أن سألتكم قبل انعقاد دورة المجلس، عندما أجرينا مناقشة أولية، والآن هذا قرار للمجلس وحان الوقت بالنسبة إليكم لكي تنجزوا وتبلوا بلاءكم. وهذا ليس تفويضًا شخصيًا مني.

وكلي ثقة من أنهم سيحظون بدعمكم الكامل لإنجاز مهمتهم نيابة عني على مستويي الأقاليم والمقر الرئيسي. وستكتسي الأدوار المراجعة للمديرين العامين المساعدين في المقر الرئيسي أهمية أيضًا في كسر التقوقعات وتحسين الكفاءة. ولذلك، يمكنكم الآن أيها المديرون العامون المساعدون على المستوى الإقليمي أن تروا أنكم تنسقون جميع أقاليمكم بشكل كامل. ففي الماضي حينما لم يكن لدى بعض الأقاليم مكاتب، ومكتب اتصالات وغيره من المكاتب، لم تحصلوا على التغطية الكاملة. ولكن الآن، باستثناء حوالي ثلاثة مكاتب اتصالات، يتحمل معظمكم تقريبًا المسؤولية الكاملة عن جميع المكاتب القطرية ومكاتب الاتصالات.

وبالنسبة إلى المديرين العامين المساعدين في المقر الرئيسي، فإن خبرتهم الدبلوماسية والسياسية والفنية موارد قيّمة إذا ما استغلّت على أكمل وجه.

وأعلم أننا في المنظمة نحتاج إلى الموارد المالية والبرامج والقواعد، ولكن الأهم من ذلك أننا نحتاج إلى مواهب، مواهب مختلفة على مختلف المستويات، وطالما قلت هذا وكرّرته البارحة أمام لجنة الرقابة الاستشارية. فبفضل المواهب، يمكنكم تغيير العمل إذا تمكنتم من الاستفادة من حكمتكم وخبرتكم.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

سنقوم، خلال الأشهر المقبلة، بإعداد الإطار الاستراتيجي الجديد للمنظمة وكذلك الخطة المتوسطة الأجل وبرنامج العمل والميزانية للفترة 2022-2023. وستكون هذه فرصة لنا لإعادة النظر في التحديات المحدقة بمستقبل النظم الزراعية والغذائية وفي أولويات عمل المنظمة خلال السنوات المقبلة. وتقضي هذه الرؤية بزيادة تكامل عمل مكاتب المنظمة كافة، المرسخة في عمل جميع المسارات والمكاتب والمراكز، وكسر التقوقعات المواضيعية أو الجغرافية، وصولًا إلى العمل في نهاية المطاف كمنظمة واحدة.

وإننا نعمل على الإسراع في تنفيذ الإصلاحات. وخلال الأسابيع المقبلة، أتوقع أن تعمل جميع الفرق في المقر الرئيسي بكامل طاقاتها، سواء من المكاتب أو عن بُعد.

ولا بد لنا من تجديد تركيزنا وجهودنا لتوفير دعم فعال لزملائنا في مختلف الأقاليم حيث لا تزال الأوضاع صعبة للغاية أحيانًا.

ويجدر بنا كمنظمة واحدة مؤازرتهم بكل ما أوتينا من قوّة.

وتكمن الأولوية الفورية في إقامة حوار فني وسياسي ناجح مع الأعضاء بمناسبة دورة المؤتمرات الإقليمية التي ستبدأ اعتبارًا من الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/أيلول، والتي غالبًا ما ستعقد بشكل افتراضي. فهذا هو الوضع الطبيعي الجديد.

ويمكننا حتى إجراء المزيد من الحوار، لأنه عندما نعقد اجتماعًا بحضور الأعضاء خلال خمسة أو ثلاثة أيام، يكون لدينا وقت محدود. بيد أنه يمكن الآن فعليًا إجراء حوار أكثر استفاضة مع أي عضو من الأعضاء بشكل افتراضي أو عن طريق العمل عن بُعد.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

لقد دوّنتُ في برنامج عملي أن ما نفكر به يحدّد من نحن. والتفكير الجديد سيقود إلى مسيرة مختلفة. ولقد بدأت مسيرتنا قبل 364 يومًا من الآن. واليوم، ينبغي أن تكون الطريق المفتوحة أمامنا واضحة لكم جميعًا. أي طريق ستقودنا إلى مستقبل أفضل من خلال إنتاج وتغذية وبيئة أفضل. ومن ثم، يمكننا الحصول على حياة أفضل لا للمزارعين فحسب، بل أيضًا للمجتمع والمستهلكين بطبيعة الحال.

وإني أضع ثقتي فيكم للمساهمة في إحداث التحوّل التاريخي في المنظمة ولكي نسلك معًا هذه الطريق. فالمستقبل في أيديكم. ودعونا نبني منظمة ديناميكية من أجل عالم أفضل بفضل مساعيكم. وأنا أقدّر مساهمتكم وتعاونكم وتفهمكم.

وتعلمون أن المنظمة فقيرة وعفا عنها الزمن، وهو ما أقوله دائمًا على العلن، وعلينا أن نبنيها لتكون ديناميكية ونابضة بالحياة ومتسمة بالكفاءة. وبطبيعة الحال، يمكن لكل شخص المساهمة في ذلك إذا اضطلع بدوره على أكمل وجه.

وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم، وأعطي الكلمة للسيدة Semedo.