الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

 

نقص الأغذية في مختلف أنحاء العالم

مناطق الجوع الساخنة

 

 

إن انتشار الجوع في عالم الوفرة يرجع في معظمه إلى الفقر المدقع عميق الجذور. وفي أي سنة من السنوات يمكن أن تعزى نسبة تتراوح ما بين 5 و 10 في المائة من حالات انتشار الجوع إلى أسباب محددة مثل الجفاف والفيضانات، والنزاع المسلح، والقلاقل السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكثيرا ما تصيب هذه الصدمات تلك البلدان التي تعاني بالفعل فقرا دائما والتي تكافح للخروج مما أصابها من كوارث سابقة، سواء كانت كوارث طبيعية أو من صنع الإنسان. ولم تكن السنة الماضية استثناء من ذلك.

وفي الوقت الذي كان يجرى فيه استكمال هذا التقرير في يونيو/ حزيران 2002، واجه 32 بلدا حالات استثنائية من الطوارئ الغذائية. فقد كان هناك ما يقدر بنحو 67 مليون نسمة في حاجة إلى معونة من أغذية الطوارئ بسبب هذه الصدمات. أما عدد البلدان وأعداد الناس المتضررين فقد ظلت مطابقة تقريبا لأرقام السنة الماضية. وكذلك كانت الحال بالنسبة لمعظم أسباب هذه الطوارئ الغذائية وأماكن من يحتاجون إليها. وكما حدث في السنوات السابقة كان الجفاف والنزاع هما السبب وراء معظم الطوارئ الغذائية وكانت أفريقيا هي أكثر الأقاليم تضررا.

وعلى الصعيد العالمي أدى الجفاف والأحوال الجوية الأخرى غير المواتية إلى حدوث نقص في الأغذية في 21 من بين 32 بلدا تواجه طوارئ غذائية، بما في ذلك عدة بلدان تعرضت لطقس سيء. وأدت المشاكل الاقتصادية العامة إلى تقويض الأمن الغذائي بشدة في ثمانية بلدان وذلك إلى جانب الأحوال الجوية المعاكسة.

وأدى الطقس الجاف والأمطار الغزيرة أثناء موسم النمو إلى تدمير المحاصيل الغذائية في عدة بلدان في أفريقيا الجنوبية للسنة الثانية على التوالي (أنظر التفاصيل في الصفحة التالية). وبالإضافة إلى ذلك تهدد آثار المنازعات المدنية الجارية والسابقة الأمن الغذائي لأكثر من 14 مليون نسمة في 11 من البلدان الأفريقية.

وحصلت آسيا على معظم معونات أغذية الطوارئ التي قدمها برنامج الأغذية العالمي في 2001، وهذا يعزى أساسا إلى الأزمة المستمرة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. كما تعرضت ثمانية بلدان آسيوية أخرى لنقص في الأغذية بسبب موجات الجفاف وطقس الشتاء القارس، والذي زاد من حدته ذلك التدهور الاقتصادي العام في كثير من بلدان رابطة الدول المستقلة.

وفي أفغانستان أدت عقود من الحرب الأهلية وسلسلة من موجات الجفاف إلى تعريض ملايين الناس لصعوبات بالغة .

وفي أمريكا الوسطى، أصبحت الأسر الريفية في كثير من بلدان الإقليم في أمس الحاجة إلى المعونة الغذائية، بسبب الجفاف الشديد الذي دمر المحاصيل في 2001، إلى جانب انهيار أسعار البن العالمية.

 

 

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية