في مختلف انحاء العالم

الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

تقديرات واسقاطات الجوع

تشير أحدث التوقعات إلى أنه مازال هناك 826 مليون نسمة يعانون من نقص الأغذية في 1996-1998: منهم 792 مليون نسمة في العالم النامي و34 مليون نسمة في العالم المتقدم ولا تشير هذه الأرقام إلى أي تغيير عما كان عليه الوضع في الفترة 1995-1997، وهي فترة الإبلاغ  السابقة. وتشير المعلومات المبينة في الأشكال والأرقام إلى أن الصورة العامة على مستوى الأقاليم لم تشهد أيضا الكثير من التغيير.

غير أن أحداث المدى القصير لا تمثل بالضرورة الاتجاهات الإشارية للمدى الطويل، وتبين الإسقاطات الجديدة لعامي 2015 و 2030 تحسن المسار. إذ يتوقع أن ينخفض عدد من يعانون من نقص الأغذية في العالم النامي إلى نحو 580 مليون نسمة في 2015 وهو تحسن إلا أنه يظل بعيدا عن الهدف الذي حدده مؤتمر القمة العالمي للأغذية بخفض هذا العدد بمقدار النصف ليبلغ نحو 450 مليون نسمة وتشير  الإسقاطات إلى أن الرقم البالغ 400 مليون نسمة لن يتحقق إلا في 2030.

ويشير الرقم الخاص بعام 2015 إلى أن النسبة العامة لناقصي الأغذـية في البلدان النامية ستكون نصف ما كانت عليه في الفترة 1990-1992  وهى فترة الأساس لهدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية. غير أن عدد ناقصي الأغذية سيظل في حدود 70 في المائة مما كان عليه في 1990-1992.

وإذا طبق الهدف على المستوى الإقليمي، فان جنوب وشرق آسيا سيكونا على طريق الاقتراب من هذا الهدف في 2015. وستظل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأدنى بعيدين عن تحقيق الهدف، وستكون أمريكا اللاتينية في الوسط بين هذين الجانبين.

ويمكن القول بصفة عامة أن هذه النتائج تعكس استمرار الاتجاه القائم منذ فترة طويلة في انتشار نقص الأغذية في آسيا وهو الاتجاه الذي بدأ في 1969-1971 في شرق آسيا ثم بعد ذلك بعشر سنوات في جنوب آسيا وسوف يؤدى تباطؤ النمو في عدد السكان، والنمو الاقتصادي القوي في أكبر بلدين في العالم وهما الصين والهند إلى إحدات زيادة كبيرة في نصيب الفرد من المتوافر من الأغذية فيما بين1996-1998 و 2015.

    ومن المتوقع لهذين البلدين مجتمعين، انخفاض انتشار نقص الأغذية من 16 في المائة في 1996-1998 إلى 7 في المائة في 2015. ويمثل البلدان معا أكثر من ثلث سكان العالم، ولذا فان أي تغيير في مستويات نقص الأغذية فيهما له تأثير كبير على  المتوسطات العالمية.

وتواجه أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحديات أكبر فهذا الإقليم هو موطن أشد البلدان فقرا في العالم حيث يرتفع معدل انتشار نقص الأغذية، وتبدو الآفاق محدودة أمام النمو الاقتصادي المباشر والسريع. وتعانى الأجزاء الوسطى والجنوبية والشرقية من القارة من أشد الأضرار.

وعلى الرغم من المتوقع أن ينخفض معدل نقص الأغذية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 34 في المائة من السكان في 1996-1998 إلى 22 في المائة في 3015، فإن ارتفاع  معدلات الزيادة  السكانية يعنى أن العدد الفعلي لناقصي الأغذية قد يزداد بصورة طفيفة عن الآن وحتى 3015 قبيل أن يبدأ في الانخفاض. وثمة بلدان شديدة الفقر في شرق آسيا والبحر الكاريبي والشرق الأدنى تتسم بصفات مماثلة، وتبدو الآفاق أمامها سيئة فيما يتعلق بتحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية.

وكما يخضع لمزيد من التوضيح في هذا التقرير لاحقا، فإن البلدان والأقاليم التي يتباطأ فيها التقدم يمسك بتلابيبها الفقر والجوع، مما يتطلب توجيه اهتمام خاص بها. غير أنه كما تبين قصص النجاح التي تحققت في الأجزاء الأخرى من العالم، يمكن للجهود المركزة أن تقلب الموازين وتثبت خطأ ما قدم من إسقاطات.

 

 

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية