في مختلف انحاء العالم

الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

النساء: إحتياجات مختلفة ومخاطر أكبر

يتعرض النساء في كثير من الأحيان، في الأسر التي تحيط فيها المخاطر بالأمن الغذائي، لسوء التغذية بشكل أكبر من الرجال نظرا للاختلافات في احتياجاتهن  الفيسزيولوجية. فالنساء أقل حجما من الرجال وتنخفض لديهن معدلات التمثيل الغذائي كما أنهن أقل عضلات في المتوسط من الرجال مما يعنى أنهن يحتجن إلى كميات من الطاقة الغذائية اليومية أقل من الرجال بنحو 25 في المائة. ومع ذلك، فان النساء يحتجن إلى نفس الكمية إن لم يكن أكثر من كثير من المغذيات. ويتعين عليهن لتعويض الكميات الأصغر من الأغذية التي يحصلن عليها إلى تناول نسبة أعلى من الأغذية الغنية بالمغذيات. 

   ويتضمن الجدول أدناه نتائج بحث أجري مؤخر عن احتياجات الرجال والنساء من بعض المغذيات. غير أن التطلع إلى الاحتياجات اليومية بمفردها لا يقدم سوى صورة مضللة لاحتياجات النساء الفعلية. ففي معظم الحالات، تحتاج النساء إلى متحصلات من الفيتامينات و المعادن أعلى، بالمقارنة بمجموع  المتحصلات من الطاقة الغذائية، من الرجال فعلى سبيل المثال، تحتاج المرأة من الحديد ما يزيد 2.5 مرة عن الرجل. وعند تحويل ذلك إلى وحدات من الطاقة الغذائية في سياق المتحصلات الأقل التي يتناولنها، تزيد احتياجاتها 35 مرة عن الرجل وتحتاج النساء والرجال إلى نفس الكمية من الكلسيوم وفيتامين ج، إلا أنه يتعين أن تزيد المغذيات في وجبات النساء بنحو 40 في المائة.

   وعندما تكون المرأة حاملا أو مرضعة فإن ثمة حاجة إلى أن تزيد الطاقة والمغذيات في أغذيتها عن ذلك. وتحتاج المرأة خلال فترة الحمل إلى 300 سعر حراري إضافية يوميا بعد الأشهر الثلاثة الأولى والى 500 سعر حراري إضافية خلال الرضاعة الطبيعية لطفلها. وتحتاج المرأة خلال فترة الحمل إلى نفس الكمية من البروتين تقريبا التي يحصل عليها الرجل (60 غراما مقابل 63 غراما يوميا) بل، أكثر خلال فترة   الرضاعة (65 غراما يوميا). وتحتاج المرأة الحامل إلى أربعة أمثال ما يحصل عليه الرجل من حديد و 1.5 مرة من الفولات و20 في المائة من الكلسيوم أكتر من المرأة غير الحامل وخلال فترة الرضاعة، تحتاج المرأة إلى 40 في المائة أكثر من  الرجل من فيتامين أ وما لا يقل عن 15 في المائة أكثر من فيتامين ب 12، ومستويات إضافية كبيرة من المغذيات الدقيقة.

   ويؤدي نقص الحصول على كميات إضافية ومتنوعة من الأغذـية إلى تعريض المرأة الحامل لزيادة المضاعفات خلال الحمل والولادة. ويعزى الكثير من وفيات الرضع والأطفال الصغار في البلدان النامية إلى سوء الحالة التغذوية لأمهاتهم.

وتتعرض الأمهات صغار السن وأطفالهن بصورة خاصة لسوء التغذية. فتنمو الفتيات عموما طولا ووزنا حتى سن 18 عاما، ولا يصلن إلى ذروة كتلة العظم إلا في نحو الخامسة والعشرين. ولا تكفى الوجبات الغذائية للفتيات المراهقات اللاتي يعانين من الجوع المزمن (مثل العروس الباكستانية المشار  إليها ص 08) لمساندة نموهن، ونمو الجنين الذي في أحشائهن في نفس الوقت وكثيرا ما تلد الشابات اللاتي يعانين من سوء التغذية أطفالا ناقصي الوزن.

وثمة طريق لتقدير الحالة التغذوية للنساء هو من خلال استخدام الرقم الدليلي لكتلة الجسم وتبين الأرقام المقابلة منظور الرقم الدليلي لكتلة الجسم بين  النساء في عدد من البلدان.

ويكشف لنا الرقم الدليلي عن الحالة التغذوية للنساء أولهما، أنه نظرا لأن الكثير من المشكلات ذات الصلة بالتغذية ترتبط بنقص الوزن أو زيادته (أنظر ص 06-07)، فإن الرقم الدليلي يعطى مؤشرا عن الحالة الصحية للنساء. وثانيا، أنه مؤشر هام على  الحصيلة المحتملة لحمل النساء. فقد كشفت دراسة في  الهند، عن أن 41 في المائة من الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من نقص  معتدل في الوزن (الرقم الدليلي 61 إلى 17) يكونون ناقصي الوزن (أقل من 2500 غرام). ويزداد الرقم إلى 53 في المائة عندما ينخفض الرقم الدليلي للأم إلى أقل من 16. وتتعرض البدينات لمخاطر مضاعفات أشد خلال الحمل ولصعوبة الولادة.

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية