COFO/2001/2





لجنة الغابات

البند 5 من جدول الأعمال المؤقت

الدورة الخامسة عشرة
روما، ايطاليا، 12-16/3/2001

إدارة المعلومات والمعارف الحرجية

مذكرة مقدمة من الأمانــة

المقدمة

1 - جاء في الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2000-2015 "إن إدارة المعلومات حيوية لاتخاذ القرارات الفعالة. وهي تنطوي على اقتناء المعرفة العميقة والخبرات وتوليفها وتبادلها، وعلى دمجها المنهجي مع المعلومات والتحليلات الإحصائية الفعلية."

 النفاذ إلى المعلومات والمعارف الحرجية

    خلال العقد الماضي، تناولت آلاف المطبوعات القضايا المهمة المتصلة بالمناهج المستدامة لإدارةs الغابات: زيادة استيعاب المفاهيم الإيكولوجية، ونتائج الجهود السابقة في مجال إدارة الغابات، ودور السكان والمجتمعات المحلية، وحصر الموارد البيولوجية وصيانتها، وما إلى ذلك. وقد أسفر ذلك عن مستودع ثري وضخم من الأفكار، والمعلومات والتحليلات المتصلة بإدارة الموارد الطبيعية. وتعتمد السياسات والقرارات السليمة في المستقبل على مدى قدرة الفنيين في قطاع الغابات على اختيار لب الحكمة من ذلك الكم الفياض من المصادر. بيد أم عجم توافر طرق ترميز المعلومات، وهيكلتها وتنظيمها قد يُبطئ من قدرة الفنيين على استخلاص الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للإدارة المستدامة للغابات.

2- ويؤكد الإطار الاستراتيجي التزام المنظمة بإدارة المعلومات كسبيل لمساعدة البلدان الأعضاء ودعم ما تبذله من جهود. وفي الإطار الأوسع لالتزام المنظمة، تعمل مصلحة الغابات بالمنظمة على تسهيل اقتناء المعلومات والمعارف الحرجية وتبادلها بالعمل مع البلدان الأعضاء ومع المجتمع المدني عموماُ. وكمنظمة حكومية دولية، تحرص المنظمة على تعزيز الجهود الرامية إلى إزالة الاختلافات من حيث اللغة، والمصطلحات والثقافة.

3 - وتعد الإدارة المستدامة للغابات مناسبة بصفة خاصة لتطبيق إدارة المعرفة نظراً لطبيعتها طويلة الأجل وجوانبها المشتركة بين القطاعات. وقد طالبت تقارير جماعة العمل الحكومية الدولية المعنية بالغابات وكذلك المحفل الحكومي الدولي المعني بالغابات الذي عقد أخيراً - طالبت الفنيين المعنيين بالغابات بوضع وتنفيذ طرق جديدة ومنتجة لتبادل المعلومات والمعارف المتصلة بالغابات. ويواجه الفنيون المعنيون بالغابات تحدياً يتمثل في تحسين وتوسيع نطاق شبكات تبادل المعارف والخبرات المكتسبة على مدى سنوات طويلة من التجارب والتحصيل. وفي الوقت الذي تساعد فيه التكنولوجيات الإلكترونية على تحسين القدرة على تبادل المعلومات، فإن معظمنا يتعرض في الواقع لفيض غزير من المعلومات دون أن تكون لدينا القدرة على غربلة هذه المعلومات من حيث نوعيتها وأصالتها. وبالإضافة إلى ذلك، فرغم زيادة حجم المعلومات التي نحصل عليها في صورة رقمية، فإننا في نفس الوقت نفقد المعارف الضمنية التي تعطي المفاهيم، والرؤى العميقة والمعاني لذلك القدر الهائل من البيانات والمعلومات. وهذا يتأتى، في جانب منه، نتيجة لعدم التسجيل المنهجي للخبرات الفردية بما تنطوي عليه من المعارف الشاسعة وثيقة الصلة بالغابات.

4 - وقد أصبحت إدارة المعرفة محل اهتمام أكيد كعنصر أساسي في نجاح المشروعات. والغرض من هذه الوثيقة هو التأكد من الفرص المتاحة أمام ذلك ومن مدى ملاءمة هذا المفهوم لتعزيز عملية الإدارة المستدامة للغابات، وكذلك التحقق من الدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمة في دعم هذه العملية. وتحاول الوثيقة الرد على الأسئلة التالية: ماذا يمكن اكتسابه وتبنيه من التجارب المتاحة في تطبيق هذا المفهوم، وما هي الرؤى العميقة التي يمكن أن تفيد في زيادة النهوض بقطاع الغابات بصفة عامة والأعمال المعيارية التي تضطلع بها المنظمة بصفة خاصة؟

مصطلحات و مفاهيم إدارة المعرفة

5 - يعتمد تطبيق مفهوم إدارة المعرفة في قطاع الغابات على التجارب والخبرات في القطاعات الأخرى، وخصوصاً في عالم الأعمال والمشروعات. ومن التعاريف الشائعة لمفهوم إدارة المعرفة أنه: "اكتساب عمق النظر والتجارب وتجميعها بطريقة منهجية وتبادلها لتمكين المشروعات من النجاح." ومع ذلك فمن المهم أن نعرف أن المعالجة العلمية لهذا المفهوم قد ركّزت على أن يكون اقتناء المعرفة وتنظيمها وتبادلها في داخل الشركة بما يوفر لها ميزة في العمل. ولكن تطبيق هذا المفهوم على قطاع الغابات عموماً وعلى المنظمة خصوصاً هو العكس، حيث ينبغي أن يكون التركيز الرئيسي على تبادل المعرفة بين أصحاب الشأن جميعاً، طالما أن القضايا الأساسية متماثلة.

6 - وكثيراً ما يحدث خلط بين مصطلحات البيانات، والمعلومات، والمعرفة، وأحيانا يكون من الصعب التميز فيما بينها. ويمكن تعريف المعلومات على أنها بيانات منظمة ومرتبة لتلبية احتياج معين. أما المعرفة فهي ما يفهمه الناس من المعلومات وكيفية استفادتهم منها. ويُنظر إلى المعرفة على أنها خليط من التجارب، والقيم، والمعلومات المتصلة بموضوع معين وآراء الخبراء في هذا الموضوع، مما يوفر إطاراً عاماً لتقييم واستيعاب التجارب والمعلومات وتسخيرها لخدمة عمل معين. وعندما تقترن المعلومات بالتجربة الإنسانية فإنها تتحول إلى معرفة، وهي ما نحتاجه لتوجه خطانا نحو فهم أفضل للمبادئ اللازمة لإدارة الغابات.

7 - وتعترف إدارة المعرفة عند تطبيقها على قطاع الغابات بأن هناك عملية خلق للرؤى العميقـة والفهـم. فنحن نحاول تحديد نوع المعرفة التي تعد مهمة في تحقيق الإدارة المستدامة للغابات؛ كأن يكون ذلك لوضع تنبؤات عن تطور الغابات. وبعد تحديد هذه المعارف والتسليم بضرورتها، يصبح من اللازم جمعها، كأن يكون ذلك من الدراسات العلمية التي أجريت في الماضي على الغابات، حتى لا تضيع نتائج هذه الدراسات بل يعاد استخدامها. ويجب تنظيم عملية إعادة الاستفادة من المعارف ونشرها وكذلك إخضاعها لضوابط الجودة. ويمكن أن يكون تنظيم المعارف تبعاً للعملاء، أو المنتجات، أو العمليات. وبعد ذلك، توضع هذه المعارف في متناول من يريدها حتى يمكن لأصحاب الشأن الحصول عليها والاستفادة منها. ومعظم المعارف لا يمكن الاستفادة منها على ما هي عليه، بل يجب تطويعها بما يتفق مع ظروف المنتفعين بها. وبعد تطويع المعارف يمكن الاستفادة منها، ومن الممكن أن يؤدي التطبيق الجديد لها إلى خلق احتياجات وحوافز جديدة على اكتساب مزيد من التحصيل والمعرفة. ويوضح الشكل البياني دورة إدارة المعرفة.

المصدر:
Carla O'Dell and C. Jackson Grayson, Jr., "If only we knew what we know",
The Free Press, New York 1998 P. 7

8 - وتشمل إدارة الغابات إدارة وإتاحة نوعين من المعرفة: المعرفة الموضوعية القائمة على اقتناء البيانات وتحليلها بطرقة منهجية، والمعرفة الضمنية أو الفهم الذي يتأتى من التجارب والخبرات الشخصية والمؤسسية، ومن التجربة والخطأ.

9 - وتوجد المعرفة الموضوعية في الكتب، والمطبوعات، وقواعد البيانات وذلك الكم المتزايد من المعلومات الرقمية التي يمكن الحصول عليها عن طريق الشبكة العالمية للمعلومات، أي الإنترنت. وتتحسن أدوات العثور على المعلومات والمعرفة عن طريق هذه الوسائل يوماً بعد يوم. وهناك دلائل واضحة تشير إلى أن المعلومات سيزداد تدفقها في المستقبل. وقد أصبحت المعلومات المتوافرة أوسع من قدرتنا على تقدير مدى سلامتها ودقتها. ولذلك، فإن تطبيق ضوابط الجودة على المعلومات، وتنقيتها والتمييز بينها يعد من التحديات الكبيرة التي تواجه ذوي الشأن في المستقبل كي يمكن زيادة قيمة المعلومات الرقمية.

10 - أما المعلومات الضمنية فهي عمق الرؤية، والتجربة والقدرة على الحكم، وكلها مما يختزنه العقل البشري. ولقد كان هذا الشكل من أشكال المعرفة يمثل على الدوام استكمالاً مهماً للمعرفة الموضوعية. وقد تزداد أهمية هذا الشكل من أشكال المعرفة كلما ازداد تدفق المعلومات. ولقد أُعترِف للعقل البشري منذ زمن بعيد بالحذق الشديد عندما يتعلق الأمر بالمواقف المعقدة التي تنطوي على الكثير من البدائل والسيناريوهات. ورغم التقدم الذي يحققه الذكاء الصناعي، تبقى مساحة شاسعة من المعارف الضمنية التي يتعذر على معظم المستفيدين الوصول إليها. ورغم الاعتراف المتزايد في الوقت الحاضر بالدور المهم الذي تقوم به المعرفة الضمنية، فلم يتحقق الكثير في مجال توجيها وتبادلها. ولذلك، فمن مجالات العمل المهمة التي تنتظرنا كيفية تسخير تكنولوجيا المعلومات بالشكل الذي يحاكي القدرات البشرية على تقييم المعرفة المتاحة وتقدير مدى سلامتها.

11 - البيانات الموثوقة كأساس لتطبيق المعرفة. تتحقق أقصي درجة من تطبيق المعرفة عندما تقوم على التوصيف الدقيق للموقف. وتمثل عملية جمع البيانات الدقيقة عن حالة الغابات وأوضاعها تحدياً شديداً نظراً لاتساع الرقعة الجغرافية التي تكسوها الغابات ووجودها في أماكن نائية. ومما يزيد من صعوبة هذه التحديات حاجتنا إلى معلومات عن الكثير من المتغيرات الأخرى المؤثرة على الوظائف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تقوم بها الغابات. ويمكن إضافة مزيد من القيمة لهذه العملية عن طريق تجميع البيانات وتحليلها وهي مازالت حاضرة وموثوقة. ويُعد توافر الترتيبات المؤسسية المناسبة ووجود حاجة إلى توافر البيانات من أجل تطبيق المعرفة من المقتضيات اللازمة لجمع البيانات الجيدة. ويستعرض البندان 8(ب) و 8(د) من جدول أعمال لجنة الزراعة نتائج التقدير الجاري للموارد الحرجية لعام 2000، والاحتياجات المتعلقة بتقدير الموارد في المستقبل، ويوضحان الدور الحاسم لنوعية البيانات والحاجة إلى مواصلة اقتناء البيانات وتبادل المعلومات بطريقة منهجية.

12 - ومما يُسهِّل كثيراً من عملية تبادل البيانات والمعلومات وجود مجموعة مشتركة من التعاريف وخطط الترميز المشتركة، وبذلك يمكن تخزين المعلومات واسترجاعها في الكثير من المجالات الفنية والجغرافية، واستخدامها بلغات مختلفة من جانب فئات مختلفة من أصحاب الشأن.

13 - ويعتمد نجاح نظام المعلومات الآخذ في الاتساع اعتماداً كبيراً على مساهمات المراسلين الوطنيين على المستوى القطري. فبدون ذلك، لن يكون من الممكن "زيادة قيمة البيانات وثرائها" والانتقال بها إلى مستوى المعلومات. فأفضل طريقة لحفظ البيانات وتحديثها هي قيام شراكة مع المؤسسات الحرجية القوية بكل بلد من البلدان الأعضاء. وهذا المنهج القائم على الشبكات ينقل ملكية المعلومات الحرجية، ومسئوليتها ومصداقيتها إلى أقرب مستوى من الغابة. وعن طريق توسيع قاعدة ملكية المعلومات وتبادل المعرفة، تكون المنظمة قد حوَّلت نظام المعلومات القائم لديها من نظام يخدم مجموعة صغيرة من موظفي المنظمة إلى نظام يخدم قاعدة أوسع بكثير أي "الممارسين من أهل المهنة"، وعلى رأسهم المؤسسات القطرية.

14 - وتتحول المعلومات في قطاع الغابات إلى معرفة كلما اندمجت هذه المعلومات مع الخبرات والتجارب العملية القائمة على التقاليد و/أو التي تسفر عنها الجهود البحثية الواعية. وهذا المصدر من مصادر المعرفة هو السائد في كثير من المجالات نظراً لتطويع المعلومات منذ عهد بعيد مع الظروف المحلية، وإن كان ذلك يرجع أيضاً لقصور الطرق السابقة لنقل المعرفة.

15 - ورغم أن البحوث توفر قاعدة مهمة للمعرفة، فكثيراً ما يوجد خلاف حول العلاقة بين البحوث والتطبيق العملي. وهذا يعني أن الباحثين قد لا يستطيعون تطوير المعرفة المطلوبة كما أن الوصول إلى نتائج البحوث محدود. وهكذا تكون سلسلة المعرفة غير كاملة وغير متصلة. ومع ذلك، فرغم نقص القدرة على الحصول على نتائج البحوث المحفوظة في مراكز البحوث، تساعد تكنولوجيات المعلومات الحديثة على زيادة القدرة على الحصول على هذه النتائج.

تبادل المعلومات والمعرفة

 أهل المهنة

    : هؤلاء هم الذين يتبادلون المعلومات التي تستند إلى الخبرات والتجارب المشتركة وإلى ارتباطهم بالقيام بعمل معين، وليكن الغابات المدارية. وهؤلاء الأفراد منتجون، لأن من يعيشون في مجتمع واحد ويتبادلون التجارب والمعلومات بطريقة تلقائية خلاقة تساعد على اتباع مناهج وطرق جديدة لمعالجة المشاكل. وهذه الشبكات مماثلة للجمعيات المهنية العاملة على أساس تنظيم ذاتي (مثل جمعيات الأطباء)؛ ولا ينبغي الخلط بينها وبين جماعات أو فرق العمل التي تنشئها الإدارة للقيام بمهام معينة. وفي التنظيمات الرأسية ذات الهياكل الجامدة، يقوم أهل المهنة باختراق هذه الهياكل الرسمية الرأسية عن طريق تسهيل تبادل المعارف على المستوى الأفقي.

16 - تحديد أصحاب الشأن. يعد توفير المعلومات جانباً مهماً من إدارة الغابات. ومن الأمور التي تنطوي على التحدي كيف يمكن تبادل المعلومات بكفاءة بين أصحاب الشأن الكثيرين الذين كثيراً ما يكون هناك تناقض بين استخداماتهم للغابات، وهم: أصحاب الأرض، وسكان الغابات، والعمال، والشركات التجارية التي تقوم بالأنشطة المتصلة بالغابات، وممثلي القطاع العام والمجتمع المدني عموماً. فكل طرف من هؤلاء يتصرف كفرد، ولكنه يتصرف أيضاً كعضو في قطاع معين من المجتمع. ولذلك، لابد من التأكد من الاحتياجات المختلفة إلى المعلومات وطرق الحصول عليها ضمن عملية إدارة المعرفة التي تقوم على التفاعل فيما بين الأطراف المعنية

17 - المعرفة والشفافية. يمكن أن تكون شفافية المعلومات المتوافرة عن حالة الغابات والمعاملات التجارية المتصلة بإدارتها أساسية في بناء الوعي العام والالتزام السياسي بالإدارة المستدامة للغابات. وعندما تكون هذه المعلومات موثوقة ومعروضة بطريقة جيدة، يمكن أن تكون فعالة في تعزيز الجهود المبذولة من أجل الإصلاحات المؤسسية وإصلاح السياسات في قطاع الغابات.

18 - الشبكات. تمثل الشبكات الريفية التقليدية أساساً لنقل المعلومات المفيدة عن مصادر واستخدامات النباتات الطبية، والحيوانات البرية، والفواكه التي يمكن تناولها، والمواد المستخدمة في النسيج، وغير ذلك من المنتجات الحرجية الأخرى. وتأخذ الشبكات في الوقت الحاضر أشكالاً متعددة. فهناك شبكات إلكترونية لتبادل البيانات، وهناك أيضاً شبكات للفئات ذات الاهتمامات المشتركة مثل شبكات الغابات المدارية. وهذه الفئات من "أهل المهنة" تكتسب أهمية متزايدة بمرور الوقت في تبادل المعرفة والتجارب.

19 - طريقة عرض المعرفة. مع تدفق المعلومات تزداد أهمية عرض المعلومات والمعرفة بطريقة شيقة، وميسورة وقابلة للاستيعاب. ويمكن أن توفر التجارب في القطاعات الأخرى دليلاً مفيداً في هذا الشأن.

20 - تبادل المعرفة المتاحة. تواجه المنظمات الشبيهة بمنظمة الأغذية والزراعة مجموعة جديدة من الفرص والمسئوليات المهنية في مجال نشر المعرفة من خلال دعم الشبكات. وتعد طلبات الإدارة المستدامة للغابات شاملة كما أن الحاجة إلى المشاركة فيما بين أصحاب الشأن تتطلب اتباع منهج جديد إزاء تخطيط الغابات وإدارتها. ولابد في ذلك من الاستفادة من مجموع المعارف والتجارب المتوافرة لدى جميع أصحاب الشأن في قطاع الغابات. وهذا يستلزم وجود نظام لتبادل المعرفة ونشرها.

21 - قد يكون لمنظمة الأغذية والزراعة دور متصل أو متغير في دعم الشبكات التي أقيمت على أساس مفهوم تعبئة "أهل المهنة" من أجل تسخير التجارب والمعارف الضمنية والاستفادة منها جنباً إلى جنب مع المعارف الموضوعية المتاحة. ولما كانت المنظمة تساهم في مجموع المعارف الحرجية المتزايدة، فإنها تحرص على تطويع إمكانياتها ويجب عليها أن تواصل تطويرها. ويجري في الوقت الحاضر ربط موقع مصلحة الغابات على الإنترنت بالعديد من مواقع المنظمات الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أمكن إقامة عدد من أشكال المشاركة مع الجهات الرئيسية المعنية بتقديم المعلومات الحرجية، مثل الاتحاد الدولي لمنظمات البحوث الحرجية، من أجل توفير خدمة للمعلومات الحرجية علي المستوى العالمي، ومع برنامج الأمم المتحدة للبيئة - المركز العالمي لرصد عمليات الصيانة) في مجال المعلومات العالمية الخاصة بالمناطق المحمية.

22 - من المكتبات إلى مواقع على شبكة المعلومات. حتى وقت قريب كانت الكميات الهائلة من البيانات، والمعلومات والمعارف المتصلة بالغابات لا توجد إلاَ في صورة كتب، ودوريات، وجداول إحصائية، كما كان يمكن الحصول عليها بالاتصال المباشر بين المستفيدين من المعلومات ومن يقومون بتقديمها. وقد تغير هذا الموقف تغيراً مبهراً مع تطور تكنولوجيا المعلومات الحديثة، وأصبحت مجموعة كبيرة من الأدوات الجديدة متاحة في الوقت الحاضر لتخزين كميات ضخمة من المعلومات للحصول عليها عن طريق وسائل الاتصال السريعة جداً، ويمثل المركز العالمي للمعلومات التابع للمنظمة في الوقت الحاضر مصدراً متكاملاً للمعلومات في مجال إدارة الموارد الطبيعية، سواء من حيث الإحصاءات أو المادة المكتوبة. وبهذه الأدوات الحديثة، أصبح من الممكن البحث عن المعلومات واسترجاعها بمرونة متزايدة.

23 - المعوقات. ومع ذلك، لا تخلو هذه التكنولوجيا من العيوب والنقائص. فكيف نضمن مستوى جودة المعلومات ونستطيع الحكم على درجة دقتها وكمالها؟ وما هي الأدوات المتاحة لتقييم المعلومات التي كثيراً ما تكون متناقضة؟ وكيف يمكن ضمان وصول المستخدمين على المعلومات المتاحة؟

24 - التقدم في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات لا يتغلب إلاً على بعض هذه المعوقات فقط. يجري في الوقت الحاضر التعامل بجد مع الكثير من الاعتبارات المهمة المتصلة بالطرق المقترحة لتخزين المعلومات، وتجهيزها والنفاذ إليها، وخصوصاً في إطار نظام المعلومات الحرجية بمنظمة الأغذية والزراعة. والأساليب التكنولوجية الحديثة تمكِّن من ربط مصادر البيانات المختلفة، كما أن الأدوات القوية المستعملة في الكومبيوتر لا تمكننا من البحث فقط عن عناوين المطبوعات والكلمات الرئيسية فيها فقط بل كذلك من البحث عن مضمونها الفكري. ومع ذلك، ففي النهاية لا تستطيع الماكينات أن تحل تماماً محل تجربة الإنسان وقدرته على الحكم. وإلى أن تتوافر لدينا نظم مناسبة لاستيعاب المعارف الضمنية، والنفاذ إليها، وإخضاعها للضوابط وتبادلها، لن يكون من الممكن تحقيق الاستفادة الكاملة من تكنولوجيا المعلومات. ومن الواضح أن اتخاذ القرارات على المستوى السياسي لا يمكن أن يقوم على المعلومات الموضوعية فقط، إذ تعد المعارف الضمنية المتوافرة لدى أصحاب الشأن من العناصر الأساسية للديمقراطية.

25 - الفجوة الرقمية. ومن المشاكل الأخرى في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة أن أصحاب الشأن في قطاع الغابات ليسوا جميعاً من القادرين على الحصول على هذه التكنولوجيا، وهذا يحد من قدرتهم على النفاذ إلى المعلومات المتاحة على الإنترنت. ومع ذلك فإن هذه الفجوة الرقمية لها تأثيرات أخرى تتعلق بكيفية استكمال سلسلة المعرفة لضمان إلمام من يقومون بتطوير المعرفة بالاحتياجات القائمة وبأن نشر المعرفة يتجاوز نهاية خط الهاتف.

26 - تبادل التجارب والخبرات. كانت مهارات، ومعارف وتجارب وخبرات الخبراء المعترف بهم محلياً هي المصدر الرئيسي للمعرفة قبل ظهور تكنولوجيا المعلومات الحديثة. وقد انتقلت هذه المعارف إلى الأجيال التالية عن طريق التعليم والتدريب، وكذلك عن طريق النقابات والجمعيات المهنية والتقاليد الأسرية. ومع ظهور تكنولوجيا المعلومات الحديثة، قد يتضاءل دور انتقال المعارف والتكنولوجيا بهذه الطرق النظامية وغير النظامية.

  استخدمت الحجج التالية في إقناع إدارة البنك الدولي بمزايا إدارة المعرفة:

    في أواخر التسعينات، كانت إحدى شبكات الطرق في باكستان تعاني من حالة من الانهيار نظراً لعدم وجود صيانة مناسبة. واتصل وزير الأشغال العمومية بالبنك الدولي قائلاً إنه علم بوجود طريقة للصيانة منخفضة التكاليف وأنه يريد مساعدة البنك في تطبيقها في باكستان على الفور. وعندما اقترح ممثل البنك الاستعانة بخبير استشاري للمجيء إلى باكستان وتقديم اقتراح أصر الوزير على أنه يريد رداً في الأسبوع التالي، وليس في السنة التالية. وبعث مسئول البنك رسالة عاجلة إلى مقر البنك وإلى مكاتب البنك الأخرى في أنحاء العالم يرجوها المساعدة. وخلال أسبوع، رد زميل في مكتب البنك بالأردن يقول إنه عمل بمشروع مماثل وأعطى أسم من يمكن الرجوع إليه، وأرسل زميل آخر في الأرجنتين مقالة كان قد كتبها عن ذلك، وقال رئيسا مصلحتي الطرق السريعة في جنوب أفريقيا ونيوزيلندا إنهما قد طبقا هذه الطريقة من قبل في مجال عملهما. وفي آخر المطاف، بعث الوزير الباكستاني بأحد المهندسين إلى جنوب أفريقيا، وبدأ تطبيق طريقة الصيانة الجديدة بعد ذلك بفترة وجيزة. وقد استفادت إدارة البنك الدولي من ذلك عدداً من الدروس، منها:
    • أنهم كانوا أول من شعر بالدهشة لوجود شخص بالبنك على علم بهذا الموضوع؛
    • وأنهم شعروا بالدهشة بنفس القدر عندما اكتشفوا أن المتخصصين في النقل قد أنشأوا رابطة غير رسمية تضم "الممارسين من أهل المهنة"، وأنها تضم أيضاً إدارات الطرق السريعة في البلدان التي يتعامل معها البنك وزملاء من الوكالات المانحة الأخرى، لتبادل "الدروس المستفادة" فيما بينهم؛
    وأن الحل لم يأت من خبير استشاري من البلدان المتقدمة، بل جاء من جنوب أفريقيا..
27 - التنمية الواعية للموارد البشرية. رغم أن الجيل الحالي من العاملين في قطاع الغابات يتبادلون المعارف الضمنية عن طريق الحلقات الدراسية والاجتماعات الفنية، فليست هناك استراتيجية واضحة لتسجيل، وتنظيم ونشر هذا النشاط ليكون استكمالاً للاستثمارات التي ننفقها على إقامة المواقع على شبكة الإنترنت وعلى قواعد البيانات المرتبطة بها.

28 - ومن المقتضيات المهمة لتحسين انتقال المعارف الضمنية ضرورة وجود تسجيل أشمل للمهارات والتجارب والخبرات المتاحة لدى أولئك الذين من المحتمل أن تتوافر لديهم معارف ضمنية ذات فائدة عامة أو نوعية. وهذا يتطلب وضع نظام لتبويب التجارب والخبرات الاجتماعية، والفنية، والجغرافية والمؤسسية، في قاعدة بيانات يكون من السهل النفاذ إليها. ويمكن أن يتم ذلك على أسس غير رسمية على مستوى الشبكات المحلية. وإذا رئي أن الفهم المكتسب من التجارب المحلية ينبغي أن يكون متاحاً بشكل أوسع، فإن ذلك يقتضي وجود نظام أكثر تطوراً لتبادل المعلومات.

29 - ومن أشكال إدارة المعلومات التي كثيراً ما تتعرض للإغفال، إنشاء قواعد للمعلومات المؤسسية والاحتفاظ بها بطريقة واعية. ويعد ذلك من الأمور المهمة في جميع أشكال المؤسسات العاملة في قطاع الغابات. وهذا يتطلب عدداً من التدابير لتنمية الموارد البشرية، وتنظيم لقاءات مع الموظفين في بداية ونهاية خدمتهم، وتنظيم دورات تدريبية تمهيدية وأثناء الخدمة، والاستعانة بالخبراء الاستشاريين لفترات قصيرة وبالموظفين المؤقتين الذين يأتون معهم بأحدث التكنولوجيات، وكذلك بعقد اجتماعات منتظمة للموظفين، وتنظيم الجولات الدراسية والإجازات الدراسية للموظفين الفنيين. وربما تكون الاتصالات غير الرسمية التي تتم في إطار الجمعيات المهنية، والمناقشات التي تجري أثناء فترات الاستراحة لتناول القهوة، والمناسبات الاجتماعية بعد انتهاء ساعات العمل أهم بكثير في نقل المعارف الضمنية من الطرق الأخرى المعترف بها.

التحدي العالمي الذي تمثله إدارة المعارف الحرجية

النشاط الدولي

30 - أدى الحوار النشط بين المهنيين خلال السنوات العشر الماضية بشأن الإدارة المستدامة للغابات إلى قيام حوار بين الحكومات في المحافل الدولية، وقد وضع هذا الحوار الأخير بدوره الغابات على جدول الأعمال السياسي. ولكي يمكن الانتقال من الحوار إلى التنفيذ، لابد من استكمال المعلومات المتصلة بالغابات وطرق استغلالها بما يرتبط بها من معارف حول إمكانيات استغلالها بطريقة حكيمة وإدارتها بطريقة مستدامة.


أمثلة عملية على القضايا المتصلة بإدارة المعارف الحرجية.
    كيف يمكننا أن نستخلص وأن نحتفظ بذلك العدد الهائل من المقترحات والأفكار الجيدة التي أسفرت عنها آلاف من مشروعات المعونة الفنية التي تم تنفيذها في قطاع الغابات خلال السنوات العشرين الماضية؟
    رغم أن عملية جماعة العمل الحكومية الدولية المعنية بالغابات/المحفل الحكومي الدولي المعني بالغابات قد توصلت إلى توافق دولي في الآراء بشأن أكثر من 250 اقتراحاً للعمل - فإن عدداً قليلاً جداً من العاملين في مجال الغابات أو المجالات المتصلة به هم الذين لديهم علم بهذه الاقتراحات، ومَن الذي وضعها، ولماذا وضعت، أو فكروا في كيفية تنفيذها... فكيف يمكن سد هذه الفجوة؟
    وقد أعد نحو مائة بلد برامج قُطرية للغابات من نوع أو آخر - ومن المؤكد أن المعارف التي اكتُسِبت في مكان ما يمكن أن تكون مفيدة في مكان آخر. فكيف يمكننا تركيز المعلومات الجديرة بالتبادل، وكيف نتبادلها؟

31 - ومن اللازم بذل جهود منتظمة لتسهيل تبادل المعارف والتجارب. ومن المحتمل أن يشمل ذلك بعض السمات الرئيسية التالية على الأقل:

32 - المطلوب من أعضاء لجنة الغابات التعليق على الإجراءات التالية المقترح اتخاذها من جانب منظمة الأغذية والزراعة وقطاع الغابات بصفة عامة: