document cover

C 2001/4

الدورة الحادية والثلاثون للمؤتمر العام
2-13 نوفمبر / تشرين الثانى 2001

تقرير تقييم البرامج

روما, 2001


 
تقديم المدير العام
مقدمة
الفصل الأول: سياسات الأغذية والزراعة
الفصل الثاني: تجميع لنتائج عمليات التقييم الأخيرة للمشروعات الميدانية
الفصل الثالث: استعراض برنامج الموظفين المهنيين المعاونين في المنظمة (1988-1997)
الفصل الرابع: تقييم المساعدات المقدمة من المنظمة في مجال السياسات
الفصل الخامس: استعراض مواضيعي لأنشطة التدريب لأغراض التنمية التابعة للمنظمة خلال الفترة 1994-1999

الفصل الرابع: تقييم المساعدات المقدمة من المنظمة في مجال السياسات


التعاون مع البلدان الأعضاء في وضع السياسات القطرية
(1994-1999)، مع اهتمام خاص ببرنامج التعاون الفني في المنظمة

موجز تنفيذي

  1. ركز التقييم على الدعم المباشر الذي تقدمه المنظمة في مجال وضع السياسات القطرية، وفحص أداء المنظمة وقدراتها في الماضي على تلبية احتياجات وتوقعات البلدان والشركاء في التنمية. وعالج التقييم العمل في مجال السياسات فيما يتصل بتحديد وتوضيح الأهداف والأولويات والمبادئ والاستراتيجيات من جانب الحكومات، ولم يتناول تفاصيل وضع الإجراءات والأدوات لإنجاز هذه السياسات أو تنفيذها (الفقرتان 76 و 80).
  2. وركزت الدراسة على عمل المنظمة في البلدان التي قدمت لها مدخلات عالية نسبيا في مجال السياسات، مع الاهتمام بوجه خاص لبرنامج التعاون الفني في المنظمة الممول من ميزانية البرنامج العادي للمنظمة. وكان واحد من المعايير الرئيسية المستخدمة في التقييم لتقدير نوعية العمل في مجال السياسات، وهو ما إذا كانت الأدوات اللازمة لتنفيذ السياسات أدوات محددة. وتم الحكم على التأثيرات والنتائج اللاحقة، بدرجة كبيرة، من حيث مدى تحويل السياسات إلى أدوات للسياسات (الفقرتان 80 و 83).
  3. (
  4. أجرى التقييم من خلال: استقصاءات استبيانية عن البلدان النامية الأعضاء؛ وإيفاد بعثات في زيارات إلى 21 بلدا في كل من الأقاليم النامية؛ واستعراض مستفيض للمواد والمناقشات في المقر الرئيسي والمكاتب الإقليمية. وشارك استشاريون مستقلون في البعثات القطرية. وخضع التقرير إلى استعراض النظراء من جانب فريق خبراء من خارج المنظمة (الفقرة 82).
  5. وأظهر التقييم أن موضع السياسات من جدول أعمال التنمية قد اكتسى أهمية متزايدة ومطردة خلال السنوات الأخيرة، في سياق عمليتي العولمة والتكيف الهيكلي. وبوجه خاص، واجهت البلدان النامية تحدى يتمثل في إجراء تعديلات كبرى في السياسات، مع تزايد الطلب على المساعدات في مجال السياسات، خاصة في صياغة الوصلة الملائمة بين السياسات الكلية والسياسات القطاعية الزراعية/الريفية (الفقرتان 77 و 88).
  6. وانتهى التقييم إلى الاستنتاجات التالية:



  7. وقدمت توصيات من أجل:

(أ)- وضع أولويات أكثر وضوحا للعمل في مجال السياسات تشمل:

  1. تغيير توازن عمل المنظمة في مجال السياسات لصالح مصايد الأسماك والغابات والعمل على مستوى القطاع الفرعي والوصلة بين التكنولوجيا والسياسات (الفقرات 127-129)؛
  2. وضع أولويات لمجموعات من البلدان (الأقاليم ومستويات التنمية) (الفقرة 130)؛
  3. التركيز على بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض (الفقرة 130)؛
  4. وزيادة الاهتمام بالدعوة وزيادة الوعي (الفقرات 133-134).

(ب) العمل في مجال بناء القدرات، مع التركيز على تحديد القضايا (بدلا من التقنيات المعقدة) وتعزيز الطاقات القاعدية الواسعة في وزارات الزراعة للمشاركة كشركاء في مناقشة السياسات الكلية وتحليل تكلفة ومنافع برامجها الخاصة (الفقرتان 131-132). وينبغي للمنظمة أن تعتبر نفسها موردا للآخرين في مجال التدريب يقدر ما هي منفذا للتدريب وأن تحدد الجمهور المستهدف بصورة أكثر وضوحا (الفقرة 137).

(ج) تعزيز العمل من خلال الشراكات، مع الالتزام الكامل بالعمليات القطرية التابعة للأمم المتحدة، وخاصة لضمان توجيه اهتمام كاف للأمن الغذائي والقطاع الزراعي في نطاق السياسات الكلية، بما في ذلك سياسات لتخفيف الفقر وتوفير سبل المعيشة (الفقرات 139-141)؛

(د) تعزيز مرونة التعاون الفني للمنظمة وقدرته على الاستجابة، بما في ذلك:

(هـ) تعزيز التكامل واجراءات العمل في المكاتب الاقليمية مع وجود أولويات اقليمية واضحة، وحدود للمسؤولية أكثر وضوحا ومزيد من العمل المشترك بين التخصصات (الفقرات 147-150)؛

(و) - تقديم مزيد من الدعم لممثلي المنظمة القطريين للقيام بدورهم في مجال السياسات (الفقرة 151)؛

(ز) - تحسين الخدمات المقدمة لرابطة الدول المستقلة والبلدان المماثلة عن طريق انشـــاء قدرات متخصصة (الفقرة 152)؛

(ح)- تحسين نوعية تعاون المنظمة في وضع سياسات، بما في ذلك:

أولا - مقدمة

  1. وفقا لطلبات الأجهزة الرياسية للمنظمة بإجراء تقييم لأهداف المنظمة حسبما حددت في الإطار الاستراتيجي للمنظمة خلال الفترة 2000 - 2015، فإن هذا التقييم يتناول الاستراتيجية الجامعة باء - ترويج أطر السياسات والأطر التنظيمية لقطاعات الأغذية والزراعة ومصايد الأسماك والغابات وتطويرها وتعزيزها (الهدف باء - 2: السياسات القطرية، والصكوك القانونية والآليات المعاونة، التي تستجيب للاحتياجات المحلية. وتتسق مع الإطار الدولي للسياسات والتنظيم). ويركز هذا التقييم على عمل المنظمة في وضع السياسات القطرية ويبحث، على وجه أخص، أداء المنظمة وقدراتها في الماضي على تلبية احتياجات السياسات، والاستجابة لتوقعات البلدان والشركاء في التنمية التي تنشدها من المنظمة. أهمية التعاون مع البلدان في وضع السياسات
  2. اكتسبت مكانة السياسات من جدول أعمال التنمية أهمية متزايدة بصورة مطردة. ولقد أظهرت وتيرة العولمة في الآونة الأخيرة أنه يجب على البلدان إن أرادت أن تجنى منافع العولمة، لا أن تقاسى مثالبها، أن ترتب هياكل اقتصادياتها لتعظيم فرص التجارة، وأن تطبق تدابير قطرية تتفق مع التزاماتها الدولية. وبناء على ذلك، واصلت الحكومات انسحابها من التدخلات المباشرة في النشاط الانتاجي والتجاري، ومن تقديم خدمات بعينها. وتحول التركيز إلى أدوات سياسات غير مباشرة لتهيئة الإطار الموات للتنمية. دور المنظمة
  3. تقدم المنظمة المساعدة للبلدان في مجال وضع السياسات القطرية من خلال ما يلي:
  4. ويركز التقييم على النقطتين (ج) و (د) وإن ما تقوم به المنظمة بالفعل من أعمال في مجال السياسات لمساعدة البلدان بصورة مباشرة، يتألف من حيث ترتيب أهميته التقريبية فيما يتعلق بتخصيص الموارد، من الآتي:

    النطاق والمنهجية

  5. النطاق: من أجل الوصول الى نطاق يمكن ادارته لأغراض التقييم، تم بحث السياسات على مستوى الحكومة المركزية، والإدارات الحكومية، والهيئات الحكومية الدولية. وتضمن العمل في مجال السياسات اشارات الى تعريف وتوضيح الأهداف والأولويات والمبادئ والاستراتيجيات من جانب الحكومات، ولكن بدون وضع لاجراءات وأدوات تنفيذ هذه السياسات بصورة تفصيلية (أي تخصيص الموارد، والتشريعات، وبرامج الخدمات، وتوفير البنية الأساسية والمشروعات).
  6. والواقع أن أحد المعايير الرئيسية المستخدمة في التقييم لتقدير نوعية العمل في مجال السياسات هو ما اذا كانت الأدوات اللازمة لتنفيذ السياسات أدوات محددة وواقعية. وتم الحكم على الآثار والنتائج اللاحقة بدرجة كبيرة من حيث مدى تحويل السياسات الى أدوات للسياسات. وبالمثل، كان هناك ادراك للأهمية الأساسية للاحصاءات والمعلومات الميدانية والبيانات الأخرى، التي يجب جمعها والاحتفاظ بها في نظم المعلومات لتقرير السياسات. وأعطى اهتمام خاص لبرنامج التعاون الفني الممول من الميزانية البرنامجية العادية للمنظمة. ولهذا لم تقتصر السياسات على السياسات الاقتصادية.
  7. المنهجية وشملت ما يلي: (*)أفريقيا: ملاوي ومالي وموزامبيق والسنغال وتنزانيا (وزنزبار)؛ آسيا: بنغلاديش وكمبوديا ولاوس وتايلند؛ أوروبا: استونيا وليتوانيا ومولدوفا والجمهورية السلوفاكية وتركيا؛ أمريكا اللاتينية: البرازيل والمكسيك وبيرو؛ الشرق الأدني: مصر والمغرب وتونس واليمن.
  8. وركزت الدراسة على عمل المنظمة في البلدان التي قدمت لها مدخلات عالية نسبيا في مجال السياسات. وهكذا كان مركز المنظمة للعمل في مجال السياسات أقل في كثير من 80 في المائة من البلدان النامية التي لم تتم زيارتها. وبالمثل في المقر الرئيسي للمنظمة وفي المكاتب الاقليمية، وضعت بعض الوحدات وجهة لعملها في مجال السياسات أكثر من الوحدات الأخرى. وهذا يعني أن أوجه القصور ومظاهر النجاح على السواء تعزى الى تخصصات معينة وإن تكن هناك أخريات تساويها أهمية ولكنها قامت بعمل محدود في مجال السياسات، لم تلق نفس المستوى من الاهتمام.
  9. ثانيا- تنظيم وحجم أعمال الدعم في مجال السياسات

  10. يتوزع العمل في مجال السياسات على جميع أنحاء المنظمة حيث تتصدى جميع الوحدات التقنية تقريبا لجوانب معينة من السياسات. وعلى المستويين الاقليمي والاقليمي الفرعي، بما في ذلك أوروبا، يوجد للمنظمة موظفون يعملون في فروع المساعدة في مجال السياسات، ومتخصصون في تقديم المساعدة في مجال السياسات والتخطيط للقطاع الزراعي (باستثناء الغابات ومصايد الأسماك). ويوجد لدى المنظمة أيضا موظفون للغابات ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية والتغذية وغيرها، يدخل العمل المتعلق بالسياسات ضمن مسؤولياتهم التقنية الشاملة.
  11. ويختلف عدد الموظفين الفنيين المعنيين بالسياسات في المقام الأول من اقليم، الى اقليم ولكن في عام 1999 كان هناك في المتوسط 4.4 موظفا للسياسات (مع استثناء هام يتعلق بالمكتب الاقليمي الفرعي في أفريقيا الجنوبية والشرقية الذي ضم أربعة موظفين في عام 1999). ومن الجدير بالملاحظة أيضا أن موظفي السياسات يمثلون نسبة كبيرة جدا من الموظفين التقنيين الفنيين للمكاتب الاقليمية (11-57 في المائة). وعلى المستوى القطري في معظم البلدان النامية، مع استثناء هام يتعلق ببلدان من الكتلة السوفياتية السابقة، يوجد لدى المنظمة ممثل قطري معين على المستوى الدولي مع عدد قليل من الموظفين. ولا يمكن لهذه الوحدات المختلفة الاضطلاع الا بعمل محدود للغاية على المستوى القطري دون موارد اضافية في ميزانياتها العادية.
  12. يتم دعم معظم العمل في مجال السياسات على المستوى القطري عن طريق منح صغيرة للمساعدة التقنية من الأموال الخاصة للمنظمة (برنامج التعاون الفني) أو عن طريق الشركاء في التنمية الذين يقدمون الأموال على شكل ائتمان للمنظمة. وفي السنوات الأخيرة كان برنامج التعاون الفني التابع للمنظمة أهم مصدر للمساعدة. وكان متوسط ميزانية العمل في مجال السياسات لكل تدخل (ومجموعها 225) بالنسبة لتلك التدخلات التي استعرضتها البعثات 000 270 دولار أمريكي. وتقدم عينة التدخلات والمشاريع التي استعرضتها بعثات التقييم تفصيلا اشاريا لأنواع المساعدة. ويمكن ملاحظة أن أكثر من نصف العمل بقليل كان على مستوى القطاع العام. وتناول 43 في المائة من التدخلات التي استعرضتها البعثات مجالات مواضيعية محددة. وحتى الآن كانت غالبية المشروعات استشارية في المقام الأول، حيث كان الناتج الرئيسي يتمثل في تقارير مع توصيات. ويدخل في هذه الفئة 76 في المائة من التدخلات؛ بينما صمم 5 في المائة للتدريب وبناء القدرات و 15 في المائة جمعت بين المشورة وبناء القدرات. وعلى صعيد التوزيع القطاعي كانت النسب كالآتي: 60 في المائة زراعة؛ 12 في المائة غابات؛ 10 في المائة مصايد الأسماك؛ 8 في المائة تجارة؛ 4 في المائة ثروة حيوانية؛ و4 في المائة تغذية. وهناك ما نسبته 2 في المائة تناولت بعض الجوانب الأخرى مثل البيئة والأمن الغذائي.
  13. ثالثا - نتائج التقييم

  14. يلخص الجدول 4-1 أدناه تقدير نوعية وأداء الجوانب المختلفة للمشروعات والتدخلات من جانب بعثات التقييم. سوف تناقش الأوضاع التي توضحها هذه الأرقام في اطار العناوين ذات الصلة أدناه.
الجدول 4-1- تقدير البعثات لمكون السياسات للمشروعات والتدخلات الفردية
 أفريقياآسياأوروباأمريكا
اللاتينية
الشرق
الأدنى
المجموع
عدد الحالات المقدرة191313101166
من حيث:
الصلاحية/الأولوية للاحتياجات الوطنية عالية74%38%38%60%73%58%
مرضية26%46%62%40%18%38%
التوافق مع أولويات المنظمةعالية53%69%38%80%36%55%
مرضية47%31%62%20%64%45%
نوعية صياغة المشروعاتجيدة16%8%23%20%18%17%
ملائمة68%62%62%70%64%65%
نوعية تنفيذ المشروع من جانب المنظمةجيدة42%23%54%40%27%38%
ملائمة53%62%38%60%73%56%
نوعية وكمية الناتجعالية68%23%38%80%18%47%
ملائمة26%69%54%20%82%48%
نوعية العمليةجيدة53%23%31%60%18%38%
ملائمة42%46%38%40%55%44%
الآثار (استخدام النواتج)عالية47%8%15%80%27%35%
متوسطة42%54%69%10%55%47%
الآثار المستدامة على السياساتعالية26%صفر%15%70%صفر%21%
متوسطة58%23%62%20%64%47%

الطلب على أعمال المنظمة ومدى ارتباطها

  1. المادة الموضوعية: في الوقت الذي تقدمت فيه البلدان النامية في مجال قدراتها التقنية والادارية، انتقلت الاهتمامات والاحتياجات الى المستويات العليا لضمان البيئة المثلى للسياسات. وأوضحت الردود على الاستبيانات القطرية من جانب 91 إدارة من إدارات القطاع الزراعي في 51 بلدا ناميا أن مجال الطلب الأعلى على المساعدة في مجال السياسات كان في الوصلة القطاعية الكلية للسياسات الريفية (مثل آثار الاتفاقات التجارية بالنسبة للفرص الزراعية). وبعبارة أخرى، تبين وزارات الزراعة أنها في حاجة الى دعم لكي تشارك بصورة أفضل في هذه العمليات. وفي الوقت نفسه ينبغي أن يوضع في الاعتبار عند تحديد الاحتياجات أن وزارات الزراعة والوزارات المسؤولة الأخرى مثل وزارات الصحة تدعى لتوسيع نطاق وظائفها الرقابية واستخدام طاقتها لدعم السياسات الكلية، بينما ستظل قرارات السياسات الرئيسية، وهي من اختصاص الوزارات المسؤولة مباشرة تتعلق بخدمات القطاع العام التي تدخل ضمن نطاقها (مثل الارشاد والأبحاث وتدابير الصحة النباتية ووقاية الغابات ومصايد الأسماك).
  2. وينشط البنك الدولي ومصارف التنمية الاقليمية في آسيا وأمريكا اللاتينية ووكالات ثنائية مختلفة بدرجة كبيرة في سياسات القطاع الزراعي (أحيانا مع مدخلات من المنظمة، وخاصة من جانب مركز الاستثمار). وتنظر وزارات المالية والتخطيط، التي تتخذ كثيرا من القرارات الكلية بالنسبة للزراعة والغابات ومصايد الأسماك، إلى مؤسسات التمويل الدولية، وخاصة البنك الدولي، باعتبارها شركاءها الطبيعيين. وهكذا يوجد أمام البلدان عادة خيار المشورة المتعلقة بالسياسات على المستوى الكلي وعلى المستوى القطاعي باستثناء قطاعي مصايد الأسماك والغابات. وهذا يتضح من الطلب على المنظمة، مع أن المنظمة تجد صعوبة بشكل خاص في تلبية الطلب في قطاع مصايد الأسماك. وتعتبر مؤسسات التمويل الدولية، وخاصة البنك الدولي، سياسات القطاع الفرعي ووصلة السياسات - التكنولوجيا (بما في ذلك تكاليف السياسات ومنافعها) على أنها موطن القوة النسبية للمنظمة، وليس عمل القطاع الزراعي العام. وفي الوقت نفسه قد يحتاج الأمر الى المنظمة لتقديم آراء بديلة الى الحكومة على المستوى القطاعي لمساعدة الحكومة على تحديد الخيارات.
  3. ووجدت البعثات أن الطلب الواضح على استعراضات القطاع الزراعي العام من جانب المنظمة أخذ يتناقص، مع أنه كانت هناك استثناءات هامة. ففي أفريقيا الشرقية والغربية، لم تكن المنظمة تعتبر مصدرا لدعم سياسات القطاع العام للزراعة، والذي افترض أنه يأتي من البنك الدولي. ونظرا لأن المنظمة لم تقدم الكثير من المساعدة القطاعية الفرعية، أصبحت مصدرا أقل أهمية للمشورة المتعلقة بالسياسات. وفي غرب أفريقيا، من الناحية الأخرى، وجدت البعثة أن الطلب لا يزال قويا. وفي أمريكا اللاتينية، قيل في أغلب الأحيان أن المنظمة شريك في الخيار غير أنه استخدمت مصادر أخرى للمساعدة بسبب توافرها في الوقت المناسب. ووجدوا أيضا أن الوزارات المسؤولة أعلنت مرارا أن مشورة المنظمة تحظى بالتقدير لحيادها وموضوعيتها مقارنة بمؤسسات التمويل الدولية والوكالات الثنائية، وهو رأي تكرر في الردود على الاستبيانات. وأشارت الردود على الاستبيانات الى أن المصالح المعنية وجدت المنظمة عادة مصدرا جيدا أو مصدرا أفضل للدعم في مجال السياسات مقارنة مع وكالات أخرى في معظم المجالات الموضوعية.
  4. وينتهي التقييم الى أن المنظمة تتمتع بقوة نسبية من حيث الطلب على الخدمات، وغياب المنافسين، وجودة المنتج، في تقديم الدعم في مجال السياسات لقطاع مصايد الأسماك وقطاع الغابات، ولكن بدرجة أقل، بما في ذلك ادارة المناطق المرتفعة. ولم يتم التعبير عن هذه الميزة النسبية بالشكل الوافي في العمل الفعلي الذي أنجز، حيث كان التركيز القطاعي ينصب على الزراعة. وفي اطار الزراعة لم تنعكس الميزة الخاصة بالعمل المواضيعي المحدد في النمط الفعلي للأنشطة (كان النصف تقريبا على مستوى القطاع العام).
  5. وتختلف الطلبات حسب المناطق، وعلى سبيل المثال في البلدان التي تمر بمرحلة تحول كان هناك طلب مستمر، وان كان آخذا في التضاؤل، على الدعم الخاص بقضايا الحيازة. وفي الشرق الأدنى، اعتبرت المياه وآثار منظمة التجارة الدولية والاتفاقات التجارية للاتحاد الأوروبي مهمة بشكل خاص. وهناك اختلاف واضح في الطلب على الخدمات بين بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، لا سيما في أفريقيا، وبين البلدان الأكثر تقدما. فالبلدان الأقل تقدما لديها، أولا، قدرة استيعابية أقل للدعم في مجال السياسات ويتركز اهتمامها الأول على الأمن الغذائي القطري في المقام الثاني. وتعنى البلدان الأكثر تقدما بخيارات السياسات التي تحتاج الى دعم من جانب العمل المعياري في التجارة على سبيل المثال، أو الدور المطلوب من قطاع المزارع الصغيرة. والبلدان التي تريد الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، باستثناء تركيا، تحصل على مساعدة كافية في قضايا الانضمام المباشرة. ولا يزال اصلاح ملكية الأراضي يمثل قضية هامة في أجزاء كثيرة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية والكتلة السوفياتية السابقة.


  6.  

    الجدول 4-2: نواحي القوة النسبية في العمل المتعلق بالسياسات لأغراض الزراعة والغابات ومصايد الأسماك (مقارنة المنظمة ومؤسسات التمويل الدولية والوكالات الثنائية)
     مدفوع بجدول الأعمالالقدراتالتأثير الماليالوصول الى الحكومة
     تقنيةالتحليل الاقتصاديتجمع القدرات التقنية والاقتصادية والاجتماعيةتأكيد الدور المعياري وزارات الزراعةوزارات المالية والتخطيط
    المنظمة    
    مؤسسات التمويل الدولية   
    الوكالات الثنائية     



     

    الجدول 4-3: موجز نواحي قوة المنظمة والاحتياجات القطرية حسب المجال الموضوعي
    مجالات للدعوة في مجال السياساتالأمن الغذائي (منزلي ووطني)؛ ادارة مصايد الأسماك؛ ادارة الغابات؛ أهمية القطاعات الزراعية في التنمية الريفية وسبل المعيشة؛ مبيدات الآفات وادارة الآفات؛ الأمن الغذائي والمعايير الغذائية.
    العمل على مستوى الوصلة الكلية - القطاعية (مثل آثار سياسات الامدادات النقدية على الزراعة)الحاجة مرتفعة، الطلب معتدل، قدرة المنظمة محدودة. القدرة في مؤسسات التمويل الدولية ولكن لا يعطى الاهتمام دائما لتفاصيل الآثار بالنسبة للقطاعات الزراعية ولهذا يلزم تعديلات في السياسات.
    الاستعراض الشامل للقطاعطلب مرتفع على مصايد الأسماك والغابات - نقص المعروض الجيد من الآخرين. الحاجة مرتفعة في الثروة الحيوانية ولكنها لا تنعكس بالكامل في الطلب. الزراعة، طلب معتدل فقط ووكالات أخرى كثيرة نشطة، بما في ذلك مؤسسات التمويل الدولية (أحيانا مع مدخلات من المنظمة).
    مجالات الاحتياج الموضوعية القطاعية وطلب مرتفع حيث يفتقر الموردون الآخرون للقدرة وتتمتع المنظمة بسجل طيبالتجارة؛ حقوق الملكية والوصول الى الأراضي، والغابات ومصايد الأسماك؛ الموارد الوراثية؛ ادارة النظم الأيكولوجية الهشة، ولا سيما المرتفعات.
    مجالات احتياج موضوعية قطاعية وطلب مرتفع حيث يفتقر الموردون الآخرون الى القدرة ولكن المنظمة بحاجة أيضا الى تعزيز القدرة من حيث النوعية وأحيانا من حيث تأكيد الدور المعياريالمياه والري؛ الأبحاث والارشاد (الابتكار والتعلم)؛ سبل المعيشة الريفية (المقاولات) والخدمات غير الحكومية للتنمية الزراعية والريفية.
    مجالات موضوعية قطاعية حيث توجد للمنظمة بعض القدرة، ولكن القدرة قوية أيضا لدى عدة وكالات أخرى ومؤسسات التمويل الدولية وغيرهامشاركة السكان والعلاقة بين الجنسين واللا مركزية.



     

  7. أنواع الدعم السياسي: في الردود على الاستبيان، اعتبر 89 في المائة من وزارات الزراعة المجيبة موضوع التدريب على أنه مفيد للغاية، وحصل على درجات أعلى من أي فئات أخرى للدعم في مجال السياسات. غير أن البعثات حثت على مراعاة الحذر فيما يتعلق بالقدرة الاستيعابية للتدريب التقليدي ولاحظت أن هناك حاجة الى نهج بديلة في بناء القدرات.


  8.  

الجدول 4-4: تقدير البعثات لفائدة أنواع الدعم في مجال السياسات
النسبة المئوية للبلدان التي تمت زيارتها حيث الأنواع مفيدة جدا* أو مفيدة أفريقياآسياأوروباأمريكا اللاتينيةالشرق الأدنىالمجموع
 النسبة المئوية للمفيدة جداالنسبة المئوية للمفيدة
التحليل على المستوى الوطني والتوصيات33%50%100%*33%75%18%41%
تسهيل الحوار الوطني33%50%80%صفر%100%*23%32%
الاجتماعات والحلقات العملية الاقليمية83%100%*60%33%50%18%50%
المعلومات وزيادة الوعي بقضايا السياسات100%*100%*100%100%50%*41%50%
التدريب الوطني33%50%*40%33%100%*23%27%
* النسبة المئوية لصفة "مفيدة جدا" تساوي/أو تزيد على 50 في المائة.
قسمت أنواع الدعم في مجال السياسات الى درجات من 1 الى 3 حيث تعني الدرجة 3 مفيدة جدا والدرجة 1 فائدة محدودة.
  1. في الختام: مع أن الدعم من جانب المنظمة كان من الممكن أن يتصدى بصورة أفضل للمجالات ذات الأولوية والميزة النسبية، فان مدخلات المنظمة في العملية المتعلقة بالسياسات كانت ذات ارتباط كبير بالاحتياجات. (ويشير الجدول 4-1 الى أن 58% من التدخلات كان لها أولوية قطرية عالية وكانت ملائمة. ولم يحدث في أي من الأحوال أن خرج دعم المنظمة عن أولوياتها، ووجدت البعثات أن 55 في المائة من التدخلات كان في مجالات ذات أولوية عالية بالنسبة للمنظمة فيما يتعلق بالإطار الاستراتيجي. ويبدو أنه كانت هناك مشاركة تتراوح ما بين معقولة الى جيدة مع بقية المجتمع الدولي وقليل من ازدواجية الجهود. وكان دور المنظمة في أغلب الأحيان داعما وليس رائدا، حيث تولى البنك الدولي ومصارف التنمية الاقليمية زمام القيادة في دعم سياسات القطاع الزراعي.
  2. تصميم التعاون التقني

  3. تتطور السياسات بصورة مستمرة ويوجد لدى قليل من البلدان سياسات قطاعية جامدة؛ غير أنه توجد داخل اطار تنوع السياسات فترات عمل مكثف في جوانب معينة، تعقبها خطوة للتنفيذ. ويمكن وصف هذه العملية المتعلقة بالسياسات بأنها تتكون من المراحل التالية التي تعتبر متداخلة ومتفاعلة بشكل عام:
  4. وفي عالم الحقيقة، غالبا لا يتم التفكير في السياسات بصورة دقيقة حتى يصل الأمر الى تصميم تدابير التنفيذ وهذا يحتمل أن يؤدي الى تكرار جانب كبير من العملية المذكورة أعلاه.

  5. وكان من الممكن أن يبين تصميم التدخلات في مجال السياسات بصورة أفضل كيف يتوقع من التدخل أن يلائم استمرار العملية المتعلقة بالسياسات وما هو المتوقع من حيث نتائج السياسات أو تطور الاستراتيجيات. وتطبيق اطار تسجيلي على التدخلات (وهو ما لم يحدث قط بالمعنى الرسمي) كان من شأنه أن يساعد على ذلك. وكانت هناك حاجة الى فهم أفضل لكيفية حدوث التغير في السياسات وكيف يمكن ضمان المشاورات والمشاركة وتعاون المجتمع الدولي في العملية المتعلقة بالسياسات (تناقش قضايا العملية بصورة منفصلة أدناه). وفي الحالات التي لم ينفذ فيها العمل بالتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية أو الجهات المتبرعة الأخرى، لم يكن هناك، في أغلب الأحيان اعتبار كاف عند تصميم التدخل إلى سبل تحقيق متابعة أعمال استعراض وتصميم السياسات.
  6. ولم توجد أي حالات تقريبا لتدخلات برنامج التعاون الفني استكملت في الاثني عشر شهرا المتوقعة. وكان من بين أوجه الضعف في تصميم المشروع الاخفاق في تحديد أي مراحل العملية المتعلقة بالسياسات يتعين التصدي لها وبالتالي ما الذي كان يمكن تحقيقه من الناحية الواقعية. وكان هناك غالبا افتراض بأن جميع المراحل، بما في ذلك تصميم تدابير التنفيذ أحيانا (مثل التشريعات) يمكن تناولها في مشروع واحد تابع لبرنامج التعاون الفني. ويعني ادراك الطبيعة الطويلة الأجل للعملية المتعلقة بالسياسات ومراحلها الداخلية، أن التدخلات الفردية لا يمكن أن تتصدى بشكل عام لجميع مراحل العملية. وعندما يكون ذلك ممكنا، تحتاج التدخلات أيضا الى تصميم لفترات أطول من أجل دعم عملية متكررة.
  7. ويتمثل أحد الأشياء ذات القيمة الأكبر والتي يمكن أن تضيفها المنظمة الى العملية المتعلقة بالسياسات، في الخبرة المستمدة من أماكن أخرى، وكانت المدخلات الكبيرة المستمدة من الخبرة المكتسبة دوليا (والتي يتعذر الحصول عليها بمعدلات التعاون التقني فيما بين البلدان النامية) تمثل ضرورة في الأحوال العادية. وعلى النقيض، كان هناك طلب قوي على استخدام الاستشاريين الوطنيين للعمل مع الخبراء الدوليين، ووجدت البعثات أن المشاركة العالية من جانب الوطنيين القادرين عملت كثيرا على تحسين عملية وضع السياسات.

    كفاءة ونوعية تنفيذ المخرجات

  8. كانت ادارة تنفيذ المدخلات الفردية ملائمة بصورة عامة (أنظر الجدول 4-1). غير أنه كانت هناك مشاكل أثرت في موقف الحكومات الوطنية والشركاء في التنمية في تجاه الدور الذي تقوم به المنظمة للمساعدة في مجال السياسات. وفي الردود القطرية على الاستبيانات، تبين أن مرونة الاستجابة كانت أضعف جانب في عمل المنظمة المتعلق بالسياسات.
  9. زمن الاستجابة: هناك فترات في عملية صنع السياسات يكون الشئ المطلوب فيها هو مدخلات متاحة بسرعة وقصيرة نسبيا للتصدي لمسائل محددة. وكانت هناك غالبا حالات تأخير تصل الى أكثر من عام بين طلب الدعم في مجال السياسات والتقديم الفعلي لهذه المساعدة. ولوحظ أن التشاور الداخلي الذي يضيع الوقت لتحسين وثائق المشروع في المنظمة لم يؤد في أغلب الأحيان الى تحسينات واضحة. ولاحظ بعض الأشخاص الذين أجريت مقابلات معهم، أن الاستجابة السلبية السريعة لطلب ما أفضل من حالات التأخير المطولة التي تقلل من الفعالية النهائية للمدخل. وقد أجريت بالفعل بعض التغييرات التي ينبغي أن تساعد على تخفيف هذه المشكلة بما في ذلك توافر 1.5 مليون دولار أمريكي من موارد برنامج التعاون الفني للموافقة المحلية السريعة على طلبات ذات النطاق الصغير وتسهيلات صغيرة الحجم بمبلغ 000 400 دولار أمريكي ليستعين بها الممثلون القطريون في الاستفادة من خدمات الاستشاريين القطريين. (الرقمان لكل فترة سنتين).
  10. الاجراءات الادارية: وجهت الحكومات والشركاء في التنمية انتقادات كثيرة للاجراءات الادارية للمنظمة والافتقار الى صنع القرار بطريقة لا مركزية. ورؤى أنه من المهم تماما للمنظمة أن تعزز مرونة الاستجابة للاحتياجات في مجال السياسات وكذلك تحسين وضع التقارير المالية.

    بناء القدرات

  11. وعمل المنظمة في مجال السياسات يسهم في بناء القدرات على المستوى الوطني من خلال: زيادة الوعي وتوفير المعلومات عن قضايا السياسات الحالية في مطبوعات أو على شبكة الانترنت؛ وحلقات عملية للتدريب وتوفير مواد مصدرية للتدريب؛ والشبكات والربط الشبكي؛ وبناء القدرات أثناء المشروعات الاستشارية.
  12. المنشورات: كان لدى تلك البلدان التي تشترك في احدى اللغات الرسمية المشتركة للمنظمة على مستوى العمل امكانية كبيرة للاستفادة من الاجتماعات الدولية والمنشورات التي تصدر عن قضايا السياسات على السواء. وينبغي عدم التقليل من شأن القيود اللغوية على المستوى العملي، لا سيما في آسيا والكتلة السوفياتية السابقة. فعدم توزيع مطبوعات المنظمة كان موضع شكوى في جميع البلدان التي تمت زيارتها. وكان من الواضح أيضا أن الوصول إلى شبكة الانترنت لم يكن منتشرا بالقدر الكافي ليجعل الوصول الالكتروني بديلا للمطبوعات. ولكن من الواضح أنه كان هناك متسع في المواد المطبوعة لتوجيه أكبر بشأن القضايا، ووضوح أكبر عن الجمهور المستهدف، واختصار أفضل، وتبسيط للغة. وهذه المشاكل ربما تفسر جزئيا لماذا أشارت ردود البلدان على الاستبيان إلى المنشورات على أنها الشكل الأقل قيمة من أشكال مخرجات السياسات. ومن الواضح أيضا أن المنشورات وحدها لها أثر محدود على القدرات، وخاصة في أقل البلدان نموا.
  13. المؤتمرات والشبكات الاقليمية: قامت الفروع الإقليمية للمساعدة في مجال السياسات بدور نشط في تنظيم اجتماعات عن مواضيع السياسات. ويتفاوت مدى استخدام المؤتمرات الاقليمية للمنظمة في تطوير الوعي بقضايا السياسات. ويعتقد أن المؤتمرات الاقليمية منبر مفيد لخلق الوعي ولكن ليس للمناقشات المتعلقة بالسياسات نظرا لأن صانعي القرارات السياسية لا يتواجدون دائما أو يحجمون عن مناقشة السياسات في هذه المستويات. والشبكات التي أنشأتها المكاتب الاقليمية عن موضوعات متخصصة تعد منبرا محتملا آخر له أهميته لزيادة الوعي بالسياسات. وهذه الشبكات في معظمها ممولة ذاتيا وموجهة نحو مشاكل يحددها أعضاؤها. وهي لا توفر منابر لمناقشة السياسات الحكومية ولكنها تشرك كبار المديرين المعنيين على مستوى القطاع الفرعي. ويمكنها أن تقوم بدور في تمكين المديرين من الحصول على فهم أفضل للبيئة الكلية وبذلك يقللون من مقاومتهم للتغيير أو حتى دفعهم ليكونوا عوامل للتغيير.
  14. التدريب: تحقق التدريب في المشروعات التي صممت لتحسين القدرات وكناتج فرعي عارض في التدخلات المصممة للتعاون بشكل مباشر في وضع السياسات. ولم تعتمد معظم البلدان على وحدات السياسات المتخصصة في وزارة الزراعة لتطوير السياسات الزراعية أو للمعلومات التي تتخذ على أساسها القرارات. ويوجد للمديرين المعنيين وكبار المسؤولين في وزارات المالية والتخطيط وللسياسيين في بعض الحالات صوت أكثر وضوحا. وفي جميع البلدان التي تمت زيارتها كان هناك مطلب خاص بالتدريب ولكنه كان أولا من أجل تنمية مهارات عريضة لتحديد القضايا والبدائل وتحليل الأولويات وأدوات السياسات في برامج الحكومة، وليس من أجل التقنيات المعقدة. ومثل هذه المهارات مفيدة للمديرين، وكبار الموظفين المدنيين، والأشخاص الأكاديميين المرجعيين، والأفراد المؤثرين. وهي تستخدم أيضا في مواقف مختلفة، وهو أمر هام عندما يرتفع معدل تغيير الموظفين ويصبح هناك نقص في التخصص، كما هو الحال في بلدان كثيرة.
  15. وكانت هناك أمثلة قليلة نوعا ما للاستخدام المتكامل للجولات الدراسية من أجل تعريف صانعي القرارات بخيارات السياسات البديلة، ولكن حيثما تم ذلك تبين أنه كان مفيدا للغاية. وهناك إمكانية أقل تكلفة وهو عمليات التبادل باستخدام الحلقات الدراسية لاطلاع البلدان على الخبرات في أماكن أخرى، ويمكن لصيغة التعاون التقني فيما بين البلدان النامية أن تكون مفيدة هنا.
  16. وتبين أن المنظمة وضعت عددا من مواد التدريب المفيدة للغاية، عن التجارة والأمن الغذائي، على سبيل المثال. ووجدت البعثات أن عمل المنظمة في مجال التدريب كان يعتبر بشكل عام على أنه ذو مستوى جيد. وكانت هناك حالات تأخير واضحة في اتاحة المواد للمستفيدين منها بسبب الرغبة في أن يكون كل دليل كاملا في حد ذاته وعلى مستوى عال.
  17. توجيه العمليات والقدرات القطرية: يؤدي العمل في كثير من المجالات ذات الصلة الى تحسين عمليات وقدرات السياسات القطرية وعلى سبيل المثال، أدى الدعم في موزامبيق لمشروع التقدم الزراعي (PROAGRI) الى انشاء مجموعة من الترتيبات المؤسسية لتنسيق سياسات وبرامج للشركاء في التنمية والحكومة لأغراض التنمية الزارعية؛ ويوفر دعم تطوير المعلومات والاحصائيات مدخلا أساسيا لتحليل السياسيات؛ ويمكن أن يكون لتطوير المنظمات الشعبية والعمليات التشاركية أثر غير مباشر بتمكين السكان المحليين من المشاركة في حوار السياسات.

    النوعية التقنية لعمل السياسات

  18. انتهت البعثات الى أن النوعية التقنية الشاملة لعمل المنظمة في مجال السياسات هي في المتوسط مساوية في الجودة لنوعية عمل الوكالات الأخرى، أو قد تكون أفضل. وكانت نوعية التحليل في بعض الأحيان متدنية بالنسبة للعمل الذي أنجزته مؤسسات التمويل الدولية ولكن العلاقة كانت وثيقة بمستوى عمل الحكومات، ولا سيما وزارات الزراعة، وكانت هناك في أغلب الأحيان عملية تشاورية بدرجة أكبر. وكانت حالة تغير السياسات عموما ذات نظرة تطلعية، تدعم دورا أكبر للقطاع الخاص والأسر الزراعية وشملت مجالات التحسين في عمل السياسات ما يلي:

    اعتبارات الجنسين

  19. كانت هناك أعمال قليلة نوعا ما بحثت أو ذكرت بشكل واضح ما اذا كانت لاعتبارات الجنسين آثار خاصة على السياسات. وبالمثل لم يشارك ممثلو المرأة بشكل عام في العمليات المتعلقة بالسياسات. ولم تسجل البعثات أي أمثلة لهذا على أن هذا الاهمال قد انتقص من حلول السياسات، غير أن السياسات في المجالات التي تشمل الأسرة والأعمال الصغيرة سوف تكون لها دائما آثار خاصة بالعلاقة بين الجنسين ومن الضروري فهم أدوار المرأة والطفل.

    فعالية الترتيبات المؤسسية

  20. تتمتع المنظمة بقوة ذاتية لتوجيه العمل المعياري من أجل دعم تعاونها مع البلدان في وضع السياسات. ويمكن بالمثل تعزيز هذا العمل المعياري بالخبرة القطرية. وكان التعاون طيبا في العمل في مجال مصايد الأسماك والتجارة، وتحتاج فروع المساعدة في مجال السياسات ببرنامج التعاون الفني إلى تفاعل معزز في الاتجاهين مع تطوير العمل المعياري في مصلحة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية ومصلحة التنمية المستدامة ومصلحة الزراعة. وتوجد بالمكاتب الإقليمية فرق تقنية محدودة الحجم وقدم أخصائيو القطاعات الفردية إسهامات مفيدة في بعض المناسبات في السياسات المتعلقة بقطاعاتهم. وتوجد أيضاً أمثلة مفيدة للأعمال المشتركة فيما بين فروع المساعدة في مجال السياسات والموظفين الفنيين، غير أن الإمكانيات الكاملة لتقديم مدخلات متعددة التخصصات في أعمال السياسات لم تتحقق. ولا يساعد على ذلك عدم وجود أي آليات للبرمجة الإقليمية على ذلك.
  21. ويعد موقف المنظمة ضعيفاً فيما يتعلق بتلبية احتياجات دول رابطة الدول المستقلة وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى التي تواجه مشاكل مماثلة (مثل دول الكتلة السوفيتية السابقة التي لم تنضم إلى الاتحاد الأوروبي). وقد أعطيت الأولوية إلى أشكال الدعم المختلفة في مجال السياسات. ومع ذلك، لا توجد مكاتب لتمثيل المنظمة في هذه البلدان ومن الصعب تكوين قدرات متماسكة في هذه البلدان لأنها تنتمي إلى ثلاثة أقاليم من أقاليم المنظمة. وتوجد أيضاً مشاكل في الاتصالات الإلكترونية والاتصالات الجوية.
  22. وتضطلع فروع المساعدة في مجال السياسات بالمكاتب الإقليمية بعدد من الوظائف بالإضافة إلى وظائف تقديم الدعم المباشر في مجال السياسات. وبصفة خاصة، تضطلع هذه الفروع بدور رائد في وضع البرنامج الميداني وإعداد بيانات موجزة عن البلدان. وعموماً، لم تكن المهام المتعلقة بوضع البرامج الميدانية تُؤدى على خير وجه كما أنها تتطلب مهارات شديدة الاختلاف عن المهارات الخاصة بالسياسات. وربما كان هناك أيضاً تضارب في الاهتمامات فيما يتعلق الدعم المحايد في مجال السياسات والأعمال المتصلة بوضع البرامج الميدانية.
  23. وتعد الاعتمادات المالية المتاحة لفروع المساعدة في مجال السياسات لأغراض السفر والاستعانة بالخبراء الاستشاريين أكبر مما هو متاح للوحدات التقنية الأخرى، وهذا يرجع إلى أنها لا تستخدم الأموال المخصصة لغير الموظفين بنفس الدرجة في الاجتماعات والمطبوعات. وتبلغ نسبة الموارد المخصصة لبند الموظفين إلى الموارد المخصصة لبند غير الموظفين 1: 0.31 بالنسبة للمجموعات التقنية بالمكاتب الإقليمية و 1: 0.23 بالنسبة لفروع المساعدة في مجال السياسات. ويرى التقييم أن انخفاض النسبة على هذا النحو يؤدي إلى افتقار في الكفاءة في استخدام وقت الموظفين، مما يصبح من المتعذر معه القيام بالعمل على المستوى القطري بدون موارد إضافية لأن موظفي فروع المساعدة في مجال السياسات لا يقضون إلا نحو 20 في المائة تقريباً من وقتهم في الميدان.
  24. النتائج والآثار

  25. تبين أن 47 في المائة من التدخلات كان تأثيرها متوسطاً وأن 35 في المائة كانت نتائجها وآثارها عالية. وكان من المحتمل أن يتحقق تأثير كبير في البلدان ذات الدخل المتوسط، ويرجع هذا إلى التقديرات العالية نسبيا في أمريكا اللاتينية وفي الشرق الأدنى إلى حد ما. وتوجد لدى كثير من البلدان ذات الدخل المتوسط قدرة أكبر على استيعاب المشورة المتعلقة بالسياسات وكذلك إمكانيات مستقلة أكبر للعمل بموجبها. وفي البلدان الأقل نمواً والبلدان متوسطة الدخل التي تمر بمرحلة الانتقال، كانت المتابعة تتم بشكل أفضل عندما يتم القيام بالعمل في إطار عملية تساندها أيضاً الجهات المانحة، وخصوصاً مؤسسات التمويل الدولية. وفضلا عن هذا، كانت العملية المستخدمة لتطوير السياسات في جميع البلدان مهمة بشكل خاص لتأكيد الملكية الوطنية وبالتالي تنفيذ السياسات.
  26. نوعية عملية التقييم. وجدت البعثات أنه على الرغم من وجود مجال لتحسين التشاور في التدخلات المتعلقة بالسياسات التي تقوم بها للمنظمة، كان أداء المنظمة جيدا نسبيا في هذا الصدد مقارنة بالمنظمات الأخرى، بما في ذلك مؤسسات التمويل الدولية. والواقع أن أحد الأدوار الرئيسية التي يرى موظفو البنك الدولي أن المنظمة ينبغي أن تضطلع بها في الأعمال المتصلة بالسياسات الوطنية تسهيل عملية التشاور الوطنية. ووجدت البعثات أن 38 في المائة من التدخلات كانت ذات نوعية عالية و 44 في المائة كانت مُرضية و 18 في المائة لم تكن مُرضية (أنظر الجدول 4-1).
  27. والوضع المثالي هو أن تضطلع الفرق القطرية بعمل السياسات في المقام الأول وأن تقوم المنظمة والوكالات الدولية الأخرى بدور مساند. ولا تعد الفرق القطرية الحقيقية عملية على الدوام نظراً لضآلة القدرات والضغوط التي تتعرض لها من أجل إحراز تقدم سريع، ومع ذلك فمن الممكن دائما إشراك أفراد من المصالح الحكومية الرئيسية، وهذا يخدم أيضا هدف بناء القدرات. وعن طريق تحويل حلقات العمل إلى مشروعات، ساعدت المنظمة على ضمان قدر أكبر من التشاور مع المجتمع المدني. وكثيراً ما يوجد شيء من المقاومة من جانب الموظفين المدنيين لمناقشة الأمور فيما بين الدوائر والوزارات، وكذلك مع المجتمع المدني. ويمكن مواجهة هذه المقاومة بطريقة أفضل بتحديد العمليات المشتركة بين الوزارات والمجتمع المدني في وثيقة المشروع الأصلية.
  28. ولم يكن هناك سوى عدد قليل جدا من الأمثلة، في المشروعات التي تم استعراضها، على استخدام تقنيات التقييم السريع في مجال المساعدة على وضع السياسات. ويمكن أن يشكل تطبيق تقنيات التقييم السريع المنظم على أصحاب المصلحة الرئيسيين أحد المدخلات القيمة في العمليات المتعلقة بالسياسات على جميع المستويات. وفي أسوأ الحالات، أسهم عدم وجود مثل هذه العمليات وعدم التشاور في ظهور مقاومة واضحة للمقترحات الخاصة بالسياسات.
  29. العمل المشترك مع الشركاء في التنمية والعملية القطرية التابعة للأمم المتحدة. أصبح قيام المجتمع الدولي بتنسيق عملية برمجة المساعدة الإنمائية أحد أدوات الدعم والتعاون المهمة لتنفيذ العمليات المتعلقة بالسياسات(*). وتستطيع المنظمة كعضو في فريق الأمم المتحدة على المستوى القطري، ومن خلال العمل في ارتباط مع مؤسسات التمويل الدولية، أن توجه اهتماماتها، خاصة في أقل البلدان نموا، لمتابعة مؤتمر القمة العالمي للأغذية، بما في ذلك أهمية الزراعة والغابات ومصايد الأسماك في سبل المعيشة المستدامة بالمناطق الريفية. وعلى الرغم من أن المنظمة كانت في كثير من الحالات عضواً مسانداً لفريق الأمم المتحدة على المستوى القطري، كان من رأي موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي أن المنظمة وجدت صعوبة في تبين كيف يمكن لمدخلاتها أن تتواءم مع القضايا الأوسع المدرجة في الوقت الحاضر على جدول الأعمال الدولي، مثل نظام الإدارة والخصخصة، وأن هناك دورا مهماً يمكن أن تقوم به المنظمة لتسهيل الحوار بين الوزارات المسؤولة عن الزراعة، ومؤسسات التمويل الدولية، ووزارات المالية والتخطيط المركزي.

    (*)إطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية/التقدير القطري المشترك، الإطار الإنمائي الشامل/استراتيجية المساعدة القطرية. وتعد فرقة المهمات للتنمية الريفية التابعة للجنة التنسيق الإدارية وهي فرقة ميدانية في عملها على المستوى القطري ذات أهمية جوهرية أيضا.

  30. تبين أن مكاتب المنظمة القطرية والموظفين الفنيين القطريين العاملين فيها يقومون بدور رئيسي في عمل المنظمة في مجال دعم السياسات. واتضح أن البلدان التي لا توجد للمنظمة مكاتب قطرية فيها، ولا سيما بلدان الكتلة السوفييتية السابقة، محرومة من هذه الميزة بدرجة خطيرة.
  31. وتم استعراض عدد من الأمثلة الناجحة للعمل المشترك بين مكاتب المنظمة القطرية ومؤسسات التمويل الدولية في مجال وضع السياسات33. وتستطيع المنظمة بما تقدمه من مدخلات استكشاف وتحسين مدى إدراك مؤسسات التمويل الدولية ووزارات المالية، وغيرها من الجهات للقضايا الخاصة بمجالات محددة، وكذلك زيادة فهم وزارة الزراعة لجدول الأعمال الأوسع في مجال السياسات. ويظل الموقع المؤسسي لتدخل المنظمة من القضايا الرئيسية لضمان المشاركة والتشاور مما قد يساعد على تعزيز دور الوزارات المختصة في الحوار، أو أن يكون له تأثير مباشر على فريق المالية والتخطيط. ويمكن أيضاً أن يُطلب من المنظمة ومنظومة الأمم المتحدة تقديم وجهة نظر بديلة لوجهة نظر مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة الحكومات على الاختيار. وينبغي أن يكون دور المنظمة واضحاً في كل حالة.
  32. فعالية تكلفة عمل المنظمة: مقارنة بالوكالات الأخرى، استطاعت المنظمة خفض تكلفة المدخلات الدولية كما اتجهت أيضا إلى اتباع عملية على المستوى القطري كانت أقل تكلفة بالنسبة للنتائج من الاعتماد على خبراء من الخارج - وهو ما تتسم به بعض أعمال المساعدات في مجال السياسات. واستطاعت المنظمة الاستفادة بدرجة أكبر من أوجه الدعم المتبادل بين الوحدات في المقر الرئيسي والوحدات الميدانية والمكاتب القطرية. كما أن تحقيق المزيد من اللامركزية والمرونة في العمليات كان من شأنه أيضا أن يقلل التكاليف، وكان هذا موضع اهتمام البلدان والشركاء الدوليين على السواء. وكان باستطاعة المنظمة أيضاً أن تركز بدرجة أكبر على مجالات الاحتياجات القطرية والقوة النسبية للمنظمة.
  33. التأثير المستدام: لم تكن أبرز الأمثلة على التأثير على مستوى السياسات مأخوذة من المشاريع المعنية بالسياسات بل من المشاريع التي أظهرت نهجا معينا، على الرغم من أن هذه المشاريع لم تكن من بين موضوعات الاستعراض. ولعل البيان العملي ليس وحده التأثير الأكثر فعالية بالنسبة لتغير السياسات وإنما أفضل طريقة لتأكيد أن النهج يعد سليماً عندما يتناول مسائل مؤسسية. ويمكن أيضا ملاحظة أن الاستبيانات القطرية أظهرت أن إدماج التعاون في مجال السياسات من جانب المنظمة مع العمل في مشاريع أخرى يمثل أحد الجوانب الأقل مدعاة للارتياح. غير أن إجراء اختبارات تجريبية على السياسات لا يعد خيارا واقعياً بشكل عام بالنسبة للسياسات التي لا تختص بمجال معين. والمطلوب هو عملية مرنة للتكيف وإجراء البيانات العملية. ومن الواضح أيضا أن مقرري السياسات لا يكون بوسعهم في أغلب الأحيان انتظار نتائج الاختبارات التجريبية، كما أن ذلك قد لا يكون مرغوبا أيضا.
  34. ووجدت البعثات أن 68 في المائة من التدخلات كان لها أثر يمكن تحديده من حيث التغيرات في السياسات المنفذة، وفي 21 في المائة من الحالات كان الأثر عاليا (أنظر الجدول 4-1). ومن المحتمل عندما يحدث تدخل لدعم السياسات أن تمر فترة من الوقت قبل أن يترجم هذا إلى أداة للسياسات يمكن أن تحقق أثرا إنمائيا. وتعد النتائج النهائية لبناء القدرات أكثر انتشاراً ولكنها أساسية بصورة مطلقة لمستقبل تقرير السياسات. وبصرف النظر من العملية الخاصة بتحقيق التأثير، يوجد عدد كبير من المناسبات التي يمكن أن يقال فيها إن التأثير الواضح للسياسات من حيث اتخاذ قرار قاطع أو إن تحديد أداة للسياسات قد تسارع بشكل واضح بفضل عمل المنظمة في مجال السياسات. وكان بناء القدرات من بين النتائج المهمة في العديد من المشروعات.

    رابعاُ - التوصيات

  35. كان التقييم ينظر فقط إلى عمل المنظمة في مجال السياسات ولم يكن القصد منه اقتراح نقل الموارد بين الأولويات الاستراتيجية للمنظمة. وبناء على ذلك، وجد التقييم أن وضع السياسات مجال يحتل أولوية عالية ومستمرة بالنسبة لجميع البلدان الأعضاء، بينما يصبح العمل المعياري البحت بشأن التكنولوجيا شيئا تستطيع البلدان أن تصل إليه بسهولة وبصورة متزايدة، مع تحقق تقدم. ومن اللازم أن تعمل المنظمة على زيادة قدرتها على الاستجابة لهذه الحاجة. ولهذا، فإن هذه التوصيات تنطوي على آثار فيما يتعلق بالميزانية. ومن الواضح أيضاً أنه إذا كان للمنظمة أن تواجه هذه التحديات، يجب أن تتحول إلى منظمة لاكتساب المعرفة تقوم على شبكة أكثر ترابطاً، وقد وُضِعت التوصيات التي تؤيد ذلك.
  36. وتشير كثير من التوصيات المبينة فيما يلي إلى المجالات التي يمكن أن يتحقق فيها تحسن من وجهة نظر التقييم. وعند دراسة هذه التوصيات، هناك أيضا أنواع من ردود الفعل ينبغي تجنبها. وهذه تشمل إدخال المزيد من القيود والمراجعات والإجراءات واللجان التي لا يمكن إلا أن تزيد من بطء الاستجابات وتقلل الوقت المتاح للقيام بأعمال أخرى.

    وحدة المفهوم والغرض من العمل في مجال السياسات

  37. تحتاج المنظمة لوضع أولويات أكثر وضوحا لتلك المجالات التي ستكون فيها مركزا للامتياز بالنسبة لدعم السياسات في البلدان الأعضاء وفقا للاحتياجات القطرية، والأهداف الاستراتيجية للمنظمة ودعم السياسات المتاح للبلدان من مصادر أخرى غير المنظمة. وتحتاج المنظمة بعد ذلك إلى مواصلة تعزيز قدرتها في هذه المجالات المختارة ذات الأولوية، بما في ذلك تأكيد الدور المعياري وإقامة روابط قوية بين وحدات السياسات والوحدات التقنية المعنية.
  38. يمكن إعطاء وزن نسبي أكبر بصورة مفيدة للقضايا الأكثر تحديدا التي ينبغي حلها إذا أريد تحقيق أهداف السياسات القطاعية، وإن كان هذا لا يستبعد بأي حال العمل العام في مجال السياسات القطاعية. وبالنسبة لقطاعي مصايد الأسماك والغابات، يختلف الموقف بشكل واضح، وتعتبر المنظمة الوكالة الوحيدة التي توجد لديها قدرات واسعة. وتعد السياسات المتعلقة بالثروة الحيوانية مجالا يعاني من الإهمال النسبي. وينبغي بحث إجراء تحويلات للموارد تمشيا مع هذه الأولويات.
  39. تعطي المنظمة أولوية أكبر لدعم قدراتها في المجال الذي يعتبر من المجالات التي تتمتع فيها المنظمة بميزة نسبية، أي المجال الفرعي لعمل السياسات والتواصل بين التكنولوجيا والسياسات، والربط بين الخيارات الخاصة بالتكاليف والمنافع المترتبة عليها. وهذا يتطلب تعديلاً في الأولويات ليس فقط من حيث البرامج الموجهة نحو السياسات، بل وكذلك في البرامج التقنية.
  40. ومن الواضح أنه يلزم وجود تمييز من حيث الاحتياجات القطرية. وينبغي تحديد الأولويات بشكل عام وعلى المستويات الإقليمية. وتتضمن التوصيات ما يلي:

    بناء القدرات

    الغرض

  41. يعد بناء القدرات لتمكين وزارات الزراعة من المشاركة بصورة أفضل في العملية المتعلقة بالسياسات أحد الأولويات الواضحة. وفي جميع المواقف تقريبا، يحتاج هذا إلى التركيز على زيادة القدرة على تحديد وحل قضايا السياسات، بما في ذلك تكاليفها ومنافعها، وليس التركيز على التقنيات التحليلية المعقدة. ويحتاج بناء القدرات أيضا إلى الاعتراف بأن كثيرا من أقل البلدان نموا وبعض البلدان التي تمر بمرحلة الانتقال ليست في مرحلة تمكنها من إقامة وحدات منفصلة تكون مختصة بالسياسات، خاصة في الوزارات المسؤولة. ويلزم التركيز في هذه الحالات على تطوير قدرات المديرين المسؤولين وكبار الموظفين المدنيين حتى يمكنهم تقديم مدخلات سليمة للعملية المتعلقة بالسياسات وتكوين ثقافة استشارية شبكية لوضع السياسات. وحتى في كثير من البلدان الأكثر تقدما، سوف يكون هذا الجانب مُهماً إلى جانب تعزيز مجالات وضع السياسات على أساس التحليلات المتعمقة التي تجريها الوحدات الحكومية والجامعات مثل رواد الفكر في الجامعات.
  42. ومن الضروري أيضا دعم تنمية القدرات في وزارات الزراعة لتحليل تكلفة ومنافع برامجها الخاصة. وهذا أمر مهم لزيادة فعاليتها ولحمايتها بصورة أفضل من التخفيضات. الدعوة وزيادة الوعي بقضايا السياسات
  43. حددت المنظمة مواقف معيارية واضحة في بعض المجالات المتعلقة بالسياسات. وينبغي أن تحظى هذه المجالات باهتمام أكبر في أعمال المساعدة في مجال السياسات. وينبغي للمنظمة أن تواصل تحديد مواقفها في عدد قليل من المجالات المختارة بعناية، التي تقوم فيها المنظمة بحملات لتغيير السياسات. ويلزم أن تكون مثل هذه الحملات موجهة بصورة انتقائية إلى البلدان والمواقف التي توجد فيها حاجة ذات أولوية. ويمكن لفرقة المهمات في مجال السياسات أن تقوم بدور رئيسي في تطوير تلك المجالات التي يمكن أن تكون فيها المنظمة أكثر نشاطا في الدعوة، وسوف تكون مصلحة الشؤون العامة والاعلام شريكا مُهماً في هذه العملية.
  44. وبالإضافة إلى الدعوة للمواقف المتعلقة بالسياسات، يمكن توجيه مزيد من الاهتمام المنتظم لزيادة الوعي بقضايا السياسات الجديدة وآثارها.
  45. يلزم توجيه اهتمام أكبر إلى الطريقة التي تستطيع بها المنظمة توصيل الاعتبارات المتعلقة بقضايا السياسات إلى مجموعة أوسع من مقرري السياسات. وهذا يشمل ما يلي:
  46. تتمتع المنظمة بنقطة اتصال فريدة بقطاع وزارات الزارعة ويمكنها أن تتعاون بصورة مفيدة مع منظمات أخرى مثل البنك الدولي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية للاستفادة من منابر المنظمة في التشاور بشأن الوثائق المتعلقة بالسياسات ونشر الاعتبارات الحالية في مجال السياسات التي تسفر عنها الأبحاث والتجارب.

    التدريب

  47. في مجال التدريب، ينبغي للمنظمة أن تعتبر نفسها مصدراً لتدريب الآخرين بقدر ما تعتبر نفسها جهة منفذة للتدريب:

    بناء القدرات ضمن التدخلات في مجال وضع السياسات

  48. يمكن في أغلب الأحوال إدماج بناء القدرات في تصميم التدخلات في مجال وضع السياسات، على الرغم من أن الغرض الرئيسي للمشروع (وهو وضع السياسات) يظل الموضوع الأساسي. واتباع نهج تشاوري إزاء وضع السياسات يجعل من السهل على بناء القدرات اجتذاب المحللين وصانعي القرارات للمشاركة في هذه العملية.

    الشراكات

    العمليات القطرية التابعة للأمم المتحدة ومجموعة الجهات المانحة

  49. غالبا ما تستطيع المنظمة أن تكون أكثر فعالية في التأثير على جدول أعمال السياسات العامة والقدرات في البلدان عندما تعمل كجزء من فريق الأمم المتحدة على المستوى القطري وعندما تتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الآخرين في التنمية. ويمكن للمنظمة القيام بدور رائد، عند الاقتضاء، في أفرقة القطاعات والموائد المستديرة، بالإضافة إلى ما يلي:
  50. وينبغي تعزيز هذين الدورين الآخرين خاصة عندما يجري وضع السياسات مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الآخرين في عملية التنمية.
  51. وفي هذا السياق، تحتاج المنظمة إلى بحث كيفية مواءمة مدخلاتها في مجال السياسات مع القضايا الأوسع المدرجة حاليا في جدول الأعمال الدولي، مثل نظام الإدارة والخصخصة. ومن الضروري أيضا أن تدعم المنظمة وضع استراتيجيات للتخفيف من حدة الفقر في البلدان ذات الدخل المنخفض والمديونية العالية، دون أي تأخير في العملية، لضمان التصدي ليس فقط لأولويات الصحة والتعليم، وإنما أيضا للأمن الغذائي وإيجاد فرص لتحقيق الدخل في المناطق الريفية. وفي بعض البلدان، قد توفر شبكة التنمية الريفية التابعة للجنة التنسيق الإدارية إطارا لذلك، وفي البلدان الأخرى التي ترأس فيها المنظمة اجتماعات المائدة المستديرة للجهات المانحة. غير أن المنظمة سوف تحتاج إلى بذل جهود زائدة في بلدان كثيرة من أجل تقديم مدخلات في مجال السياسات لعملية التشاور لضمان توجيه الاهتمام الملائم للأمن الغذائي ومصالح القطاع الريفي. ومن الواضح تماما أنه في حالات كثيرة لا يسعى ممثلو منظومة الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية للشراكة، ويتعين على المنظمة اتخاذ المبادرة للتغلب على الحواجز، دون أن تسعى لتولي دور قيادي. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تكون المنظمة في بعض الأحيان أكثر فائدة عند تقديم وجهة نظر بديلة.

    التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية

  52. يمكن تعزيز التعاون على المستوى القطري على أساس مستمر من جانب ممثلي المنظمة القطريين الذين ينبغي لهم أيضا، بالاشتراك مع البعثات المقيمة لمؤسسات التمويل الدولية، تحديد مدى الحاجة إلى مدخلات تقنية من جانب المنظمة في مجال السياسات وكذلك في مجال الاستثمار. وفضلا عن هذا، يلزم توسيع المناقشات مع المقار الرئيسية لمؤسسات التمويل الدولية بحيث تتجاوز المناقشة الحالية لمدخلات مركز الاستثمار، وخصوصاً مع البنك الدولي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية. وينبغي أن يكون دور المنظمة واضحا عند العمل مع مؤسسات التمويل الدولية. والغرض الذي تسعى إليه المنظمة هو المساعدة في تعزيز وضع سياسات سليمة على المستوى القطري، وليس السعي وراء برنامج معين للإصلاح.
  53. وينبغي للمنظمة، بالتعاون مع الوكالات الأخرى مثل البنك الدولي والمعهد الدولي لبحوث الدراسات الغذائية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، التماس تمويل من خارج الميزانية لإقامة شبكة لمصادر المعلومات الخاصة بالسياسات يمكن أن تنمو بصورة متزايدة، مع مراعاة المرونة فيما يتعلق بإشراك شركاء آخرين وعندما تكون مراقبة الجودة مطلوبة. ومثل هذا النوع من الموارد لن يفيد البلدان النامية بصورة مباشرة فحسب وإنما سيزيد من القدرات المتوافرة للمنظمة والوكالات الإنمائية عن طريق تزويد موظفيها بمورد من المعلومات.

    الاعتبارات المؤسسية

    التعاون التقني

  54. ترتيبات المساعدات التقنية: يتعين على المنظمة، في حدود الموارد المحدودة جداً المتاحة لها، تحديد سبل تحسين مدخلاتها المرنة للعملية الجارية المتعلقة بوضع السياسات والإصلاح على المستوى القطري.
  55. تحسين توافر الموارد المرنة: بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإيجاد تمويل محلي لأعمال المساعدة في مجال السياسات من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي وغيرهما، يلزم أن تكون الأموال متاحة بصورة مرنة لجميع أشكال دعم السياسات التي تُقدم للبلدان. ومن المقترح:
  56. تعزيز استجابة برنامج التعاون الفني التابع للمنظمة: كان برنامج التعاون الفني الأداة التي قامت المنظمة من خلالها بمعظم أعمالها الأخيرة في مجال دعم السياسات؛ غير أن هذا البرنامج يمكن أن يكون أكثر فعالية لهذا الغرض على النحو المقترح أدناه:

    المكاتب الميدانية

  57. السياسات متعددة التخصصات وضمان موارد مرنة لأنشطة الدعم: يلزم وجود نقطة دخول مشتركة لممثلي المنظمة القطريين وللبلدان عند الاتصال بالمنظمة للحصول على دعم في مجال السياسات. وهذا يعني أن فروع المساعدة في مجال السياسات بمكن أن تكون نافذة على مجموع الموارد المتاحة بالمكتب الإقليمي للمساعدة في مجال السياسات وأن تكون مرتبطة ارتباطا جيدا بموارد السياسات المختلفة في المقر الرئيسي، بما في ذلك الموارد في الأقسام التقنية. ويمكن أن تكون المساعدة في مجال السياسات، ولا سيما على مستوى القطاع الفرعي، أكثر فعالية إذا شملت مدخلات من المجموعات التقنية بالمكاتب الإقليمية وفروع المساعدة في مجال السياسات.
  58. زيادة توضيح تحديد الأولويات الإقليمية والأنشطة المشتركة للعمل في مجال السياسات: إن زيادة التركيز على الأنشطة المشتركة بين فروع المساعدة في مجال السياسات والمجموعات التابعة للأقسام التقنية يمكن أن تفتح مجالا لتحسين العمل بالنسبة للخيارات الملموسة في مجال السياسات، الأمر الذي يوفر مضموناً أكثر تحديداً للعمل في مجال السياسات بينما يجعل العمل التقني أكثر فعالية في تشجيع الإصلاح في مجال السياسات. وربما كان من بين عناصر الحل الممكن إنشاء كيان مشترك بين الأقسام لبرنامج الخطة المتوسطة الأجل داخل المكتب الإقليمي للعمل في مجال السياسات. ويمكن أن يضم مثل هذا الكيان البرنامجي جميع الموظفين التقنيين لتحديد أهم قضايا السياسات لبلدان المنطقة الواجب دراستها بمزيد من العمق مع الشركاء الآخرين عن طريق أنشطة التدريب والاجتماعات وفي المؤتمرات والهيئات الإقليمية.
  59. توضيح وظيفة وضع البرنامج الميداني التي تقوم بها فروع المساعدة في مجال السياسات: ليس من الضروري وجود نهج موحد بين المكاتب الإقليمية ولكن يلزم استكشاف آليات لتعزيز وظيفة وضع البرنامج الميداني مع ضمان ألا يؤثر هذا على سلامة العمل في مجال السياسات. وعند العمل بصورة وثيقة مع ممثلي المنظمة القطريين، سوف تشمل الوظيفة المعززة لوضع البرنامج الميداني: حشد الموارد التقنية للمكتب الإقليمي ككل، والاستعانة بموارد تقنية من المقر الرئيسي عند الحاجة، والاتصال بالجهات المانحة خاصة على المستوى الإقليمي.
  60. توضيح خطوط المسؤولية الأولى بين المكاتب الميدانية في العمل من مجال السياسات: مع أنه كان هناك تحديد واقعي لحدود المسؤولية بالنسبة للعمل في مجال السياسات، فإنه يمكن تحسين الكفاءة إذا تم تحديد الترتيبات العملية الحالية، مع مراعاة الحاجة إلى المرونة في استخدام للموارد، وتفادي الازدواجية والبيروقراطية:
  61. أهمية ممثلي المنظمة القطريين: لم يُعط الاهتمام الكافي لأهمية ممثلي المنظمة القطريين كمصدر للمشورة المستمرة في مجال السياسات والتواصل والتفاعل مع موارد السياسات المتاحة من المنظمة. وإذا أريد لممثلي المنظمة القطريين القيام بهذا الدور بصورة أنسب، ينبغي:

    تحسين الخدمات المقدمة لرابطة الدول المستقلة والبلدان المماثلة

  62. لتحسين الخدمات المقدمة لرابطة الدول المستقلة والبلدان المماثلة، يمكن إنشاء مكتب واحد للمنظمة في مكان تكون فيه الحكومة المضيفة على استعداد لتقديم إسهام كبير بتوفير تسهيلات الاستضافة كما توجد فيه تسهيلات للاتصال بمعظم البلدان المعنية في أوروبا والشرق الأدنى وآسيا، بدلا من تخفيف أثر الموظفين عن طريق تعيين موظفين استشاريين في مجال السياسات في بلدان مختلفة. ويمكن تزويد هذا المكتب باثنين من الموظفين المؤهلين تأهيلا مناسبا في مجال السياسات، وقد يكون من المفيد أيضا أن يضم موظفا واحداً لوضع البرنامج الميداني. ويمكن أيضا إضافة موظف يكون مسئولاً عن العمليات، إذا كان حجم البرنامج الميداني يبرر ذلك. ومن المقترح، كحل بديل، إسناد التفويض الخاص لجميع هذه البلدان لمكتب إقليمي فرعي واحد وربما لعدد من موظفي السياسات المعينين من الخارج يختص كل منهم بعدة بلدان.

    تعزيز نوعية عمل المنظمة

    المبادئ التوجيهية

  63. ينبغي للمنظمة أن تعد نشرة أو مذكرة توجيهية عن كيفية التواصل بصورة فعالة بجميع الأعمال المتصلة بالسياسات على المستوى القطري وتيسير عملية وضع السياسات، تستخدمها فروع المساعدة في مجال السياسات والأقسام التقنية كتوجيه لممثلي المنظمة القطريين وبرنامج التعاون الفني. وسوف تعد دائرة التقييم مذكرة باعتبارها أحد نواتج هذا التقييم. وقد يشكل هذا مدخلا مفيدا للمذكرة التوجيهية التي يعدها فريق المهمات المشار إليه فيما يلي. وينبغي أن يُطلب أيضا من الوحدات التقنية وجماعات العمل المشتركة بين المصالح المعنية بالسياسات وضع مذكرات قصيرة جدا عن الاعتبارات المتعلقة بالسياسات في مجالات عملها. وينبغي أن تكون مثل هذه المذكرات متاحة على نطاق واسع، وكذلك على الشبكة الداخلية للمنظمة (Intranet).

    تصميم المشروعات

  64. يعني الاعتراف بالطبيعة الطويلة الأجل لعملية السياسات والمراحل التي تدخل فيها، أن التدخلات الفردية ربما لا تتمكن من التصدي لجميع مراحل العملية. والاهتمام بالاتصال والعملية له أيضا انعكاسات رئيسية بالنسبة لتصميم المساعدة في مجال السياسات، بعيدا عن تدخل قصير من جانب فريق للخبراء، مع الاتجاه إلى تشكيل فرق أصغر تقوم بزيارات متكررة للبلد. وسوف يلزم توفير نسبة كبيرة من الميزانيات للمشاركة الوطنية والترجمة والطباعة والاجتماعات وغير ذلك. وبالإضافة إلى المتطلبات الحالية لتصميم مشروع للعمل في مجال السياسات (بما في ذلك برنامج التعاون الفني التابع للمنظمة)، ينبغي أن يتضمن التصميم توضيحاً منطقيا يحدد ما يلي:
  65. وينبغي أن تعترف عمليات تصميم المشروعات أيضا بأن طبيعة العملية الاستشارية سوف تتطلب عادة نسبة عالية إلى حد ما من الأموال التي تخصص للمشاورات الوطنية والترجمة والاجتماعات وعمليات المجتمع المدني. وبالمثل، فمن الضروري جداً، في تصميم وتنفيذ دعم السياسات، النظر بواقعية في إمكانيات المتابعة، من حيث حجم التعاون الذي سيكون لازماً ومتاحاً خلال الجزء المتبقي من تنفيذ العملية.

    المعلومات القطرية

  66. يمكن لمصلحة التعاون التقني أن تتولى زمام القيادة في وضع نظام للمعلومات القطرية يوضع على شبكة الإنترنت ويضم مدخلات من مختلف أنحاء المنظمة، ولا سيما مكاتب المنظمة القطرية، مع العمل باستمرار على تحسين النوعية والمضمون التحليلي.

    فريق المهمات

  67. قد يكون من المفيد إنشاء فريق مهمات مشترك بين المصالح لمدة محدودة يقوم ببحث جميع جوانب العمل في مجال السياسات، وتتعاون معه جماعات عمل مماثلة في المكاتب الاقليمية وجماعات فرعية عند الضرورة. ويمكن توسيع عمل فريق المهمات ليصبح جماعة عمل مشتركة بين المصالح و/أو شبكة للسياسات في المنظمة إذا كانت الخبرة وبرنامج العمل الملموس يبرران ذلك. وسوف يكون رئيس فريق المهمات بمثابة مركز تنسيق للسياسات.

تعليقات فريق الاستعراض الخارجي المستقل

أنظر PC 85/4. تشكيل فريق الاستعراض: Mr. Malcolm D. Bale، مدير قطاع، وحدة الاستراتيجية والسياسات والتنمية الريفية والموارد الطبيعية، إقليم شرق آسيا والمحيط الهادي، البنك الدولي، واشنطن؛ H.E. Joمo Carrilho، نائب وزير الزراعة، جمهورية موزامبيق؛ H.E. Dr. Ing Kantha Phavi (Ms.)، وزيرة الدولة لشئون المرأة والمحاربين القدماء، مملكة كمبوديا، Dr. Roger Norton، مستشار في سياسات التنمية الزراعية وإدارة الموارد الطبيعية؛ Ms. Raquel Peٌa-Montenegro، مديرة قسم أمريكا اللاتينية والكاريبي، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية؛ Dr. Julian Thomas، أخصائي في التنمية الزراعية والرئيس الأسبق للجنة المالية بمنظمة الأغذية والزراعة ولمجموعة ممثلي أفريقيا بالمنظمة؛ Mr. William Valletta، أخصائي في السياسات والجوانب القانونية لحيازة الأراضي وحقوق الملكية في الاقتصاديات النامية والاقتصاديات التي تمر بمرحلة الانتقال. كذلك قدّم Dr. Simon Maxwell، أخصائي سياسات الأغذية، ومدير معهد التنمية الخارجية، المملكة المتحدة، وجهة نظرة كتابة.

  1. يؤيد فريق الاستعراض بقوة النتائج والتوصيات التي توصل إليها التقييم. وقد كانت عملية التقييم نموذجية. فقد ضمت أفرقة التقييم عدداً من الخبراء الاستشاريين المستقلين، وشملت مجموعة واسعة من التدخلات/المشروعات في مجال السياسات على المستوى القطري؛ ومناقشات واستبيانات مع المسئولين في الحكومات والشركاء في التنمية؛ واستعراضات داخلية أولية أجريت على النتائج؛ وفريقاً للاستعراض اشترك فيه عدد من النظراء الخارجيين المستقلين. وقد أتاحت هذه العملية إجراء حوار بشأن القضايا المطروحة، وبحث هذه القضايا بعناية والتوصل إلى كثير من الآراء القيمة بشأنها.
  2. ويشارك أعضاء الفريق في الاستنتاجات العامة من حيث أن وضع السياسات يعد من المجالات ذات الأولوية العالية لخدمة البلدان الأعضاء وأن المنظمة ينبغي أن تركز على المجالات التي يمكنها أن تتمتع فيها بقوة نسبية فيما يتعلق بدعم السياسات. ويعلق الفريق أيضاً أهمية خاصة على الاستنتاجات والتوصيات التالية التي وردت في التقرير، إلى جانب المجالات التي يمكن تعزيزها، ويود إلقاء الضوء على النقاط التالية وتوجيه اهتمام الإدارة إليها:
    1. يلزم تحديد الأولويات فيما يتعلق بالمساعدة في مجال السياسات. ويرى الفريق أن الاستعراضات التي تجرى على القطاع الزراعي بمعناه الواسع ينبغي أن تعطى لها أولوية متأخرة عن دعم عمليات صياغة السياسات القطرية. ويمكن أن يتم ذلك بمساعدة وزارات الزراعة والتنمية الريفية في تشخيص قضايا معينة من قضايا السياسات والمساعدة في أيجاد تكامل في العمل بين هذه الأجهزة في العمليات الخاصة بالسياسات القطرية الأوسع. وينبغي أن يتركز الاهتمام على المجالات التي لا تلقى العناية الكافية من منظور السياسات، مثل الثروة الحيوانية.
    2. استناداً إلى الإطار الاستراتيجي للمنظمة وولايتها فيما يتعلق بالعمل في الجوانب المتصلة بالأمن الغذائي والتنمية الزراعية والتخفيف من حدة الفقر، ينبغي توجيه المساعدة في مجال السياسات نحو سياسات التنمية الريفية، عندما يكون ذلك مناسباً، بدلاً من أن يقتصر الاهتمام على التنمية الزراعية فقط. ونحن وإن كنا ندرك خطر تشتيت المنظمة لجهودها، فإن العمل الفعال في مجال التنمية الزراعية والريفية والتخفيف من حدة الفقر لا يتطلب توجهاً عريضاً نحو التنمية الريفية. وهذا ينطبق على البلدان ذات الدخل المتوسط، وكذلك على البلدان ذات الدخل المنخفض، التي تكون فيها التنمية الريفية من القضايا الملحة التي لا تلقى الاعتراف الكافي بها.
    3. يمكن للمنظمة أن تقوم بدور أقوى مما تقوم به في الوقت الحاضر في تعزيز القدرات القطرية في مجال تحليل القضايا الزراعية والريفية. وينبغي أن يكون دورها في دعم سياسات التنمية الوطنية دوراً حافزاً، لأن ذلك يعزز تمسك الجهات القطرية المعنية بإصلاح السياسات وتبنيها. وينحصر دور المنظمة الأساسي في مجال السياسات في تشجيع العمليات السليمة لتحليل السياسات، وصياغتها وتنفيذها. وفي هذا الصدد، ينبغي أن تواصل المنظمة تشجيع الأنماط التشاركية في صياغة السياسات، بحيث لا تشترك في عملية صياغة السياسات الوزارات المعنية فقط، بل تشارك فيها أيضاً المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، ووكالات الأمم المتحدة والوكالات الثنائية. ويؤكد الفريق على الدور الجوهري الذي تقوم به المنظمة، سواء في تقديم وجهات نظر بديلة للحكومة أو في دعم العمليات التي تعزز تبني البلدان للسياسات.
    4. تستطيع المنظمة أن تمسك بزمام المبادرة إزاء الأمم المتحدة والبلدان المانحة في العمليات المتصلة بصياغة السياسات لضمان الاعتراف المناسب بأهمية الأمن الغذائي، والزراعة والقطاع الريفي.
    5. تستطيع المنظمة، في مناسبات كثيرة، أن تعمل في تعاون وثيق مع مؤسسات التمويل الدولية وغيرها من الجهات المانحة. وفي ظروف أخرى، قد تكون المنظمة مطالبة بتقديم مساعدات مستقلة للحكومات الأعضاء في صياغة السياسات. ورغم توافق هذه المهام فإن استقلال المنظمة والدور الذي تقوم به في أي موقف ينبغي أن يكون واضحاً سواء داخل المنظمة أو لأصحاب الشأن. ورغم أهمية هذا الدور المستقل فإنه قد يحتاج إلى إدارة دقيقة في المواقف التي تجري فيها المنظمة اتصالات مع مؤسسات التمويل الدولية فيما يتعلق بقضايا السياسات.
    6. ويعتقد الفريق أن من الضروري زيادة الموارد المتاحة لأعمال السياسات على المستوى القطري. كذلك، فإن تقديم مساعدات فعالة في مجال السياسات تلزمه آليات مرنة واستجابة سريعة. ولقد كان برنامج التعاون الفني الأداة الرئيسية للتدخل في مجال السياسات. ولكن هذا البرنامج يعاني من جوانب قصور خطيرة، من حيث أن متطلبات التشغيل في كثير من الحالات لا تتوافق مع الاستجابة السريعة والجيدة. وبصفة خاصة، فإن القيود المفروضة على الأموال التي يمكن إنفاقها على الاستعانة بالخبرات الدولية وشروط تطبيق معايير التعاون التقني فيما بين البلدان النامية كثيراً ما لا تكون مناسبة للعمل في مجال السياسات. كذلك يؤيد الفريق التوصية الداعية إلى زيادة النسبة بين الموارد المخصصة لبند الموظفين والموارد المخصصة لبند غير الموظفين في البرنامج العادي للمنظمة، وحماية هذه النسبة من التخفيضات التي تدخل على الميزانية.
    7. والخبرات المتاحة للمنظمة في مجال السياسات موزعة في الوقت الحاضر بين وحدات المنظمة، ولا يوجد تنسيق جيد وتبادل للمعلومات بين هذه الوحدات. ويمكن أن يسفر هذا عن ازدواجية في الجهود، ومن المؤكد أنه يؤدي إلى ضياع المنافع التي يمكن أن تترتب على تلاقح الأفكار والخبرات. وهناك حاجة إلى تشكيل فريق العمل الموصى به الذي يكون رئيسة بمثابة "مركز تنسيق" يقوم بدور الربط والتنسيق وتبادل المعرفة. وقد اعترف الفريق بوجود كثير من الروابط المبتكرة في المنظمة تقوم على شبكة فيما بين الأفراد وعلى العلاقات التي تربط بين الفنيين، ولكن هذه الروابط ينبغي تعزيزها عن طريق هيكل رسمي للعمل في مجال السياسات. ومثل هذا التنسيق ينطوي بلا شك على تكاليف. ومن اللازم أيضاً إيجاد حوافز وآليات لتسهيل التعاون فيما بين الوحدات المختلفة ويجب أن يُزود "مركز التنسيق" بالموارد اللازمة لهذا الغرض. وقد اتضحت القيمة المضافة المترتبة على ذلك في العديد من المجالات، وعلى سبيل المثال، في العمل في مجال التجارة.
    8. تمثل مكاتب المنظمة القطرية تواجد المنظمة على المستوى القطري كما تمثل بؤرة الحوار المستمر بين المنظمة والبلدان الأعضاء. وتمثل هذه المكاتب مدخلاً مهماً لتلقي طلبات المساعدة في مجال السياسات. ولذلك، فإن معايير اختيار ممثلي المنظمة القطريين ينبغي أن تعنى بالمهارات المطلوبة. وعلاوة على ذلك، فمن اللازم توفير التدريب لضمان أن يكون ممثلو المنظمة القطريون على دراية عامة بقضايا السياسات، وخصوصاً القضايا التي تكون لها أولوية على المستوى الإقليمي. وينبغي إنشاء مكاتب قطرية للمنظمة في بلدان رابطة الدول المستقلة وبلدان شرق أوروبا الأخرى ذات الدخل المنخفض، وينبغي التعامل مع هذه المسألة على وجه السرعة لتسهيل أعمال المساعدة في مجال السياسات.
    9. وتعد المؤسسات الناجحة منظمات لاكتساب المعرفة بشكل مستمر. وإذا كانت المنظمة تريد تقوية التزامها في مجال تحليل السياسات وتقديم المشورة، فإنها ستكون في حاجة ماسة إلى تدريب موظفيها على قضايا السياسات، وذلك يتضمن تنظيم دورات تدريبية إنعاشية للمتخصصين في السياسات الاشتراك في الاجتماعات المهنية. ورغم أن تعزيز التدريب ينطوي على أعباء مالية، ينبغي إعطاء أولوية متقدمة لهذا النشاط لتعزيز الخبرات الممتازة المتاحة للمنظمة والمحافظة عليها. وسيتطلب الاهتمام بالجودة وجود توافق بين كفاءات الموظفين ومتطلبات الوظائف التي يشغلونها.
    10. من اللازم تعزيز إدارة المعارف، بما في ذلك تحسين المعلومات القطرية ووجود ارتباط قوي بين العمل المعياري والتعاون القطري. كما توجد حاجة ماسة إلى إجراء دراسات حالة عن كيفية التعامل مع قضايا السياسات والنجاح في معالجتها وينبغي توثيق هذه الدراسات للاستفادة منها داخل المنظمة وفي البلدان الأعضاء. ولا تقوم المنظمة بالعمل الأمثل في مجال الاستفادة من خبراتها وخبرات الآخرين في جعل هذه المعلومات متاحة على أوسع نطاق.
    11. ينبغي أن يسمح التعريف التشغيلي للسياسات بإدماج مرحلة التنفيذ عندما يكون ذلك مناسباً. فكثيراً ما يكون العمل الجيد في مجال السياسات قائماً على الاعتراف من البداية بقنوات التنفيذ، وقد يشمل ذلك المساعدة في تصميم مرحلة التنفيذ ومتابعتها.
    12. وأخيراً، يشعر الفريق بأن تقوية دور المنظمة في مجال السياسات يتطلب رصد اعتمادات مالية أكبر في الميزانية لهذا الغرض، مع وجود ولاية مؤسسية واضحة لتنفيذ التوصيات التي يتضمنها التقرير.

    استجابة الإدارة

    أنظر: PC 85/4.

  3. يعد التقييم منصفاً، ودقيقاً وموضوعياً. وتعد التوصيات بناءة كما أنها جاءت في الوقت المناسب. وهذه التوصيات، بالإضافة إلى الاستعراض الداخلي الجاري للبرنامج الميداني ومصلحة التعاون التقني، تلتقي على ضرورة وضع تعريف أوضح لولاية قسم المساعدة في مجال السياسات والروابط التي تربطه بالأقسام الأخرى بالمنظمة. والمنظمة تؤيد الاستنتاجات الرئيسية التي أسفر عنها التقييم، بل وبدأت بالفعل، في عدد من المجالات الرئيسية، إجراءات تنفيذ التغييرات المطلوبة.
  4. من المتفق عليه أن سياسات التنمية الزراعية والريفية تعد من المجالات متزايدة الأهمية بالنسبة للبلدان النامية، وأن ذلك يتطلب مساعدة في صياغة السياسات الملائمة لتحقيق الأمن الغذائي وسبل المعيشة المستدامة، وخصوصاً بالنسبة لفقراء الريف، والإدارة المستدامة لمواردها الطبيعية. وسوف تعطي المنظمة أولوية متقدمة للعمل في مجال السياسات، وسوف تخصص اعتمادات مالية أكبر لهذا الغرض، بقدر ما هو ممكن. وتحقيقاً لهذه الغاية، من المقترح توفير موارد إضافية محدودة في إطار برنامج العمل والميزانية للفترة المالية 2002-2003، سيكون معظمها مخصصاً لبند غير الموظفين في المكاتب الميدانية، وهي من المجالات التي يلقي التقرير الضوء عليها. ومن المعترف به أن السيناريو المختصر الخاص بالموارد العامة، سيكون من الصعب المحافظة عليه، في ضوء الأنشطة الأخرى ذات الأولوية مثل الحد من تناقص الاعتمادات المرصودة لبرنامج المنظمة الميداني لغير الطوارئ، وكذلك الأنشطة المعيارية المهمة الكثيرة التي تلقى تأييداً قوياً من الأعضاء.
  5. حددت خطة العمل الصادرة عن مؤتمر القمة العالمي للأغذية والإطار الاستراتيجي الموضوعات التي ينبغي أن تعطي المنظمة الأولوية لها في عملها. وتتفق الإدارة مع ضرورة تنشيط الدعوة إلى هذه الموضوعات كما هو مبين في الهدف الاستراتيجي "ألف" المحدد للمنظمة: الاهتمام بالأمن الغذائي، وكذلك وبوضع استراتيجية شاملة لإبلاغ رسالة المنظمة. وسوف يستند إعطاء الأولوية لأعمال السياسات على جوانب القوة النسبية التي حددها التقييم. وتوافق الإدارة على التأكيد المقترح على السياسات على المستوى دون القطاعي (بدلاً من الاستعراضات الشاملة التي تتناول القطاع الزراعي) وعلى ضمان أن تقوم السياسات بشكل فعال على الجوانب المعيارية.
  6. وسوف يتم تعزيز عمليات المشاركة في وضع السياسات، والتواصل والتفاعل بين التكنولوجيا والسياسات وإدماج التكاليف والمنافع في سياسات القطاعات الفرعية من خلال توثيق وتعميق التعاون بين جميع الوحدات المعنية بالسياسات بمقر المنظمة والمكاتب الميدانية. وسوف يتحقق ذلك في المكاتب الإقليمية وشبه الإقليمية، بصفة خاصة، عن طريق زيادة التكامل بين فروع ووحدات المساعدة في مجال السياسات والمجموعات والفرق متعددة التخصصات المعنية بذلك في الأقسام الفنية بالمنظمة. وسيتم تعزيز الخبرات التقنية المتاحة في الأقسام الفنية للقيام بالأعمال المطلوبة منها في مجال السياسات، بما في ذلك الإرشاد والبحوث، بينما سيُعطى لموظفي قسم المساعدة في مجال السياسات مزيد من التوجيهات الفنية، حيثما يكون ذلك ممكناً. وينبغي التأكيد على الجوانب التي تشمل جميع القطاعات في العمل في مجال السياسات، مثل الأبعاد البيئية لوضع وتنفيذ السياسات الزراعية، والقضايا المتصلة بالعلاقة بين الجنسين ومرض فقدان المناعة المكتسب.
  7. وقد جاءت التوصية الخاصة بالتركيز على بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض موفقة تماماً، بصرف النظر عن المعوقات التي قد تنشأ فيما يتعلق بالطاقة الاستيعابية. وسيكون من اللازم إيجاد توازن مناسب بين هذا التركيز وطلبات البلدان متوسطة الدخل للحصول على مساعدات في مجال السياسات في مجالات مثل موضوعات التنمية الناشئة. ومن المتفق عليه أيضاً أن مساعدة بلدان رابطة الدول المستقلة والبلدان المماثلة لها في مجال السياسات ينبغي توسيعها بإنشاء قدرات متخصصة للقيام بالأعمال المتصلة بالسياسات في هذه البلدان في حدود الموارد المتاحة. وقد أشار التقييم إلى عدم وجود ممثلين للمنظمة في بلدان رابطة الدول المستقلة. وعلى الرغم من أن مجلس المنظمة وافق، في دورته التاسعة عشرة بعد المائة، على اقتراح المدير العام بإنشاء مكاتب قطرية إضافية بشروط معينة، لم تتقدم هذه البلدان للاستفادة من هذه الخطة حتى الآن. ولذلك، فإن تكاليف مهام الاتصال أو التمثيل في هذه البلدان لم تدرج في سيناريو النمو الذي يقوم عليه برنامج العمل والميزانية. ومع ذلك، فإن المنظمة تعيد النظر في خطتها في هذا الصدد.
  8. يؤكد التقييم على الدور الهام الذي تقوم به المنظمة، في إطار أفرقة الأمم المتحدة وعلى المستوى القطري، في ضمان إدراج القضايا المتصلة بالزراعة والأمن الغذائي ضمن السياسات الكلية، بما في ذلك التخفيف من حدة الفقر وسبل المعيشة المستدامة بالمناطق الريفية. وهذا الدور ليس محل اعتراف على الدوام من جانب بعض المؤسسات الشريكة للمنظمة أو بعض البلدان ذاتها. وتقوم مصلحة الشئون الاقتصادية والاجتماعية في الوقت الحاضر بوضع اللمسات الأخيرة على ورقة عامة تحدد الأساس النظري لعمل المنظمة فيما يتعلق بالعلاقة بين الفقر، والأمن الغذائي، والزراعة والتنمية الريفية. كما يجري وضع ترتيبات لتعزيز التعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى ومؤسسات التمويل الدولية في إطار الأمم المتحدة للمساعدات الإنمائية، التقييم القطري الموحد، إطار التنمية الشاملة، البلدان الفقيرة المثقلة بالديون وأوراق استراتيجية الحد من الفقر. وقد أمكن في الفترة الأخيرة توفير دعم إضافي لمكاتب تمثيل المنظمة من خلال آلية خاصة تابعة لبرنامج التعاون الفني، للمساعدة في دعم استجابتها العاجلة لاحتياجات البلدان والمساهمة في هذه العمليات.
  9. وكما اقترح التقييم، ستتم زيادة مساهمة المنظمة من أجل دعم المناهج الاستشارية في عملية وضع السياسات وإشراك المجتمع المدني. وسيتم ذلك عن طريق زيادة فعالية تنفيذ سياسات واستراتيجيات المنظمة في مجال التعاون مع المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني (بما في ذلك المنظمات والجمعيات النسائية الريفية)، كما ورد في الإطار الاستراتيجي، وتطوير هذه العملية بعد ذلك.
  10. توافق الإدارة على أن الخبرات المتصلة بالسياسات موزعة في الوقت الحاضر بين كثير من الوحدات في المنظمة، وأنه لا يوجد تنسيق كاف وتبادل للمعلومات فيما بين هذه الوحدات على الرغم من التعاون القائم فيما بين التخصصات، سواء كان هذا التعاون حسب مقتضى الحال أو بشكل مؤسسي. ولذلك، تؤيد الإدارة التوصية الخاصة بإنشاء فريق مهمات ومراكز تنسيق تُعنى بزيادة تحديد الأولويات؛ وتقوية الجوانب المعيارية في أعمال السياسات؛ وتطوير الآليات اللازمة لتسهيل التعاون فيما بين الوحدات؛ ووضع مبادئ توجيهية بشأن الربط بين أعمال السياسات وتسهيلها على المستوى القطري. وفي الحقيقة، فإن نتائج التقييم تعزز اعتقاد الإدارة بأن تحسين جميع هذه المجالات سوف يزيد من التأثير الذي أحدثته المنظمة على العملية وتنفيذها في البلدان النامية الأعضاء. وسوف يتم إنشاء آلية للتنسيق فيما بين المصالح لدعم التفاعل فيما بين السياسات والتكنولوجيا وكذلك فيما بين السياسات والأنشطة التنفيذية، مع الاهتمام بالتنمية الريفية. وسوف يتم تحديد مراكز لتنسيق العمل في المنظمة بشرط توافر الموارد اللازمة لذلك بالشكل الذي يحدده الأعضاء، لضمان التواصل والتفاعل فيما مجال السياسات بين الأعمال المعيارية التحليلية والأعمال المتصلة بالدعوة/المساعدات.
  11. وفيما يتعلق بضرورة أن تعمل المنظمة على تحسين "المعلومات القطرية" فإن مصلحة التعاون التقني قد تولت ذلك بالفعل، حيث شرعت في إنشاء نظام للمعلومات القطرية على الشبكة الإلكترونية للاستخدام الداخلي، الغرض الأساسي منها هو زيادة تركيز الاهتمام على البيانات القطرية وتطوير البرنامج الميداني. وسوف تقوم بإدارة هذا النظام، عندما يدخل حيز التشغيل، فروع المساعدة في مجال السياسات في تعاون وثيق مع ممثلي المنظمة القطريين. ولن يشمل هذا النظام مجالات المعلومات المتخصصة التي توجد لدى المصالح التقنية قواعد بيانات خاصة بها.
  12. وتوافق الإدارة أيضاً على أن أنشطة بناء القدرات التي تقوم بها المنظمة في مجالات صياغة السياسات وتحليلها ينبغي تعزيزها، وخصوصاً من أجل تقوية قدرات وزارات الزراعة لكي تتمكن من المشاركة بالشكل الفعال في مناقشة السياسات الكلية. ويجري في الوقت الحاضر إعادة توجيه مجالات تركيز وأنشطة قسم المساعدة في مجال السياسات في مجال بناء القدرات، لكي يمكن الوصول إلى المستويات العليا لصانعي القرارات في الحكومات ولكي يكون له تأثير أكبر على عمليات السياسات ومضمونها. ولكن هذا التحول سيكون تدريجياً لأنه يتطلب تعزيز قدرات وموارد قسم المساعدة في مجال السياسات لكي يصبح بوسعه تقديم مساعدات فعالة للبلدان النامية الأعضاء لبناء قدراتها في مجال وضع السياسات.
  13. جاء في التقييم أنه لكي يمكن رفع مستوى إنتاجية وفعالية فروع ووحدات المساعدة في مجال السياسات، ينبغي تعزيز إجراءات العمل في المكاتب الإقليمية من أجل زيادة التكامل فيما بين التخصصات في أعمالها, وقد أسفر التحليل الذي أجرته مصلحة التعاون التقني لأداء هذه الوحدات وتأثيرها على تطوير البرنامج الميداني والمساعدة في مجال السياسات عن نتائج مماثلة. وبالتالي، تُعطى التوجيهات في الوقت الحاضر لإنشاء أفرقة مهمات قطرية بالمكاتب الإقليمية وإيفاد بعثات برمجة متعددة التخصصات ذات أهداف محددة بعناية، بالتعاون الوثيق مع الحكومات والمكاتب القطرية. وسوف تساعد هذه الآليات على تحديد الأولويات الإقليمية وتطويرها بمزيد من الوضوح، كما هو مقترح في التقييم، وترجمة هذه الأولويات إلى خدمات بناء على طلب البلدان الأعضاء. وتقبل الإدارة فكرة إنشاء كيان مشترك بين الأقسام لبرامج الخطة المتوسطة الأجل، لأنه سيتيح حوافز إضافية لتنفيذ أعمال السياسات بشكل متكامل وفعال. وسوف يوضع إطار هذا الكيان البرنامجي المشترك بالتشاور مع المكاتب الميدانية. ويجري أيضاً إجراء استعراض متعمق للقدرات المتوافرة حالياً في فروع ووحدات المساعدة في مجال السياسات.
  14. يؤكد التقييم، عن حق، أن ممثل المنظمة القطري يعد مدخلاً مهماً لتلقي طلبات الحكومات الخاصة بالحصول على المساعدة في مجال السياسات، كما يعد ضرورياً جداً في مساعدة البلدان في عملية السياسات. وتوافق الإدارة على ذلك. وقد حددت المنظمة معايير اختيار ممثلي المنظمة القطريين(6)(. ولذلك، أصبحت الاهتمامات التي وردت في التقييم بشأن قدرات ممثلي المنظمة القطريين محل مزيد من الاهتمام والتدريب، وأخذت الإدارة علماً بالاقتراحات والتوصيات التي يتضمنها التقييم في هذا الصدد. وينبغي أيضاً الإشارة إلى أن المنظمة تستعرض في الوقت الحاضر موارد الموظفين المتاحة على المستوى القطري للمساعدة في متابعة الأنشطة المعيارية والتشغيلية، ولاسيما إدارة المشروعات.

    أنظر بصفة خاصة البند 118 من مجموعة التعليمات الإدارية، والوثائق المقدمة للمجلس في الدورة 119.

  15. وقد تم تعزيز المعلومات والمساعدات التقنية المباشرة التي تقدمها في الوقت الحاضر فروع ووحدات المساعدة في مجال السياسات لمكاتب المنظمة القطرية. وسوف تقدم هذه المكاتب الميدانية الدعم في الوقت المناسب لمكاتب المنظمة القطرية عندما يطلب ممثلو المنظمة القطريون ذلك.
  16. تأخذ الإدارة في اعتبارها التوصيات الخاصة بتحسين تصميم المشروعات الموجهة نحو السياسات، وسوف تطبق هذه التوصيات في التدخلات المقبلة. كما تأخذ الإدارة في الاعتبار الإشارة إلى جوانب القصور في تصميم التعاون التقني. وفي هذا الصدد، سيتم تنسيق ترتيبات برنامج التعاون التقني مع التقيد بقدر الإمكان بقواعد مشروعات التعاون التقني، ومع مراعاة أن هذه المشروعات، شأنها شأن مشروعات المنظمة الأخرى، يتم تصميمها وتنفيذها بطلب من الحكومات. ولزيادة مرونة الاستجابة لاحتياجات السياسات وتحسين تقديم التقارير المالية، فسوف يتم تنسيق الإجراءات الإدارية وتعزيز عملية اتخاذ القرارات على المستوى اللامركزي.
  17. وتقبل الإدارة من حيث المبدأ الاقتراح الذي ورد في التقييم من أن نسبة الموارد إلى الموظفين ينبغي تعزيزها عن طريق إلغاء الوظائف وسوف يكون هذا الاقتراح محل دراسة على أساس كل حالة على حدة. وكما سبق التنويه، فمن المقترح زيادة الموارد المخصصة لبند غير الموظفين في برنامج العمل والميزانية للفترة المالية 2002-2003. وأخيراً، توافق الإدارة تماماً على ضرورة حشد الأموال التي تقدمها الجهات المانحة من أجل تكوين اعتمادات مالية للتعاون في مجال السياسات، سواء على المستوى العالمي (من أجل تعزيز التواصل والتفاعل بين الأقسام المعيارية والأقسام التقنية في المنظمة) وعلى المستوى الإقليمي (ربما على غرار مبادرة القرن الأفريقي).

    تعليقات لجنة البرنامج


    (تقرير الدورة الخامسة والثمانين، مايو/أيار 2001 )

    أنظر الفقرات 42-45 من تقرير لجنة البرنامج، الدورة الخامسة والثمانون.

  18. رحبت اللجنة بتقرير التقييم الذي تعتبره نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه عمليات التقييم القادمة للبرنامج في سياق الإطار الاستراتيجي للمنظمة وخطتها متوسطة الأجل. وخصت بالتقدير التوجه الاستراتيجي والاستشرافي للتقييم، وكذلك ما تضمنه من تقييم متعمق وصريح وتوصياته ذات التركيز الواضح. وقد جمع التقييم بين مسوحات الاستبيان الموجهة للأعضاء من البلدان النامية، واستعراض العمل بواسطة البعثات التي أوفدت إلى 21 بلدا في كل من الأقاليم النامية، والاستعراض المستفيض للمواد والمناقشات التي دارت في المقر الرئيسي وفي المكاتب الإقليمية. كما أن الاستعانة بالخبرات الخارجية فى شكل خبراء استشاريين مستقلين للبعثات القطرية وفريق الاستعراض من الخبراء النظراء، عززت من نوعية التقييم وموثوقيته معا. وفى حين اعترفت اللجنة بتبعات التكاليف المترتبة على هذا التقييم الشامل، أكدت أهمية نوعية ونزاهة التقييم أكثر من كميته.
  19. وأظهر التقييم أن المساعدات المقدمة من المنظمة في مجال السياسات تحظى بتقدير واسع من قبل البلدان والشركاء الدوليين، وأن نوعيتها الفنية تماثل في جودتها، إن لم تكن تعلو على تلك المقدمة من وكالات أخرى، وتسهم بقدر كبير في عملية صنع السياسات. وتتمتع المنظمة بمزايا قوة نسبية في العمل الزراعي شبه القطاعي، وفى مصايد الأسماك والقطاع الحرجي، وكذلك في منهجها الاستشاري في العمل مع الحكومات. وخلصت اللجنة إلى ضرورة إسناد أولوية للمساعدات في مجال السياسات تتناسب مع أهميتها، وضرورة مزيد من تعزيزها. كما ينبغي أن تركز على أوجه قوتها النسبية وأن تعالج جوانب ضعفها، خاصة التحسينات فيما يتصل بقدراتها على الاستجابة المرنة والسريعة، من خلال تنسيق أفضل للعمل فيما بين الأطراف الكثيرة المشاركة على المستويين القطري والإقليمي وعلى مستوى المقر الرئيسي.
  20. واتفقت اللجنة مع توصيات التقييم ووافقت عليها. وعلى وجه خاص، حثت الأمانة على تنفيذ مسارات العمل الموجزة في استجابة الإدارة، مع الاهتمام بوجه خاص بما يلي:
  21. كما أعربت اللجنة عن تقديرها لطابع الترحيب الذي تميزت به استجابة الإدارة للتقييم، باقتراحها لمسارات عمل تنفيذ الكثير من التوصيات. واعترفت اللجنة بأن الإجراءات قد اتخذت بالفعل لمتابعة إنجاز استنتاجات التقييم، وطلبت أن تدرج التدابير التي تتخذ، في مقترحات برنامج العمل والميزانية الكامل للفترة المالية 2002-2003 . بيد أنها رأت، في ذات الوقت، أن بعضا من توصيات التقييم لم تعالج على نحو واف. وطلبت اللجنة إعداد تقرير متابعة في غضون ما يقرب من سنتين بشأن سير العمل في تنفيذ التوصيات.