CFS 2002/2
مارس / آذار 2002





لجنة الأمن الغذائي العالمي

الدورة الثامنة والعشرون

روما، 6-8/6/2002

تقييم أوضاع الأمن الغذائي العالمي





بيان المحتويات

عنوان الفصل   الفقرات
الموجز 1-7
أولاً - حالة الأغذية والتغذية 8-23
  ألف - الوضع الراهن 8-18
  باء- مناطق الجوع الشديد 19-23
ثانياً - رصد الأبعاد الأخرى للأمن الغذائي 24-43
  ألف - توافر الإمدادات واستقرارها 24-33
  باء- الحصول على الإمدادات المتوافرة 34-43
ثالثاً - سلامة الأغذية 44-49
رابعاً - قضايا رئيسية مختارة: الأغذية في سبيل التنمية 50-67
  ألف - تدفقات المعونة الغذائية 50-56
  باء- نحو استراتيجية مزدوجة 57-67
 
 
الجدول الملحق الأول - مؤشرات الأغذية والتغذية والصحة  
الجدول الملحق الثاني - التبعيّة لواردات الحبوب والاكتفاء الذاتي لمجموعات مختارة  
الجدول الملحق الثالث - مؤشرات الحالة الاقتصادية  





 


الموجز

1- تناقش الوثيقة بإيجاز مدى انتشار النقص في الأغذية وعدد من يعانون منه بحسب كل منطقة فرعية¡ منذ 1990-1992. وترد بعض التعليقات على الفوارق بين التقديرات لأقرب فترتي ثلاث سنوات أي 1996-1998 و1997-1999. بالإضافة إلى عرض نتائج دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عن انتشار التقزّم لدى الأطفال قبل سنّ المدرسة¡ مع التركيز بنوع خاص على الفوارق بين الأقاليم.

2- كما تشير الوثيقة إلى أبرز نقاط الجوع الشديد في 2001/2002. ومن أصل 29 بلداً يواجه حالة الطوارئ الغذائية¡ توجد 6 بلدان في أفريقيا و9 في آسيا و2 في أوروبا.

3- وتناقش المسائل المتصلة بالوصول الى الأغذية من منظور المخزونات المادية والحالة الاقتصادية. وتعرض الوثيقة وتناقش مؤشرات الإمدادات الغذائية المادية الستة للأمن الغذائي. ومن الواضح أنّ حجم الواردات الغذائية ارتفع بشكل ملحوظ في البلدان النامية وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض منذ منتصف التسعينات. ورغم انخفاض واردات الحبوب والألبان في منتصف التسعينات¡ جرّاء ارتفاع حاد في الأسعار في الأسواق العالمية¡ عاد مجدداً حجم الواردات من مجموعتي السلع إلى مستواه السابق في السنوات الماضية. وقد ارتفعت على الأرجح في السنتين الماضيتين تكاليف استيراد الأغذية في البلدان النامية¡ بعدما سجلت تراجعاً مستمراً منذ منتصف التسعينات¡ بنسبة أكثر من 10 في المائة عام 2000 و3 في المائة تقريباً عام 2001.

4- ويرد عرض موجز لاحتمالات تمكن مختلف الأقاليم من تحقيق الهدف الإنمائي للألفية بخفض معدل الفقر من مستواه عام 1990 إلى النصف بحلول عام 2015 في اطار تصورات إنمائية مختلفة¡ كما ورد في دراسة تقييمية أجراها البنك الدولي مؤخراً. وتسلّط هذه الورقة الضوء أيضاً على نمو المساواة¡ محسوبة بطريقة جديدة. وتشير دراسة البنك الدولي بوضوح إلى الفوارق الشاسعة فى دخول المواطنين في العالم وتسجيلها معدلات أعلى بكثير مما تبيّنه القياسات المعتادة.

5- ويلي ذلك آخر المعلومات عن حالة الأمن الغذائي. وإنّ فكرة إعداد وثيقة إطارية تحدد استراتيجيات منظمة الأغذية والزراعة لضمان الحصول على أغذية سليمة ومغذية وتعالج العناصر الأساسية المتعلقة بالمشورة في مجال السياسات وبناء القدرات والمساعدة الفنية والخطوات الواجب اتخاذها على كلٍّ من المستويين القطري والدولي لتبحثها اللجنة نظراً إلى الأهمية المتزايدة للموضوع بالنسبة إلى البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء.

6- ويناقش القسمان الأخيران قضيتين رئيسيتين فى سياق الأغذية لأجل التنمية. وقد بلغت شحنات الحبوب الإجمالية في 2000-2001¡ في إطار المعونة الغذائية للبرامج والمشروعات والمعونة الغذائية للطوارئ¡ 8.5 مليون طن (بما يعادلها من الحبوب)¡ أى قرابة 3 ملايين طن¡ أو 24 في المائة¡ أقل مما كانت عليه في 1999/2000º والسبب الرئيسي في ذلك تخفيض حاد للشحنات إلى الاتحاد الروسي. وهذا الرقم يزيد بكثير عن 5 ملايين طنّ المتوخاة في اتفاقية المعونة الغذائية لعام 1999. وقد استخدم أكثر من النصف لتلبية حالات الطوارئ الغذائية.

7- ويرد في الختام مشروعان رائدان بدأ تنفيذهما مؤخراً من شأنهما المساهمة في خلق التجانس بين العمل المباشر لمكافحة الجوع وتدابير تحفيز الزراعة والقطاع الريفي في إطار استراتيجية مزدوجة. وتدعو الوثيقة إلى تحقيق "الحد الأقصى من التجانس" من خلال توفير شبكات أمان بالأغذية المنتجة محلياً كلما أمكن ذلك¡ مما يؤدي إلى زيادة فرص السوق والمخرجات الزراعية وفرص العمل¡ في موازاة توفير الغذاء لمن هم بحاجة إليه.





  


أولاً - حالة الأغذية والتغذية

ألف - الوضع الراهن

8- أفاد آخر تقدير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة أنّ عدد ناقصي الأغذية في العالم بلغ 815 مليون نسمة فى الفترة 1997-19991¡ يعيش 777 مليوناً منهم في البلدان النامية و27 مليوناً في البلدان التي تشهد مرحلة انتقالية و11 مليوناً في البلدان الصناعية.

9- وتمثل آخر الأرقام بالنسبة إلى البلدان النامية انخفاضا قدره 39 مليون شخص منذ 1990-1992 (أي الفترة المرجعية التي اعتمدها مؤتمر القمة العالمي للأغذية). مما يعني تراجعاً سنوياً بمعدل 6 ملايين نسمة. لكن كي يتحقق هدف مؤتمر القمة العالمي بخفض عدد ناقصي التغذية إلى النصف في البلدان النامية بحلول العام 2015¡ يجب أن يبلغ معدل الانخفاض السنوي 22 مليوناً - أي أكثر بكثير من مستوى الأداء في السنوات الأولى التي تلت مؤتمر القمة.

10- كما أن التقدّم العام المحرز في خفض عدد ناقصي الأغذية في العالم النامي بين 1990-1992 و1997-1999 يحجب بدوره اتجاهات متباينة جداً في كل بلد على انفراد. فبعض البلدان سجلت تقدماً بارزاً¡ بينما حققت بلدان أخرى تقدماً بطيئاً أو ظلت كما هى فى مكانها. لكن بلداناً أخرى شهدت بعض الانتكاس¡ معتدلاً في معظم الأحيان¡ وحاداً في حالات قليلة. وبالإجمال¡ فقط 32 من أصل 99 بلداً نامياً شملها التقييم2 سجلت تراجعاً في عدد ناقصي الأغذية لديها بين 1990-1992 و1997-1999. وبلغ الخفض الإجمالي الذي حققته هذه المجموعة 116 مليون شخص مقارنة مع 77 مليوناً في البلدان التي ازداد فيها عدد ناقصي الأغذية. وبما أنّ المجموعة الأولى تضم عدداً من البلدان الكبرى مثل الصين وإندونيسيا وتايلند في آسيا ونيجيريا في أفريقيا¡ فإنّ الخفض الإجمالي المحقق زاد عن الارتفاع الإجمالي في مجموعة البلدان الثانية الأكثر عدداً. فيكون الخفض الصافي 39 مليوناً.

11- إذا نظرنا الى عدد ناقصي الأغذية إلى العدد الإجمالي للسكان في بلد معين¡ وليس بالأرقام المطلقة¡ تبدو الصورة مختلفة. فقد تراجعت النسبة في معظم (58) على أساس نسبة البلدان النامية. لكن لا يجدر إعطاء تفسير متفائل لهذا المنحى¡ كونه تزامن في 18 بلداً مع ارتفاع في الأرقام المطلقة. ولم يكن التراجع النسبي في عدد من يعانون من نقص التغذية في تلك البلدان كافياً في مواجهة النمو السكاني. فالارتفاع المستمر والمتسارع لعدد الأفواه الواجب إطعامها يعني المزيد من المصاعب لتحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية.

12- وفي حال بقيت كل الأشياء الأخرى ثابتة¡ ستكون التغيرات في عدد ناقصي الأغذية في بلد ما نسبةً إلى حجم السكان في ذلك البلد - فكلما كان العدد أكبر¡ كلما ازداد الارتفاع أو الانخفاض المتوقع. لكن السكان قد يتسببون أيضاً في التباس في ما يتعلق بالإحصاءات عن نقص التغذية. ففي حين يعني ارتفاع النسبة ارتفاعاً في الأرقام المطلقة¡ لا يعني الانخفاض بالضرورة انخفاضا في الأرقام أيضاً. إذ قد يؤدي ارتفاع معدل نمو السكان مثلاً إلى ارتفاع الأرقام المطلقة. لذا توفر التغيرات في نسبة من يعانون من نقص التغذية مقياسا للأداء بمعزل عن تأثيرات نمو السكان.

13- وعلى المستوى الإقليمي¡ يدلّ الجدول 1 أنّ أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى¡ التي شهدت أعلى نسبة نقص في التغذية¡ حققت تقدماً طفيفاً باتجاه خفض انتشار نقص التغذية بين 1990-1992 و1997-1999. وفي إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا¡ ازداد في الواقع انتشار نقص التغذية نقطة مئوية واحدة في نفس الفترة. وفي المقابل¡ سجلت منطقتا شرق وجنوب شرق آسيا تقدماً ملحوظاً بعدما تمكنت من خفض انتشار الجوع إلى النصف تقريباً في أقل من عشر سنوات¡ بينما انخفض الانتشار في إقليم جنوب آسيا نقطتين مئويتين. وظل الوضع على حاله في أمريكا اللاتينية والكاريبي في السبع سنوات الماضية. لكن تجدر الإشارة إلى تحسّن الأوضاع في هذا الإقليم مقارنة مع الأقاليم الأخرى.

14- ونلاحظ¡ من خلال الدراسة السنوية للأرقام¡ أنّ إقليم جنوب آسيا شهد انعكاس المنحى الانخفاضى لانتشار نقص التغذية بنقطة مئوية واحدة بينما لم يطرأ أي تعديل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية والكاريبي خلال الفترة بين 1996-1998 و1997-1999. وتمكن إقليما شرق وجنوب شرق آسيا من خفض انتشار نقص التغذية فيهما بشكل ملحوظ من 13 إلى 10 في المائة¡ بينما سجل إقليما الشرق الأدنى وشمال أفريقيا معدل خفض إيجابي أيضاً قدره نقطة مئوية واحدة. وبلغ خفض انتشار نقص التغذية في البلدان النامية إجمالاً نقطة مئوية واحدة من 18 في المائة في 1996-1998 إلى 17 في المائة في 1997-1999.

الجدول 1: النسبة المئوية للسكان ناقصى التغذية فى الأقاليم النامية

الإقليم

النسبة المئوية لناقصى التغذية

 

1979-1981

1990-1992

1996-1998

1997-1999

أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
شرق وجنوب شرق آسيا
جنوب آسيا
أمريكا اللاتينية والكاريبى

37
9
29
38
13

35
8
17
26
13

34
10
13
23
11

34
9
10
24
11

جميع البلدان النامية

29

20

18

17

المصدر: حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم¡ 2001.

15- يوضح الجدول الملحق الأول بالنسبة إلى كل بلد نامٍ/في مرحلة انتقالية أحدث المعلومات الخاصة بخمسة مؤشرات رئيسية اختارتها لجنة الأمن الغذائي العالمي لرصد نتائج الأغذية والتغذية ذات الصلة بأهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية (نسبة السكان ناقصي التغذية¡ معدل إمدادات الطاقة الغذائية¡ العمر المرتقب عند الولادة¡ معدل وفيات الأطفال دون الخامسة¡ وانتشار نقص الوزن بين الأطفال دون الخامسة). وباستثناء إمدادات الطاقة الغذائية¡ ترد هذه المؤشرات بين تلك المختارة لرصد التقدم المحرز باتجاه تحقيق أهداف الألفية الإنمائية من أجل خفض الفقر المدقع والجوع. لكن هذه الوثيقة تستخدم لأغراض إعداد التقارير عن حالة التغذية¡ مؤشرا آخرا من مؤشرات سوء التغذية لدى الأطفال وهو انتشار التقزّم لدى الأطفال دون الخامسة¡ نظراً إلى توافر المزيد من البيانات عنه.

16- ورغم وجود عمليات مسح كثيرة لسوء التغذية لدى الأطفال¡ فإنّ عدم المقارنة بينها يجعل من الصعب رصد الاتجاهات على المستويين الإقليمي والعالمي. وتصويباً لهذا الوضع¡ قامت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بتحليل 241 مسحاً قطرياً تمثيلياً استخصلت منه بنتائج مقارنة لتأخر النمو مقارنة مع العمر (التقزّم) وإلى تحديد الاتجاهات الإقليمية والعالمية بين 1980 و2005.3

17- وتشير النتائج (أنظر الجدول 2) إلى تراجع تدريجي في انتشار التقزّم في البلدان النامية من 47 في المائة عام 1980 إلى 33 في المائة عام 2000¡ أي ما يعادل انخفاضا إجمالياً قدره أكثر من 40 مليوناً وصولاً إلى 180 مليوناً عام 2000¡ رغم نمو السكان في نفس الفترة. وتفيد البيانات أنّ 70 في المائة من الأطفال المصابين بالتقزّم يعيشون في آسيا و26 في المائة في أفريقيا و4 في المائة تقريباً في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.

الجدول 2 - انتشار التقزّم لدى الأطفال قبل سن المدرسة¡ حسب كل إقليم¡ والعدد الإجمالي للمصابين بالتقزّم في البلدان النامية والمتقدمة فى الفترة 1980 و2005 (%)

الأقاليم

1980

1985

1990

19995

2000

2005

أفريقيا

40.5

39.2

37.8

36.5

35.2

33.8

أفريقيا الشرقية

46.5

46.9

47.3

47.7

48.1

48.5

شمال أفريقيا

32.7

29.6

26.5

23.3

20.2

17.0

أفريقيا الغربية

36.2

35.8

35.5

35.2

34.9

29.9

آسيا

52.2

47.7

43.3

38.8

34.4

29.9

جنوب وسط آسيا*

60.8

56.5

52.2

48.0

43.7

39.4

جنوب شرق آسيا

52.4

47.5

42.6

37.7

32.8

27.9

أمريكا اللاتينية والكاريبي

25.6

22.3

19.1

15.8

12.6

9.3

البحر الكاريبي

27.1

24.4

21.7

19.0

16.3

13.7

أمريكا الوسطى

26.1

25.6

25.0

24.5

24.0

23.5

أمريكا الجنوبية

25.1

21.1

17.2

13.2

9.3

5.3

جميع البلدان النامية

167

135

91

84

79

14.0

جميع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

26

14

9

6

6

3.0

المصدر: نشرة منظمة الصحة العالمية¡ 2000¡ 78(10).

*: (بما في ذلك جمهورية إيران الاسلامية وبنغلاديش وبهوتان والهند وملديف ونيبال وباكستان وسري لانكا).

18- تفاوت التقدم المحرز في مختلف الأقاليم. وانفرد إقليم إفريقيا الشرقية بتسجيل ارتفاعاً في متوسط انتشار التقزّم (0.08 في المائة في السنة). بينما انخفض المعدل في الأقاليم الفرعية الأخرى كافة¡ وتراوح بين 0.06 و0.98 نقطة مئوية في السنة. وسجلت أقاليم جنوب شرق آسيا وجنوب وسط آسيا وأمريكا الجنوبية أداء جيداً. ومن جهة أخرى¡ حقق إقليما شمال أفريقيا والكاريبي تقدماً متواضعا بينما لم يسجل تقدم يذكر في أمريكا الغربية والوسطى.

باء - مناطق الجوع الشديد

19- في حين تبدو التوقعات الخاصة بإمدادات الأغذية لعام 2002 مشجعة أكثر مما كانت عليه في السنتين الماضيتين إجمالاً¡ لا زال ملايين الناس في البلدان النامية بحاجة إلى مساعدة غذائية طارئة بسبب الكوارث الطبيعية أو التي يتسبب فيها الإنسان. وفي أفريقيا الشرقية¡ تحسّنت إجمالاً حالة الإمدادات الغذائية مقارنة مع السنة الماضية. لكن لايزال 11 مليون شخص تقريباً يعانون الجفاف و/أو النزاعات في الإقليم الفرعي يعوّلون على المساعدة الغذائية. وفي أفريقيا الجنوبية¡ لم تتضح بعد توقعات محاصيل الحبوب لعام 2002 بسبب حالات الجفاف في بعض المناطق. كما برز نقص حاد في الأغذية في ملاوي وزامبيا وزمبابوي التي باتت فى أمسّ الحاجة إلى معونة غذائية. وفي أفريقيا الغربية¡ تبدو توقعات الأغذية مرضية باستثناء غينيا وليبيريا وسيراليون حيث لايزال النازحون واللاجئون فيها بحاجة إلى معونة غذائية.

20- أما في آسيا¡ فلا زالت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية¡ رغم التحسن البارز في إنتاج الحبوب عام 2001¡ بحاجة إلى مساعدة غذائية لعام 2002 لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات الغذائية في البلاد. وفي منغوليا¡ يشكل الشتاء الحالي تهديداً خطراً لحالة الأغذية الهشّة أساساً بالفعل إلى مئات من أسر الرعاة الذين نفقت حيواناتهم في فصلي الشتاء الماضيين. ولا زالت حالة الأغذية في أفغانستان خطرة رغم الهدوء الحذر وتحسّن تسليم المعونة الغذائية. ويستفيد حالياً 6.6 مليون شخص من مساعدة برنامج الأغذية العالمي. ويدعو تردي حالة الأغذية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى القلق أيضاً.

21- وفي أمريكا الوسطى¡ يستمر وضع إمداد الأغذية صعباً في السلفادور وأجزاء من غواتيمالا. وقد عانى هذا الإقليم الفرعي من جفاف حاد عام 2001 ألحق أضراراً جسيمة بأول محصول للموسم. لذا يواصل المجتمع الدولي تقديم المعونة الغذائية. وفي أمريكا الجنوبية¡ ألحقت الأمطار الغزيرة والفيضانات في الأرجنتين¡ وهى أسوأها في تاريخ البلاد¡ أضراراً جسيمة بمحاصيل القمح والذرة.

22- وتشير الأرقام الأولية للحبوب لشتاء 2002 في المجموعات الأوروبية إلى تحسّن ملحوظ في مساحات القمح بعد الانخفاض في المساحات المزروعة العام الماضي. وكانت الظروف المناخية مرضية بالإجمال في بلدان أوروبا الوسطى والشرقية. وفي الاتحاد الروسي¡ ازداد الإنتاج الإجمالي من الحبوب بمقدار 20 مليون طن عام 2001 مقارنة مع السنة السابقة. لكن النزاعات المدنية والعمليات العسكرية في الشيشان لا زالت تعرقل الأنشطة الزراعية. ويواصل المجتمع الدولي تقديم المساعدة للنازحين وغيرهم من الفئات الضعيفة.

23- وفي جزر كوك¡ تأثرت حالة الأغذية سلباً بإعصار "ترينا" الاستوائي. وبعض الجزر مهددة بالإصابة بذبابة الفاكهة الفتاكة. كما ضرب إعصار "واكا" الاستوائي جزيرة تونغا مخلفاً وراءه أضراراً جسيمة في المنازل والبنى التحتية والمحاصيل. وقد ناشدت الحكومة المجتمع الدولي لتقديم المساعدة إليها.

الجدول 3 - الدول التي تواجه حالة الطوارئ الغذائية في مطلع 2001/2002 والأسباب الرئيسية

أفريقيا (16 دولة)

أنغولا

نزاعات مدنية ونزوح السكان

بوروندي

نزاعات مدنية وعدم استتباب الأمن

جمهورية الكونغو الديمقراطية

نزاعات مدنية¡ نازحون في الداخل¡ ولاجئون

إريتريا

نازحون في الداخل¡ عائدون وجفاف

إثيوبيا

جفاف ونازحون في الداخل

غينيا

نازحون في الداخل ولاجئون

كينيا

جفاف

ليبيريا

نزاعات مدنية سابقة ونزوح السكان

مالاوي

فيضانات وأمطار غزيرة

سيراليون

صراعات مدنية ونزوح السكان

الصومال

جفاف ونزاعات مدنية

السودان

نزاعات مدنية في الجنوب وجفاف في بعض المناطق

تنزانيا

عجز غذائي في بعض المناطق ولاجئون

أوغندا

نزاعات مدنية في بعض المناطق وجفاف

زمبيا

أمطار غزيرة¡ وفيضانات

زمبابوي

جفاف وأمطار غزيرة في بعض المناطق

آسيا (9 دول)

أفغانستان

جفاف¡ نزاعات مدنية¡ حرب

أرمينيا

جفاف¡ وضغوط اقتصادية

جورجيا

جفاف¡ وضغوط اقتصادية

العراق

عقوبات¡ وجفاف

الأردن

جفاف متعاقب

جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

سوء الأحوال الجوية¡ ومشاكل اقتصادية

منغوليا

مشاكل اقتصادية¡ وشتاء قارص

طاجيكستان

جفاف

أوزبكستان

جفاف

أمريكا اللاتينية (دولتان)

السلفادور

جفاف وزلازل

غواتيمالا

جفاف¡ ومشاكل اقتصادية

أوروبا (دولتان)

الاتحاد الروسي

نزاعات مدنية في الشيشان ومجموعات معرضة للنقص فى الامدادات

جمهورية يوغسلافيا الاتحادية

مجموعات معرضة للنقص فى الامدادات ولاجئون

المصدر: FAO/GIEWS - Food Outlook No.1 - February 2002 p. 3

  






ثانياً - رصد الأبعاد الأخرى للأمن الغذائي

ألف - توافر الإمدادات واستقرارها

24- يرد في الجدول 4 مؤشرات الأمن الغذائي العالمي. وتستعين المنظمة¡ من أجل رصد وتقييم امكانيات أكبر خمسة مصدّرين للقمح والحبوب الخشنة على تلبية الحاجة العالمية لاستيراد هذا النوع من الحبوب¡ بنسبة مجموع إنتاجها ووارداتها ومخزونات بداية الموسم إلى استخدامها المحلي الإجمالي زائد الصادرات. وكان من المتوقع أن يبلغ هذا النسبة 1.17 في 2001/2002¡ أي أقلّ بقليل من الموسم الماضي لكن أقرب إلى معدل الخمس سنوات الماضية. ويعزى الانخفاض الطفيف المتوقع في المعدل مقارنة مع الموسم السابق¡ إلى حد كبير¡ الى انخفاض حاد في الإنتاج الإجمالي للحبوب في البلدان المصدّرة الرئيسة¡ مما يعوّض جزئياً¡ وليس كلياً¡ عن التراجع في الاستخدام المحلى التجميعى من الحبوب وفى الصادرات.

25- ومن الطرق الأخرى الممكنة لقياس امكانيات المصدّرين على تلبية الطلب العالمي نسبة مخزونات نهاية الموسم في البلدان المصدرة الرئيسة إلى الاستنفاذ الكلي (أي الاستهلاك المحلي زائد الصادرات). ولفهم ديناميات الإمداد والطلب في التجارة العالمية¡ يشمل هذا المؤشر أيضاً الأرزّ والحبوب الخشنة والقمح.

26- وبداية بالقمحº كان من المتوقع أن تنخفض مخزونات القمح التجميعية في البلدان المصدرة الرئيسية بمقدار 11 مليون طن لتصل إلى 41 مليون طن. وتجلى هذا التراجع أيضاً في انخفاض بارز في نسبة المخزونات الكلية إلى استنفاذها الكلي¡ إلى 18.2 في المائة. وهي نسبة منخفضة نسبياً قياساً إلى 22.2 في المائة في الموسم السابق لكن أعلى بكثير من المعدل المسجل في النصف الثاني من التسعينات. لكن الكميات الكبيرة من الإمدادات الناجمة عن مواسم حصاد جيدة في العديد من البلدان الأخرى¡ في أوروبا وآسيا على السواء¡ من شأنها ازالة أي أثر سلبي على إمدادات القمح العالمية الناجمة عن وجود مخزونات أقلّ لدى المصدّرين الرئيسيين.

27- كذلك انخفضت مخزونات الحبوب الخشنة لدى المصدرين الرئيسيين إلى 72 مليون طن أي أقلّ من الموسم السابق بمقدار 9 ملايين طن . وكان من المتوقع بالتالي أن تنخفض نسبة مخزونات المصدّرين الرئيسيين إلى استنفاذها الكلي إلى 16.3 في المائة¡ أي أقل بكثير من نسبة 18.4 في المائة المسجلة في 2000/2001 لكن¡ شأنها شأن القمح¡ أعلى بكثير من المعدلات في أواخر التسعينات. والسبب الرئيسي في هذا الانخفاض تقلّص المخزونات في الولايات المتحدة بعد خفض الإنتاج عام 2001.

الجدول 4: التغيرات في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي

  متوسط1994/1995 -1998/1999 1999/2000 2000/2001 2001/2002 1
1 - نسبة إمدادات المصدرين الرئيسيين الخمسة إلى المتطلبات 2/3/
  1.16 1.19 1.20 1.17
 
2 - مخزونات نهاية الموسم كنسبة مئوية من الاستنفاذ الكلي للمصدرين الرئيسيين للحبوب
القمح 3/ 17.0 21.7 22.2 18.2
الحبوب الخشنة 3/ 14.0 17.1 18.4 16.3
الأرز 4/ 64.1 64.9 61.4 55.0
المجموع 31.7 34.6 34.0 29.8
 
  المعدل السنوى لاتجاهات النمو النسبة المئوية للتغير مقارنة مع السنة السابقة
  1991-2000 1999 2000 2001
3 - التغير في إنتاج الحبوب في الصين والهند ورابطة الدول المستقلة 3.20 2.16 - 5.97 4.13
4 - التغير في إنتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض 1.21 0.33 - 5.08 - 0.66
5 - التغير في إنتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض ناقصا الصين والهند 1.74 - 0.43 0.58 3.13
 
  النسبة المئوية للتغير مقارنة مع السنة السابقة
  1999/2000 2000/2001 2001/2002 7/
6 - تحركات أسعار الصادرات 5/ القمح (يوليو/تموز-يونيو/حزيران) - 6.3 14.3 1.0
  الذرة (يوليو/تموز-يونيو/حزيران) - 3.9 - 5.0 - 6.4
  الأرز (يناير/كانون الثاني-ديسمبر/كانون الأول) 6/ -10.7 - 25.5 - 4.9
المصدر: المنظمة.
1/ توقعات
2/ تشمل القمح والحبوب الخشنة
3/ الأرجنتين واستراليا وكندا والمجموعة الأوروبية والولايات المتحدة.
4/ الصين وباكستان وتايلند والولايات المتحدة وفيتنام.
5/ Wheat : U.S. no.2 Hard Winter; Maize: U.S. no.2 Yellow; Rice Thai Broken (A1 Super).
6/ ترتكز أسعار الأرز على السنة التقويمية للسنة الأولى المذكورة.
! ترتكز التغيرات في أسعار القمح والذرة عامي 2001/2002 على متوسط سبعة أشهر فقط (يوليو/تموز - يناير/كانون الثانى) مقارنة مع نفس الفترة في 2000/2001.

28- وكان من المتوقع أيضاً أن تنخفض مخزونات الأرزّ لدى البلدان المصدرة الرئيسية عام 2002 إلى نحو 102 مليون طن¡ وهو أقل معدل في العشر سنوات الماضية. ونتيجة لذلك¡ كان من المتوقع أن تنخفض نسبة مخزونات الأرزّ لدى المصدرين الرئيسيين إلى استنفاذها الكلي إلى 55 في المائة¡ وهي نسبة عالية مقارنة مع نسبتي القمح والحبوب الخشنة¡ لكن أقل بكثير من نسبة الأرز في الموسم السابق وأقلّ من المتوسط في النصف الثاني من التسعينات. وكان من المتوقع أن يتركز القسم الأكبر من هذا الانخفاض الحاد في مخزونات الأرزّ في الصين التي تعتبر إحدى البلدان المصدرة الرئيسية للأرزّ.

29- ويقيس المؤشر الثالث التغيرات التي طرأت على إنتاج الحبوب في البلدان الرئيسية المستوردة للحبوب وهى الصين والهند ورابطة الدول المستقلة مقارنة مع اتجاه العام السابق. ويُظهر المؤشر بالنسبة لعام 2001 زيادة تتجاوز 4 في المائة بعد انخفاض حاد في السنة السابقة. وفي حين سجل إنتاج الحبوب تراجعاً طفيفاً في الصين والهند¡ عوّضت المحاصيل الكبيرة في عدد من بلدان رابطة الدول المستقلة¡ لا سيما في الاتحاد الروسي وكازاخستان وأوكرانيا¡ عن الانخفاض الإجمالي.

30- ويركز المؤشر الرابع والمؤشر الخامس على التغيرات في الإنتاج الكلي للحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض¡ وهي تشمل البلدان الأكثر عرضة لتقلّبات الإمدادات الغذائية والأسعار الدولية. وللسنة الثانية على التوالي¡ تقلّص إجمالي إنتاج الحبوب في هذه المجموعة من البلدان مع أنّ الانخفاض كان أقلّ حجما عام 2001 منه عام 2000. وكان السبب الرئيسي في القسم الأكبر من هذا التراجع انخفاض انتاج الحبوب في الصين والهند¡ في حين لم يشهد الإنتاج الإجمالي في معظم البلدان أي تغير يذكر¡ بل وزاد أحياناً عن ما كان عليه في السنة الماضية. وفي الواقع¡ وبسبب مكانة الصين والهند كمنتجين رئيسيين للحبوب¡ يقيس المؤشر السادس التغيرات في إنتاج الحبوب الكلّي في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض باستثناء هذين البلدين. ويتبيّن¡ استناداً إلى هذا القياس¡ أنّ انتاج الحبوب التجميعى في هذه المجموعة من البلدان شهد نمواً كبيراً تجاوز 3 في المائة عام 2001¡ وبوجه خاص بفضل ازدياد المحاصيل في شمال أفريقيا وفي عدد من البلدان الآسيوية.

31- وأخيرا¡ يقدم المؤشر السادس مقارنة لأسعار صادرات الحبوب الرئيسية. وباستثناء الأرزّ¡ تخطت الأسعار الدولية للحبوب في الأشهر السبعة الأولى في الموسم التسويقي 2001/2002 متوسط الأسعار المسجلة في نفس الفترة من موسم 2000/2001. وارتفعت قليلاً الأسعار الدولية للقمح رغم جمود الإنتاج العالمي¡ وبالأخص التراجع الحاد في إنتاج البلدان الرئيسية المصدرة للقمح. وبالإجمال¡ كان من المفترض أن يعطي الانخفاض الاستثنائي في صادرات القمح من المجموعة الأوروبية حافزاً لتعزيز الأسعار¡ لكن فائض الإمدادات في بلدان أوروبا الوسطى والشرقية وفي الهند وباكستان واصل ضغطه على الأسعار الدولية. وفي ما يتعلق بالحبوب الخشنة¡ شهدت أسعار الذرة الدولية بعض الانتعاش في النصف الأول من الموسم التسويقي 2001/2002 ¡ مع أنّ الزيادة في الإنتاج وكمية الإمدادات الكبيرة على غير العادة للصادرات من عدد من المصدرين غير التقليديين¡ كالبرازيل¡ واصلت بدورها الضغط على أسواق الحبوب الخشنة. وشهدت جميع أسعار الأرز الدولية انخفاضا رغم تقلّص الإنتاج العالمي للسنة الثانية على التوالي¡ بسبب تكدّس محزونات كبيرة في المواسم الأربعة التي شهدت محاصيل قياسية بين 1996 و1999¡ وكفلت احتياطيا وقائيا لتلبية متطلبات الاستهلاك. لكن التدخلات الحكومية عبر عمليات الشراء في البلدان المصدرة الرئيسية سمح باحتواء الانخفاض نوعاً ما¡ كما حصل في تايلند وفرض قيود على الصادرات في فيتنام. لكن هذه التدابير لم تكن كافية لوقف تدهور الأسعار بسبب تخصيص إمدادات زهيدة للتصدير من المحزونات العامة في الهند.

32- وقد ارتفعت تكاليف واردات الأغذية في البلدان النامية¡ بعدما انخفضت باستمرار منذ منتصف التسعينات¡ في السنتين الماضيتين أكثر من 10 في المائة عام 2000 و3 في المائة تقريباً عام 2001 (أنظر الجدول 5). ويعود السبب في القسم الأكبر من الزيادة إلى ارتفاع ملحوظ في النفقات على معظم السلع¡ باستثناء الحبوب والسكر. ومن جهة أخرى¡ في ما يتعلق ببلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض¡ ظلت النفقات على الأغذية على حالها نسبياً عند متوسط 33 مليار دولار في الفترة 1996-2001. وسجّل أكبر ارتفاع في منتجات الألبان (50 في المائة تقريباً).

الجدول 5: قيمة الواردات من السلع الغذائية الأساسية (بآلاف ملايين الدولارات)

  1995 1996 1997 1998 1999 2000* 2001*
مجموع البلدان النامية 70.3 73.2 69.3 67.4 66.5 73.4 75.6
الحبوب 29.2 33.0 28.2 26.2 24.9 25.7 25.4
اللحوم 6.8 6.9 7.4 7.1 7.7 8.7 8.6
الألبان 8.4 8.4 7.8 7.4 7.2 9.5 10.6
السكر 6.4 6.2 5.8 5.5 4.8 5.7 5.7
الزيوت والدهون 19.4 18.8 20.2 21.3 21.8 23.9 25.3
               
المجموع - بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض 34.4 35.2 31.7 33.0 34.3 32.4 33.2
الحبوب 15.1 16.0 12.2 12.7 12.4 12.8 13.2
اللحوم 2.8 3.0 3.1 3.0 3.5 3.1 2.9
الألبان 3.1 3.0 2.9 2.7 2.8 3.8 4.3
السكر 3.5 3.4 3.2 3.2 2.9 3.0 3.0
الزيوت والدهون 10.0 9.8 10.4 11.4 12.7 12.8 12.9
* إنّ تقديرات قيمة الواردات لعامي 2000 و2001 هي مجرد توقعات أولية استناداً إلى التغيرات في حجم التجارة المتوقع وأسعار تمثيلية في الأسواق العالمية. واستخرجت البيانات التجارية للفترة 1995-1999 من قاعدة البيانات الإحصائية FAOSTAT. وتشمل تدفق المعونات الغذائية والتجارة في ما بين المجموعة الأوروبية. ويشمل القمح الدقيق بما يعادله من قمح بينما لا تشمل الزيوت والدهون ما يعادلها من بذور زيتية مستوردة. وقيم الواردات هي "سيف".

33- واستكمالاً للتقييم الموجز أعلاه¡ يعرض الجدول 6 واردات السلع الغذائية الأساسية على شكل أرقام إشارية للحجم (استناداً إلى المتوسط المسجل في 1991/1994 بوصفها فترة مرجعية). ومن الواضح أنّ حجم الواردات الغذائية زاد بشكل ملحوظ في البلدان النامية وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض على حد سواء منذ منتصف التسعينات¡ ولمزيد من التفاصيل (أنظر الجدول الملحق الثاني عن مستويات الاعتماد والاكتفاء الذاتي). ورغم انخفاض واردات الحبوب والألبان في منتصف التسعينات¡ بعد ارتفاع ملحوظ في الأسعار الدولية¡ انتعش حجم الواردات في السنوات الأخيرة بالنسبة إلى مجموعتي السلع. وكانت اللحوم والسكر مجموعتي السلع اللتين شهدتا أكبر زيادة طوال الفترة في البلدان النامية وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض على السواء. أما في ما يتعلق بقيمة الواردات من المحاصيل الزيتية¡ فقد اتخذت معدلات الزيادة السريعة في مجموعتي الدول اتجاها معاكساً في السنتين الماضيتين.

الجدول 6: الرقم الإشاري لحجم واردات السلع الغذائية (1991/1994=100)

  1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001
مجموع البلدان النامية 126.2 123.5 129.3 136.8 154.3 142.8 143.3
الحبوب 125.0 118.6 115.9 127.1 133.7 136.0 137.0
اللحوم 122.7 125.8 132.5 143.2 184.7 207.9 202.4
الألبان 121.2 111.2 112.2 111.9 120.5 125.8 130.6
السكر 128.7 127.0 132.4 141.5 156.4 160.8 160.9
الزيوت والبذور الزيتية 131.2 135.5 156.8 160.6 191.2 132.3 132.3
مجموع بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض 134.6 128.4 132.4 143.9 171.4 138.4 145.1
الحبوب 127.7 111.9 103.1 118.5 124.2 124.5 125.7
اللحوم 151.0 162.1 164.8 175.3 255.6 221.8 204.3
الألبان 121.6 112.5 119.7 116.7 133.1 143.3 148.5
السكر 140.8 133.5 142.8 160.8 182.3 165.1 185.2
الزيوت والبذور الزيتية 144.5 151.7 174.8 182.9 239.5 187.3 213.0




 


باء - الحصول على الإمدادات المتوافرة

34- من المعترف به عامة أنّ الحصول على الأغذية من الناحية الاقتصادية هو من أهمّ العوائق أمام القضاء على الفقر. ورغم توافر ما يكفي من المخزونات لتلبية متطلبات جميع السكان من الناحية الفنية¡ سيستمر الجوع في العالم ما دام الفقر موجوداً.

35- واستناداً إلى تقديرات البنك الدولي¡ سيبدأ الاقتصاد العالمي¡ بموجب التصور الأكثر ترجيحاً¡ بالانتعاش في منتصف عام 2002¡ انطلاقاً من الولايات المتحدة على الأرجح على أن يتسع بعدها ليشمل أوروبا ومناطق أخرى. وقد انعكس تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي في البلدان الصناعية سلباً على النمو التجميعى في البلدان النامية ويتوقع أن يتراجع من 5.5 في المائة إلى 2.9 في المائة عام 2001. كما يتوقع أن يتوقف عند 3.7 في المائة عام 2002 بسبب الانتعاش البطيء في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. لكن يتوقع أن تشهد اقتصاديات البلدان المتقدمة انتعاشاً أكبر عام 2003 ما يسمح للبلدان النامية بتحقيق معدلات نمو تبلغ 5.2 في المائة رغم استمرار الفروقات الشاسعة بين الأقاليم.

36- وكانت أقاليم أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الأكثر تضرراً من تدهور الاقتصاد العالمي عام 2001. ويتوقع أن تسوء الأحوال الاقتصادية أكثر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2002 مع استمرار هبوط أسعار الزيوت وغيرها من أسعار السلع مقارنة مع تكلفة استيراد السلع المصنّعة. ومن المتوقع أن يبدأ انتعاش الصادرات في إقليمي شرق آسيا والمحيط الهادئ في أواخر عام 2001 ومطلع عام 2002 حيث أن هذه المجموعة هي أوّل من عانى من انهيار تدفق تجارة التكنولوجيا العالية. ويتوقع أن تكون دورة الانتعاش أقل بروزاً في جنوب آسيا بسبب ضعف روابطها بالاقتصاد العالمي¡ مع أنّ نمو الناتج المحلي الإجمالي لديها البالغ 4.5 في المائة عام 2001 يعادل مقدار الانخفاض فى عام 1997.

37- وقد أجرى البنك الدولي عملية حسابية في تقريره: توقعات الاقتصاد العالمي والبلدان النامية 2002 أوضحت المنافع العائدة على البلدان النامية المزيد من تحرير التجارة. فالفقراء الذين يعملون بشكل أساسي في الزراعة ومصانع العمالة المكثفة سيتضررون من هذا الوضع¡ اذ أن الحواجز أمام التجارة على شكل رسوم جمركية وإعانات في البلدان ذات الدخل المرتفع تحول دون دخول المنتجات من البلدان النامية. والإعانات وغيرها من أشكال الدعم في القطاع الزراعي في البلدان ذات الدخل المرتفع "تصل الآن إلى مليار دولار في اليوم تقريبا - أو أكثر من ستة أضعاف المساعدة الكلية للتنمية". وأفادت الدراسة أيضاً أنّه¡ مع تعزيز تدابير الاندماج التجاري¡ فان عدد من يعيشون في حالة من الفقر في العالم بنسبة 14 في المائة عام 2015 مقارنة مع العدد المتوقع في التصور المعهود. ومن شأن خفض الحواجز أمام تجارة البضائع هو تحقيق دخل إضافي قدره 1.5 تريليون دولار في البلدان النامية بين 2005 و2015. ويعتبر تحرير الخدمات في البلدان النامية مصدر دخل يفوق أربع مرات هذا الرقم.

38- وفي حين يتسم النمو بأهمية بالغة لتخفيض الفقر والجوع¡ لا بد من أن يكون من النوع الصحيح - أي نمو يعزز دخول الفقراء بشكل ملحوظ مقارنة مع الأثرياء. وترد في الجدول الملحق الثالث معلومات عن الدخل ونموه وتوزيعه. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدداً كبيراً من الدراسات تشير إلى الفروق المتزايدة في الدخل داخل البلدان وفي ما بينها.

39- ووفقا لدراسة Branco Milanovic تفاقمت اللامساواة بسرعة في العالم.4 إذ يلاحظ وجود فوارق شاسعة في الدخول بين المواطنين وهي أعلى بكثير من الأرقام التي تشير إليها عمليات القياس التقليدية. فقد أظهرت مثلاً حساباته لانعدام المساواة في العالم أنّ نسبة 1 في المائة من أغنى سكان العالم يحصلون على ما يحصل عليه 57 في المائة في أسفل القائمةº أي بعبارة أخرى¡ يحصل أقلّ من 50 مليون شخص هم الأغنى في العالم على ما يحصل عليه 2.7 مليار شخص هم الأفقر في العالم. وهذه اللامساواة ليست عالية جداً فحسب بل إنها على تزداد أيضاً. ففي غضون خمس سنوات فقط مثلاً¡ بين 1988 و1993¡ ارتفعت اللامساواة بنسبة 5 في المائة بينما تراجعت الدخول الحقيقية للـ 5 في المائة من الأشخاص الأفقر في العالم¡ في حين ارتفعت الدخول الحقيقية للـ 20 في المائة ممن هم في أعلى القائمة.

40- وحسبت لأول مرة اللامساواة بين سكان العالم وكأنهم ينتمون إلى نفس "البلد" المسمى العالم. فقد تم جمع المسوحات الأسرية التي تشكل مصدر المعلومات عن الدخول واللامساواة داخل البلد الواحد¡ للحصول على التوزيع "الحقيقي" للدخل العالمي. وقد شملت المسوحات 91 بلدا تضمّ 85 في المائة من سكان العالم وتستحوذ على 95 في المائة من الدخل العالمي.

41- وقد حسبت دراسات أخرى اللامساواة في العالم على أنها الفرق بين متوسط الدخول (الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد) فى البلدان¡ بمعزل عن اللامساواة في التوزيع داخل البلد الواحد. وتعتبر هذه الدراسات ضمناً أنّ كل مواطن صيني له متوسط دخل في الصين وكل مواطن أمريكي له متوسط دخل في الولايات المتحدة. وتبلغ اللامساواة بين المواطنين في العالم¡ بحسب تقديرات Milanovic¡ 66 نقطة على مقياس جيني الممتدّ من صفر (مساواة تامة) إلى 100 (شخص واحد يحصل على كل الدخل العالمي). ومعدل 66 نقطة أعلى من اللامساواة في أي بلد واحد: فاللامساواة في العالم أشدّ منها في البلدان التي تسجل فيها أعلى معدلات اللامساواة¡ كل على حدة. ومستوى اللامساواة هذا أشبه بحالة لا يحصل فيها 66 في المائة من الناس على أي دخل بينما يتقاسم 34 في المائة كل الدخل العالمي بالتساوي فيما بينهم.

42- وتميّز العقد الماضي بانخفاض ملحوظ في معدلات الفقر بفضل ارتفاع معدلات النمو في العديد من البلدان. وفي الصين التي يعيش فيها ربع فقراء العالم¡ بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في التسعينات 9.5 في المائة في السنة.5 وترد في الجدول 7 إسقاطات البنك الدولي بشأن عدد من يعيشون في حالة من الفقر المدقع (أقلّ من دولار واحد في اليوم). وبالنسبة لاسقاطات الحالة الأساسية¡ يتوقع أن تحافظ البلدان النامية على متوسط نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عند 3.7 في المائة في السنة بفضل الانتعاش بعد الأزمة المالية. وإذا نجحت في ذلك¡ سيتحقق هدف تقليص معدلات الفقر إلى نصف ما كانت عليه عام 1990 في جميع الأقاليم باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. لكن في حال بلغ متوسط نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 2.3 في المائة في السنة (في أسوأ الحالات)¡ لن يتحقق هذا الهدف - وحدها شرق آسيا ستتمكن من تقليص انتشار الفقر إلى النصف. وإذا تراجع النمو مجدداً إلى معدل التسعينات (1.7 في المائة في السنة)¡ سيتباطأ أكثر معدل انخفاض الفقر.

43- وحتى في حال تقلصت معدلات الفقر في العالم إلى النصف بحلول عام 2015¡ لن ينخفض عدد من يعيشون في حالة من الفقر المدقع إلا بنسبة الثلث. وستشهد الصين والهند أكبر تحسينات بينما سيرتفع المعدّل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويتوقع أن تعود معدلات الفقر في أوروبا وآسيا الوسطى إلى مستويات عام 1990¡ بعدما ارتفع عدد من يعيشون في حالة من الفقر المدقع في الفترة الانتقالية. وتبعا لأكثر الفرضيات تفاؤلاً يقدر عدد من يعيشون بأقل من دولارين في اليوم الواحد بنحو 2.3 مليار شخص عام 2015¡ مما يعطي فكرة واضحة عن الفقر المدقع في العديد من البلدان ذات الدخل المتوسط.

الجدول 7: إسقاط الفقر عام 2015 (عدد ونسبة من يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم بحسب الأقاليم)

عدد من يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم (مليون)

الإقليم

1990

1998

2015
(أسوأ الاحتمالات)

2015
(الحالة الأساسية)

شرق آسيا والمحيط الهادئ
باستثناء الصين
أوروبا وآسيا الوسطى
أمريكا اللاتينية والكاريبي
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
جنوب آسيا
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
المجموع
باستثناء الصين

452
92
7
74
6
495
242
1,276
916

267
54
18
61
6
522
302
1,175
961

101
20
9
58
6
411
426
1,011
931

65
9
6
43
5
297
361
777
721

الرقم الإشاري للعدد الفردي (النسبة المئوية)

الإقليم

1990

1998

2015
(أسوأ الاحتمالات)

2015
(الحالة الأساسية)

شرق آسيا والمحيط الهادئ
باستثناء الصين
أوروبا وآسيا الوسطى
أمريكا اللاتينية والكاريبي
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
جنوب آسيا
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
المجموع
باستثناء الصين

27.6
18.5
1.6
16.8
2.4
44.0
47.7
29.0
28.1

14.7
9.4
3.7
12.1
2.1
40.0
48.1
23.4
25.6

4.8
2.8
1.9
9.4
1.6
24.5
46.7
16.4
19.4

3.1
1.3
1.3
6.9
1.3
17.7
39.5
12.6
15.0

المصدر: البنك الدولي (2001)¡ توقعات للاقتصاد العالمي والبلدان النامية 2001.




 


ثالثاً - سلامة الأغذية

44- أكد البيان الافتتاحي لإعلان روما بشأن الأمن الغذائي العالمي حق كل إنسان في الحصول على أغذية سليمة ومغذية. وتربط حلقة مفرغة بين سوء التغذية والأمراض التي تنقلها الأغذية والأمن الغذائي. فالأغذية السليمة والمغذية ذات النوعية الملائمة لتلبية احتياجات المستهلكين لم تعد من الكماليات المحصورة بالأثرياء بل هي حق مكتسب لجميع الشعوب.

45- وفي الخمس سنوات الماضية منذ انعقاد مؤتمر القمة العالمي للأغذية¡ ازداد الوعي العام للمسائل المتعلقة بسلامة الأغذية لاسيما في البلدان المتقدمة. لكن بالإضافة إلى ذلك¡ يتعيّن على الأسواق الدولية والمحلية التعامل مع الطلب المتزايد على الأغذية التي تلبي احتياجات المستهلكين من حيث النوعية والسلامة والفائدة الغذائية. وهذا الوضع المتغير يحمل في طياته تحديات وفرصاً جديدة في قطاعي الأغذية والزراعة¡ بما في ذلك المصايد. ومع اتساع تجارة الأغذية والزراعة¡ أصبحت الأمراض التي تحملها الأغذية تنتقل بسهولة أكبر عبر الحدود. وقد أعطت الاتفاقات في إطار منظمة التجارة العالمية لإزالة الحواجز غير المبررة أمام التجارة دفعاً لجهود توحيد المعايير الغذائية بين مختلف البلدان. وتشكل هيئة الدستور الغذائي النقطة المرجعية للمواصفات الدولية للأغذية من حيث نوعية الأغذية وسلامتها.

46- ومنذ انعقاد مؤتمر القمة العالمي¡ تزايدت الضغوط على الحكومات والمنظمات الدولية لضمان أن تلبى الأغذية مطالب المستهلكين المشروعة. وقد استمرت منظمة الأغذية والزراعة في دعم الأساليب المرتكزة إلى العلم لوضع المواصفات الدوليــــة¡ لاسيما في إطار قواعد منظمة التجارة العالمية بشأن تدابير الصحة والصحة النباتية¡ كما وسّعت نطاق أنشطتها التقليدية المتعلقة بتقييم المواد المضافة والمتبقيات لتشمل التلوّث الميكروبي للأغذية وإلى الأغذية المعاملة بالتكنولوجيا الحيوية. وقد عرضت ورقة عن "الأمن الحيوي في الأغذية والزراعة"6 على الدورة السادسة عشرة للجنة الزراعة في المنظمة عام 2001 تتضمن اقتراحاً باعتماد أساليب متكاملة لسياسات وأطر تنظيمية مرتكزة إلى تقييم المخاطر (بما في ذلك المخاطر على سلامة الأغذية) المتصلة بالزراعة وإنتاج الأغذية. وتقوم حالياً مجالات الأولوية للعمل متعدد التخصصات للأمن الحيوي للإنتاج الزراعي والغذائي بتنفيذ توصيات لجنة الزراعة.

47- ومن أجل تعزيز تبادل المعلومات والخبرات بين واضعي قواعد سلامة الأغذية في البلدان النامية والمتقدمة¡ عقدت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية أول منتدى عالمي لقواعد سلامة الأغذية في المغرب في يناير/كانون الثاني 2002 ومؤتمر للبلدان الأوروبية بشأن نوعية الأغذية وسلامتها في المجر¡ في فبراير/شباط 2002. وستعقد مؤتمرات مشابهة في أقاليم أخرى. كما عقدت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وجامعة الأمم المتحدة مشاورة خبراء بشأن متطلبات الإنسان من الطاقة في أكتوبر/تشرين الأول 2001 للمساعدة على تحديد مستويات السعرات الحرارية المناسبة في مقابل تقدير عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم. وستجري مشاورة خبراء أخرى بشأن البروتينات في النظام الغذائي للإنسان في أبريل/نيسان 2002. وقد كان دور النظام الغذائي والتغذية في الإصابة بأمراض غير منتقلة في العالم المتقدم والعالم النامي بشكل متزايد¡ محور المناقشات مع منظمة الصحة العالمية في يناير/كانون الثاني 2002¡ نظراً إلى الانعكاسات الهائلة على ضمان أنظمة غذائية مغذية وذات نوعية جيدة للحفاظ على الصحة.

48- إنّ تأمين أغذية سليمة ومغذية للمستهلكين في كافة أنحاء العالم يتطلّب التزاماً بالنوعية في قطاع الأغذية والزراعة ككل. وباستطاعة منتجي الأغذية والمتعاملين بها القائمين على تسويقها الاستفادة من الاستثمار والتنمية الفنية في مجال سلامة الأغذية ونوعيتها لتلبية احتياجات المستهلك في هذا القطاع. كما بالإمكان تحقيق مكاسب أكبر من المنتجات ذات القيمة المضافة والحد من الخسائر الكمية والنوعية في السلسلة الغذائية. وهو ما يستوجب وجود برامج لبناء القدرات والمساعدة الفنية تشمل أسلوب إدارة النظم من المزرعة (أو البحر) إلى المائدة¡ لتقديم أغذية سليمة ذات نوعية جيدة يشارك فيها واضعو خطط التنمية الريفية وخدمات الإرشاد والخدمات البيطرية والمصايد والمؤسسات الأكاديمية والسلطات التنظيمية ومنظمات المجتمع المدني.

49- وقد ترغب لجنة الأمن الغذائي العالمي في التأكيد¡ أنّ الأمن الغذائي يفترض¡ من بين أمور أخرى¡ الحصول على أغذية سليمة ومغذية وهذا يتطلّب بدوره أساليب رشيدة للإنتاج والحصاد والمعالجة والتسويق على امتداد السلسلة الغذائية. وانطلاقاّ من هنا¡ قد ترغب اللجنة في أن تطلب من المدير العام تقديم وثيقة إطارية إلى كل من لجنة مصايد الأسماك ولجنة الزراعة ولجنة الأمن الغذائي العالمي¡ يحدد فيها استراتيجيات المنظمة لضمان الحصول على أغذية سليمة ومغذية تعالج العناصر الأساسية من المشورة في مجال السياسات وبناء القدرات والمساعدة الفنية والخطوات الواجب اتخاذها على كلٍّ من المستويين القطري والدولي.




  


رابعاً - قضايا رئيسية مختارة: الأغذية لأجل التنمية

ألف - تدفقات المعونة الغذائية7

50- أشارت التوقعات إلى أنّ الشحنات الإجمالية من المعونة الغذائية من الحبوب في 2001/2002 (يوليو-تموز/يونيو/حزيران) ستبلغ 9.5 مليون طن (بما يعادلها من حبوب)¡ أي بزيادة 1 مليون طن مقارنة مع 2000/2001. وكان من المتوقع أن تتم تغطية هذه الزيادة بشكل أساسي من خلال تبرعات أكبر من الولايات المتحدة واليابان¡ بينما قد تبرز باكستان والهند - وهما عادة من بين البلدان المتلقية للمعونة الغذائية - كدولتين مانحتين هذا الموسم. ويمكن تفسير هذا الارتفاع المتوقع في شحنات المعونة الغذائية بازدياد الاحتياجات في أفغانستان¡ إلى جانب عوامل مهمة أخرى كالمخاوف المتصلة بضعف الأسعار الدولية ووجود مخزونات كبيرة نسبياً في بعض البلدان.

51- وفي حين شهدت حالة الأغذية في العالم تحسناً عموما في 2001/2002 مقارنة مع الموسم السابق¡ استمرت بلدان كثيرة تعاني من حالات طوارئ ظل الطلب على المعونة الغذائية مرتفعاً. ومن المتوقع¡ بصورة خاصة¡ أن تزداد شحنات المعونة الغذائية بشكل ملحوظ إلى أفغانستان التي كانت تعاني¡ حتى قبل بدء العمليات العسكرية¡ من أزمة غذائية حادة بعد ثلاث سنوات متتالية من الجفاف الشديد. ومن البلدان الآسيوية الأخرى التي تتلقى المعونة الغذائية¡ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وبنغلاديش حيث يتوقع أن تظل كبيرة ولو أقلّ من السنة الماضية. وفي أفريقيا¡ ورغم تحسّن المحاصيل في عدد من البلدان¡ يتوقع أن تبقي النزاعات المدنية والنقص المحلي في المحاصيل في مناطق كثيرة المعونة الغذائية على حالها. وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي¡ اعتبرت حالة الأغذية خطرة في مناطق كثيرة¡ ومعظمها بسبب الكوارث الطبيعيةº ويتوقع أن تفوق الشحنات المعونة الغذائية إلى كل من هندوراس وكوبا وبيرو ونيكاراغوا مستويات العام الماضي.

52- وفى ديسمبر/كانون الأول 2001¡ واستناداً إلى معلومات برنامج الأغذية العالمي¡ بلغ مجموع الحبوب في 2000/2001¡ في إطار المعونة الغذائية البرامج والمشروعات إضافة إلى المعونة الغذائية لحالات الطوارئ¡ 8.5 مليون طنّ (بما يعادلها من حبوب)¡ أي نحو 3 ملايين طن أو 24 في المائة أقلّ مما كانت عليه في 1999/2000¡ ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى الانخفاض الكبير في الشحنات إلى الاتحاد الروسي. وحتى في ظل هذا المستوى المتدني¡ فاقت شحنات المعونة الغذائية من قبل المانحين الرئيسيين "الحد الأدنى من الالتزامات"¡ المتفق عليها بموجب اتفاقية المعونة الغذائية لعام 1999. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الاتفاقية تضع الحد الأدنى العالمي "للوزن السنوي المضمون بالطن" بمقدار 5 ملايين طن (بما يعادلها من القمح). وكما في الموسم الماضي¡ شكلت المعونة الغذائية للطوارئ نصف الشحنات الإجمالية تقريباً.

53- وكان التراجع في شحنات المعونة الغذائية من الحبوب في 2000/2001 كبيرا بالنسبة إلى القمح حيث انخفض بنحو 2.6 مليون طن. كما تراجعت شحنات الحبوب الخشنة بأكثر من 000 400 طن في مقابل ارتفاع شحنات الأرزّ بأكثر من 000 300 طن. وسجلت شحنات الحبوب الإجمالية من المعونة الغذائية إلى بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض¡ كمجموعة¡ تراجعاً طفيفاً في 2000/2001 إلى 7.4 مليون طن أو تقل بنحو 000 160 طن تقريباً مما كانت عليه في 1999/2000.

54- وانخفضت المعونة الغذائية من الحبوب من الولايات المتحدة الى 2.5 مليون طن تقريباً في 2000/2001 لتصل إلى 4.7 مليون طنº وتراجعت الشحنات إلى الاتحاد الروسي من 1.9 مليون طن في 1999/2000 إلى 000 127 طن فقط. وبالرغم من تدني مستوى المعونة إلى هذا الحد¡ بقيت الولايات المتحدة المانح الأكبر حيث بلغت مساهماتها أكثر من 55 في المائة من الشحنات الإجمالية في 2000/2001. كما سجل تراجع حاد أيضاً في 2000/2001 في شحنات المعونة الغذائية من الحبوب في عدد من البلدان المانحة الكبرى¡ بما في ذلك المجموعة الأوروبية وكندا. وكان التراجع في المعونة من المجموعة الأوروبية الأبرز حيث تجاوز نسبة 33 في المائة ليبلغ 1.5 مليون طن. وترافق معظم هذا التراجع مع انخفاض الشحنات إلى الاتحاد الروسي وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. فيما ارتفعت في المقابل الشحنات من اليابان إلى أكثر من الضعفين لتصل إلى000 720 طن¡ لاسيما بسبب زيادة تبرعات الأرزّ إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

55- وبعد ارتفاع قياسي تقريباً في حجم الشحنات من غير الحبوب عام 1999¡ انخفضت الشحنات الإجمالية للمعونة الغذائية من غير الحبوب عام 2000 (يناير/كانون الثاني-ديسمبر/كانون الأول)8 إلى 1.2 مليون طن¡ أي ما يعادل تراجعاً قدره 000 700 طن أو 38 في المائة. ويعود السبب في القسم الأكبر من التراجع إلى الانخفاض الكبير في الشحنات من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الروسي التي تعادل كميات المعونة الأكبر من كندا وعدد من البلدان الأوروبية. وتجاوزت الشحنات الإجمالية من غير الحبوب إلى الاتحاد الروسي مليون طن عام 1999¡ ثم عادت وانخفضت إلى 000 93 طن عام 2000. وتجاوزت الشحنات الإجمالية إلى بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض¡ كمجموعة¡ 000 890 طن أي بزيادة قدرها 32 في المائة مقارنة مع عام 1999. وقد عكست هذه الزيادة تخصيص شحنات أكبر لعدد من البلدان¡ منها إندونيسيا وإثيوبيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وإريتريا واليمن.

56- وشكلت الشحنات الصغيرة البقوليات القسم الأكبر من الخفض في التبرعات الإجمالية من غير الحبوب عام 2000. إذ انخفضت شحنات البقوليات إلى النصف لتصل إلى 000 586 طن بعدما بلغت 1.2 مليون طن عام 1999¡ وذلك بسبب تراجع الشحنات إلى الاتحاد الروسي من 000 750 طن عام 1999 إلى 000 32 طن فقط عام 2000. وتقلّصت أيضاً عام 2000 شحنات اللحوم (بما فيها منتجات اللحوم)¡ التي تعتبر فئة مهمة أخرى من فئات المعونة الغذائية من غير الحبوب. وارتفعت عموما كميات اللحوم من المعونة الغذائية من 000 4 طن عام 1998 إلى 000 234 طن عام 1999 قبل أن تتراجع من جديد إلى 000 25 طن عام 2000. وكما هو الحال بالنسبة للبقوليات¡ كان السبب الرئيسي في انخفاض شحنات اللحوم هو خفض المعونة الغذائية إلى الاتحاد الروسي. وارتفعت في المقابل شحنات المعونة الغذائية من الزيوت النباتية إلى أعلى مستوى لها في خلال 7 سنوات عام 2000 حيث بلغت 000 377 طن تقريباً¡ أي 18 في المائة أكثر مما كانت عليه عام 1999. وتحصل 100 دولة تقريباً على زيوت نباتية من خلال المعونة الغذائية. وفي عام 2000¡ كانت أكبر البلدان المتلقية هي بيرو والاتحاد الروسي وإثيوبيا والهند ومدغشقر وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. وشكل ارتفاع الشحنات الخاصة بكل من الاتحاد الروسي وإثيوبيا القسم الأكبر من الارتفاع الذي شهدته الشحنات الإجمالية عام 2000.




 


باء - نحو استراتيجية مزدوجة

57- إنّ التوفيق بين العمل المباشر لمكافحة الجوع وتدابير تعزيز سبل المعيشة المستدامة للفقراء من خلال تحفيز الزراعة والقطاع الريفي¡ يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية مزدوجة لتخفيف انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والقضاء عليهما في نهاية المطاف. فهذان المساران يكملان بعضهما البعض. إذ لابد لمن يعانون الجوع من الحصول على ما يكفي من الأغذية كشرط أساسي لمشاركتهم في التنمية. وفي ذات الوقت¡ تساهم زيادة الإنتاجية والإنتاج الزراعي في زيادة النشاط الاقتصادي في الريف وتحسين فرص توليد الدخل لسكان الريف في القطاعين الزراعي والريفي غير الزراعي.

58- ومن حالات "الحد الأقصى للتجانس"¡ إمداد شبكات الأمان وبرامج المساعدة الغذائية بالإنتاج المحلي: فمن شأن إمداد شبكات الأمان بأغذية منتجة محلياً كلما أمكن ذلك أن يؤدي إلى توليد المزيد من الفرص في الأسواق وزيادة الإنتاج الزراعي وفرص العمل مع توفير الأغذية لمن هم بحاجة إليها.

59- وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى مشروعين رائدين: المشروع التعاوني لمنظمة الأغذية والزراعة مع برنامج الأغذية العالمي: "دعم الطوارئ لتحسين إمدادات الغذاء محلياً على أساس قسائم الأغذية في مقابل العمل في المناطق التي تضررت بالجفاف في شرق كينيا"º والمشروع المشترك بين برنامج الأغذية العالمي ومؤسسة الأبحاث MS Swaminathan: "برنامج بنوك الأغذية على مستوى المجتمع المحلي في الهند". وتلعب المنظمات غير الحكومية في كلا المشروعين دوراً قياديا في مراحلهما الرئيسية كافة¡ بدءاً بتحديد المستفيدين وصولاً إلى التنفيذ وتوزيع الأغذية أو القسائم.

60- وسيقوم المشروع التعاوني الرائد بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بتنفيذ مشروعات العمل مقابل الغذاء على أساس قسائم في مقاطعتي مبيري وتاراكا. وستسعى المشروعات الموجهة إلى المجتمع المحلي إلى زيادة الأمن الغذائي المحلي من خلال تحسين طرق زراعة المحاصيل. ويقوم المشروع على المبدأ القائل إنّ إعادة إحياء أسواق الأغذية العادية في المناطق المستهدفة من خلال زيادة القوة الانفاقية للمستهلكين المحليين أكثر استدامة من توزيع الأغذية عليهم مباشرة. ويمكن زيادة القوة الشرائية للمجتمعات المستفيدة من خلال مشروعات العمل مقابل الغذاء حيث يدفع فيها أجر العمال على شكل قسائم غذائية عوضاً عن الأغذية. ثم يستبدل المستفيدون القسائم بالأغذية التي يختارونها في الأسواق المحلية ويسدد الثمن نقداً إلى التجّار.

61- ولمكافحة مشكلة انعدام الأمن الغذائي المؤقت لفترة 3 إلى 6 أشهر في السنة الواحدة¡ أعدّ برنامج الأغذية العالمي ومؤسسة MS Swaminathan اقتراحاً لإنشاء بنوك أغذية تجريبية على مستوى المجتمع المحلي (500 بنك) في كل مقاطعة في الولايات الخمس: غوجرات¡ مادهيا براديش¡ راجيستان¡ شاتسغاره¡ وأوريسا في الهند.9 وقد اختيرت المقاطعات الأكثر تمثيلاً لحالة انعدام الأمن الغذائي التي تشهد فترات مجاعة ومعظم سكانها من القبائل¡ يتلقون الدعم في إطار مشروع العمل مقابل الغذاء.

62- إنّ الهدف الأساسي من العمل مقابل الغذاء هو الاستفادة من أهم مورد لدى الإنسان ألا وهو اليد العاملة¡ لخلق فرص عمل وتوليد دخل وبناء البنى الأساسية اللازمة للتنمية المستدامة. ويساعد التوفير المتأني والاستراتيجي للأغذية للذين أكثر حاجة إليها من الجياع¡ على الإفلات من شراك الفقر. ووحده الاستثمار في العنصر البشري وتمكين المواطنين من الحصول على الموارد سيضمن لهم الأمن الغذائي - في مواسم القحط وفي زمن الحصاد. ويمكن استخدام الأغذية الفائضة لتحرير الفقراء من الحاجة إلى توفير الأغذية لعائلاتهم¡ بحيث يتاح لهم الوقت والموارد للاستثمار في أصول دائمة كالحصول على منازل وعيادات ومدارس أفضل واكتساب مهارات زراعية وتكنولوجيا جديدة وفي نهاية المطاف تأمين مستقبل أفضل.

63- ولا بد من التدخلات حيث تدعو الحاجة للمساعدة على تحسين حياة الفقراء الذين يعجزون دائماً أو في الأزمات عن إنتاج ما يكفي من الأغذية أو لا يملكون الموارد الكافية للحصول على الغذاء الذي يحتاجون وأسرهم إليه كي يعيشوا حياة موفورة النشاط والصحة. ومن شأن العمل مقابل الغذاء المساعدة على اكتساب أصول وتشجيع الناس والمجتمعات المحلية على الاعتماد على الذات¡ لاسيما من خلال برامج العمل ذات العمالة الكثيفة. لكن هذا يفترض تمكين المجتمعات المحلية بداية على تحديد المشروعات بفضل الدعم الملائم من المنظمات غير الحكومية¡ وبالتالي إدارة تلك المشروعات. كما أن إقامة جسر بسيط يربط القرى ببلدة فيها سوق يعين الفقراء بأكثر من شق طريق رئيسيةº ووجود حوض أسماك يديره المجتمع المحلي قد يكون أفيد لتلبية حاجاتهم من مشروع ريّ ضخم.

64- مع أنه بالإمكان الآن تحديد طريقة توفير الأغذية وفقا لموقع تنفيذ المشروع¡ يستحسن عادة اعتماد القسائم لسببين رئيسيين. أولاً¡ أنها تكفل تلافي التعقيدات والتكاليف الناجمة عن نقل الأغذية. ثانياً¡ أنها تمكّن المستفيدين من اختيار الأغذية التي يريدونها والمحافظة على كرامتهم التي يفقدونها عندما توزّع الأغذية عليهم. كما أنّ اعتماد نظام القسائم يعزز الأسواق والتجار المحليين وقد يساهم في زيادة إنتاج الغذاء في البلد المعني.

65- إنّ بعض المشروعات التي توفر المهارات¡ ونقل الموارد لكل من الجنسين¡ أصول جديدة أو تكنولوجيات جديدة قد لا تعالج فوراً مسألة الجوع فحسب¡ بل تساهم أيضاً في خفض القيود "الخفيّة" على الهجرة الطوعيّة على المدى البعيد أو جعل خيار "القناعة بالحال" أكثر جدوى واستدامة. ويمكن الاستعانة بعمليات نقل الأغذية المرتكزة على القسائم لمساعدة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي على ادخار بعض الأصول وتأمين سبل معيشة للمستقبل عندما ينقصهم الغذاء. هذا يعني أنّ عمليات نقل الأغذية المرتكزة إلى القسائم تصلح للتدخلات في الوقت المناسب لتلافي حدوث حالة طوارئ بدل الاستجابة إليها.

66- إنّ الأسر التي تعيش في المناطق المهمّشة ذات الإمكانيات المنخفضة ضعيفة مثلها في ذلك مثل الأرض التي تزرعها والموارد التي تستغلها. وإنّ الاستثمار في الأراضي المهمّشة وذات الإمكانيات المنخفضة يساعد على تلافي الأزمات والتخفيف من تأثير الكوارث المستقبلية وقد يكون أكثر جدوى اقتصادية من إعادة التأهيل. كما أنه يعزز الأمن الغذائي للسكان المعرضين للمخاطر وعدم الاستقرار. ومن شأن الحصول على الأغذية في الوقت المناسب أن يساعد الأسر والمجتمعات المحلية على الاستثمار في تدابير الصيانة الضرورية لاستدامة سبل معيشتها على المدى الطويل. وبدون هذه المشروعات لن يتمكنوا من مساعدة المحتاجين فوراً¡مما يلحق أضراراً سريعة ولا رجوع عنها في قاعدة مواردهم الطبيعية.

67- وتقوم نظم سبل المعيشة على مفهوم الأمن الغذائي المستدام¡ حيث توازن منافع اليوم منافع الغد. والهدف ليس فقط المحافظة على أنماط الاستهلاك السائدة¡ بل أيضاً تجنّب التخلي عن معايير المعيشة المستقبلية أو التضحية بها. أما أدوات المقاومة في الأصول والمستحقات التي باستطاعة الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية حشدها وإدارتها لمواجهة الظروف الصعبة. وحالة التعرّض للمخاطر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بامتلاك الأصول. فكلما زادت الأصول¡ كان الإنسان أقل تعرضاً للمخاطرº وكلما تآكلت الأصول¡ زاد انعدام الأمن بالنسبة إليه. ويمكن من خلال عمليات نقل للأغذية على أساس القسائم¡ التي تكون موجهة إلى فئات معينة ومخططة ومنفذة بالشكل الصحيح¡ تمكين تلك الفئات الضعيفة من مواجهة الصدمات والعقبات المحتملة في المستقبل.

1 منظمة الأغذية والزراعة (2001)¡ حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم¡ روما.

2 لا يشمل هذا التحليل إثيوبيا وإريتريا اللتان لم تكونا قد انفصلتا بعد في مطلع التسعينات. كما لا يشمل تسعة بلدان نامية كان أقل من 2.5 في المائة من السكان يعانون فيها من نقص الأغذية في فترة 1990-1992.

3 السادة M.de Onis¡ C. Monteiro¡ J. Akré وG. Clugston (1993). حجم سوء التغذية من البروتينات والطاقة على المستوى العالمي: عرض عام استناداً إلى قاعدة البيانات العالمية عن نمو الطفل لدى منظمة الصحة العالمية¡ جنيف. جرى تحليل بيانات متقاطعة من 241 مسحاً قطرياً تمثيلياً بصورة معيارية للحصول على نتائج مقارنة عن تأخر النمو مقارنة مع العمر (التقزّم). واستعين بالنماذج المتعددة المستويات لتحديد الاتجاهات الإقليمية والعالمية بين 1980 و2005. وترتكز البيانات المتوافرة عن معدلات الانتشار هذه إلى عمليات مسح شملت 94 في المائة من العدد الإجمالي للسكان دون الخامسة في أمريكا اللاتينية و90 في المائة في آسيا و77 في المائة في أفريقيا و66 في المائة في اسيانيا.

4 Branco Milanovic (2000), True World Income Distribution, 1988 and 1993: First Calculation Based on Household Surveys Alone, World Bank, Development Research Group

5 البنك الدولي (2001)¡ مؤشرات النمو في العالم 2001¡ الصفحة 4.

6 COAG 01/8.

7 للحصول على المزيد من التفاصيل عن شحنات المساعدات الغذائية من حبوب وغير الحبوب¡ يمكن الاطلاع على موقع منظمة الأغذية والزراعة على شبكة الإنترنت على العنوان التالي: http://www.fao.org تحت العنوان قاعدة إحصائية ومن ثمّ جميع قواعد البيانات.

8 في حين يُشار إلى شحنات الحبوب على أساس الفترة الممتدة بين يوليو-تموز/يونيو-حزيران¡ يُشار إلى المساعدات الغذائية من غير الحبوب على أساس سنة التقويم العادية.

9 منظمة الأغذية والزراعة (2002)¡ الهند: برنامج بنوك الأغذية على مستوى المجتمع المحلي¡ مشروع لقسم مركز الاستثمار.