المرفق دال

بيان السيد David A. Harcharik، نائب المدير العام



السيد الرئيس، أصحاب السعادة والمعالي، المندوبون الكرام، السيدات والسادة

طاب صباحكم وأهلاً وسهلاً بكم في الدورة السابعة عشرة للجنة الزراعة. وأنتهز هذه الفرصة لأشكركم على حضوركم، لاسيما من قطعوا المسافات الطويلة. ومما لا شك فيه أن بعضكم تردد في السفر في هذه الأوقات العصيبة. إلا أنّ وجودكم اليوم هنا ووجود جميع المشاركين لهو في يقيني أبلغ دليل على التزامكم بمساعدة أكثر من 800 مليون شخص يكافحون الجوع يوماً بعد يوم.

السيد الرئيس، لقد أعددنا جدولاً لأعمال هذا الاجتماع من شأنه أن يعينكم على تنفيذ الالتزامات الصادرة عن العديد من المؤتمرات الدولية الهامة التي عقدت منذ آخر اجتماع للجنة الزراعة قبل عامين، وفي طليعتها مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد ومؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة. لكنّ الالتزامات وحدها لا تكفي. وأمامكم تحد كبير للإسراع في تحقيق هدف تقليص عدد الجياع والفقراء في العالم إلى النصف بحلول عام 2015، والذين يعيشون بالدرجة الأولى في المناطق الريفية ويعتمدون اعتماداً كلياً تقريباً على الزراعة والتنمية الريفية لتأمين سبل عيشهم. وثمة حاجة إلى اتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية وإنتاج أغذية سليمة - ويتمثل التحدي اليوم بوضع جميع التزاماتنا ونوايانا الحسنة حيّز التنفيذ.

إن واحدة من المهام الرئيسية للجنة الزراعة هي استعراض برنامج عمل المنظمة في قطاع الأغذية والزراعة وإسداء المشورة بشأنه؛ علماً أنّ الهدف من البرنامج هو مساعدتكم على تلبية التزاماتكم والتحديات التي تواجهكم في هذا القطاع. وإننا نعلّق أهمية كبرى على وجهات نظركم وتوجيهاتكم بشأن برامجنا في مجالات نظم الإنتاج والدعم الزراعي، ووضع السياسات الغذائية والزراعية، وتقديم المساهمات للتنمية المستدامة. ويتزايد الطلب على خبرات المنظمة وخدماتها دون أن تقابله زيادة في الموارد المتاحة - وهو وضع ألفنا التعايش معه في العشر سنوات الماضية. لذا فمن الأهمية بمكان تحديد الأولويات وإننا نتطلّع إلى مشورتكم بشأن المواضيع التي يجدر بها أن تحتل سلم أولوياتنا في قطاع الأغذية والزراعة في السنتين القادمتين وعلى المدى المتوسط. وآمل أن تدارسوا ما يمكن لكم عمله من أجل أن تتوافر الموارد المالية للمنظمة بما يمكّنها من الوفاء بمسؤولياتها في مجالي الأغذية والزراعة وفي القطاعات الأخرى التي تنشط فيها، مثل مصايد الأسماك والغابات.

وأودّ أن ألفت انتباهكم إلى النهج المتعدد التخصصات الذي تتبعه برامجنا أكثر فأكثر والذي يقوم على توصياتكم السابقة في بعض مجالات منها التقانة الحيوية والتنوع البيولوجي ونظم الإنتاج المتكاملة والزراعة العضوية وتوفير الغذاء للمدن وتغيّر المناخ ودور كل من المرأة والرجل في التنمية. وستناقشون في دورتكم هذه سبل تعزيز عملنا في ثلاثة مجالات مستجدة من شأنها المساهمة في التوصل إلى إنتاج أغذية سليمة ومستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.

بناء على طلب لجنة الأمن الغذائي العالمي في دورتها الثامنة والعشرين، نعرض عليكم مشروع وثيقة إطارية للإعداد الاستراتيجي لنهج قائم على السلسلة الغذائية بشأن قضايا سلامة الأغذية والجودة ذات الصلة بالسلامة. ويشكل اعتماد هذا النهج آلية لمعالجة مسألة سلامة الأغذية - من خلال الوقاية عند المصدر ورصد حركة المنتجات الغذائية وهي تمر بكافة مراحل السلسلة الغذائية - فضلاً عن الاستدامة البيئية من خلال إتباع ممارسات زراعية حسنة. ويستجيب هذا إلى حد ما إلى مخاوف المستهلكين في كل مكان بشأن سلامة الممارسات والمنتجات الزراعية واستدامتها على امتداد السلسلة الغذائية - من المزرعة إلى المائدة. واستحداث نهج قائم على السلسلة الغذائية له انعكاسات هامة على الإنتاج الزراعي وممارسات ما بعد الإنتاج، لاسيما بالنسبة إلى صغار المزارعين، ونأمل في الحصول على وجهة نظركم عن أفضل استراتيجية للعمل على المستويين القطري والدولي.

ستواصل لجنة الزراعة في دورتها هذه الحوار الذي بدأ عام 2001 عن الأمن الحيوي في مجال الأغذية والزراعة - نهج استراتيجي ومتكامل لتحليل المخاطر وإدارتها في مجالات سلامة الأغذية وحياة وصحة الحيوان والنبات والبيئة. ولفذ اعترفت المنظمة بالأهمية المتزايدة للأمن الحيوي والمصاعب التي تعترض البلدان لتنفيذ التدابير والمتطلبات الجديدة. وقد أصدرت مشاورة فنية واسعة النطاق عدداً كبيراً من التوصيات للاستنارة بها في مناقشاتكم وعلى الأخص فيما يتصل بمساعدة البلدان على الاستفادة على أفضل وجه من الخدمات الموجودة. وإننا نتطلّع إلى تدارسكم هذا الموضوع الهام وإلى إبداء رأيكم عن دور المنظمة في المستقبل.

من المتعذر إرساء سلسلة غذائية سليمة وصحية من دون مجتمعات محلية ريفية تتمتع بمقومات النمو والمرونة وتنعم بالأمن الغذائي. وقد تغيّر التصور الدولي للحلول الممكنة للتخفيف من معاناة المجتمعات المحلية الريفية - وهو تغير باد داخل المنظمة نفسها. وكلنا يعلم أنّ المسألة لا تتعلق بمجرد زيادة التدفقات المالية، بل أيضاً ببناء قدرات سكان الريف على الاعتماد على الذات وعلى المشاركة مشاركة فاعلة في عملية التنمية. ويكون النهج التشاركي لحل المشاكل وصنع السياسات من خلال مشاركة العديد من الأطراف الفاعلة والممثلين عن مجموعة واسعة من القطاعات. ويستهدف النهج القائم على سبل العيش، الذي يتبع حالياً في معظم عمل المنظمة بما في ذلك برنامج العمل الخاص للأمن الغذائي، إلى تعزيز المساواة والحد من التعرض للتقلبات وبناء قدرة المجتمعات المحلية الريفية للاعتماد على الذات. وإننا بانتظار توجيهاتكم عن سبل المضي قدماً في تنفيذ السياسات والبرامج التي تعزز سبل العيش المستدامة.

السيد الرئيس، اسمحوا لي أن أخصّ بالترحيب المشاركين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في لجنة الزراعة وأن أستذكر مشاركتهم الفاعلة في كل من مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد ومؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة وتفانيهم في سبيل مكافحة الجوع في العالم.

وكان منتدى المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، الذي تولت تنسيقه لجنة التخطيط المشتركة بين المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، والذي عقد في موازاة مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد، قد تدارس أربعة مجالات رئيسية ذات الأولوية يمكن للحكومات والمجتمع المدني أن تعمل معا بصورة وثيقة وفعالة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي. وستعرض لجنة التخطيط الدولية خلال إحدى الأحداث الجانية اليوم ساعة الغداء أنشطة المتابعة المقترحة لمجال واحد من تلك المجالات هو الأساليب الزراعية والأيكولوجية للإنتاج الغذائي القائم على الأسرة.

وأطلقت المنظمة خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة مبادرة التنمية الزراعية والريفية المستدامة، بمشاركة المجتمع المدني والحكومات المشاركة. وهي تشكل إطاراً جامعاً متعدد أصحاب الشأن لدعم الانتقال إلى التنمية الزراعية والريفية المستدامة، ولتعزيز المشاركة في تطوير البرنامج والسياسات. وستتسنى لكم متابعة التقدم المحرز في هذه المبادرة خلال إحدى الأحداث الجانبية ساعة الغداء يوم الثلاثاء.

السيد الرئيس، السيدات والسادة، اسمحوا لي ختاماً أن أذكركم أن سبب وجودنا هنا اليوم هو المساعدة على إيجاد سبل لاحترام الالتزامات بتقليص عدد الفقراء والجياع - الالتزامات الخاصة بسياسات التنمية واتخاذ تدابير متصلة بالممارسات الغذائية والزراعية التي من شأنها أن تحدث تغييراً. وكلي ثقة أنّ القضايا المطروحة أمامكم اليوم من شأنها أن تحدث هذا النوع من التغيير، خاصة إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن المجالات التي بإمكان المنظمة أن تساعد على إحراز تقدم فيها، ضمن شراكة، لبناء عالم أفضل.

وعلى أمل أن يتحقق ذلك، أتمنى التوفيق والنجاح لدورتكم.

وشكراً.