ARC/04/INF/9
 




أولا - مقدمة

1- أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 ديسمبر/كانون الأول 2002 عام 2004 السنة الدولية للأرز لتركيز اهتمام العالم على الدور الذي يمكن أن يضطلع به الأرز في توفير الأمن الغذائي والتخفيف من وطأة الفقر. فالأرز هو الحياة بالنسبة لمعظم سكان العالم ويتغلغل بصورة عميقة في التراث الثقافي للمجتمعات. والأرز هو الغذاء الأساسي لأكثر من نصف سكان العالم. ويعمل في نظم الإنتاج المعتمدة على الأرز وما يرتبط بها من عمليات ما بعد الحصاد ما يقرب من بليون نسمة في المناطق الريفية في البلدان النامية. ويزرع نحو أربعة أخماس إنتاج الأرز في العالم بواسطة صغار المزارعين في البلدان النامية المنخفضة الدخل.

2- والأرز هو أكثر مصادر الغذاء سرعة في النمو في أفريقيا. وقد تجاوز الطلب الحالي على الأرز طاقة إنتاجه السنوية في الإقليم. وواردات الأرز في الإقليم مرتفعة وباهظة التكلفة. ولذا فإن تنفيذ السنة الدولية للأرز يشكل فرصة لزيادة الدعم لتنمية نظم الإنتاج المعتمدة على الأرز بصورة مستدامة لتحقيق الأمن الغذائي والتخفيف من وطأة الفقر على المستوى العالمي بصورة عامة وفي أفريقيا بصورة خاصة. وتتناول هذه الورقة الأهمية الإقليمية للأرز في أفريقيا والإمكانيات والمعوقات فيما يتعلق بزيادة الإنتاج بصورة مستدامة. كما تتناول المعلومات الأساسية عن السنة الدولية للأرز والجوانب المختلفة لنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز والتحديات والفرص التي تهيؤها السنة الدولية للأرز على المستوى العالمي وإطار تنفيذها.

ثانيا - الإمكانيات والقيود فيما يتعلق بإنتاج الأرز على أسس مستدامة في أفريقيا

3- لقد أصبح الأرز في أفريقيا يكتسي أهمية متزايدة باعتباره مصدرا للأغذية وكسلعة اقتصادية. وقد زاد إنتاج الأرز في الإقليم من 8.6 مليون طن من الأرز الشعير في 1988 إلى 17.6 مليون طن في 2000. وعلى الرغم من هذا النمو الكبير، تجاوز الطلب الإمدادات وأصبح الإقليم يعتمد على الأرز المستورد. وقد زادت كميات الأرز التي يستوردها الإقليم سنويا من 2.5 مليون طن من الأرز الشعير في 1980 إلى 5.7 مليون طن في 2000 (قاعدة البيانات الإحصائية في المنظمة، 2003). وفيما يتعلق بالمستقبل القريب، سوف يعتمد الأمن الغذائي في افريقيا إلى حد كبير على تحقيق زيادة مستدامة في الإنتاج المحلي من الأرز.

الزيادة المستدامة في انتاج الأرز في أفريقيا

4- تقدر الأراضي الصالحة للزراعة في أفريقيا بنحو 637 مليون هكتار، نحو 68 في المائة في المحتجزات منها في الاحتياطات. وتقدر المساحة المخصصة لإنتاج الأرز بنحو 1.6 في المائة من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة. ولذا فإن أفريقيا تنطوي على إمكانيات كبيرة للتوسع في إنتاج الأرز.

5- ففي شمال أفريقيا، تعتبر الموارد المائية المخصصة لإنتاج الأرز محدودة. وتوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مناطق شاسعة من الأراضي الغدقة التي يمكن استصلاحها لإنتاج الأرز. وتغطي الأراضي الغدقة نحو 24 مليون هكتار في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي مقسمة إلى أربع فئات هي: الأراضي الغدقة الساحلية، والأحواض الداخلية، والسهول الفيضية النهرية، والوديان الداخلية. وقد تم استصلاح الأراضي الغدقة لتلائم نظم إنتاج الأرز (الأراضي المروية والمعتمدة على الأمطار) بصورة جيدة في كل من مدغشقر وشمال أفريقيا.

6- وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كانت نظم إنتاج الأرز في المرتفعات، بحكم التقاليد، هي النظم الغالبة قبيل 1980. وأدى الجفاف الذي حل بالإقليم في السبعينات إلى تشجيع الحكومات على توظيف استثمارات ضخمة في تنمية نظم إنتاج الأرز المروي، وفي الوديان الداخلية، والمستنقعات، والأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار. ومنذ 1980، تم استصلاح الكثير من قيعان الوديان التي تتخذ شكل V في القطاع الأعلى من أحواض الأنهار في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لزراعة الأرز. وقد احتل انتاج الأرز في مستنقعات الوديان الداخلية الصدارة في وسط وشرق أفريقيا منذ الثمانينات. ويستخدم في الوقت الحاضر نحو 000 630 هكتار من مستنقعات الوديان الداخلية في إنتاج الأرز في غرب أفريقيا. وفي تنزانيا، وصلت مساحة الأرز في الأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار وتلك المعتمدة على الري إلى ما يبلغ مجموعه 000 72 هكتار في أوائل التسعينات. وعلاوة على تنمية مناطق مستنقعات الأراضي المنخفضة والوديان الداخلية لأنتاج الأرز، تم تطوير العديد من شبكات الري خلال الثمانينات وأوائل التسعينات في وادي نهر السنغال في موريتانيا والسنغال، وحوض بحيرة تشاد في شمالي الكاميرون، والإقليم الشمالي الشرقي من نيجيريا والجزء الجنوبي الغربى من تشاد وفي وادي نهر النيجر في مالي. وتغطي شبكة الري في شيكوي، موزامبيق أكثر من 000 20 هكتار.

القيود التي تواجه إنتاج الأرز على أسس مستدامة في أفريقيا

7- تختلف القيود التي تواجه إنتاج الأرز على أسس مستدامة في شمال أفريقيا بصورة كبيرة عن تلك التي تواجه هذا الإنتاج في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ففي شمال أفريقيا، تحد ندرة الموارد المائية من إنتاج الأرز. أما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن انخفاض غلات الحبوب ناشئ عن العديد من العوامل بما في ذلك انخفاض مستويات تقانة الإنتاج. أما في النظم الإيكولوجية للمرتفعات، فإن الأرز يتنافس في كثير من الأحيان مع المحاصيل الغذائية الهامة الأخرى مثل الذرة والدخن والذرة الرفيعة والكسافا واليام والكوكويام والموز الأفريقي والموز، فضلا عن المحاصيل النقدية بما في ذلك الكاكاو والبن والحمضيات والكولا. ونظرا للإنخفاض المتأصل في الغلات، سوف تتقلص زراعة الأرز في النظم الإيكولوجية للمرتفعات على الأرجح في حالة تزايد الأهمية الاقتصادية للمحاصيل المنافسة.

8- ويتولي زراعة أرز المرتفعات والمناطق المنخفضة المعتمدة على الأمطار ومستنقعات الوديان الداخلية في الإقليم المزارعون الذين يعانون نقص الموارد بصورة أساسية والذين يستخدمون بصفة عامة مستويات منخفضة للغاية من المسلتزمات مثل الأسمدة وغير ذلك من الكيماويات الزراعية. كذلك فإن أداء أرز المرتفعات محدود نتيجة للعوامل التالية:

· إجهادات الجفاف الشديد. فالأرز الذي يزرع الماء في المنحدرات المرتفعة في مستنقعات الوديان الداخلية حيث ينخفض مستوى الماء الأرضي حتى 60 سم أو أقل من ذلك تحت سطح التربة، يكشف عن أعراض إجهاد الجفاف بعد أيام قليلة من انعدام الأمطار.
· ارتفاع ضغوط التنافس من جانب الأعشاب.
· انخفاض خصوبة التربة التي ترجع إلى توليفة من الانخفاض المتأصل في خصوبة التربة، وتعرية التربة، وقصر فترات الراحة في إطار طرق الزراعة المتنقلة والتي نشأت عن زيادة ضغوط الإنتاج نتيجة لنمو السكان.
· النقص في الحديد وسمية الألمونيوم والأضرار التي تلحقها الطيور والجرذان.

9- كذلك فإن الأرز الذي يتم زراعته في الأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار ومستنقعات الوديان الداخلية في الإقليم يتعرض لإجهاد الجفاف، إلا أن شدة الإجهاد الناشئ عن الجفاف في هذه النظم الإيكولوجية تقل كثيرا عنها في تلك المناطق التي تتعرض له في المرتفعات. ففي الأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار، ومستنقعات الوديان الداخلية يمكن لنباتات الأزر، اعتمادا على موقع الحقول، أن تحصل على إمدادات تكميلية من مصدر أو أكثر من المصادر التالية: مستوى الماء الأرضي، المياه الجارية، تزايد مياه الأنهار خلال موسم الأمطار. أما المعوقات الرئيسية الأخرى أمام زراعة الأرز في الأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار ومستنقعات الوديان الداخلية في الإقليم فهي:

· المعوقات الطبيعية: السيول وسمية الحديد.
· المعوقات البيولوجية: تنافس الأعشاب الضارة، وفيروس البرقشة الصفراء في الأرز، وذبابة العفس، وdiopsis ، وحفار الساق، والأضرار التي تلحقها الطيور.
· المعوقات الاقتصادية: نقص الوسائل المناسبة لتمهيد الأراض.

10- وتحصل محاصيل الأرز في النظم الإيكولوجية المروية على إمدادات مستمرة من المياه. فقد بدأ الحصول على الغلات الوفيرة من الأرز في العديد من المناطق المروية في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد انخفضت غلات الأرز في السنغال وبوركينا فاصو وكوت ديفوار ونيجيريا في غرب أفريقيا وفي الكاميرون في وسط أفريقيا وفي موزامبيق في الجنوب الأفريقي خلال الماضي القريب نتيجة لنقص الدعم الحكومي وتدهور خصوبة التربة ومنشآت الري. ففي مدغشقر، ظلت غلات الأرز المروي ثابتة نتيجة لانخفاض مستويات استعمال الأسمدة.

11- كما أصبح انتاج الأرز في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى محدودا بدرجة أكبر نتيجة للمعوقات التالية:

· السياسات الحكومية غير المواتية المؤثرة في الزراعة بصورة عامة وفي الأرز بصورة خاصة؛
· عدم كفاية أو عدم انتظام الإمدادات من المدخلات (البذور والأسمدة والمبيدات) والقروض؛
· ضعف الدعم الذي تقدمه البحوث والإرشاد وضعف الصلات بين البحوث والتنمية؛
· عدم ضمان حيازة الأراضي وانعدام منظمات المزارعين والتعاونيات الفعالة؛
· نقص المعدات الصغيرة ولاسيما في عمليات ما بعد الحصاد؛
· سوء حالة شبكات الطرق ونظم التسويق،
· ضعف القطاع الخاص مما لا يتمكن معه من تطوير عمليات ما بعد الحصاد.

12- ويقتضي تحقيق زيادة مستدامة في إنتاج الأرز في أفريقيا وجود استراتيجيات للتغلب على المعوقات التي تحد من نمو صناعة الأرز. ولا بد أن تركز الاستراتيجيات على المجالات التالية: صياغة السياسات الحكومية الملائمة لدعم تنمية الأراضي الغدقة لتلائم إنتاج الأرز، زيادة غلات الأرز، تحسين تقانة ما بعد الحصاد من خلال البحوث والإرشاد واتاحة البنية الأساسية وتوفير فرص الحصول على المستلزمات. وسوف يؤدي تنفيذ السنة الدولية للأرز على النحو الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى زيادة الوعي بأهمية الأرز للأمن الغذائي والحد من الفقر في افريقيا. كما أنها سوف تزيد من الدعم والالتزام بالإنتاج المستدام من الأرز في مختلف أنحاء العالم.

ثالثا - السنة الدولية للأرز: المعلومات الأساسية والتاريخ

13- لقد بدأت مبادرة إعلان السنة الدولية للأرز في عام 1999 عندما طلب المعهد الدولي لبحوث الأرز، وهو يعبر عن تزايد قلق أعضائه بشأن تزايد عدد القضايا الخطيرة التي تواجه تنمية الأرز، تعاون المنظمة، وحصل عليه، لإعلان سنة دولية في هذا المجال. وقد تابعت البلدان الأعضاء في المنظمة هذا الأمر مما أدى إلى استصدار القرار 2/2001 الذي وافقت عليه الدورة الحادية والثلاثون لمؤتمر المنظمة، وهو القرار الذي يطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان عام 2004 السنة الدولية للأرز. وقد درس هذا الطلب، الذي قدمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وفد الفلبين برعاية مشتركة من 43 بلدا آخر خلال الدورة السابعة والخمسين التي أعلنت عام 2004 السنة الدولية للأرز (أنظر الإطار). وقد دعيت المنظمة إلى تيسير تنفيذ السنة الدولية للأرز بالتعاون مع المنظمات المعنية الأخرى.

14- وقد ظهرت الأهمية التي تسندها الدول الأعضاء للتنمية المستدامة للأرز في عدد متزايد من المبادرات العالمية. وتشمل هذه المبادرات تلك التي اتخذت في مؤتمر قمة ريو عام 1992 وتم بلورتها في الفصل المتعلق بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة في جدول أعمال القرن 21، وخلال المؤتمر العالمي الأخير للتنمية المستدامة ضمن الإعلان الخاص بالأمن الغذائي العالمي، وخطة عمل مؤتمر القمة العالمي للأغذية عام 1996 وفي إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية عام 2000.

إن الجمعية العامة،

إذ تشير إلى القرار 2/2001 الذي اتخذه مؤتمر منظمة الأمم المتمحدة للأغذية والزراعة، وإذ تلاحظ أن الأرز هو الغذاء الرئيسي لأكثر من نصف سكان العالم،

وإذ تؤكد ضرورة زيادة الوعي بدور الأرز في تخفيف حدة الفقر وسوء التغذية،
وإذ تعيد التأكيد على الحاجة إلى تركيز اهتمام العالم على الدور الذي يمكن أن يقوم به الأرز في توفير الأمن الغذائي والقضاء على الفقر تحقيقا لأهداف التنمية المتفق عليها دوليا، بما فيها تلك الواردة في الإعلان بشأن الألفية،

1 - تقرر إعلان سنة 2004 سنة دولية للأرز،

2 - تدعو منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى تيسير تنفيذ السنة الدولية للأرز، بالتعاون وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والفريق الاستشاري المعني بمراكز البحوث الزراعية الدولية منظومة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الأخرى ذات الصلة.

(المصدر: الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار 162/57 الصادر في 16 ديسمبر/كانون الأول 2002)

رابعا - الأرز هو الحياة: الجوانب المتعلقة بالنظم المعتمدة على الأرز

15- لا يؤكد إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الدولية للأرز أهمية الأرز فحسب، بل إنه يشير إلى أهمية نظم الزراعة ككل لدى معالجة القضايا ذات الاهتمام العالمي. فنظم الزراعة تؤثر وتتأثر بكل جانب تقريبا من جوانب التنمية المستدامة. وتتوخى السنة الدولية للأرز هذا النبات باعتباره نقطة محورية في منظور يمكن من خلاله النظر بوضوح في العلاقات المتشابكة والمتكافلة بين الزراعة والثقافة والتغذية وإدارة الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي والسياسات الاقتصادية والعلم وقضايا المساواة بين الجنسين وتوفير فرص العمل.

الأرز والثقافة

16- استقر السكان من شرق إلى جنوب آسيا منذ آلاف السنين في دلتا الأنهار وقاموا باستئناس الأرز البري. وقد أتاحت انتاجية محاصيل الأرز في الأراضي الغدقة النمو السكاني وأدت إلى تطوير المجتمعات والحضارة. وقد تطلب العمل المكثف اللازم لاستصلاح الأراضي لزراعة الأرز وإقامة شبكات المصاطب وصيانتها أو لتحديد أوقات الأنماط المحصولية التي تتلافى تعرية التربة والانهيارات الأرضية والفيضانات، من القرى العمل في الماضي والحاضر معا بصورة تعاونية. وقد ألهمت العلاقة بين الأرز والسكان الكثير من الأغاني والرسومات والقصص وغير ذلك من طرق الاتصال. وتجري زراعة الأرز (Oryza sativa L.) الآن في 113 بلدا وفي جميع القارات باستثناء قارة أنتاركتيكا. ومما له مغزى أن جميع الثقافات لديها طريقتها الخاصة في تناول الأرز، وأن هذه الوصفات المختلفة هي في حقيقتها جزء من التراث الثقافي في العالم. ومن ناحية أخرى، فإن المصاطب التي تقام لأغراض زراعة الأرز تجمل من المناظر الطبيعية، وقد أعلنت منظمة اليونسكو المصاطب المقامة في باناوي في الفلبين موقعا من مواقع التراث الثقافي العالمي. وتبذل الجهود في الوقت الحاضر لاعتبار صيانة نظم الإنتاج الأخرى المعتمدة على الأرز مواقع للتراث الثقافي العالمي.

الأرز والتغذية

17- يعاني أكثر من بليوني نسمة من سوء التغذية الناجم عن نقص المغذيات الدقيقة. وعلى الرغم من أن الأرز يوفر كميات كبيرة من الطاقة الغذائية، فإنه يعاني من نقص الحامض الأميني الكامل، ويحتوي على كميات محدودة من المغذيات الدقيقة الضرورية. ويؤدي سوء التغذية إلى الحد من قدرة الأطفال على التعلم ويقلل من انتاجية البالغين ويؤدي إلى الوفاة المبكرة، ولاسيما بين النساء والأطفال. والأرز هو الغذاء الأساسي في 17 بلدا في آسيا والمحيط الهادي وثمانية بلدان في أفريقيا و7 بلدان في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وبلد واحد في الشرق الأدنى. وعند النظر إلى جميع البلدان النامية مجتمعة، فإن الأرز يوفر 27 في المائة من إمدادات الطاقة الغذائية و20 في المائة من المتحصلات من البروتين الغذائي. والأرز محصول غني بالتنوع الوراثي وقد أنبت النوعان من الأرز وهما Oryza sativa L. (وقد أتي أصلا من آسيا) وO. Glaberrima Steud (وقد أتى أصلا من غرب أفريقيا) الآلاف من الأصناف المختلفة ذات الخصائص التغذوية المختلفة. ويمكن.أن تسهم الأصناف ذات القيم التغذوية العالية، إذا ما أحسن استخدامها، في الحد من مستويات سوء التغذية في العالم.

18- والأمر الأكثر شيوعا هو ضرب الأرز مما يؤدي إلى إنتاج الأرز الأبيض. وفي حين أن هذه العملية تقلل من وقت الطهي وتزيد من العمر التخزيني للأرز، فإنها تزيل نسبة كبيرة من الكثير من المغذيات، بما في ذلك البروتين والألياف والدهون والحديد وفيتامين ب. ويقوم السكان في عدد من البلدان بغلي حبوب الأرز مسبقا للمحافظة على المغذيات الموجودة طبيعيا في الأرز. ويمكن استخدام تقنيات التقوية لإضافة الفيتامينات والمعادن الضرورية للحبوب.

الأرز والتنوع البيولوجي- الزراعي

19- تدعم النظم المعتمدة على الأرز احتياطات ضخمة من التنوع البيولوجي- الزراعي الذي يستخدم في حماية البيئة وتعزيز سبل معيشة سكان الريف وإثراء النظم الغذائية للسكان. ويقوم السكان المحليون في كثير من الأحيان بإدخال نباتات مستزرعة، وحيوانات مستأنسة وتربية الأحياء المائية في النظم المعتمدة على الأرز. وتساعد الأسماك والضفادع والقواقع والحشرات وغير ذلك من الكائنات المائية المستمدة من هذه النظم الإيكولوجية في تنويع واستكمال النظام الغذائي الريفي. وتكتسي مصايد الأسماك أهمية خاصة بالنسبة للفقراء وخاصة المعدمين الذين قد يتكسبون دخولا متواضعة من تسويق الأغذية والمنتجات الطبية المائية الطازجة منها والمصنعة.

20- وتحصل أنواع مختلفة من الحيوانات على الدعم من النظم المعتمدة على الأرز. فالبط يتغذى على الأسماك الصغيرة والكائنات المائية الأخرى والأعشاب في حقول الأرز، في حين يرعى الجاموس والأبقار والأغنام والمعز على قش الأرز، باعتباره المصدر الغذائي الرئيسي لها في المناطق المنتجة للأرز. وتوفر ردّة الأرز، وهى منتج فرعي من ضرب الأرز، وحبوب الأرز منخفضة النوعية والفائضة أعلافا تكميلية للحيوانات. وتساعد الحيوانات بدورها المزارعين في توفير الاحتياجات من النقل وتمهيد الأراضي، ويمكن إعادة استخدام المخلفات الحيوانية بدورها في الأسمدة العضوية.

21- وتأوي حقول الأرز أيضا طائفة واسعة من الأعداء الطبيعيين والمفترسات التي توفر آلية لمكافحة الحشرات والآفات الضارة، ومن ثم الحد من الحاجة إلى المبيدات. كذلك فإن الأسماك تتغذى على الأعشاب، وتساعد في مكافحتها. ويستخدم المزارعون الأصناف النباتية في توفير الأغذية والأدوية والأعلاف للأسماك والحيوانات. ويوفر التنوع البيولوجي- الزراعي في النظم المعتمدة على الأرز فرصا كبيرة لتحسين التغذية في الريف وزيادة دخل المزارعين من خلال تنويع المحاصيل وحماية الثروة من الموارد الوراثية للأجيال القادمة.

الأرز والبيئة

22- تعتبر إدارة المياه جانبا رئيسيا في توفير نظم الإنتاج المستدامة المعتمدة على الأرز فالأرز هو محصول الحبوب الرئيسي الوحيد الذي بوسعه الصمود أمام الغمر بالمياه. والعلاقة بين الأرز والمياه علاقة معقدة. فعلى سبيل المثال فإن نظم الأرز المغمور تمكن من تراكم المادة العضوية في التربة، مما يؤدي إلى توفير احتياطي من المغذيات للنباتات والحيوانات. كما تعمل هذه النظم "كإسفنجة" أو مستودع يمتص الكربون من الغلاف الجوي. غير أنه كان للغمر المستمر لحقول الأرز دون فترة تجفيف كافية تأثيرات بيئية سلبية مثل تباطؤ سرعة تحلل التربة، وتزايد الملوحة والتغدق. وعلاوة على ذلك فإن المياه الراكدة في النظم المعتمدة على الأرز توفر بيئة مواتية لتكاثر البعوض الذي يحمل بعض الأمراض مثل الملاريا. وفي نفس الوقت، فإن نفس هذا الوجود للمياه يوفر القوت للمفترسات الطبيعية للبعوض وثروة من التنوع البيولوجي الذي يساعد على تعزيز سبل معيشة المزارعين.

23- وعلى الرغم من أن نظم المرتفعات تستخدم قدرا من موارد المياه العذبة تقل عن نظم الأرز المغمور، فإنها تدعم أيضا قدرا أقل من التنوع البيولوجي الزراعي. وعلى ذلك فإن التدابير التي تهدف إلى تحويل الأرز المغمور إلى نظم تتطلب احتياجات أقل من المياه تراعي بصورة واقعية المنافع والاستخدامات المتعددة ذات الصلة باستخدام المياه في النظم المعتمدة على الأرز.

الأرز وفرص العمل والدخل

24- يعتبر الأرز في كثير من الأحيان المصدر الرئيسي لفرص العمل والدخل والتغذية في كثير من أقاليم العالم الفقيرة والتي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. وزراعة الأرز هي النشاط الرئيسي ومصدر الدخل لنحو 100 مليون أسرة في آسيا وأفريقيا. وتستوعب أعمال ما بعد الحصاد نسبة كبيرة من اليد العاملة الكلية في جنوب شرق آسيا. كما يعتمد العديد من البلدان اعتمادا كبيرا على الأرز كمصدر للعائدات من النقد الأجنبي والعائدات الحكومية.

25- وقد سارت أسعار الأرز الدولية، خلال العقدين الأخيرين، في اتجاه هبوطي ملحوظ، سواء من الناحية التاريخية أو بالنسبة للحبوب الأخرى. وقد تعزز هذا الاتجاه نتيجة للتحسينات الفنية التي أسفرت عن انخفاض تكاليف الانتاج بحسب الوحدة وتحقيق زيادات ضخمة في الانتاج العالمي حتى أواخر التسعينات. وقد أدى الانخفاض في أسعار الأرز ، بالنسبة لكثير من صغار المزارعين، إلى تقويض الأمن الغذائي الأسري بصورة خطيرة وتشجيع الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية. كذلك فإن مزارعي الأرز يتعرضون لدرجة عالية من المخاطر نتيجة لتقلبات الأحوال الجوية. ونظرا للعلاقة المباشرة بين أسواق الأرز وسبل المعيشة في الريف، تتدخل الكثير من الحكومات وتضطلع بدور نشط في تحقيق الاستقرار في أسعار الأرز المحلية.

الأرز وأعمال إنتاج ما بعد الحصاد

26- تدعم أعمال الأرز بعد الحصاد سبل معيشة أعداد من السكان تزيد عن تلك التي تعمل فقط في زراعة الأرز ذاتها. ويشير تعبير "أعمال ما بعد الحصاد" إلى سلسلة من العمليات (من الحقل إلى المائدة) بما في ذلك التذرية والضرب والتجهيز والنقل إلى الأسواق والطهي. وعلى الرغم من أن كثيرا من التقدم قد تحقق في تلافي خسائر ما بعد الحصاد في الأرز، فإن خسائر الأرز في البلدان النامية تتراوح في المتوسط بين 15 و16 في المائة. وتكون خسائر الأرز كبيرة خلال العمليات الرئيسية مثل التجفيف والتخزين والضرب.

27- والأرز هو الحياة، لا بسبب الأغذية التي توفرها حبوبه، بل لمساهمة الأجزاء المختلفة لنبات الأرز في حياة البشر. فعلى سبيل المثال فإن قش الأرز يستخدم كمادة لإقامة أسطح المنازل. وأدى إنتاج المواد والأدوات والمعدات والتجهيزات الخاصة بعمليات الحصاد وما بعد الحصاد إلى توفير مصادر إضافية للعمل لسكان الريف، في حين أدت التجارة بالأدوات المستخدمة في الأرز إلى دعم تنمية الكثير من الصناعات.

المساواة بين الجنسين في نظم زراعة الأرز

28- تضطلع النساء والمزارعون من صغار الحائزين بدور هام في كل من إنتاج الأرز وأعمال ما بعد الحصاد، ومع ذلك فإن كثيرا ما لا تحصل هذه الفئات على منافع اجتماعية واقتصادية مناسبة لدى تطبيق التحسينات في زراعة الأرز على مستوى الحقل. وكثيرا ما تواجه النساء قيودا أكثر من الرجال فيما يتعلق بالحصول على الموارد والخدمات الإنتاجية الأساسية أو عندما يحاولن الحصول على القروض والمستلزمات الزراعية وتسهيلات التسويق وخدمات الإرشاد والمعلومات. وعلاوة على ذلك فقد يكون لأفراد الأسر الزراعية لصغار الحائزين، ولاسيما النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مثل فيروس نقص المناعة الطبيعية/متلازمة نقص المناعة المكتسبة، احتياجات مختلفة عن تلك التي تقدمها خدمات الإرشاد في الوقت الحاضر.

29- وقد تمنح القوانين الوطنية الرجال والنساء حقوقا متساوية في الأرض، إلا أن ذلك ليس هو الحال دائما في الواقع العملي. ولا يمكن تحقيق تقدم حقيقي في التخفيف من وطأة الفقر وتحسين سبل المعيشة إذا ما تعرض الجزء الأنثوي من السكان للإهمال. وثمة حاجة ملحة إلى سياسات متساوية للأراضي والموارد على المستوى الوطني مع ما يقابل ذلك من إنفاذ لضمان أن تتمكن النساء أيضا من الاستفادة من التحسينات في النظم المعتمدة على الأرز.

الأرز والعلم

30- يمكن أن يساعد العلم في حل المعضلة التي تتمثل في زيادة السكان المستهلكين للأرز في الوقت الذي يتناقص فيه ما يحصلون عليه من موارد متناقصة من الأراضي والمياه. وقد تم في العقود الماضية تلبية الطلب المتزايد على الأرز بالدرجة الأولى من خلال تدابير تعزيز الغلات أثناء "الثورة الخضراء" في السبعينات، والتي أدخلت أصنافا محسنة من الأرز وتقانات إنتاج محسنة. غير أن عائد هذه التقانات أصبح ثابتا خلال السنوات الأخيرة وحدد الخبراء تأثيرات جانبية سلبية لهذه التقانات مثل تزايد مقاومة الآفات بمرور الوقت وانخفاض التنوع البيولوجي.

31- وتركز البحوث في الوقت الحاضر على استحداث تقانات محسنة تمكن المزارعين من زراعة قدر أكبر من الأرز على مساحات محدودة من الأراضي بقدر أقل من المياه واليد العاملة والمبيدات ومن ثم الحد من الأضرار التي تلحق بالبيئة. كما يجري استنباط أصناف جديدة من الأرز تحقق زيادة في القيمة التغذوية وتقلل من خسائر ما بعد الحصاد وتزيد من المقاومة للجفاف والآفات. وتعتبر المستحدثات الأخيرة في مجال الأرز الهجين والأرز الجديد لأفريقيا مجرد مثالين على إسهامات العلم في تنمية الأرز. وينبغي تعزيز الشراكات بين مراكز الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والنظم الوطنية للبحوث الزراعية والقطاع الخاص ولاسيما في مجال التقانة الحيوية الحديثة لتحسين نوعية الأرز وانتاجيته وكفاءة إنتاجه.

قضايا السياسات الاقتصادية

32- تعتبر البلدان الرئيسية المنتجة للأرز بلدان مستهلكة أيضا له بدرجة كبيرة باستثناء بعض الحالات القليلة. وكثيرا ما تواجه الحكومات معضلة إبقاء أسعار الأرز منخفضة للمستهلكين الفقراء مع إبقائها جذابة بالنسبة للمنتجين. وقد أدت الحاجة إلى تسوية هذه المصالح المتضاربة، تقليديا، إلى حدوث درجة كبيرة من التدخلات الحكومية في القطاع مما جعل الأرز سلعة من أكثر السلع الزراعية حماية وحصولا على الإعانات. وقد أسهم هذا المستوى المرتفع من الحماية في خفض مستويات التجارة الدولية بالأرز التي تمثل في الوقت الحاضر ما لا يتجاوز 4-6 في المائة من الإنتاج العالمي.

33- وقد بدأ هذا الوضع في التغير في الثمانينات مع تنفيذ برامج التكيف الهيكلي وفي 1994 بعد الاتفاق الخاص بالزراعة الصادر عن منظمة التجارة العالمية الذي يوفر أساسا للحد من التدخلات الحكومية ويؤدي إلى تحرير التجارة. ونتيجة لذلك أخذت التجارة العالمية بالأرز في التوسع القوي مع تزايد عدد البلدان التي تعتمد على الواردات لتلبية احتياجاتها المحلية وخاصة في أفريقيا. وفي حين أن منافع فتح التجارة قد تحققت بصورة أساسية للمستهلكين في المدن من خلال تمكينهم من شراء الأرز بأسعار منخفضة، فإن أعباء ذلك يتحملها صغار المزارعين الفقراء في البلدان النامية. وتواجه البلدان النامية في الوقت الحاضر تحدي مواكبة قوة دفع تحرير التجارة مع توفير قدر من التخفيف أيضا من معاناة صغار المنتجين.

خامسا- السنة الدولية للأرز: التحديات والفرص

34- تهدف السنة الدولية للأرز إلى مواجهة الكثير من القضايا ذات الصلة بالنظم المعتمدة على الأرز في إطار عالمي منسق من أجل الاستفادة بصورة إيجابية من إمكانيات النظم المعتمدة على الأرز المدارة على نحو سليم. وتتناول المناقشات التالية جوانب منظور الأرز لتحديد حجم التحديات والفرص لتوفير الحلول التجميعية التي تفيد النظم المعتمدة على الأرز.

تحسين التغذية والأمن الغذائي

35- يمكن أن تساعد السنة الدولية للأرز في زيادة تنويع النظام الغذائي من خلال الترويج للنشاطات التكاملية للمحاصيل والحيوانات أو الأسماك في إطار النظام المعتمد على الأرز. وسوف يعزز ذلك من الأمن الغذائي من خلال تحسين دخل المنتجين، فضلا عن إضافة أحماض دهنية أساسية وفيتامينات ومعادن إلى النظام الغذائي. وثمة استراتيجية أخرى تتمثل في تحسين التغذية للتمثل في تحسين تقنيات التصنيع ومحتوى الأصناف المنتجة من المغذيات. ونظرا لظهور تقانات غذائية جديدة، لا بد من إحاطة المستهلكين والمنتجين بصورة أفضل بالمنافع والمخاطر والقيود المحتملة للتقانات الجديدة مثل التقانة الحيوية. ويمكن أن تساعد السنة الدولية للأرز الدول في تطوير البنية الأساسية لدعم وتنظيم هذه المستحدثات.

إدارة الموارد المائية في إيكولوجيات الأرز

36- ثمة اهتمام متزايد باستدامة موارد المياه العذبة في العالم. وهناك في الوقت الحاضر نهجان سائدان لترشيد ندرة المياه في النظم المعتمدة على الأرز. ويهدف النهج الأول إلى الحد من كمية المياه اللازمة للزراعة. ويتضمن استنباط أصناف من الأرز تصلح بصورة أفضل للتربة الجافة (مثل أصناف الأرز الهوائية) وإدخال نظم ري وسيطة ومحسنة وتعزيز أساليب الإدارة. ويركز النهج الثاني على تبرير استخدام المياه عن طريق الاستفادة من كل نقطة ماء في تحقيق استخدامات متعددة – مثل الاستخدام المتزايد للمياه لأغراض الري وتربية الأحياء المائية. ويؤكد هذا النهج ضرورة تطبيق تقنيات إدارة المياه بصورة مستمرة مع النظم حتى لا تؤدي الوفورات في المياه على مستوى الحقل إلى منع الاستخدامات الحالية الأخرى. ويمكن أن تساعد السنة الدولية للأرز في استثارة وعي الكثير من المنتفعين من المياه في حقول الأرز مثل تنوع أشكال الحياة التي تتم مساندتها في النظم المعتمدة على الأرز مع الترويج في نفس الوقت لتنمية زراعة الأرز في النظم منخفضة المياه.

حماية البيئة

37- هناك عدد متزايد من الاهتمامات البيئية في إنتاج الأرز. فثمة حاجة إلى مواجهة الاستخدام العشوائي للمبيدات وعدم كفاءة استخدام الأسمدة فضلا عن انبعاثات غازات الدفيئة. وقد أصبحت حماية الموارد البيئية اهتماما عاما متزايدا، تبدى في عدد متزايد من الاتفاقات الدولية مثل اتفاقية التنوع البيولوجي والاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ. وأصبح يتعين الآن توجيه الاهتمام المسند لحماية البيئة إلى عمل يمتثل لهذه الاتفاقات ويستخدم نهج النظم الإيكولوجية الذي يراعي جميع القضايا المختلفة ذات الصلة بتنمية الأرز والتعقيد الذي تنطوي عليه النظم الإيكولوجية الزراعية المعتمدة على الأرز. وسوف تساعد السنة الدولية للأرز في تبادل الأفكار الواقعية بشأن هذه القضايا البيئية وما يتصل بها من تحديات وفرص بين مختلف المعنيين.

زيادة الإنتاجية: التقانات الجديدة المتعلقة بكفاءة استخدام الموارد

سد فجوة الغلات: تحسين تقنيات إدارة المحاصيل

38- تنطوي معظم أصناف الأرز الحالية ولاسيما الأصناف وفيرة الغلة والمهجنة على إمكانيات إدرار غلات تتجاوز الغلات الحالية. وعلاوة على ذلك فإن هناك تباينا كبيرا في مستويات الغلات الحالية التي تحققت حتى في ظل نظم الإنتاج المتماثلة. وتبرز هذه الفجوة العديد من نقاط الضعف التي ترجع بالدرجة الأولى إلى عدم كفاية أساليب إدارة المحاصيل والمغذيات والمياه. وتتوافر الآن تقانات إدارة المحاصيل المحسنة، إلا أن الكثير منها لم يتم تطبيقه على نطاق واسع أو اختباره أو تعديله ليناسب الظروف المحلية. وتشمل طرق تحسين نقل التقانة وسائل مبتكرة لتقاسم وتبادل المعارف والتقانات فيما بين مؤسسات البحوث وتوفير الخدمات للمزارعين دون دعم كبير من القطاع العام كما أن هناك وسائل ناجحة مثل مدارس المزارعين الحقلية العاملة والتي ويمكن نشرها على نطاق أوسع.

39- ومن ناحية أخرى، فإن إدارة مغذيات التربة تعتبر جانبا مهما من تحسين تقنيات إدارة المحاصيل لزيادة الإنتاجية من خلال استخدام أصناف الأرز التي تتسم بالكفاءة من ناحية المغذيات، وتحسين طرق إدخال النيتروجين واستخدام أدوات التشخيص الملائمة. وقد أثبتت الإدارة المتكاملة للآفات والأعشاب الضارة والأمراض في إنتاج الأرز، مع استخدام توليفة من الأصناف المقاومة والأعداء الطبيعيين وأساليب الزراعة الجيدة واستعمال المبيدات الملائمة في الوقت المناسب وبالجرعات الملائمة سلامتها من الناحيتين الاقتصادية والبيئية. فالإدارة المتكاملة للآفات تعزز من تنمية التنوع البيولوجي الزراعي في حقول الأرز. وعلى ذلك فان جوانب القصور في إدارة المحاصيل ترتبط ببعضها البعض وتتطلب نهج نظام متكامل بصورة كاملة، وهو النهج المعروف أيضا بالإدارة المتكاملة لمحصول الأرز التي تجمع بصورة شاملة بين الأصناف والتربة والمياه والمغذيات والآفات وأساليب إدارة المحاصيل الأخرى لتحقيق الكفاءة الاقتصادية المثلى والاستدامة البيئية. ويمكن أن تساعد السنة الدولية للأرز في الترويج لتبادل المعلومات واستخدام نهج الإدارة المتكاملة لمحصول الأرز من أجل تحقيق "أساليب الزراعة الجيدة" وهو اصطلاح يجمع بين مفهوم استخدام المدخلات بقدر أكبر من الكفاءة لزيادة الإنتاجية وتحقيق العائد الاقتصادي. كما أنه يضمن مراعاة الجوانب البيئية والاجتماعية عند كل نقطة لاتخاذ قرار في سلسلة الإنتاج.

نهج النظم في عمليات ما بعد الحصاد

40- لقد أصبح نظام ما بعد الإنتاج في الأرز حافزا على النمو من خلال إدخال الأصناف وفيرة الغلة من الأرز وتحسين إدارة المحاصيل. ويسيطر صغار منتجي الأرز على نظم الإنتاج في البلدان المنخفضة الدخل، ويحتاجون إلى مساعدات كبيرة لتمكينهم من مواكبة الابتكارات التكنولوجية والاقتصادية المتغيرة حتى يظلوا قادرين على المنافسة. ويمكن للسنة الدولية للأرز أن تزيد من الوعي بأهمية تحسين آليات المعلومات من المستوى الوطني إلى المستوى المحلي من خلال "خدمات التدريب والإرشاد". ويمكن للسنة الدولية للأرز، على وجه الخصوص، أن تؤكد أهمية "إضافة قيمة" لمنتجات الأرز، وهو تعبير يشير إلى نشاطات التصنيع التي تستخدم من الناحية الاستراتيجية جميع أجزاء المحصول للحصول على عائد اقتصادي.

تسخير العلم: التنمية، وتقدير السلامة، ونقل التقانة

41- تتوافر أصناف الأرز وفيرة الغلة والأرز الهجين والأرز نيريكا الذي تم استنباطه مؤخرا لتحقيق زيادة في الانتاجية أو توفير قدر أكبر من الاستقرار فيها في مختلف المناطق الإيكولوجية. غير أنه مازال هناك عدد من التحديات التي تواجه الدوائر العلمية التي تعمل في تحسين الأصناف والتي لا بد من أخذها في الاعتبار ضمن منظور طويل الأجل. غير أنه مازالت الفرص متاحة لمواجهة التحديات. فبالوسع زيادة مستويات الغلات من خلال إعادة تزويد نبات الأرز بإمكانيات غلات محسنة وتنمية الأرز الهجين ليناسب المناطق الاستوائية. ويمكن لمؤسسات البحوث الدولية المتعاونة مع المؤسسات الوطنية أن تطبق نهجا أكثر شمولا لمواجهة التجانس الوراثي وتآكل الجينات مما يؤدي إلى الخروج بمنتج نهائي معرض بدرجة كبيرة للهجمات البيولوجية الكبيرة، فضلا عن تشجيع استخدام الأصناف التي تنطوي على قدر أكبر من الجودة التغذوية، وأدماج الأصناف التي تتطلب قدرا أقل من المياه والأسمدة في نظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.

42- وقد أدى النجاح في رسم خريطة جنوم الأرز في عام 2002 إلى زيادة إمكانيات العلم عن ذي قبل. فمن خلال التعديل الوراثي، يمكن زيادة إمكانيات الغلات في الأرز مع تحقيق مقاومة الأمراض والأعشاب الضارة والآفات وتحمل الجفاف والملوحة دون إضرار بالبيئة. غير أن هذه الفرص تخلق ضروريات جديدة بالنسبة للسلامة الإحيائية واختبارات الحقول وبناء القدرات داخل الدول لضمان أن يستفيد السكان المحليون من الابتكارات الجديدة وعدم تحميل البيئة تكاليف طويلة الأجل. وتوفر السنة الدولية للأرز فرصة أمام البلدان النامية للحصول على المساعدات لزيادة عملية بناء القدرات ووضع قواعد للسلامة الإحيائية على النحو الذي أوصت به الدورة العشرون لهيئة الأرز الدولية التي عقدت في بانكوك عام 2002.

الأرز في سياق مؤسسي

43- بدأ شركاء التنمية غير الحكوميين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، في بعض الحالات، التعاون مع الحكومات بشأن التنمية الزراعية والريفية المستدامة وذلك في أعقاب انخفاض قدرات البحوث والإرشاد الزراعيين على المستوى الوطني. ويمكن العثور على نماذج جيدة لهذه الشراكات في سياق أرز صغار الحائزين مثل التوسع في مدارس المزارعين الحقلية التي تتولى المنظمات غير الحكومية تيسيرها والمتعلقة ببرامج الإدارة المتكاملة للإنتاج والحماية في مختلف أنحاء آسيا ومؤخرا في أفريقيا. غير أنه يتعين إقامة المزيد من الشراكات لزيادة فرص حصول المزارعين، ولا سيما النساء منهم، على الأراضي والقروض للاستثمار في الموارد والحصول على المعلومات المتعلقة بالتقانات والابتكارات الجديدة. وسوف يشكل نشر وتوسيع نطاق الشراكات بما في ذلك القطاع الخاص التحدي الرئيسي في الكثير من البلدان. وقد أصبحت الصكوك التنظيمية الحكومية الدولية التي تؤثر في الزراعة أكثر بروزا وباتت تكتسي أهمية رئيسية بالنسبة للمحاصيل الرئيسية مثل الأرز. فعلى سبيل المثال، فإن المفاوضات المتعلقة بما يلي: جودة الأغذية (هيئة الدستور الغذائي)، تغير المناخ، التجارة بما في ذلك الحواجز التجارية غير التعريفية، التنوع البيولوجي، وما يتصل بذلك من قضايا تتعلق بالحركة الآمنة للكائنات الحية المحورة، والمعاهدة التي تم التوصل إليها مؤخرا بشأن الموارد الوراثية النباتية لضمان الوصول إلى هذه الموارد وتقاسم المنافع المستمدة منها بصورة متساوية، تؤثر جميعها في المحاصيل مثل الأرز.

سادسا - الإطار المفاهيمي لتنفيذ السنة الدولية للأرز

44- يتمثل الهدف الجوهري لتنفيذ السنة الدولية للأرز في الترويج للتنمية المتسمة بالكفاءة والمستدامة للأرز ونظم الانتاج المعتمدة على الأرز، في الوقت الحاضر وفي المستقبل، والمساعدة في توجيه هذه التنمية. وسوف تركز استراتيجية السنة الدولية للأرز، سعيا إلى تحقيق هذا الهدف الأسمى، على الأهداف الوسيطة التالية:

· زيادة الوعي العام على جميع المستويات بالمساهمات التي تقدمها النظم المعتمدة على الأرز للأمن الغذائي وتحسين التغذية والتخفيف من وطأة الفقر وتحسين سبل المعيشة.
· زيادة الوعي العام بتنوع نظم الإنتاج المعتمدة على الأرز وما تنطوي عليه من تعقيدات فضلا عن التحديات والفرص المتعلقة بالتنمية المستدامة لنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.
· تعزيز وتقديم الدعم الفني لضمان التنمية المستدامة للأرز والنظم المعتمدة على الأرز على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمجتمعية.
· الترويج للصيانة وتعزيز المنتجات المعتمدة على الأرز بالنسبة للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحة البشرية للسكان.

45- وتتسم السنة الدولية للأرز، لدى تحقيق هذه الأهداف، بنهج تشاركي استشاري مبتكر واستباقي يعترف بقدرة وطاقات جميع المعنيين على جميع المستويات. وسعيا إلى تحقيق التزامن في جهود السنة الدولية للأرز على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية، ستنفذ ضمن إطار للسنة الدولية. وقد أقامت منظمة الأغذية والزراعة، بوصفها المنظمة القائدة المعينة للسنة الدولية للأرز، وحدة تنسيق وتنفيذ السنة الدولية للأرز للمساعدة في تنسيق النشاطات ضمن إطار السنة الدولية للأرز على جميع المستويات. فعلى المستوى العالمي، ستكون عملية توثيق نشاطات السنة الدولية للأرز مسؤولية جماعة عمل دولية غير رسمية أنشئت خلال الاجتماع الدولي غير الرسمي للتخطيط والتنسيق للسنة الدولية للأرز. وسوف تتولى الإدارة اليومية للسنة الدولية للأرز أمانة هيئة الأرز الدولية التي تستضيفها إدارة المحاصيل وأراضي الرعي في المنظمة. ويبين الشكل رقم 1 إطار تنفيذ السنة الدولية للأرز على مختلف المستويات ابتداء من المستوى العالمي إلى المستوى المجتمعي.

خطة عمل السنة الدولية للأرز

Undisplayed Graphic

استراتيجية تنفيذ السنة الدولية للأرز

46- يتمثل الأساس الذي قامت عليه استراتيجية تنفيذ السنة الدولية للأرز في إشراك المجتمع المحلي بأسره في بدء تدابير مجتمعة ومفيدة بصورة متبادلة لمواجهة التحديات ذات الصلة بزيادة إنتاج الأرز على أسس مستدامة. وسوف يتحقق ذلك من خلال النشاطات التالية:

· جمع وتحليل البيانات بشأن العلاقة بين النظم المعتمدة على الأرز والاهتمامات العالمية على النحو الوارد في القسم "الأرز هو الحياة" في هذه الورقة.
· وضع وإدارة استراتيجية سليمة للاتصالات متعددة الوسائط لنشر المعلومات عن النظم المعتمدة على الأرز التي ستساعد البلدان الأعضاء والمؤسسات الإقليمية في صياغة استراتيجيتها في الأجلين المتوسط والطويل لتنمية الأرز على أسس مستدامة. وسوف تعد منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع الشركاء الآخرين، حزمة معلومات وتحدد الوثائق المتوافرة لاستخدامها في السنة الدولية للأرز. وسوف تعد المنظمة خطوطا توجيهية قطرية لكي تستفيد منها جماعات العمل الوطنية المعنية بالسنة الدولية للأرز وضمان التحديث المستمر للموقع الدولي للسنة الدولية للأرز على شبكة الانترنت من خلال إدراج الأنباء المتعلقة بالاحتفال بالسنة الدولية للأرز على جميع المستويات.
· تنظيم ودعم حلقات العمل العالمية والاقليمية والوطنية بشأن النظم المعتمدة على الأرز. وقد قام بتحديد المجالات الرئيسية التي يتعين دراستها المشاركون في الاجتماع الدولي غير الرسمي لتخطيط وتنسيق تنفيذ السنة الدولية للأرز وهو الاجتماع الذي عقد يومي 6 و7 مارس/آذار 2003 في روما، إيطاليا.
· إجراء دراسات الحالة لاستخراج المعلومات والمعارف الإضافية المتعلقة بجوانب معينة في النظم المعتمدة على الأرز..
· تنظيم ودعم المسابقات والمعارض العالمية والاقليمية والوطنية بشأن الأرز وما يتصل بذلك من قضايا.
· تقديم الدعم الفني للبلدان الأعضاء ومجتمعات المزارعين لصياغة الاستراتيجيات والبرامج والمشروعات الرامية إلى دعم التنمية المستدامة للأرز ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.

47- ونظرا لأن السنة الدولية للأرز تمثل حملة عالمية لاستثارة الوعي والعمل، فإن نشاطات إعداد التقارير تعتبر ضرورية لزيادة الوعي بمبادرات السنة الدولية للأرز الناجحة، وسوف تصاحب جميع الأعمال المشار إليها أعلاه. وسوف تعد منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع جماعة العمل الدولية غير الرسمية تقريرا نهائيا عن نشاطات وإنجازات السنة الدولية للأرز لتقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى جميع المعنيين.

48- يعتبر توفير التمويل الكافي ضروريا لنجاح نشاطات السنة الدولية للأرز. وسوف تسهم المنظمة بموارد بشرية كبيرة من المقر الرئيسي ومكاتبها الإقليمية ودون الإقليمية والقطرية الميدانية. غير أنه سيتعين توفير مساهمات طوعية من طائفة عريضة من المصادر لتنفيذ النشاطات المتوخاة للسنة الدولية للأرز. وتقترح المنظمة، لتحقيق هذه المتطلبات، إنشاء حساب أمانة للسنة الدولية للأرز يغطي الفترة من 2003 إلى 2005. وسوف تهيئ استراتيجية السنة الدولية للأرز كفاءة استخدام مواردها من خلال استخدام الأموال المتاحة للمساعدة في إنشاء اللجان التنظيمية الوطنية للسنة الدولية للأرز وإحاطتها بالمعلومات، ويمكن لهذه اللجان أن تواصل تطوير رؤية السنة الدولية للأرز فيما يتجاوز عام 2004.

المخرجات المتوقعة من تنفيذ السنة الدولية للأرز

49- ليست السنة الدولية للأرز في عام 2004 مجرد جهد يستمر لمدة سنة واحدة ثم يذهب إلى غياهب النسيان في 2005. ولذا فإن استراتيجية السنة الدولية للأرز سوف تتمثل في استخدام هذه السنة كعنصر تحفيزي لتبادل المعلومات واستهلال البرامج المتوسطة والطويلة الأجل الخاصة بتنمية الأرز على أسس مستدامة. ولهذا السبب، فإن إنشاء لجان السنة الدولية للأرز على المستويين الوطني والإقليمي يعتبر جانبا هاما في هذه السنة، وتسند المنظمة اهتماما خاصا لدعم صياغة البرامج الوطنية والاستراتيجيات الإنمائية للأجلين المتوسط والطويل.

المخرجات العالمية:

1- نشر المعلومات عن النشاطات الدولية الحالية والمقررة التي تؤدي إلى مساهمات علمية واقتصادية في تحقيق النهج والممارسات الخاصة بتنمية الأرز بصورة تتسم بالكفاءة والاستدامة.
2- أمثلة على نقل الطرق الاقتصادية والتقنية الناجحة على المستويين الوطني والمحلي.
3- الحوار والبيانات العملية على المستوى الدولي مما يسهم في تعميق الوعي بأهمية المدخلات الدولية وصلتها بجهود التنمية.
4- تعزيز شبكات الاتصال فيما بين الشركاء العالميين والشركاء الآخرين على المستويات الأخرى.
5- النهج المتفق عليها لتعزيز الصلات بين مشروعات ونشاطات البحوث والتنمية على المستوى العالمي مع تلك التي تنفذ على المستويات الاقليمية والوطنية والمحلية.
6- الاعتراف العالمي بنظم التراث الزراعي المعتمدة على الأرز الحالية وتحسين فهمها.

المخرجات الإقليمية:

1- المساهمات في المؤتمرات والمشاورات والاجتماعات الإقليمية التي تزيد الوعي بالتحديات والفرص ذات الصلة بالتنمية المستدامة للأرز، ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.
2- تعزيز شبكات الاتصال والربط الشبكي للربط بين شركاء السنة الدولية للأرز داخل الإقليم وخارجه وعلى جميع المستويات الأخرى.
3- نماذج للمبادرات والنشاطات الإقليمية التي أسهمت في التنمية المستدامة لنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.

المخرجات الوطنية:

1- نشر الخطوط التوجيهية والنهج الخاصة بالسياسات الوطنية المتعلقة بالتنمية المستدامة للأرز ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز، وأمثلة على تنفيذها بنجاح.
2- إعداد وإصدار مواد تعليمية وتدريبية عن القضايا ذات الصلة بالسنة الدولية للأرز في أشكال ملائمة لتوزيعها على المؤسسات التعليمية والفنية والخاصة بالتدريب المهني. وسوف تتاح هذه المواد لجميع الشركاء.
3- ستقام آليات للربط الشبكي لنشر المعلومات ورصد تنفيذ النشاطات الخاصة بالتنمية المستدامة لنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.
4- سيجري وضع مشروعات وطنية وبدء العمل فيها لتنفيذ السياسات والبرامج اللازمة للتنمية المستدامة للأرزل ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز ضمن سياق التنمية الزراعية الوطنية.

المخرجات المجتمعية:

1- سيجري تصميم وتنفيذ برامج لتعزيز الصلات بين الشركاء على المستوى المحلي.
2- إقامة وتنفيذ الربط الشبكي بين الشركاء على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية.
3- إقامة آليات لضمان مناهج التمكين والمشاركة على المستوى المحلي لاستخدام الموارد واتخاذ القرارات العامة بشأن تنمية الأرز.

ما بعد عام 2004

50- ستقيم السنة الدولية للأرز إطارا لتعزيز التنمية المستدامة لنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز وتوفير بعض الوسائل اللازمة لتحقيق الاستدامة. غير أنه لا بد من متابعة عملية الاستدامة بصورة نشطة بعد انتهاء السنة الدولية للأرز. وسوف تتعاون المنظمة، بعد الاحتفال بالسنة الدولية للأرز عام 2004 مع الشركاء في وضع نشاطات المتابعة وتقديم المساعدة لها.

سابعا- ملاحظات ختامية

51- لقد جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاحتفال بالسنة الدولية للأرز في وقته تماما. فهي توفر فرصة هامة لاستخدام نهج جماعي لحل قضية التنمية المستدامة للأرز ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز التي يتزايد تعقيدها والتي تنطوي على أبعاد فنية وسياسية واقتصادية واجتماعية هامة. فأكثر من نصف سكان العالم يعتمد على الأرز في غذائه الأساسي ولاسيما في البلدان النامية. وتبين مجموعة الوصفات الخاصة بالأرز واستخداماته ومنتجاته، مدى ما يتمتع به الأرز من جاذبية دولية وأهمية ثقافية ذات الصلة بالغذاء. وتقدم المنتجات الفرعية للأرز لتغذية الحيوانات والأسماك وغير ذلك من الكائنات المائية والحيوانات البرية. ومن ناحية أخرى فإن الأرز والمنتجات الفرعية للأرز تعتبر نقطة بداية في كثير من السلاسل الغذائية التي تؤدي إلى توافر الغذاء على الموائد يوميا. وتوفر زراعة الأرز ونشاطات ما بعد حصاده فرص عمل لمئات الملايين من السكان في البلدان المنخفضة الدخل، ومن ثم فإن التحسينات التي يتم إدخالها على نظم الإنتاج المعتمدة على الأرز ترتبط ارتباطا وثيقا بالتخفيف من وطأة الفقر. ويحافظ الأرز ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز على المياه ويساعد على استصلاح الأراضي ويوفر مأوى للأسماك والحيوانات والحشرات المفيدة وغير ذلك من الحياة البرية، ويساعد في الحد من تعرية التربة، ويساعد في امتصاص الكربون كما يمكن الاستفادة من جماله الطبيعي في القيام بمبادرات اقتصادية ذات لصلة بالسياحة الإيكولوجية ونشاطات الوعي الثقافي. وتؤكد تعقيدات وتنوع وفوائد النظم الإيكولوجية المعتمدة على الأرز الحاجة إلى نهج دولي منسق لتحقيق التنمية المستدامة للأرز. وتتمثل مهمة السنة الدولية للأرز في تحقيق زيادة أكثر استدامة في إنتاج الأرز، ومن ثم الحد من الجوع والنهوض بالتغذية والحد من الفقر، وتوفير الحياة الأفضل.

الموجـــز

بناء على طلب البلدان الأعضاء، ووفقا لما اقترحه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، أعلنت الدورة السابعة والخمسون للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في 16 ديسمبر/كانون الأول 2002 عام 2004 السنة الدولية للأرز.

ويتمثل الهدف من السنة الدولية للأرز في تعميق الوعي بمساهمة الأرز في الرفاه والثقافة البشرية وصيانة التنوع البيولوجي في نظم الإنتاج وتعزيز العمل الرامي إلى تطوير نظم الإنتاج المعتمدة على الأرز بصورة مستدامة فضلا عن استخدام منتجات الأرز.

وسوف تنفذ السنة الدولية للأرز بطريقة منسقة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمجتمعية من خلال جماعات عمل تمثل الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص وشركاء التنمية والمؤسسات البحثية ومنظمات المزارعين.

وقد عُينت منظمة الأغذية والزراعة المنظمة القائدة لهذا الحدث. غير أن تمويل النشاطات المقررة في 2004 و2005 سوف تتحمله المساهمات الطوعية المقدمة من مختلف الشركاء.

وتوفر السنة الدولية للأرز إطارا وتمثل عنصرا تحفيزيا لتبادل المعلومات وبدء البرامج المتوسطة والطويلة الأجل لتنمية واستخدام الأرز على أسس مستدامة.

وسوف يحقق تنفيذ السنة الدولية للأرز بصورة محددة أربعة أنواع من المخرجات هي: المخرجات العالمية والإقليمية والوطنية والمجتمعية:

(1) ستركز المخرجات العالمية على جمع وتقاسم ونشر المعلومات الاقتصادية والتقانية والعلمية ذات الصلة بالتنمية المستدامة للأرز على أساس منتظم فضلا عن إقامة الصلات واستثارة الوعي ولاسيما بالنسبة للتراث الزراعي المعتمدة على الأرز.

(2) سوف تركز المخرجات الإقليمية على تنظيم الاجتماعات لتحسين الاتصال وإقامة الشبكات وتقاسم المعلومات بشأن التجارب الناجحة فيما يتعلق بنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز داخل الإقليم.

(3) سوف تركز المخرجات الوطنية على صياغة السياسات وتنفيذها وبناء القدرات ونقل التقانة الخاصة بالتنمية المستدامة للأرز ونظم الإنتاج المعتمدة على الأرز.

(4) سوف تركز المخرجات المجتمعية على تعزيز الصلات وإقامة الشبكات وتمكين المزارعين لتحسين نظم إنتاج الأرز.