CFS: 2004/Inf.11
أيلول / سبتمبر 2004


الدورة الثلاثون

روما، 20-23/9/2004

محاضرة لجنة الأمن الغذائي الشرفية حول الأمن الغذائي:
" الثورة الخضراء": جدول أعمال لم ينته

نورمان بورلوج1

وكريستوفر دوزيل2

مقدمة

1- منذ حوالي 33 عاماً مضت وفي نوفمبر 1971 كان لي حظ زيارة الفاو لإلقاء محاضرة في ذكرى ماكدوجال تكريماً لأحد مؤسسي الفاو الراحل الدكتور فرانك ليدجت ماكدوجال لإسهامه في بناء عالم أفضل. وكان عنوان خطابي "الانسان والحضارة في مفترق طرق آخر." وفي حديثي قلت أن الجنس البشري يقف عند سلسلة من مفترقات الطرق المعقدة والتقاطعات قد تكون الأكثر تعقيداً التي يقابلها على طريق التطور الاجتماعي. تحدثت عن انقسام العالم إلى قسمين- غني ومحروم. وهذا الانقسام لم يقل ولكنه زاد بالأحرى. واليوم فأغنى 1 بالمئة من سكان العالم يتلقون نفس القدر الذي يتلقونه أفقر 57 بالمئة. قلت أن الثورة الخضراء قد حظيت بنجاح مؤقت في حرب الإنسان ضد الجوع والحرمان وقد توفر، إذا طبقت بالكامل، الأغذية الكافية والبقاء للعالم من أجل العقود الثلاثة القادمة. كما قلت أن إنتاج كمية أكبر من الأغذية في العالم لن يحل مشكلة الجوع بالضرورة في الدول النامية. وبالفعل فقد ثبت صحة ذلك حيث يطارد شبح الجوع حوالي 800 مليون شخص على الأقل في بعض فترات السنة ويعيشون في خوف من الجوع. ومن العجيب أنه ربما يكون نصف جوعى العالم اليوم هم صغار ملاك المزارعين وفقراء الريف الذين لا يملكون أراضي برغم أنه من الممكن أن يزيد إنتاج الأغذية بشكل كبير في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. من الناحية التقنية يمكن هزيمة الجوع. ما نفتقده هو الإرادة السياسية للقيام بذلك. ومن المؤسف ان جميع الدول النامية لديها تخطيط زائد للتنمية الزراعية وتنفيذ قليل لهذه الخطط.

الثورة الخضراء

2- اسمحوا لنا باستعراض ما يسمى بالثورة الخضراء الأصلية قبل التحول للمستقبل. إن انتشار تطبيق إنتاج الأغذية الذي يعتمد على العلم ظاهرة حديثة نسبياً. كان كثير من المعرفة العلمية الضرورية لبدء الإنطلاق في الإنتاجية الزراعية متوفراً في الولايات المتحدة بحلول الأربعينيات. ومع ذلك، فقد تأخر انتشار إتباع هذه التكنولوجيا الجديدة بسبب الكساد الاقتصادي الكبير في الثلاثينيات والذي أصاب الاقتصاد الزراعي العالمي بشلل. واستمر هذا الوضع حتى أحدثت الحرب العالمية الثانية طلباً أكبر كثيراً على الأغذية لدعم المجهود الحربي للحلفاء فبدأ تطبيق نتائج الأبحاث الجديدة على نطاق واسع. أولاً في الولايات المتحدة وبعدها في بلدان أخرى كثيرة. وبعد الحرب العالمية الثانية- عندما تحولت مصانع المعدات الحربية لإنتاج الأسمدة النيتروجينية منخفضة التكلفة المشتقة من النشادر الاصطناعية أصبحت الأسمدة الكيماوية مكوناً لا غنى عنه للإنتاج الزراعي الحديث ( تم استهلاك حوالي 80 مليون طن من مغذيات النيتروجين في عام 2000). ويقدر البروفيسور فاسلاف سميل من جامعة مانيتوبا الكندية، والخبير في دورات النيتروجين، أن 40 بالمئة من 6.2 مليار شخص أحياء اليوم بفضل عملية هابر- بوش لتصنيع النشادر. (سميل، 1999)

3- وكان أول برنامج عالمي للمساعدات الزراعية لمساعدة دولة نامية هو البرنامج الرائد لمؤسسة روكفيللر بالاشتراك مع الحكومة المكسيكية والذي بدأ في عام 1943. بحلول الخمسينيات كان قد تم تحقيق أثر بالغ الأهمية على إنتاج القمح في المكسيك وقررت مؤسسة روكفيللر توسيع نطاق جهودها لتتضمن العديد من بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى والعديد من دول آسيا. وتم أول انتشار رئيسي للتكنولوجيا المحسنة حول المحاصيل الغذائية في آسيا بدايةً من وسط الستينيات، أي بعد بدء هذه العملية في العالم الصناعي بحوالي عشرين عاماً.

4- وفي وصف للانتشار السريع لتكنولوجيا القمح والأرز الجديدة في آسيا، قال ويليام جود، مدير المعونة الأمريكية في حديث أجراه يوم 8 مارس 1968 أمام جمعية التنمية الدولية في واشنطن دي سي:

"إن هذه التطورات والتطورات الأخرى في مجال الزراعة تمثل قيام ثورة جديدة. وهي ليست بثورة حمراء تتسم بالعنف كثورة السوفييت أو الثورة البيضاء في إيران. ولكن بالاحرى أطلق عليها ثورة خضراء تعتمد على تطبيق العلم والتكنولوجيا".

وهكذا تمت صياغة مصطلح "الثورة الخضراء". وبالنسبة لنا تمثل الثورة بدء عملية تطبيق العلم الزراعي لوضع أساليب حديثة لظروف إنتاج الأغذية في العالم الثالث. وتم تمويل كثير من بحوث الثورة الخضراء بتنفيذ من القطاع العام ومؤسسات خاصة غير ربحية. وتم نشر التقدم الذي أحرز في المعرفة والذي نتج عن هذه البحوث بشكل عام وتقاسمه بدون أي قيود. وقد أفضت الشبكات الدولية لاختبار المورثات التي نتجت عن ذلك- مع تبادل المواد الوراثية بحرية وبدون أي قيود إلى حد كبير- إلى بدء مرحلة جديدة من تربية النباتات. وكان القمح عالي الغلة ونوعيات الأرز هي "الرائدة" في الثورة الخضراء رغم تحقيق تقدم كبير أيضاً في التحسين الوراثي للذرة والذرة الرفيعة والشعير والبطاطس والعديد من البقول.

5- وقد أعطي اهتمام زائد بنوعيات القمح والأرز ذاتها كما لو كانوا هما وحدهما يستطيعان التوصل إلى نتائج عظيمة. والمؤكد أن هذه النوعيات الجديدة كان لديها إمكانية رفع مستويات استجابة المحصول لأعلى نظراً لوجود هندسة نباتية أكثر كفاءة وإدراج المصادر الوراثية من أجل حماية أكبر من الأمراض والحشرات. ومع ذلك، فهذه النوعيات حققت المقدرة المحصولية الوراثية عند مزجها مع التغييرات النظامية لإدارة المحاصيل مثل مواعيد ومعدلات الزراعة والتسميد وإدارة المياه ومكافحة الأعشاب الضارة والآفات (جدول 1)

6- وتم عمل استثمارات بارزة في عناصر الإنتاج الأخرى. ففي الفترة من 1961 إلى 2000، تضاعفت المساحة المروية في بلدان آسيا النامية- من 86 إلى 176. ولكن أكبر تغيير في عوامل الإنتاج كان في استخدام الأسمدة مع ارتفاع الاستهلاك من 2 مليون إلى 70 مليون طن مغذيات. كما حدثت تغييرات هائلة في الميكنة. زاد عدد الجرارات المستخدمة من 200000 إلى 4.8 مليون وحدة وتم طرح مئات الآلاف من الدراسات المكيانيكية. (وبعد ذلك آلاف من الحاصدات الدراسة) (بورلوج 2000)

Undisplayed Graphic

تبع الشعور المبدئي بالسعادة العارمة تجاه نوعيات القمح والأرز التي تعطي إنتاجا كبيراً – وممارسات إنتاج المحاصيل الأكثر كثافة – في أواخر الستينيات موجة من النقد للثورة الخضراء. وقد عكس بعض النقد قلقاً حقيقياً بشأن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الريفية والتي لم يتم حلها – ولا يمكن حلها – عن طريق التكنولوجيا وحدها. وكان بعض هذا النقد مبنياً على تحليلات سابقة لأوانها لما كان يحدث بالفعل في المناطق التي تم العمل بتكنولوجيا الثورة الخضراء فيها. ويركز بعض هذا النقد على قضايا الأضرار البيئية والاستدامة.

7- وكان بعض هذا النقد حقيقي. فمن الواضح أن الثروات زادت في المناطق المروية أكثر من المناطق الأقل حظاً والتي تعتمد على الأمطار ، وبذلك زاد التفاوت بين الأجور. وقد حلت الحبوب، مع قدرتها المحصولية الأكبر، محل البقول والمحاصيل ذات القدرة المحصولية الأقل، ولكن مع صافي الزيادة في إجمالي السعرات الحرارية وإجمالي البروتين الذي يتم إنتاجه. وقد حلت ميكنة المزارع محل الأيدي العاملة منخفضة الأجر، بالرغم من أن الكثير منهم قد عثر على فرص عمل بأجور أفضل في القرى والمدن خارج المزارع.

8- وقد حلت أيضاً نوعيات الحبوب ذات القدرة المحصولية الأكبر محل النباتات الأصلية ذات القدرة المحصولية الأقل، مما أدى إلى فقدان التنوع الحيوي. ولكن كثير من هذه المشكلات كانت مؤقتة. كانت أنواع الحبوب ذات القدرة المحصولية الأعلى، والتي تم زراعتها في دول آسيا النامية، أسرع نضجاً من النباتات التقليدية، ولذلك تسمح بزراعة المحصول مرتين وثلاث مرات في السنة. وقد زاد هذا من الطلب على الأيدي العاملة في المزارع وخارج المزارع في الخدمات والمشروعات الريفية.

9- وعلى الرغم من هذه القيود، قدمت الزراعة التي تعتمد على العلم إسهامات ضخمة لإنتاج الاغذية عالمي – ولحماية الموائل لطبيعية خلال ال40 عاماً الماضية. وبرغم تضاعف عدد السكان في العالم، فالتحول الذي حدث في النظم الزراعية ذات القدرة المحصولية الأقل قد حافظ على تقدم إمدادات الأغذية العالمية للفرد الواحد على النمو السكاني. وقد انخفضت أسعار السوق العالمي للقمح والذرة والأرز، والتي تم تعديلها من أجل التضخم، في الواقع بنسبة 40 % منذ 1960 وهي في أقل مستوى لها منذ 50 عاماً. (الفاو، 2003). وقد استفاد جميع المستهلكين من أسعار الأغذية الأقل، وبوجه خاص الفقراء حيث أنهم ينفقون جزءاً كبيراً من دخلهم على الأغذية. وانخفضت، منذ 1970، نسبة الأشخاص الذين يعانون من الانعدام الغذائي في الدول النامية من 38 إلى 18 بالمئة (المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية، 2002).

10- وكان هناك أيضاً فوائد بيئية بارزة نتجت عن تكنولوجيا الثورة الخضراء، والتي كثيراًً ما يتم تجاهلها. وكان من أكبر الفوائد الأراضي التي تم توفيرها لأغراض أخرى. ولو كان لغلة حبوب الخمسينيات في العالم أن تستمر حتى عام 2000 لكانت احتاجت ما يقرب من 1.8 مليار هكتار من الأراضي من ذات الجودة – بدلاً من ال660 مليون هكتار التي تم استخدامها بالفعل – من أجل إنتاج محصول عام 2000 (بورلوج، 2000). ومن الواضح أن هذا الفائض من الأراضي لم يكن متوفراً ، وبالطبع ليس في آسيا المكتظة بالسكان، حيث ازداد تعداد السكان من 1.2 إلى 3.8 مليار خلال هذه الفترة. لو كانت المزيد من الأراضي الضعيفة بيئياً قد استخدمت من أجل الإنتاج الزراعي لتلبية احتياجات الأغذية المتزايدة، لكان التأثير هائل ومن الأرجح فاجع على تعرية التربة، وفقدان الغابات والمراعي، والتنوع الحيوي، وانقراض أنواع الأحياء البرية. والأكثر من ذلك، كانت النزاعات حول موارد الأراضي على الأرجح ستزيد إلى حد كبير.

خفض الجوع في العالم إلى النصف بحلول عام 2015

11- اتفقت المجتمع الدولي، في مؤتمر الأغذية العالمي عام 1996، على خفض عدد الأشخاص الجياع – إلى 400 مليون – بحلول عام 2015. وقد تم التأكيد على هذا الهدف مرة أخرى في سبتمبر 2000 في مؤتمر قمة الألفية للأمم المتحدة من قبل 139رئيس دولة ، وفيما بعد في تجمعات عالمية في مونتيري، وجوهانسبرج، والدوحة. بينما من المؤكد أن هذا المستوى من الحد من الجوع يعتبر ممكناً، يجب أن يفلت 22 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي كل عام بدءاً من عام 1997. ولكن 6 ملايين شخص فقط أسعدهم الحظ بدرجة كافية ليحققوا ذلك منذ هذا الوقت. وحالياً، تقدر الفاو أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في 2015 سوف ينخفض إلى 675 مليون، وبمعدلات الانخفاض الحالية، لن يتم الوصول إلى الهدف حتى عام 2050. (الفاو، 2003). والسبب في الفشل في الوصول إلى هذا الهدف هو الإرادة السياسية غير الكافية. ولدينا التكنولوجيا لمضاعفة إنتاج الأغذية العالمي وللقيام بذلك بطرق مستدامة بيئياً. ولكن لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي للجياع بدون مشاركة على نطاق واسع من قبل الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في التنمية الخاصة بهم، بالاشتراك مع مستويات استثمارات أعلى بكثير في التعليم الأساسي، وخدمات الرعاية الصحية، وتنمية موارد المياه، ونظم النقل، وشبكات الطاقة، والبحوث والإرشاد الزراعي.

12- ومن بين ال800 مليون شخص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية في العالم النامي في عام 2000، كان هناك 232 مليون في الهند، و200 مليون في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، و112 مليون في الصين، و152 مليون في أماكن أخرى في آسيا والمحيط الهادي، و56 مليون في أمريكا اللاتينية، و40 مليون في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (مشروع الألفية 2003). ومن هذا الإجمالي، ما يقرب من 214 مليون (26% من الجياع) كانت مدخلاتهم من السعرات ضعيفة جداً حتى أنهم اصبحوا غير قادرين على العمل أو العناية بأنفسهم. كان ما يقرب من 50% من الجياع يعيشون في عائلات ريفية في بيئات شديدة الخطورة والتي كانت مهمشة من أجل إنتاج المحاصيل – كمية أمطار منخفضة، ولا يعتمد عليها بدرجة عالية أو كمية مفرطة، وتربة فقيرة متدهورة، وتضاريس طبيعية شديدة الانحدار، والبعد عن الأسواق والخدمات العامة. كانت 22 بالمئة أخرى من فقراء الريف غير المالكين للأراضي، و20 بالمئة في عائلات حضرية فقيرة. وكان ال8 بالمئة الباقية رعاة، صيادين، وعائلات معتمدة على الغابات.

13- على الأقل نصف الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم هم صغار الملاك من المزارعين الفقراء في البلدان منخفضة الدخل الذين يزرعون أراضي مهمشة. يجب على أكثرهم، من أجل أن يأكلوا، إنتاج الأغذية الذين يحتاجونها بأنفسهم (مشروع الألفية 2003). بالفعل، ما بين 500 مليون ومليار مزارع يسقطون في "دوامة الفقر" التي تتركهم في غاية الفقر بحيث لا يمكنهم استخدام تكنولوجيا تحسين الإنتاجية في مجال الحبوب الغذائية الأساسية ومنعزلين عن الأسواق لمزاولة الزراعة التجارية بطريقة مربحة.

14- ولذلك، هناك ضرورة لتحسين إنتاج الأغذية بدرجة كبيرة في البيئات شديدة الخطورة والمناطق النائية وتوفير مصادر أكثر لفرص عمل خارج المزرعة – متضمنة الصناعات الريفية المعتمدة على الزراعة. هناك احتياج أيضاً لمشروعات الأشغال العامة لتحسين البنية التحتية والبيئة – إذا كان للجوع أن ينخفض إلى النصف. وكثيراً ما تكون هذه الاستثمارات الاجتماعية في شكل فرص عمل لبعض الوقت لدى صغار الملاك من المزارعين، أثناء "الفترات العجاف". ويمكن لبرامج العمل مقابل الغذاء عمل الكثير من أجل إبطاء معدلات تعرية التربة وتكوين الأخاديد ومن أجل التعجيل بإعادة زراعة الأشجار.

أفريقيا هي التحدي الأكبر

15- يواجه إنتاج الأغذية في جنوب الصحراء الكبرى أزمة أكبر من أي منطقة أخرى في العالم. أدت معدلات نمو السكان العالية وقلة تطبيق تكنولوجيا الإنتاج المحسنة خلال العقدين الماضيين إلى انخفاض الإنتاج الغذائي للفرد، وعجز غذائي متصاعد، ومستويات تغذية متدهورة، خاصةً فيما بين فقراء الريف. بينما توجد بعض المؤشرات للتحسن خلال التسعينيات في الإنتاج الغذائي لصغار الملاك ، لا يزال هذا الانتعاش ضعيفاً للغاية.

16- أتاحت الزارعة المتنقلة المتحولة وأنماط الزراعة المعقدة بشكل تقليدي نظم إنتاج اللاغذية ذا غلة متدنية، ولكنها مستقرة إلى حد ما. وقد دفع تعداد السكان ومتطلبات الأغذية التي تواصل التوسع المزارعين إلى أراضي أكثر هامشيةً وأدى أيضاً إلى تقصير فترات الإراحة التي كانت تستخدم من قبل لاستعادة خصوبة التربة جزئياً. مع زراعة متواصلة، يتم استنفاد المواد العضوية والنيتروجين سريعاً بينما يتم استنفاد الفوسفور واحتياطيات المغذيات الأخرى ببطء ولكن بشكل مستمر. وأدى هذا لانخفاض خطير في مستوى مستجمعات مياه الأمطار (التربة، المياه، الغابات) وأضرار بيئية. وكان أيضاً انخفاض خصوبة التربة أحد عناصر النزاعات بين خبراء الزراعة والرعي، وكان على الأغلب سبباً أساسياً للحرب الأهلية في بوروندي ورواندا في التسعينيات (سانشيز وآخرون، 1997).

17- على مدى ال17 عاماً الماضية ونحن نشارك في برنامج صغار الملاك للتنمية الزراعية في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى باسم ساساكاوا-جلوبال 2000. وقد بادر به الراحل ريويتشي ساساكاوا ويتابعه نجله يوهي ساساكاوا، مع الدعم المادي من مؤسسة نيبون اليابانية. وكان رئيس الولايات المتحدة الأسبق جيمي كارتر وفريق عمل جلوبال 2000 بمركز كارتر شريكاً رئيسياً. وقد عملنا مع وزارات الزراعة في 14 دولة و مع مئات الآلاف من صغار المزارعين، الذين أبدوا استعدادهم وقدرتهم على مضاعفة غلة الأغذية الأساسية مرتين وثلاثة أضعاف. ولكن برغم برامج عرض المحاصيل المثيرة للإعجاب بدرجة كبيرة، فلم تظهر آثار الإنتاجية المنتشرة حتى الآن.

18- هناك اختلافات جوهرية بين الأحوال الزراعية في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى اليوم وآسيا حيث حققت تكنولوجيا الثورة الخضراء أثراً كبيراً. ولدى دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى زراعة مروية قليلة جداً ، والظروف الصعبة التي تسببها الرطوبة مشكلة متكررة ومتفشية. لدى دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بنية تحتية ريفية أقل نمواً – خاصة في نظم النقل – مقارنةً بآسيا في الستينيات. أيضاً، بسبب مشكلات صحة الحيوان التاريخية (داء المثقبيات وحمى الساحل الشرقي) كان لعدد قليل نسبياً من مزارعي دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى إمكانية الحصول على قوة الجر الحيوانية مقارنةً بنظرائهم الآسيويين، وكانوا مجبرين على الاعتماد على الطاقة البشرية من أجل إعداد التربة والزراعة وعمليات المشروعات الزراعية أخرى. وفي النهاية، أوقعت الأمراض البشرية مثل الملاريا والإيدز خسائر فادحة في إنتاجية العمال الزراعيين الأفارقة. تجمعت كل هذه العوامل لتجعل القيمة المضافة الزراعية في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى -حوالي 400 دولار أمريكي لكل عامل - الأقل في العالم.

19- ونظراً للاتجاهات المثيرة للقلق في انخفاض خصوبة الأراضي ، يمكن إثبات أن واحد من أكثر المشروعات صديقة للبيئة في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى هو مضاعفة استخدام السماد ثلاثة أو أربعة أضعاف المستويات الضعيفة من الاستخدام الحالي (تستخدم آسيا 20 ضعف من السماد في الهكتار الواحد من الأراضي الصالحة للزراعة وفي أمريكا اللاتينية 10 أضعاف) (الشكل 1). ومع ذلك، فاستخدام السماد، بالنسبة لكثير من صغار الملاك من المزارعين في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، مكلف وينطوي على مخاطر، ويتكلف في العادة مرتين أو ثلاثة مرات أكثر من أجزاء أخرى في العالم النامي. الأكثر من ذلك، عادةً ما يحصل المزارعون الأفارقة على أسعار تسليم بوابة المزرعة لإنتاجهم أقل بكثير من مثيلاتها في أقاليم أخرى.

Undisplayed Graphic

20- ولكي يتحقق الأمن الغذائي في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وزيادة إنتاجية صغار الملاك، لابد من مضاعفة استخدام السماد الكيماوي في تلك الدول أفريقيا ضعفين أو ثلاثة أضعاف. ولا توجد أسباب بيئية يمكن تبريرها لعدم القيام بذلك. ولا يوجد فرق، من وجهة النظر الحيوية، بالنسبة للنبات أن يحصل على النترات الذي يحتاجه من مواد عضوية متحللة أو جوال سماد. ومع ذلك، فحتى يتم خفض تكاليف التسويق – للمدخلات والمخرجات- سيكون هناك حاجة إلى مجموعة من الخيارات من أجل إعادة الانتفاع والاعتناء بخصوبة التربة. ويجب أن تشمل خيارات تسمح لصغار الملاك من المزارعين بالاعتماد أكثر على المدخلات الداخلية (مثال حبوب بقول تثبيت النيتروجين، السماد الأخضر، وأنواع الأشجار) من أجل الاعتناء بخصوبة الأراضي. والمعيار المنفذ في اتخاذ القرار بشأن الأولوية الموجهة للمصادر العضوية وغير العضوية من مغذيات النبات هو استطاعة أي طريقة تقديم مغذيات النبات الرئيسية إلى صغار الملاك بأقل تكلفة، ومتوافقة مع ظروفهم الاقتصادية.

21- وباستعادة خصوبة التربة، يمكن التعبير عن القدرة المحصولية للأنواع المحسنة بشكل كامل. تتيح المعاهد البحثية النوعيات والهجين ذا الغلة العالية، وسرعة النضج ، ومقاومة الحشرات والأمراض، خاصةً من أجل الأرز والذرة الصفراء والقمح والكسافا ومختلف حبوب البقول. و يمكن أن يحدث انتشار استخدام تلك الأنواع فرقاً كبيراً في إنتاج صغار الملاك. وتتيح النوعيات سريعة النضج على وجه الخصوص إمكانيات جديدة من أجل الأنماط الزراعية تتضمن المحاصيل الغذائية والنقدية ومحاصيل السماد الأخضر. ويعطي نظم الحد الأدنى من الحرث أيضاً أملاً كبيراً لفحص تعرية التربة، والحفاظ على مستوى الرطوبة، والحد من الأعمال المرهقة من التعشيب اليدوي وإعداد الأراضي.

22- ويتفق معظم الخبراء على أن الزراعة الأفريقية لابد أن تنمو بمعدل 5 إلى 6 بالمئة كل عام حتى تكون قوة أساسية في الحد من الفقر. وللوصول إلى معدلات النمو العالية ، لابد من وجود تغيرات سياسات واستثمارات أكبر بكثير. ومن أجل زراعة صغار الملاك، لابد من السعي وراء أربعة أهداف عريضة:

23- ومع ذلك، لن يتم تحقيق أهداف التنمية هذه إذا لم يتم تخفيض تكاليف التسويق الزراعي. وكفاءة النقل هي قوام حياة التحديث الاقتصادي. و يعتمد الإنتاج الزراعي المكثف بصورة خاصة على إمكانية الحصول على مركبات بأسعار يمكن تحملها. ومع ذلك، لا يزال يتم توليد أغلب الإنتاج الزراعي في أفريقيا جنوب الصحراء مع شبكة واسعة النطاق من مسارات، ومسالك وطرق مجتمعية، حيث وسائل النقل الأكثر استخداماً هي "أرجل، ورؤوس، وظهور النساء". بالفعل، الجزء الأكبر من الزمن الذي تمضيه العائلة هو في النقل الداخلي.

24- لدول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى شبكات الطرق الأقل نمواً في العالم (جدول 2). علاوة على ذلك، كان متوقعاً، بمعدلات الاستثمار الحالية، أن تقوم كثافة الطرق بحلول عام 2030 بتحقيق فقط المستوى الذي كان موجوداً في آسيا عندما بدأت الثورة الخضراء في الستينيات. إن البحث عن طرق لتغيير هذه التوقعات، ولتعجيل تطوير بنية تحتية مؤثرة وفعالة (طرق، مياه صالحة للشرب، والكهرباء) في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى يعزز جميع الجهود الأخرى من أجل الحد من الفقر، وتحسين الصحة والتعليم، وتأمين السلامة والرخاء.

المصدر: موسوعة بريتانيكا، الكتاب السنوي لعام 2002

25- سوف تزيد البنية التحتية الريفية المحسنة من الإنتاجية الزراعية وتدفع التنمية الاقتصادية، وبالتالي تحد من الفقر وتعزز الصالح الريفي. وستحد الطرق من الانعزال الريفي، مما يساعد على القضاء على العداوات العرقية وتتيح تأسيس المدارس والعيادات الريفية في المناطق التي كان المدرسون والعاملون في مجال الرعاية الصحية غير مستعدين للاقتراب منها حتى الآن. كل هذه التطورات سوف تصعب الأمور على المجموعات المتمردة أن تشن حركات تمرد حيث سيصعب تجنيد أفراد حرب العصابات عندما تكون الاقتصادات الريفية أكثر انتعاشاً وفي حالة نمو.

26- ومع ذلك، فالزراعة وحدها لا يمكنها أن تقوم بتشغيل جميع الريفيين الأفارقة، خاصةً على المدى الطويل. حتى مع وجود كارثة مرض الإيدز، فمن المتوقع أن يزداد سكان الريف من 411 إلى 616 مليون فيما بين عامي 2000 و2030، حتى عندما تنخفض الحصة إلى 50% (قاعدة البيانات الإحصائية للمنظمة، أغسطس 2003). لابد من التوسع في إيجاد فرص عمل للريفيين داخل وخارج المزارع من أجل الحد من الفقر وإبطاء الهجرة إلى الأحياء الحضرية الفقيرة.

27- وفي يوليو 2002، اعتمد رسمياً رؤساء دول أفريقيا استراتيجية تنمية جديدة، يطلق عليها الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، والتي تقدم إطار عمل استراتيجي للمشروعات تحت ثلاثة مبادئ توجيهية:

  1. إعادة التفكير في عملية التنمية في أفريقيا لتقديم توجيهات استراتيجية من اجل المشروعات المبنية على زيادة تدابير الاعتماد الجماعي على الذات في إطار عمل الاتحاد الأفريقي
  2. استعادة السيطرة على عملية التنمية
  3. استعادة قيادة عملية التنمية

28- وتتوقع الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا أن يقوم المجتمع الدولي بدعم خطة أفريقيا للتنمية الذاتية وليس أن يفرض خطة من أجل أفريقيا. ويتوقع مجتمع المانحين أن تبذل الحكومات الأفريقية الجهد في استعراض الأقران، واتخاذ الإجراءات ضد الدول المارقة والموافقة على استيفاء معايير الأداء كأساس لتقديم ومواصلة المعونات الدولية.

29- ويجب على الزعماء الأفارقة أن يظهروا مقدرتهم على تطوير البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في أفريقيا. وسوف يكون تمويل المانحين أكثر وعياً لعملية إدارة الحكم، متطلباً مستوى أداء أعلى من الماضي. وقد تعهدت الحكومات الأفريقية بزيادة الإسهامات القطرية لميزانيات التنمية الزراعية الشاملة من 35 إلى 55 بالمئة (أي، بنسبة 50 بالمئة)، حتى يكون لهم شأن مباشر.

العرض والطلب العالمي على الأغذية في المستقبل

30- يزيد عدد سكان العالم بتباطؤ، ومعه، يتباطأ أيضاً الطلب العالمي على الأغذية (الفاو، 2003). ومن الناحية الفعلية سيحدث كل النمو في الدول النامية، وأساساً في آسيا وأفريقيا. حتى مع معدلات النمو المتباطئة، فمن المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم سنوياً بمقدار 70 إلى 75 مليون شخص كل عام، فيما بين عامي 2000 و2030. ونحن لا نشارك وكالة الأمم المتحدة للسكان تفاؤلها بأن النمو السكاني سوف يتباطأ وفقاً للتوقعات الأخيرة. ويدل استمرار عدم وجود التعليم المدرسي الأساسي العالمي، واستمرار الأمية و الفقر المدقع، على أن معدلات النمو الأعلى سوف تسود على مدار ال30-50 عاماً المقبلة. وبينما لا يزال الأثر العام لمرض الإيدز على النمو السكاني في أفريقيا وأقاليم نامية أخرى غير واضح، نحن نعتقد أن عدد سكان العالم من المرجح أن يثبت ما بين 10 و12 مليار شخص، أو مليار إلى 2 مليار أعلى من توقعات الأمم المتحدة الحالية.

31- سوف تستمر نسبة سكان الريف في الانخفاض بشكل كبير على مدار العقود الثلاثة القادمة- من 53 بالمئة عام 2000 إلى 40 بالمئة مقدرة لعام 2030، برغم أنه على الأساس المحدد فمن المتوقع أن يرتفع إجمالي العدد قليلاً. وستحصل الصين على أكبر إجمالي عدد سكان (1.6 مليار) ولكن فقط ب40 بالمئة يعيشون في مناطق ريفية –أي 200 مليون أقل من عام 2000. (قاعدة البيانات الإحصائية للمنظمة، 2003). وهذه التحولات السكانية تمثل تحديات ضخمة للحكومات على جميع المستويات.

توقعات الطلب على الأغذية

32- من الأرجح أننا سنحتاج لمليار طن متري من الحبوب سنوياً بحلول عام 2030، وهي 50% زيادة عن إنتاج الحبوب العالمي في عام 2000، وأن يتضاعف الطلب العالمي على الحبوب – إلى 4 مليار طن صافي- بحلول عام 2050. وستكون الدول النامية في آسيا – بسبب النمو الاقتصادي السريع، التمدين، وأعداد السكان الكبيرة – مسئولة عن نصف الزيادة في الطلب العالمي على الحبوب.

33- ويجب إمداد 80 بالمئة تقريباً من الطلب العالمي المتزايد من خلال تحسين الإنتاجية في الأراضي المنتجة، برغم أنه من المتوقع أن تتوسع المساحة الزراعية في الأراضي الاستوائية في أمريكا الجنوبية (سيرادوس) ودول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، والمناطق المعتدلة، بشكل أساسي في أمريكا الشمالية. وتوجد فجوات إنتاجية كبيرة بين القدرة المحصولية الفعلية والمحتملة في كثير من العالم النامي، خاصةً في زراعة صغار الملاك في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية.

34- تؤدي الدخول الأعلى والتحول للحياة الحضرية إلى تغيرات أساسية في الأنماط الغذائية. يتم دفع اقتصاد الاغذية العالمي بتزايد تجاه منتجات الماشية بسبب التحول في نظم التغذية (ديلجادو وآخرون، الفاو، 2003).

35- ومن المتوقع حدوث زيادات كبيرة في نصيب الفرد من استهلاك الأسماك واللحوم ومنتجات الألبان، خاصة في بلدان آسيا ذات الكثرة السكانية والتي تتمتع بالرخاء.

36- وسوف ينتج التوسع في الطلب على الماشية والدواجن، بدوره، عن زيادات رئيسية في حصة إنتاج الحبوب التي تستهلكها الماشية، وهو اتجاه يشكل خطر الحد من وفرة الحبوب من أجل الأكثر فقراً والذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العقود القادمة. ومن المليار طن في الطلب المتزايد على الحبوب الذي تتوقعه الفاو لعام 2030، سيكون ما يقرب من النصف لأغراض العلف.

37- من المتوقع أن تزداد تجارة الحبوب الدولية من200 مليون طن تم تبادلها سنوياً في 2000 إلى 350 مليون طن في 2030. وستتم أغلبية هذه التجارة الزائدة بين مصدري الأغذية التقليديين (الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، استراليا، الأرجنتين، البرازيل، والاتحاد الأوروبي) والأمم التي تحولت إلى النظام الصناعي حديثاً، خاصةً في آسيا.

38- ورغم أن الأسماك تمثل 2 بالمئة من السعرات الحرارية المتضمنة في إمداد الأغذية العالمي، فهي تمثل 16% من البروتين الحيواني، وكذلك المواد الدهنية والمعادن. وقد حافظ الإنتاج السمكي العالمي على تقدمه على النمو السكاني على مدار الثلاثة عقود الماضية، برغم أنه يمثل خسارة. وبحلول عام 2000، كان ثلاثة أرباع الرصيد السمكي في المحيطات قد تم الإفراط في اصطياده،أو استنفاده، أو استغلاله إلى الحد الأقصى من إنتاجه المستدام (الفاو 2003). وكانت كمية الصيد البحرية ثابتة عند 80 - 85 مليون طن سنوياً خلال التسعينيات، ولكن قام بالتعويض عنها النمو السريع في تربية الأحياء المائية ، والتي تمثل الآن أكثر من ربع ال125 مليون طن من الإنتاج السمكي العالمي في عام 2000. ومن المرجح أنه بحلول عام 2030 سيرتفع الإنتاج السمكي السنوي العالمي إلى 150 مليون-160 مليون طن. وسوف تمثل تربية الأحياء المائية بالفعل كل هذه الزيادة، وسوف تتم أغلبية هذا الإنتاج في آسيا عامةً، ولكن بوجه خاص في الصين (الفاو، 2003)

تحقيق توقعات إمدادات الأغذية

39- تتنبأ توقعات الفاو لإنتاج الاغذية حتى 2030 بأغذية كافية على المستوى العالمي، مع نقص خطير محتمل على المستوى المحلي، خاصةً في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا (الفاو، 2003). وهناك قلق في بعض الدوائر من احتمال اقتراب غلة المحاصيل في المناطق التي تتم زراعتها بكثافة أكبر (في الدول النامية والمتقدمة) من حدودها المادية. وعلى الرغم من هذه التحديات، يعتقد أغلب الخبراء أن العالم لديه العلم والتكنولوجيا – لإطعام ال8 مليار شخص هم عدد السكان المتوقع وجودهم على كوكب الأرض في عام 2030.

40- لا يزال الكثير من المكاسب الإنتاجية ممكناً في الحرث، واختيار النوعيات، والتسميد، استخدام المياه، ومكافحة الآفات والأعشاب، والحصاد. ومن وجهة النظر العملية، لا تزال مضاعفة إنتاج محاصيل أغذية صغار الملاك في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى أمراً قابل للتنفيذ وتحقيق 50% زيادة في أغلب أمريكا اللاتينية وآسيا. ومن المرجح أن تصبح زيادة الغلة في أغلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من المرجح ما بين 20 و 25 بالمئة. السؤال الأكبر هو ما إذا كان سيتم السماح للمزارعين وأصحاب مزارع تربية الماشية باستخدام هذه التكنولوجيا للحفاظ على زيادة إنتاج الاغذية بالسرعة المرجوة.

الثورة الخضراء الثانية

41- من المرجح أن ينتج الكثير من مكاسب المحصول على مدار ال20 – 30 عاماً القادمة من تطبيق التكنولوجيا التقليدية "الموجودة بالفعل" ولكن لم يتم استخدامها بشكل كامل بعد. ومع ذلك، سيكون هناك احتياج لإنجازات بحثية جديدة، خاصةً من خلال التنوع الحيوي (كونواي، 1999). هناك احتياج إلى التحسين الوراثي المستمر للمحاصيل الغذائية لرفع مستويات الغلة لأعلى وزيادة استقرار المحصول. وبينما يقدم التنوع الحيوي إمكانيات بحثية جديدة واعدة، من المهم أيضاً الاعتراف بأن تربية النباتات التقليدية مستمرة في تقديم إسهامات هامة لزيادة إنتاج الأغذية وتحسين التغذية.

42- كما تؤثر الهجرة من الريف إلى الحضر على الإنتاج الزراعي بطرق عديدة. أولاً فمع هجرة العمالة إلى الخارج يجب ميكنة عدد أكبر من الأنشطة الزراعية لتحل محل الممارسات التي تعتمد على العمالة المكثفة. ثانياً تميل الأعداد الكبيرة من السكان ،القريبة من الموانئ البحرية بصفة عامة، لشراء الأغذية من المنتجين الأرخص سعراً والذي قد يعني بالنسبة لبعض المحاصيل الاستيراد من الخارج. ولذلك سيكون على المنتجين المحليين المنافسة- في السعر والجودة- مع هذه المواد الغذائية المستوردة.

رفع الحد الاقصى للمقدرة الوراثية

43- إن بطء الزيادة من ناحية الحد الأقصى للمقدرة المحصولية الوراثية أمر مثير للقلق. هناك حاجة للتحسين الوراثي المستمر لمحاصيل الاغذية- باستخدام التربية التقليدية بالإضافة إلى أدوات بحوث التكنولوجيا الحيوية لتحريك الحد الأقصى للمقدرة المحصولية الوراثية. وقد تم احراز تقدم كبير في كل من المجالات الثلاثة.

44- أدى نجاح الأرز المهجن في الصين (الذي يغطي الآن أكثر من 60 بالمئة من المساحة المروية) إلى تجدد الاهتمام بالقمح المهجن في حين توقفت معظم البحوث على مستوى العالم لأسباب متنوعة. فقد جعلت التحسينات الأخيرة في عوامل التهجين الكيميائي وتقدم التكنولوجيا الحيوية وظهور نوع جديد من نبات القمح إعادة النظر في التهجين أمراً جديراً بالاهتمام. ومع تنوع أفضل وزيادة امتلاء الحبة، قد يرتفع محصول القمح بنسبة 25 إلى 30 بالمئة لأعلى.

45- وبالنسبة للذرة الصفراء فقد تمت معظم الزيادة في الغلة عن طريق تربية نباتات تستطيع تحمل كثافة زراعية اعلى بالإضافة إلى التحول إلى التهجين ذا التقاطع الواحد. وقد حققت غلة الذرة الصفراء وإنتاجها نجاحاً كبيراً في الصين. ومع ذلك ففي معظم المناطق الأخرى توجد فجوات كبيرة بين الغلة التجريبية وغلة صغار الملاك من المزارعين على مستوى العالم النامي، خاصةً في افريقيا. ويمكن سد هذه الفجوات.

تحسين أنظمة التحكم في المياه


46- تغطي الزراعة بالري- والتي تمثل 70 بالمئة من استهلاك المياه العالمي-حوالي 17 بالمئة من الأراضي المزروعة (ما يقرب من 275 مليون هكتار) إلا أنها تمثل 40 بالمئة من إنتاج الأغذية العالمي وحوالي 60 بالمئة من إنتاج الحبوب العالمي. وفقاً لتقديرات الفاو، فالمساحة المروية في العالم ستواصل التوسع على مدى ال25 عاماً القادمة مع إضافة 50 مليون هكتاراً إضافياً في العالم النامي وبصفة رئيسية في آسيا. (الفاو 2003)

47- أدى التوسع السريع في الري العالمي وفي استخدامات المياه الحضرية والصناعية إلى زيادة العجز والذي قد يؤدي إلى نزاع أهلي في المستقبل. وفقاً لتقييم الأمم المتحدة الشامل لعام 1997 لموارد المياه العذبة العالمية أن "حوالي ثلث سكان العالم يعيشون في بلدان تواجه مصاعب متوسطة إلى شديدة تتعلق بالمياه ناتجة عن زيادة الطلب بسبب زيادة السكان والنشاط الإنساني. (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية 1997) وبحلول عام 2025 تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يرتفع عدد سكان العالم الذين يواجهون "ظروف صعبة" متعلقة بالمياه إلى ثلثين.

48- للتوسع في إنتاج الأغذية من أجل سكان العالم المتزايدين في حدود المياه المرجح توفرها، فالنتيجة المحتمة هي أن الجنس البشري في القرن الحادي والعشرين سيحتاج للقيام بـ "ثورة زرقاء" لتكمل ما يطلق عليه "الثورة الخضراء". وفي الثورة الزرقاء الجديدة، يجب أن ترتبط إنتاجية المياه واستخدامها بإنتاجية الأراضي واستخدامها. ويجب أن يقود العلم والتكنولوجيا الجديدين الطريق. ويعتبر تسعير توفير المياه بشكل قريب من تكلفته خطوة ضرورية لتحسين كفاءة الاستخدام؛ رغم أن عواقب ذلك على المساواة يجب أخذها في الاعتبار. وسيحتاج المزارعون ومسئولو الري والمستهلكون الحضريون إلى حوافز لتوفير المياه.

49- هناك تكنولوجيا عديدة لتحسين كفاءة استخدام المياه. ويمكن معالجة مياه الصرف واستخدامها في الري والذي قد يكون مصدراً هاماً للمياه من أجل الزراعة التي تتوسع بشكل سريع في المناطق الحضرية المحيطة بكثير من مدن العالم الكبيرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل أنظمة الري بالتنقيط، يمكن توفير المياه بشكل أكثر كفاءة للنباتات وإلى حد كبير بشكل يمنع تشبع التربة بالمياه وملوحتها. أيضاً يمكن أن يساعد التحول لمحاصيل جديدة تحتاج إلى مياه أقل (و/أو نوعيات محسنة جديدة) مع تتابع أكثر كفاءة للمحاصيل والزراعة في الوقت المناسب على تحقيق وفورات كبيرة في استخدام المياه. وأخيراً فالأساليب المحسنة لتجميع المياه وأنظمة الري صغيرة الحجم تبدو واعدة لصغار الملاك من المزارعين في المناطق التي تفتقر للرطوبة.

50- أحد الأمثلة البارزة للمناطق المروية لتكنولوجيا الثورة الخضراء/ الثورة الزرقاء الجديدة في إنتاج القمح هو "نظام زراعة الفراش" والذي يحظى بمميزات متعددة عن أنظمة الزراعة التقليدية. فهو يخفض استخدام المياه من 20 إلى 25 بالمئة، وهي وفورات رائعة! كما تتحسن أيضاً كفاءة المدخلات (الأسمدة وكيماويات حماية المحصول) إلى حد كبير مما يسمح بتخفيض إجمالي المدخلات بـ 25 بالمئة. بدأت هذه التكنولوجيا في الانتشار بسرعة في جنوب آسيا والصين.

51- تعتبر الحراثة الحفظية (بدون حراثة، صفر حراثة، الحد الأدنى من الحراثة) هي تكنولوجيا أخرى لها خصائص "تجميع المياه" الهامة بالإضافة إلى خصائص الحفاظ على التربة. وبخفض و/أو القضاء على عمليات الحراثة التقليدية على الأراضي التي يتم فيها جمع المحصول مرتين أو ثلاثة مرات سنوياً والذي يضيف بشكل مهم لإجمالي القدرة المحصولية، خاصةً تعاقب الأرز/القمح والقطن/ القمح وتؤدي إلى تحقيق دخل أكبر. ومن خلال استخدام مبيد للاعشاب حميد بيئياً وواسع المدى، تقلل الحراثة الحفظية أيضاً من الوقت الذي يجب ان تخصصه العائلات الزراعية للعمل المضني لإزالة الأعشاب الضارة. ويقلل فرش الوقاية الذي يترك على الأرض من عوامل التعرية وزيادة المادة العضوية وتحسين خصوبة التربة وتزيد من القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة والتي يمكن أن تكون بالغة الأهمية في الأراضي الهامشية. وتعني خصائص التربة غير المضطربة أيضاً ترك جذور دورات المحاصيل السابقة في أماكنها. وعند تحلل أنظمة الجذور أحياناً يتحولون إلى ممرات لترشيح المياه في التربة وتحويل أنظمة الحراثة الحفظية إلى نظم "تجميع مياه" أيضاً. وويعتبر ذلك أمراً مهماً بصفة خاصة للمناطق التي تميل للجفاف حيث يمكن للحراثة الحفظية زيادة كمية الرطوبة المخزونة في خصائص التربة المتوفرة لإنتاج المحاصيل.

زيادة الإنتاجية في الأراضي والبيئات الهامشية

52- كما ذكر من قبل، فعلى الأقل يعيش نصف سكان العالم الأكثر فقراً وحرماناً من الناحية الاجتماعية والتغذوية في أراضي هامشية ويسعون لكسب سبل معيشتهم من الزراعة. وكثيراً ما يصاحب ذلك –ولكن ليس دائماً- الجفاف ومشكلات التربة وانخفاض خصوبة التربة. ويمكن للظروف الجيولوجية التاريخية أن تؤثر إلى حد كبير على جودة التربة كما تفعل الممارسات الزراعية الخاطئة في الزمن الحديث. أيضاً بسبب المستويات المنخفضة للترسيب أو برودة درجات الحرارة من الممكن وجود بيئة زراعية رديئة مصحوبة بتربة خصبة نسبياً.

53- وقد عكف الباحثون الزراعيون خلال ال15 إلى 20 سنة الماضية على إعداد المناهج الزراعية-البيئية للحد من كمية المدخلات الخارجية (خاصةً الكيماويات الزراعية) التي يجب على المزارع استخدامها. ويعتبر استخدام بقايا المحصول والنباتات المثبتة للنيتروجين والشجيرات والأشجار والزبل الحيواني والسماد الخليط لتحسين خصوبة التربة جزءاً هاما من هذا المنهج. كما ينفذ المزارعون قليلو الموارد إدارة الآفات المتكاملة (والتي كثيراً ما تعتبر أساسية في الزراعة عالية الغلة) في آسيا ومناطق أخرى.

54- هناك حاجة لزيادة البحوث حول تربية النباتات لإعداد محاصيل تناسب الزراعة في المناطق الجافة بشكل أفضل والآثار المناوئة المحتملة لتغير المناخ. تلك المحاصيل تتضمن الذخن والذرة الرفيعة والشعير والعديد من الحبوب التي عادةً ما تزرع في المناطق الأكثر جفافاً. وقد تكون مجموعة أكبر من النوعيات سريعة النضج عالية الغلة ذات فائدة هائلة في المناطق التي تقل فيها الأمطار وكثيراً ما يصعب الاعتماد على سقوط الأمطار. وغالباً ما تنضج هذه النوعيات 25 إلى 50 بالمئة قبل النوعيات التقليدية مع قدرة محصولية أعلى ومقاومة الأمراض والحشرات.

55- وهناك أدلة لا بأس بها على أن تحمل الحرارة والجفاف صفات يمكن إضافتها للنوعيات عالية الغلة كما يمكن تطوير أنواع من محاصيل الحبوب أكثر كفاءةً في استخدام النيتروجين والفوسفور والمغذيات الأخرى للنبات المتوفرة حالياً بأفضل الأنواع والتهجين. أيضاً من نشاطات البحوث المهمة للغاية تطوير نوعيات حبوب ذات مقاومة أكبر للعشب الطفيلي ستريجا حيث ينشط هذا النوع من الطفيليات بشكل خاص في المناطق الهامشية.

56- وقد أحرز تقدم كبير في تطوير نوعيات حبوب ذات تحمل أكبر لقلوية التربة والألومونيوم القابل للذوبان وسميات الحديد. وسوف تساعد تلك النوعيات على تحسين مشكلات تحلل التربة التي حدثت في كثير من أنظمة الري الحالية. كما سوف تتيح تلك النوعيات للزراعة بأن تتوالى على مناطق التربة الحمضية مثل سيرادوس في البرازيل ووسط وجنوب افريقيا وبذلك تضيف كم أكبر من الأراضي القابلة للزراعة إلى القاعدة العالمية للإنتاج.

تحسين الجودة الغذائية

57- بالإضافة إلى استهلاك سعرات حرارية غير كافية، يعاني عدد كبير من الناس آثاراً شديدة لنقص المغذيات الدقيقة الذي يؤدي إلى الأنيميا والعمى وأمراض اخرى. ويمكن لمجموعة من مشروعات الصحة العامة غير المكلفة الحد من هذه المشكلات بشكل كبير. وتعتبر الأغذية المقوية وتقديم المكملات الغذائية مشروعات تتصف بكفاءة التكاليف لبعض السكان الفقراء. والتثقيف الغذائي لتشجيع أنظمة الغذاء الصحية والمتنوعة مشروع آخر. أيضاً يمكن أن تساعد التربية التقليدية للنباتات والتكنولوجيا الحيوية على تحسين الجودة الغذائية للأغذية الأساسية، وهو أمر نافع للفقراء إلى حد كبير. يجب النظر إلى كل هذه الاستراتيجيات على أنها استراتيجيات مكملة وليست اختيارات بديلة.

58- وفي الفترة من 1970 إلى 1990 كان هناك جهود رائدة للتربية التقليدية للنباتات لتحسين الذرة الصفراء في المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح. واكتشف في مرتفعات الأندين نوع من الذرة الصفراء يحمل العنصر الوراثي أوبيك 2 الذي يضاعف مستويات الليسين والتريبتوفان- نوعان أساسيان من الأحماض الأمينية اللازمة لتكوين البروتين- واللذان عادةً ما يتواجدا بشكل محدود في الذرة الصفراء العادية. وللذرة الصفراء عالية الجودة التي تحتوي على البروتين نفس نوعية البروتين التي يحتوي عليها اللبن منزوع الدسم ولكن غلته وشكله وطعمه مماثل للذرة الصفراء العادية. وفي العالم النامي يزرع حوالي 500000 هكتاراً بهذا النوع من الذرةن منها 60 بالمئة في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء.

59- أما عمل تربية النباتات الأحدث فيركز على زيادة تركيزات المغذيات الدقيقة في محاصيل الأغذية الأساسية إما عن طريق إزالة مثبطات امتصاص المغذيات الدقيقة أو برفع مستويات الأحماض الأمينية التي تنشط امتصاص المغذيات الدقيقة. هذا ويظهر التنوع الوراثي الطبيعي في الكثير من المحاصيل بما يتضمن الأرز والقمح والذرة الصفراء والفول مجالاً واسعاً من تركيزات الحديد والزنك ومغذيات دقيقة أخرى. بالإضافة لذلك، فمن خلال التكنولوجيا الحيوية يمكن إضافة بدائل الفيتامين أ إلى الأرز والذرة البيضاء ومحاصيل غذائية أخرى. وقد يكون لذلك أثراً عميقاً على ملايين الفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على أنظمة غذائية متوازنة ومكملات غذائية.

التكيف مع التغيرات المناخية

60- يمكن أن يكون لزيادة تركيزات ثاني أوكسيد الكربون وارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط سقوط الأمطار والتذبذبات الحادة لأحوال الطقس آثاراً رئيسية على الزراعة واستخدام الأراضي. وبرغم استمرار وجود اختلافات كبيرة في الرأي حول توقيت وشدة والأثر المتفاوت لتغيرات المناخ الفعلية المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي، يبدو ان هناك إجماع على ثلاثة جوانب هامة. الأول هو أن حدوث الطقس الحاد على الأغلب سيزداد، على هيئة عواصف أكثر شدة، وفيضانات أكثر والأهم بالنسبة للإنتاج الزراعي هو حدوث الجفاف بشكل متكرر وأشد. ثانياً، يبدو من الممكن أن تمر أراضي المناطق المواتية بظروف مواتية أكثر للزراعة ولكن المناطق التي تتعرض حالياً للفيضان الدوري وبشكل خاص الجفاف على الأغلب ستواجه دماراً أكبر. ثالثاً، ستكون جميع البحوث الزراعية فعلياً الموجهة نحو التغلب عى آثار الحرارة والجفاف والظروف الصعبة الحيوية وغير الحيوية ذات فائدة محتملة عالية لتخفيف الآثار السلبية المحتملة للاحتباس الحراري العالمي.

61- ومن المصادفة أن أولويات البحوث المرتبطة بالتغيرات المناخية أيضاً تتطابق مع تلك الأولويات الأكثر أهمية وضرورية في جدول أعمال البحوث الزراعية "المساند للفقراء"- وهي تحسين كفاءة استخدام المياه وعزل الكربون في استراتيجيات الإدارة الزراعية والغابات والمراعي. (المعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية، 2002). وتزيد الحراثة الحفظية من المادة العضوية للتربة وتحفظ موارد التربة والمياه وبقدم أيضاً الحد من حرق بقايا المحاصيل وزراعة الأشجار والامتناع عن إزالة الغابات واستحداث الغابات الزراعية في أراضي المحاصيل غير المنتجة مكاسب في امتصاص الكربون. (ر. لال، 2003)

التكنولوجيا الحيوية وصغار الملاك من المزارعين

62- على عكس الاتهامات التي تصدرها دوائر معينة والقائلة بأن التكنولوجيا الحيوية تلائم فقط المتيسرين من المزارعين فالحقيقة هي أن التكنولوجيا الحيوية تقدم فرصاً جديدة ومثيرة عديدة لتحسين الغلة وقدرة الاعتماد على الاحتمالات الموضوعة والغلة والجودة التغذوية لأغذيتنا وأنواع الألياف وربما الأنواع المائية أيضاً.

63- وبرغم المعارضة القوية من بعض الدوائر للمحاصيل المهجنة، كان تطبيق المزارعين التجاري للنوعيات الجديدة واحداً من أسرع حالات انتشار التكنولوجيا في تاريخ الزراعة. بين عامي 1996 و2003، زادت المساحة المزروعة لأغراض تجارية بالمحاصيل المهجنة من 1.7 إلى 67.8 مليون هكتار (جيمس 2004). وتقع هيه المساحة في 17 دولة وتمثل الولايات المتحدة 63 بالمئة والأرجنتين 20 بالمئة من الإجمالي. ومن منظور المحاصيل، يحتل فول الصويا المهجن المرتبة الأولى ب 41 مليون هكتار ويليه الذرة الصفراء المهجنة ب16 مليون هكتار والقطن المهجن ب 7 مليون هكتار والكانولا المهجنة ب4 مليون هكتار. ويعتبر تحمل مبيدات الأعشاب الصفة الأهم وتفسر 77 بالمئة من إجمالي المساحة ويليها مقاومة الحشرات عند 15 بالمئة (مصطلح عام) وكان حوالي 4 مليون مزارع من صغار الملاك الصينيين يزرعون قطناً في 2.8 مليون هكتار في 2003 بزيادة 40 بالمئة عن عام 2002. وتشير التقديرات الأولية إلى أن إجمالي الفدادين المزروعة بمحاصيل مهجنة في العالم عام 2004 سوف يرتفع مرة أخرى. وسوف تتوفر خاصية جديدة للذرة الصفراء في سوق أمريكا الشمالية-مكافحة دودة جذر الحنطة- في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المتوقع أن يواصل فول الصويا المحسن وراثياً والذي يتميز بتحمل مبيدات الأعشاب التوسع في البرازيل. بالإضافة لذلك، من المتوقع زيادة بالغة الأهمية في القطن بشكل عام في الهند.

64- وحتى هذا التاريخ، لا توجد معلومات علمية يمكن الاعتماد عليها لإثبات خطورة المحاصيل المهجنة في حد ذاتها. وقد استخدم حمض دنا المطعم لمدة 25 عاماً في الصيدلة بدون تسجيل أي حالة من الأذى بسبب عملية التعديل الوراثي. حتى الآن، فهذه هي أيضاً حالة الأغذية المعدلة وراثياً. وتقوم صناعة البذور بوظيفتها على أكمل وجه للتأكد من أن نوعيات البذور المحسنة وراثياً آمنة وأن تناول الأغذية التي تنتجها آمن أيضاً.

65- وسوف تلعب النباتات المحسنة وراثياً دوراً هاماً بإطراد كتدعيم قدرة الاعتماد على الغلة خاصةً في الظروف الصعبة الحيوية وغير الحيوية. ونتوقع في المستقبل غير البعيد- عندما يتغلب العلم على الانفعالات والأيدولوجية- فسوف يرحب المختصون بالبيئة بالكائنات المحسنة وراثياً كأداة "طبيعية" قوية لحماية البيئة بشكل أفضل. وبالفعل فإقرار الكائنات المحسنة وراثياً أدى إلى هبوط واضح في استخدام مبيدات الأعشاب ومبيدات الحشرات. وحتى الآن ففي زراعة القطن والذرة الصفراء وفول الصويا وحدهم في الولايات المتحدة الأمريكية، انخفض استخدام مبيدات الآفات في 2002 ب21,000 طن نظراً لاستخدام النوعيات ذات المقاومة الوراثية للحشرات والأمراض وتحمل بعض مبيدات الأعشاب مما يتيح استخدام عام أقل (جيانسي 2002).

66- ومن المرجح أن القطاع العام منفرداً وفي شراكات مع منظمات القطاع الخاص، سيلعب دوراً بالغ الأهمية إذا تم تعزيز سلطة التكنولوجيا الحيوية لتطوير الكثير من التكنولوجيا المساندة للفقراء والذي أشرنا إليها في هذه الورقة. يجب إعداد الحكومات القطرية للعمل مع – والاستفادة من – مثل هذا التجمع للأبحاث. وهي تحتاج لتأسيس إطار منظم لإرشاد اختبار واستخدام المحاصيل المحسنة وراثياً والتي يجب أن تكون معقولة من ناحية تجنب المخاطر وتتصف بكفاءة التكاليف ليتم تطبيقها. كما يجب أن تخصص حماية ملائمة لحقوق الملكية الفكرية للقطاع الخاص.

67- ونظراً لأن معظم هذه البحوث يجريها القطاع الخاص مما يحفظ حق اختراعاته، يجب أن يواجه صانعو السياسة الزراعية مشكلة قد تكون خطيرة حول إمكانية الحصول على هذه الاختراعات. ما هي المدة وتحت أي شروط يجب منح حق الاختراع للمنتجات الخاضعة للهندسة الحيوية؟ علاوة على ذلك سيؤدي ارتفاع تكلفة بحوث التكنولوجيا الحيوية إلى تجميع سريع لملكية شركات علم الحياة الزراعية وهو ما يثير قلق الكثيرين. وهذه هي أمور يجب أن تدرسها بشكل جدي منظمات الحكومات القطرية والإقليمية والعالمية.

68- يجب أن نعترف بعدم الارتياح في هذا الصدد، ونعتقد أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشكلة المحتملة هي أن تتأكد الحكومات من أن برامج بحوث القطاع العام المجهزة لإعداد "السلع العامة" أيضاً يتم تمويلها بشكل ملائم للمساعدة على ضمان ألا يصبح المزارعون والمستهلكون رهائن لعمليات الاحتكار المحتملة من جانب القطاع الخاص. ومع الأسف، فخلال العقدين الماضيين، انخفض دعم أنظمة البحوث القطرية العامة شيئاً فشيئاً في البلدان الصناعية بينما هبط دعم البحوث الزراعية العالمية بشكل سريع للغاية بحيث أوشك أن يصل لحد الكارثة. وإذا كان لهذه الاتجاهات أن تستمر، فنحن نخاطر بفقدان التواصل العام لمنظمات البحوث الزراعية – العامة والخاصة ومن المجالات الأساسية إلى التطبيقية – وهو الأمر الضروري لتقدم الزراعة إلى الأمام.

الاستثمارات الاجتماعية في الحفاظ على البيئة

69- ربما يعيش عدد كبير يصل إلى 600 مليون من الفقراء الجياع في مناطق ضعيفة بيئياً ويعتمدون على موارد طبيعية ليس لهم عليها سوى القليل من السيطرة القانونية. وينتج عن ذلك قيام المزارعين الذين يفتقرون إلى الأراضي بزراعة أراضي غير ملائمة مثل المرتفعات التي تميل للتأثر بعوامل التعرية والمناطق شبة القاحلة حيث تتم تعرية التربة بسرعة والغابات الاستوائية حيث تنخفض غلة المحصول في الحقول المستصلحة بشكل حاد بعد بضعة سنوات بسبب الفقدان السريع للمادة العضوية للتربة. ويعتبر الكثير من هذه الأراضي الهامشية ليس فقط ضروري لسبل معيشة هؤلاء السكان الفقراء، ولكن هذه الأراضي أيضاً تلعب أدواراً هامة للغاية في الحفاظ على مياه الأمطار المجمعة والتنوع الحيوي. ولتشجيع زيادة الإنتاج الزراعي في تلك المناطق سيكون من الضروري الاعتراف الشامل بهذه الأدوار المتعددة. وهذا يعني مشروعات للحفاظ على الموارد الطبيعية تنفذ على مستوى النظام البيئي أو طبيعة الأرض. ويمكن أن تساهم هذه المناهج مباشرةً في الحد من الفقر وتحسين الأمن الغذائي. علاوة على ذلك فمثل هذه الاستثمارات قد تولد سلع عامة عالمية إيجابية من الظواهر الخارجية البيئية الإيجابية. وتختلف استثمارات رأس المال عن الإعانات حيث يكون لها أرباح متوقعة على المدى الطويل – وهو عائد واضح للاستثمار – بينما الإعانات ما هي إلا تغلب قصير المدى على العوائق. ومع ذلك، هناك حاجة لخطوات نشطة لتحقيق الحد من الفقر بالإضافة غلى المحافظة على البيئة والموارد وتحقيق أهداف التنمية الزراعية.

70- ولذلك فالمفترض أن يتم تنظيم برامج الأغذية مقابل العمل مع الجماعات الزراعية الريفية في المناطق التي ساءت ظروفها البيئية بشدة لبدء أعمال إصلاح الحفاظ على النظام البيئي ذات الأولوية القصوى. والمفترض أن توفر هذه البرامج فرص عمل إضافية خلال "موسم الجوع" لبعض أكثر السكان تعرضاً لانعدام الأمن الغذائي. ومن المقترح أن يتم توريد مدفوعات الأغذية العينية من الإنتاج المحلي في المناطق التي يوجد بها فائض أغذية في البلاد. وبذلك يمكن تحقيق أهداف إنمائية متعددة: إصلاح مساقط المياه المتدهورة بشدة، زيادة الأمن الغذائي وتوسيع طلب السوق على الأغذية الأساسية محلية المنتج.

71- وهذا وسوف تتمثل معظم الاستثمارات "المساندة للفقراء" المرجح أن تنفع صغار الملاك من المزارعين في بحوث حول السلع العامة وأنشطة تنموية وهي المجالات التي تحتاج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فيها إلى زيادة –وربما مضاعفة- مساعدات التنمية الرسمية لدعم الموارد الهزيلة التي توفرها حكومات البلاد منخفضة الدخل.

حيازة أراضي أكثر أمناً

72- إن الزراعة وتربية الماشية هما المصدرين الرئيسيين للثروة في المجتمعات الزراعية. وهي ليست بمصادفة أن تحدث الثورة الخضراء الأولى في مناطق مروية وتتميز بجودة المياه يتمتع المزارعون فيها بحيازة آمنة إلى حد نسبي. وهذا ليس أمراً مفاجئاً، حيث أن نوعيات الغلة العالمية وأنظمة إدارة المحاصيل تتطلب استثمارات إضافية في عوامل الإنتاج المطلوبة للحصول على أعلى مستويات الغلة والعوائد. بالنسبة للثورة الخضراء الثانية فكانت إحدى عوائقها الرئيسية هي عدم مساواة أنظمة حيازة الأراضي وانعدام أمنها، وهي أسباب رئيسية للفقر والاضطرابات المدنية في العالمي النامي. يعيش أكثر من نصف فقراء العالم في مناطق ضعيفة بيئياً ويعتمدون على موارد طبيعية لهم عليها سوى سيطرة قانونية ضئيلة. ويلجأ المزارعون الذين يفتقرون إلى الأراضي إلى زراعة أراضي غير ملائمة مثل المرتفعات التي تميل للتأثر بعوامل التعرية والمناطق شبه القاحلة حيث يتم تعرية التربة بشكل سريع والغابات الاستوائية حيث تنخفض غلة المحصول في الحقول المستصلحة بشكل حاد بعد بضعة سنوات.

73- يحتاج الفقراء إمكانية حصول آمنة على الأراضي من خلال الملكية الفردية أو الجماعية وحقوق طويلة المدى وأسواق تأجير عاملة أو وسائل أخرى. وهناك حاجة خاصة لزيادة إمكانية حصول المرأة على ترتيبات حيازة آمنة. فكثيراً ما لا تشجع الأنظمة التقليدية لحيازة الأراضي المزارعين على الاستثمار في تحسين الأراضي حيث أن ثمار الاستثمار في بناء الأسوار وتدريج الأراضي وتجميع المياه والري ليست مضمونة. وفي مناطق كثيرة تتآمر حقوق المراعي التقليدية ضد الاستثمارات في الحفاظ على الأراضي مما يؤدي إلى زيادة المشاحنات بين الرعاة والمزارعين. وتؤدي ضغوط السكان المتعلقة بالإنسان والماشية إلى رعي أكثر من اللازم وتدهور التربة مما يؤدي بدوره إلى نزاعات حول إمكانية استخدام الأراضي حيث أن خبراء الزراعة والرعي كليهما يحتاج للتوسع في عملياتهما في الأراضي.

74- لقد كان عالم الاقتصاد البيروفي إيرناندو دو سوتو وزملاؤه في معهد الحرية والديمقراطية في ليما، بيرو رواداَ في ما أسماه "لغز رأس المال". وما توصل إليه بحوثهم هو أنه كثيراً ما جمع فقراء العالم أصولاً كافية للتخلص من الفقر (دو سوتو 2000). وبالفعل يرى دو سوتو أن القيمة الحقيقية لأصولهم كثيراً ما تكون المعونة الأجنبية والاستثمار الذي تلقونه منذ عام 1945. ولكنه يعارض أن يحتفظ الفقراء بأصولهم في صورة معيبة – وينقصهم حقوق الملكية الموثقة والمسجلة بشكل دقيق. وكنتيجة لذلك، لا يمكن تحويل أصولهم إلى رأس مال بسهولة ولا يمكن بيعها خارج الدوائر المحلية الضيقة ولا يمكن استخدامها كضمان لقرض أو كحصة في أحد الاستثمارات.

ملاحظات ختامية

75- على مدى الخمسين عاماً الماضية كان النمو الزراعي أعلى من النمو السكاني في معظم أنحاء العالم. وقد ساعد النجاح في إنتاج الأغذية على تقويض احتمالات النزاع حول موارد الأغذية والأراضي والمياه. ولكن الأهداف السهلة في الزراعة فقد تم تحقيقها إلى حد كبير. أما الأهداف الأكثر صعوبة فلا زالت تنتظر وهي غالباً ما تكون معقدة بشكل خطير بسبب مشكلات الكثافة السكانية العالية والفقر وانخفاض قواعد الموارد كمياً ونوعياً وأنظمة إدارة الحكم غير الملائمة. وبينما لا نستطيع أن نحرك أعيننا عن الحاجة الإجمالية لزيادة الأغذية والإنتاج الزراعي (الأغذية الأساسية)، يجب أيضاً أن نمول كم أكبر من البحوث ونهتم بالإنتاج والحاجات التغذوية لمن يعانون انعدام الأمن الغذائي بشكل مزمن. ومن الممكن أن يسهل توسيع دائرة العلم والتكنولوجيا لتشمل المناطق والمزارعين الذين تم تجاهلهم خلال الثورة الخضراء الأولى بالإضافة إلى التحسن المتوقع في إنتاجية المحاصيل بشكل عام من تحقيق الأمن الغذائي المستدام للجميع. وسوف يمكن دخل المزارع الأعلى صغار الملاك من المزارعين،خاصةً في الأراضي الهامشية من عمل استثمارات إضافية لحماية قاعدة الموارد الطبيعية.

76- قد حققت تلك البلدان المنخفضة الدخل والأكثر نجاحاً في الحد من الجوع بصفة عامة نمواً اقتصادياً سريعاً ولا سيما نمواً سريعاً في القطاع الزراعي، كما حققت تلك البلدان زيادة سكانية بطيئة ومستويات أقل من الإصابة بالإيدز ومرتبة عالية في مؤشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية. ومع ذلك فالنمو الاقتصادي وحده ليس كافياً لاستئصال الجوع لأن الكثير من الجياع يتم استبعادهم من المجتمع فيصبحون غير قادرين على المطالبة بحقوقهم ومن ثم يعيشون خارج نطاق الأسواق و فوائدها. بالإضافة لذلك، فمن يسقطون في دوامة الفقر ينقصهم التعليم وليس لديهم إمكانية الحصول على الخدمات ولا سيما النساء والفتيات والأطفال. هناك أيضاً حاجة لشبكات سلامة اجتماعية فعالة لضمان أن هؤلاء الذين لا يستطيعون إنتاج أو شراء الأغذية سوف يحصلون على ما يأكلونه. هناك حاجة للعمل السياسي الذي يواجه الجوع والفقر والمرض معاً.

77- كما سوف تساعد أنظمة إنتاج زراعي أكثر حيوية على تنشيط فرص عمل أكثر خارج المزارع في الريف. الصين مثال بارز. فقد أدت طرق الإنتاج الحديثة إلى انطلاق رائع في الغلة والإنتاج الزراعي مما أدى إلى إنتاج 100 مليون طن إضافية من الحبوب سنوياً بحلول عام 1990. وقدم النمو السريع في إنتاجية العمال الزراعيين والدخل الريفي فرصاً عظيمة لتطوير القطاع غير الزراعي. وبحلول الثمانينيات، كانت القرية الريفية ومشروعات البلاد الصغيرة قد أصبحت محرك النمو الأكثر حيوية في الاقتصاد القطري للصين (فان وآخرين، 2002).

78- وبذلك فقد تلتقي البشرية والحضارة مرة أخرى في مفترق طرق آخر. قد يتعلق مستقبل الرأسمالية في الميزان هذه المرة. فالعولمة صاحبها تغيرات ضخمة في تكامل الأسواق العالمية والأنظمة المالية وتقدم اقتصادي ومنفعة عظيمة لثلاثة ويحتمل أربعة مليار شخص. وفي نفس الوقت هناك حوالي 205 مليار شخص معرضين لخطر التهميش بشكل دائم من أنظمة السوق ومصير من الفقر واليأس. وما لم يجد المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الغنية، السبل لإدماج عدد أكبر من هؤلاء المهمشين في أنظمة السوق العالمية الجديدة، فسوف يكون من الصعب تصور كيف للعولمة أن تستمر.

المراجع


نورمان بورلوج. 2000 إعادة النظر في الثورة الخضراء والطريق للأمام. محاضرة خاصة بمناسبة الذكرى الثلاثين، معهد نوبل النرويجي، أوسلو.

جوردون كونواي. 1999 الثورة الخضراء المضاعفة: الغذاء للجميع في القرن الحادي والعشرين. مطبعة جامعة كورنيل. إيثاكا، نيويورك.

كرسيتوفر ديلجادو وم. روزجرانت وهـ. ستاينفيلد وسيمون إهوي وس. كوربوا. 1999 الماشية حتى 2020. ثورة الأغذية القادمة. المعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية : واشنطن دي سي.

إيرناندو دو سوتو. 2000 لغز رأس المال: لماذا تنجح الرأس مالية في الغرب وتفشل في كل مكان آخر. بيزيك بوكس: نيو يورك
الفاو 2003. الزراعة العالمية: نحو 2015/ 2020: منظور الفاو
شينجن فان ، ول. زانج وس زانج 2002. النمو وانعدام المساواة والفقر في الصين: دور الاستثمارات العامة. تقرير البحث رقم 125. المعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية واشنطن دي سي.

ليونارد جيانيزي 2002. التكنولوجيا الحيوية للنبات: الآثار الحالية والمحتملة لتحسين إدارة الآفات في الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية. المركز القومي للأغذية والسياسة الزراعية. واشنطن دي سي.

المعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية 2002. تحقيق الأمن الغذائي المستدام للجميع بحلول 2020: وضع الأولويات والمسئوليات في نصابها الصحيح
جوردف كوش 1995. النوعيات الحديثة- إسهامها الحقيقي في إمدادات الأغذية والمساواة. جيوجورنال 35 (3)، 275-284.

راتان لال، المحرر.يصدر قريباً. وقائع أعمال ورشة العمل، "تغير الطقس، ديناميات الكربون والأمن الغذائي العالمي" 10 إلى 11 يونيو، جامعة ولاية أوهايو، كولومبس، أوهايو.

مشروع الألفية. 2003. خفض الجوع في العالم إلى النصف- ورقة الخلفية حول فريق عمل الألفية للجوع. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: نيو يورك

فاسلاف سميل. 1999. منظور بعيد المدى حول الأسمدة غير العضوية في الزراعة العالمية. محاضرة ألقيت في ذكرى ترافيس هيجنت، المركز الدولي للأسمدة، ماسل شولز، الاباما
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. 1997 التقييم الشامل لموارد المياه العذبة في العالم.

البنك الدولي. 2002 الوصول لفقراء الريف. استراتيجية متجددة للتنمية الريفية. البنك الدولي: واشنطن دي سي.

1 رئيس رابطة ساساكاوا وافريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1970.

2 مدير الاتصالات، رابطة ساساكاوا وافريقيا