COAG 2005/Inf.7
يناير/كانون الثانى 2005


لجنة الزراعة

الدورة التاسعة عشرة

روما، ايطاليا، 13- 16 أبريل/نيسان 2005

الطاقة الحيوية

البند 7 من جدول الأعمال المؤقت

بيان المحتويات

أولاً – مقدمة

ثانياً – الطاقة من أجل التنمية

ثالثاً – الطاقة الحيوية من أجل تنمية الزراعة والغابات

رابعاً – الطاقة الحيوية على جداول الأعمال الدولية

خامساً – الأنشطة الحالية لمنظمة الأغذية والزراعة

سادساً – القضايا الرئيسية ذات العلاقة بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة ودولها الأعضاء

سابعاً - نهج لخطة عمل موسّعة لمنظمة الأغذية والزراعة في مجال الطاقة الحيوية

ثامناً – آراء لجنة الغابات ولجنة الزراعة

أوّلاً - مقدّمة

1 - تعتبر خدمات الطاقة النظيفة والآمنة ضروريةً لتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفيّة. غيرَ أنّ نحو مليارين من البشر، يعيش معظمهم في المناطق الريفية للدول النامية، ما يزالون دونَ كهرباء وغيرها من خدمات الطاقة الحديثة، ويعتمدون إلى حدّ كبير على حرق حطب الوقود والفحم النباتي لتلبية حاجاتهم الأساسية الخاصّة بالطبخ والتدفئة. وعلى المستوى الدولي، تٌعتبَر أنواع الوقود المشتقّة من البترول المصدر الآخر السائد للطاقة. وبينما أفسحت هذه الأخيرة المجال أمام التطور الصناعي، إلاّ أنّها كانت السبّب أيضاً في العديد من الشواغل البيئية لمجتمعنا المعاصر.

2 - إنّ إنتاج واستخدام أنواع الوقود الحيوي، إلى جانب توفيرهما خيارا هاماً للطاقة العالمية، يرتبطان بعدد كبير القضايا، مثل: إدارة المحاصيل ونُظُم المحاصيل الزراعية، الأمن الغذائي، استخدام الأراضي والتنمية الريفية، الإدارة المستدامة للغابات، الحفاظ على التنوّع البيولوجي، والحدّ من تغيّر المناخ. يمكن للاستخدام المتزايد لأنواع الوقود الحيوي، إذا ما أُدير بشكل مناسب، أن يساعد في توفير خدمات طاقة أنظفَ، في ذات الوقت الذي يساهم فيه في تحقيق التنمية المستدامة والتخفيف من الشواغل البيئية.

3 - رغم أنّ القدرة التنافسية الاقتصادية لأنواع الوقود الحيوي مقابل أنواع الوقود الأحفوري تمثّل تحدّياً رئيسياً، إلاّ أنّ هناك العديد من المشاكل الأخرى التي تغطّي نطاقاً واسعاً من الجوانب المؤسساتية والمسائل التكنولوجية، وهي تستحقّ أن توليها منظّمة الأغذية والزراعة عناية ذات أولوية.

4 - لأغراض النقاش، يشير مصطلح "الطاقة الحيوية" إلى تحويل الكتلة الحيوية إلى طاقة، بما فيها الطاقة الخشبية المشتقّة من الأشجار، والطاقة الزراعية المشتقّة من المحاصيل الزراعية غير الخشبية. وتستكشف هذه الوثيقة الفوائد والفرص التي يتيحها الاستخدام المتزايد للطاقة الحيوية، والذي يمكنه أن يساهم، من بين أشياءَ أخرى، في تنويع الأنشطة الزراعية والحرجية، وتحسين الأمن الغذائي والحدّ من وطأة الفقر. هذا ويُتوخّى إبداء الآراء حول المساهمة التي يمكن أن تقدّمها منظّمة الأغذية والزراعة وغيرها من المنظّمات صوبَ تشجيع التغييرات في قطاعَي الزراعة والغابات من خلال دمج أنشطة الطاقة الحيوية ضمن النُظُم الحالية للزراعة وإنتاج الأخشاب.

ثانياً - الطاقة من أجل التنمية

5 - يمثّل البترول المصدر السائد للطاقة الأوّلية، بمقدار يتجاوز 35 فى المائة من مجموع الاستهلاك التجاري للطاقة الأوّلية في العالم. ويحتلّ الفحم المرتبة الثانية كمصدر أوّلي للطاقة ( ~23 فى المائة من الاستهلاك العالمي للطاقة الأوّلية)، ويتلوه الغاز الطبيعي في المرتبة الثالثة ( ~21 فى المائة). وتعدّ انبعاثات أنواع الوقود الأحفوري هذه المصادرَ الرئيسية لغازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) التي تتسبّب في ظاهرة الاحترار العالمي، وبالتالي تغيّر المناخ. ويمثّل حطب الوقود مع الفحم النباتي وغيرهما من أنواع الوقود الحيوي ما نسبته 10 فى المائة من مجموع الاستهلاك العالمي للطاقة الأوّلية. أمّا الطاقة النووية فتمثّل نسبة 7.6 فى المائة، والطاقة المائية وغيرها من مصادر الطاقة المتجدّدة (الحرارة الباطنية الأرضية ، والشمسية والرياح) فتمثّلان نسبة 2.7 و 0.7 فى المائة، على الترتيب.

6 - إنّ أربعةً من كلّ خمسةٍ من البشر يعيشون دون كهرباء في المناطق الريفية في البلدان النامية، أغلبهم في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ففي المناطق الريفية لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحمل النساء ما معدّله 20 كيلوغراما من حطب الوقود لمسافة خمسة كيلومترات يوميا. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما يزال أكثر من 92 فى المائة من سكان الريف دون كهرباء. كما أنّ عدد الناس الذين يعيشون بأقلَّ من دولار أمريكي واحد في اليوم هو تقريباً نفس عدد أولئك الذين ينقصهم الوصول للطاقة التجارية : أي مليارينِ من البشر. إنّ إيصال شبكة كهربائية لعدد قليل من الأسر في مُحيط ريفي معيّن قد يتمخّض عن تكاليفَ قد تصل إلى 0.70 دولار أمريكي لكلّ كيلواط - ساعة، أي بمقدار سبعة أضعاف تكلفة توفير الكهرباء لإحدى المناطق الحضرية.

7 - وفي هذا السياق، فإنّ بإمكان نسبة متزايدة من الطاقة الحيوية1، بشقيّها الرئيسيين: الطاقة الخشبية والطاقة الزراعية2، أن تساعد في توفير خدمة طاقةٍ أنظفَ لتلبية متطلّبات الطاقة المذكورة أعلاه.

1.
"الطاقة الحيوية": هي كلّ أنواع الطاقة المنتَجة من الوقود الحيوي بأنواعه. "الوقود الحيوي": الوقود المنتَج بشكل مباشر او غير مباشر من الكتلة الحيوية. "الكتلة الحيوية" : هي المادة ذات أصل بيولوجي (باستثناء الموادّ المطمورة في التشكيلات الجيولوجية والتي تحوّلت إلى متحجّرات أحفورية)، مثل: حطب الوقود، الفحم النباتي، النفايات والمنتجات الثانوية الزراعية، محاصيل الطاقة، روث الماشية، الغاز الحيوي، الهيدروجين الحيوي، الكحول الحيوي، الكتلة الحيوية الميكروبية، وغيرها. وتشمل الطاقة الحيوية على جميع مصادر الطاقة الخشبية وجميع مصادر الطاقة الزراعية.

2.
"مصادر الطاقة الزراعية" هي المنتَجات الثانوية للزراعة والماشية (مثل القش، الأوراق، السيقان، القشور، الأصداف، الزبل، الروث، وغيرها من المنتجات الثانوية للتصنيع الزراعي وعمليات الذبح) وكذلك محاصيل الطاقة (وهي النباتات التي تُزرع بغرض إنتاج الطاقة)، مثل قصب السكّر، وبنجر السكر، والذرة الرفيعة السكرية، وزيت النخيل، بذر اللفت الزيتي وغيرها من بذور الزيت، والأنواع المختلفة من الأعشاب النجيلية، مثل عشب الفيل وعشب وحشيشة الفالارس القصبية. أمّا "مصادر الطاقة الحيوية" فهي حطب الوقود، والفحم النباتي، والمخلّفات الحرجية، والسائل الأسود وأيّ نوع آخر من أنواع الطاقة مستمدَّة من الأشجار.

ثالثا : الطاقة الحيوية من أجل تنمية الزراعة والغابات

8 - قد يشهد هذا القرن تحوّلاً جذرياً من اقتصاد قائم على الوقود الأحفوري إلى اقتصاد قائم على الطاقة الحيوية، مع الزراعة والغابات كمصدرين أساسيين من مصادر الكتلة الحيوية لأنواع الوقود الحيوي مثل حطب الوقود، والفحم النباتي، والكُريّات الخشبية والبيوثانول والبيوديزل، والكهرباء الحيوية.

9 - في البلدان النامية ما يزال حطب الوقود والفحم النباتي يشكّلان مصدر الطاقة السائد لمعظم الأُسر في هذه البلدان. غير أنّ الطاقة الخشبية أخذت تصبح، حتّى في بعض البلدان المتقدمة مثل فنلندا والسويد والنمسا وأستراليا، خياراً هاماً متزايداً للطاقة الصناعية، حيث أنّها متوفّرة محلّياً وغير ضارّة بالبيئة. إذ تقوم شركات الغابات في هذه البلدان بتوسيع أنشطتها التقليدية لإنتاج الأخشاب لتشمل فرص السوق لهذه الطاقة الجديدة. والطاقة الخشبية لا تُستمدّ من المخلّفات الخشبية فحسب، بل وأيضاً من أنواع الوقود الخشبي التي يتمّ إنتاجها كمنتَج أوّلي من خلال إعادة التحريج والتحريج.

10 - لقد اكتسبت أنواع الوقود الحيوي السائل أهميّةً كبيرةً خلال العقود الأخيرة في البرازيل، وبشكل أحدث عهداً في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغيرها من بلدان منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولا سيّما في قطاع النقل. وفي نفس الوقت، أخذ دور الزراعة كمصدر من مصادر الطاقة يكتسب بدوره أهميةً كبيرة. هذا وتشير السيناريوهات التي تمّ تطويرها للولايات المتحدة الأمريكية وللاتّحاد الأوروبي إلى أنّ الأهدافَ القصيرة المدى الراميةَ إلى الاستعاضة عمّا يصل إلى 13 فى المائة من أنواع الوقود القائمة على البترول بأنواع الوقود الحيوي السائل (البيوثانول والبيوديزل) تبدو قابلةً للتحقيق على الأرض الزراعية المتوفّرة. وفي الواقع، فإنّ عدداً من الصناعات الزراعية، مثل طواحين السكّر، تقوم بالفعل بتحويل ثفل قصب السكر إلى حرارة وكهرباء للأغراض الصناعية، بحيث أصبحت تتمتّع بالاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة. والبعض الآخر من هذه الصناعات يقوم بإنتاج الإيثانول (الكحول الإيثيلي) ويعمل على تزويد الشبكة بالكهرباء. وتُعتبر قدرة الطاقة الحيوية للصناعات الزراعية التي تصنّع الموز، والأرُزّ، والقمح، والذرة الرفيعة، والكسافا، والعديد من المحاصيل الأخرى، هائلةً. كما أنّ تقانات إنتاج أنواع الوقود الاصطناعي من الكتلة الحيوية وتطبيقاتها في خلايا الوقود تثير الاهتمامَ بصدد استعمال محاصيل الطاقة كمحاصيل دوّارة في الزراعة عالية الكثافة، مع استعمال النشويات وغيرها من أشكال الكربوهيدرات كقاعدة لإنتاج الكحول الحيوي أو البيوديزل بدلاً من عمليات التصنيع الأسهل القائمة على السكّريات.

11 - وثمّةَ اهتمام متزايد من لدُن الحكومات والقطاع الخاصّ في البلدان المتقدّمة وفي العديد من البلدان النامية بتوسيع استخدام أنواع الوقود الحيوي المشتقّ من الكتلة الحيوية الزراعية والحرجية.

12 - الكتلة الحيوية تُعدّ مصدر طاقة متوفّر محليّاً يمكنها إنتاج الكهرباء والحرارة والطاقة، بالاعتماد على أنواع الوقود المشتقّة، السائلة والغازية والصلبة، كما أنّ بمقدورها أن تسهم في استبدال أنواع الوقود الأحفوري المستوردَة، مما يعزّز الأمن الوطني في مجال الطاقة وتنويع مصادرها.

13 - إنّ بمقدور أنواع الوقود الحيوي، بوصفها مصدرَ طاقةٍ معادلاً لانبعاثات ثاني أكسيد الكاربون، الإسهامَ كذلك في الحدّ من تغيّر المناخ عبر استبدال أنواع الوقود الأحفوري، حينما يتمّ إنتاجها بشكل مستدام، وعبر تثبيت الكربون في الغابات والتربة من خلال أنشطة التحريج وإعادة التحريج والممارسات المحسَّنة لإدارة الأراضي والغابات. ورغم ذلك، فإنّ قدرة الطاقة الحيوية على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) تتفاوت تبعاً لأنماط استخدام الكتلة الحيوية. بل إنّ توليد الطاقة الحيوية، في بعض الحالات، قد يبرهن على كونه سلبياً في قيمة صافي الطاقة.

14 - قد يساعد استخدام المخلّفات غير المستغلَّة وإقامة مزارع الطاقة ومحاصيل الطاقة في معالجة الشواغل البيئية الموجودة الأخرى. فمزارع ومحاصيل الطاقة (لا سيّما المحاصيل المعمِّرة) يمكنهما المساعدة في منع إنجراف التربة من خلال توفير غطاء يُقلِّل من أثر المطر ونقل الرواسب. ومحاصيل الطاقة السنوية يمكنها أيضاً إفساح المجال لتنوّع وتوسيع المحصول. كذلك فإنّ الأراضي التي أزيلت أشجارها أو المتدهورة أو الهامشية يمكن إعادة تأهيلها كمزارع لإنتاج الطاقة الحيوية، يمكن لها أن تكافح التصحّر وأن تزيد الإنتاج الغذائي. وبزيادة استعمال الكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة، فسيكون لمخلّفات المحاصيل قيمة اقتصادية. غير أنّه يجب الإبقاء على ما يكفي من مخلّفات المحاصيل على التربة لضمان حماية التربة واستعمال الأرض استعمالاً مستداماً. وستعتمد الكميّة التي يجب الإبقاء عليها على الظروف المناخية والدورات الخاصّة للمحاصيل. إضافةً لذلك، فمن الأهمية بمكان تجنّب الآثار البيئية السلبية المحتملة التي ترتبط بالاستخدام الموسَّّع للكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة، مثل الاستخلاص المبالغ فيه لحطب الوقود، أو إنشاء مزارع وفق نظام المحصول الواحد على نطاق واسع.

15 - إنّ زيادة استخدام الكتلة الحيوية يمكنه أيضاً أن يقود إلى تنمية اقتصادية مُحسَّنة وإلى الحدّ من الفقر، خاصةً في المناطق الريفية، لأنّه يعمل على جذب الاستثمارات إلى فرص أعمال تجارية جديدة للشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم في مجالات إنتاج أنواع الوقود الحيوي، وإعداده، ونقله والمتاجرة به واستعماله، وهو ما يؤدّي إلى توليد الدخل (وفرص عمل) للناس الذين يعيشون في هذه المناطق وحولها. وفي واقع الأمر، يحظى إنتاج الكهرباء الحيوية بالقدرة الأعلى على خلق فرص عمل من بين خيارات الطاقة المتجدِّدة، إذ أنّه يستطيع خلق أضعاف مضاعفة من الوظائف المباشرة مقارنةً بتلك التي يخلقها إنتاج الكهرباء باستخدام المصادر التقليدية للطاقة، وبتكلفة استثمار أقلَّ لكلّ عمل متولِّد.

16 - في العديد من البلدان، يمكن إنتاج أنواع الوقود الحيوي بكميّات كبيرة عندما يتمّ استخلاصها من الفضَلات الحرجية ومخلّفات نشر الخشب ومن المحاصيل الزراعية ونفايات التصنيع من الصناعات الزراعية. رغم ذلك، تبقى مسألة تقليص فارق السعر بين أنواع الوقود الأحفوري وأنواع الوقود الحيوي عاملاً مقيِّداً عامّاً وأساسياً حينما ترتكز هذه الأسعار إلى تحليل التكلفة المباشرة، حتى عندما أدى التقلّب الأخير في الأسعار الدولية للنفط إلى جعل الطاقة الحيوية (والموادّ الأوّلية المنتَجة من الكتلة الحيوية) أكثر جذباً للاهتمام. غير أنّ الفوائد الإضافية للطاقة الحيوية المذكورة أعلاه، إذا ما تمّ استيعابها بشكل ملائم، يمكن لها أن تعوِّض عن فارق السعر مع أنواع الوقود الأحفوري. وبهذا الصدد، يمكن لآلية التنمية النظيفة (CDM) التابعة لبروتوكول كيوتو أن توفّرَ، على سبيل المثال، حوافزَ إضافيةً لإقامة مزارعَ لإنتاج الطاقة الحيوية وفرصاً لنقل التقانات.

17 - من المفترض أن تؤدّي أنشطة البحث والتطوير إلى تقليص تكاليف الإنتاج، وإلى فعّالية أعلى في تحويل الطاقة، وفعّالية تكلفة أكبرَ للطاقة الحيوية. فالبحث يمكنه أنّ يوفّر، مثلاً، فُرصاً جديدةً لاستخدام الكتلة الحيوية اللجنوسليلوزية من مناشر الخشب، والصناعات الزراعية، ونفايات المدن، وكذلك من المخلّفات الزراعية والحرجية التقليدية. ويكتسب الابتكار في تقانة الطاقة الحيوية أهميّةً خاصّةً بالنسبة للبلدان النامية، حيث أنّه يسمح لها بتحاشي بعض مشاكل التبعية لأنواع الوقود الأحفوري التي عانت منها معظم الدول الصناعية. وقد يمنح التقدّم السريع في الخيارات التقنية الدولَ النامية فرصةً لاستعمال وتسويق التقنيات الجديدة بشكل سريع نسبياً، شريطةَ أن تتوفّر سياسات ملائمة، وحافز تجاري قويّ وسوق مستدام لها.

18 - تمتاز نُظُم الطاقة الحيوية بكونها معقدّةً نسبياً، ومتعدّدة التخصّصات ومتداخلة القطاعات، ومحدودةً بالموقع. لذا، يمثّل حلّ المشاكل بصددها تحدّياً ويتطلّب دمج إنتاج أنواع الوقود الحيوي ضمن الأنشطة الزراعية والحرجية التقليدية كما يتطّلب مساهمةً فعّالةً من قِبل مختلف المؤسسات من قطاعات الزراعة والغابات والطاقة والصناعة والبيئة.

رابعاً - الطاقة الحيوية على جداول الأعمال الدولية

19 - كانت الطاقة الحيوية وغيرها من أنواع الطاقة المتجدّدة، طِوالَ العقود الماضية، موضوعَ العديد من الإعلانات والالتزامات الدولية حول التنمية المستدامة :

خامساً – الأنشطة الحالية لمنظمة الأغذية والزراعة

20 - تتمتّع منظّمة الأغذية والزراعة بخبرة تفوق العشرين عاماً في مختلف حقول الطاقة الحيوية، عبر أنشطةٍ تركّزت غالباً على حطب الوقود (وأشكال الطاقة الخشبية الأخرى) وعلى مصادر الطاقة الزراعية، بما يشمل العمل ذا الطابع معياري ضمن البرنامج العادي للمنظّمة، إلى جانب تقديم المساعدةَ المباشرة، في عدد من البلدان، عبر برنامجها الميداني. ولقد كان التعاون المشترك بين الإدارات مفيداً وذا أثر في قيادة وتنفيذ هذه الأنشطة. وفي حقل الطاقة الحيوية، تمّ إيلاء اهتمام خاصّ لخطوط العمل الرئيسية الأربعة التالية:

وضع ونشر معلومات حول إنتاج الطاقة الحيوية، والتجارة بها واستعمالها من خلال :

الدعم الفني للدول الأعضاء

21 - تمّ صياغة مشاريعَ وتقديم خدمات إرشادية للبلدان على المستويينِ القُطري والمحلّي بهدف تصميم وتطبيق سياسات واستراتيجيات وبرامجَ ومشاريع الطاقة الحيوية التي تتعلّق بالصناعات الزراعية والطاقة الريفية.

تقييم التمويل والآليات المالية لتطوير الطاقة الحيوية

22 - تمّ وضع عروض لتحسين أَهلِيَّة أنشطة الزراعة والطاقة الحيوية وجدارتها بالحصول على تمويل ضمن آلية التنمية النظيفة التابعة لبروتوكول كيوتو، وجرى تقديمها للأمانة العامة للاتفاقية الإطارية بشأن تغيّر المناخ. وهناك كتيّب دليل قيد الإعداد حالياً لزيادة فهم الفرص المتاحة أمام الأنشطة الزراعية ضمن بروتوكول كيوتو.

التعاون مع الشركاء القُطريين والإقليميين والدوليين

23 - تقيم منظّمة الأغذية والزراعة شراكات مع العديد من المنظّمات الحكومية، كالوكالة الدولية للطاقة، ومنظّمة أمريكا اللاتينية لشؤون الطاقة، ومصرف التنمية الأفريقي، واللجان الاقتصادية لإفريقيا وآسيا والمحيط الهادى وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومجلس الطاقة العالمي، ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية. وقد تمّ تطوير التعاون مع مرفق البيئة العالمية بُغيةَ تعزيز القدرة التنافسية والاستخدام الفعّال للطاقة الحيوية في الصناعات الزراعية الصغيرة والمتوسّطة. كما أنّ التعاون مع مراكز البحوث والتطوير والجامعات يشمل كلاّ من : إيتاجوبا (البرازيل)، وأوتريخت (هولندا)، وشينيانج (الصين)، وسان كارلوس (الفلبين)، و(المكسيك) و(المملكة المتّحدة). وكذلك تمّ إقامة تعاون مع منظّمات الأمم المتحدة مثل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتّحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، واليونسكو، ومنظّمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وغيرها، وذلك في إطار التحضيرات لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، ومنذ عهدٍ أقرب، من خلال إقامة "الأمم المتحدة للطاقة" كآلية مشتركة بين الوكالات تقدّم تقاريرها إلى لجنة التنمية المستدامة، التي تشغل منظّمة الأغذية والزراعة فيها منصب نائب الرئيس.

24 - الميزة المقارنة لمنظّمة الأغذية والزراعة في مجال الطاقة الحيوية تنبع من دورها كوكالة رائدة للأمم المتّحدة في مجالَيْ الغابات والزراعة، بولاية تخوّلها:

وضع ونشر المعلومات (حول مصادر الطاقة الحيوية وإنتاجها والمتاجرة بها واستعمالها، مثلاً)؛

سادساً – القضايا الرئيسية ذات العلاقة بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة ودولها الأعضاء

25 - يمكن تحديد ثلاثة مجالات رئيسية تتطلّب اهتماماً خاصّاً بغية حشد القدرة الكاملة للطاقة الحيوية: السياسات والمؤسسات؛ والقدرات؛ والقضايا الفنية والاقتصادية. وفيما يلي قائمة بالعوامل الرئيسية لكلّ من هذه المجالات، والتي تقيّد التنمية الفعلية في هذا القطاع، على المستويينِ العالمي والقُطري.

26 - السياسات والمؤسسات:

27 -القدرات:

28 -القضايا الفنية والاقتصادية:

سابعاً - نهج لخطة عمل موسّعة لمنظّمة الأغذية والزراعة في مجال الطاقة الحيوية

29 - لأسباب عملية، تنوي منظّمة الأغذية والزراعة مواصلة العمل على المكوِّنينِ الرئيسيينِ للطاقة الحيوية : الطاقة الخشبية والطاقة الزراعية. فبينما ستواصل مصلحة الغابات دورها القيادي في مجال الطاقة الخشبية، فإنّ مصلحة التنمية المستدامة ستواصل ذلك في مجال الطاقة الزراعية. وسيتمّ بذل جهد خاصّ لحشد خبرات كبيرة متعدّدة الأطراف من ضمن هاتين المصلحتين ومن بين المصالح الأخرى كمصلحة الزراعة ومصلحة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية ومصلحة التعاون التقني. وفي الوقت الذي قامت فيه منظّمة الأغذية والزراعة بعدد كبير من أنشطة الطاقة الحيوية حتّى وقتنا الراهن، فمن المقترح الآن بأنّ يُعطى موضوع الطاقة الحيوية تركيزاً متكاملاً بشكل أكبر ومدى رؤية أوضحَ. وثمّةَ حاجة أيضاً لتعزيز النهج المشتركة بين التخصّصات الكفيلة بتشجيع التفاعل بين كِلا المكوِّنينِ. ومجالات العمل ذات القدرة على توفير تعاون أحسن تشمل ما يلي :

إحصائيات عن الطاقة الخشبية والزراعية؛

30 - وتشمل خيارات تعزيز التعاون المتعدّد التخصّصات ما يلي:

(1) التنظيم المؤسّسي لنهج متعدّد التخصّصات للطاقة الحيوية، من خلال إقامة مجموعة عمل فرعية مشتركة بين الإدارات حول الطاقة الحيوية؛ و/أو

(2) الرقيّ بصورة الطاقة الحيوية عبر إنشاء مجال من "مجالات الأولوية للعمل المتعدد التخصصات" حول الطاقة الحيوية.

ثامناً - آراء لجنة الغابات ولجنة الزراعة

31 - يُتوخّى الحصول على إرشاد كُلٍّ من لجنة الغابات ولجنة الزراعة حول التوجّه المستقبلي لعمل منظّمة الأغذية والزراعة في هذه المجالات، بما يشمل الرغبة في:

(1) تشجيع الآثار التي تنطوي عليها الطاقة الحيوية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بشكل ناجح؛

(2) دراسة إن كانت الأولويّة النسبية الممنوحة لهذا البرنامج ضمن منظّمة الأغذية والزراعة ملائمةً؛

(3) دراسة الخيارات الواردة بإيجاز في القسم السابع من هذه الوثيقة وانتقاء تلك الخيارات التي من شأنها أن تعكس الميزة النسبية لمنظّمة الأغذية والزراعة وولايتها في حقل الوقود الحيوي، وأن تعزّز وجود منهج أكثرَ تكاملاً تجاه الطاقة الحيوية ضمن المنظّمة؛

(4) تشجيع برنامج ميداني مكثّف لتوفير السياسات والمشورة الفنية للدول الأعضاء، وقد يتسنّى ذلك من خلال زيادة الموارد الخارجة عن الميزانية؛

(5) تدعيم الأنشطة من أجل: (أ) تحقيق نُظُم معلومات محسَّنة حول الطاقة الحيوية، (ب) إعداد دراسات مستقبلية، (ج) تحليل الجوانب التقنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية لاستخدام الكتلة الحيوية، وآثار الأنماط المختلفة لاستعمال الأراضي، (د) مشاريع آلية التنمية النظيفة – والتحريج وإعادة التحريج – والطاقة الحيوية في إطار التنمية المستدامة.