المؤتمر العام



الدورة الثلاثون

روما، 12-23/11/1999

حالة الأغذية والزراعة

 

أولا- موجز


ثانيا- التطورات الأخيرة في مجال الأمن الغذائي العالمي

ألف- عدد المصابين بنقص الأغذية - تحديث التقديرات

1- تشير تقديـرات المنظمـة لعدد المصابيـن بنقص الأغذية، وهي تقديرات أعدت فـي عام 1996 بشأن الفترة 1990-1992 ونشرت إبان مؤتمر القمة العالمي للأغذية، إلى أن عددهم يبلغ نحو 840 نسمة في العالم النامي.

2- وتخضع هذه التقديرات لتنقيحات دورية، مع توافر معلومات جديدة. وتتعلق أحدث التقديرات المعروضة هنا بالفترة 1995-1997، أي الفترة التي تتمحور حول السنة التي عقد فيها مؤتمر القمة العالمي للأغذية، ولكن جرى أيضا تنقيح التقديرات الخاصة بالفترات السابقة. ولم تشمل التنقيحات سلاسل البيانات المتعلقة بالإمدادات الغذائية والسكان فحسب، بل تناولت أيضا قياس عدم المساواة في فرص الحصول على الغذاء، وهي مسألة ظلت تشكل حتى الآن، بسبب قصور البيانات، أضعف عنصر في التقديرات. وفي تقديرات عام 1996، لم تكن التقديرات المستندة إلى البيانات المستمدة من المسوحات الأسرية، والتي تتعلق بالاستهلاك/الإنفاق/ الدخل، تشمل إلا 30 من 97 بلدا ناميا. أما التقديرات الخاصة بالبلدان المتبقية فقد حسبت قياسا على بلدان تقع في نفس الإقليم. وفي السياق الحالي، تضاعف عدد البلدان التي تستند التقديرات الخاصة بها إلى بيانات مستمدة من المسوحات، كما استحدثت إجراءات جديدة لاشتقاق التقديرات الخاصة بالبلدان المتبقية.

3- ومع أن تنقيحات كثيرة قد أدخلت على التقديرات الخاصة بنقص الأغذية في عدد من البلدان خلال الفترة 1990-1992 وكذلك خلال الفترتين 1979-1981 و1969-1971 (الفترات التاريخية)، فإن التغييرات في التقديرات الإجمالية للعالم النامي تعد متواضعة. والواقع أنه مع كل دورة تحديث، لن يخرج تنقيح التقديرات التاريخية لعدد المصابين بنقص الأغذية، على الأرجح، عن نطاق يقدر بنسبة ± 5 في المائة. ولهذا السبب يمكن اعتبار التقديرات العالمية لأي فترة من الفترات تقديرات موثوق بها بقدر كاف ضمن حدود هذا النطاق وحده.

باء- الصورة العامة للعالم النامي

4- باستخدام مفهوم النطاق، تحولت التقديرات الأصلية لعدد المصابين بنقص الأغذية في العالم النامي خلال الفترة المرجعية 1990-1992، وهي التقديرات التي نشرت إبان مؤتمر القمة، من تقدير نقطة يبلغ 840 مليون نسمة إلى تقدير نطاق يتراوح بين 800 و880 مليون نسمة. ويبين الرسم البياني الأول هذا النطاق، إلى جانب تقدير النقطة المنقح (أي 831 مليون نسمة) الذي وضع في عام 1999 لنفس تلك الفترة المرجعية. كما يتضمن الشكل، لأغراض المقارنة، تقديري النطاق وتقديري النقطة المنقحين للفترتين السابقتين (وهما 1969-1971 و 1979-1981).

الرسم البيانى 1

5- كما يبين الرسم البياني، إذا تطلعنا إلى عام 2015، كيف يتعين على مسار يبدأ في عام 1996 أن يتحرك عبر الزمن كي يتسنى بلوغ الهدف المتمثل في تخفيض عدد المصابين بنقص الأغذية إلى نطاق يتراوح بين 400 و440 مليون نسمة (نصف الحدين الأدنى والأعلى من النطاق الخاص بالفترة 1990-1992). كما يوضح الرسم البياني النطاق المحيط بالتوقعات الخاصة بعام 2015، المشتق من دراسة "الزراعة في العالم في عام 2010"،التى أصدرتها المنظمة في عام 1995، وهو نطاق نسبته 5 في المائة. ويفترض هذا الإسقاط استمرار الاتجاهات التي سادت في الماضي، وعدم حدوث تحولات رئيسية على صعيد السياسات.

6- ويمثل التقدير الجديد لعدد المصابين بنقص الأغذية في العالم النامي خلال الفترة 1995-1997، وهو 791 مليون نسمة، انخفاضا كبيرا بالقياس إلى التقدير المنقح للفترة 1990-1992، وهو 831 مليون نسمة. غير أن هذا التقدير الجديد يقع في المسار المتوقع لعام 2010 بدلا من أن يقع على المسار المفضي إلى بلوغ هدف تخفيض عدد المصابين بنقص الأغذية إلى نصف المستوى الحالي بحلول عام 2015. والواقع أن متوسط الانخفاض السنوي في العدد المسجل من الفترة 1990-1992 حتى الفترة 1995-1997 لا يتجاوز 8 ملايين نسمة، في حين أن متوسط الانخفاض المطلوب اعتبارا من الفترة 1995-1997 لبلوغ هدف عام 2015 هو 20 مليون نسمة في السنة تقريبا.

جيم- تصنيف الصورة بحسب الأقاليم

الجدول 1: النسبة المئوية للسكان المصابين بنقص الأغذية في الأقاليم النامية:
الفترات 1969-1971، و1979-1981، و1990-1992، و1995-1997
  النسبة المئوية للمصابين بنقص الأغذية
الإقليم 1969-1971 1979-1981 1990-1992 1995-1997
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 34 37 35 33
الشرق الأدنى وشمال أفريقيا 25 9 8 9
شرق وجنوب شرق آسيا 43 29 17 13
جنوب آسيا 38 38 26 23
أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 19 13 13 11
جميع الأقاليم النامية 37 29 20 18

7- يبين الجدول 1 أن أفريقيا جنوب الصحراء، التي كانت تضم أعلى نسبة مئوية من المصابين بنقص الأغذية لم تحرز إلا تقدما ضئيلا في الحد من انتشار سوء الأغذية. وفي المقابل، أحرز إقليم شرق وجنوب شرق آسيا وإقليم جنوب آسيـا تقدمـا ملموسـا، بالرغـم مـن أن النسبـة المئوية للمصابين بنقص الأغذية في كلا الإقليمين كانت خلال الفترة 1969-1971 أعلى من نظيرتها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وظلت الحالة في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وإقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ثابتة تقريبا اعتبارا من الفترة 1979-1981، وإن كان انتشار نقص الأغذية في كلا الإقليمين يعد منخفضا نسبيا (نحو 10 في المائة).

8- ويتضمن الجدول 2 الأعداد المطلقة، التي تشير إليها هذه النسب المئوية، من المصابين بنقص الأغذية خلال الفترات الأربع المذكورة.

الجدول 2: عدد المصابين بنقص الأغذية في الأقاليم النامية:
الفترات 1969-1971، و1979-1981، و1990-1992، و1995-1997
  النسبة المئوية للمصابين بنقص الأغذية
الإقليم 1969-1979 1979-1981 1990-1992 1995-1997
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 89 126 164 180
الشرق الأدنى وشمال أفريقيا 45 22 26 33
شرق وجنوب شرق آسيا 504 406 283 241
جنوب آسيا 267 338 299 284
أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 54 46 59 53
جميع الأقاليم النامية 960 938 831 791

9- ويبين الجدول 2 أن العدد الإجمالي للمصابين بنقص الأغذية في البلدان النامية لئن ظل ينخفض اعتبارا من الفترة 1969-1971، فإن عدد المصابين بنقص الأغذية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ظل يرتفع على نحو مطرد. وما برحت أعداد المصابين بنقص الأغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تتقلب منذ الفترة 1979-1981، وإن كان عدد المصابين بنقص الأغذية في هذين الإقليمين يعد صغيرا نسبيا بسبب صغر حجم السكان وانخفاض نسب انتشار نقص الأغذية. ومن جهة أخرى، تحقق تقدم ملموس في الحد من نقص الأغذية في الإقليمين الآخرين، وفي إقليم شرق وجنوب شرق آسيا على وجه الخصوص. ففي هذا الإقليم الأخير، من شأن استمرار الانخفاض السنوي المتوسط في عدد المصابين بنقص الأغذية الذي ساد من الفترة 1990-1992 حتى الفترة 1995-1997 أن يؤدي إلى خفض هذا العدد بمقدار النصف قبل عام 2015. غير أن الانخفاض السنوي المتوسط في إقليم جنوب آسيا، الذي يضم أكبر عدد من المصابين بنقص الأغذية، كان أقل من المطلوب.

10- ويترتب على ما تقدم أن التقدم المحرز في خفض عدد المصابين بنقص الأغذية في العالم النامي حتى وقت انعقاد مؤتمر القمة العالمي للأغذية كان يعزى أساسا إلى التقدم المحرز في الإقليمين الآسيويين، ولاسيما في إقليم شرق وجنوب شرق آسيا. والحالة التي يغلب عليها الركود في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وإقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تدعو إلى القلق، حتى وإن كانت النسبة المئوية للمصابين بنقص الأغذية وعددهم في هذين الإقليمين صغيرتين نسبيا. أما الحالة في إقليم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذي شهد ارتفاعا متواصلا في عدد المصابين بنقص الأغذية، فإن الحالة تدعو، على أقل تقدير، إلى القلق البالغ.

11- ويمثل الرسم البياني 2 مركز بلدان مختلفة تم تجميعها على أساس مدى انتشار نقص الأغذية فيها.

الرسم البيانى 2


 

دال- نقص الأغذية في البلدان النامية

12- باستخدام نفس المنهجية، بذلت محاولة أولى لتقدير مدى انتشار نقص الأغذية في البلدان التي تمر بمرحلة تحول وفي البلدان الصناعية خلال الفترة 1990-1992 والفترة 1995-1997. ويتضمن الجدول 3 النسب المئوية والأعداد التي أسفرت عنها هذه المحاولة.

الجدول 3: النسبة المئوية لعدد المصابين بنقص الأغذية في البلدان الصناعية
والبلدان التي تمر بمرحلة تحول، 1990-1992 و 1995-1997
  النسبة المئوية
للمصابين بنقص الأغذية
عدد المصابين بنقص الأغذية
(مليون نسمة)
الفئة 1990-1992 1995-1997 1990-1992 1995-1997
البلدان الصناعية 1 1 9 8
البلدان التي تمر بمرحلة تحول 5 6 20 26
جميع الأقاليم المتقدمة 2 3 29 34

13- ويبين الجدول أن انتشار نقص الأغذية في البلدان الصناعية ظاهرة هامشية وإن كان عدد المصابين بنقص الأغذية لم ينخفض إلا انخفاضا طفيفا خلال مطلع التسعينات،إذ هبط من 9 إلى 8 ملايين نسمة. غير أن البلدان التي تمر بمرحلة تحول قد شهدت زيادة في كل من نسبة وعدد المصابين بنقص الأغذية.


ثالثا- الأزمة المالية الدولية، والزراعة العالمية

14- ظلت الأزمة المالية الدولية التي بدأت في آسيا عام 1997 حدثا يسبب القلق، بالرغم من علامات الاستقرار والانتعاش اللاحقة في عدة بلدان متضررة، وتحسن احتمالات النمو الاقتصادي بعض الشيء على الصعيد العالمي.

15- وقد أثرت الأزمة في البداية على بعض الاقتصادات الأسرع نموا في العالم. فألحقت أضرارا شديدة بكل من إندونيسيا وجمهورية كوريا وتايلند، وأضرارا أقل شدة بكل من ماليزيا والفلبين. وفي وقت لاحق تأثرت بلدان أخرى، ولاسيما روسيا والبرازيل، بالأزمة المالية أيضا. وفيما يتعلق بالبلدان المتضررة، فإن تأثير انخفاض التدفقات المالية، وارتفاع تكاليف الواردات المرتبط بتخفيض قيمة العملات، واتباع سياسات نقدية وضرائبية تقييدية لتحقيق استقرار الاقتصادات واستعادة ثقة الأسواق، قد تجلى في انخفاض الطلب والإنتاج المحليين. ومن جهة أخرى، ساعد تخفيض قيمة عملات هذه البلدان أيضا على زيادة الصادرات، بما فيها المنتجات الزراعية.

16- وفي عام 1998، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في البلدان الأشد تأثرا بالأزمة انخفاضا حادا (الجدول 4). وتشير توقعات صندوق النقد الدولي لعام 1990 إلى حدوث مزيج من انخفاض الإنتاج في إندونيسيا، والبرازيل، وروسيا، مع انتعاش النشاط الاقتصادي بعض الشيء في البلدان الأخرى.

17- وقد اقترن الانكماش الاقتصادي بارتفاع البطالة، إذ تسببت الأزمة المالية وحدها، ووفقا لمنظمة العمل الدولية، في بطالة 10 ملايين عامل في عام 1998 من بين 150 عاملا كانوا يعانون من البطالة في جميع أنحاء العالم خلال ذلك العام. وكان ارتفاع البطالة قاسيا بوجه خاص في البلدان الأشد تأثرا بالأزمة، وهي بلدان كان بعضها قد حقق العمالة الكاملة تقريبا في سنوات أسبق (الجدول 5). ومن ذلك مثلا أن فقدان فرص العمل في كوريا قد تضاعف بين نوفمبر/ تشرين الثاني 1997 وفبراير/ شباط 1998؛ وتصاعدت نسب البطالة، على أساس سنوي، من 2.7 في المائة في عام 1997 إلى 6.8 في المائة في عام 1998. وفي تايلند وصلت البطالة إلى نحو 4.6 في المائة في عام 1998 بالقياس إلى نسبة لا تتجاوز 1-2 في المائة قبل سنتين.

الجدول 4: معدلات النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي للعالم، والاقتصاديات المتقدمة النامية،
والمجموعات الاقليمية والبلدان الأشد تأثرا بالأزمة المالية (النسبة المئوية للتغير بالقياس إلى السنة السابقة)
  1996 1997 1998 1999 2000
العالم 4.3 4.2 2.5 2.3 3.4
الاقتصاديات المتقدمة 3.2 3.2 2, 2 2.0 2.3
الاقتصاديات النامية 6.5 5.7 3, 3 3.1 4.9
المجموعات الإقليمية          
أفريقيا 5.8 3.1 3.4 3.2 5.1
آسيا 8.2 6ر6 3.8 4.7 5.7
الشرق الأوسط وأوروبا 4.7 4ر4 2.9 2.0 3, 3
أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 3.6 5.2 2.3 -0.5 3.5
البلدان التي تمر بمرحلة تحول -0.3 2ر2 -0.2 -0.9 2.5
البلدان الأشد تأثرا بالأزمة المالية          
إندونيسيا 7.98 4.65 -13.70 -4.00 2.50
ماليزيا 8.60 7.70 -6.77 0.93 2.00
الفلبين 5.85 5.17 -0.48 2.00 3.00
تايلند 5.52 -0.43 -8.00 1.00 3.00
جمهورية كوريا 7.07 5.51 -5.50 1.99 4.60
البرازيل 2.76 3.17 0.23 -3.82 3.68
روسيا -3.50 0.80 -4.82 -7.00 0.03
المصدر: صندوق النقد الدولي، World Economic Outlook. وتعد أرقام عامي 1999 و2000 من قبيل التوقعات.

 

الجدول 5: معدلات البطالة في البلدان الأشد تأثرا بالأزمة المالية
(في المائة)
  1997 1998 1999
إندونيسيا(1) 4.7 5ر5 غير معروف
ماليزيا(2) 2.5 3.2 4.5
الفلبين(3) 9.0 10.0 غير معروف
تايلند(4) 0.9 4.6 5.2
جمهورية كوريا(5) 2.7 6.8 6.2
البرازيل(6) 4.8 6.3 7.7
روسيا(7) 11.2 13.3 14.2
(1) فيما يتعلق بمتوسطي 1997 و1998،
Badan Pusat Statistik (الإحصاءات الإندونيسية).
(2) فيما يتعلق بمتوسط 1997: صندوق النقد
الدولي؛ وفيما يتعلق بمتوسطي 1998 و1999؛
مسح القوى العاملة، إدارة الإحصاءات، ماليزيا.
(3) فيما يتعلق بمتوسطي 1997 و1998،
مسح القوى العاملة، المكتب الوطني للإحصاء، الفلبين.
(4) فيما يتعلق بمتوسط 1997، الإحصاءات المالية الدولية.
وفيما يتعلق برقمي فبراير/ شباط 1998 و1999،
مسح القوى العاملة لعامي 1998 و1999،
المكتب الوطني للإحصاء، تايلند
(5) وفيما يتعلق بمتوسطي 1997 و1998،
صندوق النقد الدولي World Economic Outlook، مايو/ أيار 1999.
وفيما يتعلق برقم يونيو/ حزيران 1999،
وزارة المالية والإحصاء والاقتصاد، جمهورية كوريا.
(6) فيما يتعلق بأرقام ديسمبر/ كانون الأول 1997 و1998 ومايو/ أيار 1999،
المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء.
(7) فيما يتعلق بمتوسطي 1997 و1998 وبرقم يوليو/ تموز 1999،
الوكالة الروسية للإحصاء.

18- ومن المفارقات غير المألوفة أن تقلص النشاط الاقتصادي وارتفاع البطالة قد اقترن بعودة الضغوط التضخمية. فبعد ثلاث سنوات من الانخفاض الهائل، ارتفعت معدلات التضخم في البلدان النامية من 9.4 في المائة في عام 1997 إلى 10.4 في المائة في عام 1998، وإن كان ينتظر أن تنخفض مرة أخرى إلى 8ر8 في المائة في عام 1999 (الجدول 6). وقد تركز ارتفاع التضخم إلى حد كبير في البلدان الآسيوية الأشد تأثرا بالأزمة، ولاسيما إندونيسيا. وفي الاتحاد الروسي، أدت الأزمة إلى تفاقم الاختلالات الاقتصادية والمالية المحلية، التي كانت اختلالات شديدة بالفعل، مما رفع معدلات التضخم إلى نحو 28 في المائة في عام 1998، وينتظر أن تتصاعد حتى 100 في المائة في عام 1999. وزادت خطورة تضخم أسعار الأغذية من جراء مشكلات الإمداد المحلي، إذ أن حصول المزارعين على المدخلات في جميع بلدان الاتحاد الروسي تقريبا قد أصبح أكثر صعوبة عما مضى، كما أن القدرة على الاستيراد التجاري قد انكمشت وتقلصت. وأدى تضافر انخفاض الدخل وارتفاع التضخم وزيادة البطالة إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي على نحو خطير في بعض البلدان التي تأثرت بالأزمة. ففي إندونيسيا تشير التقديرات إلى أن نسبة السكان الذين يعيشون على دخول تقل عن خط الفقر في عام 1998 كانت أعلى بما لا يقل عن 50 في المائة، بالقياس إلى نظيرتها في عام 1996.

الجدول 6: معدلات التضخم في الاقتصادات المتقدمة، والبلدان النامية، والمجموعات الإقليمية
والبلدان الأشد تأثرا بالأزمة المالية (النسبة المئوية للتغير بالقياس إلى السنة السابقة)
  1996 1997 1998 1999 2000
الاقتصاديات المتقدمة 1.7 1.6 1.4 1ر1 1.5
الاقتصاديات النامية 14.3 9.4 10.4 8.8 7.5
المجموعات الإقليمية          
أفريقيا 25.9 11.1 8.6 8.6 6ر6
آسيا 8.3 4.8 8.0 4.7 4.5
الشرق الأوسط وأوروبا 24.7 23.1 23.8 19.7 19.4
أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 20.8 13.9 10.5 14.6 9ر9
البلدان التي تمر بمرحلة تحول 40.6 28.2 20.8 40.9 12.4
البلدان الأشد تأثرا بالأزمة المالية          
إندونيسيا 7.94 6.60 60.69 28.20 9.96
ماليزيا 3.53 2.66 5.27 3.64 5.00
الفلبين 8.40 6.02 9.72 8.50 6.00
تايلند 5.85 5.61 8.10 2.50 4.00
جمهورية كوريا 4.92 4.44 7.49 1.80 2.00
البرازيل 11.09 7.91 3.49 غير معروف غير معروف
روسيا 47.80 14.74 27.65 100.48 20.17
المصدر: صندوق النقد الدولي، World Economic Outlook.
وتعد أرقام عامي 1999 و2000 من قبيل التوقعات.

19- كما تأثرت بلدان أخرى كثيرة بالأزمة المالية التي كانت لها في الواقع انعكاسات اقتصادية عالمية النطاق. وفيما يخص البلدان النامية ككل، تباطأ النمو الاقتصادي من 5.7 في المائة في عام 1997 إلى 3ر3 في المائة في عام 1998 (الجدول 4). ولكن ينتظر أن يتدنى معدل النمو إلى 3.1 في المائة في عام 1999 ثم يعود لينتعش في عام 2000 ليصل إلى 4.9 في المائة.

20- وقد تقاسمت جميع أقاليم البلدان النامية هذا التباطؤ في عام 1998 باستثناء أفريقيا، التي نجت من الأزمة إلى حد كبير، والتي سجلت معدل نمو نسبته 3.4 في المائة، وهو معدل مرتفع نسبيا من المنظور التاريخي. غير أن أفريقيا قد لا تفلت مرة أخرى إذا وقعت أزمات جديدة لها هذه الطبيعة ذاتها، نظرا لآثارها الكسادية المحتملة على الطلب على منتجاتها التصديرية، وعلى تدفقات رأس المال إليها، والمساعدات الدولية التى تقدم إليها.

21- وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، فإن تقلص النشاط الاقتصادي في عام 1998 والانكماش الصريح في عام 1999 سيؤديان حتما إلى تفاقم مشكلتي الفقر وعدم المساواة المزمنتين، مع ما يرتبط بهما من اضطراب اجتماعي، وهما مشكلتان لم تنجح حتى مستويات الأداء الاقتصادي المرتفعة في السنوات السابقة من تخفيف وطأتهما.

22- كما تواجه الاقتصادات التي تمر بمرحلة تحول صعوبات مالية وانكماشا فى النمو يرتبطان إلى حد كبير بالأزمة المالية العامة. وتشمل البلدان الأشد تأثرا، بخلاف الاتحاد الروسي، كلا من إستونيا وأوكرانيا.

23- وكان من العوامل الهامة التي أسهمت في تباطؤ النمو الاقتصادي في بلدان كثيرة، وخاصة في العالم النامي، انخفاض الأسعار الدولية للسلع في أعقاب تصاعدها في الفترة من عام 1994 حتى عام 1996. وبعد أن دخلت أسعار السلع دورة هبوطية "عادية" بعد هذه الفترة، أصابتها أضرار الأزمة المالية التي عجلت من وتيرة الاتجاه الهبوطي. وعلى وجه الإجمال، انخفضت أسعار السلع الغذائية بنحو 13 في المائة بين عامي 1997 و1998، ثم انخفضت بنسبة أخرى إضافية قدرها 20 في المائة في السنة المنتهية في يونيو/ حزيران 1999. وهبطت أسعار المشروبات الاستوائية الخفيفة بنسبة 15 في المائة و22 في المائة على التوالي خلال الفترتين نفسيهما (الجدول 7). وكان انخفاض أسعار السلع يعني أن قيم التصدير قد انكمشت في كثير من البلدان النامية.

الجدول 7: الأرقام القياسية لأسعار السوق لنخبة مختارة من السلع

1996-1999 (1990=100)

السلع 1996 1997 1998 1999
الربع الأول
1999
الربع الثانى
1997-1998 97/1998-97/1999
            % التغير % التغير
السلع عدا الوقود 116.7 112.9 96.4 89.7 87.7 -14.8 -5.6
الأغذية 127.5 113.7 99.2 89.8 83.8 12.8 -20.0
المشروبات الخفيفة 124.9 165.5 140.3 119.3 110.9 15.2 -21.8
المواد الخام الزراعية 127.7 119.1 99.6 99.3 98.5 -16.4 9.2
الأسمدة 112.7 113.9 117.1 115.4 115.1 2.8 -5.4
البترول(1) 88.6 83.8 56.9 51.3 71.2 -32.1 48.7
(1) الأسعار الفورية للبترول الخام
المصدر: صندوق النقد الدولي.

 

24- وكانت للأزمة أيضا آثار انكماشية على التجارة العالمية. فبعد أن كان حجم صادرات السلع قد توسع في عام 1997 بنحو 10 في المائة في البلدان المتقدمة و11 في المائة في البلدان النامية، لم يرتفع إلا بنحو 3 في المائة و1.5 في المائة على التوالي في عام 1998. بل إن صادرات البلدان النامية قد انخفضت قيمتها من الناحية الفعلية بنسبة 5 في المائة، كما انخفضت وارداتها بنحو 4 في المائة في عام 1998. وبالرغم من أن التقديرات الكاملة للتجارة في السلع الزراعية خلال عام 1998 لا تتوافر حتى الآن، فإن البيانات الجزئية المتاحة توحي بأن هذا القطاع قد تأثر بدوره تأثرا شديدا. والواقع أن بعض البلدان التي لحق بها القدر الأكبر من الإصابات المباشرة تعد من الأطراف الهامة في التجارة الزراعية العالمية. إذ تستأثر جمهورية كوريا وبلدان رابطة أقطار جنوب شرق آسيا الأربعة (وهي إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلند) بنحو 5 في المائة من الواردات الزراعية العالمية، و6 في المائة من الصادرات الزراعية العالمية. وتستأثر البرازيل وحدها بنسبة 3 في المائة من الصادرات الزراعية العالمية وهي مُتاجر رئيسي مع بلدان كثيرة، وخاصة في أمريكا اللاتينية؛ في حين يعد الاتحاد الروسي مستوردا هاما للسلع الزراعية، وخاصة من الاتحاد الأوروبي والبرازيل. وانخفاض الطلب الاستيرادي في هذه البلدان يعني حدوث خسائر كبيرة لمصدري السلع الزراعية. فمن ذلك مثلا أن صادرات الولايات المتحدة وكندا من منتجاتهما الزراعية الكلية إلى بلدان رابطة آسين قد انخفضت بنسبة 30 في المائة و50 في المائة على التوالي. كما حدثت انخفاضات كبرى في صادرات كل من البرازيل والولايات المتحدة وبلغاريا وإستونيا وليتوانيا إلى الاتحاد الروسي.

25- وانخفاض الطلب على الواردات الزراعية قد أثر في السلع المختلفة بطرق متباينة. ويناقش القسم خامسا أدناه الآثار العامة على الأسواق العالمية للسلع المختلفة. وفيما يتعلق بالآثار الواقعة على البلدان الأشد تأثرا بالأزمة، سجلت أكبر الانخفاضات في الاستهلاك ومن ثم في الواردات بشأن السلع التي ترتبط مرونة الطلب عليها بارتفاع الدخل، مثل المنتجات الحيوانية. وشهد الاتحاد الروسي انخفاضا قدره 16 في المائة في استهلاك لحوم الأبقار خلال عام 1998، وينتظر حدوث انخفاض آخر قدره 13 في المائة خلال عام 1999. وهبطت الواردات بنسبة 30 في المائة، مما أثر بصورة خاصة على بلدان الاتحاد الأوروبي لأن الاتحاد الروسي كان يشتري عادة 40 في المائة من صادرات الاتحاد الأوروبي من لحوم الأبقار. ولا يشغل المنتجون المحليون فيما يبدو موقعا يتيح لهم الاستفادة من تخفيض قيمة العملة، وينتظر أن ينكمش الإنتاج بنحو 9 في المائة خلال عام 1999. كما تأثرت واردات جمهورية كوريا من لحوم الأبقار من تدني الاستهلاك وكذلك من ارتفاع الإنتاج بسبب تزايد عمليات الذبح. فقد انخفضت الواردات خلال عام 1998 بنسبة 47 في المائة كانت تمثل 25 في المائة من الاستهلاك، بالقياس إلى 40 في المائة في السنوات السابقة. وكان من الآثار المباشرة لتخفيض قيمة العملة في البرازيل ارتفاع أسعار لحوم الأبقار، التي استقر مستواها الآن. وكانت صادرات لحوم الأبقار قد شهدت بالفعل توسعا سريعا في عام 1998 نتيجة النمو القوي في الطلب من الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط. وينتظر أن ترتفع الصادرات خلال عام 1999 بنسبة 25 في المائة في حين ينتظر أن تشهد واردات لحوم الأبقار انخفاضا حادا.

26- كما تعرضت صادرات وواردات الألبان ومنتجات الألبان لتأثيرات سلبية. فقد توقفت واردات البرازيل من الأرجنتين بعد تخفيض قيمة الريال، كما هبطت واردات الاتحاد الروسي من الألبان من البلدان المجاورة، ولاسيما إستونيا، ومن الاتحاد الأوروبي هبوطا دراميا أيضا.

27- وعانت تجارة الدواجن من الاضطراب في الاتحاد الروسي، أكبر ثاني مستورد في العالم بعد اليابان. ومع تخفيض قيمة الروبل انخفض استهلاك لحوم الدواجن بنسبة 20 في المائة خلال عام 1998 وينتظر أن يشهد انخفاضا حادا آخر خلال عام 1999. فالواردات التي توقفت في البداية قد هبطت بنسبة 31 في المائة خلال 1998. وينتظر أن يرتفع الإنتاج المحلي بنحو 13 في المائة في عام 1999.

28- وتتسم تجارة الدواجن بحساسية سعرية بالغة. ففي أعقاب تخفيض قيمة البات التايلندى، ارتفعت صادرات تايلند بنسبة 47 في المائة خلال عام 1998. وارتفعت الصادرات المتجهة إلى اليابان بنسبة 34 في المائة ونجح المصدرون التايلنديون في الفوز بحصة في السوق، وخاصة على حساب البرازيل التي انخفضت صادراتها خلال عام 1998 إلى اليابان والاتحاد الروسي بنسبة 25 و52 في المائة على التوالي. وانهار الطلب على الدواجن في إندونيسيا لا لأنها تعد منتجا مرتفع القيمة فحسب، بل لأن هذا القطاع يعتمد أيضا على الأعلاف المستوردة، ولاسيما مسحوق فول الصويا والذرة، وهى مواد أدى ارتفاع أسعارها إلى ارتفاع أسعار لحوم الدواجن بالتالي.

29- ويعد فول الصويا ومسحوق فول الصويا من الصادرات الرئيسية للبرازيل. وفي أعقاب تخفيض قيمة الريال وترقب محصول وافر في عام 1999، ارتفعت التسجيلات التصديرية لفول الصويا بنسبة 280 في المائة في فبراير/ شباط 1999 عن مستواها في الشهر نفسه من العام السابق. وبالرغم من هبوط الأسعار الدولية، فإن الأسعار المحلية لفول الصويا قد ارتفعت بنسبة 50 في المائة.

30- وهبطت عائدات البرازيل من صادرات البن بسبب انخفاض الأسعار (أنظر القسم خامسا) وكذلك لانهيار صادرات البن القابل للذوبان إلى الاتحاد الروسي، الذي كان يستورد ثلث جميع الشحنات قبل أغسطس/ آب 1998.

31- وهبطت واردات الاتحاد الروسي من السكر بنسبة 4 في المائة في الفترة 1998-1999 ولكن ينتظر أن يرتفع الطلب الاستيرادي مرة أخرى في 1999/2000، وذلك جزئيا بسبب انخفاض قدره 12 في المائة في الإنتاج المحلي للسكر خلال 1998/1999 بسبب سوء الأحوال الجوية. وزادت الواردات الكلية للسكر من البرازيل في 1997/1998 بنسبة 15 في المائة بالرغم من أن قيمة الصادرات قد تأثرت من انخفاض الأسعار. وتستورد كوريا كل احتياجاتها المحلية من السكر، وقد قلصت أزمة السيولة النقدية في ديسمبر/ كانون الأول 1997 ويناير/ كانون الثاني 1998 الواردات تقليصا شديدا. غير أن الواردات أخذت تنتعش خلال الفترة 1998/1999 وإن ظلت أدنى من مستوياتها قبل حلول الأزمة.


رابعا - أداء الانتاج الزراعى فى الآونة الأخيرة

ألف - الانتاج الزراعى فى 1998

32 - وفقا للتقديرات المؤقتة، فإن الانتاج الزراعى العالمى (المحاصيل والثروة الحيوانية) فى 1998، ظل راكدا على ذات مستواه فى 1997 (الجدول 8). وإذا ما تحققت هذه التقديرات، فستكون السنة الزراعية 1998 هى أسوأ سنوات التسعينات على الصعيد العالمى - بل والواقع أنها السنة الوحيدة خلال هذه السنوات العشر التى لم تشهد أى توسع فى الانتاج. ولقد ساهمت ضآلة الانتاج فى البلدان النامية والمتقدمة معا فى هذه النتائج المتوقعة.
الجدول 8 - التغييرات السنوية فى الانتاج المحصولى والحيوانى ، 1991-1998
(النسبة المئوية للتغيير بالمقارنة مع السنة السابقة)

  1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 متوسط
1994-1998
العالم 0.4 2.2 0.6 2.9 2.1 3.7 2.4 0ر0 2.2
                   
البلدان المتقدمة -2.9 0.8 -4.0 0.9 -1.8 3.0 1.2 -1.3 0.4
أمريكا الشمالية -0.4 7.7 -7.8 14.5 -4.7 4.6 2.8 0.8 3.6
غرب أوروبا 0.6 1.1 -3.1 -1.1 -0.1 4.2 -0.1 -0.4 0.5
شرق أوروبا -1.9 -5.8 1.2 -8.4 4.6 -1.2 1.6 -0.8 -0.9
رابطة الدول المستقلة ... ... -3.9 -14.4 -4.3 -3.3 0.4 -10.8 -6.5
استراليا، نيوزيلندا واليابان -1.0 3.1 -1.2 -1.0 3.5 3.6 1.8 0.3 1.6
                   
البلدان النامية 3.0 3.4 4.0 4.3 4.7 4.2 3.1 0.8 3.4
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 6.0 0.2 3.5 3.2 3.4 5.6 -0.4 0.7 2.5
الشرق الأقصى وأوسيانيا 2.8 4.4 5.8 4.7 5.3 3.9 4.4 -0.3 3.6
أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى 2.8 1.2 0.3 4.7 4.9 1.8 3.0 2.5 3.4
الشرق الأدنى وشمال أفريقيا 2.5 3.4 1.3 0.9 1.0 10.3 -3.5 6.6 3.1

المصدر: قاعدة بيانات الاحصاءات الزراعية.

33 - وبالنسبة للبلدان النامية فإن ضآلة تقديرات نمو الانتاج الزراعى (0.8 فى المائة) متغايرة تماما للاتجاهات السابقة. ومنذ عام 1989، لم تكن هناك سنة واحدة قلت فيها زيادة الانتاج الزراعى عن 3 فى المائة. ولعل أهم عامل فى هذا التباطؤ، هو التروى الشديد فى أداء الانتاج فى الاقليم النامى الذى يضم الشرق الأقصى وأوسيانيا. وكانت العوامل الرئيسية وراء هذا النقص، هو رداءة الظروف المناخية، وعلى الأخص الأمطار الجارفة خلال يونيو/حزيران-سبتمبر/أيلول فى بعض البلدان الآسيوية، والجفاف المرتبط بظاهرة "النينيو" الذى تسبب فى انخفاض المساحات المزروعة فى بلدان أخرى. ويبدو، فى الواقع، أن إجمالى الانتاج الزراعى قد انخفض فى 1998 فى كل من الصين والهند. ففى الصين، وإثر ست سنوات متتالية من النمو الذى تجاوز 5 فى المائة، يقدر أن الانتاج الزراعى فى 1998 انخفض بما يتراوح بين صفر وواحد فى المائة مردها، إلى حد كبير، إلى السيول المدمرة التى اجتاحت الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد وأضرت، بوجه خاص، بمحصولى القمح والأرز. أما بالنسبة للهند، فإن توقعات 1998 تشير الى انخفاض يزيد قليلا عن واحد فى المائة. ومن بين البلدان الكبرى الأخرى فى الاقليم، يبدو أن الفلبين شهدت انخفاضا حادا بوجه خاص فى الانتاج الزراعى، يقدر حاليا بنحو 7 فى المائة. وفى جنوب شرق آسيا، يقدر أن كل من تايلند وماليزيا عانتا، بدورهما، من انخفاض الانتاج الزراعى فى 1998، وإن يكن بدرجة أقل حدة على ما شهدته الفلبين. وحدها بنغلاديش وميانمار وجمهورية كوريا التى شهدت نموا ايجابيا، وإن يكن متواضعا، فى الانتاج، فى حين يقدر على الصعيد الايجابى نسبيا، حدوث نمو قوى فى الانتاج فى كل من باكستان، سرى لانكا وفيتنام.

34 - كذلك تميز الانتاج الزراعى فى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى فى 1998 بالنمو البطىء، ولكنه أكثر اعتدالا مما تعرض له إقليم الشرق الأقصى وأوسيانيا. ويعزى التباطؤ، إلى حد كبير، إلى معدل التوسع دون المتوسط فى البرازيل، حيث أضر الجفاف بالمحاصيل فى بعض أجزاء البلاد وألحقت الأمطار الغزيرة بصورة غير عادية أضرارا بالغة، على وجه خاص، بمناطق انتاج القمح. وتضررت منطقة الانديز بموجات جفاف شديد ترتب عنها ركود الانتاج فى بعض البلدان وحدوث انخفاض فعلى فى البعض الآخر - خاصة بيرو وبوليفيا. وتسبب إعصارا "جورج" فى سبتمبر/أيلول و"ميتش" فى أواخر أكتوبر/تشرين الأول، فى خسائر بشرية ومادية هائلة، وخربا الزراعة فى العديد من البلدان فى أمريكا الوسطى والبحر الكاريبى. من جهة أخرى، سجلت كل من الأرجنتين والمكسيك أداء مواتيا، وكذلك شيلى وكولومبيا وإن يكن بقدر أقل.

35 - عانت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فى 1998، سنة ثانية متتالية من ضعف الانتاج الزراعى، حيث يقدر أن الانتاج المحصولى والحيوانى زاد بأقل من واحد فى المائة بعد الانخفاض الهامشى الذى شهده فى عام 1997. وفى نيجيريا، وهى أكبر بلدان الإقليم، تشير التقديرات الحالية الى استمرار الانتاج الزراعى فى 1998 على ركوده، فى أعقاب انخفاضه بأكثر من 6 فى المائة فى 1997. وتأثرت العديد من المحاصيل، وعلى الأخص الحبوب، برداءة المناخ وبنقص الأسمدة والمبيدات والمدخلات الزراعية الأخرى. وفى أثيوبيا شهد الانتاج انخفاضا كبيرا فى 1998 يقدر بزهاء 8 فى المائة، فى حين تقلص الانتاج فى جمهورية الكونغو الديمقراطية للسنة الثالثة على التوالى، وأساسا بسبب الاضطرابات الأهلية. وكان الأداء ضعيفا بدوره فى أوغندا فى 1998، مع توقع انخفاض طفيف فى الانتاج. ومن بين البلدان الكبرى يتوقع حدوث تحسن قوى فى الأداء عام 1998 فى كل من أنغولا وكينيا وتنزانيا، وبقدر أقل فى كل من غانا والسودان، فى حين سجلت موزامبيق سنتها الرابعة على التوالى من النمو القوى فى الانتاج.وفى أفريقيا الجنوبية، رصد انخفاض الانتاج فى كل من جنوب أفريقيا وزامبيا وزمبابوى، وعلى نحو أشد فى بوتسوانا.

36 - وفى إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حقق الانتاج الزراعى فى 1998 انتعاشا كبيرا بعد انخفاضه فى 1997، حيث زاد بمعدل يربو على 6 فى المائة. ومن العوامل الرئيسية وراء هذه التطورات، زيادة الانتاج فى بلدان شمال أفريقيا - الجزائر، المغرب وتونس - التى عانت انخفاضا حادا فى الانتاج فى 1997 من جراء المناخ. بيد أن الأداء تحسن بشكل ملحوظ كذلك. مع تحقيق توسع قوى فى انتاج بلدان أخرى، مثل جمهورية إيران الاسلامية، سورية وتركيا. وعلى النقيض من ذلك، تشير التقديرات الحالية الى ركود الانتاج فى مصر.

37 - ومن بين البلدان المتقدمة، يعزى الانخفاض العام فى الانتاج، فى جزء كبير منه، الى التقلص الشديد، مرة أخرى، الذى شهدته بلدان رابطة الدول المستقلة، حيث تأثرت الكثير من مناطق الانتاج الرئيسية بشكل خطير من الجفاف، مما أدى الى انخفاض حاد فى حصاد الحبوب. ومن جملة البلدان التى شهدت انخفاضا كبيرا فى الانتاج، الاتحاد الروسى، أوكرانيا وكازاخستان. وفى ذات الوقت شهد الانتاج العام انخفاضا طفيفا فى كل من شرق وغرب أوروبا. كذلك انخفض الانتاج الزراعى، بصورة مماثلة، فى كل من اليابان ونيوزيلندا، إلا أن التقديرات تشير إلى زيادة تتراوح بين واحد واثنين فى المائة فى استراليا. وفى أمريكا الشمالية كانت زيادة الانتاج الزراعى هامشية فى الولايات المتحدة، وبقدر أكبر فى كندا.

باء - اتجاهات الانتاج الزراعى فى الفترة 1994-1998

38 - لوضع تقديرات الانتاج فى 1998 فى منظورها الحقيقى، يعرض الجدول 8 كذلك تقديرات للمتوسط السنوى لمعدلات نمو الانتاج خلال فترة الخمس سنوات 1994-1998. ومن السمات البارزة ما يلى:

.


خامسا - حالات النقص الغذائى

39 - بلغ عدد البلدان التى تواجه حالات الطوارىء الغذائية 37 بلدا فى أغسطس/آب 1999، وهو نفس عددها فى نهاية عام 1998، ولكن مع بعض التغييرات فى توزيعها على الأقاليم.

40 - وفى شرق أفريقيا، تردت توقعات الأغذية وأساسا من جراء المناخ المعاكس. وفى الصومال، فشل الموسم الرئيسى الحالى لمحصول "غو"، إلى حد كبير، بسبب الأمطار المتقطعة والضئيلة، وتفشى دودة الحشد والارتفاع غير العادى فى درجات الحرارة. ويقدر أن قرابة المليون من البشر يواجهون نقصا خطيرا فى الأغذية فى السنة التسويقية 1999/2000 (أغسطس/آب - يوليو/تموز). وفى أثيوبيا هناك حاجة الى مساعدات غذائية، على الأقل حتى موعد الحصاد القادم فى نوفمبر/تشرين الثانى، لزهاء 5.3 مليون شخص، من بينهم أولئك الذين تضرروا من فشل محصول "البلج" لعام 1999 بسبب نقص الأمطار. وفى أوغندا، تسبب الجفاف المزمن فى الأجزاء الغربية فى فشل كامل تقريبا للمحاصيل وأضر بشكل بالغ بالحيوانات. وتفيد التقارير بأن أكثر من نصف مليون من سكان الريف، وعلى الأخص الرعاة، يواجهون نقصا خطيرا فى الأغذية. وأشارت التقارير فى تنزانيا إلى فشل محلى خطير فى المحاصيل فى عدة مناطق، وعلى الأخص منطقة شينيانغا حيث ينتظر أن ينخفض انتاج المحاصيل النقدية والغذائية بما يصل الى 40 فى المائة، مردها بصورة رئيسية الى الأمطار المتقطعة وتفشى دودة الحشد. وفى كينيا، تشير التوقعات الى انخفاض كبير فى الانتاج المحصولى فى كل من المحافظة الشرقية والوسطى ومحافظة الجرف الكبير، وذلك بسبب الجفاف. وأفادت التقارير بتفاقم خطورة الأوضاع التغذوية فى المقاطعات الرعوية والزراعية الرعوية؛ وضاعفت الحكومة مؤخرا من مخصصات أغذية الاغاثة الى 000 8 طن من الذرة شهريا. وفى أريتريا، وعلى الرغم من الحصاد المرضى فى 1998، ثمة نقص شديد فى الأغذية التى يحتاجها النازحون من مناطق الصراع مع أثيوبيا المجاورة، والمرحلين من هذا البلد الأخير. وفى السودان، تشير التقارير أن عشرات الألوف من النازحين بسبب السيول التى حدثت مؤخرا، فى حاجة عاجلة الى مساعدات غذائية. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من الأوضاع المرضية عموما للامدادات الغذائية فى شمال البلاد، لايزال زهاء 2.4 مليون شخص فى جنوب البلاد يعتمدون على مساعدات الطوارىء الغذائية بسبب طول أمد الصراع المدنى. ويعيق توزيع مساعدات الاغاثة انعدام الأمن والألغام المزروعة ورداءة أحوال الطرق. وفى رواندا وبوروندى أثر نقص الأمطار على محاصيل الموسم باء لعام 1999 التى حصدت مؤخرا، وعلى الأخص محاصيل الحبوب والبقول، فى حين تظل أنشطة الانتاج الغذائى فى أجزاء من البلدين متوقفة بسبب نزوح السكان نتيجة انعدام الأمن.

41 - وفى غرب أفريقيا، فإن المحاصيل القياسية فى أواخر 1998 فى البلدان المنتجة الرئيسية فى منطقة السهل، أتاحت للمزارعين تجديد مخزوناتهم، وبالتالى تبدو أوضاع الامدادات الغذائية مرضية عموما، باستثناء بعض المواضع فى كل من موريتانيا وتشاد. كذلك جمعت حصادات تتفاوت بين المتوسط وفوق المتوسط فى معظم البلدان الساحلية على خليج غينيا، باستثناء سيراليون وتوغو. وتظل توقعات الأغذية فى سيراليون غير مواتية من جراء استمرار انعدام الأمن. وتحسنت توقعات امدادات الأغذية والمحاصيل فى ليبيريا بفضل إحلال السلام وبرامج الاحياء، إلا أن الأوضاع الغذائية تظل غير مرضية، مع اعتماد بالغ على المعونة الغذائية.

42 - وفى وسط أفريقيا، أدى تصاعد الاضطرابات الأهلية فى جمهورية الكونغو إلى توقف الأنشطة الزراعية والتسويقية مما يعنى انخفاض الحصاد مرة أخرى فى 1999، فى حين تظل الشكوك تكتنف التوقعات فى جمهورية الكونغو الديمقراطية تبعا لتطورات الأوضاع الأمنية فى أعقاب اتفاقية وقف إطلاق النار مؤخرا.

43 - وفى أفريقيا الجنوبية، تبدو توقعات الأغذية قاتمة جدا فى أنغولا، نتيجة تصاعد الحرب الأهلية منذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضى. وتشير التقارير الى نزوح سكان المناطق الريفية على نطاق واسع، حيث هجرت الأسر الزراعية مزارعها ومساكنها ولجأت الى المدن الكبرى والعواصم التى تسيطر عليها الحكومة، أو إلى البلدان المجاورة. وعلى الرغم من الأمطار التى نزلت على البلاد وتراوحت بين المتوسطة وفوق المتوسطة، من المقدر أن تشهد العديد من المناطق انخفاضا كبيرا فى الغلات نتيجة الحقول المهجورة. وبحلول أغسطس/آب 1999، يقدر أن عدد النازحين الجدد بلغ 1.6 مليون نسمة، معظمهم فى العواصم والمدن الكبرى فى المحافظات مقطوعين عن بقية البلاد بسبب قفل الطرق من جراء انعدام الأمن والألغام المزروعة. وبالتالى يواجه توزيع مساعدات الإغاثة صعوبات جمة، واعتمد على النقل الجوى الباهظ التكاليف. وفى أماكن أخرى من أفريقيا الجنوبية، يتوقع حدوث نقص فى الامدادات الغذائية فى كل من ليسوتو، بوتسوانا، ناميبيا وزمبابوى إثر حصادين متتالين دون المتوسط، بيد أنه من المنتظر أن تغطى الواردات التجارية هذا العجز. وفى جنوب أفريقيا، حدث انخفاض كبير فى فوائض الذرة السنوية المتاحة للتصدير، مما يعنى أن تلجأ البلدان المجاورة التى تعانى عجزا غذائيا، الى استيراد احتياجاتها من مصادر أخرى.

44 - وفى آسيا، تظل جمهورية كوريا الديمقراطية أشد البلدان تأثرا بصعوبات الامدادات الغذائية المزمنة، التى ترجع الى توليفة من الكوارث الطبيعية منذ عام 1995، والمشكلات الاقتصادية التى أعاقت توريد المدخلات الزراعية الأساسية. وأدى ذلك الى حدوث انخفاض خطير فى الانتاج الغذائى المحلى، مما اضطر البلاد الى الاعتماد، الى حد كبير على المساعدات الدولية. وفى أماكن أخرى، تقدم المساعدة الغذائية لضحايا سيول يوليو/تموز من العام الماضى فى بنغلاديش، التى دمرت الممتلكات وتسببت فى موت أعداد كبيرة من الناس. كذلك تظل منغوليا تعانى من مشكلات الامدادات الغذائية للفئات المحرومة، نتيجة مشكلات التحول الاقتصادى وتراجع الانتاج الزراعى بسبب تفكيك المزارع الحكومية.

45 - وفى العديد من بلدان الشرق الأدنى، أدى أسوأ جفاف يشهده الاقليم منذ عشرات السنين، الى انخفاض حاد فى الانتاج الغذائى. ففى أفغانستان، ترتب عن الانخفاض الحاد فى انتاج 1999 من الحبوب من جراء قلة الأمطار وتفشى الآفات، زيادة الحاجة الى واردات الحبوب الى أرقام قياسية فى السنة التسويقية 1999/2000 (يوليو/تموز-يونيو/حزيران). وسوف تستهدف مساعدات أغذية الطوارىء زهاء 1ر1 مليون من الفئات المعرضة لنقص الأغذية. وفى العراق، قضى الجفاف الشديد على قرابة نصف اجمالى المساحات المزروعة فى 1999، وسيزيد من تفاقم مشكلات الأغذية والأغذية القائمة فى البلاد. وفى الأردن، أدى الجفاف الى أصغر حصاد من الحبوب شهدته البلاد حتى الآن، مخلفا قرابة 000 180 من صغار الرعاة والأسر الريفية المعوزة فى حاجة الى مساعدات غذائية طارئة. وبصورة مماثلة، أضر الجفاف ضررا بالغا بالمحاصيل والمراعى فى سورية، بحيث أصبح الآلاف من الرعاة البدو فى حاجة الى مساعدات.

46 - وفى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى، ينتظر أن تعود محاصيل الحبوب والفاصوليا للموسم الأول فى 1999/2000 فى أمريكا الوسطى والبحر الكاريبى، إلى مستوياتها المعتادة فى معظم البلدان، فى أعقاب الخسائر الهائلة التى تسبب فيها الاعصاران "جورج" و "ميتش" فى أواخر 1998. ومازالت كل من هندوراس ونيكاراغوا وهايتى تتلقى مساعدات غذائية، فى حين يجرى تنفيذ مشروعات للمساعدة الفنية، بدعم من المجتمع الدولى، لأجل إحياء القطاع الزراعى. وفى كوبا، أثر استمرار المناخ الجاف المطول، بصورة خطيرة على المحاصيل الغذائية الثانوية والفاكهة والمراعى، وعلى الأخص فى المحافظات الشرقية من البلاد.

47 - وفى بلدان رابطة الدول المستقلة، أدت الأزمة المالية فى الاتحاد الروسى فى خريف 1998، الى تفاقم مشكلات الامدادات الغذائية والحصول عليها (أنظر القسم 2). ولا تبدو الأحوال العامة للامدادات الغذائية حرجة، إلا أن المشاق التى يواجهها الفقراء زادت حدة. وتظل الفئات المعرضة لنقص الأغذية فى كل من أرمينيا، أذربيجان، جورجيا، طاجيكستان والمناطق النائية من الاتحاد الروسى، فى حاجة الى مساعدات موجهة. ومازالت شحنات المعونة الغذائية مستمرة الى الاتحاد الروسى لتخفيف وطأة نقص إمدادات الحبوب.

48 - وفى أوروبا، تقدم المساعدات الغذائية للسكان الأشد حاجة، وعلى الأخص السكان المتضررين من الحرب فى جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية بما فيهم العائدين الى كوسوفو والنازحين داخليا، إضافة الى اللاجئين من النزاعات فى البوسنة وكرواتيا.


سادسا - أوضاع الإمدادات والطلب للسلع الرئيسية

ألف - الحبوب: الإمدادات والطلب

49 - فى أغسطس/آب، تظل الدلائل لمحصول 1999 تشير الى حدوث انخفاض صغير فى الانتاج العالمى من الحبوب، وذلك للسنة الثانية على التوالى. واستنادا إلى آخر التقديرات للمحاصيل التى تم حصادها بالفعل، وظروف المحاصيل التى لاتزال فى حقولها، وبافتراض أن تسود الظروف المناخية العادية حتى نهاية عمليات الحصاد، يتوقع أن يبلغ الانتاج العالمى من الحبوب فى 1999 زهاء 870 1 مليون طن (بما فى ذلك الأرز المضروب)، أى بانخفاض يقل عن واحد فى المائة عن الحصاد المنخفض فى 1998. ومن المتوقع أن يكون الانخفاض المنتظر على أشده بالنسبة للقمح، إذ يرجح أن يبلغ الانتاج 579 مليون طن، بانخفاض يقارب 3 فى المائة عن مستواه المنخفض فى 1998. كذلك ينتظر حدوث انخفاض فى الانتاج العالمى من الحبوب الخشنة، وإن كان الانتاج سيظل، مع ذلك، فوق الاتجاه السائد مع احتمال ألا يتجاوز الانخفاض أقل من واحد فى المائة. وعلى النقيض، تضع التقديرات المبدئية الانتاج العالمى من الأرز فى 1999 فى حدود 392 مليون طن (الأرز المضروب) وهو أعلى رقم له حتى الآن، بافتراض أن تكون الأضرار التى ألحقتها السيول بالمحصول فى آسيا فى حدودها الدنيا، بحيث تبلغ الزيادة 2 فى المائة بالمقارنة مع 1998.

50 - وفى حين أصبحت التقديرات، على صعيد الامدادات، أكثر ثباتا، فإن القضايا المرتبطة بالطلب مازالت غير محددة بعد. وتشير التوقعات الى زيادة طفيفة بأقل من واحد فى المائة، فى الاستخدام العالمى من الحبوب فى 1999/2000. وإجمالا، من المنتظر أن يكون النمو فى الاستهلاك المباشر من الحبوب مواكبا للزيادات فى السكان، بيد أنه من المتوقع حدوث انخفاض، للسنة الثانية على التوالى، فى إجمالى حجم الحبوب المخصصة للأعلاف. وينتظر أن يتركز جل هذا الانخفاض فى البلدان المتقدمة، وذلك بصورة رئيسية نتيجة انكماش الطلب على المنتجات الحيوانية فى الاتحاد الروسى. وعلى النقيض، ومع استئناف النمو الاقتصادى فى العديد من البلدان الآسيوية، من المتوقع أن يزيد الاستخدام التجميعى للأعلاف فى البلدان النامية مجتمعة، بما لا يقل عن 2 فى المائة، مما يشير الى أول توسع هام منذ بداية الأزمة المالية فى بعض بلدان جنوب شرق آسيا خلال السنتين الماضيتين.

51 - وفى حين من المتوقع حدوث نمو هامشى فى الطلب، فإنه مع ذلك، سيتجاوز الانتاج، وبالتالى سيؤدى الى استنزاف المخزونات المرحلة. وعلى الرغم من الاحتمال الكبير بتناقص المخزونات العالمية من الحبوب، فإن هذا الانخفاض سيقتصر، الى حد كبير، فى مخزونات القمح والشعير، فى حين أن مخزونات الأرز قد تزيد فى الواقع. وتضع توقعات المخزونات العالمية من الحبوب فى ختام المواسم المنتهية فى عام 2000، فى حدود 323 مليون طن، أى تقل بنحو 14 مليون طن، أو 4 فى المائة، عن مستوياتها الاستهلالية المنخفضة. وتبعا لمستوى التوقعات الحالية، فإن نسبة المخزونات المرحلة العالمية من الحبوب الى اتجاهات الاستخدام خلال 2000/2001، ستكون 16.9 فى المائة أى مقاربة لنطاق 17 إلى 18 فى المائة التى تعتبرها أمانة المنظمة الحد الأدنى الضرورى لضمان الأمن الغذائى العالمى. ومع ذلك، فإن التكوين المعتدل للمخزونات فى البلدان المصدرة الرئيسية خلال السنوات الأخيرة، والتى تشكل وقاية هامة عند حدوث أى نقص عالمى مفاجىء فى الانتاج، ينتظر لها أن تمثل 45 فى المائة، على الأقل، من الإجمالى العالمى، وهو ما يقارب مستوى العام الماضى ويزيد كثيرا عن المستوى المتوسط التى شهدته منذ آونة قريبة.

الرسم البيانى 3

باء - أسعار الحبوب

52 - واجهت أسواق الحبوب العالمية، خلال العامين الماضيين، نفس الكساد الذى عانت منه جميع أسواق السلع الرئيسية تقريبا. وتعرضت الأسعار الدولية لمعظم أنواع الحبوب لضغوط انخفاضية فى ظل الوفرة النسبية للامدادات وركود الظروف الاقتصادية فى الكثير من أجزاء العالم. وبالنسبة لمعظم أنواع الحبوب، تميزت السنة المحصولية فى 1999، بدورها، بزيادة الامدادات، مما يقلل من احتمالات أى انتعاش كبير فى الأسعار، على الأقل فى المدى القصير.

53 - وأدت زيادة الامدادات المتاحة للتصدير فى ظل انكماش التجارة العالمية فى القمح، إلى انخفاض الأسعار فى 1998. وفى الآونة القريبة؛ وبعد انخفاض إلى أدنى مستويات موسمية خلال يونيو/حزيران وأوائل يوليو/تموز، شهدت الأسعار العالمية للقمح فترة من التقلبات غير العادية خلال منتصف أغسطس/آب 1999، حين تأثرت الأسعار بالانتعاش الناشىء عن الظروف المناخية، فى أسواق الذرة والصويا. بيد أن الأسس التى ترتكز عليها الامدادات والطلب لن توفر أى دعم يذكر لأى انتعاش مستدام فى أسعار القمح خلال الشهور القادمة، بالنظر الى احتمال حدوث انخفاض صغير فحسب فى انتاج 1999، والمخزونات المرحلة الكبيرة نسبيا.

الجدول 9 - أسعار صادرات الحبوب

  القمح الذرة الذرة الرفيعة الأرز
         
  الأمريكى الصلد رقم 2) الأمريكى رقم 2) الأمريكى رقم 2) السعر الاشارى للصادرات
         
  شتوى أصفر أصفر  
  (1) (2) (1)  
  (دولار/طن) دولار/طن) دولار طن) (1982-84=100)
         
1994 151 107 105 114
1995 179 124 123 129
1996 209 165 153 136
1997 162 117 114 127
1998 129 102 101 127
1999- يناير 126 98 96 125
فبراير 119 94 94 120
مارس 119 97 92 116
أبريل 115 94 88 112
مايو 112 93 89 113
يونيو 112 94 90 115
يوليو 106 80 79 114
أغسطس 115 72 85 114
         
         
المصدر: مجلس الحبوب الدولى، وزارة الزراعة الأمريكية، وكالة رويتر للآنباء    
         
(1) فوب موانىء الخليج
(2) تسليم الموانىء الأمريكية فى الخليج

54 - كما أدت وفرة الامدادت وعدم وجود أى طلب قوى فى 1998، الى انخفاض الأسعار الدولية للحبوب الخشنة إلى دون مستوياتها المنخفضة بالفعل فى العام الماضى. وخلال الشهور الأخيرة تلاشت المخاوف بشأن انخفاض توقعات الانتاج فى الولايات المتحدة، ومن ثم حدثت زيادات حادة فى الأسعار إلاّ أن هذه الحركة بالزيادة ظلت، عموما، محدودة. وبالنظر الى احتمالات استئناف الصادرات الكبيرة من الذرة من الصين فى الموسم الحالى، واستمرار التوقعات المواتية عموما لمحاصيل الصويا والذرة معا، فإن أى تعزيز للأسعار سيتوقف، الى حد كبير، على طلب الواردات والتى من المستبعد، استنادا الى التوقعات الحالية، أن تشهد توسعا كبيرا.

55 - وبلغت التجارة الدولية فى الأرز فى 1998، أعلى مستوى لها حتى الآن، بيد أن وفرة الامدادات المتاحة للتصدير حالت دون ارتفاع الأسعار، بالمقارنة مع الأعوام السابقة. وتبدو الأوضاع فى 1999 مختلفة الى حد بعيد عن العام الماضى. إذ أن انتعاش الانتاج فى الكثير من البلدان المستوردة الرئيسية أدى الى تناقص الطلب على الواردات فى السوق الدولية فى ظل وفرة الامدادات المتاحة للتصدير، وبالتالى الى انخفاض الأسعار وهو تطور يرجح أن يستمر لما تبقى من العام.

جيم - البذور الزيتية، الزيوت والمساحيق الزيتية

56 - يقدر أن الانتاج العالمى من محاصيل الزيوت السبعة الرئيسية فى 1998/1999 يبلغ زهاء 310 ملايين طن، وهو رقم قياسى بعد حجمه فى 1997/1998 البالغ 305 ملايين طن. وترجع الزيادة فى الانتاج، بصورة رئيسية، الى الزيادات فى انتاج بذور القطن وعباد الشمس، والفول السودانى وبذور اللفت، التى تفوقت على الانخفاض فى انتاج لب جوز الهند. ويقدر أن يظل انتاج الصويا، على المستوى العالمى، بدون تغيير، مع انخفاض المحاصيل - وإن تكن فوق المتوسط، فى أمريكا الجنوبية، تقابله وتزيد عنه المحاصيل القياسية للسنة الثانية على التوالى فى الولايات المتحدة، وتجسدت تقديرات الانتاج المحصولى فى رقم قياسى عالمى لانتاج الزيوت والبذور يبلغ قرابة 109 ملايين طن فى 1998/1999، بالمقارنة مع 104 ملايين طن فى الموسم السابق. وتشير التوقعات الى الاستخدام العالمى من الزيوت والدهون سيواصل التوسع فى 1998/1999، وإن يكن بمعدل يقل عن المتوسط ويبلغ 2 فى المائة، ليصل الى 107 ملايين طن. وتعزى الزيادة المتواضعة فى الطلب العالمى، الى الارتفاع النسبى فى الأسعار بالمقارنة مع النصف الأول من التسعينات، والأزمة الاقتصادية التى أثرت على العديد من البلدان منذ عام 1997.

الجدول 10 - الأسعار الدولية للمنتجات المشتقة من البذور الزيتية

    الأرقام الاشارية لأسعار السوق الدولية لدى المنظمة متوسط أسعار السوق الدولية
    دهون وزيوت الطعام/ الصابون المساحيق والكسب الصويا
    (1990-92=100 (دولار/طن)
أكتوبـــر/سبتمــبر      
1993/1994   128 93 259
1994/1995   154 94 247
1995/1996   140 128 303
1996/1997 - أكتوبر/مارس 136 134 301
  - أبريل،سبتمبر 134 132 295
1997/1998 - أكتوبر/مارس 151 130 277
  - أبريل/سبتمبر 159 103 236
1998/1999 - أكتوبر/مارس 142 90 219
  - أبريل/يوليو 114 72 196

دال - اللحوم ومنتجات الثروة الحيوانية

57 - وعلى الرغم من الأزمة المالية الاقليمية فى 1998، وتدنى أسعار الحبوب وتنامى الطلب على منتجات اللحوم، زاد الانتاج العالمى من عناصر الثروة الحيوانية بوتيرة قوية نسبيا بلغت 2.4 فى المائة عام 1998 الى ما فوق 218 مليون طن. بيد أن من المنتظر تباطؤ هذا النمو فى 1999 مع توقع زيادة فى مجموع انتاج اللحوم بنسبة 2 فى المائة ليصل الى 222.9 مليون طن، وهو ما يعزى جزئيا الى الاسناد الذى تلقاه الانتاج بفضل العائدات المواتية للمنتجين نتيجة لاستمرار الانخفاض فى أسعار الحبوب العلفية. ومن المحتمل أن يزداد الانتاج فى البلدان النامية، ويشكل أسرع شريحة فى السوق العالمية للحوم نموا، بنسبة تقارب 3 فى المائة فى 1999 ليصل الى 118.8 مليون طن. ومن المتوقع أن تتركز معظم هذه الزيادة فى الانتاج فى آسيا فى حين بات من المنتظر أن يحقق انتاج بلدان أمريكا اللاتينية نموا قويا بسبب تخفيض قيمة العملة البرازيلية واحتمال حدوث بعض الانتعاش فى انتاج أفريقيا أيضا.

58 - وتشهد الأسواق العالمية للحوم فى 1999 انتعاشا مترددا فى مستويات الأسعار بعد الامدادات الوفيرة فى الأسواق، بيد أن الانخفاض الحاد فى مستوى الطلب الاستيرادى نتيجة للأزمة المالية فى آسيا وروسيا أدى الى أن تخفض المنظمة مستوى الرقم الدليلى لأسعار اللحوم بمقدار 9 نقاط فى 1998. واستمر الرقم الدليلى الذى تحدده المنظمة لأسعار اللحوم فى حالة تدهور منذ بداية عقد التسعينات لكن هبوط نطاق الأسعار فى 1998 أثر على نحو معاكس على صناعات اللحوم ولاسيما لحوم الخنازير فى كل من الولايات المتحدة وأوروبا. ولعل تباطؤ نمو الانتاج فى البلدان النامية والانتعاش الطفيف فى مستوى الطلب الاستيرادى قد يوفر بعض الدعم لارتفاع الأسعار فى 1999.

الجدول 11 - الرقم الدليلى للمنظمة لأسعار اللحوم

الرقم الدليلى للمنظمة لأسعار اللحوم سنة الأساس
1990-1992
1995 90  
1996 88  
1997 88  
1998 79  
يناير 1999   80
فبارير 1999   79
مارس 1999   75
أبريل 1999   80
مايو 1999   85
     
     

هاء - القطن

59 - يقدر الانتاج العالمى من القطن فى السنة التسويقية المنتهية فى 31/7/1999 بحدود 18.4 مليون طن؛ أو ما يقل بنسبة 8 فى المائة عن انتاج الموسم السابق. بيد أن ضعف الأداء الاقتصادى للعديد من البلدان أدى الى ضعف مستويات الاستهلاك. ونتيجة لذلك استمرت المخزونات بمستويات عالية واتجهت الأسعار نحو الهبوط. وبالإضافة الى ذلك، فقد نجم عن تغّير وضع الصين من بلد مستورد الى بلد مصدر للقطن تأثيرا هبوطيا على الأسواق، ومن المحتمل أن يزيد العديد من البلدان التى تستورد القطن لتصنيعه أو إعادة تصديره، بما فى ذلك البرازيل وبعض البلدان الآسيوية من هذه الفئة من مشترياتها خلال السنة القادمة. وإذا ما عادت الغلة الى مستوياتها العادية بدرجة أكبر، فقد يزيد الانتاج بأكثر من مليون طن فى موسم 1999/2000، الأمر الذى سيراكم المزيد من المخزونات ويتيح مجالا ضئيلا لحدوث زيادة ملموسة فى الأسعار.
الجدول 12 - أسعار القطن: الرقم الدليلى "A" Cotlok

  بالسنتات الأمريكية للكيلوغرام
1994 79.97
1995 98.11
1996 80.41
1997 79.23
1998 65.27
1999 يناير 55.78
فبراير 56.16
مارس 56.73
أبريل 57.88
مايو 59.82
يونيو 58.3
يوليو 54.34
أغسطس (تقديرات) 51

واو - البن

60 - هبطت الأسعار العالمية للبن بنسبة 23 فى المائة خلال عام 1998، وتراجع السعر المركب لمنظمة البن الدولية من 131 سنتا أمريكيا للرطل فى يناير/كانون الثانى إلى 101 سنت أمريكي للرطل فى ديسمبر/كانون الأول. وكانت الأسعار قد هبطت من مستوى الذروة الذى سجلته فى يناير/كانون الثانى - فبراير/شباط، بمستوى 131 سنتا أمريكيا الى أدنى مستوى لها لعام 1998 فى شهر أكتوبر/تشرين الأول، حيث وصل السعر المركب الى 95 سنتا للرطل. وتعزى الأسباب الرئيسية لهذا الهبوط فى الأسعار الى وفرة محاصيل البرازيل واشتداد القلق بشأن تدهور الاقتصاد البرازيلى، وهو ما شجع مصدرى البن البرازيلى على بيع مخزوناتهم من البن بالعملات الأجنبية. وانعكاسا لهذه الأوضاع تدهورت أسعار بن أرابيكا على نحو حاد. ثم هبطت الأسعار مرة أخرى فى 1999 فى أعقاب تخفيض قيمة الريال البرازيلى بنسبة 40 فى المائة فى يناير/كانون الثانى 1999. وهبط مؤشر السعر المركب الى 86 سنتا أمريكيا بحلول ابريل/نيسان 1999 نظرا لاستمرار التوقعات المواتية للمحاصيل.

الجدول 13 - أسعار تصدير منتجات استوائية مختارة

سنة/شهر

البن الكاكاو الشاى السكر الموز
  (دولار/للطن)
1994 2964 1396 1419 267 1016
1995 3052 1433 1423 293 1053
1996 2250 1456 1640 264 939
1997 2952 1619 2005 251 845
1998 2402 1676 2002 197 943
1998 يوليو 2146 1712 1904 190 1002
أغسطس 2232 1684 1943 187 960
سبتمبر 2112 1687 1862 159 963
أكتوبر 2095 1946 1806 164 731
نوفمبر 2166 1595 1771 178 837
ديسمبر 2221 1515 1694 178 631
1999 يناير 2152 1455 1763 179 1980
فبراير 2036 1408 1650 150 1949
مارس 1971 1313 1863 133 2160
أبريل 1890 1186 1602 119 1793
مايو 1973 1063 1734 127 1640
يونيو 1907 1162 1739 133  

ملاحظة: البن: السعر الاشارى المركب لمنظمة البن الدولية
الكاكاو: المتوسط اليومى لأسعار منظمة الكاكاو الدولية
الشاى: السعر المركب لأسواق كلكتا وكولومبيا وكوشين ومومباسا
السكر: المتوسط اليومى للسعر وفقا للاتفاقية الدولية للسكر
الموز: المانيا، أمريكا الوسطى فوب هامبورغ

المصدر: الجماعة المختصة بالمشروعات والثمار الاستوائية
(ادارة الخامات والمنتجات الاستوائية والبستانية)

زاى - الكاكاو

61 - بعد فورة مؤقتة فى مايو/أيار 1998 ارتفعت خلالها الأسعار الى أعلى مستوى خلال أحد عشر عاما بمبلغ 81 سنتا أمريكيا للرطل، بدأت الأسعار تنخفض فى أغسطس/آب هابطة الى 69 سنتا أمريكيا للرطل بحلول ديسمبر/كانون الأول 1998، الأمر الذى يعزى الى وفرة الامدادات واستمرار ضعف الطلب على الكاكاو فى كافة أرجاء العالم. وواصلت الأسعار تدهورها فى 1999 حتى وصلت الى 48 سنتا أمريكيا للرطل بحلول شهر مايو/أيار.

حاء - الشاى

62 - تحسنت أسعار الشاى الأسود مرة أخرى خلال أول شهرين من عام 1998 وبلغت أعلى مستوى لها منذ عام 1985. بيد أن أسعار الشاى فشلت فى الحفاظ على زخمها فى مارس/آذار، واستمر تدهورها خلال الفترة المتبقية من العام، حيث زاد انتاج العالم من الشاى بفضل الظروف المناخية المواتية، فى حين انخفض مستوى الطلب الاستيرادى على الشاى ولاسيما فى روسيا. وبحلول ديسمبر/كانون الأول 1998، انخفض مستوى السعر المركب للشاى الى 169 سنتا أمريكيا للكيلوغرام. وفى الربع الأول من عام 1999، أدى انخفاض واردات روسيا الى تسليط ضغط نزولى جديد على الأسعار فى الهند وسرى لانكا فى حين شهدت أسعار الشاى فى مومباسا زيادة متواضعة.

طاء - السكر

63 - افتتح موسم 1998/1999 (أكتوبر/تشرين الأول - سبتمبر/أيلول) بطرح أسعار تقل بنسبة 35 فى المائة عن نظيرتها قبل عام. ثم أخذت الأسعار ترتفع على نحو طفيف فى نوفمبر/تشرين الثانى 1998، واستقرت بحلول منتصف يناير/كانون الثانى 1999. وتعزى الأسباب الرئيسية لضعف أسعار السكر خلال هذه الفترة الى الظروف الاقتصادية المعاكسة التى أدت الى انكماش الطلب الاستيرادى على السكر ولاسيما فى بعض البلدان المستوردة الرئيسية بما فى ذلك الاتحاد الروسى، وجمهورية كوريا واندونيسيا، فى حين استمرت زيادة الانتاج وتراكمت المخزونات. وفى منتصف يناير/كانون الثانى 1999، هبطت الأسعار كرد فعل لتخفيض قيمة الريال البرازيلى بنسبة 40 فى المائة، وهو ما أدى الى زيادة صادرات البرازيل على نحو حاد،وضخ المزيد من الامدادات فى السوق العالمية. وكرد فعل لهذه الحالة هبطت الأسعار فى ابريل/نيسان 1999 الى أدنى مستوى لها منذ 11 عاما، لكنها عادت وانتعشت فى مايو/أيار - يونيو/حزيران 1999 بما يعزى بالدرجة الأولى الى زيادة واردات الاتحاد الروسى.

ياء - الموز

64 - عانت صادرات العالم من الموز من أول معوق تعرضت له خلال عقد من السنين عام 1998، نتيجة لتضرر انتاج بلدان أمريكا اللاتينية بسبب الأحوال المناخية المعاكسة بصفة خاصة ومن جراء بعض المشكلات ذات الصلة باليد العاملة. وبسبب كل ذلك هبطت عائدات تصدير الموز بنسبة تقارب 6 فى المائة لتصل الى 4.9 مليار دولار.

65 - وفى خلال الربع الأول من 1999 ظلت أسعار استيراد الموز قوية نسبيا فى معظم الأسواق الرئيسية. بيد أن تلك الأسعار تعرضت لضغوط نزولية أثناء الربع الثانى والثالث من العام بسبب توافر امدادات ضخمة جدا من منتجات البلدان المصدرة الرئيسية، بعد انتعاش انتاجها بعد زوال المشكلات المناخية التى شهدتها فى العام السابق، وتدنى مستويات الطلب فى أسواق روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة وجنى محاصيل وفيرة من الفاكهة المنواة فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية وتعطل الأسواق بسبب الحرب فى البلقان.


سابعا - اتجاهات المعونة الانمائية الرسمية المقدمة للزراعة

66 - يوضح الجدول 14 الاتجاهات فى الأسعار الثابتة خلال عقدى الثمانينات والتسعينات فى جمع المعونة الانمائية الرسمية المقدمة الى الزراعة. ويكشف الجدول عن اتجاه متزايد فى مجموع هذه المساعدة خلال عقد الثمانينات وبداية عقد التسعينات أعقبه انخفاض ملموس خلال النصف الثانى من عقد التسعينات. كما يكشف الجدول أن حجم المعونة الانمائية المقدمة للزراعة بالأسعار الثابتة ظل يتدهور منذ أواخر عقد الثمانينات وكامل عقد التسعينات، وانخفض الى النصف تقريبا خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ هبط من 14-15 مليار دولار الى 7.5 مليار دولار (متوسط 1995-1997).

الجدول 14- المعونة الانمائية الرسمية، 1980-1997

(المتوسطات السنوية لثلاث سنوات)

  1980/ 1982 1983/ 1985 1986/ 1988 1989/ 1991 1992/ 1994 1995/ 1997
مجموع المعونة الانمائية الرسمية
(مليارات الدولارات بأسعار 1995)
50.9 58.1 59.7 63.8 64.6 53.8
المعونة الانمائية الرسمية المقدمة للزراعة
(مليارات الدولارات بأسعار 1995)
12.3 14.1 14.8 11.2 9.5 7.5
النسبة المئوية للمعونة الرسمية المقدمة للزراعة
من مجموع المعونة الانمائية الرسمية
24 24 25 18 15 14
النسبة المئوية لنصيب الزراعة فى البلدان النامية من اجمالى
الناتج المحلى
19 18 17 16 14 14
النسبة المئوية لسكان الريف
فى البلدان النامية من مجموع السكان
71     66   62

67 - ونتيجة لذلك استمر تراجع المعونة الانمائية الرسمية المقدمة للزراعة لا بالأرقام المطلقة فحسب وإنما كجزء من مجموع المعونة الانمائية الرسمية. فقد انخفضت النسبة المئوية للمعونة الانمائية الرسمية للزراعة فى مجموعها خلال السنوات العشر الماضية من 25 فى المائة إلى 14 فى المائة فقط خلال نفس الفترة. ولدى مقارنة حصة الزراعة من مجموع المعونة الانمائية الرسمية ونصيب القطاع الزراعى من مجموع اجمالى الناتج المحلى للبلدان النامية يتجلى أن حصة الزراعة قد تدهورت بأسرع من تدهور نصيب القطاع الزراعى. وعلى ذلك كان مجموع نصيب الزراعة من المعونة الانمائية الرسمية خلال عقد الثمانينات أكبر بكثير خلال عقد الثمانينات من نصيب الزراعة فى البلدان النامية من اجمالى الناتج المحلى فى حين كادا يتقاربان خلال السنوات الأخيرة.


ثامنا - المعونة الغذائية

68 - بلغ مجموع شحنات المعونة الغذائية من الحبوب فى اطار البرامج والمشروعات وفى حالات الطوارىء خلال 1998/1999 (1/7 إلى 30/6) 9.5 مليون طن، أى زاد بأكثر من 3 ملايين طن أو بنسبة 53 فى المائة عن نظيره فى 1997/1998، مسجلا بذلك أعلى مستوى للمعونات الغذائية من الحبوب منذ 1993/1994. فقد زادت شحنات الولايات المتحدة بأكثر من الضعف لتصل الى 5.6 مليون طن، كما زادت شحنات الاتحاد الأوروبى بدورها بنسبة تزيد عن 30 فى المائة لتصل الى 2.4 مليون طن.

69 - وفيما يتعلق بالجانب المتلقى للمعونات، وجهت معظم الزيادة فى شحنات المعونات الغذائية الى الاتحاد الروسى على شكل حبوب حيث ارتفعت من 000 42 طن فى 1997/1998 إلى ما يزيد على 1.3 مليون طن فى 1998/1999. كما زادت الشحنات الموجهة الى بنغلاديش على نحو ملموس بمقدار يزيد على مليون طن لتصل الى ما يقارب 1.6 مليون طن. وتجاوز حجم المعونات الغذائية من الحبوب المقدمة الى اندونيسيا 000 700 طن مقارنة بحصولها على 000 9 طن فقط فى العام السابق. كما وجهت شحنات كبيرة الى كل من البلدان المتضررة بسبب الأعاصير فى أمريكا الوسطى ولاسيما هندوراس وغواتيمالا ونيكاراغوا. وفى أفريقيا، هبط حجم المعونات الغذائية من الحبوب الموجهة الى معظم البلدان، يستثنى من ذلك ولاسيما أريتريا وغينيا بيساو وسيراليون والسودان وزمبابوى. وفى آسيا، وجهت شحنات كبيرة من المعونات الغذائية الى منغوليا ونيبال، إضافة الى بنغلاديش واندونيسيا المذكورتين أعلاه، فى حين هبطت المنح المقدمة من الحبوب الى العديد من البلدان الأخرى هبوطا حادا، بما فى ذلك جمهورية كوريا الديمقراطية، بعد أن كانت من أكبر البلدان المتلقية للمعونات الغذائية فى السنوات الأخيرة. كما وجهت شحنات صغيرة الى كل من أرمينيا وسرى لانكا وأذربيجان وجورجيا وقيرغيزستان وطاجيكستان.

الجدول 15 - شحنات المعونة الغذائية من الحبوب
(يوليو/تموز - يونيو/حزيران)

  1994/1995 1995/1996 1996/1997 1997/1998 1998/1999
توقعات
  (بملايين الأطنان )
العالم 9443 7397 5518 6227 9492
           
بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض 7910 6400 4604 5480 6764
           
أفريقيا 3593 2526 2045 2282 2237
جنوب الصحراء الكبرى 3348 2305 1855 2173 2201
غيرها 246 221 190 109 36
           
آسيا 4067 3911 2459 3129 4264
شرق وجنوب شرقى آسيا 308 877 646 933 1596
جنوب آسيا 1600 1210 905 1136 1960
غيرها 2160 1824 908 1059 708
           
بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى 1146 602 607 549 672
           
غيرها 637 358 407 267 2318

70 - وفى يونيو/حزيران 1999، أقرت الجهات المانحة الرئيسية اتفاقية المعونة الغذائية الجديدة، وأكدت عزمها على تنفيذها لفترة أولية أمدها 3 سنوات تبدأ من يوليو/تموز 1999. وتدعو الاتفاقية الجديدة الى اعتماد أسلوب يتسم بقدر أكبر من المرونة إزاء المعونة الغذائية وذلك بتوسيع قائمة السلع المقدمة كمعونات غذائية وتنويع طرق توزيعها. وإجمالا، يصل مجموع الالتزامات فى إطار اتفاقية 1999 إلى 4.895 مليون طن بما يعادلها من القمح مقارنة بمقدار 5.35 مليون طن فى إطار اتفاقية 1995. ونجم الفرق عن تعهد الاتحاد الأوروبى بتقديم 130 مليون ايكو نقدا أو ما يعادل قيمة 000 588 طن، بما فى ذلك تكاليف النقل. وتعادل قيمة المعونة الغذائية بموجب الاتفاقية الجديدة بالأسعار الجارية إضافة الى تكاليف النقل مثيلتها تقريبا فى العام السابق.

71 - واستنادا إلى المعلومات المقدمة من برنامج الأغذية العالمى، زادت المساهمات المقدمة من الحبوب الى الاحتياطى الدولى من أغذية الطوارىء فى أغسطس/آب 1999 التى يتولى البرنامج إدارتها إلى أكثر من الضعف مرة أخرى لتصل الى ما يقارب 2 مليون طن. وكانت الزيادة فى حجم المساهمات المقدمة من غير الحبوب بمقدار يناهز 000 40 طن لتصل الى 000 206 طن أقل أهمية. وتجاوزت تعهدات 1999 المساهمة فى الاحتياطى الدولى من أغذية الطوارىء مليون طن من الحبوب و000 170 طن من غير الحبوب، وهو ما يتساوق مع نمط التعهدات المناظرة فى نفس الفترة من عام 1998. وبلغ حجم المساهمات المقدمة فى 1998 للعمليات الممتدة للإغاثة واللاجئين التى يتولى برنامج الأغذية العالمي إدارتها أيضا الى ما يقدر بنحو 000 539 طن من الحبوب و 000 101 طن من السلع الغذائية الأخرى، وهو ما يوازى مساهمات 1997. وبحلول أغسطس/آب 1999 قدمت تعهدات بنحو 000 203 طن من الحبوب، و000 100 طن من غير الحبوب فى إطار العمليات الممتدة للإغاثة واللاجئين لعام 1999، وبذلك زادت احتمالات تجاوز مساهمات عام 1999 نظيرتها فى 1998.