الصفحة السابقة   بيان المحتويات    الصفحة التالية

مناهج الاتصال

وسائل الإعلام الجماهيرية

الإذاعة الريفية

ما زالت الإذاعة تمثل أقوى وأرخص وسيلة للإعلام الجماهيري تصل إلى أعداد كبيرة من سكان الريف في المناطق الريفية المنعزلة . وفي الوقت الحاضر ، يستطيع السكان في أبعد القرى ، بفضل انتشار أجهزة الترانزيستور ، الاستماع إلى الإذاعة الريفية التي تعتمد على الموروثات التي يرويها سكان الريف . ورغم أن الرجال هم الذين يمتلكون غالبية أجهزة الاستقبال الإذاعي ، فأن النساء يستطعن الاستماع إلى البرامج في المساء وهن في المنازل بعد الانتهاء من القيام بالأعمال الرئيسية الشاقة أثناء النهار .

وتعد الإذاعة من الأدوات المهمة لسرعة انتشار الرسائل المهمة التي تتناول الأفكار والطرق الجديدة للإنتاج الزراعي ، وكذلك تلك التي تتحدث عن الجوانب الصحية ، والتغذية ، وتخطيط الأسرة ، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية والثقافية . FAO/17495ويمكن استخدام الإذاعة جنباً إلى جنب مع وسائل الأعلام الجماهيرية الأخرى ، في عمليات التدريب ونقل الأساليب التكنولوجية أو تبادلها . وتستطيع الإذاعة تنشيط الحوار والنقاش بشأن القضايا الرئيسية التي تهم التنمية الريفية ، كما أنها وسيلة تستطيع نساء الريف بواسطتها التعبر عن آرائهن ، واحتياجاتهن ، وتطلعاتهن . كذلك فإن الإذاعة تمكّن النساء من الإعراب عن شواغلهن ، وطموحاتهن ، وتوصيلها إلى الأطراف الأخرى خارج المجتمعات المحلية ، مثل المعنيين بوضع السياسات وتخطيط التنمية على المستوى القطري . وأخيراً تعد الإذاعة آداة لتقوية التماسك والتضامن الاجتماعي .

وتعد مشاركة أبناء المجتمعات المحلية أمراً أساسياً لنجاح استخدام الإذاعة في المجتمعات الريفية . إذ يكون للبرامج الإذاعية أقوى تأثير عندما يشارك المستمعون في إنتاجها ، وتستخدم فيها اللغات المحلية ، وتراعي التقاليد الثقافية . والبرامج الناجحة هي التي تتضمن مشاركة شعبية حية وطرح الأسئلة والإجابة عليها والحوار بين أبناء القرى .

الإذاعات القائمة على المجتمعات المحلية

ساعد انتشار الديمقراطية ، والتعددية والتخلي عن القوانين المتهالكة في كثير من النامية بالإضافة إلى انخفاض تكلفة أجهزة الإرسال الإذاعي المحلي الحديثة على زيادة عدد المحطات الإذاعية التي تخدم المجتمعات المحلية . ففي " مالي" وحدها ، أقام الأفراد والجمعيات والمجتمعات المحلية والمؤسسات التجارية والدينية والسياسية ، أكثر من 75 محطة إذاعية . وتتناول هذه المحطات قضايا الحياة اليومية التي تشغل المستمعين ، كما أنها تعمل على الترويج للتنمية المحلية . وتعد هذه المحطات أداة مهمة لتحفيز النساء وتعليمهن ، وزيادة وعيهن بالقضايا النسائية ، وبحقوقهن ، كما أنها تتيح لنساء الريف فرصة استخدام الميكروفونات للحديث عن القضايا التي تهمهن ، وطلب الاستماع إلى المقطوعات الموسيقية والأغاني الشعبية التي لا تذيعها محطات الاذاعة الأخرى . ويزايد عدد النساء اللاتي يتدربن على عمليات إعداد البرامج الإذاعية وإدارة محطات الإذاعة التي تخدم المجتمعات المحلية ، وبذلك تستطيع هذه البرامج الإذاعية أن تلبي احتياجاتهن الحقيقية .

  

تعليق بعض المستمعات في الريف

قالت إحدى النساء المستمعات للإذاعة الريفية من بلدة كوديالانيدا ، في مالي :

"لقد ساعدتنا محطة الإذاعة على فهم أهمية محو الأمية في القيام بأنشطتنا التجارية . إذ شجعت الإذاعة النساء على زيادة الوقت المخصص لمحو الأمية . وفي البداية ، كنا نعمل بمعزل عن بعضنا الآخر ، ولكننا بعد أن استمعنا إلى البرامج الإذاعية ترسخت لدينا فكرة تنظيم صفوفنا في جمعية . ولقد حققت نساء أخريات نفس الشيء بنجاح بعد أن استمعن إلى نصائح المحطات الإذاعية التي وسعت نطاق تغطيتها وبدأت تستقبل أسئلة المستمعين "

وإضافة مستمعة أخرى من كوديالانيدا قائلة :

"لقد حققت محطة الإذاعة تغييراً حقيقياً في حياة القرويات اليومية . فقد شجعت على تغيير طرق الزراعة وتحسين مستواها التكنولوجي (من حيث اختيار أفضل أصناف البذور ، وتجهيز بذور القطن ، ومراعاة مواعيد الزراعة السليمة) كذلك حققت الإذاعة تغيراً في المواقف : فقد ضعفت النزعة الفردية وسادت بدلاً منها روح الجماعة ، واتسع نطاق التحسينات المنزلية نتيجةً للبرامج التي كانت تذاع حول هذا الموضوع . كذلك ساعدت محطة الإذاعة أولئك الذين كانوا يحرصون على الإلمام بطرق تنقية المياه ومعالجتها ، وزادت من الإقبال على برامج محو الأمية . وعموماً ، كان للإذاعة دوراً كبير في زيادة الوعي في الريف "


  

التلفزيون

جاء في برنامج العمل الذي أصدره المؤتمر العالمي الرابع للمرأة ، الذي عقد في" بيجين " في عام 1995 ، أن وسائل الإعلام الجماهيرية تتمتع بإمكانيات عظيمة فيما يتعلق بالتشجيع على تقدم المرأة والمساواة بين النساء والرجال . ويقول برنامج العمل ، على وجه التحديد إن " التلفزيون ، على وجه الخصوص يحدث أكبر قدر من التأثير على الشباب ، وبذلك يستطيع تشكيل القيم والمواقف والمفاهيم التي تعتنقها النساء بطريقة إيجابية أو سلبية " . وفي الحقيقة ، يعد التليفزيون وسيلة قيمة وقوية وفعالة تستطيع الارتفاع بمستوى الوعي ، وإثارة النقاش وزيادة المعرفة . كما أنه قناةٌ مهمة للدعوة إلى القضايا ، واسترعاء انتباه واضعي السياسات والاستراتيجيات الملائمة في جدول أعمال التنمية . ورغم أن التليفزيون لا يكون متاحاً عموماً للمجتمعات المحلية في مناطق الريف النائية ، فقد ازداد انتشاره في البلدان النامية وأصبح حقيقة من حقائق الحياة العامة في الريف .

وباتساع نطاق التحضر ، يمكن للتليفزيون أن يمثل أداة مهمة للوصول إلى المستمعات من النساء اللاتي انتقلن من المناطق الريفية إلى المدن ومن الأمثلة المهمة على استخدام التليفزيون في تحقيق التغيير الاجتماعي المسلسل الدرامي الذي أذيع في جنوب أفريقيا بعنوان مدينة سول .FAP/SDRE/R.FAIDUTTI وتستهدف هذه البرامج التليفزيونية الشابات اللاتي تنتمين إلى الفئات الاجتماعية منخفضة الدخل ، مع التركيز على المسائل المتعلقة بالأمومة وصحة الأطفال بالإضافة إلى تعزيز امكانيات النساء والمجتمعات المحلية ، كما تتناول القضايا الاجتماعية ، والتوعية بمخاطر نقص المناعة المكتسبة / مرض الايدز . وعادة تثير الدراما اهتمام المستمعين أكثر من أي شكلٍ آخر من أشكال البرامج التليفزيونية ، ولذلك تستند الحلقات التمثيلية ، التي تبلغ كلٌ منها نصف ساعة ، على قوة الدراما في التوعية الصحية . ويسمى هذا الأسلوب " التسلية التثقيفية " وهو يقوم على توجيه رسائل تثقيفية إلى المستمعين عن طريق برامج التسلية . ويذاع المسلسل الدرامي " مدينة سيول " في وقت الذروة على أكثر القنوات شعبية في جنوب أفريقيا ، ويحرص على متابعته عددٌ من المشاهدين .


   

"النساء يمسكن بميكروفون الإذاعة"

تربط الجمعية العالمية لمحطات الإذاعة المحلية بين محطات الإذاعة القائمة على المشاركة في جميع أنحاء العالم ، وتسهم في تنمية ووتطوير حركة الإذاعات المحلية . وفي 1992 ، أقامت هذه الجمعية شبكة دولية للنساء العاملات في البرامج الإذاعية القائمة على المشاركة . والغرض من هذه الشبكة هو تشجيع تبادل المعلومات فيما بين النساء المشتغلات في الإذاعات المحلية في جميع أنحاء العالم ؛ وتوفير التدريب للنساء ؛ وتحديد كيفية تمويل الشبكات والمشروعات المحددة التي تقوم بتنفيذها النساء ؛ ووضع مدونة سلوك تضمن المساواة في المعاملة للنساء العاملات في محطات الإذاعة الأعضاء في الجمعية العالمية . وقد تضمن المؤتمر السابع للجمعية العالمية ، الذي عقد في مدينة ميلانو في 1998 ، يوماً تحت عنوان النساء يمسكن بميكروفون الإذاعة " . خصص لشبكة النساء الدولية واحتياجات النساء في مختلف المناطق .

ففي آسيا وأفريقيا ترى النساء أن من الضروري توفير التدريب الأساسي على الإذاعة ، بما في ذلك التدريب على المهارات الخاصة بالتشريعات الإذاعية وإدارة محطات الإذاعة . أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ، فتريد النساء التركيز على جمع الأموال وعلى المنظور النسائي . والشيء الذي اتفقت عليه جميع النساء هو الحاجة إلى توافر مزيد من المهارات الفنية ، وتدريب المدربات ، وإنتاج مواد التدريب بمختلف اللغات .


  

الوسائل السمعية والبصرية

تعد الوسائل السمعية والبصرية منخفضة التكلفة ( مثل أشرطة الفيديو ، ومجموعات الشرائح المصورة ، والأشرطة الفيلمية ، والكاسيتات السمعية ، وغير ذلك من الوسائل ) أدوات لها قيمتها في العمل الجماعي ، من أجل تحفيز السكان والمساعدة في تدريبهم . وقد تحسنت هذه الأساليب التكنولوجية وتطورت على مر السنين وانخفضت أسعار المعدات ، وأصبحت أخف وزناً ، كما أصبح من الممكن تشغيلها بالبطاريات وحملها من مكان لآخر ، مما جعل من الممكن استخدامها في توعية النساء في المناطق الريفية . ويمكن استخدام الوسائل السمعية والبصرية في توعية النساء بطريقة فعالة في الأوقات والأماكن التي تلائم ظروفهن : فالنساء المشتغلات بالزراعة لا يتوافر لهن الوقت أو المال للذهاب إلى مركز التدريب ، كما أنهن لا يستطعن غالباً الاشتراك في الدورات التدريبية جنباً إلى جنب مع الرجال ، لأسباب ثقافية .

ويمكن حمل مواد التدريب السمعية والبصرية إلى النساء في قراهن ، وعرضها عليهن بعد الفراغ من العمل المنزلي أو إنتاج الأغذية أو الأعمال الأخرى التي تحقق لهن الدخل . وعندما لا يكون ذلك ممكن ، يمكن اتخاذ ترتيبات خاصة لتمكين النساء من حضور الدورات التدريبية مع الرجال . FAO/SDREفعلى سبيل المثال ، عرضت مجموعات الشرائح المصورة لتوعية سكان القرى في جمهورية إفريقيا الوسطى بكيفية تشخيص وعلاج أمراض الأبقار . وقد شاهد النساء والرجال هذه البرامج معاً ، عن طريق وضع شاشة شفافة في منتصف الميدان بالقرية ، وبذلك تمكن الرجال من مشاهدة البرنامج من أحد جانبي الشاشة ، بينما جلست النساء على الجانب الآخر من الشاشة لمشاهدة البرنامج . وبهذه الكيفية ، روعيت التقاليد الثقافية ، مع إعطاء النساء الفرصة للاشتراك في برامج التدريب .

كما يُستخدم الفيديو على نطاق واسع ومتزايد لتحسين عمليات الإرشاد والتدريب الريفي . وقد أمكن بمساعدة المنظمة وضع منهج لتدريب المزارعين على إنتاج أشرطة الفيديو ، الأمر الذي يساعد على إحياء المعارف المتوافرة لدى المزارعين ودمجها في شكل معارف علمية حديثة . ورغم أن الفيديو هو أداة التدريب الرئيسية لتسهيل عملية التفاهم ، فقد تم إعداد كتيبات بسيطة للمدربين والمزارعين لتيسير قيامهم بهذه العملية .

كذلك تمثل هذه الكتيبات ( التي تعتمد على الرسوم أكثر من اعتمادها على النص المكتوب )" ذاكرة" للمتدربين . وقد أمكن استخدام طريقة التدريب بالوسائل السمعية والبصرية لأول مرة ، في إطار مشروع قامت منظمة الأغذية والزراعة بتنفيذه في بيرو ، ثم طبقت بعد ذلك في البلدان الأخرى بالمنطقة ، بما في ذلك بوليفيا والبرازيل وشيلي وباراغواي وهندوراس والمكسيك ونيكاراغوا وبلدان الكاريبي . كما استخدمت هذه الطريقة في كل من الصين وكوريا ومالي .

"إنني أنسى ما أسمع
  وأتذكر ما أرى
  وأتعلم ما أفعل "

( مثل يردده الفلاحون ) 


وهناك أمثلك كثيرة على البرامج والدورات التدريبية المعتمدة على الوسائل السمعية والبصرية التي أمكن إنتاجها واستخدامها مع النساء المشتغلات بالزراعة في مختلف الموضوعات مثل طرق الإنتاج الزراعي ، وإدارة الموارد الطبيعية ، ومشروعات الري الصغيرة ، وإنتاج الخضر ، وإدارة الثروة الحيوانية ، وتجهيز الأغذية وتصنيعها وتخذينها ، والعمليات الحسابية والمحاسبية ، وتحسين التغذية ، والرضاعة الطبيعية ، والصحة الإنجابية ، والنظافة الصحية العامة وقد روعي على الدوام أن يكون نصف الموظفين الوطنيين ، الذي يتم تدريبهم على إنتاج واستخدام هذه البرامج السمعية والبصرية ، من النساء .

ويعنى التطور السريع في تكنولوجيا إنتاج الفيديو بالوسائل المبسطة أن أدوات إنتاج برامج الفيديو يمكن أن توضع في أيدي المجتمعات المحلية ذاتها ، مما يُمكّن نساء الريف ، بشيء من التدريب الأساسي ، من تحديد احتياجاتهن وسرد قصصهن وتاريخهن وخبراتهن . وتعد برامج الفيديو القائمة على المشاركة من المناهج التي تساعد على تطوير قدرات المشاركين ، عن طريق تعليمهم كيفية استخدام معدات الفيديو في تسجيل المشكلات المحيطة بهم ومناقشة الحلول اللازمة لها ، والجانب الأهم هنا لا يتصل بنوعية البرامج المنتجة ، بل بعملية الاتصال داخل المجموعات وفيما بينها . واستخدام الفيديو القائم على المشاركة يتيح أداة لها قيمتها للمعنيين بتعزيز المجتمعات المحلية وبتحقيق التغيير الاجتماعي . وتتصل مهارات الاتصال بالمهارات القيادية ، وقد أظهرت التجربة أن النساء اللاتي يكتسبن المهارات في مجال الاتصال عن طريق العمل في إنتاج أفلام الفيديو القائمة على المشاركة يكتسبن مزيداً من القوة في المجالات القيادية والتنظيمية.

والمنافع التي تترتب على إنتاج أفلام الفيديو القائمة على المشاركة تتجاوز مجرد إنتاج الأشرطة والإلمام بالتكنولوجيا . فعندما تتعلم النساء كيفية أعداد برنامج فيديو ته مغزاه وقادر على الإقناع ، فإنهن يكن بذلك قد اكتسبن أداة جديدة ، كما أنهن عندما يستطعن إدارة مناقشة حية داخل إحدى المجموعات ، بعد مشاهدة أحد برامج الفيديو ، يكتسبن مهارات في مجال الاتصال تعزز مركزهن في المجتمع المحلي وفي التنظيمات التي ينتمين إليها .

FAO/SDRE
تتصل مهارات الاتصال بالمهارات القيادية ، وقد أظهرت التجربة أن النساء اللاتي يكتسبن المهارات في مجال الاتصال ، عن طرق العمل في إنتاج أفلام الفيديو القائمة على المشاركة ، يكتسبن مزيداً من القوة في المجالات القيادية والتنظيمية .

كما تعد برامج الفيديو أداة مهمة لتوعية المعنيين باتخاذ القرارات بالمشاكل والاهتمامات التي تشغل بال نساء الريف . وقد أكدت التجربة أن أشرطة الفيديو تزيد من الثقة بالنفس وتشجع على التطور الذاتي . ورغم أنه من النادر أن يُطلب من نساء الريف الأعراب عن آرائهن أو إبداء ما لديهن من معارف بشأن موضوع معين ، فإنهن عندما يرين أنفسهن على شاشة جهاز الفيديو وهن يشرحن إحدى الطرق أو يبدين رأياً معيناً ، يصبحن أكثر ثقة في الطريقة القائمة إلى تبادل الآراء والمعارف مع الأخريات . كذلك فإنهن عندما يدركن أن الأفراد من ذوي السلطة والنفوذ سوف يشاهدون شريط الفيديو ويستمعون إلى آرائهن ، فإنهن يصبحن أكثر ثقة بأنفسهن وأكثر تمسكاً بإعلان آرائهن ومعارفهن للآخرين .

  

الاتصال القائم على المشاركة لتقييم دور النساء في إدارة الموارد الطبيعية في باكستان

تنص استراتيجية المحافظة على الموارد الطبيعية في باكستان على أن التنمية ينبغي أن تسمح للنساء بالتعبير عن إمكانيتهن على نحو كامل ، عن طريقة إتاحة الفرصة لهن للسيطرة على حياتهن وعلى البيئة الطبيعية المحيطة بهن . ورغم الاعتراف رسمياً بدور النساء في إدارة الموارد الطبيعية كثيراً ما يتعرض هذا الدور للإغفال في الحياة اليومية ، نظراً للأدوار التقليدية التي يقوم بها عادةً كل جنس من الجنسين . وتبذل المنظمة ، بالتعاون مع إيطاليا ، جهداً مشتركاً ، في إطار المشروع الإقليمي القائم على المشاركة لصيانةالمناطق المرتفعة وتنميتها ، للعمل على زيادة مشاركة النساء في إدارة مستجمعات المياه في وادي كاناك ، في مقاطعة بلوخستان .

ويعد دور النساء مهماً في استدامة الظروف البيئية في الوادي ، نظراً لأن النساء هن اللاتي يقمن بجمع حطب الوقود وإدارة المراعي والموارد المائية ويشجع المشروع النساء على تشكيل الجمعيات القروية النسائية أو الأنضمام إليها، وهي الجمعيات التي تمثل محفلاً للتدريب ، وعقد الاجتماعات المنتظمة ، وتنظيم حلقات عمل خاصة للتدريب على القيام بالأدوار القيادية . ويتيح هذا المشروع للنساء قليلات الخبرة الفرصة لحضور الاجتماعات القيادية ومناقشة القضايا المشتركة .ولقد كان من الصعب التعامل مع القضايا البيئية حيث أنه لم يكن هناك ما يشجع النساء على التعبير عن آرائهن في الأمور التي تخرج عن نطاق الأسرة ، أو النظر إلى صيانة الموارد الطبيعية كقضية يمكن أن يكون لهن دور فيها . ويعتمد المشروع على مناهج الاتصال القائمة على المشاركة في مساعدة النساء على تحقيق الاعتماد على النفس في عمليات اتخاذ القرارات والإجراءات ، وخلق نوع من الوعي الاجتماعي الجديد إزاء دورهن في إدارة الموارد الطبيعية .

ولتسهيل عملية المشاركة وزيادة الوعي الاجتماعي ، استخدام المشروع طرق وأدوات الاتصال التالية :

  • لغة الشرائح المصورة : وهي طريقة تقوم على عرض شرائح تصور المناطق المحلية على مجموعات من النساء لتحديد الحلول اللازمة للمشكلات البيئية والتفاوض بشأن الإجراءات المشتركة للتغلب عليها .
  • مجموعات الصور ومعارض الصور : تستخدم هذه الطريقة " كذاكرة جماعية " لرصد التدابير التي تشارك فيها النساء من أجل صيانة الموارد الطبيعية ، ولتبادل الخبرات بين الجمعيات النسائية والمجتمعات المحلية .
  • ?مسابقات إعداد الشرائح : تم تدريب مندوبات الجمعيات النسائية على استخدام آلات التصوير وعمل الشرائح لتوضيح كيفية استخدام الموارد الطبيعية في القرى التي ينتمين إليها ، وإجراء تدريبات بلغة الشرائح لتحديد المشكلات والإجراءات الواجب اتخاذها .

وقد أسفرت هذه المسابقات عن تجميع مجموعات من الشرائح تتضمن رسائل بصرية توضح مفهوم الجمعيات النسائية المختلفة للظروف البيئية والعوامل التي تؤدي إلى تغييرها ، كما أدت إلى انتشار وعي فعلي بين النساء ، إذ أدركت النساء أنهن أنفسهن قادرات على اتخاذ خطوات لحماية البيئة ، وأن ذلك سيكون له تأثير مباشر على الأعمال اليومية المتعلقة بجلب المياه وحطب الوقود .وقد قامت بإنتاج هذه الشرائح وتجميعها نساء القرى اللاتي يتمتعن بذاكرة اجتماعية عن بيئتهن ، والقادرات على اقتراح الحلول في مجتمعاتهن المحلية للحد من انخفاض مناسيب المياه . وباستخدام طرق الاتصال المرنة والمناسبة ، استطاعت النساء تبادل المعلومات والخبرات بشأن رؤيتهن واحتياجاتهن واهتماماتهن . وهكذا تعد الصور والشرائح من الأدوات القوية التي تمكن النساء من إسماع أصواتهن وإبداء آرائهن بشأن استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة .


  

وسائل الاتصال التقليدية

ظل سكان الريف الذين يعيشون في قرى منعزلة دون أن يكون بوسعهم الانتفاع بوسائل الاتصال الحديثة ، يعتمدون طوال أجيال عديدة على الكلمة المنطوقة وأشكال الاتصال التقليدية في أمور التسلية وتبادل المعارف والمعلومات .

وقد اعتمدت نساء الريف الأميات بصفةٍ خاصة في تبادل المعلومات ، على الاحتفالات والمناسبات المحلية ، واللقاءات السرية ، والجمعيات التقليدية والدينية ، والتحدث مع الباعة الجائلين واللقاءات التي تتم في الأسواق وعند آبار المياه . ومع ذلك ، فقد استفدن من هذه الأحاديث الشفهية في حياتهن العائلية وفي نطاق المجتمعات المحلية ، واستطعن إيجاد بيئة ثرية للاتصال . وبذلك استطاع سكان الريف أن يحيوا حياة خلاقة ، وأن ينقلوا ثقافتهم ومعارفهم وتقاليدهم وتاريخهم من خلال أشكال الاتصال التقليدية ، مثل تردد الأشعار والأمثال ، والأغاني والحكايات ، والرقص وأشكال العروض المسرحية . وتعد النساء داخل مجتمعاتهن المحلية ، من المشاركات النشيطات في شبكات الاتصال الاجتماعية ، وهن يعتمدن على نظم الاتصال المحلية التقليدية في تبادل المعلومات والمعارف وفي نشر الاستراتيجيات التي تساعدهن على البقاء وتمكنهن من مساعدة بعضهن البعض .

وتلعب الثقافة والتاريخ دوراً مهماً في التنمية الاجتماعية للمجتمعات المحلية . وجدير بالذكر أن الإبقاء على أشكال الاتصال التقليدية المحلية والعمل في نفس الوقت على تحقيق التغيير الاجتماعي لا يستبعد كل منهما الآخر . FAO/SDREإذ يمكن لأشكال الاتصال التقليدية أن تكون بمثابة قنوات مهمة لتسهيل عملية التعلم ، وتغيير أشكال السلوك ، والمشاركة الشعبية ، والحوار حول ما يحقق أغراض التنمية . وقد استخدمت وسائل الاتصال التقليدية المحلية بنجاح في تحقيق التغيير عن طريق الدعوة لقضايا التنمية الريفية التي تهم النساء . فقد استخدمت هذه الوسائل ، على سبيل المثال للتأثير على المواقف والمعتقدات الخاصة بحجم الأسرة ، وتشويه أعضاء المرأة التناسلية ، والحد من حالات الحمل في مرحلة المراهقة ، ومكافحة أشكال التشرد والجنوح ، والتوعية بنقص المناعة المكتسب / مرض الايدز . كما تستخدم أيضاً في برامج التوعية الصحية ، وبرامج حماية البيئة ، وبرامج محو أمية النساء ، وتوعية الأمهات بطرق التغذية السليمة لأطفالهن ، وإدخال المعاملات والممارسات الزراعية الجديدة . ومن الممكن أيضاً إدماجها في وسائل الاتصال الأخرى مثل الإذاعة والتليفزيون ، والفيديو ، وكاسيت الاستماع .

والاتصال هو نتاج للثقافة ، ولذلك فأن الثقافة هي التي تحدد قواعد وهيكل ومعنى وسياق الاتصال . واشتراك الفنانين الشعبيين المحليين ، والرواة ، والممثلين في إنتاج واستخدام وسائل الإعلام التقليدية والاهتمام بها ، ويجذب اهتمام المستمعين والمشاهدين من سكان الريف . وتستطيع النساء عن طريق تسجيل المناسبات الثقافية والاجتماعية التقليدية ، المحافظة على ثقافتهن التقليدية فضلاً عن اكتساب القدرة على الاعتماد على النفس داخل المجتمع . لذلك فإن استخدام النساء لوسائل الإعلام وقنوات الاتصال المحلية يزيد من مصداقية البرامج الإعلامية وفعاليتها وتأثيرها على معارف النساء الأخريات ومواقفهن وسلوكهن .

  

الفنانون الشعبيون ودورهم في الاتصال الجماهيري في ملاوي

استطاعت فرق الاتصال الجماهيري التي تعمل في جزر القمر وبوروندى ورواندا وكينيا وأوغندا والفلبين الاستفادة من مجموعة من المهارات الفنية : مثل دق الطبول ، وصوت آلة الجيتار ذات الثلاثة أوتار ، والفرق الموسيقية التقليدية ، ومجموعة الرقص النسائية ، ورواة القصص والحكايات ، والفرق المسرحية والعرائس المتحركة .

واعتماداً على هذه الخبرات قام مشروع الاتصال الجماهيري في ملاوى بدعوة الفنانين الشعبيين ، بما في ذلك مجموعات من النساء ، من جمهور المشاهدين الذين يحاول المشروع الوصول إليهم ، لحضور حلقة عمل في الاتصال . وقد عملت هذه الفئات ، من الطبالين والرقاصين ، والموسيقيين ، والممثلين ، والمهرجين ، ورواة الحكايات ، جميعاً لإنتاج برنامج متكامل ومتماسك يتناول مجموعة من القضايا الشعبية وأشكال الحياة والسلوك . ثم أعيد النظر في جميع ما أمكن إنتاجه وأدمج في حملةٍ إعلامية متعددة الوسائل ، شاركت في تنفيذها الإذاعة والوسائل المرئية

والعروض المسرحية إلى جانب المطبوعات . ولقد كانت مواهب الفنانين وقدرتهم على الخلق والأداء بشكل ارتجالي ، هي التي ساعدت قرى المناطق الريفية في جنوبي ملاوى على المشاركة في هذه الحملة . وقد ساعدت هذه الحملات القروية على وجود نوع من الانفعال العاطفي الذي ساعد الفنانين بالقرى الأخرى على تأليف الأغاني والرقصات والمسرحيات الشعبية بطريقةٍ تلقائية . وتؤكد تجربة ملاوى هذه إمكانية استخدام وسائل الاتصال التقليدية في الوصول إلى جمهور النساء وإشراكهن بشكلٍ فعال .

نقلاً عن الاتصال كأداة فعالة في التنمية البشرية منظمة الأغذية والزراعة ، 1944


  

الإعلام متعدد الوسائط

ينبغي أن تستفيد برامج الاتصال من جميع الإمكانيات والقنوات المتاحة في البلد ، سواءً كانت حديثة أو تقليدية ، بطريقة منسقة بحيث يعزز كل منهما الآخر . فالجمع بين مختلف مناهج وأدوات الاتصال وبين القنوات الشخصية يزيد من تأثير حملات الاتصال ، التي يتزايد الاعتماد عليها في دعم الأولويات الإنمائية المحددة بوضوح . ومن أبرز الأمثلة على ذلك الحملة الصحية في تنزانيا ، وحملة التغذية في كل من نيكاراغوا وتونس والفلبين ، و حملة الرضاعة الطبيعية في ترينيداد وتوباغو ، و حملة تنظيم الأسرة في كل من مصر وكولومبيا وهندوراس وباكستان وتايلند والصين ، وحملة مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للمرأة ( الختان ) في إثيوبيا .كذلك تستطيع مناهج الاتصال متعددة القنوات المساعدة في تحديد التكنولوجيات الزراعية الملائمة للنساء ، ونشر المعارف والمهارات المطلوبة .

وفد أظهر تقييم أجرى مؤخراً لبرنامج التسلية الثقافية في جنوب أفريقيا ( المسلسل الدرامي في مدينة سول ) مدى فعالية وقيمة استخدام المنهج القائم على تعدد القنوات فقد استهدفت حملة الاتصال هذه توجيه رسائل التوعية الصحية للنساء على مدى ثلاثة أشهر . كما تضمنت الحملة سلسلة من البرامج الدرامية التليفزيونية تتكون من 13 حلقة ، أذيعت في وقت الذروة في أهم قنوات التليفزيون التي يقبل السكان على مشاهدتها . وصحبت هذه السلسلة سلسلة أخرى من برامج الدراما الإذاعية كانت تذيعها يومياً لمدة ربع ساعة أكبر محطة إذاعة في البلاد تحت عنوان "دواء القلوب " .

وقد نشرت الصحف معلومات مفصلة عن الدراما التليفزيونية " مدينة سيول " لتعزيز رسالة التوعية الصحية التي تهدف إلى تحقيقها وسائل الإعلام الإلكترونية ، وصاحب ذلك نشر كتيب على حلقات في أهم الصحف ، أخذت شخصياته من المسلسل التلفزيوني ، وكان يوزع عن طريق العيادات الصحية وهيئات الخدمات الصحية .

وأخيراً ، أمكن إنتاج مجموعات من مواد التوعية والتثقيف تجمع بين أشرطة الاستماع وأشرطة الفيديو والمواد المكتوبة ، وذلك لتسهيل عمليات التعلم في الإطار النظامي وغير النظامي . كما تم القيام بحملة علاقات عامة لتعزيز هذه الرسائل عن طريق الدعوة إلى وضع هذه القضايا على جدول أعمال الاهتمامات العامة من خلال الإشارة إليها في المقالات الافتتاحية في الصحف ، وتنظيم المسابقات بشأنها ، وتناولها في برامج المنوعات التي تعدها مختلف أجهزة الإعلام . وقد سبق تنفيذ هذه الحملة جراء بحوث أساسية لتحديد القنوات والرسائل الملائمة ، ووضع مضمون الرسائل الإعلامية بالتشاور مع الجمهور المستهدف والخبراء العملين في هذا المجال ،

وأجريت اختبارات على المواد والبرامج قبل إذاعتها ، بالتعاون مع مجموعات من الرجال والنساء . كذلك أجرى تحليل للبيانات النوعية المبوبة بحسب الجنس ، لتقدير مدى تأثير القنوات والمواد المختلفة على المعارف ، والمواقف ، وأشكال السلوك . وأظهرت النتائج أن المنهج متعدد الوسائط يؤثر بشكل فعال على جمهور النساء .

FAO/SDRE
يمكن عن طريق المواد السمعية والبصرية ، مثل الشرائح وأشرطة الفيديو ، مساعدة المرشدين الزراعيين . وتستطيع المتدربات من النساء رغم أميتهن ، رؤية التحسينات الجديدة ومناقشتها قبل تطبيقها .

تحسين برامج الإرشاد والتدريب

يمكن أن يكون الاستثمار في تبادل المعارف مع نساء الريف وفي تعليمهن ، من خلال الإرشاد والتدريب ، أداة فعالة للتخفيف من حدة الفقر والعمل على تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة . ومع ذلك ، فقد ألقت الدراسات التي أجريت على الإرشاد الزراعي الضوء على عدد من جوانب الضعف في الوصول إلى نساء الريف . فالنساء المشتغلات بالإرشاد الزراعي عددهن قليل ومواقعهن متباعدة . وليس هذا فحسب ، بل إن مواقف وسلوك الرجال المشتغلين بالإرشاد الزراعي عددهن قليل ومواقعهن متباعدة . وليس هذا فحسب ، بل إن مواقف وسلوك الرجال المشتغلين بالإرشاد الزراعي تمثل حائلاً بين الإرشاد والنساء . فكثيراً ما تجاهلت إدارات الإرشاد المعلومات المحددة التي تحتاجها النساء

كما تجاهلت أنهن قد يكن في حاجة إلى الحصول على تكنولوجيات زراعية مختلفة عما يحتاجه الرجال . وبالإضافة إلى ذلك ، لم تهتم إدارات الإرشاد بالمعارف والخبرات الأصلية التقليدية لدى النساء ، ولم تحفل كثيراً بالاستماع إلى النساء أنفسهن لمعرفة أنشطتهن واحتياجاتهن ..

ويمكن بالجمع بين طرق الاتصال التقليدية والحديثة مساعدة العاملين بالإرشاد على تحسين نوعية البرامج التي تستهدف النساء وتوسيع نطاقها . M. Protzومن اللازم أن يتخلى المرشدون الميدانيون عن الطرق التي تقوم على نقل المعلومات من أعلى إلى أسفل وأن يستخدموا مهارات الاتصال القائمة على المشاركة ، وإقامة مناخ من الثقة المتبادلة . كذلك فمن اللازم أن يتعلموا كيفية تشجيع الحوار مع النساء المشتغلات بالزراعة ، لمساعدتهن على تحديد احتياجاتهن وزيادة الثقة بأنفسهن . وتستطيع طرق الاتصال القائمة على المشاركة تعزيز الروابط فيما بين النساء المشتغلات بالزراعة ، وبينهن وبين المرشدين الزراعيين والباحثين والمعنيين بوضع السياسات والتخطيط ، وكذلك تعزيز عملية تبادل المعارف والمعلومات ، وضمان تلبية الأنشطة الإنمائية للاحتياجات الحقيقية للمجتمعات المحلية الريفية .


ويمكن عن طريق المواد السمعية والبصرية ، مثل الشرائح وأشرطة الفيديو ، ومساعدة المرشدين الزراعيين على تحسين أنشطة التدريب التي يقومون بها . وتستطيع المتدربات من النساء ، رغم أميتهن ، رؤية التحسينات الجديدة ومناقشتها قبل تطبيقها .

. كذلك يمكن عن طريق الوسائل السمعية والبصرية اختصار الوقت وتقليل المسافات . فخلال جلسة واحدة فقط ، يمكن لمجموعة تدريب تستخدم الوسائل السمعية والبصرية أن تستعرض ، على سبيل المثال ، دورة زراعية بأكملها ، ابتداءً من عملية البذر وحتى الحصاد . وتستطيع النساء الانتقال ، عن طريق المواد المرئية ، إلى أماكن بعيدة جداً لزيارتها . كما أن المرشدين الزراعيين أنفسهم يمكن أن يستفيدوا من استخدام مواد الاتصال . إذ أن المعلومات الفنية التي تتضمنها مواد الاتصال تكون موحدة وذات نوعية جيدة فضلاً عن أن هذه العروض تكون جذابة وشيقة .وهذه المواد السمعية والبصرية تشعل الحوار والنقاش ، كما إنها عموماً ، تزيد من ثقة المدربين بأنفسهم وترفع من مستواهم المهني .

واستخدام وسائل الإعلام الجماهيرية ، مثل الإذاعات الريفية ، يمكن أن يعزز ويضاعف من تأثير مضمون الرسائل الإرشادية وتوصيل الرسائل المذاعة إلى سكان الريف في المناطق النائية التي لا يستطيع المرشدون الزراعيون الوصول إليها . ومن ناحيةٍ أخرى ، يمكن لبرامج التوعية عن بعد استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية ، مثل الإذاعة والتليفزيون، للوصول إلى نساء الريف غير القادرات على حضور برامج التوعية والتدريب النظامية .

  

تطوير التكنولوجيات الزراعية بالتعاون مع نساء الريف في جامايكا

تلعب نساء الريف دوراً مهماً في الزراعة في جامايكا : كمزارعات يمارسن الزراعة بأنفسهن وكشريكات للرجال في العمل بالمزارع التابعة للأسرة وكمسؤولات عن زراعة الخضر اللازمة للاستهلاك المنزلي وقد كان من بين التحديات التي واجهت الإرشاد في جامايكا إيجاد طرق خلاقة ومجدية لنقل المعلومات إلى نساء الريف والتعرف على آرائهن . وقد استخدم مشروع استطلاعي ، بتمويل من حكومة جامايكا وحكومة كندا ، مختلف وسائل وطرق الاتصال القائمة على المشاركة في مخاطبة نساء الريف وتوعيتهن بعدد من الأساليب التكنولوجية ، التي وضعت بعناية لتسميد التربة .

وقد طور المشروع تكنولوجيات زراعية تلائم النساء لزيادة خصوبة التربة ، مستخدماً في ذلك طريقة للاتصال قائمة على المشاركة وتجمع بين المعارف التقليدية والمعارف العلمية . كما أوضح المشروع أن النساء تحتاج إلى معلومات معينة . واستطاع تطوير مجموعة من الطرق القائمة على المشاركة لتحسين دور المرأة في الأنشطة الزراعية . كذلك أظهر المشروع كيف أن المرشدين الزراعيين يستطيعون الاعتماد على مجموعة من طرق الاتصال التقليدية والحديثة واختيار ما يلائم منها تبعاً لاحتياجات نساء الريف. وتضمنت مناهج ووسائل الإعلام التي استخدمت في المجتمعات المحلية التي يخدمها المشروع ما يلي :

  • عرض سلسلة من أشرطة الفيديو التي تتناول قضايا المجتمعات المحلية ، تتلوها مناقشات لتوضيح المعاملات الزراعية المطبقة في جامايكا .
  • إعداد أشرطة فيديو عن الحقول الإرشادية النموذجية ، لمقارنة تأثير التطبيقات والمعاملات المختلفة لزيادة خصوبة التربة .
  • إجراء مسح أساسي يتضمن ردود الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات سواءً باستخدام أشرطة الفيديو أو الأشرطة المسموعة
  • إذاعة تمثيلية درامية ، بالاستعانة بعدد من نساء الريف كممثلات ، لزيادة توضيح وفهم مدى تأثير العلاقات بين النساء والرجال في اتخاذ القرارات الزراعية ( أذيعت التمثيلية للتأكد من النتائج التي أسفر عنها المسح الأساسي).
  • قرائن تاريخية شفهية عن كل مجتمع محلي ( أسفرت عنها المقابلات ونشرت نتائجها في الصحف المحلية ) ؛
  • إصدار نشرة إعلامية ربع سنوية لإبلاغ المشتركين في المشروع ، وغيرها من الفئات بالمسائل المتعلقة بزيادة خصوبة التربة وغيرها من الموضوعات الزراعية؛
  • تنفيذ عملية تدريب بالفيديو قائمةً على المشاركة في كل مجتمع من المجتمعات المحلية ، وتسجيل سلسلة من البرامج القصيرة الفكاهية التي تتناول الزراعة وخصوبة التربة .

واستناداً إلى ما أسفرت عنه الاختبارات الميدانية ، التي استغرقت تسعة أشهر ، على التكنولوجيات المقترحة ، ونتائج المسح الأساسي بالفيديو ، ونتائج التقييم المرحلي ، أعيدت صياغة مجمعة التكنولوجيات المقترحة ، وتم أعداد شريط فيديو نهائي يتضمن التوصيات المتعلقة بزيادة خصوبة التربة وصيانتها .

نقلاً عن ماريا بروتز
التدريب على التنمية الزراعية والريفية
منظمة الأغذية والزراعة - 1997-1998


  

زيادة قدرة المرأة على الوصول إلى التكنولوجيات الجديدة

مع ظهور مجتمع المعلومات العالمي ، أصبحت التكنولوجيات الجديدة في مجال المعلومات والاتصال أدوات فعالة للوصول إلى الجماهير في الريف ومع ذلك ، فما زال هناك جدل كثير حول الفوائد المترتبة على ثورة المعلومات ، ولا سيما في البلدان النامية . وهناك قلق شديد من أن الفجوة بين من يفتقرون إلى المعلومات ومن توجد لديهم المعلومات سوف تزداد اتساعاً .

فالجانب الأكبر من مصادر المعلومات والتكنولوجيات يوجد في البلدان المتقدمة ، وهي قادرة أيضاً على التحكم في مضمون المعلومات التي تنشرها .FAO/SDRE وما لم تحصل البلدان النامية على المرافق ا لأساسية والموارد اللازمة للحصول على هذه التكنولوجيات الجديدة ، ووضع المضامين الخاصة بها ، فمن المرجح أن يزداد تهميشها وأن تزداد عزلتها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً .


وتزداد خطورة الموقف بالنسبة للمجتمعات المحلية الريفية النائية التي تفتقر إلى مرافق الاتصال الأساسية ، مثل الصحف والتليفزيون والإذاعة وخطوط التليفون . وإذا كان للمنافع المترتبة على تكنولوجيات المعلومات والاتصال الجديدة أن تصل إلى المنطق الريفية بالبلدان النامية ، فمن الضروري زيادة الفرص المتاحة لسكان هذه المناطق للحصول عليها ، كما يتعين نشرها باللغات المحلية والتأكد من أنها تلبي الاحتياجات الإنمائية المحلية . ويمكن التحدي أيضاً في جعل هذه التكنولوجيات الجديدة متاحة لنساء الريف ، وتزويدهن بالمهارات والأدوات اللازمة لإنتاج المعلومات الخاصة بهن والإعراب عن آرائهن .


ونظراً لأن ثورة المعلومات تتحرك بخطى سريعة جداً ، فليس من المغالاة أن نتصور أن تصبح مرافق الاتصال الأساسية والتكنولوجيات الجديدة في مجال المعلومات من الأدوات العلمية لدفع عجلة التنمية بالمناطق الريفية . ورغم أن جميع المناطق الريفية النائية لا تستطيع حتى الآن الاتصال بالعالم الخارجي ،

فمن الممكن ، عن طريق شبكة المعلومات الدولية ( إنترنت ) والبريد الإلكتروني الاتصال بالهيئات المحلية الوسيطة ، مثل إدارات الإرشاد ، والمراكز الصحية ، ومؤسسات التدريب ، والمنظمات غير الحكومية وجمعيات المزارعين ، والتنظيمات النسائية ، وتستطيع هذه الهيئات بدورها تبادل المعلومات مع سكان الريف من خلال قنوات الاتصال التقليدية . وتجري وكالات التنمية الدولية والهيئات بدورها تبادل المعلومات مع سكان الريف من خلال قنوات الاتصال التقليدية . وتجري وكالات التنمية الدولية والهيئات القطرية المشتركة في الأنشطة الإنمائية تجارب على الاستفادة من تكنولوجيات المعلومات الجديدة وشبكات الاتصال الإلكتروني في دفع عجلة التنمية الريفية ، مركزة في ذلك على كيفية اتاحتها لسكان الريف ، مما يساعد على تضييق الفجوة وإتاحة الفرصة لهم للانتفاع بهذه التكنولوجيات .

وقد أكدت الخبرات المكتسبة حتى الآن أن تكنولوجيات المعلومات الجديدة يمكن تطبيقها بنجاح في المناطق الريفية بالبلدان النامية بشرط :

  

انتفاع النساء بشبكة إنترنت

يعد الانتفاع بشبكة المعلومات الدولية ( إنترنت ) محدوداً حتى الآن مما دفع الكثيرين إلى وصفها بأنها إحدى التكنولوجيات الأخرى التي لا تتاح إلا للصفوة الثرية والقوية في البلدان النامية . بيد أن الصورة الحقيقية أكثر تعقيداً من ذلك . فرغم صعوبة الحصول على خدمات شبكة (إنترنت ) ، فإنها تحدث تأثيراً حقيقياً .

وكان من بين الانتقادات في هذا المجال أن الرجال هم الذين يسيطرون على استخدام شبكة ( إنترنت) . والحصول على المعلومات يعني اكتساب مزيد من القوة ، وما زال معظم المجتمعات يستبعد النساء من مجالات المعرفة والقوة . وتشير التقديرات إلى أن النسبة العالمية بين الرجال والنساء الذين يتعاملون مع شبكة (إنترنت) ظلت ثابتة لعدد من السنوات ، وهي في حدود 63 في المائة تقريباً بالنسبة للرجال و37 في المائة بالنسبة للنساء . وقد توصلت جمعية الاتصالات التقدمية إلى تقديرات أقل تفاؤلاً من ذلك إذ تقول إن " الذكور هم الذين يسيطرون على شبكات الحاسب الآلي"

وأن نسبتهم تصل إلى 95 في المائة . وبالنسبة لكثير من الدعاة ، يعد مفهوم شبكات الحاسب الآلي عبر الفضاء الخارجي أساسياً بالنسبة للنساء لفهم أهمية التكنولوجيا الجديدة . وتقول " ماري هيلين موتن سيلا التي تعمل في برنامج المرأة والتنمية الذي تنفذه إحدى المنظمات غير الحكومية في السنغال . "إن قضية الفضاء كانت على الدوام تمثل اهتماماً أساسياً بالنسبة للنساء وتعد شديدة الحساسية ولا سيما في أفريقيا . وتعد حرية الانتفاع بأي فضاء أو مساحات أخرى خارج غرفة النوم والمطبخ ، وحرية التصرف على نحو كامل ومأمون في الأماكن العامة ، أمراً أساسياً لمشاركة النساء الكاملة في مستقبل العالم وما لم تتمكن النساء الأفريقيات من المشاركة الكاملة في شبكات الحاسب الآلي ، التي تعمل عبر الفضاء الخارجي ، فسوف يواجهن شكلاً جديداً من أشكال العزلة في المجتمع ."

نقلاً عن شبكة المعلومات الدولية ( إنترنت ) والفقر : هل هي مساعدة حقيقية أم أنها عقبة حقيقية ؟

نشرة لوسائل الإعلام ، رقم 28 ، ابريل / نيسان 1998


  

مشروع الهاتف المدفوع من القرى

بدأ بنك جرامين المعروف في بنغلادش - وهو البنك الذي يقدم قروضاً صغيرة بدون ضمانات لمساعدة الفقراء على البدء في مشروعات صغيرة - اتجاهاً جديدة في مجال الاتصالات . فقد أقام نظاماً للاتصال بدون أسلاك لخدمة الجماهير ، الغرض منه تشجيع الأنشطة المدرة للدخل على فقراء الريف . إذ أعد بنك جرامين مشروعاً يسمى " تليفون جرامين " وهو تليفون محمول لا يحتاج إلى أسلاك ، يستطيع سكان الريف الفقراء شراءه عن طريق القروض . ويستطيع سكان القرية استعمال هذا التليفون مقابل أجر بسيط يدفعونه للمشتري ، وبهذه الطريقة تصبح هذه التليفونات بمثابة كبائن تليفون متنقلة في المناطق الريفية .

وقد استفادت المئات من نساء الريف من هذا النظام الذي يوفر الخدمات التليفونية مقابل أجر في المجتمعات المحلية التي لم تكن بها أجهزة تليفون من قبل . وبهذه الطريقة يساعد البنك نساء الريف على إدارة أعمالهن التجارية ، ويمكنهن من الاتصال بالموردين والعملاء والحصول على المعلومات الخاصة بالأسواق ، بشكل سريع ورخيص ومناسب .

ويعتقد البنك أن هذه الخدمة التليفونية القروية هي أوسع مشروع من نوعه في العالم ، فقد أدت بالفعل إلى تغيير حياة الكثير من نساء الريف في بنغلادش . والهدف الذي يتوخاه بنك جرامين الذي استحدث هذه الخدمة هو توفير تليفون محمول واحد على الأقل بكل قرية من قرى بنغلادش التي يبلغ عددها 68 ألف قرية خلال السنوات الست المقبلة .

  

الهاتف يدخل القرية

ليلى بيجون عضوة بمجموعة باتيا التابعة لبنك جرامين ، بقرية أوتارخان ، التي تبعد نحو 16 ميلاً عن داكا .وكانت ليلى قد حصلت بالفعل على قروض صغيرة من البنك ، اشترت بها بقرة وبعض الدجاج . وكانت الأمور تسير معها على ما يرام ، إذ كانت تبيع اللبن والبيض مما زاد في دخلها ومن نوعية طعامها ، ثم أقامت مقهى لتقديم الشاي يقوم زوجها على إدارته . وخلال جولة محمد يونس بالمناطق الريفية ، لشرح فكرته عن استخدام التليفون المحمول مقابل أجر ، أصغت إليه ليلى باهتمام كبير وفكرت ملياً في ذلك . وحيث أن المدير المحلي لبنك جرامين كان منبهراً بما حققته ليلى من نجاح في عملها فقد سألها عما إذا كانت ترغب في الحصول على قرض لشراء واحد من هذه التليفونات.

ولم تكن ليلى تتصور الاتصال بداكا - أو بالخارج - بصوتها دون أن تتحرك من قريتها . فالطرق تغمرها مياه الأمطار الموسمية وعندما يمكن استخدام الطرق خلال فترة الجفاف تضطر إلى السير مسافات طويلة للوصول إلى طبيب أو زيارة أحد أقاربها . وبعد شيء من التفكير والبحث قررت أن قريتها في حاجةٍ إلى هذه الخدمة التليفونية . وبعد أن بحثت جميع المزايا والعيوب ، قررت أن تقدم على المخاطرة وأن تشتري تليفوناً بقرض من البنك وتصبح أول من يقوم بإدارة تلفون في القرية .

وبطبيعة الحال كان القرض هذه المرة أكبر بكثير من القروض التي سبق لها الحصول عليها ، ولكنها كانت على ثقة من أن الدخل سوف يغطي بسهولة أقساط السداد ويترك لها عائداً مجزياً .

وهذه الخطة التي يطبقها بنك جرامين هي أشبه ما تكون باتفاق للشراء التأجيري . وقد اقترضت ليلى 18 ألف تاكا ( نحو 450 دولار ) يجب أن تسددها للبنك على مدى سنتين بمعدل 150 تاكا أسبوعياً ، بالإضافة إلى تكاليف المكالمات التليفونية التي أجريت . وبعد الانتهاء من سداد القرض سيصبح التليفون ملكاً لها .

وتتقاضى ليلى 4,6 تاكا مقابل كل دقيقة ، وبذلك يكون ربحها من كل دقيقة 2 تاكا . وهي تحقق الآن نحو 100 تاكا يومياً من المكالمات الواردة والصادرة وهذا يمثل ارتفاعاً كبيراً في دخل أسرتها . ويشكل الذين يستخدمون تليفون ليلى ، ويطالبون أقاربهم في الداخل والخارج ، صفاً طويلاً داخل المقهى . وقد أعطى هذا التليفون لليلى لمسة من البريق ، بالإضافة إلى أنه يحقق لها دخلاً جديداً .

نقل بتصرف من المجير حق ،
تليفون القرية العمومي يمثل انفجاراً في بنغلادش
التكنولوجيا الملائمة مارس / آذار 1988


  

الاستفادة من الشبكات الإلكترونية في زيادة إمكانيات النساء

إن شبكة المعلومات الدولية (إنترنت ) ، و البريد الإلكتروني ، يمثلان الآن شبكة عالمية تمكن الأفراد من الاتصال وتبادل المعلومات . وقد بدأت المجموعات والجمعيات النسائية في البلدان النامية في استطلاع التحديات والإمكانيات التي تكشف عنها التطبيقات التي تجري على شبكة المعلومات الدولية ( إنترنت ) ، وتستثمرها في الدعوة إلى الاهتمامات التي تحرص عليها . ففي المجتمعات التي تمارس النساء فيها التجارة منذ عهد بعيد ، على سبيل المثال،

توفر تكنولوجيا المعلومات الجديدة مجالاً واسعاً للنساء للقيام بنشاط تجاري ، كما توفر لهن فرصاً لجمع ونشر المعلومات داخل الحدود القطرية وخارجها ، ففي غانا ، أقيمت مراكز للاتصال منذ 1992 حيث يمكن استخدام الفاكس ، والتليفون ، وآلات الاستنساخ والخدمات المعتمدة على الحسب الآلي . وتكاد ملكية هذه المراكز تقتصر على النساء كما أن معظم العملاء الذين تخدمهم من النساء أيضاً .

والاتصال عن طريق شبكات البريد الإلكتروني يقضي على عزلة النساء ويوفر لهن فرص للتغلب على كثير من المعوقات التي تحد من قدرتهن على التعامل الفعال مع قضايا التنمية القطرية والمحلية .كما أن اتصال مجموعات النساء في الريف بالمجتمع الدولي ، وكذلك فيما بين بعضهم البعض ، يمكنهم من الحصول على المعلومات عن أفضل المعاملات والممارسات وعن التكنولوجيات الملائمة ، والأفكار والمشكلات التي تواجهها المجموعات الأخرى ذات الاهتمامات المتماثلة . ومع ذلك ، فرغم أن المجموعات والجمعيات النسائية تزداد معرفتها بالتكنولوجيات الجديدة في مجال المعلومات ، فإن تمثيلهن ما زال دون المستوى في معظم الشبكات . وما زالت الآفاق الجديدة لهذا الاتصال الإلكتروني تمثل تحدياً لمعظم النساء في العالم ، ناهيك عن نساء الريف . وتشمل المشكلات التي تواجهها النساء .

وتشمل المشكلات التي تواجهها النساء :

  

برنامج دعم إقامة الشبكات النسائية

تعمل جمعية الاتصالات التقدمية على دعم برنامج إقامة الشبكات النسائية وذلك لتعزيز إمكانيات المرأة من خلال تكنولوجيا المعلومات . ويقوم بتنفيذ هذا البرنامج وسطاء من النساء اللاتي يتفاعلن مع المجتمعات المحلية الريفية وأهداف هذا البرنامج هي :

  • تمكين المجموعات النسائية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من الحصول على ما يلزمهن من تدريب وتكنولوجيا ومعلومات لتسهيل الاتصال وتبادل المعلومات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ;
  • تمكين النساء من خلال وسائل نشر المعلومات لزيادة وضوح صورتهن ودورهن وإلقاء الضوء على الإنجازات التي يحققنها كأطراف أساسية في التنمية ;
  • توفير احتياجات النساء من حيث التدريب ، ودعم مشاركتهن كأخصائيات في المجالات الفنية والإدارية المتصلة بالمعلومات

وقد ألقى البرنامج الضوء على أهمية توليد المضامين المحلية ، وتطوير نظم المعلومات الملائمة متعددة الوسائط ، وتوصيل المعلومات بطريقة فعالة وهادفة باللغات المحلية ، واعتبار ذلك أولوية بالنسبة للعاملين مع نساء الريف من أجل تحقيق التنمية المستدامة .

نقلاً عن برنامج دعم إقامة الشبكات النسائية التابع لجمعية الاتصالات التقدمية 1999
(http://colnodo.apc.org/apcwomen)


  

مراكز الاتصال الريفية

تعد مراكز الاتصال بالمجتمعات المحلية الريفية منهجاً آخر من المناهج التي تستخدمها في الوقت الحاضر الوكالات الإنمائية ، والأطراف المشاركة لها لتوسيع نطاق المشاركة في شبكة المعلومات الدولية ( إنترنت ) ، وتقريبها من المجتمعات المحلية الريفية ، والهيئات الوسيطة التي تقدم الخدمات لهذه المجتمعات المحلية . ومراكز الاتصال هي مرافق مشتركة للمعلومات والاتصال تزود المجتمعات المحلية الريفية ، والهيئات الوسيطة التي تقدم الخدمات لهذه المجتمعات المحلية . ومراكز الاتصال هي مرافق مشتركة للمعلومات للاتصال تزود المجتمعات المحلية بمجموعة من الخدمات التليفونية والفاكس وشبكة المعلومات الدولية ، كما تمكنهم من الحصول على مجموعة من المعدات ، مثل الكاسيت وأجهزة عرض أشرطة الفيديو ، وآلات الاستنساخ وأجهزة الحسب الآلي .

وتستطيع مراكز الاتصال هذه تزويد المجتمعات المحلية بالمعارف والمعلومات الواردة من المصادر الخارجية ، ويمكن دمج هذه المعلومات مع المعارف المحلية . فعلى سبيل المثال تستطيع إحدى الهيئات الصحية المحلية استخدام مركز الاتصال في جمع المعلومات والمواد اللازمة لإعداد برامج لزيادة وعي الجمهور بشأن عدد من القضايا مثل الصحة الإنجابية ونقص المناعة المكتسب / مرض الآيدز أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث .

كما يمكن استخدام مراكز الاتصال كمهد للتدريب على كيفية الحصول على مواد التعليم عن بعد لاستكمال الدورات التدريبية التي تقدم للفتيات على المستوى المحلي . كما تستطيع المجتمعات المحلية استخدام مراكز الاتصال في تبادل المعلومات مع المجتمعات المحلية الأخرى . فعلى سبيل المثال ، يمكن الإعلان عن الحلول التي أمكن التوصل إليها للمشكلات الزراعية وتبادلها مع المجتمعات المحلية الأخرى التي تعاني من مشكلات مماثلة ، وتكون ظروفها الزراعية والايكولوجية متماثلة . ويمكن أن يؤدي ربط المرافق المتاحة في مركز الاتصال مع الوسائط الأخرى إلى زيادة تأثير مركز الاتصال ، إذ يتيح الفرصة لتبادل المعلومات مع سكان الريف غير القادرين على الحصول على هذه الخدمات . فبث الإذاعات المحلية ، على سبيل المثال ، للمعلومات التي توفرها شبكة إنترنت ، يتيح الفرصة لنساء الريف ، اللاتي يعجزن عن ارتياد مركز الاتصال للحصول على هذه المعلومات والاستفادة منها .

الاتصال عن طريق شبكات البريد الإلكتروني يقضي على عزلة النساء ويوفر لهن فرصاً للتغلب على كثير من المعوقات التي تحد من قدرتهن على التعامل الفعال مع قضايا التنمية القطرية والمحلية .


الصفحة السابقة   بيان المحتويات    الصفحة التالية