نوادي ديميترا: ما هو تأثيرها؟


10 سنوات من تمكين سكان الريف للدفع بعجلة التنمية

في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، منحت نوادي ديميترا البالغ عددها 400 3 فضاءً لـ 102000 من سكان الريف لمناقشة الحلول الممكنة للمشاكل التي تواجه مجتمعاتهم. ©الفاو/كريستيان موسيو

11/07/2019

على مدى عشر سنوات حتى الآن، تمضي أندية ديميترا، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قدما، في تمكين سكان الريف من الدفاع عن التنمية وتحفزها داخل مجتمعاتهم المحلّية. وتجمع أندية ديميترا 3400 نادي و102 ألف عضو، فتؤثر بذلك تأثيراً إيجابيا على ما يقدر بنحو 2 مليون من سكان الأرياف.

أندية ديميترا هي مجموعات تطوعية غير رسمية من نساء ورجال وشباب يناقشون المشاكل المشتركة ويحددون طرق معالجتها من خلال العمل سويًا واستخدام الموارد المحلية. وتعدّ الزراعة من المواضيع الشائعة، وليست الموضوع الوحيد؛ وتشمل المواضيع الأخرى تغير المناخ، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والتغذية، والسلم، ووضع المرأة. على الرغم من أن المنظمة تسهل إعدادها وتزودها بالتدريب والتدريب، لكنّ هذه الأندية تدير نفسها بنفسها.

تخلق أندية ديميترا فضاءً أيضًا للمناقشة واتخاذ الإجراءات فيما يتعلق بالأعراف والسلوكيات الاجتماعية المجتمعية التي تؤثر على المرأة - وتمكين القيادة النسائية وتشجيع مشاركة الرجال. وتمتلك جميع الأندية تقريبًا محطات راديو يعمل بالطاقة الشمسية. من خلال تعزيز الشراكات مع محطات الإذاعة المحلية، تتعلم أندية ديميترا من بعضها البعض، وتبث مبادراتها وتثير حوارًا في المجتمع المحلّي الأوسع وخارجه.

فيما يلي أربعة أمثلة على النجاح الذي حققته أندية ديميترا على مدار السنوات العشر الماضية:

1-مكافحة سوء التغذية عن طريق تحدي المحرمات الغذائية

في أجزاء عديدة من مقاطعة شوبو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كانت النساء الريفيات يواجهن أكثر من 30 قيودًا غذائية تمنعهن من الحصول على العديد من مصادر البروتين المهم. فقد كان يقال للمرأة أنّ الأطعمة المحظورة مثل أنواع معينة من الأسماك أو البيض، من شأنها أن تسبب أمراض مختلفة. ونشأ هذا الحظر منذ عدة أجيال مضت، ولم يتم تحديها أبدًا - حتى تدخّل نادي ديميترا المحلي.

في أغسطس 2014، طلب النادي من محطة الإذاعة المحلية دعوة خبير تغذية إلى الاستوديو. وأعلن خبير التغذية أن "أي طعام يمكن أن يأكله الرجل يمكن أن تأكله المرأة". وردد قادة مختلف أندية ديميترا هذه الرسالة في أنشطتهم مع السلطات التقليدية. ونتيجة لذلك، بحلول يونيو/حزيران 2017، تم إلغاء أكثر من 20 قيود غذائية. ولا تزال أندية ديميترا تعمل على رفع المحرمات المتبقية.

اليمين : يتم تشجيع أندية ديميترا على الشراكة مع محطات الإذاعة المحلية للتعلم من بعضها البعض، وبث مبادراتها وإثارة الحوار في المجتمع الأوسع. ©الفاو/غوستاف نتاراكا. اليسار: بناءً على اقتراح من نادي ديميترا المحلي، يعمل أعضاء قرية كوركي في النيجر على وقف تدهور التربة. ©الفاو/سادو دومي

2- تسوية النزاعات السياسية الطويلة الأمد

منذ ما يقرب من 20 عامًا، تصاعد التوتر في قرية ديبنسو بامبارا، بمالي. عندما توفي قائد القرية في عام 2000، فرض التقليد تولى ابنه هذا المنصب - لكن الابن رفض في البداية. وبعد عدة سنوات، غير رأيه وأطاح ببديله، مما أثار شرخًا شديدًا في القرية، لدرجة أنه أعاق أعمال التنمية المحلية.

وفي عام 2018، المنظمةُ دعمت المنظمةَ غير الحكومية آمابروس (AMAPROS) في إطلاق أندية ديميترا في المنطقة. وبدءاً من الاجتماع الأول، أعطى أعضاء النادي الأولوية لهذا الصراع المحلي باعتباره القضية الأكثر إلحاحًا التي يجب معالجتها. ولعدة أشهر، ناقشت الأندية الخمسة في القرية الحلول الممكنة بالتراضي للتوصل إلى اتفاق في النهاية. ووافق جميع الأطراف على ترشيح ابن الزعيم السابق لزعيم القرية. واعترف هذا الأخير بأن سلوكه كان سبب التوترات وطلب العفو. وأعطت الأندية الفرصة لجميع سكان القرية لإعادة إقامة الروابط والتحدث مع بعضهم البعض وإيجاد حل لهذا النزاع الطويل.

3- التعبئة لمواجهة التحديات البيئية

تقع قرية كوركي، بالنيجر، في قلب منطقة الساحل - حيث يجعل تآكل التربة والمناخ المعادي بالفعل الزراعة صعبة، مما يهدد الأمن الغذائي على الدى الطويل للقرية.

بعد مناقشة الحلول المحتملة، قام نادي ديميترا المحلي بصياغة اقتراح يطلب فيه إنشاء صندوق لإصلاح سد القرية. ونظرًا لأن المياه مورد نادر وثمين، وافقت جميع الأسر القروية على تجميع الأموال لشراء الأسمنت اللازم. وعمل المجتمع بأكمله معًا على الإصلاحات التي أنجزت المشروع في الوقت المناسب لموسم الزراعة التالي، بدعم من الخدمات الهندسة الريفية التابعة البلدية.

بالإضافة إلى ذلك، وللاحتفاظ بالمياه، قام القرويون بحفر خنادق على شكل نصف دائرة في منحدرات الحقل، وملئها  بالسماد لإضافة مواد مغذية قيمة. وقد ساعد هذا بشكل كبير المزارعين، نساءً ورجالاً، على زيادة إنتاجهم من الدخن.

أنشأت أندية ديميترا إحدى أفضل ممارسات المنظمة لتعبئة المجتمع والمساواة بين الجنسين والتمكين. ©الفاو/كريستيان.

4- إنشاء ائتمان تعاوني لتجنب الديون

قبل افتتاح نادي ديميترا في إقليم إيسانغي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كان السبيل الوحيد لشراء السلع هو قروض "بوساسيلي" - الائتمان الذي يقدمه بائعو المتجولون بمعدل فائدة كبير. أوُجبرت بعض الأسر على بيع كامل ناتجها الزراعي لتسديد ديونها، بينما اضطر البعض الآخر إلى اللجوء إلى ديون أكبر لنفس السبب.

فقررت نساء من نادي ديميترا المحلي إنشاء صندوق مشترك، حيث يساهم كل عضو بـ 500 فرنك كونغولي (0.50 دولار أمريكي). وكل شهر، بعد مناقشة احتياجات الأعضاء، يستخدمون الأموال لسداد الديون أو شراء سلع جديدة دون اللجوء إلى "بوساسيلي". وبعد أقل من عام، أدرك ميسر نادي ديميترا أن بإمكانهم توسيع نطاق خدماتهم وإطلاق المدخرات و الائتمان التعاوني من يانونغي لمنح القروض لأي شخص رغب في ذلك.

نتيجة لهذه النجاحات، وغيرها، أثبتت أندية ديميترا نفسها كإحدى الممارسات الجيدة للمنظمة لتعبئة المجتمع، والعمل الجماعي، والتمكين، والمساواة بين الجنسين. وتمنح الأندية فضاء للجميع ليصبحوا عامل التغيير - وبالتالي فهي وسيلة حيوية للعمل من أجل #القضاء_على_الجوع وتحقيق خطة عام 2030.


للاطّلاع على المزيد من المعلومات:

2. Zero hunger, 5. Gender equality, 10. Reduced inequalities