أحدَثَ عَسَل بونبون ضجّة في هايتي


يعمل النحّالون الهايتيون بجدّ لمواكبة الطلب خلال تفشي وباء كورونا المستجدّ (كوفيد-١٩)

في بونبون، هايتي، يشهد هيلاريون سيليستين ومجموعة من النحّالين المحليين ارتفاع الطلب على العسل خلال هذا الوباء، إذ هو منتج يستخدم في الطبّ التقليدي. ©الفاو/جوشوا سانت تشارل

29/06/2020

تقع بلدية بونبون في الجزء الغربي من جزيرة هايتي. وهي مُسمّاة على الحلوى الهايتية التقليدية، "الحلوى"، وكعكة مصنوعة من مشروب قصب السكر الداكن والتوابل الحلوة. وبفضل هيلاريون سيليستين البالغ من العمر 44 عامًا ومجموعة من النحّالين المحليين، أصبحت المنطقة الآن معروفة بنوع آخر من المنتوج الحلو أيضًا: العسل. 

 نشأ هيلاريون في بونبون، وهي منطقة ريفية في الجزيرة، تحدّها الشواطئ الجامحة الفاتنة التي تُعرَف بها منطقة البحر الكاريبي، وتعلّم تجارته في سنّ مبكرة. وفي حين أن العديد من أقرانه نشأوا في الأُسر الزراعية - المنطقة معروفة بصيد الأسماك وإنتاج المحاصيل المحلية مثل الموز والكاسافا والبانتاين - نشأ هيلاريون بين خلايا النحل. على مدى السنوات القليلة الماضية، استمرت سمعة المنطقة في إنتاج العسل في النمو، والآن بالنسبة للعديد من سكان هايتي، فإن مدينة بونبون مرادفة للشراب الحلو المركّز اللّزج.

 تأثيروباء كورونا المستجدّ (كوفيد-١٩)

شكلت جائحة وباء كورونا المستجدّ كارثة للجزيرة من عدّة جوانب.  وقد تمثّل التحدي الهائل الأول في التأثير على الصحة والنظام الطبي، لكن جاء الأثر الاقتصادي في المرتبة الثانية. فقد توقف العديد من الأعمال التجارية وانخفض العمل الزراعي، إذ طُلب من العديد من المزارعين البقاء في منازلهم بسبب تدابير الاحتواء التي نفذتها حكومة هايتي.

وكان عمل العسل من الاستثناءات القليلة جدا لهذه القاعدة. بالنسبة لهيلاريون و30 من النحّالين الآخرين في جمعية النحّالين في كاندي، لاحظوا أن هناك زيادة ملحوظة في الطلب على عسلهم، بسبب استخدامه على نطاق واسع في الطب الهايتي التقليدي.

وبمساعدة من أحد مشاريع منظمة الأغذية والزراعة، قام هيلاريون بتحديث تقنياته في تربية النحل وزيادة إنتاجه من العسل. ©الفاو/جوشوا سانت تشارلز

حتى لو لم يكن الطلب هو المشكلة، فإن الوباء قد جاء بتحديات أخرى. قبل تفشي وباء فيروس كورونا المستجدّ، كان هيلاريون يبيع عسله للعملاء في منطقة جيريمي وعاصمة بورت أو برنس، لكن بسبب تدابير الاحتواء والقيود المفروضة على التنقل، أصبح عليه تعديل ممارساته.

"وامتثالاً للتدابير الرامية إلى التخفيف من مخاطر انتشار الفيروس، كان علينا أن نكيف ونبتكر تقنيات الإنتاج والتسويق. وما زلت أُنتج وأنا أُطبّق قواعد النظافة الوقائية التي أوصت بها وزارة الصحّة العامة والسكان. فعندما أستقبل الزبائن، لا أقابل أكثر من شخصين في وقت واحد، مما يحدد مسافة 1.5 متر بينهم وبيني." يقول هيلاريون.

هيلاريون ملتزم تماماً برفع مستوى الوعي في مجتمعه حول مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ، وكذلك حول العادات الجيدة التي يجب تبنّيها من أجل الحماية." 

ويضيف قائلاً: "باعتباري منسّق جمعية نحّالي بونبون، أنا ملتزم بمساعدة أفراد مجتمعي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسهم وأُسَرهم. أدقّ على الأبواب بانتظام، وأتصل أحياناً بأعضاء الجمعية على الهاتف للتأكد من أنهم يدركون أهمية احترام التدابير الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ، بما في ذلك غسل اليدين بشكل منهجي وارتداء الكمّامات والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي." 

 تحديث إنتاج العسل

 أنشئت جمعية النحّالين التي ينتمي إليها هيلاريون قبل عامين بدعم من منظمة الأغذية والزراعة ووزارة البيئة في هايتي، كجزء من مشروع العمل لأجل مكافحة التصحر. تتعاون جمعية النحّالين في بونبون مع جمعية مشمش للنحّالين المجاورة، وكذلك مجموعات أخرى من النحّالين في مقاطعة غران آنس، لتعزيز إنتاج تربية النحل في المنطقة وتسويق العسل تحت علامة مشتركة.

 ويدعم مشروع المنظمة هذا الذي يموله الاتحاد الأوروبي هيلاريون وزملائه النحّالين في المنطقة منذ عام 2016. ويسعى المشروع، من خلال دعم سبل كسب العيش في تربية النحل، إلى زيادة مباشرة هذا العمل، مع تشجيع حماية الموارد الطبيعية وتعزيز التلقيح. وقد وفر المشروع 600 خلية نحل حديثة لمنظمات تربية النحل المحلية، ووفر التدريب على تقنيات تربية النحل الحديثة، مما مكّن النحّالين من تحسين استراتيجياتهم الإنتاجية والتسويقية وزيادة أرباحهم.

يريد هيلاريون الآن تعزيز جمعية النحّالين، وتعزيز تسويق وبيع منتجاته في الأسواق المحلية والوطنية. ©فاو/جوشوا سانت تشارلز

بخلايا النحل التقليدية البالغ عددها 62، كانت تصل قدرة هيلاريون الإنتاجية 50 غالون من العسل في السنة. والآن، بواسطة خلايا النحل الحديثة العشرة التي تلقاها من منظمة الأغذية والزراعة، فإنه يحصد ما يقرب من 400 غالون سنوياً. عندما يتحدث هيلاريون عن هذا التحسن، من الواضح أنه متحمس لرزقه وفخور بما بلغ إليه.

"بفضل تدريب منظمة الأغذية والزراعة، يمكننا اكتشاف الأمراض والحيوانات المفترسة للنحل في مرحلة مبكرة، ولدينا الآن الوسائل للسيطرة عليها،" يشرح هيلاريون، "يمكننا أيضا اختيار المستعمرات التي تتكيف مع القيود البيئية المحلية والحفاظ عليها، وإنتاج الملكات ذات النوعية الجيدة، وتقييم الملكات لمعرفة ما إذا كانت صحية، ومقاومة ومنتجة، وإدارة صلاحية خلية النحل بتقنيات مُحَسّنة."

والآن، يلعب هيلاريون لعبة انتظار إلى أن يتم رفع تدابير احتواء الوباء في هايتي. وهو حريص بالفعل على الشروع في خطط جديدة: فهو يريد تعزيز تنظيم جمعية النحالين هذه لتحسين جمع العسل وتغليفه وتسويقه، ودفعه إلى الأسواق المحلية والوطنية والاستمرار في زيادة إنتاجه بالمعرفة التي اكتسبها من التدريب على مشروع العمل لأجل مكافحة التصحر.فهو زمنٌ يكتنفه الغموض بالنسبة لهايتي ولعديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم - لكن بالنسبة لقطاع العسل في هايتي، قد يكون هناك مستقبل مشرق.


للاطّلاع على مزيد من المعلومات

  الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: هايتي

  الموقع الإلكتروني: الفاو في هايتي

  الموقع الإلكتروني:فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-١٩)

8. Decent work and economic growth, 9. Industry innovation and infrastructure, 12. Responsible consumption and production, 15. Life on land