تعد واحة سيوة واحدة من أفضل الأمثلة على براعة المزارعين في تكييف الزراعة مع الظروف المناخية القاسية جدا. تقع هذه الواحة في منطقة جافة جدًا، وتوفر وسيلة فعالة لزراعة الغذاء والماشية والحفاظ على النباتات والحيوانات البرية التي تعتمد على مورد نادر للغاية: ألا وهي المياه.

واحة سيوة منطقة زراعية قديمة جدًا، وهي خزان لعديد أصناف النخيل المميزة والمحاصيل الأخرى التي يعود تاريخها إلى الماضي البعيد. يعتمد هذا النظام الذكي المتكيف على زراعة نخيل التمر برفقة محاصيل أخرى مثل أشجار الزيتون والبرسيم مما يسمح للسكان المحليين بتلبية احتياجاتهم. سمح التسيير الجيد للمياه بالحفاظ على المورد. ترتبط سيوة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة المحلية، وهي نطاق فريد من نوعه لأن سكانها ذوو أصول أمازيغية وقد تمكنوا من الحفاظ على الكثير من تراثهم اللغوي والثقافي.

تتم مواجهة التحديات التي تقف أمام زراعة الواحات والتنوع البيولوجي والهوية الثقافية حاليًا من خلال عدد من المبادرات الوطنية والمحلية، بما في ذلك الممارسات الزراعية المستدامة، وتحسين تسيير الري، وحماية الحياة البرية في الواحات وحولها، فضلاً عن السياحة المستدامة. يعد برنامج التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية أحد أكثر التدابير فعالية للتعرف على التنمية المستدامة للنظام والسماح بها.