الشراكة العالمية من أجل التربة

زيادة تلوث التربة يعرض سلامة الغذاء والأمن الغذائي للخطر

الفاو تحتفل باليوم العالمي للتربة بالدعوة إلى العمل العاجل لخفض تسرب الملوثات إلى التربة

06/12/2018

5 ديسمبر/كانون الأول 2018، روما – بمناسبة اليوم العالمي للتربة دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم إلى إيقاف تلوث التربة واحتواء التهديدات المتعددة التي يشكلها على سلامة الغذاء وأمن الغذاء العالمي.

ومن شأن آلاف المواد الكيميائية المنتجة تجارياً على نطاق واسع، ومخلفات البلاستيك والمخلفات الإلكترونية ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، أن تصبح مصدراً لتلوث التربة ما يؤدي إلى دخول الملوثات إلى سلسلة الغذاء ويتسبب بتأثيرات خطيرة على صحة ورفاه الناس.

وفي مراسم الاحتفال بيوم التربة العالمي التي أقيمت في مقر الفاو في روما، قالت ماريا هيلينا سيميدو نائبة المدير العام: "إن نحو 33 في المائة من التربة تدهورت، كما أن حالة التربة تتدهور بوتيرة خطيرة". وأضافت أن "التربة تعمل كفلتر للملوثات، ولكن عندما تتجاوز قدرتها على ذلك، فإن الملوثات يمكن أن تدخل إلى البيئة وسلسلة الغذاء. وهذا يقوض الأمن الغذائي لأنه يجعل المحاصيل خطرة وغير آمنة للاستهلاك".  

وأكدت أن "المصدر الرئيسي لتلوث التربة هو النشاطات البشرية" ودعت الدول إلى "زيادة الاستثمارات بشكل كبير لجعل التربة صحية" مشيرة إلى أن "الحفاظ على تربة صحية يساعد على ضمان الحصول على أغذية آمنة ومغذية كما أنه أمر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر".

إعادة الاستخدام والتدوير وخفض المخلفات

يتم الاحتفال بيوم التربة العالمي هذا العام تحت شعار "كن الحل لمشكلة تلوث التربة"، وتقدم الفاو عدداً من التوصيات حول كيفية خفض تلوث التربة على مستوى الدولة والمستوى الصناعي ومستوى المستهلكين. 

مع تسارع التقدم التكنولوجي، فإن المخلفات الالكترونية تعتبر تهديدا جدياً للتربة. فكل عام يتم إنتاج 50 مليون طن من المخلفات الإلكترونية، وهو ما يجعل منها واحدة من أسرع مشاكل التلوث التي تؤثر على تربتنا. وتشجع الفاو الناس على التبرع بالأجهزة القديمة أو إعادة تدويرها بدلا من رميها.

 ورغم أن الكيماويات الزراعية تساعد في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء، إلا أنها تتسبب في تلوث التربة وتدهور الأنظمة الايكولوجية الزراعية. وتحتوي نحو 60 في المائة من أفضل التربات الزراعية في 11 بلداً أوروبياً على بقايا من مبيدات الآفات المتعددة، والتي أصبح استخدام نصفها حالياً غير قانوني. وتدعو الفاو الحكومات إلى تعزيز الإدارة المسؤولة والمستدامة للكيماويات الزراعية.

وينتهي الأمر بثلث البلاستيك المنتج عالمياً في تربتنا، مما يؤدي إلى دخول جزئيات البلاستيك إلى سلسلة الغذاء والبيئة. ومن الضروري تطبيق سياسات وأنظمة بيئية أقوى لمنع قطاع الصناعة من الاستخدام المفرط للتغليف البلاستيكي والكيمياويات. ولكن يستطيع كل شخص منا أن يسهم في حل المشكلة ببساطة من خلال استخدام العبوات التي يمكن إعادة استخدامها، وحقائب التسوق وشراء المنتجات التي تتميز بتغليف أقل أو مغلفة بمواد معادة التدوير.

التأثير الاقتصادي على فقدان التربة في ملاوي – دراسة جديدة

قدمت الفاو اليوم كذلك النتائج الرئيسية لأول تقييم اقتصادي تجريه على الإطلاق حول تأثير انجراف التربة وفقدان مغذيات التربة. وتوفر هذه الدراسة فهماً أفضل للأضرار الاقتصادية الناجمة عن فقدان التربة، وقد أُجريت بموجب مشروع تجريبي في ملاوي بتمويل من مبادرة "الفقر-البيئة" التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وبحسب الدراسة الجديدة فإن زيادة بنسبة 25 في المائة من خسارة التربة في مالاوي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.64 في المائة وهو ما يعادل نحو 40 مليون دولار في السنة.

وقالت سيميدو: "يترتب على تدهور التربة تكاليف اقتصادية عالية، بسبب خسارة صحة التربة وما يترتب عليه من نقصان المحاصيل الزراعية". وأكدت أن "ملوثات التربة قد تبقى في التربة لعقود ما يجعل التخلص منها مكلف للغاية. ويجب أن يكون منع تلوث التربة على رأس الأولويات في العالم".

الإعلان عن الفائز بجائزة غلينكا العالمية للتربة

خلال مراسم الاحتفال بيوم التربة العالمي، تم منح جائزة غلينكا العالمية للتربة 2018 للبروفيسور راتان لال، رئيس الاتحاد العالمي لعلوم التربة، تكريما لمساهمته المتميزة في إدارة التربة المستدامة.

وقد أدرج اسم البروفيسور لال على قائمة "أكثر العقول العلمية تأثيراً في العالم 2012" ومن بين أفضل واحد بالمائة من جميع الباحثين في الزراعة. وقد أسهم عمله العلمي بشكل كبير في استعادة مخزونات الكربون العضوي في التربة وتحسين هيكل التربة كما لعب دوراً كبيراً في تحويل العلم إلى سياسة وعملية صنع قرار.

وقد سميت جائزة غلينكا العالمية باسم العالم الروسي الرائد كونستانين د. غلينكا. ويتم منحها سنوياً بدعم من روسيا الاتحادية تحت رعاية الشراكة العالمية للتربة، وتكرم الجائزة الأفراد أو المنظمات الذين أسهمت قيادتهم أو نشاطاتهم في نشر إدارة التربة المستدامة وحماية موارد التربة.

ووافقت روسيا الاتحادية هذا العام كذلك على المساهمة بمبلغ 3 مليون دولار لدعم نشاطات الشراكة العالمية للتربة في مرحلتها الثانية (2018-2020).

واليوم تم كذلك منح جائزة اليوم العالمي للتربة إلى منظمة "التحرك العملي في بنغلادش" لتنظيمها أفضل احتفال بيوم التربة العالمي عام 2017. وتموّل مملكة تايلاند هذه الجائزة الجديدة التي أطلقتها الفاو. 

روابط ذات صلة