المزارعون في منغوليا يبنون القدرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ

التعاون فيما بين بلدان الجنوب مع الصين يساعد المزارعين في منغوليا على تعلُّم تقنيات الزراعة الجديدة.

نقاط رئيسية

تم إيفاد تسعة عشر خبيراً وفنياً صينياً إلى منغوليا لمدة ثلاث سنوات لتشارك المعرفة والخبرات بشأن تحسين الأمن الغذائي الوطني، وبناء القدرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ والتكيُّف معه. وأدخَل المشروع تكنولوجيات الزراعة الكثيفة في مجال إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني، وهو ما يحقق نتائج سريعة في ظل الظروف المناخية الشديدة. وحسَّن ذلك من توافر الأغذية وإمكانية حصول السكان عليها. وساهم ذلك أيضاً في إحداث تغييرات في الأفضليات الغذائية للمستهلكين المنغوليين الذين يفضلون الغذاء الصحي والمغذي. وعلاوة على ذلك، يسَّر المشروع تبادل المعرفة بين الطرفين وعزَّز التعاون الاقتصادي والتجاري في قطاع الزراعة.

لا أحد يستطيع أن يشعر بآثار تغيُّر المناخ مثل المزارعين. وفي منغوليا، يستمر موسم النمو 90 يوماً فقط، وتزداد صعوبة التنبؤ بظروف الطقس، وهو ما يؤثر على إنتاج المحاصيل، وبالتالي التنوع الغذائي والتغذية. وترتفع معدلات سوء التغذية وتسود اختلالات كبيرة في النُظم الغذائية.

واستجابة لذلك، تم إيفاد ستة خبراء صينيين و13 أخصائياً فنياً إلى 29 وحدة سكنية في منغوليا حيث يقومون بنقل المعرفة في مجال تربية الحيوانات وإنتاج المحاصيل وسلامة الأغذية والتجارة وتنمية القدرات إلى المزارعين المحليين وموظفي الإرشاد الزراعي. وينتمي الخبراء بالدرجة الأولى إلى منطقة منغوليا الداخلية المتمتعة بالحكم الذاتي في الصين وتربطهم بمن يساعدونهم عناصر متشابهة من حيث اللغة والثقافة والظروف الزراعية الإيكولوجية. وخلال السنوات الثلاث، قام هؤلاء الخبراء والفنيين بإدخال 11 تكنولوجيا جديدة، و42 صنفاً جديداً من محاصيل الأعلاف، و80 قطعة من المعدات الزراعية، بالإضافة إلى تنظيم 67 دورة تدريبية وتدريب 700 4 شخص. 


تحقيق النتائج
يتمثل الهدف الرئيسي للمشروع الذي يجري تيسيره من خلال التعاون فيما بين بلدان الجنوب مع الصين، في تنفيذ البرنامج الوطني للأمن الغذائي. ويسعى هذا البرنامج إلى تعزيز الإنتاج الزراعي من أجل تحقيق الأمن الغذائي الوطني والأسري عن طريق تحسين السيطرة على المياه وتكثيف وتنويع الإنتاج (مثل محاصيل الصوبات والإنتاج الحيواني) وتعزيز تحسين خزن الأغذية وسلامتها وتسويقها. وبفضل هذه المبادرة، تحققت إنجازات في عدة مجالات:

  • تربية الحيوانات - أدخل الخبراء في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب 42 صنفاً جديداً من محاصيل الأعلاف والذرة المبكِّرة النضج. ونجحت هذه الزراعة بدرجة كبيرة ولاقت قبولاً كجزء من استراتيجية الحكومة المنغولية بشأن بناء القدرة على الصمود بين رعاة الحيوانات. وقدَّم الخبراء والفنيون أيضاً دعماً تقنياً في مجال الإنتاج الحيواني والتلقيح الصناعي.

  • تربية الدواجن - قدَّم الخبراء والفنيون في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب دعماً تقنياً من أجل زيادة المعروض من إمدادات البيض من خلال تعزيز الإنتاج الزراعي المكثّف، وأنشأوا أول مختبر بيطري لمزارع الدواجن في منغوليا.

  • إنتاج المحاصيل - قام الخبراء والفنيون في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب بتركيب سبعة نُظم للري، وتقديم عروض توضيحية لتكنولوجيات الري وإدارة المياه في 000 4 هكتار. وطوَّر الخبراء والفنيون صوبات صغيرة تزيد من مدة موسم النمو بنحو شهرين وأدخلوا 32 صنفاً جديداً من الخضروات لزراعتها على نطاق واسع، وأكثر من عشرة أصناف من الأشجار والأزهار. ونجح الخبراء والفنيون أيضاً في إدخال تكنولوجيا لتصميم وتشييد الصوبات الشمسية الشتائية لتطويل مدة مواسم الزراعة ولدعم تنويع المحاصيل (الخضروات والعنبيات).

  • سلامة الأغذية وتجارتها - أنشأ الخبراء والفنيون في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب فريقاً عاملاً لتحليل المخاطر ونقاط المراقبة الحرجة. وأتم هذا الفريق إعداد تقرير عن إنشاء بورصة للسلع في منغوليا، مقترحاً سبع توصيات لتعديل القانوني المنغولي المتعلق بسوق المنتجات الزراعية التكميلية.

  • الإرشاد التكنولوجي - ساعد الخبراء والفنيون في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب مركز الإرشاد التقني الزراعي المنغولي على تحسين نظامه وقدموا خدماتهم الاستشارية التقنية إلى أكثر من 30 شركة.

  • تنمية القدرات - نُظِّمت ثلاث عشرة دورة تدريبية وتم تقديم التدريب إلى أكثر 400 مشارك.


آفاق المستقبل
حوَّل البرنامج بفعالية المعرفة التي يمكن الأخذ بها على المستوى المحلي ودعم بذلك الأمن الغذائي الوطني والأسري فضلاً عن التكثيف والتنويع الزراعيين في منغوليا. ويتطلب توسيع النطاق تكوين شراكات أكثر وزيادة الاستثمار في الزراعة. ويمكن تنفيذ التكنولوجيات والأنواع التي تم إدخالها على نطاق أوسع في ظل توافر الموارد. وانطلاقاً من هذه النجاحات الأوَّلية، وافقت الحكومة على المُضي قُدماً في المرحلة المقبلة التي ستشمل توسيع نطاق التكنولوجيات الرئيسية التي تم إدخالها خلال المرحلة الأولى. وحُدِّدت بالفعل المجالات ذات الأولوية، ويوجد 12 خبيراً جديداً جاهزاً للعمل.

شارك بهذه الصفحة