أنباء 2010

يَقَع التنوّع الحيوي للغابات تحت طائلة معدلات استغلال عالمية مكثَّفة من جرّاء إزالة الغطاء الحرجي، وتناقُص رقعة "الغابات الأوّلية" وتدهور حالتها، وفق تقرير "تقدير الموارد الحرجية في العالم 2010" الذي أصدرته المنظمة اليوم، لكنها ذكرت أن العديد من البلدان يشهد مع ذلك اتّجاهاً إيجابياً مستمراً لصَون التنوُّع الحيويّ للغابات، في إطار تخصيص مناطقٍ مُكرَّسة خصيصاً لحماية الغابات والموارد الحرجية. وتَرِد هذه الحقائق الرئيسيّة في صُلب التقرير النهائي للسنوات العشر المنصرمة، ويُعَدّ أكبر حَصرٍ شموليةً لغابات العالم ُُأصدِر من قبل، في تزامُن مع افتتاح آعمال لجنة الغابات لدى المنظمة "فاو" وبدء أسبوع الغابات العالمي الثاني بمقرّها في العاصمة الإيطالية.

ُأقرِّت اليوم في غضون اجتماع اللجنة الفرعيّة المُختصة بتربية الأحياء المائية كمجموعةٍ مُنبثقة عن لجنة مصايد الأسماك لدى المنظمة أوّل خطوطٍ توجيهيّة ذات طابعٍ دولي لتربية الأحياء المائية وإنتاجها. وحضر أعمال اللجنة الفرعيّة أكثر من 50 مندوباً حكومياً للمُشاركة في نقاشات ما يُعَدّ المنتدى الوحيد المشترك بين الحكومات على الصعيد الدولي للتداول في شؤون تنمية إنتاج الأحياء المائية وتنظيمها. وتتناوَل التوجيهات غير الإلزامية الطابع الصادرة عن الاجتماع مجالاتَ الصحة الحيوانية، وسلامة الأغذية، والبيئة، والقضايا الاقتصادية الاجتماعية المُتعلِّقة بأنشطة الاستزراع السمكي.

تكشِف مشروعات إنتاج الألبان على النطاق المحدود في حالة تدعيم قُدرتها التنافُسيّة، عن إمكانية أن تُصبح أداةً قويّة في الحرب على الفقر والفاقة، ورفع مستويات التغذية، وتحسين موارد المعيشة لسكان الريف لدى العديد من البُلدان النامية حسبما أكدت المنظمة في تقريرٍ جديد أصدرته اليوم حول جدوى المشروعات الصُغرىَ لإنتاج الألبان. وأشار الخبير ساميول جوتسي، مدير شُعبة الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان، لدى المنظمة إلى أن "الطلب العالمي على الألبان ينمو بحدود 15 مليون طن سنوياً، من جانب البُلدان النامية على الأكثر".

بحلول عام 2025 من المقدَّر أن يقيم أكثر من نصف سكان العالم النامي، أي ما يقرُب من 3.5 مليار شخص، في أركان المدن... وبالنسبة لصنّاع القرار السياسي والمُخطّطين الحَضَريين لدى البُلدان الفقيرة لا غَرو أن المُدُن الأكثر اخضراراً يمكن أن تضحى مُفتاحاً لضمان توافُر غذاءٍ مغذٍّ ومأمون، وموارد معيشة مُستدامة، ومجتمعاتٍ أصحّ. وعادةً ما ارتبط مفهوم "المدن الخضراء" بالتخطيط الحضري لدي البُلدان المتقدمة، في حين ظل مرهوناً بتطبيقاتٍ خاصة وذات أبعادٍ اجتماعية واقتصادية مُغايرة لدى البُلدان النامية المحدودة الدخل.

إتّفق مساء اليوم خبراءُ أكثر من 75 بلداً عضواً لدى المنظمة على أن ما من دلالاتٍ تُشير إلى حدوث أزمةٍ غذائيّة عالميّة وشيكة، حتى وإن ظلّ الوضع غير باعثٍ على الرضا... واقترحوا استشراف تدابيرٍ مُستَجَدة للحدّ من تَطايُر أسعار الغذاء وإدارة الأخطار المرتبطة بالتقلّبات السعرية. ففي نهاية اجتماعٍ خاص لمدة يومٍ واحد عُقِد بمقر المنظمة "فاو" في روما، أقرّ الخبراء المشاركون في أعمال الجماعة الحكومية الدولية المختصة بالحبوب، والمختصة بالأرز بأنّ الارتفاعات غير المتوقَّعة في الأسعار إنما "تشكِّل تهديداً رئيسياً للأمن الغذائي". وقد أوصوا بمزيدٍ من إجراءات المُتابَعة لمعالجة هذه المشكلة من الجذور.

تقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منحة للمنظمة قيمتها 16 مليون دولار أمريكي بهدف دعم عمليات زَرع القمح، والحيلولة دون مزيدٍ من الخسائر في قطاع الماشية، وإزالة الترسُّبات من نُظُم الري بإقليم "خيبر باختون نغفا" الباكستاني الذي يُعدّ من أكثر المناطق تضرُّراً بنكبة السيول التي حلّت بباكستان في غضون الشهر المنصرم. ويؤشِّر هذا التبرُّع ببدايةٍ واعدة في الاستجابة للنداء الذي وجّهته المنظمة "فاو" مؤخراً من أجل تعبئة تبرُّعاتٍ بمقدار 107 مليون دولار أمريكي، في إطار خطة الأمم المتّحدة لمواجهة طوارئ باكستان، التي ُأعلِن عنها في نيويورك يوم الجمعة الماضى إثر أسوأ كارثةٍ طبيعية تَشهدها البلاد من قَبل... أيضاً بمقياس خسائر الإنتاج الغذائي والقطاع الزراعي.

يَتَعافى القطاع الغذائي المتضرِّر في هاييتي ببطءٍ حتى وإن ظلّ دون المستويات السابقة لزلزال يناير/كانون الثاني 2010 بفارقٍ كبير، وفق تقريرٍ لبعثة تقييمٍ مشتركة عن المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي. وتَطرَح تنبؤات البعثة المشتركة بين المنظمتين إنتاجاً مشتركاً لعام 2010 من حصاد فصل الخريف وموسم الصيف المنقضي، بنحو 503600 طنّ من الحبوب، و148000 طن من البقول، و1.2 مليون طنّ من المحاصيل الجُذرية، و313200 طنّ من لسان الحمل (الموز الإفريقي). ومتي قورن ذلك بالإنتاج العام تظهر فوارق بمقدار 9 بالمائة، و20 بالمائة، و12 بالمائة، و14 بالمائة على التوالي في مستويات الإنتاج الغذائي المتوقعة للعام الجاري.

تعمل حاليا كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية على معالجة تحديات الأمن الغذائي العاجلة في باكستان في أعقاب كارثة الفيضانات الأخيرة التي دمرت مخزونات الأغذية بما في ذلك نحو 10 في المائة من محاصيل البلاد ، ناهيك عن 10 ملايين تقريبا شخص باتو عرضة لمخاطر الجوع وسوء التغذية .

كشف كِلا المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي اليوم عن أنّ عدد الجياع في العالم لم يَزَل مرتفعاً على نحوٍ "غير مقبول"، رغم الإنجازات الأخيرة المتوقّعة التي خفّضت الرقم الكُليّ إلى دون المليار نسمة على الصعيد الدولي. ويُدرِج التقدير الأحدث لعدد مَن يعانون الجوع المُزمن في غضون العام الجاري رقم 925 مليون نسمة، أي ما يَقل بمقدار 98 مليون شخص عن رقم 1.023 مليار (مليار و23 مليوناً) الوارد في تقديرات عام 2009. وصرَّح جاك ضيوف، المدير العام للمنظمة قائلاً: "مع ذلك إذ يهلك طفلٌ من جرّاء المشكلات المُترتّبة على الجوع كلّ ستّ ثوانٍ تَبقى تلك أكبر فضيحة ومأساة"؛ وأضاف أن "ذلك غير مقبول البتة".

أعلن اليوم مسؤول كبير في منظمة الأغذيةوالزراعة للأمم المتحدة( فاو ) أن أسواق السلع الغذائية ستظل غير مستقرة بدرجة أكبر في السنوات المقبلة ، وان المجتمع الدولي بحاجة الى تطوير طرق مناسبة للتعامل مع هذه الحالة. وردا على الاسئلة المطروحة بشأن الاضطراب السائد حاليا في الأسواق الدولية للأغذية ، قال السيد حافظ غانم ، المدير العام المساعد ، رئيس قطاع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنظمة ، ان مجموعة العشرين بإمكانها أن تتولى القيادة في استنباط الإجراءات الكفيلة باستقرارالأسواق في المديين المتوسط والطويل .