أنباء 2013

ناشد المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، مؤتمر المنظمة العام التصديق على برنامج للعمل والميزانية هدفه شحذ تركيز أنشطة المنظمة في مساعدة البلدان الأعضاء كي تتمكن من بلوغ أهدافها في الأمن الغذائي والنهوض بقطاع الزراعة. وأخبر المدير العام مؤتمر منظمة "فاو" بأن "المنظمة تطلب، لتطبيق البرنامج، زيادة حقيقية بمقدار واحد بالمائة في ميزانية العامين المقبلين، بالإضافة إلى أقل من 4 بالمائة لتغطية تكاليف التضخم والزيادات الإجبارية في التكاليف".

أقرّ جوزيه المدير العام غرازيانو دا سيلفا، رسمياً بأن 38 بلداً حققت نجاحاً في خفض مستويات الجوع لديها إلى النصف، أي قبل التاريخ المطروح لبلوغ تلك الغاية الدولية في عام 2015 بفترة طويلة. وفي غضون مراسم رفيعة المستوى حضرها العديد من رؤساء الدول والحكومات، تلقّى 18 بلداً شهادات تقدير على النجاح المبكر في بلوغ أهداف تقليص الجوع، على نحو ما تحدّد وفق الهدف الأوّل من أهداف الألفيّة الإنمائية لخفض عدد الجياع الى النصف عام 2015، وأيضاً وفق الهدف الأكثر صرامة الذي طرحه مؤتمر القمة العالمي للغذاء لتنصيف العدد المطلق للجياع بحلول عام 2015.

صرح رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل بارّوسو، مخاطباً المؤتمر العام للمنظمة بأن "الاتحاد الأوروبي سيواصل بناء المرونة للأمد الطويل بين الفئات الأشد ضعفاً، ومعالجة الأسباب الكامنة في أسس الجوع والفقر، والنهوض بمستويات التغذية". وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية، قبوله للجائزة الممنوحة للاتحاد الأوروبي وقيمتها مليار يورو، لقاء المبادرة الأوروبية لمناهضة الجوع التي طبِّقت جزئياً بالاشتراك مع منظمة "فاو"، ردّا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدان الفقيرة.

أكد الحائز على جائزة نوبل أمارتيا سِن في الاقتصاد، أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المنظمة العام أن العالم إذا ما أراد دحر الجوع سيتعين عليه معالجة جميع أسباب الجوع في آن معاً ولا سيما الفقر، لا التركيز فقط على إنتاج مزيد من الغذاء. وقال أمارتيا سِن خلال إلقاء محاضرة مكدوغال التذكارية حول الأمن الغذائي، أن "العوامل الرئيسيّة وراء استمرار الجوع في العالم تتضمن استمرار انشار الفقر على نطاق واسع، رغم الرخاء المتزايد للعالم الحديث بمقاييس المعدّلات والمجاميع المحتسبة".

أكدت المنظمة اليوم أن ثمانية وثلاثين بلداً تمكّنت من تحقيق الأهداف الدولية المطروحة في الحرب على الجوع، بتدوين نجاحات قبل انتهاء المهلة المحددة في نهاية عام 2015. وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا أن "هذه البلدان أضحت في موقع الطليعة صوب مستقبل أفضل، وقد دلّلت على أن الإرادة السياسية القوية والتنسيق والتعاون، قادرة على إنجاز تخفيضات سريعة ودائمة في مستويات الجوع". واستحث غرازيانو دا سيلفا جميع البلدان على مواصلة الزخم، بهدف الاجتثاث التام للجوع، تماشياً مع تحدي مبادرة "صِفر جوعاً" التي أطلِقت في عام 2012 على يد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

حاز الاتحاد الأوروبي وجريدة "الغارديان" البريطانية على جوائز من المنظمة - الاتحاد الأوروبي على جهوده في مبادرة المليار يورو التي أطلقت استجابةً لأزمة أسعار الغذاء خلال الفترة 2008 - 2011، والجريدة البريطانية لما بذلته في رفع مستوى الوعي العالمي بالقضايا الإنمائية. ويقتسم الاتحاد الأوروبي جائزته مع مع المنظمة غير الحكومية الهندية "رابطة النساء العاملات لحسابهن الخاص"، إقراراً بإنجازتها المبتكرة في انتشال أشد النساء فقراً من براثن الفقر والجوع. وتلقّى الاتحاد الأوروبي جائزة "جاك ضيوف" تقديراً لقيمة "المرفق الأوروبي للغذء"، كمبادرة يعود إليها الفضل في النهوض بسبل معيشة أكثر من 59 مليون شخص لدى 49 بلداً نامياً.

كشف تقرير جديد مشترك لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والمنظمة أن الإنتاج الزراعي العالمي من المتوقّع أنّ ينمو بمعدل 1.5 في المائة سنوياً كمتوسط على مدى العقد القادم، مقارنة بنمو سنوي بلغ 2.1 بالمائة في غضون الفترة 2003 - 2012. ويكمُن التوسّع المحدود للأراضي الزراعية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتزايد القيود علي الموارد المتاحة، فضلاً عن تفاقم الضغوط البيئية كعوامل رئيسيّة وراء هذا الاتّجاه. بيد أن تقرير المنظمتين سعى إلى التدليل مع ذلك على أن العرض من السلع الزراعية ينبغي أن يواكب مقدار الطلب العالمي.

دعا المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، اليوم في غمار شجب التكاليف الإنسانية الهائلة لسوء التغذية إلى بذل جهود حازمة لاجتثاث سوء التغذية على نحو مشترك مع استئصال الجوع في جميع أرجاء العالم. وقال في بيان صوتي مسجّل بمناسبة إطلاق تقرير المنظمة السنوي الرئيسيّ "حالة الأغذية والزراعة لعام 2013"، أن العالم حتى ولو أحرز تقدماً في مناهضة الجوع باعتباره أحد أشكال سوء التغذية إلا أن هنالك طريقاً طويلة قدماً علينا أن نقطعها بعد. وأعلن غرازيانو دا سيلفا أن رسالة "فاو" ليست أقل من "أننا علينا أن نناضل من أجل هدف ليس بحال دون استئصال شأفة الجوع وسوء التغذية كليّاً".

دعا رؤساء وكالات الأمم المتحدة المختصة بالغذاء، في العاصمة الإيطالية، إلى وضع قضايا الأمن الغذائي والتغذية في صميم جدول الأعمال الدولي للتنمية بإفريقيا على أن توجَّه عناية خاصة إلى دعم مزارعي الحيازات الصغرى بهدف النهوض بالأمن الغذائي العالمي، وتمكين نساء الريف، ومعالجة التفاوت في الإنصاف بين الجنسين بغية إتاحة الفرصة للمرأة لإحداث تحوّل في حياتها وحياة أفراد أسرتها ومجتمعاتها ككل. وكان كل من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية كانايو نوانزي، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي السيدة إرثارين كازين يتحدثون في غضون مؤتمر طوكيو الدولي الخامس للتنمية الإفريقية بيوكوهاما.

يمكن لنموذج "الحفظ والتوسع" الزراعي المترفق بالبيئة أن يزيد إنتاجية الكسافا على نحو مستدام بحدود 400 بالمائة، للمساعدة على أن يتحوّل هذا المحصول من غذاء الفقراء إلى محصول للقرن الحادي والعشرين وفقاً لما ذكرته المنظمة اليوم. وأشارت المنظمة في دليل ميداني أصدرته حديثاً لاستعراض التفاصيل التطبيقية لنموذج "الحفظ والتوسع" في إنتاج صغار المزارعين من الكسافا، إلى أن إنتاج الكسافا العالمي ارتفع بمقدار 60 بالمائة منذ عام 2000 والمقدّر أن يتسارع معدل الزيادة في عقود العقد الجاري بينما يُدرك صنّاع السياسات مدى ما ينطوي عليه من إمكانيات ضخمة.