التغذية

بغضّ النظر عن أي تعريفات قد تصاغ، فإن التغذية تبدأ بما نتناوله، أي بمنتوجات قطاع الأغذية والزراعة.

ولذلك فإننا من خلال العمل على نظم الأغذية لدينا، أي على الطريقة التي ننتج بها أغذيتنا ونجمعها ونخزّنها وننقلها ونحوّلها ونوزّعها بها، نستطيع تحسين وجباتنا وصحتنا، وكذلك تحسين الأثر الذي نخلّفه على الموارد الطبيعية جرّاء ذلك.

كما أن مشاكل التغذية، سواء منها ما كان ناجماً عن نقص التغذية أو عن الإفراط فيها، تتضمن دائماً الاختيارات والممارسات غير المناسبة. ولذلك فإن التعليم والتثقيف التغذوي يُعدّ خطوة هامة على طريق تمكين المستهلك لانتقاء الاختيارات الغذائية الصحية السليمة.

دور منظمة الأغذية والزراعة في مجال التغذية

إن التغذية الجيدة هي خط دفاعنا الأول ضد المرض، كما أنها مصدر الطاقة التي نحتاج اليها كي نعيش ونكون نشطاء فاعلين. والمشاكل التغذوية التي تنتج عن الوجبة غير الملائمة أو غير الكافية يمكن أن تكون كثيرة الأنواع، وعندما تصيب جيلاً من الصغار فإنها يمكن أن تخفض قدراتهم على التعلم، وبهذا تعرّض مستقبلهم للخطر، ما يخلق دورة متصلة الحلقات من الفقر وسوء التغذية لأجيال متلاحقة، فتسبب آثاراً خطيرة على الأفراد والأمم معاً. وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار هم الأكثر تعرضاً للإصابة بسوء التغذية، فإن الحق في الغذاء الكافي حق عالمي للجميع، كما أن التغذية الجيدة أساسية وضرورية للجميع أيضاً. لكن مشاكل سوء التغذية – مثل نقص التغذية ونقص المغذيات الصغرى والبدانة – موجودة في جميع البلدان ولدى الأفراد من جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

كما أن التحديات المستجدة كتغير المناخ واستدامة البيئة والتحولات التكنولوجية السريعة أخذت في تحويل النظم الغذائية وإثارة أسئلة حول كيفية إطعام العدد المتزايد لسكان العالم بطرق مستدامة.

كذلك، بدأ النمو الاقتصادي غير المتكافئ والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعوامل أخرى، في ذات الوقت،  بإعادة تشكيل النظم الغذائية والوجبات على صعيد العالم كله. ونتيجة لذلك، أخذ فرط الوزن والبدانة والأمراض غير السارية المتصلة بها تزداد انتشاراً كما ازداد نقص التغذية وأنواع نقص المغذيات الصغرى استفحالاً في آنٍ معاً.

تسعى استراتيجية التغذية لدى المنظمة إلى تحسين الوجبات والنهوض بمستويات التغذية من خلال نهجٍ يتمحور حول الناس أنفسهم: