المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة

هل ستؤدي ثورة الجينوم إلى زيادة الطعام المغذي على موائدنا؟ العلماء وصانعو السياسات يجتمعون بمناسبة حدث استثنائي للأمم المتحدة

28/10/2017

كيغالي، رواندا، 28 تشرين الأول / أكتوبر 2017 - عقدت اليوم المعاهدة الدولية لمنظمة الأغذية والزراعة حدثا استثنائيا قبل رفع الستار عن اجتماعها العالمي لـ 144 بلدا عضوا، والذي يعقد كل سنتين، للحديث عن كيف يمكن للبيولوجيا التركيبية، ومجموعة من التكنولوجيات الجديدة التي تهدف إلى إحداث ثورة في تربية المحاصيل، أن تجعل الأمن الغذائي حقيقة واقعة للبشرية.

وبموجب المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، وافق 144 بلدا على صيانة وتقاسم تنوع البذور التي ينتجها المزارعون في جميع أنحاء العالم على مدى آلاف السنين، ولا سيما في البلدان النامية. وتنتج هذه البذور، المخزنة بشكل آمن في بنوك الجينات في جميع أنحاء العالم، أغذية نباتية. ومن خلال تقاسمها مع بعض، يستطيع الباحثون والمربيون والمجتمعات الزراعية التقليدية العمل من أجل تحقيق الأمن الغذائي العالمي - وهو تفويض تخوله الأمم المتحدة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة - وهي ولاية هامة، ولا سيما في مواجهة الظروف المناخية المتغيرة.

ولا تعمل المعاهدة الدولية التابعة للمنظمة على الحفاظ على إنتاج المحاصيل فحسب، بل أيضا على ضمان الإنصاف. وتوافق الشركات التي تبيع البذور التجارية على دفع نسبة مئوية من مبيعاتها إلى صندوق عالمي يدعم المزارعين في البلدان النامية، وهم الوصيون على تنوع المحاصيل في الحقول.

ويستند نظام تقاسم المنافع هذا إلى تبادل عينات البذور الملتقطة من حقول المزارعين والمصونة في بنوك الجينات. ولكن، قد تقل الحاجة للعينات المادية أكثر فأكثر في المستقبل. ويعتبر علم الأحياء الاصطناعية وتسلسل المعلومات الرقمية ثورة في القطاع. وقبل عصر معلومات التسلسل الرقمي، قد يحتاج الباحث أو المربي إلى الحصول على مجموعة متنوعة من عينات البذور، ثم يفهم المعلومات الجينية التي تحتويها الكائنات من أجل اختيار واستخدام الخصائص المرغوبة - على سبيل المثال، في برنامج تربية المحاصيل. في هذه العملية، وصف المربيون والباحثون العديد من الاليلات (أو الطفرات) المرتبطة بإضفاء الطابع المحلي على النباتات وتحسينها، وحددت الجينات والاختلافات المظهرية بين المحاصيل وأقاربها من الأسلاف البرية. ووفقا لبعض الباحثين، فإن هذه الطفرات هي "المواد الخام التي يمكن أن تستخدم للاختيار، مما يجعل التكيف مع الأنواع والتطور طويل الأجل ممكنا". واليوم، تعادل هذه "المادة الخام" رموز الحاسوب التي يمكن تحليلها وإعادة برمجتها واستخدامها نظريا، إما داخل النبات الذي تم الحصول عليه منه، أو داخل أنواع مختلفة من النباتات. ومن الممكن أيضا تحميل معلومات التسلسل للكائن الحي من قاعدة بيانات أو مجلة علمية ويتم توليفها من قبل شركة تخليق الحمض النووي.

"تم الوصول في الماضي، إلى المواد المادية من خلال مجموعات محفوظة في بنوك الجينات. وبفضل انخفاض التكاليف والتحسينات التي طرأت في برامج الحاسوب، شهدنا تحولا نحو المجموعات الرقمية التي تشمل جينومات كاملة وسجلات "أجزاء"، حسب ما قاله  عالم خلال الحدث الاستثنائي الذي استضافته المعاهدة الدولية لمنظمة الأغذية والزراعة. ويتمثل التحدي الآن، بالنسبة لصانعي السياسات، في كيفية التعبير عن هذا الواقع الجديد في نظام التبادل وتقاسم المنافع التابع للمعاهدة الدولية. وكما أشار Kent Nnadozie، أمين المعاهدة لمنظمة الأغذية والزراعة، فإنه "من المتوقع أن يرسل مجتمعنا العالمي رسالتين في نفس الوقت: أن العلم الحديث يمكن أن يستمر في الازدهار، وأن المزارعين في البلدان النامية لن يتخلفوا عن الركب. وهذا فى مصلحة الامن الغذائى."

وستستمر المناقشات في وضع أكثر رسمية خلال الأسبوع المقبل، عندما تعقد الدورة السابعة للجهاز الرئاسي لمعاهدة النباتات الدولية - الاجتماع العالمي الذي يعقد كل سنتين والذي يجمع مئات الممثلين من البلدان الأعضاء وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص والمجتمع المدني وعالم الأمم المتحدة - في كيغالي، رواندا. وينظر العلماء والمربيون والمزارعون في العالم باهتمام إلى هذا الاجتماع لإيجاد حل عملي وعالمي يوفق بين آلاف السنين من التطور الطبيعي والإنساني من ناحية، وتكنولوجيا حاسوبية رائدة من ناحية اخرى. 

شارك بهذه الصفحة