الخطة العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن خدمات التلقيح من أجل زراعة مستدامة

التلقيح وسبل العيش البشرية

يُعّد التلقيح عملية أساسية في النظم الإيكولوجية الأرضية الطبيعية وتلك التي يديرها الإنسان. وهو يتسم بأهمية حيوية بالنسبة إلى إنتاج الأغذية وتأمين سبل العيش للإنسان ويربط بصورة مباشرة النظم الإيكولوجية البرّية بنظم الإنتاج الزراعي. ويُنتج القسم الأكبر من النباتات المزهرة البذور فقط في حال أدّت عملية التلقيح بواسطة الحيوانات إلى نقل غبار

اللقاح من منابر زهرتها إلى مياسمها. ولولا هذه الخدمة لانهارت العديد من الأنواع والعمليات المترابطة التي تعمل ضمن نظام إيكولوجي معّين.

Highlights

للتعّمق أكثر

كلما ازدادت معارفنا حول الملقحات وخدمات تلقيح النباتات والتفاعل بين النظم الإيكولوجية الزراعية وإدارة عملية التلقيح، كلما فهمنا كيفية الحفاظ عليها وإدارتها للمحافظة على التنوع البيولوجي ولضمان سلامة النظم الإيكولوجية وتحسين سبل العيش البشرية. وإنّ مراقبة تراجع الملقحات وعجزها وتقييم القيمة الاجتماعية والاقتصادية وتحديد

الملقحات وفهم التفاعل بين النباتات والملقحات تؤدي جميعًا إلى توسيع قاعدة المعارف المكتسبة.

تحتاج مجموعات الملقحات البرية والخاضعة للإدارة على حد سواء إلى موائل وعلف للبقاء على قيد الحياة ومن شأن فقدانها – في النظام الإيكولوجي الزراعي أو حوله – أن يقوّض إنتاج المحاصيل. وقد تمّ تحديد أساليب الإدارة واختبارها من قبل المزارعين للحفاظ على مجموعات الملقحات البرّية وإدارتها. وإنّ هذه الأساليب لا تعود بالنفع فقط على خدمات التلقيح في النظم الإيكولوجية بل تساهم أيضاً في ضمان التنوع المحصولي (التنوع البيولوجي) وسلامة التربة

والحد من استخدام مبيدات الآفات على سبيل المثال لا الحصر

من المهمّ بناء قدرات الأفراد من قطاعات مختلفة ليس فقط للتوعية على عملية التلقيح بل أيضاً لنشر المعلومات التقنية عن الملقحات وعن دور التلقيح بواسطة الحيوانات لإنتاج المحاصيل. ومن شأن بناء القدرات من خلال تدريب عملاء مستهدفين مختلفين (مثلاً المزارعين ومجموعات المزارعين وعملاء الإرشاد والمؤسسات التربوية) أن يؤمّن فرصاً للنهوض

بالقدرات التقنية المتاحة داخل البلد (على غرار المعرفة التصنيفية) وأن يقيم شبكات من الخبراء.

إنّ نسبة 00 في المائة تقريباً من جميع النباتات المزهرة متخصصة لتلقيها بواسطة الحيوانات، وتحديداً الحشرات في معظمها، وهي تطال 55 في المائة من إنتاج المحاصيل في العالم وتؤدي إلى زيادة الإنتاج بنسبة 08 في المائة بالنسبة إلى المحاصيل الغذائية الرئيسية في العالم. وتتسم عملية التلقيح بالتالي بأهمية حيوية بالنسبة إلى إنتاج المحاصيل ومن الضروري التوعية على هذه الخدمة الأساسية من خدمات النظام الإيكولوجي بالنسبة إلى كل فرد – الجمهور العريض

بما في ذلك التلاميذ في المدارس والمزارعون، فضلاً عن صانعي القرارات على المستويات المحلية والوطنية والدولية.