ماذا يوجد في البقول ؟

كان من الرسائل الرئيسية التي تمخضت عنها السنة الدولية للبقول، 2016، أنَّ البقول نباتات مغذية للغاية- فهي بذور صغيرة معبأة بالمغذيات، وتشكل مصدرا هائلا من البروتينات. تتضمّن العديد من المقالات العلمية والجداول وقواعد البيانات الوطنية للمكونات الغذائية، بعض البيانات التركيبية عن البقوليات. لكن، لا يوجد حاليا مصدر عالمي وشامل لمكونات الأغذية التي تتضمنها البقول، ببيانات موحدة ومُقَيّمة وفقا لمعيار مشترك. لسدّ هذه الفجوة المعرفية، تعمل المنظمة على إنشاء الشبكة الدولية لنظم بيانات الأغذية للبقول، التابعة للمنظمة، والتي ستمثّل إحدى النتائج الرئيسية للسنة الدولية. وقد تحدثنا مع السيدة روث شارونديير، المسؤولة عن التغذية، لمعرفة المزيد عن قاعدة البيانات هذه، وعن كيفية استخدامها.

ما هي قاعدة بيانات مكونات الأغذية؟

هي أداة تحصي مستويات المغذيات الدقيقة، والمغذيات والمواد الكيميائية النباتية في الأغذية – البقول، في هذه الحالة. ستتكوّن الشبكة الدولية لنظم بيانات الأغذية للبقول، التابعة للمنظمة من جزأين: سيمثّل الجزء الأول مستودعاً للبيانات التحليلية الموجودة، المأخوذة من أكثر من 22 ألف مقال من المقالات العلمية، ومن المصادر الأخرى مثل تقارير المختبرات التي لم تُنشَر؛ ويكون الثاني واجهة سهلة الاستخدام بوصف كامل للعناصر الغذائية، بما في ذلك  28 عنصر من العناصر الغذائية والأحماض الأمينية، لمختلَف أنواع البقول. وسيتم نشر الجزء الأول في قاعدة الشبكة الدولية لنظم بيانات الأغذية، للتنوع البيولوجي للأغذية، وفي قاعدة الشبكة الدولية لتحليل نظم بيانات الأغذية.

كيف يتمّ وضعها؟

تُحدّد أوّلاً البيانات الموجودة – وقد استُكملت هذه المرحلة وأسفرت أكثر من 22 ألف مقال من المقالات العلمية عن العناصر الغذائية التي تتكوّن منها البقول. ومن المتوقع أن ترد بيانات لم تُنشَر عن البقول من مصادر غير منشورة. بعد ذلك، تُرسَل البيانات لإجراء مراجعة من أجل مراقبة الجودة، لتحديد ومعالجة الثغرات والتناقضات، والتخلص في نهاية المطاف من البيانات غير الدقيقة أو غير الكاملة. ثمّ يتم إدخال البيانات إلى قاعدتين اثنتين: قاعدة الشبكة الدولية لنظم بيانات الأغذية، للتنوع البيولوجي للأغذية، وقاعدة الشبكة الدولية لتحليل نظم بيانات الأغذية (ويمكن الاطلاع عليهما هنا). وتتمثّل الخطوة التالية في تحديد البقول التي سيتم عنها نشر الوصف الكامل لمغذياتها كقاعدة بيانات قائمة بذاتها، وقابلة للمقارنة مع جدول تركيبة الأغذية في غرب أفريقيا (الفاو- 2012)، والتي سوف تتاح أيضا على موقع الفاو/الشبكة الدولية. وبالنسبة لتلك البقول، يعاد تقييم البيانات التحليلية المتاحة، ويُستكمل تجميع القيم الناقصة من مصادر أخرى. كما سيتم احتساب تكوين المغذيات في البقول المطبوخة، وفي وصفات مختارة.

لماذا يعدّ وضع قاعدة بيانات مكونات الأغذية لازمة للبقول؟

لأجل زيادة تعزيز إنتاج البقول واستهلاكها، يجب أولا معرفة عناصر التغذية المكوّنة لهذه المحاصيل حتى يمكننا أن نقدّر الفوائد الغذائية. فعندما تُجمَع بيانات شاملة عن أنواع مختلفة، يُتاح عدد من الفرص لمعالجة النقص في المغذيات الدقيقة ودمج البقول في السياسات والمبادئ التوجيهية للتغذية والزراعة.

كيف يُمكن استخدام قاعدة البيانات والمعلومات التي تتضمّنها، في المستقبل؟

من أهمّ استخدامات البيانات عن البقول، استخدامها في برامج وسياسات التغذية. فمثلاً، يمكن تصميم برامج التغذية المدرسية باستخدام البقول مع المحاصيل المحلية الأخرى، لإعطاء الأطفال المغذيات المحددة اللازمة لصحتهم ونموهم. وبالمثل، إذا تم التعرف على نقص المغذيات الدقيقة داخل المنطقة، أو ضمن شريحة معيّنة من السكان، يمكن للحكومات، ولخبراء التغذية تحديد أنواع مختلفة من البقول، تحتوي على أعلى مستويات المغذيات الدقيقة، وتشجيع إنتاجها في المزارع والحدائق المنزلية في تلك المناطق. ويمكن للحكومات أيضا استخدام البيانات لإثراء المبادئ التوجيهية عن نظم التغذية القائمة على الغذاء والجداول الوطنية لتكوين الأغذية. وعلاوة على ذلك، يمكن للباحثين والقطاع الخاص استخدام بيانات مكونات الأغذية لتطوير أصناف جديدة غنية بالمغذيات من البقول، بتهجين المحاصيل، وزراعتها زراعة انتقائية، وإدماج هذه الأصناف المحسنة في برامج الإنتاج الضخم.

متى ستكون جاهزة؟

نظرا للكمّية الكبيرة من البيانات التي تم جمعها، من المرجح أن يتم الانتهاء من قاعدة بيانات مكونات الأغذية في الصيف المقبل (2016)، وستأتي واجهة المستخدم بعد ذلك. المرجو متابعة المستجدّات على موقع السنة الدولية الرسمية من البقول.

18/12/2015