كينوا

Harvesting quinoa - © FAO/Heinz Plenge

تعدّ الكينوا، التي نشأت أصلاً في جبال الأنديز، مصدر غذاء طبيعي ذا قيمة تغذوية عالية. وبات دوره الملموس في الأمن الغذائي لأجيال الحاضر والمستقبل يلقى الإعتراف والتقدير على نحو متصاعد.

فلقد قام سكان جبال الأنديز الأصليون بالحفاظ على هذا المحصول الغذائي ومراقبته وحمايته وصونه، مستخدمين في ذلك معارفهم وممارساتهم التقليدية.

وعلى هذا، تمت إعلان عام 2013 "السنة الدولية للكينوا".

دور منظمة الأغذية والزراعة في مجال الكينوا

كانت الكينوا، مثلها مثل البطاطا، أحد الأغذية الرئيسة لشعوب جبال الأنديز قبل عصر الإنكا. وبحسب التقاليد، يجري تحميص حبوب الكينوا ثم طحنها حتى تصبح دقيقاً تصنع منه أنواع مختلفة من الخبز.

 كما يمكن إضافتها إلى الشوربات، واستخدامها كأحد أنواع الحبوب، وتجهيزها كعجائن، بل ويمكن كذلك تخميرها لتصنع منها البيرة، والتشيتشا وهو المشروب التقليدي لسكان الأنديز. وعند طهيها تكتسب الكينوا نكهة تشبه نكهة الجوزيات.

تغيّر المناخ

إن الكينوا لم تكتسب شهرتها من خواصّها التغذوية وميزاتها كطعام فحسب، بل وكذلك من تنوعها الوراثي وقابليتها الكبيرة للتكيف مع الظروف الزراعية البيئية المختلفة، بالإضافة إلى منافعها الثقافية والاجتماعية الاقتصادية للبيئة المحلية. 

وفي مواجهة تحدّي زيادة إنتاج أغذية ذات نوعية جيدة تكفي لإطعام سكان العالم في ظل تغير المناخ، تقدم الكينوا بديلاً ملائماً لدى البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. 

وتتمتع الكينوا كذلك بالإمكانات اللازمة لتقليص الاعتماد على الأغذية الأساسية الأخرى كالقمح والأرز. 

زراعة الكينو

تنمو الكينوا بشكل طبيعي في جميع بلدان جبال الأنديز، من كولومبيا مرورا بالأرجنتين إلى جنوب تشيلي، ويهيمن صغار المزارعين ورابطاتهم على غالبية الإنتاج تقريباً. 

وتشير بيانات قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية لدى المنظمة إلى أن المساحات المزروعة بالكينوا والإنتاج الإجمالي منها في البلدان المنتجة الرئيسية بوليفيا وبيرو وإكوادور قد ازدادت خلال الفترة 1992- 2010 الى الضعفين وثلاثة أضعاف على التوالي.

فقد وصل الانتاج في إقليم جبال الأنديز في 2009 نحو 70000 طن.

لكن زراعة الكينوا أخذت تنتشر، فباتت تزرع الآن في ما يزيد على 70 بلداً، من ضمنها فرنسا وإنجلترا والسويد والدنمارك وهولندا وإيطاليا. كما يجري تطوير زراعتها في كينيا والهند والولايات المتحدة.

وفي مواجهة تحدّي زيادة إنتاج أغذية ذات نوعية جيدة تكفي لإطعام سكان العالم في ظل تغير المناخ، تقدم الكينوا بديلاً ملائماً للبلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

منظمة الأغذية والزراعة و الكينوا

أعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2013 سنةً دوليةً للكينوا، وذلك اعترافاً وتقديراً منها للممارسات المتوارثة لسكان جبال الأنديز، الذين تمكنوا من إدارة الكينوا وحفظها بحالتها الطبيعية كمادة غذائية مهمة لأجيال الحاضر والمستقبل على حدٍ سواء.

وقد جاء هذا نتيجة إدراك حقيقة أن الانتاج المستدام للمحاصيل المهجورة والمهملة يمكن أن يساعد في معالجة التحديات التي تواجه العالم في العصر الحديث، وذلك من خلال الاستفادة من المعرفة المتراكمة من عصور أجدادنا والاعتماد على صغار  المزارعين الأسريين الذين يعدون المنتجين الرئيسيين حالياً لمحصول الكينوا.

كما يشكل الترويج لزراعة الكينوا جزءاً من استراتيجية المنظمة لتشجيع زراعة المحاصيل التقليدية أو المنسية كوسيلة للإسهام في توفير الأمن الغذائي.

ولقد قامت المنظمة بوصفها الوكالة المنفّذة "للسنة الدولية للكينوا بتنسيق مجموعة عريضة وكبيرة من الأحداث والفعاليات، التي أسفرت عن نشوء جيل جديد من مشروعات تشجيع إنتاج الكينوا في أنحاء العالم المختلفة.

 

شارك بهذه الصفحة