الغذاء المستدام والزراعة

أخبار

دعم تفعيل صنع القرارات: الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية ومجموعة أدوات للسياسات

24 April 2020

الثروة الحيوانية: عامل مساهم رئيسي في سبل العيش والتغذية على المستوى العالمي

ولا يمكن بكل بساطة التغاضي عن مساهمة الثروة الحيوانية في الاقتصاد والتغذية وسبل العيش على المستوى العالمي. 

ففي البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، يستحوذ قطاع الثروة الحيوانية على نسبة مذهلة تصل إلى 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وهو يوفر 34 في المائة من المتناول العالمي من البروتينات و18 في المائة من الطاقة الغذائية، إضافة إلى توفيره المغذيات الدقيقة التي غالبًا ما يصعب الحصول عليها في الأنماط الغذائية القائمة على النباتات، على غرار الحديد. ولعلّ الأهم من هذا كله أنّ 1.3 مليارات نسمة، بما فيهم أكثر من 600 مليون نسمة من أشد سكان العالم فقرًا وأكثر المزارعين والرعاة ضعفًا، يقومون بتربية الماشية ويعتمدون عليها كمصدر رئيسي لدخلهم.

والثروة الحيوانية هي أيضًا عنصر هام في إنتاج المحاصيل حيث أنها توفر الطاقة من خلال قوة الجرّ للحيوانات، في حين أنّ السماد يحسّن تركيبة التربة وخصوبتها إضافة إلى احتباس المياه.

وبالتالي، تؤدي السياسات الوطنية الخاصة بالثروة الحيوانية دورًا أساسيًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء عالم خالٍ من الجوع.

أداة مبتكرة 

تضافرت تجارب وخبرات فرق من منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي ومركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية (CIRAD) من أجل التنمية لتصميم أداة مرنة قائمة على القرائن بغرض مؤازرة البلدان في الجهود التي تبذلها لتعزيز قطاعات الثروة الحيوانية لديها على نحو مستدام.

وتسعى مجموعة الأدوات للسياسات والاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية (LSIPT) إلى زيادة الاستثمارات العامة والخاصة في قطاع الثروة الحيوانية من خلال إعطاء صانعي القرارات القرائن التي يحتاجون إليها للقيام بخيارات استراتيجية وتصميم سياسات ومشاريع للثروة الحيوانية ذكية مناخيًا وأفضل وأكثر كفاءة وجاذبية.

كيف تعمل 

تقود مجموعة الأدوات للسياسات والاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية المستخدمين عبر ستّ وحدات مترابطة. ويطلب من المستخدم، في كل مرحلة من المراحل، إدخال البيانات التي تقوم من ثم مجموعة الأدوات بإدراجها في خوارزميات مستندة إلى برنامج Excel. وبعد استكمال كل وحدة، تصدر مجموعة الأدوات نتائج أولية، فنية ومالية، بالنسبة إلى كل نظام إنتاج وكل نوع من الأسر المعيشية المحددة.

وتشمل هذه النتائج الأداء والنتائج الفنية والمالية على غرار معدل الاستثمار والأرقام (نسبة وكمية الحيوانات التي تباع أو يتم استهلاكها سنويًا) ومعدل العائد الداخلي (وهو مقياس يستخدم لتقييم الربحية الممكنة لنظام إنتاج ما) إضافة إلى تقديرات خاصة بمساهمة قطاع الثروة الحيوانية في الحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي والتغذية والناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

تمكين صانعي السياسات 

بإمكان المستخدمين الاستفادة من مجموعة منوعة من الخصائص الفعالة لمجموعة الأدوات: فمجموعة الأدوات قادرة على إصدار إسقاطات عن أداء نظام الإنتاج خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، ومحاكاة مجموعة منوعة من السيناريوهات، على غرار الجفاف أو تفشي الأمراض، وتقييم أثرها على قطاع الثروة الحيوانية بموازاة تحديد حجم الاستثمارات اللازمة، وكذلك الزيادة المرتقبة في إنتاجية الثروة الحيوانية بالنسبة إلى كل سلسلة قيمة للثروة الحيوانية.

ومن شأن هذه المعلومات أن تقدم معلومات قيّمة لمساعدة صانعي القرارات على وضع استراتيجيات لتنمية الثروة الحيوانية وسياسات داعِمة لخلق بيئة مشجعة واستحداث استراتيجيات ونهج جديدة وفعالة.

الأسرة المعيشية في صميم النهج الجديد

جرى تصميم مجموعة الأدوات للسياسات والاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية مع التركيز عن كثب على الأسر المعيشية بما يمكّن مجموعة الأدوات هذه من المساعدة على اتخاذ قرارات مستنيرة تعود بالنفع على المزارعين الأسريين وصغار مربي الماشية. وتحقيقًا لذلك، تشمل هذه الأداة عوامل من قبيل المعلومات عن تعرّض الأسرة المعيشية للمخاطر والأمن الغذائي والتغذية.

وتعطي مجموعة الأدوات نظرة شاملة تراعي احتياجات المجتمعات المحلية الضعيفة وذلك من خلال الجمع بين النظرة الثاقبة والمعلومات الخاصة بنظم الإنتاج وبيانات عن قطاع الثروة الحيوانية ككلّ وعلى مستوى الأسر المعيشية في البلاد.

الفوائد بالنسبة إلى صانعي القرار

تنطوي مجموعة الأدوات على مجموعة واسعة من الفوائد لمستخدميها.  إذ بإمكان الحكومات مثلاً أن تستفيد من مجموعة الأدوات من أجل:

  • تقدير وتقييم المساهمات الفعلية والممكنة للثروة الحيوانية في النمو الاقتصادي والحد من الفقر والأمن الغذائي والتغذية؛ 
  • وهي تسمح بتقييم أثر السيناريوهات المختلفة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، عند استخدامها إلى جانب النموذج التفاعلي للتقييم البيئي للثروة الحيوانية في العالم (GLEAM-i) وهي أداة طورتها منظمة الأغذية والزراعة لتقييم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والقدرة على التخفيف من وطأتها في قطاع الثروة الحيوانية؛ 
  • وإجراء عمليات تحليل استشرافية لتحقيق أوجه التآزر الأمثل وإدارة المقايضات بين هذه المجالات؛
  • ووضع خطط رئيسية للثروة الحيوانية.

ويتجلى هذا من خلال زيادة القدرات والمعارف بفضل مجموعة الأدوات التي تعزز القدرة على إجراء عمليات تحليل اجتماعية اقتصادية وفنية وبيئية للثروة الحيوانية على مستوى الأسرة المعيشية وعلى المستويين الإقليمي والوطني. وتوفر مجموعة الأدوات أيضًا عملية تدريجية تساند عملية صنع القرارات لفهم المقايضات على مستوى السياسات. وعلاوة على ذلك، يمكن من خلالها وضع سيناريوهات قائمة على القرائن لإعطاء السلطات الوطنية مزيدًا من المعارف للتحرك بالنسبة إلى فرص الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية.

تحقيق النتائج

ويجري حاليًا استخدام مجموعة الأدوات على نطاق واسع من قبل مركز الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي، إلى جانب أطراف أخرى، للاسترشاد بها في عملية إعداد مشاريع الاستثمار والدراسات القطاعية وتنفيذها، وإلى جانب النموذج التفاعلي للتقييم البيئي للثروة الحيوانية في العالم، لتحفيز الاستجابة لتأثيرات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأهمّ ما في الأمر أنّ المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية قد استخدم مجموعة الأدوات لإعداد الخطط الرئيسية للثروة الحيوانية في البلدان، بالإضافة إلى خرائط الطريق القائمة على القرائن وخطط الاستثمار الرامية إلى تحقيق الإدارة المستدامة والمنتجة للثروة الحيوانية، إضافة إلى تحقيق مزيد من القيمة المضافة لسلاسل القيمة الرئيسية في قطاع الثروة الحيوانية.

ومجموعة الأدوات متاحة بالفعل على شكل مجموعة من صحائف Excel المترابطة وستتاح قريبًا على شكل تطبيق إلكتروني سهل الاستخدام.

شارك بهذه الصفحة