حالة الأغذية في العالم

مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية

يُستخدم مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية لقياس التغيّر الشهري في الأسعار الدولية لسلّة من السلع الغذائية الأساسية. وهو يتألّف من متوسط مؤشرات أسعار خمس مجموعات من السلع الأساسية مرجّحة بحصة كل مجموعة من المجموعات من الصادرات خلال الفترة 2014-2016. وتعرض المقالة المتخصصة التي نشرت في إصدار شهر يونيو/حزيران 2020 من "نشرة توقعات الأغذية، عملية مراجعة لفترة الأساس من أجل احتساب مؤشر أسعار الأغذية وتوسيع نطاق تغطيته للأسعار، وسيبدأ العمل بها اعتبارًا من يوليو/تموز 2020. وتتضمّن مقالة صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 معلومات أساسية فنية عن التركيبة السابقة لمؤشر أسعار الأغذية.

مواعيد الإصدار الشهرية لعام 2024 (مؤقت) : 5 يناير/كانون الأول، و2 فبراير/شباط، و8 مارس/آذار، و5 أبريل/نيسان، و3 مايو/أيار، و7 يونيو/حزيران، و5 يوليو/تموز، و2 أغسطس/آب، و6 سبتمبر/أيلول، و4 أكتوبر/تشرين الأول، و8 نوفمبر/تشرين الثاني، و6 ديسمبر/كانون الأول.

 


مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية يرتفع في مارس/آذار، بعد سبعة أشهر من التراجع، مدفوعًا بشكل رئيسي بارتفاع الأسعار العالمية للزيوت النباتية

 
تاريخ الإصدار:: 5 أبريل/نيسان  2024

 « بلغ مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية* 118.3 نقاط في مارس/آذار 2024، أي بارتفاع قدره 1.3 نقاط (1.1 في المائة) عن مستواه المُراجع في فبراير/شباط، حيث يعوّض الارتفاع في مؤشرات أسعار الزيوت النباتية والألبان واللحوم بشكل طفيف الانخفاض في مؤشري أسعار الحبوب والسكر.  ورغم الارتفاع الذي سجّله المؤشر في مارس/آذار عقب سبعة أشهر من التراجع، انخفض بمقدار 9.9 نقاط (7.7 في المائة) عن قيمته المسجّلة خلال العام الماضي.  

« وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 110.8 نقاط في مارس/آذار، أي بانخفاض قدره 3.0 نقاط (2.6 في المائة) عن مستواه في فبراير/شباط وهو أدنى بمقدار 27.7 نقاط (20.0 في المائة) من قيمته في مارس/آذار 2023.  وانخفضت أسعار الصادرات العالمية من القمح للشهر الثالث على التوالي في مارس/آذار، ويرجع السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى استمرار التنافس القوي على التصدير بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية. وأدّى إلغاء الصين لمشترياتها من القمح (من كلّ من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية) في ظلّ وفرة الإمدادات، إلى الضغط على الأسواق نحو الأسفل، بينما ساهمت أيضًا توقعات المحاصيل المواتية بالنسبة إلى حصاد عام 2024 في الاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية في انخفاض الأسعار. وفي المقابل، ارتفعت أسعار صادرات الذرة بشكل طفيف من شهر إلى آخر. وأدّى تزايد الاهتمام على صعيد الشراء، ولا سيما من الصين، في ظلّ الصعوبات اللوجستية في أوكرانيا وأماكن أخرى، إلى دعم أسعار الذرة، وإن قابلتها ضغوط موسمية في الأرجنتين والبرازيل حيث كانت عمليات الحصاد جارية. أما بالنسبة إلى الحبوب الخشنة الأخرى، فقد انخفضت الأسعار العالمية للشعير بينما ارتفعت أسعار الذرة الرفيعة في مارس/آذار. وسجّل مؤشر المنظمة لأسعار الأرزّ عمومًا تراجعًا بنسبة 1.7 في المائة في مارس/آذار، ما يعكس إلى حد كبير انخفاض الطلب العالمي على الواردات.

« وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 130.6 نقاط في مارس/آذار، أي بزيادة قدرها 9.7 نقاط (8.0 في المائة) مقارنةً بشهر فبراير/شباط، مسجّلًا بذلك أعلى معدل له خلال السنة. ويبيّن هذا التعافي الملحوظ ارتفاع أسعار زيوت النخيل والصويا ودوّار الشمس وبذور اللفت. فقد واصلت الأسعار الدولية لزيوت النخيل ارتفاعها في شهر مارس/آذار مدعومةً بالانخفاض الموسمي في الإنتاج في البلدان المنتجة الرئيسية بالتزامن مع الطلب المحلي القوي في جنوب شرق آسيا. وفي المقابل، انتعشت الأسعار العالمية لزيوت الصويا من أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، وذلك بشكل رئيسي بفعل الطلب القوي المستمر من قطاع الوقود الأحيائي، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل. وبالمثل، انتعشت أسعار زيوت دوّار الشمس وبذور اللفت في مارس/آذار في ظلّ ارتفاع الطلب العالمي على الواردات. وعلاوةً على ذلك، ساهم ارتفاع أسعار النفط الخام أيضًا في زيادة أسعار الزيوت النباتية.  

« وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 124.2 نقطة في مارس/آذار، بارتفاع قدره 3.5 نقاط (2.9 في المائة) عن مستواه في فبراير/شباط، مسجّلًا بذلك زيادة للشهر الثاني على التوالي وإن كان لا يزال أقلّ بمقدار 11.1 نقطة (8.2 في المائة) من مستواه المسجّل في الشهر نفسه من السنة الماضية. وفي مارس/آذار، سجّلت الأسعار العالمية للأجبان الارتفاع الأكبر، ما عكس الطلب الثابت على الواردات من آسيا، وارتفاع المبيعات الداخلية في أوروبا الغربية قبل عطلة الربيع، وانخفاض الإنتاج الموسمي في أوسيانيا. ورغم ضعف الطلب من آسيا، ارتفعت الأسعار العالمية للزبدة بشكل إضافي خلال مارس/آذار، ويرجع السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى الطلب الموسمي الكبير وانحسار المخزونات الأوروبية إلى حد ما. وفي المقابل، بعد خمسة أشهر من الارتفاع على نحو متتالٍ، انخفضت الأسعار الدولية للحليب المجفف الكامل الدسم في ظل تراجع الطلب العالمي على الواردات رغم الانخفاض الموسمي للإنتاج في أوسيانيا. كما انخفضت أسعار الحليب المجفف الخالي من الدسم مع بقاء الأسواق على حالها وتراجع الطلب على الإمدادات الآنية.

« وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم* 113.0 نقطة في مارس/آذار، أي بارتفاع قدره 1.9 نقاط (1.7 في المائة) عمّا كان عليه في شهر فبراير/شباط، مسجّلًا بذلك ارتفاعًا للشهر الثاني على التوالي. وعند هذا المستوى، كان المؤشر أدنى بمقدار 1.7 نقاط (1.5 في المائة) فقط ممّا كان عليه في الفترة نفسها من السنة الماضية. وارتفعت الأسعار الدولية للحوم الدواجن في مارس/آذار، مدعومةً باستمرار الطلب الثابت على الواردات من البلدان المستوردة الرئيسية، رغم وفرة الإمدادات التي دعمها في الغالب تقلّص حالات تفشي إنفلونزا الطيور في البلدان المنتجة الرئيسية. وارتفعت كذلك أسعار لحوم الخنزير، ما يظهر بشكل رئيسي ارتفاع الطلب الداخلي قبل عطلة عيد الفصح، رغم تزايد الإمدادات خاصة في أوروبا الغربية. وواصلت الأسعار العالمية للحوم الأبقار ارتفاعها في مارس/آذار، ويعزى السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى تزايد عمليات الشراء من البلدان المستوردة الرئيسية. وفي المقابل، انخفضت الأسعار الدولية للحوم الغنم للشهر الثاني على التوالي، مدفوعةً بشكل رئيسي بوفرة الإمدادات التي تجاوزت المستويات الموسمية، ولا سيما من أستراليا. 

« وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 133.1 نقطة في مارس/آذار، أي بتراجع قدره 7.6 نقاط (5.4 في المائة) عن مستواه في فبراير/شباط، بعد شهرين متتاليين من الارتفاع، وإن كان لا يزال أعلى بمقدار 6.1 نقطة (4.8 في المائة) من قيمته المسجّلة خلال العام الماضي. وكان الانخفاض في الأسعار الدولية للسكر في مارس/آذار مدفوعًا بشكل رئيسي بمراجعة التوقعات إلى الأعلى في حجم إنتاج السكر للموسم 2023/2024 في الهند وتحسن وتيرة حصاد السكر في تايلند في المرحلة الأخيرة من الموسم. كما أثّرت الصادرات الكبرى من البرازيل على الأسعار العالمية للسكر. غير أنّ الشواغل المستمرة إزاء المحاصيل في البرازيل التي تأثّرت سلبًا بفعل استمرار الأحوال المناخية الجافة، ظلّت تفاقم الاتجاهات الموسمية وتحدّ من انخفاض الأسعار. وبالمثل، ساهم ارتفاع الأسعار العالمية للنفط الخام في احتواء تراجع الأسعار العالمية للسكر.


* خلافاً لسائر مجموعات السلع، لا تكون معظم الأسعار المستخدمة في حساب مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم متاحة في الوقت الذي يُحسَب ويُنشَر فيه مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، وبالتالي تُشتَق قيمة مؤشر أسعار اللحوم للأشهر الأخيرة من خليط من الأسعار المتوقَّعة والملحوظة. ويمكن أن يتطلَّب ذلك في بعض الأحيان تعديلات كبيرة في القيمة النهائية لمؤشر المنظمة لأسعار اللحوم، ويمكن أن يؤثّر ذلك بدوره على قيمة مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء.