الصفحة السابقة بيان المحتويات الصفحة التالية

الفصل السادس
تقييم البرنامج 2-2-2 (معلومات الأغذية والزراعة)
النشاطات ذات الصلة بالإحصاءات الزراعية
في سياق قاعدة البيانات الإحصائية في المنظمة (25)


أولا- مقدمة

272- يشكل عمل المنظمة في مجال جمع ونشر المعلومات الإحصائية عن الأغذية والزراعة عنصرا أساسيا من عناصر اختصاصات المنظمة: إذ تطلب المادة الأولى من الدستور من المنظمة المعلومات ذات الصلة بالتغذية والأغذية والزراعة وتحللها وتفسرها وتنشرها.

273- ويتسم النظام الإحصائي الذي أنشأته المنظمة وتحافظ عليه بالطابع العالمي استنادا إلى البيانات الإحصائية القطرية المقدمة من البلدان الأعضاء فضلا عن البيانات المستمدة من المصادر الأخرى بما في ذلك الجامعات والصناعة وغير ذلك من المنظمات الدولية. فالمنظمات الأخرى والحكومات والشركات التجارية وروابط المزارعين ومؤسسات البحوث تحتاج كلها إلى معلومات يعتمد عليها وحسنة التوقيت وحديثة وملائمة لاستخدامها كأساس لعملية صنع القرار الرشيد.

274- وهناك عدد من القضايا يؤثر في جودة النشاطات الإحصائية التي تضطلع بها المنظمة ويحدث ذلك في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على المعلومات الجديدة أو الإضافية وتحليلها استجابة للشواغل الدولية الناشئة. وعلاوة على ذلك، فإن قاعدة البيانات الإحصائية الأساسية في المنظمة، وهي قاعدة البيانات المؤسسية للبيانات الإحصائية الموضوعية، تضررت بفعل عدد من المشكلات الفنية والمتعلقة بجودة البيانات. وقد أثرت التغييرات في سياسات المنظمة المتعلقة بإدارة المعلومات ونشرها في عمليات وحدات الإحصاء "التقليدية" وإلى حد ما في مخصصات الموارد الخاصة بها.

275- وقد أجري الاستعراض الحالي في شكل دراسة نظرية أجرتها إدارة التقييم في المنظمة بمساعدة خدمات استشارية خارجية لفترات قصيرة. والهدف من هذا الاستعراض هو إجراء تقييم للنشاطات الإحصائية في المنظمة ولاسيما لتقييم الفائدة الشاملة لهذه النشاطات وأدائها في تلبية احتياجات المستخدمين من البيانات الإحصائية الموثوق بها، وتحديد القضايا الرئيسية والدروس المستفادة. ويهدف هذا الاستعراض ضمن جملة أمور إلى المساهمة في المشاورات الجارية داخل المنظمة بشأن الحلول الملائمة والالتزامات طويلة الأجـل ذات الصلـة بقاعـدة البيانـات الإحصائية المؤسسية الموضوعية في المنظمة.

ثانيا- عرض عام للأعمال الإحصائية التي تضطلع بها المنظمة

276- تتألف قاعـدة البيانات الإحصائية لدى المنظمة من بيانات عن 800 سلعة زراعية و250 منتجا من المنتجات السمكية والحرجية تغطي 230 بلداً ومنطقة بما في ذلك تجميعها على المستوى الإقليمي وشبه الإقليمي. ويغطي النظام بيانات سلاسل زمنية عن السكان والإنتاج الزراعي والسمكي والحرجي (الموارد الزراعية والمدخلات، والمخرجات الإنتاجية، والتجارة الخارجية، والاستخدام، والموازين السلعية والأسعار)، وتدفقات التجارة (المحاصيل، والثروة الحيوانية، والمنتجات السمكية والحرجية الأولية والمستخلصة، والمدخلات، والآلات الزراعية) وقواعد بيانات أخرى عن موضوعات منتقاة مثل التعدادات الزراعية والحسابات الاقتصادية والمعونات الإنمائية. كما أنها تشتمل على تجميعات، ومؤشرات استخلصتها المنظمة للأغراض التحليلية. ويتم الاحتفاظ بمجموعات البيانات الإحصائية الرئيسية في قاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية في المنظمة كجزء من المركز العالمي للمعلومات الزراعية.

277- وتقع المسؤولية الأولى عن الإحصاءات، داخل المنظمة، على عاتق قسم الإحصاء الذي يقوم بتجميع وتحليل ونشر البيانات الإحصائية عن الأغذية والزراعة في العالم ويوفر المشورة والمساعدة للبلدان الأعضاء، ويشرف على خبراء الإحصاء في المكاتب الإقليمية ودون الإقليمية الخاصة بالمنظمة. أما بالنسبة لقطاعي مصايد الأسماك والغابات، فإن الأعمال الإحصائية تتولاها بصورة منفصلة وحدتان صغيرتان في مصلحتي مصايد الأسماك والغابات هما وحدة المعلومات والبيانات والإحصاءات السمكية، وفرع التخطيط والإحصاءات الحرجية، ويؤدي كلاهما وظائف مماثلة لتلك التي يضطلع بها قسم الإحصاء في القطاع التابع له. ويتضمن الجدول الأول الجوانب الرئيسية لهذه الوحدات الثلاث.

الجدول 1 - البرامج والوحدات الرئيسية المسؤولة عن النشاطات الإحصائية (26)

البرامج/الكيانات البرامجية مجالات العمل الرئيسية الوحدة الموظفون
(الوظائف) الفنية/
الخدمات العامة
البرنامج 2-2-2
الكيان البرامجي 2-2-2-P-1 (إحصاءات الموارد الزراعية والمدخلات والدخل بما في ذلك جوانب المساواة بين الجنسين) يحلل الإحصاءات الاقتصادية والزراعية والبيانات السكانية ويصنف ويقيّم وينشر الإحصاءات عن المدخلات الزراعية واستخدامات الأراضي والأسعار الزراعية ويستخلص المخرجات الزراعية ومعدلات نقص الأغذية ومؤشرات الإنتاجية ويتولى المسؤولية عن القضايا الإحصائية البيئية. قسم الإحصاء إدارة تحليل الإحصاءات الخدمات العامة 7
الكيان البرامجي 2-2-2-P-2 (إحصاءات الإنتاج الزراعي والتجارة وموازين الأغذية) الإحصاءات المتعلقة بالإنتاج والتجارة والإمدادات المحلية وحسابات الاستخدام الخاصة بالمحاصيل والمنتجات الحيوانية وتوافر الأغذية وغير ذلك من الإحصاءات المستخلصة وإجراء تقييم تحليلي لهذه الإحصاءات والمحافظة عليها ونشرها، ونشر البيانات الشرحية ومؤشرات جودة البيانات فرع البيانات الأساسية الوظائف الفنية 11/ الخدمات العامة 20
الكيان البرامجي 2-2-2-P-3 (تطوير الإحصاءات الزراعية) والكيان البرامجي 2-2-2-A-2 (المبادرة المشتركة بين المنظمة والبنك الدولي ووزارة الزراعية الأمريكية الخاصة بالإحصاءات الزراعية في أفريقيا - المرحلة الأولى)
الكيان البرامجي 2-2-2-S-1 (الدعم الفني للدول الأعضاء والبرامج الميدانية
تطوير وتحسين النظم القطرية لإحصاءات الأغذية والزراعة وتعزيز عمليات تقييم وتطبيق ونشر المنهجيات الملائمة وخاصة بالنسبة للتعدادات والمسوحات الزراعية بما في ذلك التدريب والحلقات الدراسية وغير ذلك من الاجتماعات الفنية وتيسير جمع ونشر البيانات في المجالات ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية الخاصة، توفير الدعم الفني لصياغة المشروعات ومساندتها. إدارة وتطوير الإحصاءات الوظائف الفنية/ الخدمات العامة 3
البرنامج 2-3-1

الكيان البرامجي 2-3-1-P-1 (توفير المعلومات والإحصاءات السمكية)
الكيان البرامجي 2-3-1-S-1 (تقديم المشورة والدعم الفني للدول الأعضاء وأجهزة المصايد الإقليمية
يجمع ويقيّم بصورة تحليلية الإحصاءات المتعلقة بالإنتاج السمكي من المصايد الطبيعية وتربية الأحياء المائية وإنتاج وتجارة السلع السمكية واستهلاك الأسماك وأساطيل الصيد وفرص العمل في المصايد ويحافظ عليها وينشرها ويرصدها ويحللها ويتولى تدريب ووضع المنهجيات والأدوات (مثل ARTFISH) والخطوط التوجيهية والمراجع فضلا عن المشروعات الميدانية وحدة المعلومات والبيانات والإحصاءات السمكية الوظائف الفنية 5.5/ الخدمات العامة 8
البرنامج 2-4-3

الكيان البرامجي 2-4-3-P-1 (إحصاءات المنتجات الحرجية وإنتاجها وتجارتها
جمع وتجهيز وتحليل ونشر الإحصاءات القطرية والإقليمية والدولية المتعلقة بالغابات والموارد الصناعية الحرجية والإنتاج والتجارة وغير ذلك من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الهامة، ويوفر المشورة الفنية والدعم بشأن برامج الغابات القطرية والتدريب وإنتاج المنهجيات والأدوات والخطوط التوجيهية والمراجع ويدعم المشروعات الميدانية. فرع التخطيط والإحصاءات الحرجية الوظيفة الفنية 1.5/ الخدمات العامة 7

279- يتكون الهدف الشامل للأعمال الإحصائية، أساسا، من شطرين: (1) تزويد المستخدمين داخل المنظمة وخارجها بمعلومات إحصائية حسنة التوقيت، ويعتمد عليها وقابلة للمقارنة لدعم عملية رصد وتحليل أوضاع الأغذية والزراعة (بما في ذلك مصايد الأسماك والغابات) والقضايا ذات الصلة؛ (2) تعزيز قدرات حكومات البلدان على وضع واستخدام النظم الإحصائية. وتغطي هذه الأهداف أربع وظائف رئيسية ترد فيما يلي:

280- ويبين الجدول الثاني موارد البرنامج العام (الميزانية والمصروفات) بشأن البرامج الإحصائية الرئيسية منذ عام 1996 وحتى عام 2001. ولا تتوافق الأرقام بصورة دقيقة دائما نتيجة للتغيرات في هيكل البرامج.

281- وقد انخفضت الموارد من الموظفين في قسم الإحصاء بدرجة كبيرة نتيجة للاقتطاعات في الموارد، ونقل الوظائف إلى الوحدات الأخرى. وقد حدثت معظم الخسائر في موظفي قسم الإحصاء نتيجة لتقاعد الموظفين دون إحلال من يحل مكانهم في حين تم تحويل العديد من الوظائف إلى الوحدات الأخرى وكان معظمها نتيجة لإنشاء المركز العالمي للمعلومات الزراعية. وتتمثل إحدى النتائج المباشرة لهذا الوضع في توقف نشرة إحصاءات أسعار المنتجين في عام 1998 (تشير معظم بيانات الأسعار الأخيرة في قاعدة البيانات الإحصائية إلى عام 1995).

البرامج الفرعية/الكيانات البرامجية1996-19971998-19992000-2001
@nbsp;الميزانيةالمصروفاتالميزانيةالمصروفاتالميزانيةالمصروفات
2-2-2-1 (التحليل الإحصائي والبيانات الأساسية)، 2-2-2-P-1/P-2891 8958 8111 8344 8599 8753 7
2-2-2-2 (تطوير الإحصاءات 2-2-2-A-2/P-3/S-1602 4443 4624 3334 3521 3303 3
2-2-2-3 (المركز العالمي للمعلومات الزراعية/قاعدة البيانات الإحصائية)؛ 2-2-2-P-6 041 2253 2647 1485 1227 1017 1
مجموع 2-2-2534 15645 15382 13163 13347 13073 12
2-3-1-2 (البيانات والإحصاءات السمكيـــــــة) 2-3-1-P-1507 3181 4809 3245 4598 3533 3
2-4-3-2 (الإحصاءات السمكيـة وتحليــل القطـــاع) 2-4-3-P-3199 1426 1480 1539 1000 1860
المجموع الخاص بالإحصاء240 20261 21671 18947 18945 18466 16

282- وخلال الفترة قيد الاستعراض، كان البرنامج الميداني للإحصاء يتكون من 99 مشروعا بقيمة إجمالية قدرها 44.0 مليون دولار. وكان قسم الإحصاء يتقدم الوحدات الأخرى سواء من حيث عدد المشروعات الميدانية (76 من 99 مشروعا) أو حجم الميزانية (74 في المائة). وكانت مشروعات وحدة المعلومات والبيانات والإحصاءات السمكية البالغ عددها 15 مشروعا تشكل 9 في المائة من الموارد، وكانت مشروعات التخطيط والإحصاءات الحرجية الثمانية تشكل 17 في المائة من هذه الموارد. ومن الناحية الجغرافية، حصلت مشروعات إقليم أفريقيا البالغ عددها 46 على الجزء الأكبر من الموارد أي 41 في المائة (كانت حصة المشروعات السمكية تعادل 46 في المائة، ومشروعات قسم الإحصاء 43 في المائة ومشروعات الحرجية 31 في المائة). وحصلت مشروعات آسيا البالغ عددها 23 على 29 في المائة من الموارد، وحصل مشروع أوروبا الوحيد (في قطاع الغابات) على 6 في المائة، وحصلت مشروعات أمريكا اللاتينية البالغ عددها 15 على 8 في المائة، وحصلت مشروعات الشرق الأدنى البالغ عددها 10 على 10 في المائة، وحصلت أربعة مشروعات أقاليمية على 5 في المائة من الموارد.

283- ومن حيث عدد المشروعات ومصادر التمويل، قام برنامج التعاون الفني بتمويل أكبر عدد من المشروعات (64 من المجموع البالغ 99) وإن كانت المشروعات الـ‍ 16 الممولة من برنامج التعاون مع الحكومات/حسابات الأمانة قد حصلت على جزء أكبر من حجم الميزانية (56 في المائة مقابل 29 في المائة من برنامج التعاون الفني) وحصلت مشروعات حسابات الأمانة المنفردة البالغ عددها 11 مشروعا على 11 في المائة من الموارد ومشروعات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الثمانية (كلها في أفريقيا) على 4 في المائة.

ثالثا- الاستنتاجات والتوصيات

عام

284- تعتمد أعمال الدعوة ودعم صنع القرار والأعمال في مجال السياسات التي تضطلع بها المنظمة على توافر البيانات الموثوق بها وذات الصلة. فالإحصاءات لا غنى عنها لاستعراض ورصد التقدم الذي تحرزه الدول من خلال بعض الوثائق مثل حالة الأغذية والزراعة وحالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم، وحالة الغابات في العالم، وحالة انعدام الأمن الغذائي في العالم. كذلك فإن أهداف والتزامات مؤتمر القمة العالمي للأغذية في حاجة إلى تحقق من خلال الإحصاءات. كما أن المبادرات الأخيرة التي تهدف إلى تعزيز سياسات مكافحة الجوع مثل نظام معلومات انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة بحاجة إلى إحصاءات لتحديد مواقع السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية وتحديد أعدادهم.

285- يبدو بصفة عامة أن الأجهزة الرياسية في المنظمة تميل إلى إسناد الأولوية للنشاطات الإحصائية. ومع ذلك فإن الانخفاض الشديد، في سياق قيود الميزانية الشاملة، في موارد البرنامج العادي يعتبر قضية رئيسية بالنسبة للوحدات الثلاث العاملة في مجال الإحصاءات. وتتطلب استجابة هذه الوحدات توليفة من التحسينات في الفعالية التكاليفية لترتيبات عملها، وتحقيق التكامل والتنسيق الأفضل بين الوحدات المعنية، ووضع رؤية استراتيجية تتم في سياقها تحديد بضعة نشاطات تحظى بالأولوية وحتى يمكن تركيز الموارد المحدودة. وسوف ينطوي ذلك على اتخاذ بعض القرارات الصعبة.

286- فبالنسبة لقسم الإحصاء، تزامن الطلب على البيانات الأكثر والأفضل مع الانخفاض في مستويات الموارد، هو أمر لم يمكن تعويض تأثيراته إلا بصورة جزئية من خلال تفويض وحدات أخرى ببعض المهام (تتعلق أساسا بنشر المعلومات). وثمة عنصر هام في مجموعات البيانات لدى المنظمة - أسعار المنتجين الزراعيين - لم يتم تحديثه منذ عام 1998. والواقع أن إعادة تنشيط مجموعات البيانات التي عفا عليها الزمن ليس بالأمر السهل عموما نتيجة لفقد العلاقات المباشرة مع الخدمات الفنية في البلدان الأعضاء ووجود نقص في ذاكرة قسم الإحصاء بشأن تدقيق وتنسيب البيانات المفقودة كما أن الثغرة في السلاسل الزمنية طويلة بشكل لا يمكن معها وضع تقديرات لها. ونظرا لوضع الموارد الحالية في قسم الإحصاء، فإن من المستبعد أن تتمكن الإدارة المعنية وهي (إدارة تحليل الإحصاءات) من تجهيز مجموعات البيانات السعرية المختلفة مثل الأسعار الشهرية وأسعار الجملة وغير ذلك.

287- لقد أدركت وحدات الإحصاء ذاتها الحاجة إلى تحسين تغطية الخدمات الإحصائية، وتقوم بمعالجة هذه الحاجة بدرجات متفاوتة من الفعالية. وعموما أخذت الخدمات الإحصائية في المنظمة تنتقل، بناء على احتياجات مستخدمي البيانات، من مجرد إعداد التقارير عن الإحصاءات البسيطة إلى إعداد التقارير عن الإحصاءات والمؤشرات ذات القيمة المضافة - حيث أخذ النطاق والتغطية في الاتساع من الإحصاءات المادية (الإنتاج والتجارة والمدخلات) إلى الإحصاءات الاقتصادية (الأسعار والدخل، والتوزيع بحسب الجنس، والبيئة). وقد تحسنت المعلومات المقدمة للمستخدمين من خلال توفير البيانات الشرحية وإدخال مشروع مجلس النشرة الزراعية بشأن جمع البيانات ونشرها وجودة الإحصاءات، ولقد أصبح من الممكن النفاذ إلى إحصاءات المنظمة على نطاق واسع من خلال شبكة الانترنت وأضيفت قيمة أخرى من خلال توفير المعلومات الأساسية (مثل البيانات الشرحية). كما تقوم وحدة المعلومات والبيانات والإحصاءات السمكية بإنشاء نظام عالمي شامل للمعلومات عن مصايد الأسماك، ويجري التخطيط للارتقاء بقاعدة البيانات المؤسسية من خلال المرحلة الثانية لهذه القاعدة التي يتوقع أن تحسن من إمكانية الوصول إلى إحصاءات المنظمة بطريقة مواتية للمستخدمين. وثمة جانب مثير للقلق في هذا المجال يتمثل في العدد الكبير من المكاتب الإحصائية في البلدان النامية الذي لا يمتلك قدرات كافية أولا يمتلك أية قدرات على الإطلاق على الوصول إلى شبكة الانترنت.

288- وتبين الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2004 - 2009 اعتزام المنظمة معالجة جوانب القصور في نظام قاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية الحالية (حيث من المقرر بدء المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية عام 2005) وتحسين التحليل المتعلق بعملها في مجال الإحصاءات: ويتوقع أن يوفر الكيان البرامجي 2-2-2-P-1 (إحصاءات الموارد الزراعية والدخل) البيانات الإحصائية المتعلقة بالسكان واليد العاملة والأسعار والدخل وغير ذلك من المتغيرات الاجتماعية-الاقتصادية. غير أن ذلك يثير الشكوك بشأن مدى توافر الموارد الإضافية اللازمة ولاسيما للمرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية. كذلك فإن من المتوخى أن ينتهي العمل من الكيان البرامجي 2-2-2-A-2 (المبادرة المشتركة بين المنظمة والبنك الدولي ووزارة الزراعة الأمريكية بشأن الإحصاءات الزراعية في أفريقيا) في الفترة المالية 2004 - 2005 على أن يخلفه المشروع الفني 2-2-2-A-6 ابتداء من عام 2006، وبقي عنصر بناء القدرات الإحصائية القطرية في صورة نقطة ثانوية نسبيا في الكيان البرامجي 2-2-2-P-3 (تطوير الإحصاءات الزراعية). ومن بين الأقاليم التي جرى تحديدها في السابق على أنها من الأقاليم الحافلة بالمشكلات (مثل الشرق الأدنى والبلدان التي تمر بمرحلة تحول أو البلدان النامية التي تعاني من نقص الموارد) لم تحصل سوى أفريقيا على مساعدات محددة.

الالتزام الدولي بجودة الإحصاءات

289- تعتمد قيمة الإحصاءات العالمية التي تعدها المنظمة في نهاية المطاف على قدرة النظم الإحصائية القطرية على الوصول و/أو الاحتفاظ بمعايير إحصائية مقبولة، إلاّ أن هناك مشكلات بشأن جودة البيانات في كثير من البلدان والأقاليم. إذ أن توفير البيانات والتقييمات الكافية ينطوي على أكبر قدر من المشكلات في أقل البلدان نموا التي تعاني من عدم كفاية الموارد المالية والفنية. وقد لاحظت هيئة الإحصاءات الزراعة في أفريقيا عام 2001 أن استمرار معوقات التمويل التي تعاني منها معظم البلدان الأفريقية حيث أصبح التمويل الحكومي الضخم استثناء وليس قاعدة، واستمرار عمليات تحليل بيانات التعدادات الزراعية تتعرض للمعوقات نتيجة لنقص الموظفين المدربين الكافيين واتجاه الجهات المتبرعة، التي تشعر بعدم الرضا على منظمات الإحصاء القطرية، إلى تقديم دعم متزايد لنشاطات جمع البيانات غير المنسقة التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية خارج النظام الرسمي.

290- ويتخذ عدم كفاية الإبلاغ عن البيانات من جانب البلدان الكثير من الأشكال: فالتقديرات المتضخمة التي تقدمها البلدان المنتجة الرئيسية تهدد مصداقية إحصاءات الإنتاج التي تصدرها المنظمة وتشوه التجميعات العالمية والإقليمية (مثلما الحال في الإحصاءات السمكية)، وتحد بيانات الإنتاج الأقل من مستواها الحقيقي أو غير الكاملة بشأن الزراعة وصيد الأسماك على النطاق الصغير والمعيشية (فضلا عن استخدام المنتجات الحرجية بواسطة المجتمعات المحلية) من أهمية هذه القطاعات، وتؤدي إلى نقص اهتمامها بها في عملية صنع السياسات. كما أن التأخير في الإبلاغ يقلل من قيمة البيانات لدى المستخدمين. وتبلغ بعض البلدان عن الأرقام الخاصة بها بطرق لا تتوافق مع الخطوط التوجيهية والتوصيات التي أعدتها المنظمة بشأن المفاهيم والتعاريف وتغطية البيانات. وتطبق هذه البلدان عوامل تحويل ومعدلات استخلاص غير دقيقة ومعلومات فرعية مماثلة، وتسند عوامل تغذوية مشكوك فيها للسلع وتقدم أرقاما مشكوك فيها بشأن استخدام المحاصيل المختلفة كأعلاف، وفي الأغراض الصناعية والهدر.

291- وقد اعتادت المنظمة أن تقدم الدعم لإقامة قدرات إجراء المسح داخل البلدان ولاسيما تطوير قدرات إجراء التعدادات التي تهدف إلى الإبلاغ عن بيانات على درجة عالية من الدقة مع التقليل من التركيز على التوقيت. وخلال الفترة قيد الاستعراض، قدمت المساعدة من خلال أعمال البرنامج العادي والمشروعات الميدانيةّ إلاّ أن الكثير من البلدان لم يتمكن من المحافظة على قدرات إحصائية كافية أو إقامة هذه القدرات. وفي نفس الوقت، فإن زيادة الطلب على البيانات الآنية لم تقترن بقبول احتمال انخفاض مصداقية هذه البيانات ويفرض ذلك الآن معضلة أمام الوحدات الإحصائية التي تعاني من نقص الموارد.

292- وقدم دعم محدود للبلدان من خلال البرامج الميدانية. وقد ركزت المشروعات عموما التي قدمت لها الدعم إدارة تطوير الإحصاءات، ووحدة المعلومات والبيانات والإحصاءات السمكية، وفرع التخطيط والإحصاءات الحرجية، خلال الفترة قيد الاستعراض، على التعدادات والمسوحات الزراعية، والنظم الجارية للإحصاءات الزراعية (تعزيز القدرات المؤسسية والفنية لنظم الإحصاء القطرية) والإحصاءات الزراعية لأغراض الأمن الغذائي ونظم الإعلام والإنذار المبكر، وتجهيز البيانات الإحصائية، وتطوير قواعد البيانات الإحصائية، وشملت النهج المستخدمة عادة وضع و/أو إدخال منهجيات محسنة وموحدة لجمع البيانات وتجهيزها وتحليلها ونشرها وتبادلها، وتوفير المعدات والإمدادات اللازمة (معظمها أجهزة حواسيب وبرمجيات) فضلا عن المساعدة الفنية وتدريب الموظفين (بما في ذلك حلقات العمل والجولات الدراسية وغير ذلك).

293- وتشير تقارير التقييم والاستعراضات النظرية إلى أن معظم المشروعات أسهم بدرجة كبيرة في تعزيز القدرات المؤسسية والفنية لإدارات الإحصاء القطرية. ويعتبر الدعم الذي تقدمه المنظمة (بتمويل من إيطاليا) لمراكز إحصاءات الأغذية والزراعة في الصين من أنجح الأمثلة في هذا المجال، وتشمل الأمثلة الأخرى تقديم الدعم للتعداد الزراعي في توجو، وبرنامج الشراكة بين المنظمة والمجموعة الأوروبية بشأن الإحصاءات الحرجية، والدعم الذي تموله اليابان للإحصاءات الزراعية السمكية في آسيا والمحيط الهادي (بالتعاون مع المعونة الثنائية اليابانية الموازية). غير أن استدامة النتائج التي حققتها هذه المساعدات ما زالت، مع بعض الاستثناءات القليلة، تشكل قضية رئيسية. وتشير النتائج المتكررة إلى أن زيادة الموارد البشرية تعتبر ضرورية لتعزيز قدرات المكاتب الإحصائية، وان من المستحسن استمرار المساعدات خلال مرحلة المتابعة. وفي هذا الصدد، فإن مما يدعو إلى القلق أن الكثير من المساعدات الفنية في مجال تطوير الإحصاءات اعتمد على مشروعات برنامج التعاون الفني التي تتسم بمحدودية الموارد والفترات الزمنية.

294- وعلى الرغم من أن تحسين القدرات الإحصائية القطرية يعتبر هدفا طويل الأجل، فإن على المنظمة أن تنظر في استخدام نهج عملي أقصر مدى مثل خفض أعباء إعداد التقارير من على كاهل البلدان (من خلال موافقة الوكالات على استمارات إبلاغ مشتركة)؛ وتيسير تحسين عمليات جمع البيانات الحالية في البلدان مما قد يتطلب زيادة التعاون فيما بين وحدات المنظمة بما في ذلك خبراء الإحصاء الإقليميين والعناصر الفاعلة القطرية العاملة في النشاطات الإحصائية.

التوصيات

295- كان هناك نقص، خلال العقد الماضي، في إدراك الأهمية الاستراتيجية لنظم الإحصاءات القطرية. ويبدو أن هذا الوضع قد تغير في السنوات الأخيرة مع تزايد ادراك المجتمع الدولي لهذه المشكلة. ونظرا لأن جودة البيانات وعمليات الابلاغ المحسنة يعدان عنصرا حاسما في وضع الاستراتيجيات الفعالة لتحقيق الأمن الغذائي، والتخفيف من وطأة الفقر، يوصي بأن ترصد المنظمة موارد كافية لنشاطاتها الإحصائية، وان تعزز دورها في الدعوة لتعبئة الدعم الدولي للقدرات الإحصائية القطرية. ويتعين على وجه الخصوص، بذل جهود أكثر تنسيقا لاجتذاب موارد من خارج الميزانية في إطار برامج الشراكة الجديدة مع الجهات المتبرعة لدعم النشاطات الإحصائية ذات الأولوية، والتي تتسم بالطابع المعياري وخاصة تلك الموجهة إلى الأمن الغذائي والتخفيف من وطأة الفقر. كما يتعين أن تعمل المنظمة مع شركائها لضمان تعزيز التعهدات الدولية التي تنص على رصد التقدم بتوفير الموارد الكافية للبلدان لإعداد وإبلاغ المعلومات اللازمة، بما في ذلك تقديم الدعم لبناء القدرات لهذا الغرض.

296- ونظرا لتدهور حالة إحصاءات الأغذية والزراعة في الكثير من البلدان، يوصى بأن تستكشف المنظمة العديد من التدابير اللازمة لتقديم الدعم لهذه البلدان لتحسين قدراتها الإحصائية، وان تتخذ المنظمة هذه التدابير.

تدعيم العلاقات مع البلدان الأعضاء

297- تؤكد الردود التي وصلت على الاستبيان الذي عُمم على جميع البلدان الأعضاء الأهمية التي تسندها هذه البلدان للنشاطات الإحصائية. غير أن الانخفاض النسبي في معدل الرد على الاستبيان (62 بلداً، نحو 30 في المائة من تلك التي أرسل لها الاستبيان) يبيّن أن هناك مشكلة، ألا وهي أنه يبدو أن الاتصال بين المنظمة والبلدان الأعضاء في مجال الإحصاءات معقد وبطيء. كما أن شكاوى قسم الإحصاء من عدم إبلاغ البلدان عن الإحصاءات تعكس هذا الأمر.

298- وينظر عموما إلى التفاعل بين المنظمة والوحدات الإحصائية القطرية على انه مرض (بين 50 و61 في المائة من الردود في هذا المجال)، ويتعلق أعلى رقم للردود غير المرضية (25 في المائة) "بآليات الدعم والارشاد لتقديم المساعدة لنشاطات تطوير الإحصاءات". وتشير التعليقات المختلفة إلى نقص المعلومات المرتدة و/أو الاتصال المباشر مع الوحدة الإحصائية المعنية، وإلى افتقار المنظمة إلى متابعة تدخلاتها السابقة. وفيما يتعلق بالتحسينات الممكن إدخالها على النشاطات الإحصائية للمنظمة، أشار العديد من الردود الخاصة إلى تغطية مجالات بيانات إضافية (يتعلق معظمها بتكاليف الإنتاج وبيانات الأسعار، فضلا عن تلك المتعلقة بالبيانات الخاصة بالمنتجات النوعية وقضايا استخدام الأراضي وغير ذلك). وطلب الكثير من البلدان التي تعاني من نقص مرافق تكنولوجيا المعلومات مساعدات بأجهزة الحاسوب والنفاذ إلى شبكة الانترنت، فضلا عن الاتصال المباشر مع قسم الإحصاء.

299- وتشير الردود على الاستبيان إلى أن الحكومات تقدر بصورة خاصة الجوانب التالية في الإحصاءات التي تصدرها المنظمة: الجودة التقنية (44 في المائة تصنف هذا الجانب على أنه قوي) ومحايدة (39 في المائة) ومفيدة (38 في المائة). ووصفت المنظمة بصورة اجماعية تقريبا بأنها مصدر للإحصاءات الزراعية يفوق المنظمات الأخرى، وان كان ذلك مع بعض الاستثناءات المتعلقة بالتجارة والسكان. غير أنه نظرا إلى بعض الجوانب الأخرى على أنها غير مرضية ومن بينها التوقيت (23 في المائة من المجيبين) واكتمال التغطية (14 في المائة)، والدقة (13 في المائة).

300- وفيما يتعلق بترتيب أولويات أشكال المساعدة التي تقدمها المنظمة، فإن هناك اتجاها واضحا إلى تفضيل الدعم الذي يقدم للمشروعات الميدانية الرامية إلى بناء القدرات، في حين أعرب عن التقدير للدعم الذي يقدمه البرنامج العادي لحلقات العمل والحلقات الدراسية إلاّ انه لا ينظر إليه دائما على أنه يلبي الاحتياجات النوعية للمجيبين (لكثير من نشاطات البرنامج العادي تركيز إقليمي أكثر من قطري).

301- وكما أشير أعلاه، فقد تمكنت المنظمة، من خلال المساعدات المقدمة للمشروعات، وأعمال البرنامج العادي وترتيبات الشراكة مثل المبادرة الإحصائية المشتركة بين المنظمة والبنك الدولي ووزارة الزراعة الأمريكية، من تقديم المساعدة للعديد من البلدان إلاّ أن حضورها الإقليمي، بصفة عامة، من حيث الإحصاءات الزراعية (والسمكية والحرجية) كان متفرقا. فبعض الوظائف الأربع الخاصة بالموظفين الإحصائيين على المستوى الإقليمي ودون الإقليمي مازال شاغرا أو أنه شاغر منذ فترات طويلة. وعلى وجه الخصوص تكاد تكون البلدان في إقليم الشرق الأدنى ورابطة الدول المستقلة وشرق أوروبا غير مشمولة بنشاطات المساعدات في مجال الإحصاءات. ولم ينفذ بعد العديد من اقتراحات انشاء وظائف إقليمية جديدة (لقسم الإحصاء في إقليم الشرق الأدنى ولمصايد الأسماك في إقليم آسيا والمحيط الهادي) وذلك نتيجة لقيود الموارد. وتؤثر هذه القيود في القدرة على استحداث طرق وتقنيات جديدة للاستخدام في نظم الإحصاء القطرية، فضلا عن توفير الدعم المباشر للبلدان الأعضاء.

302- وتجدر الملاحظة بأن بناء القدرات الإحصائية في البلدان النامية ينطوي على فوائد متبادلة، ففي حالة فرع البيانات الأساسية وإدارة تحليل الإحصاءات، ساعدت زيادة المشاركة في حلقات العمل التدريبية والمساعدات المباشرة للبلدان في إقامة علاقات شخصية مع النظراء في وحدات الإحصاء القطرية. ويعزى التحسن الذي حدث مؤخرا في الابلاغ عن الإحصاءات من جانب البلدان الأفريقية إلى هذا الأمر.

التوصيات

303- على العكس من خبراء الإحصاء في قطاعي المصايد والغابات، لا يقيم قسم الإحصاء أية صلات فعالة على المستوى العالمي مع البلدان الأعضاء، باستثناء من خلال الاجتماعات التي ترتب بصورة مشتركة من آن لآخر بواسطة اللجنة الاقتصادية لأوروبا ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمجموعة الأوروبية والمنظمة. ولذا يوصى، بإقامة منتدى عالمي للاتصالات المؤسسية مع الخبراء من البلدان الأعضاء، فضلا عن الاجتماعات الإقليمية المعنية بالإحصاء. وسيكون لذلك عدد من المنافع:

  • سيعالج جودة البيانات والمشكلات المنهجية من خلال استعراضات النظراء الخارجيين، ويقترح الحلول (وهو نهج تطبقه المنظمة بالفعل في مجالات إحصائية نوعية من خلال الأفرقة العاملة والأجهزة الإقليمية ومشاورات الخبراء).
  • سيتيح الفرصة لخبراء الإحصاء القطريين لتبادل المعلومات ووجهات النظر بشأن المشكلات التي يواجهونها، والتي سيجري توضيحها أيضا لموظفي المنظمة.
  • سيزيد من مكانة وشفافية الأعمال الإحصائية التي تضطلع بها المنظمة ويساعد في الايحاء بالثقة وتحسين الجودة.

    الالتزام الداخلي بجودة الإحصاءات

    304- كانت ترتيبات العمل داخل قسم الإحصاء، وبين قسم الإحصاء ووحدات الإحصاء الأخرى في المنظمة، ضمن جملة قضايا، موضع استعراض أجراه لقسم الإحصاء ثلاثة من خبراء الاستعراض الخارجيين في أواخر عام 2001 وأوائل عام 2002. وعلى الرغم من أنه لم يتم تجميع ملاحظات خبراء الاستعراض (مثل ان بعض التوصيات كان ينفي بعضه الآخر) فإن النتائج الأساسية التي توصلوا إليها تبدو سليمة.

    305- ولدى المنظمة نظام إحصائي أقل مركزية من النظم الإحصائية في أي وكالة دولية أخرى، وعلى الرغم من أن هناك بعض التفاعل بين خبراء الإحصاء والمستخدمين الرئيسيين للبيانات، لم يمكن الوصول إلى جميع المستخدمين الحاليين أو المحتملين داخل المنظمة. وعلاوة على ذلك، لا تتوافر أية آلية فعالة لتجنب الازدواجية في النشاطات الإحصائية ولاتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب. ولهذا الأمر مضاعفات على اختيار وترتيب أولويات الأعمال الإحصائية التي تضطلع بها المنظمة، فضلا عن مراقبة الجودة وتقديم الدعم الإحصائي. وثمة جانب آخر يتمثل في جودة الاستبيانات الإحصائية التي تقوم المنظمة بتوزيعها: فمن بين 72 استبيانا أرسلت في 1998، لم يرسل قسم الإحصاء سوى تسعة استبيانات. وعلى الرغم من أنه يتعين من الناحية النظرية أن يفحص هذا القسم جميع الاستبيانات التي ترسلها وحدات المنظمة الأخرى، فإن هذا الاختصاص لا يمارس من الناحية العملية.

    306- ويؤكد مسح استبياني للمستخدمين الداخليين اعتماد التخطيط على الإحصاءات الواردة في قاعدة البيانات الإحصائية في المنظمة (بما في ذلك وظائف التحليل والاستشراف). غير أن معظم الوحدات كانت تود الحصول على بيانات ومعلومات إضافية (البيانات الاقتصادية - مثل الأسعار والاستثمار في الزراعة، والإحصاءات دون القطرية، والبيانات الوصفية، والمجالات النوعية مثل استخدام الأراضي)، وأعربت عن قلقها إزاء النطاق الزمني لبعض البيانات وجودتها. وفيما يتعلق باسترجاع المعلومات من المستخدمين، يبدو أن الآليات الحالية محدودة الفعالية على الرغم من وجود مجموعة المستخدمين المشتركة بين المصالح بشأن المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية في المنظمة (التي تضم أعضاء من خارج الوحدات الإحصائية) وبعض الاتصالات غير الرسمية المنتظمة بين مستخدمي البيانات وقسم الإحصاء، وخاصة فرع البيانات الأساسية. ويشير العديد من التعليقات على الاستبيانات إلى التباين الواضح في التعاريف ونظم الترميز المستخدمة في إحصاءات المنظمة. ويشير ذلك إلى الحاجة إلى أن تركز الوحدات الإحصائية في المنظمة بصورة محددة، على التعاريف الإحصائية. وهناك الآن أحد مجالات الأولوية للعمل المشترك بين التخصصات ذو منظور واسع يعالج موضوع التعاريف والمعايير والمنهجيات، وجودة المعلومات. ويمكن أن يعالج ذلك بعض قضايا البيانات إلاّ أنه يبدو أن نطاقه من السعة بحيث لا يمكن أن يحل مكان جهاز يعالج بصورة محددة المسائل الإحصائية، كما أنه لم يتقدم، على أية حال، إلى ما يتجاوز مراحله الأولية. وعلى ذلك فإن هناك نطاقا شاسعا لتحقيق وظيفة الدعم والدعوة التي تخدم المستخدمين الداخليين والخارجيين. ولم يكن قسم الإحصاء في وضع يسمح له بتلبية الكثير من الطلبات النوعية للحصول على المشورة والمعلومات.

    307- وثمة شكل آخر من التعاون يحتاج إلى اهتمام ويتعلق بالبيانات المتماثلة التي يتم جمعها بواسطة الوحدات المختلفة. فعلى سبيل المثال، يقوم قسم السلع والتجارة بجمع البيانات الخاصة بصادرات الحبوب من المعونة الغذائية بحسب المصدر والوجهة. كما أنه يعد البيانات الخاصة بالإنتاج والاستهلاك والتجارة والمخزونات لأغراض نظام الانذار المبكر (أي البيانات "الآنية" التي لا تدرجها قاعدة البيانات الإحصائية في الوقت الحاضر إلاّ أنه لا بد أن يدرجها لضمان توزيع البيانات الأدق من الناحية الزمنية التي تهم الكثير من الوكلاء من القطاعين الخاص والعام). وينبغي النظر إلى هذه البيانات على أنها تكاملية إلاّ أنه حدثت في الماضي بعض الاختلافات بين الأرقام الواردة من مطبوعات قسم السلع والتجارة وتلك الواردة من قاعدة البيانات الإحصائية في المنظمة. ومن المفترض أن هذه الاختلافات ناجمة عن الاختلاف في الأطر الزمنية والظروف والتغطية، إلاّ أنها تتسبب في صعوبات للمستخدمين حيث أن قاعدة البيانات لا توفر المعلومات الأساسية الخاصة بالبيانات. وتؤكد هذه المسألة أيضا الحاجة إلى وجود نهج مشترك بين قسم الإحصاء وقسم السلع والتجارة لمراجعة دقة البيانات الخاصة بالإنتاج والاستهلاك والتجارة والسلع.

    308- وتعمل جميع وحدات الإحصاء في المنظمة مع هياكلها القطرية الخاصة بها والأفرقة العاملة والهيئات الإقليمية أو غير ذلك من الأجهزة العاملة. وتتمثل أهدافها المشتركة في تقييم حالة واتجاهات الإحصاءات، وتعزيز جودة وشفافية المعلومات الإحصائية وبناء القدرات سواء بصورة مباشرة من خلال توفير التدريب والمشورة المهنية للعلماء المعنيين أو بصورة غير مباشرة من خلال المبادرات القطرية الناشئة عن الأجهزة الإقليمية.

    309- وتشمل المبادرات التي حققت نجاحا كبيرا بالتعاون مع المنظمات الدولية المبادرة المشتركة بين قسم الإحصاء والبنك الدولي ووزارة الزراعة الأمريكية في أفريقيا، والشراكة بين مشروع التخطيط والإحصاءات الحرجية، واللجنة الاقتصادية لأوروبا في أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى واللاتينية. وكانت مراقبة الجودة وتحسين وتوحيد نظم الإبلاغ من الاهتمامات المشتركة ذات الأولوية بالنسبة للكثير من المنظمات الدولية. وتشمل النتائج الاستبيانات الموحدة: فقد نجح فرع التخطيط والإحصاءات السمكية وإدارة تنمية الموارد الحرجية.في وضع ترتيبات إبلاغ مشتركة عن البيانات مع اللجنة الاقتصادية لأوروبا ومكتب الإحصاءات للمجموعات الأوروبية، والمنظمة الدولية للأخشاب الاستوائية. ويناقش قسم الإحصاء مسألة وضع ترتيبات مماثلة مع بعض المؤسسات الشريكة. وتتمتع وحدة التخطيط والإحصاءات الحرجية بسجل طويل من التنسيق الدولي، وتستخدم، حيثما يكون مناسبا، بيانات من الاستبيانات الموحدة التي يوزعها فرع البيانات الأساسية.

    310- ويتعين على عملية تطوير الإحصاءات وطرق جمع البيانات أن تستجيب للطلبات على البيانات التي تتراوح بين الاحتياجات العامة جدا إلى طلب البيانات شديدة الدقة. ويؤدي تزايد الطلب على البيانات الأكثر حداثة والأكثر تفصيلا إلى خطر حدوث تناقض بين الدعوة إلى المنهجيات المسحية الصارمة التي تتطلب بحكم طبيعتها وقتا وموارد، والترويج للطرق السريعة والعاجلة وغير القابلة للتدقيق من الناحية الإحصائية. ويتعايش النهجان معا داخل المنظمة حيث يدافع قسم الإحصاء عادة عن الصرامة الإحصائية. غير أنه لا بد في بعض الأحيان من الاختيار بين الطرق الإحصائية الصارمة، وطرق التقييم السريعة التي قد تقلل من الأعباء التي تتحملها القدرات القطرية الحالية.

    311- وتتمثل التحديات التي تواجه قسم الإحصاء في كيفية الاستجابة لهذه النهج الجديدة، وكيفية تحديد المكان الذي ينبغي فيه الاستمرار في توجيه المساعدة التي تقدم للبلدان نحو التغطية الشاملة (التعداد) والمكان الذي يمكن أن تكون فيه طرق المسح السريعة والأكثر محدودية أكثر ملاءمة. وينبغي توجيه الارشادات للبلدان بشأن طائفة المنهجيات الممكنة إلاّ أن قسم الإحصاء يفتقر إلى الموارد اللازمة لوضع المنهجية الشاملة.

    312- وتعتبر جودة البيانات الإحصائية من الشواغل التي تكتسي أهمية بالغة من حيث ضمان المعلومات الموضوعية والموثوق بها والمتسقة والمتجانسة والمعقولة. ويبدو أن أهم مجال في نشاطات المنظمة الإحصائية هو في وظيفة جمع البيانات وتحليلها. فنظراً لضعف البيانات القطرية في عدد كبير من البلدان، وجدت المنظمة أن من الضروري استخدام البيانات الفرعية و/أو التقديرات لدى جمع البيانات الرسمية الخاصة بها. وتشمل الثغرات في البيانات القطرية غياب الإشارة إلى المناطق الجغرافية وبعض العوامل الاقتصادية أو البيئية. وثمة مسألة تتصل بذلك تتمثل في الشفافية المتعلقة بالاستعاضة عن البيانات الرسمية بالتقديرات التي تضعها المنظمة: ويؤكد الكثير من المستخدمين داخل المنظمة وخارجها الحاجة إلى إشارات أوضح على استخدام هذه التقديرات.

    313- كما تكتسي المعايير والمفاهيم الإحصائية أهمية أيضا لتحسين جودة البيانات الإحصائية، وتعمل المنظمة بصورة كافية في هذا المجال من خلال توحيد النهج التي تتبعها هي والمنظمات ذات الصلة الأخرى. ويؤدي تزايد طلبات التحليل إلى ظهور إحصاءات أكثر تعقيدا تتضمن في كثير من الأحيان بيانات مستخلصة. ويسود بعض القلق من عدم إسناد الاهتمام الكافي للبيانات الوصفية (على الرغم من أن هذه المسألة تخضع للنقاش في قسم الإحصاء)، والأمر الأكثر أهمية هو عدم تحديث بعض الإحصاءات الأصلية.

    314- وهناك مسألة أخرى تتعلق بالمبالغة في تفسير البيانات المتوافرة. إذ تحتوي مسوحات الأغذية العالمية التي تجريها المنظمة عبارات تحذير متكررة عن موثوقية بيانات بعض البلدان في حين أن بعض الوثائق الموجهة إلى نطاق أوسع من المهتمين حاولت وضع رقم للتطورات القطرية المختلفة فيما يتعلق بالجوع ونقص الأغذية. وكما يتضح من الندوة الدراسية التي أقيمت مؤخرا تحت رعاية المنظمة بشأن منهجيات تقدير انعدام الأمن الغذائي القطري (يونيو/حزيران 2002)، تباينت وجهات نظر الخبراء فيما يتعلق بالمنهجيات السليمة. وعلى ذلك فإن الاحتفاظ بنزاهة المنظمة المهنية ومصداقيتها يتطلب اتخاذ جانب الحذر لضمان استخدام هذه الإحصاءات بحكمة لدى تقديم التحليلات التي تستند إلى منهجيات تنطوي على قيود كامنة.

    315- وقد استرعت المبادرات الدولية الأخيرة الأنظار إلى مسألة محدودية التمويل وأدت إلى تحسن الأوضاع إلاّ أنه يبدو أن مردودية تكاليف توفير البيانات الموثوق بها لتخطيط وقياس الأهداف الانمائية لم تتخذ بعد شكلا مقنعا. وقد يتطلب ذلك تفاعلا أكبر بين خبراء الإحصاء ومستخدمي نواتجهم.

    التوصيات

    316- تشير المناقشات مع الخبراء، والردود التي وردت على الاستبيانات من المستخدمين الداخليين ومن البلدان إلى أن هناك طلبا لم تتم تغطيته بشأن مجموعات البيانات النوعية والتطبيقات الإحصائية المختلفة. ويشير ذلك بجانب قيود الموارد، إلى الحاجة إلى مراجعة الأولويات النسبية للطائفة الحالية من النشاطات الإحصائية ضمن سياق استراتيجي. ويوصي بإنشاء فريق خبراء استشاري دولي معني بالإحصاءات لدراسة الاحتياجات من البيانات ونهج التحليل، وتحسين القدرة على الاستجابة، وجمع المعلومات عن الاهتمامات الحالية بالبيانات، ودمج طرق الإحصاء. ويتعين على فريق الخبراء الاستشاري على وجه الخصوص، بالنظر إلى التغيير الذي حدث مؤخرا في رئاسة القسم، اقتراح الأفكار التي سيتركز حولها نطاق عمل المنظمة في المستقبل في مجال الإحصاءات لمساعدة المنظمة في الوصول إلى الاختيار السليم لمجالات الأولوية. وقد تشمل عملية ترتيب الأولويات قرارات تتعلق بوقف أو خفض وتيرة تحديث بعض السلاسل الإحصائية مع العمل في نفس الوقت على إقامة الشراكات مع المنظمات الإحصائية الأخرى التي قد تكون في وضع أفضل لتغطية هذه المجالات.

    317- وقد يتطلب تحسين جودة المعلومات الإحصائية وفائدتها داخل المنظمة استثمارات في بعض المجالات (مثل المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية) واحتمال اجراء خفض في بعض المجالات، وترشيد ترتيبات العمل فيما بين الوحدات المعنية باعتبارها موردة للإحصاءات أو مستخدمة لها. وفي هذا السياق، فضلا عن موضوع قاعدة البيانات الإحصائية، يوصي بما يلي:

    المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية في المنظمة

    318- تتم عملية نشر الإحصاءات بصورة متزايدة من خلال قاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية في المنظمة في حين يتقلص الاهتمام بالتوزيع عن طريق الأقراص الممغنطة وكتب الإحصاء السنوية. غير أن هناك، على الأقل في إطار نظام قاعدة البيانات الإحصائية الحالي بعض العيوب في الإحصاءات: (1) عدم الاتساق في الوصـول إلـى قاعدة البيانات، (2) عدم الاتساق في التصميم؛ (3) حدوث حالات من العرض غير الملائم؛ (4) الخرائط التي لا تمثل البيانات بطريقة وثيقة من الناحية الإحصائية؛ (5) النصوص التي تقدم في شكل نسخ مبسطة للوثائق المطبوعة؛ (6) قرائن على نقص مراقبة الجودة بما في ذلك البحث الخاطئ؛ (7) العجز عن توفير التفاصيل الكاملة لبعض الإحصاءات (مثل مصايد الأسماك).

    319- وعلاوة على ذلك، مازال الكثير من البلدان النامية يعتمد على الكتب السنوية بالنظر إلى افتقارها إلى القدرة على الوصول إلى موقع المنظمة على شبكة الانترنت العالمية. وعلى ذلك فهي تفتقد الكثير من الجوانب الجديدة التي أدخلت في السنوات الأخيرة والتي لا تتوافر إلاّ على شبكة الانترنت.

    320- ولذا، فإن الارتقاء بقاعدة البيانات الإحصائية في المنظمة إلى المرحلة الثانية يعد عنصرا أساسيا لنظام الإحصاءات المؤسسي في المنظمة. وتتوقف المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية التي يتوقع أن تظهر على الشبكة عام 2005 على سداد الاشتراكات المتأخرة أو على موارد من خارج الميزانية. ومن الواضح أن ذلك يعتبر أساسا هشاً للتحسينات في نظام يعتبر ذا أهمية استراتيجية ويبدو أنه يستحق وضع خطة طوارئ أو نهج متعدد المراحل لإدخال المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية.

    التوصيات

    321- تعتبر المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية الجديدة المقررة ضرورية وتطوراً جوهريا يساعد المنظمة على تلبية الاحتياجات ومواجهة التحديات التي ستقابل في السنوات القادمة. ويوصى بشدة بضمان مستوى كاف من الموارد لنجاح إنشاء وتشغيل المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية عام 2005. ونظرا للطابع الطموح لهذه المرحلة الثانية، يوصى أيضا بتصميم هذه المرحلة وإقامتها في شكل وحدات قياسية حتى يمكن تشغيلها بالتدريج ولا يطغى عليها ما هي عليه من تعقيد.

    تقرير فريق الاستعراض النظير الخارجي (27)

    مقدمة

    322- اجتمع فريق الاستعراض النظير الخارجي في مقر المنظمة في روما من 4 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2002. وكان قد نظم الفريق لاستعراض تقرير التقييم بوصفه جزءاً أساسيا من عملية التقييم، والتعليق عليه. وعلى وجه الخصوص، دعي الفريق إلى التعليق على جودة التقييم من حيث صرامته التحليلية وسلامة ما جاء به من أحكام. وبغية التحقق من النتائج والاستنتاجات والتوصيات الواردة في مشروع التقرير، أجرى الفريق مناقشات مع كبار الموظفين في وحدات الإحصاء الرئيسية داخل المنظمة، أي قسم الإحصاء، ووحدة المعلومات والبيانات والإحصاءات السمكية، وفرع التخطيط والإحصاءات الحرجية، كما اجتمع مع مستخدمي البيانات في داخل المنظمة، أي وحدة الدراسات المنظورية العالمية، وإدارة دعم السياسات الزراعية، وإدارة المواد الغذائية الأساسية وإدارة النظام العالمي للإعلام والانذار المبكر.

    323- ووافق الفريق على أن مشروع التقرير الذي أعدته إدارة التقييم كان موضوعيا ومتوازنا وحسن التنظيم وشاملا. ووفر التقرير أساسا صلبا لاستعراض عمل المنظمة بشأن جمع المعلومات الإحصائية عن الأغذية والزراعة ونشرها. وتناول بوضوح تفاصيل البرامج الإحصائية في المنظمة ووظائفها المختلفة ونواتجها وترتيباتها المؤسسية. كما تضمن معلومات عن الميزانيات فضلا عن الموارد البشرية التي وضعت تحت تصرف البرامج.

    324- ويود الفريق علـى وجـه الخصـوص أن يبـرز الجـوانب التاليـة من الاستنتاجات: (1) إن عملية الإبلاغ التي تقوم بها البلدان عن الإحصاءات غير كافية من كثير من الجوانب مع ما لذلك من تأثير على جودة وقيمة قواعد البيانات الخاصة بالإحصاءات العالمية لدى المنظمة؛ (2) ينبغي اتخاذ تدابير ملائمة لضمان المحافظة على جودة ومصداقية هذه القواعد، بما في ذلك زيادة التنسيق فيما بين وحدات المنظمة وكذلك مع المنظمات الدولية الأخرى، سواء من حيث جمع البيانات من البلدان ودعم عملية تطوير النظم الإحصائية القطرية؛ (3) ولوحدات المنظمة دور محـوري لابد من أن تضطلع به في مجال مراقبة جودة جمع البيانات وتجهيزها، وهو المجال الذي ينبغي زيادة تعزيز التنسيق والتعاون بشأنه داخل قسم الإحصاء وفيما بين مقدمي البيانات ومستخدميها بما في ذلك إنشاء آلية مركزية لاختيار النشاطات الإحصائية داخل المنظمة وترتيب أولوياتها، وتوحيدها ورصدها وتقييمها؛ (4) سيحتاج قسم الإحصاء إلى مزيد من الموظفين والموارد الأخرى للتصدي للتحديات التي تواجهه؛ (5) يتعين تحسين نظام قاعدة البيانات الإحصائية لمعالجة ما يعاني منه من عيوب.

    التوصيات

    325- أما فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في مجال الالتزامات الدولية (مثل أهداف الألفية، ومؤتمر القمة العالمي للأغذية واستئصال الفقر وغير ذلك)، يلاحظ الفريق أنها تتيح الفرص للمنظمة لتعزيز ودعم الأطر القائمة لوضع النظم الإحصائية للأغذية والزراعة خصوصا، والقطاع الريفي عموما. وعلاوة على ذلك، فإنها توفر أدوات للدعوة إلى التعاون الدولي، واقتسام الموارد بين البلدان ومجتمع المتبرعين الدولي على النحو المتوخى في PARIS21، ومن الأمثلة على ذلك المبادرة المشتركة بين المنظمة والبنك الدولي ووزارة الزراعة الأمريكية التي تهدف إلى تعزيز لا الإحصاءات الزراعية فحسب، بل والإطار الأشمل للإحصاءات الريفية الذي يتضمن معظم بنود البيانات الجديدة (مثل الدخل في الريف والاستثمار في الريف والرفاهية والفقر) التي تزايد الطلب عليها بشدة خلال السنوات الأخيرة.

    استجابة الإدارة

    326- أُجري استعراض النشاطات الإحصائية في المنظمة (الاستعراض) في شكل دراسة نظرية أجرتها إدارة التقييم بمساعدة خدمات استشارية خارجية قصيرة المدة. وجرى تنظيم استعراض لهذا التقرير بواسطة فريق استعراض نظير خارجي كجزء أساسي من عملية التقييم، ومرفق تقرير الفريق كملحق في تقرير إدارة التقييم. وتتعلق استجابة الإدارة بكلا التقريرين ما لم يذكر غير ذلك بوضوح.

    327- يعترف الاستعراض وفريق الاستعراض النظير الخارجي بأن عمل المنظمة في جمع ونشر المعلومات الإحصائية عن الأغذية والزراعة يشكل عنصرا أساسيا من عناصر اختصاصات المنظمة. فالتقريران يشيران، من الناحية الجوهرية، إلى أن النظام قد تعرض خلال الفترة قيد الاستعراض لضغوط تتعلق بالمحافظة على جودته وتغطيته وتحسينهما، فضلا عن تلبية الطلبات المتزايدة على البيانات الإحصائية الإضافية. ويعني ذلك، بالإضافة إلى انخفاض الموارد المخصصة للإحصاءات في البرنامج العادي، أن المنظمة تواجه تحدي معالجة الطلبات الجديدة من نظمها الإحصائية بموارد لا تتغير.

    328- وترحب الإدارة بالاستعراض في مجمله وتشارك في نتائجه وتوصياته عموما. وترحب الإدارة على وجه الخصوص بالاعتراف بتزايد الطلب على الإحصاءات، مع تناقص موارد البرنامج العادي المخصصة لها خلال الفترة قيد الاستعراض، والتوصية بتوفير موارد كافية للنشاطات الإحصائية، وتعبئة الدعم لتعزيز قدرات الإحصاءات القطرية. وعلاوة على ذلك، تشارك الإدارة في الرأي الذي عرضه الفريق بأن الاستعراض موضوعي ومتوازن وحسن التنظيم وشامل. وتركز استجابة الإدارة الواردة أدناه على الهيكل الأساسي للنتائج والتوصيات المقدمة من إدارة التقييم ومن الفريق وفلسفة ذلك دون الدخول في التفاصيل الدقيقة للتقريرين.

    329- وتود الإدارة أن تؤكد أن من الأفضل من الناحية البناءة والمثمرة التركيز على الشواغل الواردة في التقريرين فيما يتعلق بجودة الإحصاءات وتغطيتها مع وجهة النظر طويلة الأجل بشأن الاستدامة، والتركيز على الفجوة الآخذة في الاتساع بين النواتج الفعلية والمحتملة للنشاطات الإحصائية بدلا من النظر في الأداء السابق من منظور محاسبي.

    330- مثلما الحال في أي مناخ يواجه طلبات متزايدة مع وسائل متناقصة، يمكن البحث عن ثلاثة اتجاهات مختلفة أو توليفة منها لإيجاد حل. وأول هذه الاتجاهات هو زيادة الوسائل من خلال إعادة تخصيص الموارد الحالية أو العثور على موارد جديدة. والاتجاه الثاني هو خفض الأهداف أو التقليل من الطلبات المستهدفة. والثالث هو زيادة الكفاءة ومحاولة تلبية المزيد من الطلبات بقدر أقل من الموارد. ويوصي الاستعراض والفريق بالسعي إلى إيجاد الحل من خلال الاتجاه الأول والاتجاه الثالث، ويعترفان بأنه، إلى جانب الزيادة الطفيفة في الموارد التي يمكن تحقيقها من خلال ترتيب أولويات العمل، فإن الأرجح أن الطلبات على نظام الإحصاءات في المنظمة سوف تزيد.

    331- وفيما يلي تصنيف لتوصيات إدارة التقييم والفريق ضمن الإطار المحدد أعلاه، ونقدم استجابتنا فضلا عن خطط العمل:

    ألف - التوصيات بزيادة الموارد المخصصة للنشاطات الإحصائية

    332- إن التوصيات بإلزام المنظمة بضمان موارد كافية لنشاطاتها الإحصائية من ناحية، وزيادة الدعوة إلى تعبئة الدعم الدولي لتعزيز قدرات الإحصاء القطرية من ناحية أخرى، تحظى بالتأييد الكامل. وفي حين أن العمل الشاق وجوانب التقدم التي حدثت في مجال تكنولوجيا الحاسوب كانت تعوض عن تناقص الموارد في السابق، فإن استدامة النظام، ناهيك عن القدرة على تلبية الطلبات المتزايدة في المستقبل، تتعرض للخطر.

    333- ومن المسلم به أنه بالإضافة إلى توفير الموارد الكافية للوحدات الفنية المسؤولة عن النشاطات الإحصائية في المقر الرئيسي، ولزيادة القدرات الإحصائية لنظم الإحصاء القطرية، يتعين إسناد اهتمام خاص لقاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية في المنظمة. وتعتبر المرحلة الثانية المقررة من قاعدة البيانات الإحصائية تطورا ضروريا للمنظمة لكي تلبي الاحتياجات وتواجه التحديات في السنوات القادمة. ومن المتوقع أن يبدأ في 2003 تنفيذ مشروع المرحلة الثانية لقاعدة البيانات الإحصائية الذي أعدته الوحدات الفنية، ونوقش واستعرض على نطاق واسع من جانب جميع الأطراف المعنية، ووافقت عليه إدارة المنظمة والأجهزة الرياسية، باستخدام الموارد المخصصة من الاشتراكات المتأخرة. وقد تم بالفعل تشكيل مجموعة توجيهية مشتركة بين المصالح برئاسة مدير قسم الإحصاء للإشراف على المشروع ورصد تقدمه. ولذا فإن الشواغل التي أعرب عنها الاستعراض فيما يتعلق باعتماد مشروع المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية على الموارد المخصصة من الاشتراكات المتأخرة، وعلى الموارد من خارج الميزانية، لم تعد سارية على ما يبدو بالنسبة لمرحلة الاستثمار بالنظر إلى تحصيل الاشتراكات المتأخرة مؤخرا. غير أن هذه الشواغل تظل سارية بالنسبة للمحافظة المستمرة على نظام المرحلة الثانية بمجرد إنشائها وتشغيلها.

    باء - التوصيات الخاصة بتحديد وتعديل الأولويات

    334- تتفق الإدارة مع التوصية الداعية إلى إنشاء فريق خبراء استشاري دولي، وذلك لجميع الأسباب التي استشهد بها الاستعراض بصورة سليمة. ويمكن أن يصبح هذا الفريق الدولي شريكا موضوعيا ومحايدا للمنظمة لدى استعراضها الدوري لبرامجها الإحصائية، ولدى النظر في النهج التحليلية، والتوصية بالاستراتيجيات الرامية إلى تحسين قدرة البلدان على الاستجابة وإدماج طرق الإحصاء. ويمكن أيضا أن يساهم الفريق الاستشاري في تحديد مجالات الأولوية فضلا عن المجالات والنشاطات الأقل أهمية حيث يمكن خفض مشاركة المنظمة.

    335- وقـد بدأ العمـل في هذا الاتجاه، ويعتزم عقد الدورة الأولى لفريق الخبراء في وقت لاحق من عام 2003، وسوف تمول تكاليفها بصورة جزئية باستخدام الوفورات من موارد البرنامج العادي، وجزئيا من خلال تحديد عدد كبير من الأعضاء الأُول في الفريق من رؤساء المكاتب الإحصائية في أسرة الأمم المتحدة. وسوف تبذل الجهود في الفترات المالية القادمة، ابتداء من الفترة 2004-2005 لتخصيص موارد لهذا الفريق الهام والذي تمس الحاجة إليه حتى يمكن أن يعود التوجيه بانتظام بشأن النشاطات الإحصائية.

    جيم - التوصيات الخاصة بزيادة الكفاءة/والوفورات في التكاليف

    336- تتعلق غالبية النتائج والتوصيات الصادرة عن الاستعراض والفريق الخارجي بزيادة الكفاءة في النشاطات الإحصائية للمنظمة. ويمكن تجميع هذه النشاطات تحت ثلاث فئات أو مستويات عريضة، وهي المستوى القطري ومستوى المقر الرئيسي والمستوى الدولي.

  • على مستوى المصدر/المستوى القطري:

    337- توافق الإدارة على أن جودة الإحصاءات في المنظمة تعتمد في نهاية المطاف على قدرة النظم الإحصائية القطرية على الوصول و/أو المحافظة على مستويات إحصائية مقبولة. وتفرض المعوقات الخطيرة التي تواجه قدرات الإحصاء القطرية وجودة البيانات التي تبلغها البلدان للمنظمة نتيجة لعدم كفاية الموارد المالية والفنية، بدورها، معوقات خطيرة ومخاطر بالنسبة لنظام الإحصاء في المنظمة. ولذا فإننا نؤيد تأييدا كاملا المجموعات الأربع التالية من التوصيات الخاصة بدعم تطوير الإحصاءات وتجميع البيانات على المستوى القطري:

    1. توثيق العلاقات مع الخبراء في البلدان الأعضاء، بما في ذلك إنشاء أو تعزيز شبكة إقليمية لخبراء الإحصاء، باستخدام الهيئات الإقليمية مكانا لإقامة صلات منتظمة فيما بين البلدان وبين المنظمة والبلدان، وتدعيم التعاون بين المكاتب الإقليمية للمنظمة والتجمعات الاقتصادية شبه الإقليمية في عمليات جمع البيانات وترويج المعايير والمقاييس.
    2. تحسين الحضور الإقليمي من خلال شغل وظائف موظفي الإحصاء الشاغرة في المكاتب الإقليمية للمنظمة، وإنشاء وظائف جديدة حيثما يكون ضروريا. وقد اقترحت مصلحة مصايد الأسماك، في إطار تصور النمو الحقيقي لبرنامج العمل والميزانية للفترة المالية 2004-2005، إنشاء وظيفة موظف إحصائي إقليمي لمصايد الأسماك في المكتب الإقليمي لآسيا والمحيط الهادي، واقترح قسم الإحصاء إنشاء وظيفة موظف إحصاء في المكتب الإقليمي للشرق الأدنى.
    3. إدخال وحدات قياسية للإحصاءات الزراعية في إطار برامج التدريب الإقليمية على الإحصاءات، حيث يمكن تدريس المعايير والمقاييس والمنهجيات التي توصي بها المنظمة. ومن المتوقع أن يكون عنصر الإحصاءات القطرية في المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية في المنظمة خطوة هامة في هذا الاتجاه. وكان من المقرر عقد مشاورة خبراء في مارس/آذار 2003 لاستعراض هيكل ومحتويات هذه الوحدة القياسية الهامة في إطار المرحلة الثانية من قاعدة البيانات، التي يتوقع أن تسهم، لا في تبادل البيانات الإحصائية بين البلدان والمنظمة فحسب، بل وفي عملية صنع السياسات.
    4. الحد من أعباء الابلاغ في البلدان من خلال تجنب الازدواج في طلب البيانات عن طريق تيسير الطرق المحسنة لجمع البيانات. ويجري جمع البيانات لقواعد البيانات الإحصائية في المنظمة باستخدام مختلف الوسائل التي تتراوح بين الزيارات القطرية من جانب خبراء المنظمة، والمطبوعات القطرية، ومواقع البلدان على شبكة المعلومات العالمية (الويب)، والاستبيانات المكتوبة، والأقراص الممغنطة والشرائط ونقل المعلومات من شبكة الانترنت مباشرة إلى الاستبيانات الالكترونية. وتبذل الجهود، في حدود ما تسمح به قدرات الإبلاغ في البلدان، للحد من الأعباء التي تتحملها البلدان، فضلا عن المقر الرئيسي، من خلال طلب مجموعات البيانات المتوافرة بالوسائل الالكترونية والاستبيانات الالكترونية. غير أن من الملاحظ أنه ما زال هناك مجال للتحسين في هذا المجال، وخاصة في تنسيق مختلف الطلبات بواسطة وحدات المنظمة المختلفة فضلا عن الوكالات الأخرى لنفس المجموعة من البلدان الأعضاء. ومن المتوقع أن تقلل الوحدة القياسية القطرية لدى إنشائها بالكامل من أعباء جمع البيانات إلى أدنى حد ممكن، سواء بالنسبة للمقر الرئيسي أو البلدان الأعضاء المشاركة، من خلال توحيد قواعد البيانات الإحصائية في البلدان مع قواعد البيانات لدى المنظمة، ومن خلال بروتوكولات التحديث في آن واحد.

  • على مستوى المقر الرئيسي:

    338- قُدمت ثلاث مجموعات من التوصيات لتحسين جودة النشاطات الإحصائية وكفاءتها في المقر الرئيسي. وتشمل هذه تقييم الجودة، وإعادة التنظيم والتنسيق:

    339- ويخطو فريق الخبراء خطوة أكبر من الاستعراض حيث يقترح "العمل في المدى الطويل على دمج جميع خدمات إعداد البيانات الإحصائية في المنظمة في وحدة واحدة - هي قسم الإحصاء". وترى الإدارة أن هذا اجراء يتطلب دراسة متأنية حيث ستكون لها انعكاسات كبيرة على النشاطات الأخرى المشتركة في المنظمة.

    340- وتقر الإدارة بأن جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها قد أصبح جزءا أساسيا من كثير من الوحدات الفنية في المنظمة. غير أن اختلاف طابع المعلومات التي يجري جمعها وتحليلها ونشرها يجعل من المستحيل تقريبا تركيز هذا الأمر في وحدة واحدة، حتى لو كان ذلك داخل نفس المصلحة. فطابع الخبرات اللازمة، واختلاف طبيعة البيانات والصلات القوية اللازمة بين مقدمي البيانات ومستخدميها لتيسير الاستخدام الفعال وتحسين جودة البيانات، كلها عناصر تتعارض مع وضع خدمات إعداد البيانات على أساس مركزي. وعلاوة على ذلك فإن عملية جمع الإحصاءات تعتبر جزءا أساسيا من كامل السلسلة المؤدية إلى التحليل/التقييم، وإسداء المشورة، وصنع السياسات، وكثيرا ما تعالج هذه العناصر بصورة مشتركة في المساعدات والمشروعات الفنية لكل مصلحة لدعم البلدان. وكما يتعين عدم النظر إلى المركزية الكاملة على أنها الوسيلة الوحيدة للتنسيق، وتجنب الازدواجية وتحسين جودة البيانات، فإن اللامركزية الكاملة ليست بالتأكيد هي الحل. إذ أن الحل والتحدي يكمنان في إيجاد التوازن الأمثل بين النشاطات المركزية واللامركزية المقترنة بآليات التنسيق الملائمة.

    341- والواقع أن فريق الخبراء يدرك أيضا أن دمج النشاطات الإحصائية "قد لا يكون ممكنا في المستقبل القريب بالنظر إلى الترتيبات المؤسسية الحالية" ويوصي، على الأقل، بأن يتولى قسم الإحصاء الاحتفاظ بمستودع مؤسسي فريد للبيانات الإحصائية كوسيلة لتيسير إعداد البيانات والاحتفاظ بها وتحديثها ومراجعة جودتها في قواعد البيانات. ويؤدي ذلك إلى تحميل قسم الإحصاء المسؤولية النهائية عن قواعد البيانات التي تنشر على المستخدمين الخارجيين". وتتفق الإدارة مع هذا الاقتراح، واتخذت الخطوات بالفعل لإدراج مفهوم "مستودع البيانات الإحصائية المؤسسي" كجزء أساسي في مشروع المرحلة الثانية من قاعدة البيانات الإحصائية المؤسسية.

    على المستوى الدولي:

    342- تتفق الإدارة مع ملاحظة فريق الخبراء بأن التطورات الأخيرة في الالتزامات الدولية (مثل أهداف الألفية ومؤتمر القمة العالمي للأغذية ومؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة) والمبادرات الرامية إلى تحسين الإحصاءات القطرية والدولية (مثل PARIS21 ومشروع استراتيجية المنظمة لتحسين التعاريف الخاصة بحالة واتجاهات مصايد الأسماك الطبيعية) تتيح للمنظمة فرصا لتعزيز وتدعيم الأطر الحالية لتطوير نظم الإحصاء والدعوة إلى التعاون الدولي، وتقاسم الموارد فيما بين البلدان ومجتمع المتبرعين الدولي. وإننا نخطط لتكثيف جهودنا لتصبح جزءاً من الجهود الدولية لتنسيق النشاطات الإحصائية وتحسين القدرات الإحصائية لدى البلدان الأعضاء.

    343- وفي الختام، تود الإدارة أن تؤكد من جديد ترحيبها بالاستعراض في مجمله، وملاحظته الرئيسية بأن المنظمة تواجه تحدي معالجة الطلبات الجديدة على نظمها الإحصائية بموارد غير كافية. وقد وجد أن التوصيات الواردة في الاستعراض تنطوي على فائدة كبيرة لتوجهات النشاطات الإحصائية في المنظمة في المستقبل. وللأسف ان هذه التوصيات، باستثناء القليل منها، ليست خالية من التكاليف، ولو خلال سنوات البداية على الأقل. ولذا فإن الحاجة، كما أوصى بذلك التقريران، إلى موارد كافية للنشاطات الإحصائية، تظل قائمة.

    تقرير لجنة البرنامج (28)

    344- أثنت اللجنة على تقرير التقييم على اعتباره تقريراً شاملاً يتضمن معلومات قيّمة وتحليلاً مفيداً للقضايا والتوصيات. ورحّبت بالملاحظات البنّاءة لفريق الاستعراض النظير الخارجي وباستجابة الإدارة للتقييم. كما سلّطت اللجنة الضوء على أهمية العمل الإحصائي على اعتباره إحدى الوظائف الرئيسية للمنظمة ووافقت على ضرورة أن تستفيد منظمة الأغذية والزراعة من هذا العمل البنّاء لمواصلة لعب دور رائد في الإحصاءات العالمية في مجالي الأغذية والزراعة. واعترفت في هذا الإطار بالتحديات الهامة التي تواجهها المنظمة وهي (أ) الحاجة إلى المساعدة في تعزيز القدرات القطرية للحصول على بيانات إحصائية موثوقــــة في الوقت المناسب، لاسيمــا في عدد من البلدان النامية؛ (ب) ازدياد الطلب للحصول على قدر أكبر من البيانات الإحصائية المتنوعة اللازمة لتخطيط التنمية والأعمال التحليلية على كافة المستويات؛ (ج) أهمية تحسين المردودية التكاليفية للعمل الإحصائي في مختلف الوحدات المعنية في المنظمة في ظلّ القيود المالية الكبيرة؛ و(د) ضرورة تأمين الموارد الكافية لدعم عمل المنظمة الإحصائي.

    345- وأيدت اللجنة بالإجمال استنتاجات التقييم وتوصياته. وركزت على التوصيات التالية بنوع خاص:

    346- وأشارت اللجنة بامتنان إلى الإجراءات المتخذة لتلبية عدد كبير من هذه التوصيات. حيث من المقرر مثلاً المباشرة بتنفيذ خطتي إنشاء الفريق الاستشاري الدولي وتنفيذ مشروع قاعدة البيانات الإحصائية الثانية في المنظمة عام 2003 بفضل الموارد المتوافرة نتيجة تسديد الاشتراكات المتأخرة. وبالنسبة إلى توصية فريق الاستعراض الخارجي بتجميع كافة الإدارات المعنية بتأمين البيانات الإحصائية ضمن وحدة واحدة (قسم الإحصاء)، ذكّرت اللجنة أنّ الإدارة أشارت إلى أنّ البنية الحالية تمكّن البلدان الأعضاء من إدماج الأنشطة الإحصائية في مختلف مراحل إسداء المشورة المتعلقة بالسياسات والتقييم والدعم للبلدان الأعضاء. وبعدما أيّدت اللجنة اقتراح الإدارة بالإبقاء على البنية اللامركزية الحالية، طلبت رفع تقرير إليها بعد سنتين من الآن بشأن التقدم المحرز في تحسين تنسيق الأنشطة الإحصائية داخل المنظمة.


    الصفحة السابقة أعلى الصفحة