info
close
©Benedicte Kurzen/NOOR for FAO

حالة الغابات في العالم 2022

الفصل5 أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليون لا غنى عنهم من أجل تعزيز تنفيذ المسارات الحرجية

العناوين الرئيسية
  • إنّ مشاركة أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليين في المسارات الحرجية هي أمر لا بد منه. تدير هذه الجهات الفاعلة أما لا يقل عن 4.35 مليار هكتار من الغابات والمزارع في جميع أنحاء العالم؛ وبحسب إحدى الدراسات، ينتج أصحاب الحيازات الصغيرة منتجات حرجية وزراعية بقيمة تتراوح بين 869 مليار دولار أمريكي و1.29 تريليون دولار أمريكي في السنة.
  • يمكن أن تكون الجهات الفاعلة المحلية فعّالة للغاية في إدارة الغابات – وفعّالة من حيث الكلفة. على سبيل المثال، كانت نسبة تقدر بحدود 91 في المائة من الأراضي التي يديرها السكان الأصليون والمجتمعات المحلية في وضع إيكولوجي جيد أو مقبول. ولا بدّ للتغيير اللازم من أجل الارتقاء بالمسارات الحرجية ودعم الاقتصاد الأخضر أن يُنفذ معظمه على المستوى المحلي ويوفر للجهات الفاعلة المحلية منافع ملموسة.
  • يزداد اعتراف القوانين التشريعية بالحقوق العرفية بالغابات، مع أن التقدم المحرز لم يكن متساويًا. من شأن وجود قوانين محكمة للغابات والتنفيذ السليم للحراجة القائمة على المجتمع المحلي أن يساعدا على تحقيق التعافي الأخضر، ويمكن للحقوق التشريعية في الموارد العالية القيمة كما هي الأشجار بالنسبة إلى أصحاب الحيازات الصغيرة أن تشجع سلاسل القيمة الخضراء.
  • بإمكان المنظمات المنتجة المحلية والمجموعات المعنية الأخرى أن تمكّن المسارات الحرجية الثلاثة، لكنها بحاجة إلى الدعم. هناك ما يزيد عن 8.5 ملايين مجموعة تعاون محلية في جميع أرجاء العالم؛ وهي توفّر منصات من أجل التعاون والابتكار، وتأثيرها في الحراجة آخذ في الازدياد.
  • زيادة القدرات وإنتاج المعارف بمشاركة أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليين سيساعد على الارتقاء بالمسارات الحرجية الثلاثة. بإمكان تحديد موارد المعرفة المتنوعة والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها أن يسهّل الحلول الابتكارية والشاملة المتجذرة في النظم المحلية.

1.5 لا بد للمسارات القائمة على الغابات أن تكون جذّابة لمستخدمي الأراضي

يملك أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليين أو يديرون ما لا يقل عن 4.35 مليار هكتار من الغابات والمناظر الطبيعية الزراعية. ويحقق أصحاب الحيازات الصغيرة ما يصل إلى 1.29 تريليون دولار أمريكي سنويًا

وفقًا لدراسة أجراها Lowder وآخرون (2021)، هناك ما يزيد عن 608 ملايين مزرعة في جميع أنحاء العالم، أكثر من 90 في المائة منها مزارع أسريةن (من جميع الأحجام) تشغل نسبة تتراوح بين 70 و80 في المائة من الأراضي الزراعية – وتنتج هذه المزارع ما يقدر بنحو 80 في المائة من إنتاج الأغذية العالمي. وتشكّل المزارع التي يقل حجمها عن 2 هكتار 84 في المائة من مجمل المزارع ويعمل فيها 11 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم؛ وهي تنتج ما يُقدر بنسبة 35 في المائة من الإنتاج العالمي للأغذية. وحوالي 80 في المائة من المزارع الواقعة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى (الواقعة بصورة رئيسية في شرق آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى) تقل مساحتها عن 2 هكتار؛ وتعمل على مساحة تتراوح بين 30 و40 في المائة من الأراضي، وهي نسبة أكبر بكثير من الأقاليم الأخرى.420

وخلُصت دراسة أخرى إلى أنه من بين الأراضي التي تبلغ مساحتها قرابة 9 مليارات هكتار في جميع أنحاء العالم والتي تشمل المناظر الطبيعية الحرجية والزراعية، هناك ما يقدّر بنحو 4.35 مليار هكتار تحت سيطرة أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليون (يملكونها أو يديرونها) س،421. ورغم ضخامة تلك المنطقة، إلا أنها على الأرجح مقدّرة بأقل من حجمها الحقيقي (تختلف التقديرات بشكل كبير بحسب المنهجية المستخدمة). ووفقًا لتقدير آخر ، فإن أصحاب الحيازات الصغيرةع يولّدون قيمة إنتاجية سنوية إجمالية تتراوح بين 869 مليار دولار أمريكي و1.29 تريليون دولار أمريكي سنويًا.422 وفي العديد من البلدان، تكون نسبة 80-90 في المائة من المنشآت الحرجية صغيرة أو متوسطة الحجم، وهي توفر أكثر من نصف العمالة المتصلة بالغابات.424،423 وبالتالي، سيكون لأصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليين دور حاسم في اعتماد المسارات الحرجية الثلاثة، ومن ثمّ الانتعاش الأخضر والتحرك نحو الاقتصادات المستدامة.

هناك أدلة دامغة على أن إزالة الغابات تكون أقل على أراضي السكان الأصليين والمجتمعات المحلية، نظرًا إلى الحوافز المناسبة

يدير السكان الأصليون حوالي 40 في المائة من مجمل المناطق البرية المحمية والنظم الإيكولوجية السليمة بيئيًا في جميع أنحاء العالم.425 وتميل معدلات إزالة الغابات إلى أن تكون أقل في أراضي السكان الأصليين مقارنة بالغابات المحيطة، بما في ذلك المناطق المحمية، ويعزى ذلك إلى أسباب من بينها العوامل الثقافية والمعارف التقليدية والحوكمة القوية وسياسات الحوافز الحرجية ودعم المدفوعات مقابل خدمات النظام الإيكولوجي وانخفاض ربحية الزراعة وإمكانية الوصول المحدودة.430،429،428،427،426 وتشير الدراسات أيضًا إلى أنّ ضمان حقوق الأراضي الأصلية والقبلية يمكن أن يكون فعالًا للغاية من حيث الكلفة لوقف إزالة الغابات وإبطاء تغير المناخ.435،434،433،432،431 وعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن كلفة تأمين أراضي السكان الأصليين في دولة بوليفيا المتعددة القوميات والبرازيل وكولومبيا ستكون أقل من 1 في المائة من الإيرادات المحتملة من تخزين الكربون فقط.436

ويتّسم واحد وتسعون بالمائة من أراضي السكان الأصليين والمجتمعات المحلية بكونها لم تخضع لتعديل بشري، أو خضعت لتعديل منخفض (أي أقل من 10 بالمائة) أو معتدل (> 10-40 بالمائة) أو أنها في حالة إيكولوجية جيدة أو مقبولة.437 ووجد استعراض أجري على 24 بلدًا أنّ المجتمعات الأصلية والمحلية تمتلك وتستخدم بشكل عرفي 958 مليون هكتار من الأراضي ولكن القانون يعترف بحقوقها في أقل من نصف هذه المساحة.438 وتخزن أراضيها ما لا يقل عن 253.5 مليارات طن من الكربون وبالتالي تشكل أحواضًا وخزانات كربونية ذات أهمية عالمية؛ بيد أنّ 52 في المائة من هذا الكربون المخزّن موجود في أراض غير معترف بها قانونيًا.472

وإنّ تفويض المجتمعات المحلية بالغابات على نطاق أوسع لم يأتِ دائمًا بنتائج إيجابية على صعيد الحد من إزالة الغابات والنهوض بعملية إعادة التأهيل،439 إذ كان النجاح يعتمد في الغالب على مدى تنفيذ الأطر القانونية والقدرات المؤسسية على مستوى المجتمع المحلي ومستوى دعم الدولة وعوامل أخرى مثل رأس المال الاجتماعي.442،441،440 وهناك أدلة على أنّ أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يتمتعون بحيازة مضمونة يميلون إلى القيام باستثمارات طويلة الأجل في أراضيهم وغاباتهم (على سبيل المثال من أجل تحسين إدارة الغابات وغرس الأشجار وإدارة التربة والمياه) مقارنةً بأولئك الذين لا يتمتعون بضمان الحيازة أو حيازة قصيرة الأجل.443 لكنّ ذلك قد يعتمد على القدرة على الحصول على الضمانات، حيث وجدت دراسة حديثة في إندونيسيا، حيث يجري تنفيذ برنامج كبير لتسجيل أراضي المجتمع، أن عملية التسجيل الهادفة إلى تحقيق الصون لم تقلّل من إزالة الغابات (بل ربما تكون قد زادت منها) ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الافتقار إلى القدرات المؤسسية على مستوى المجتمع المحلي وتكاليف الفرص الاقتصادية التي تتطلبها عملية الصون. وأدى تسجيل أراضي المجتمع في مناطق إنتاج الأخشاب المنشورة إلى الحد من إزالة الغابات (بعد أن كان مستواها عاليًا)، وقد كان ذلك، وفقًا لمؤلفي الدراسة، مؤشرًا على زيادة جهود إعادة تأهيل الغابات من أجل إنتاج الأخشاب المنشورة.444

back to top أعلى الصفحة