Previous Page   Table Of Contents   Next Page

الفصل الأول

مقدمة

النظم الزراعية نظم متعددة الوظائف بصورة أساسية، فمنذ أن استؤنست المحاصيل والحيوانــات الأولى منذ 000 10 سنة مضت، والنظم الزراعية تحقق أكثر من مجرد هدفها الأساسي في إنتاج الأغذية والألياف والوقود، والزراعة تنتج أيضا طائفة واسعة من السلع والخدمات غير الغذائية، وتشكل البيئة الطبيعية وتؤثر في النظم الاجتماعية والثقافية وتسهم في تحقيق النمو الاقتصادي. وهذه التأثيرات إيجابية في كثير من الأحيان إلاّ أنها سلبية في بعض الأحيان.

وعلى الرغم من وجود أسواق محددة للأغذية والألياف، فإن الوظائف غير الزراعية الأخرى للزراعة تنحو إلى أن تشتمل على خدمات يعوز تقييمها الكمال، ولا يتوافر لها هذا التقييم أو لم يظهر بعد. ولكن مسألة الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي ليست بالمسألة الجديدة، إلاّ أن تزايد الاهتمام بالوظائف غير الغذائية ضاعف من أهميتها من ناحية السياسات. ويجري تحقيق نتائج متعددة من نشاط واحد، ولذا فإنه بدلا من التفريق بين "الآثار الجانبية" الغذائية وغير الغذائية، يعني الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي الإنتاج المشترك والمتكامل لجميع النواتج. ويمكن تطبيق هذا المفهوم على الكثير من المستويات ابتداء من النظم الزراعية إلى القطاع الزراعي بأسره في إطار الاقتصاد العالمي.

وقد ركزت منظمة الأغذية والزراعة وغيرها من المنظمات الأنظار في السبعينات والثمانينات على التطورات الناشئة في الزراعة والتي يمكن أن تعالج الاهتمامات المتعلقة بالأمن الغذائي في المستقبل والإنتاجية والاستدامة. وقد تبلور التفكير في هذا الموضوع إلى منهج أطلق عليه "التنمية الزراعية والريفية المستدامة" التي تتركز خصائصها الرئيسية في أن "هذه التنمية المستدامة (في قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات) تصون الأراضي والمياه والموارد الوراثية النباتية والحيوانية، وغير ضارة من الناحية البيئية، ومناسبة من الناحية الفنية، وسليمة من الناحية الاقتصادية ومقبولة من الزاوية الاجتماعية". وتضمنت الإنجازات الملموسة دعم التحسينات في مجالات المعلومات على مستوى المزرعة، والتكنولوجيا والتنظيم والتفهم الأفضل للصلات بين المناطق الريفية والقوى المؤسسية والتجارية الخارجية.

ومن التنمية الزراعية الزراعية والريفية المستدامة خرج مفهوم الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي، الذي يعرف بأنه الطائفة الكاملة للوظائف البيئية والاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بالزراعة. ويضم هذا المفهوم السلع والخدمات المتعددة التي تحققها الزراعة وما يتصل بها من استخدام الأراضي. ويسهم تحليل الطابع متعدد الوظائف في تفهم توليفة التجميعات والمقايضات المحتملة اللازمة لتحقيق الاستدامة في مجال التنمية الزراعية والريفية.

وتستعرض هذه الوثيقة وتناقش ما قدمه الطابع متعدد الوظائف للزراعة من مساهمات، خلال التسعينات، في تحسين استدامة الزراعة وما يتصل بها من استخدام الأراضي، مع المحافظة في نفس الوقت على دورها الرئيسي في توفير الأمن الغذائي. وقد استخدم مفهوم الوظائف المتعددة من أجل التفهم الأفضل للمساهمة المهمة التي تستطيع أن تقدمها الزراعة لتحقيق أهداف الاستدامة. ويشمل مجال الزراعة هنا الغابات والاستزراع السمكي. ويشكل هذا الاستعراض ووثيقة القضايا المصاحبة وأوراق المعلومات الأساسية الستة، المدخلات الرئيسية لمؤتمر الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة وهولندا الذي سيعقد في ماستريخت في هولندا خلال الفترة من 12 إلى 17 سبتمبر/ أيلول 1999. ولا يمكن تفهم أهمية وانعكاسات هذه الورقة دون الرجوع إلى ورقة القضايا.

والهدف العام من عقد هذا المؤتمر هو التعرف على الأساليب الجديدة والبيئات المواتية اللازمة التي ستؤدي إلى زيادة الاستدامة في قطاع الزراعة. وينصب تركيز هذا المؤتمر بصورة خاصة على إثارة الوعي الدولي والقطري والمحلي لنطاق المساهمات المتعددة المحتملة التي تتسم بالتنوع والإيجابية للزراعة وما يتصل بها من استخدام الأراضي، في تحسين الاستدامة بمعناها العريض.

وتتمثل مهام المؤتمر الرئيسية فيما يلي:

ويتناول الفصل الأول من هذه الوثيقة المصادر الرئيسية للمعلومات التي استخدمت في دراسة مفهوم الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي على مختلف المستويات، والمقاييس، والطريقة التي جمعت بها هذه المعلومات وتحليلها وتقييمها. ويقدم الفصل الثاني نتائج هذه النشاطات التي بذلت لجمع المعلومات، مع توضيحها سلسلة من دراسات الحالة وملخصات للتقدم المحرز في مجموعات البلدان في مختلف مراحل التنمية. ويحدد الفصل الأخير بعض الاستنتاجات، ويوفر صلة بورقة القضايا المصاحبة التي تصف مفهوم الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي، والقضايا الرئيسية وانعكاسات السياسات، ويورد إطارا تحليليا، ويناقش الطريق إلى التقدم.

وقد استخلصت الأمثلة الواردة في الورقة من مجموعة من 130 دراسة حالة، ونتائج استعراض الدراسات وغير ذلك من المصادر التي حددت بحسب المساهمين الرئيسيين. ولا تشكل الأمثلة عينة تمثيلية، كما أنها لا تحاول تقديم طائفة كاملة للطرق المحتملة التي يمكن أن يسهم بها الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي في تحقيق الاستدامة. وقد نظمت الأمثلة لتوضيح مجموعات الوظائف الرئيسية الثلاثة الواردة في ورقة القضايا: وهي الوظائف البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ويغطي اختيار الأمثلة مختلف السياقات الجغرافية والمؤسسية والبيئية. وتجري معالجة قضايا الحجم وتوليفات النشاطات والتأثيرات بصورة متوازنة بين العالمين المتقدم والنامي، وبين مختلف الأقاليم. وتضم كل حالة، في عبارات موجزة، ما تنطوي عليه التحولات التي تتسم بها الزراعة في نهاية القرن العشرين من تعقيد وأبعاد زمنية وأنواع. وهذه الأمثلة دليل مفيد إلى الاتجاهات في الزراعة العالمية؛ وهي أمثلة لم تنشأ عن اختيار رسمي بالتشاور مع كل بلد. ولا تشكل الحالات والمجالات الرئيسية التي تم تحديدها بالنسبة للزراعة والأراضي أي تحليل للظروف القطرية السائدة.

وتوفر هاتان الورقتان، وأوراق المعلومات الأساسية الستة معا دراسة عريضة ومتكاملة ومتسقة من الناحية المواضيعية لقضايا الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي، تفيد صانعي السياسات والفنيين والممارسين وغيرهم من الأطراف المعنية. ويسعى التحليل إلى الإحاطة والتوجيه ولا يصف سياسات أو تدابير قطرية كانت أو دولية.

عناوين أوراق المعلومات الأساسية هي:

ورقة القضايا: الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي

تقييم الطابع متعدد الوظائف للزراعة والأراضي

ورقة المعلومات الأساسية الأولى: التنوع البيولوجي الزراعي

ورقة المعلومات الأساسية الثانية: الطاقة البيولوجية

ورقة المعلومات الأساسية الثالثة: الأراضي الجافة

ورقة المعلومات الأساسية الرابعة: البيئة والتجارة

ورقة المعلومات الأساسية الخامسة: البحوث والتكنولوجيا

ورقة المعلومات الأساسية السادسة: المياه

Previous Page   Table Of Contents   Next Page