FAO.org

في القارة الأفريقية، لا تتعدى المساحة المروية من الأراضي الصالحة للزراعة سبعة في المائة، وقد تنخفض إلى نسبة تبلغ أربعة في المائة في أفريقيا جنوب الصحراء، مقارنة مع 38 في المائة في آسيا. أضف إلى ذلك أن 93 في المائة من سكان أفريقيا يعتمدون في عيشهم على الهطولات المطرية أو حتى يعتمدون عليها للبقاء. ولعل الاستثمارات بدرجة أكبر في إدارة المياه المخصصة للزراعة سيؤتي أكله في القارة، في حين يشكل النمو الزراعي مفتاح الحدّ من الفقر في أفريقيا وتوجيه التنمية الاقتصادية فيها. غير أن الزراعة تحتاج إلى المياه التي قد تصل إلى كمية كبيرة. ورغم غنى أفريقيا بموارد المياه، إلا أن استجرارها لا يتجاوز نسبة ثلاثة في المائة من إجمالي الموارد المتجددة. وفي استجابة للتحديات آنفة الذكر، تهدف شراكة المياه المخصصة للزراعة في أفريقيا إلى تحفيز الاستثمارات في تنمية المياه وتنشيط إمكانيات الزراعة على مستوى القارة. 

إضافة إلى ما ذكر، خلصت دراسة أجريت مؤخراً حول "البنية المؤسساتية" لإدارة المياه المخصصة للزراعة في أفريقيا إلى وجود العديد من المؤسسات الأفريقية التي تتمتع بقدرات وخبرات في مجال إدارة المياه المخصصة للزراعة، غير أنها تعجز منفردة كانت أم مجتمعة عن توفير طيف كامل من الاختصاصات ودرجة من التنسيق المطلوب لمواجهة التحديات التي تواجه أصحاب الشأن في القارة. لذلك جاءت شراكة المياه المخصصة للزراعة لسدّ هذه الفجوة من خلال تجميع المعرفة لدى الشركاء وتنسيق جهودهم.