يظل الصراع الدائر وانعدام الأمن المدني من الأسباب الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي في اليمن. فلا تزال اليمن تعاني من أزمة إنسانية واسعة النطاق خاصة مع وجود أكثر من نصف السكان – 14.7 مليون نسمة- في حاجة إلى المساعدة الإنسانية ومئات آلاف من المشردين. ففي اليمن يعانى أكثر من 4 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي وحوالي 8 مليون يعانون من نقص التغذية.

لقد أثرت الأزمة الإنسانية في اليمن سلبا على الإنتاج الزراعي وسبل كسب العيش.فالتشرد والنزاع اللذان طال أمدهما أسفرا عن خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية والثورة الحيوانية ودمرا المدخلات الزراعية  اللازمة لاستعادة الإنتاج الغذائي.

ولمواجهة هذه الأزمة، تكاتفت منظمات الأمم المتحدة الثلاث التي تتخذ من روما مقرا لها، منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)،  من أجل دعم الحكومة اليمنية لتحقيق الأمن الغذائي وبناء القدرة على المجابهة في المجتمعات الأكثر ضعفا في البلاد.

لقد التزمت الوكالات الثلاث، التي وقعت أمس خطاب تفاهم أقرته الحكومة اليمنية، بتكثيف البرامج والإجراءات في البلاد من خلال استراتيجيات مشتركة وأنشطة المناصرة والدعوة التي تستهدف الفئات الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والفئات الأكثر ضعفا من السكان.

وستعمل هذه المبادرة على تحسين التواصل بين الوكالات الثلاث وسكان الريف والسكان الأكثر تهميشاً في البلاد، وذلك تماشياً مع الأولويات الإنمائية للحكومة اليمنية .

وقد رحب معالي الوزير فريد أحمد سعيد مجور، وزير الزراعة والري اليمني ، بهذه الخطوة مؤكدا أن الاتفاق سيضيف أرضية جديدة للتعاون بين الحكومة والوكالات الثلاث.

وسوف تتعاون الوكالات الثلاث، كل في إطار أهدافها، من خلال رؤية مشتركة لمعالجة انعدام الأمن  والحد من الجوع على أساس ما يعرف بـ"نهج المسار المزدوج من خلال (أ) مساعدة غذائية فورية، بناء القدرة على المجابهة وتوفير شبكات الأمن الاجتماعي، و(ب) مبادرات مشتركة ترمي إلى القضاء على الأسباب الجذرية للجوع والفقر مع دعم طويل الأجل للتنمية الزراعية لصغار المزارعين