التنوع البيولوجي

التنوع البيولوجي أساس النظم الزراعية والغذائية   

يشكّل التنوع البيولوجي أساس النظم الزراعية والغذائية، والإنتاج المستدام والأمن الغذائي والتغذية للجميع. ويشمل التنوع البيولوجي مختلف الأنواع النباتية والحيوانية والفطرية والميكروبية الموجودة في العالم، والتنوع الوراثي داخل هذه الأنواع، وتنوّع كل النظم الإيكولوجية البرّية والمائية التي تعيش فيها الأنواع. 

 ويتّسم التنوع البيولوجي بأهمية حاسمة بالنسبة إلى وظائف النظم الإيكولوجية وخدماتها ويتجاوز نطاق الأنواع والأصناف المستخدمة بصورة مباشرة للغذاء والوقود والألياف. ويشمل التنوع البيولوجي الأوسع كلًا من الملقحات الحيوانية التي تؤدي إلى زيادة غلّة المحاصيل ومجموعة الأنواع التي تساعد على مكافحة الآفات. وتساهم طائفة واسعة من الكائنات الحية التي تعيش تحت سطح الأرض في سلامة التربة، وتدوير المغذيات، والحفاظ على المياه وتنقيتها، وحبس الكربون. وفي النظم المائية، تعتمد الأنواع التي يتم اصطيادها على الأكسجين والأغذية التي توفرها الأنواع الأخرى وتستفيد من موائل مثل غابات الأعشاب البحرية والشعب المرجانية.  

 ويدعم التنوع البيولوجي حول العالم أيضًا سبل كسب العيش الخاصة بالشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية، والمزارعين الأسريين، والقيّمين على الغابات، وصيادي الأسماك، ومربي الماشية، والرعاة.  

 وإن تنوع أصناف المحاصيل والسلالات الحيوانية وأنواع الأسماك المستزرعة التي قام أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية بتطويرها واستخدامها على نحو مستدام وصونها على مدى آلاف السنين، يساهم في الأمن الغذائي للناس وتغذيتهم وسبل عيشهم بطرق متعددة.  

وللحفاظ على الإنتاج الزراعي والغذائي في الحاضر والمستقبل، يتعيّن علينا إدارة التنوع البيولوجي الموجود في نظم الإنتاج والمجموعة الواسعة من خدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها المناظر الطبيعية والبحرية المحيطة، إدارة مستدامة.  

المفاهيم الرئيسية 

التنوع البيولوجي 

يُعرّف التنوع البيولوجي في المادة 2 من اتفاقية التنوع البيولوجي على أنه "تباين الكائنات العضوية الحية المستمدة من كافة المصادر بما فيها، ضمن أمور أخرى، النظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية والأحياء المائية والمركبات الإيكولوجية التي تعد جزءًا منها، وذلك يتضمن التنوع داخل الأنواع وبين الأنواع والنظم الإيكولوجية". (اتفاقية التنوع البيولوجي، 1992

التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة 

التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة هو فئة فرعية من التنوع البيولوجي، وهو يتضمن "تنوع الحيوانات والنباتات والكائنات الدقيقة وتباينها على المستوى الوراثي وعلى مستوى كلٍ من الأنواع والنظم الإيكولوجية التي تدعم هياكل النظام الإيكولوجي ووظائفه وعملياته داخل نظم الإنتاج وحولها، وتوفر المنتجات الزراعية الغذائية وغير الغذائية". (منظمة الأغذية والزراعة، 2019 

تعميم التنوع البيولوجي من أجل عالم مستدام ينعم فيه الجميع بالأمن الغذائي 

يشكّل التنوع البيولوجي عاملًا حيويًا بالنسبة إلى النظم الزراعية والغذائية، ولكنه يتأثر بها أيضًا. وسيتطلّب التصدي لأزمتي التنوع البيولوجي والمناخ وتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تحويل الزراعة والغابات ومصايد الأسماك من أجل ضمان الحد من آثارها على التنوع البيولوجي وتلبية احتياجات الناس على السواء. 
ويُعدّ ضمان استدامة الزراعة وإنتاجيتها خطوة مهمة باتجاه وقف تحويل الغابات والنظم الإيكولوجية الأخرى وتجزئتها. وسيساهم ذلك في التكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره والتقليل من مخاطر تفشي الجائحات في المستقبل من خلال المساعدة على ضبط ظهور مسببات الأمراض وانتشارها. 
 وبالاستناد إلى تاريخ طويل في مجال تعزيز التنمية الزراعية المستدامة وصون التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة واستخدامه المستدام، يقوم الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031 بتوجيه عمل المنظمة ويعزّز التزامها أيضًا بصون التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام باعتباره عنصرًا أساسيًا من رؤيتها المتمثلة في إيجاد عالم مستدام ينعم فيه الجميع بالأمن الغذائي. 
وتعمل المنظمة كمنتدى محايد وهي نشطة في أكثر من 140 بلدًا. اضغط على علامة "عملنا" للاطلاع على المزيد عن عمل منظمة الأغذية والزراعة مع الحكومات والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى لتعميم التنوع البيولوجي عبر مختلف القطاعات الزراعية والغذائية.