بالنسبة للشباب، قد تبدو السياسة وكأنها من اختصاص الكبار، ولكنها في الواقع تلعب دورًا أساسيًا في حياة كل فرد. فالقادة، على سبيل المثال، لديهم دور رئيسي في محاربة الفقر والجوع. وتركيزهم على الزراعة، وتغير المناخ، وخلق فرص العمل، وزيادة حماية القطاعات الأكثر ضعفًا من السكان يمكن أن يحدث فرقًا على المديين القصير والطويل.

وتحتاج الحكومات إلى رصد السوق حتى تكون أيضًا الأسعار عادلة لصغار المزارعين. وينبغي عليها التأكد من أن الشركات الكبيرة تحترم حقوق السكان المحليين وتحميها عند شراء أو استئجار مساحات كبيرة من الأراضي. كما تحتاج أيضًا إلى الترويج للأكل الصحي؛ واستثمار المزيد في الأبحاث، والتركيز على تنمية المناطق الريفية. وهذه بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين حياة السكان.

القيادة الرشيدة تحدث فرقًا: ولهذا تعتقد الفاو أن دعمها للحكومات وتلقي الدعم من الحكومات ضروريان لوضع استراتيجيات عالمية لمكافحة الجوع.

حوالي 90 في المائة من المزارع في العالم تملكها الأسر. وهذا يعني أن وراء كل مزرعة أم، وأب و أقارب آخرون أحيانًا يعملون معًا لإنتاج الأغذية للأسرة والمجتمع الريفي الذي ينتمون إليه.

وتلعب هذه المزارع دورًا رائعًا في مهمة تحقيق القضاء على الجوع، ويجب أن تكون على دراية بذلك! وتشجع الفاو هذه الأسر على الانضمام معًا في تعاونيات لزيادة قوتها، وتحسين فرص حصولها على الموارد، وتعظيم أرباحها. ويمكنها معًا التكيف مع تغير المناخ ووضع استراتيجيات مشتركة للزراعة المستدامة، وكذلك تعلم كيفية الاستعداد للكوارث الطبيعية والتعافي بشكل أسرع من آثارها.

وأخيرًا، ينبغي لصغار المزارعين الحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض، مثل التربة والمياه، وتحسين تقنيات الحصاد، وتخزين الأغذية، والتعبئة، والنقل للحد من الفاقد من الأغذية.

ونحن لا نتحدث فقط عن المزارعين في الحقول، بل أيضًا عن المجتمعات التي تكسب رزقها من الغابات، ومصايد الأسماك، والرعي. وتكرس الفاو الوقت والموارد للإمكانات المذهلة التي يتمتع بها صغار المزارعين هؤلاء، مع التركيز بشكل خاص على المعرفة، والتعليم، والتكنولوجيا.

تكتب باللون الأسود الغامق هو أحد المكونات الأساسية في مكافحة الجوع، ولن يكون ذلك ممكنًا دون دعم “القطاع الخاص”. ولكن ما هو هذا بالتحديد؟

ويتكون القطاع الخاص من الشركات والمؤسسات من جميع الأحجام التي لا تعمل في الزراعة فحسب، ولكن أيضًا في الخدمات المرتبطة بها، مثل التأمين، والتسويق، والاتصالات، والتمويل.

وتعمل شركات القطاع المالي مع الفاو لمنح أشد الأسر الزراعية فقرًا إمكانية الحصول على الأموال حتى تتمكن من تحسين مزارعها وكسب المزيد من الدخل.

ويمكن لمحلات السوبر ماركت المشاركة في مبادرة توفير الأغذية التابعة للفاو والاتصال بتجار التجزئة للمواد الغذائية في جميع أنحاء العالم للحد من الفاقد والمهدر من الأغذية في متاجرهم، وكذلك تشجيع زبائنهم على الانضمام إلى الجهود المبذولة.

ويمكن للشركات المتعددة الجنسيات العمل 

مع الفاو لاستخدام المساحات الكبيرة من الأراضي بشكل مسؤول، يحترم البيئة ويضمن عدم إبعاد السكان المحليين عن مزارعهم، أو وظائفهم، أو منازلهم.

وشركات المواصلات السلكية واللاسلكية لا غنى عنها للفاو: إذ يمكنها تطوير تطبيقات جديدة توفر للمزارعين الأسريين إمكانية الوصول إلى المعلومات، حتى يتمكنوا من استخدام الموارد الطبيعية بمزيد من الحذر، والاستعداد للظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ.

ويجب أن تتعاون الصحف، والمجلات، وغيرها من وسائل الإعلام مع الفاو لتقاسم المزيد من المعلومات عن الجوع، والتغذية، والقضايا الأخرى المتعلقة بالأغذية.

يمكن لأي رائد أعمال في العالم أن ينضم إلى الفاو في مكافحة الجوع، على سبيل المثال من خلال اعتماد إجراءات التنمية المستدامة، والانضمام إلى الحوار الدولي بشأن هذا الموضوع. وذلك لأن الجوع، كما رأينا، مشكلة تهمنا جميعا! 

أخيرًا وليس آخرًا، تؤمن الفاو بقوة الأجيال الشابة من جميع البلدان، ومن جميع مناحي الحياة. والشباب، كما سبق أن قلنا، هم كبار الغد الذين سيرثون الأرض.

لقد اختار الأطفال في هذه الصورة بالفعل ما سيقومون به من إجراءات ويقومون بتنفيذها!

ما الذي يمكنك القيام به لمساعدة العالم في تحقيق مهمة القضاء على الجوع؟ اقرأ بعض نصائحنا في الصفحات التالية واكتشف كيف يمكنك الانضمام إليهم.