أمينة محمد تنضم إلى شو دونيو لمناقشة المساواة بين الجنسين والاحتفال بيوم أفريقيا
25 مايو/أيار 2021، روما ـ احتفلت لجنة شؤون المرأة لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) اليوم بذكراها السنوية الأولى وبيوم أفريقيا، في حضور كلّ من المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو والضيفة الخاصة، السيدة أمينة ج. محمد، نائب المدير العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي تحدثت عن حياتها وعن رؤيتها لعالم يتم فيه تمكين النساء ولا يُترك فيه أي أحد خلف الركب.
وإلى جانب السيدة أمينة محمد والسيد شو دونيو، شارك حوالي 300 من موظفي المنظمة، رجالا ونساء من حول العالم، في جلسة الشاي الافتراضية هذه.
وكان هذا اللقاء غير الرسمي قد أطلق من قبل لجنة شؤون المرأة للمنظمة في 30 مارس/آذار 2020 لمنح موظفي المنظمة منصة تتيح لهم التواصل، وتبادل الآراء وتجارب الحياة خلال الجائحة، والبحث في مواضيع واسعة النطاق – في حضور ضيوف خاصين - تتراوح بين التطوير الوظيفي والمساواة بين الجنسين وبين العلوم والنزعات الراهنة في مجال الأخلاقيات.
وبعد عشرين لقاء وعدد أكبر من أكواب الشاي، تحوّل الحدث، على حد قول السيد شو دونيو، إلى تعبيرٍ راقٍ عن "تنوع النساء وإنجازاتهن في المجالات كافة - فن الأكل والعلوم والشؤون الدبلوماسية - من أجل إبراز الإجراءات المبتكرة التي بوسعها تمكين النساء والفتيات."
أما ضيفة اليوم، السيدة أمينة محمد، فقد قطعت أشواطًا طويلة وصعبة - من مصمّمة للمدارس والعيادات إلى وزيرة للبيئة في نيجيريا وصولًا إلى شغل منصب نائب المدير العام للأمم المتحدة.
وعندما سُئِلَت السيدة أمينة محمد عن كيفية وصولها إلى حيث هي اليوم، تحدثت بشغف عن مسيرتها، وتخللت حديثها نصائح ملهمة وأفكار عميقة.
وفي ما خص مسيرتنا في الحياة، قالت: "مهما كانت العقبات التي تفاجئنا في الحياة، علينا الوقوف صامدين والمكافحة للبقاء... لجميعنا قصة يخبرها. لجميعنا درب يسلكها. وحالما نبصر النور في هذا العالم، يمكننا العمل على تغيير مسار دربنا فيه"ـ واصفةً نفسها بأنها صاحبة شخصية صامدة ومتسامحة، وبأنها الإبنة البكر بين خمس بنات تعلمت تحمل المسؤولية في مرحلة مبكرة من حياتها ولم تتخل عن مسؤوليتها يومًا، وهي اليوم أم لستة أبناء وجدة لحفيدين اثنين – معتبرة أن تلك هي "الوظيفة" التي تفخر بها أكثر من سواها.
وفي ما خص العمل، قالت السيدة أمينة محمد: "لا أنظر إلى وظيفتي على أنها عمل... فكل ما أنجزته في حياتي، لم أتعامل معه على أنه مجرد وظيفة... استفيدوا الدروس من عملكم، وانطلقوا مما تعرفونه ومما اختبرتموه. عليكم تجريب الأمور لكي تعرفوها بحق."
وعن كونها امرأة، قالت: "لم أستغل قط كوننا مجموعةً مقموعةً ومستبعدة ومظلومة. كل تلك الأمور التي نعرف أننا نتحملها كنساء، لا يجب أن تستخدم أبدًا كسَنَد لنا؛ بل يجب أن نستخدمها كسلاح... 50 في المائة من سكان العالم غير ممثلات، ويجب تمثيلهن... استعينوا بقدرتكن كنساء في أي وضع تجدن أنفسكن فيه... فبمقدوركنّ رسم معالم المستقبل."
وماذا عن رؤية السيدة أمينة محمد بشأن بناء حقوق المرأة وتعزيزها وعدم ترك أي أحد خلف الركب؟ يجب إيلاء الحقوق مكانةً مركزية وجعل النساء يتولين زمام الأمور إلى جانب الرجال.
فشددت قائلة: "حين تمكنون النساء، فهن لن يتركن أي أحد خلف الركب."
كما تحدثت عن الفرصة التي تتيحها جائحة كوفيد-19 من أجل إعادة البناء على نحو أفضل وجعل الاستجابة المتاحة حاليًا على أفضل ما يكون في جميع المجالات - من التمويل إلى النظم الغذائية. وفي ما يتصل بهذا الشأن الأخير، أعربت السيدة أمينة محمد عن تقديرها للدعم الذي قدمه المدير العام للمنظمة إلى قمة النظم الغذائية.
كما شكرت السيد شو دونيو - مؤسس لجنة شؤون المرأة لدى المنظمة - على كونه من مناصري تخصيص مجالات للنساء وفتح تلك المجالات. فقالت: "إن هذا النوع من المحافل الذي شجّعه المدير العام للمنظمة يسهم كثيرًا في تعزيز موقعنا جميعًا."
وشكر السيد شو دونيو من جانبه السيدة أمينة محمد على خطابها الحماسي والصادق، ودعاها للتحدث إلى الشباب والنساء خلال الدورة المقبلة للمنتدى العالمي للأغذية التي ستقام في أكتوبر/تشرين الأول.
وأعاد السيد شو دونيو التأكيد على ضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين من أجل عالم خال من الجوع ومن سوء التغذية.
وقال: "لدينا جميعًا دور نؤديه ومكاسب نجنيها جراء تحقيق ذلك."
وبالنسبة إلى يوم أفريقيا، أشار السيد شو دونيو إلى أن الزراعة هي أهم القطاعات الاقتصادية في أفريقيا حيث تمثل النساء حوالي نصف القوى العاملة.
وحضّ المشاركين قائلًا: "تشكل النساء العمود الفقري للعالم الريفي وللعائلة. وعلينا الدعوة إلى تحسين تمثيلهن في عمليات صنع القرار وتعليمهن وبناء قدراتهن فضلًا عن توفير وصولهن إلى الموارد والخدمات والفرص بصورة متكافئة."
وأعلن السيد شو دونيو عن نفسه كمناصر شديد للمساواة بين الجنسين والتكافؤ في مكان العمل. ومن أجل تحويل الأقوال إلى أفعال، شدّد السيد شو دونيو على بعض من آخر إنجازات المنظمة في هذا المجال: أي السياسة الجديدة بشأن المساواة بين الجنسين التي ترمي إلى تمكين النساء، والسياسة الأكثر مواكبة للعصر بشأن الإجازة الوالدية مع زيادة عدد أيام إجازة الأبوة.
وأكد السيد شو دونيو على أن "المساواة بين الجنسين والتنوع والشمول من أولويات جدول أعمال المنظمة".
وفي ختام هذا الحدث، ناقشت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة ورئيسة لجنة شؤون المرأة، والسيدة Marcela Villarreal، مديرة شعبة الشراكات والتعاون مع الأمم المتحدة ونائب رئيسة لجنة شؤون المرأة وميسرة جلسة الشاي الافتراضية اليوم، مع المشاركين كيفية تحديد معالم عمل اللجنة.