المدير العام يجمع كبار المديرين لبناء منظمة قادرة على التكيف وموجهة نحو تحقيق النتائج
30 يوليو/تموز 2020، روما - عقد السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) اليوم اجتماعًا افتراضيًا مع أكثر من 120 من كبار المديرين في وكالة الأمم المتحدة من مختلف أنحاء العالم لعرض الخطوات المقبلة في عملية تنفيذ الإصلاحات لجعل المنظمة أكثر كفاءة وفعالية وشمولية وشفافية وتوجهًا نحو تحقيق النتائج.
وكان هذا الاجتماع العالمي الثالث الذي شارك فيه السيد شو شخصيًا مع سائر المديرين على مستوى مدير والفئات العليا. وفي سبتمبر/أيلول 2019، أي بعد شهر واحد على توليه منصبه، طلب المدير العام من كبار المديرين التركيز فورًا على تحقيق نتائج ملموسة أكثر. وفي شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام، أعلن سنة 2020 "سنة الكفاءة في المنظمة" وسلط الضوء على أهمية اعتماد الابتكار، ليس الابتكار الرقمي فحسب بل أيضًا "الابتكار في الذهنيّة والابتكار في النهج والابتكار في نموذج الأعمال".
وأشاد السيد شو خلال افتتاح الاجتماع بفريق الإدارة على ما حققته المنظمة من إنجازات وأداء جيد خلال النصف الأول من عام 2020 رغم التحديات الهائلة الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وقال "إني أهنئكم جميعًا؛ فكل الإنجازات التي تحققت إنما هي إنجازاتكم أنتم. وكل الصعاب التي تمّت مواجهتها، إنما واجهناها معًا."
وأشار المدير العام إلى قرارين هامين اتخذا في شهر يناير/كانون الثاني وكانا أساسيين لأداء المنظمة خلال الجائحة. تمثل القرار الأول في تعزيز إدارة حالات الطوارئ من خلال تعيين السيد Laurent Thomas، نائب المدير العام، لقيادة الجهود. وقضى القرار الثاني بتعزيز عملية جمع البيانات الضخمة وإدارتها بقيادة السيد Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين.
وأعلن السيد شو "في حين أنّ حماية رفاهية موظفينا وسلامتهم كانت في صدارة أولوياتنا، حافظنا على التزامنا بالعمل ذي الأولوية على تحقيق الإنجازات بما يفيد من نعمل لخدمتهم، انطلاقًا ممن هم الأشدّ إهمالاً" مشيرًا إلى أنّ المنظمة قد اتخذت أيضًا خطوات هامة لكي تصبح منظمة رقمية بالفعل في مواجهة "الأوضاع العادية المستجدة".
الهيكل التنظيمي الجديد
تمحور اجتماع اليوم حول تنفيذ خطة الإصلاح التي وضعها المدير العام للمنظمة والتي أقرها مؤخرًا مجلس المنظمة.
وشدّد قائلاً "فليكن من الواضح أننا أطلقنا أكبر عملية إصلاح وإعادة تنظيم منذ تأسيس منظمة الأغذية والزراعة" مشيرًا إلى اعتماد هيكل تنظيمي معياري ومرن بقدر أكبر. وسيقدم فريق إدارة رئيسي مؤلف من نواب المدير العام الثلاثة ورئيس الخبراء الاقتصاديين ورئيس العلماء ومدير الديوان الدعم المباشر للمدير العام.
وشدد السيد شو على الدور القيادي المناط بكبار المديرين في هذا السياق: فبموجب هذه الترتيبات الجديدة، يرفع مديرو الشعب والمراكز والمكاتب، بوصفهم خبراء كل في مجال اختصاصه، تقاريرهم مباشرة إلى فريق الإدارة الرئيسي، مما يعزز التوافق الداخلي في الآراء ويتجنّب التقوقعات ويحدّ قدر الإمكان من البيروقراطية.
وقال السيد شو "إنّ هذه الإصلاحات تفضي إلى هيكل متماسك ومتساوٍ؛ أي نظام للإدارة يقوم على مزيد من تفويض السلطات؛ وبيئة تشجّع الإبداع وروح المبادرة. هذه هي المنظمة الجديدة القادرة على التكيّف" مشيرًا إلى أنّ المنظمة لا تزال متجذّرة "أكثر من أي وقت مضى في الولاية التأسيسية التي أناطها بها الأعضاء المؤسسون."
وأعلن المدير العام بوضوح أنّ الهيكل الجديد يشكل فرصة للمديرين لإبراز مواطن قوتهم الفنية والمهنية بموازاة مساءلتهم عن أعمالهم.
وقال السيد شو "سيكون هذا النهج حافلاً بالتحديات في بداية الأمر حيث أنه سيفترض منكم التكيف وتعديل طريقة عملكم. لكن سرعان ما ستتجلى إيجابياته من خلال مزيد من المنافع وصنع القرارات والفرص." وطلب إلى المديرين التفكير أبعد من التقوقعات العادية وأن يكونوا قدوة في إدارتهم من الأعلى: "إذا ما أظهرتم انفتاحكم على العالم، سيبادلكم العالم هذا الانفتاح".
وشجّع المدير العام أيضًا الجميع على التفكير بصورة مبتكرة وإظهار أنّ الأنشطة التي يقومون بها ترمي إلى تحقيق المنفعة الشاملة للمنظمة. وأشار إلى أنّه ستوضع غايات للمديرين من حيث حشد الموارد ومؤشرات الأداء للمشاريع وجداول عدّ عكسي محددة المهل.
وقال السيد شو "إنّ التطلعات كبيرة. لكن كلنا ثقة في قدراتكم وفي اعتقادي أنكم ستكونون على قدر هذه التطلعات التي ينطوي عليها مستوى المسؤولية الجديد هذا" مضيفًا أنّ "هذا التحول في العمق يؤثر علينا جميعًا. فأنا أرى نفسي الآن أنتقل من قيادة مجموعة مفكرين إلى مجموعة منفذين، من كبير واضعي التصاميم إلى كبير المهندسين."
الاستجابة لكوفيد-19
بالنظر إلى المساعدة التي تقدمها المنظمة للبلدان من أجل معالجة تأثيرات جائحة كوفيد-19 على النظم الغذائية، حثّ المدير العام كبار المديرين على الالتزام بخطة الاستجابة الشاملة للمنظمة من أجل مواجهة التحديات الناشئة عن الأزمة ومساعدة المجتمع الدولي على إعادة البناء على نحو أفضل.
وقد أطلق مؤخرًا برنامج الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها خلال حوار افتراضي مع القطاعين العام والخاص. ويسعى البرنامج إلى توفير استجابة مرنة ومنسقة تضمن حصول الجميع على أغذية مغذية من خلال حشد جميع أشكال الموارد والشراكات على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية.
وتدعو المنظمة إلى اتخاذ إجراءات فورية في سبعة مجالات ذات الأولوية هي:
تعزيز خطة الاستجابة الإنسانية العالمية لجائحة كوفيد-19
ضمان الإدماج الاقتصادي والحماية الاجتماعية للحد من الفقر
تحفيز التجارة ومعايير سلامة الأغذية
تعزيز قدرة أصحاب الحيازات الصغيرة على التعافي
الوقاية من الجائحة الحيوانية المصدر المقبلة من خلال تعزيز نهج "صحة واحدة"
إطلاق عملية تحويل النظم الغذائية
واعتبر المدير العام أنه "يتعين على جميع المديرين أن يكونوا على دراية وأن تتضافر جهودهم في سبيل الدعوة لاتباع هذا النهج وتوفير الدعم له".
وشجع السيد شو أيضًا المديرين على إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل القديمة والمستجدة: "إننا نعيش اليوم واقعًا يزداد تعقيدًا وتنافسية يومًا بعد يوم. ولا بد لنا أن نبيّن أننا نُحدث تغييرًا فعليًا في نموذج أعمالنا لتحقيق المزيد بقدر أقلّ من الموارد المالية. تمامًا كما تبيّنه مبادرة العمل يدًا بيد."
وفي الختام، حثّ المدير العام كبار المديرين على العمل الوثيق نحو "مسار يقودنا إلى مستقبل أفضل من خلال إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل من أجل حياة أفضل".