المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يشارك في حدث "إجراءات جريئة من أجل الأغذية"
روما/دافوس – أفاد السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، اليوم الثلاثاء، أن النظم الزراعية والغذائية تنطوي على إمكانات جمّة للمساعدة في الحد من بصمة الكربون التي يتسبب فيها الإنسان.
وقال "نحن بحاجة إلى القيام بالمزيد من الزراعة الذكية مناخيًا"، مضيفًا أن هذا يعني العمل على جبهتي الابتكار والسياسة.
وتناول المدير العام الكلمة خلال حدث "إجراءات جريئة من أجل الأغذية" الذي نظمه المنتدى الاقتصادي العالمي وشارك فيه فريق نقاش ضمّ معالي السيدة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة في جمهورية مصر العربية، إلى جانب مسؤولين كبار من البنك الدولي وشركات الأغذية الزراعية الكبرى. واختتم السيد شو دونيو أعمال هذا الحدث جنبًا إلى جنب مع معالي السيد Tom Vilsack، وزير الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أعرب في التصريحات التي أدلى بها عن تأييده لفكرة أنه بات أمام الزراعة "الفرصة للقيام بخطوات كبيرة في عملية" الوصول إلى مستوى الصفر من حيث الانبعاثات، وربما بوتيرة أسرع من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
ووافق السيد شو دونيو وشدّد على مواضيع رئيسية عدة، تشير كلّها إلى مدى أهمية التأطير الشامل لكيفية المضي قدمًا باتجاه الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر على الصعيد العالمي.
وأوضح أنه ثمة حاجة إلى الابتكار لتغيير الطريقة التي يستخدم بها الناس، بما في ذلك في النظم الزراعية والغذائية، الطاقة. وقال إن تسخير وتوجيه استخدام المنتجات الثانوية للعمليات البشرية وأثرها جزء رئيسي من ذلك.
وقال السيد شو دونيو إن تحويل النظم الزراعية والغذائية مسألة معقدة أكثر من التغييرات التي يتعين إجراؤها في القطاعات الأخرى، مشيرًا إلى أن "مجموعة واحدة من الجبال تختلف عن مجموعة أخرى".
وأضاف أنه على العلم أن يؤدي دورًا أكبر في النهج العملية المعتمدة لحلّ المشاكل.
كما شدّد السيد شو دونيو على أنه من المهم، لدى تصميم مبادرات تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة الناشئة عن النظم الزراعية والغذائية، مراعاة سلاسل القيمة برمتها.
ويشمل ذلك مكونات، مثل تجهيز الأغذية وتعبئتها ونقلها، وكذلك إنتاج المدخلات الزراعية وعوامل ذات صلة بالبيع بالتجزئة مثل التبريد. وأبرز تحليل أجرته المنظمة مؤخرًا أن الأنشطة غير الزراعية تمثل حصة متزايدة من انبعاثات غازات الدفيئة الناشئة عن النظم الزراعية والغذائية، والتي تمثل اليوم قرابة ثلث جميع الانبعاثات البشرية المنشأ. وشهدت الانبعاثات الناجمة عن الطاقة المستخدمة قبل عمليات الإنتاج الزراعي وأثناءها وبعدها زيادة كبيرة خلال العقود الأخيرة حتى مع استقرار صافي انبعاثات الأنشطة الزراعية.
وتناول المدير العام مسألة قطاع الثروة الحيوانية الذي يعد من أكبر قطاعات الأغذية الزراعية من حيث انبعاثات غازات الدفيئة. وقال إن التقنيات متاحة حتى "تكون الماشية محايدة من حيث الكربون". وأشاد مشاركون آخرون في حلقة النقاش بآفاق الزراعة التجديدية التي كثيرًا ما تعتمد على الحيوانات لتحفيز دورات المغذيات وتعزيز سلامة التربة.
ويضطلع الفاقد والمهدر من الأغذية بدور رئيسي في تحويل النظم الزراعية والغذائية. وقال السيد شو دونيو "أعتقد أنه ثمة، على الصعيد العالمي، إجماعًا حول كيفية معالجة الفاقد والمهدر من الأغذية"، مشيرًا إلى أن ذلك من المجالات التي يتعين على المستهلكين تحمل المسؤولية فيها.
واختتم مداخلته بالتعبير عن دعمه لنداء الأمين العام للأمم المتحدة الداعي إلى إنهاء الحرب وحماية أرواح السكان في الأزمة الجارية في أوكرانيا. وقال إن "السلام مهم للغاية"، مشيرًا إلى مدى أهمية الإنتاج الزراعي والإمدادات الزراعية من منطقة البحر الأسود بالنسبة إلى العالم.
الحدث
لقد نُظِّم حدث "إجراءات جريئة من أجل الأغذية" لدراسة الحاجة - التي أصبحت أكثر إلحاحًا بسبب النزاعات وجائحة كوفيد-19 - إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية في العالم إلى بنية ذات صافي انبعاثات صفري ومراعية للطبيعة تغذي الجميع وتطعمه.
وشارك السيد شو دونيو، في وقت مبكر من اليوم، في الاجتماع الأول لعام 2022 لمجلس الإشراف على النظم الغذائية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو ركيزة أساسية لمبادرة النظم الغذائية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، التي تعتبر تحالفًا متعدد أصحاب المصلحة أنشئ بهدف تهيئة الظروف اللازمة للعمل القيادي الجماعي من خلال التفكير النُظمي، ومواءمة القيادة المؤسسية، وتحفيز ودعم توافق دولي في الآراء وجدول أعمال جماعي ومجموعة من معالم القيادة التي يمكنها تسريع وتيرة تلك الإجراءات.