أربعة مجالات عمل رئيسية لتعزيز تحوّل النظم الزراعية والغذائية في أقل البلدان نموًا تحسين الإنتاجية وتعزيز الروابط التجارية وتسريع وتيرة الاستثمارات وتشجيع الابتكار مسائل غاية في الأهمية، حسبما جاء على لسان المدير العام للمنظمة خلال حدث رفيع المستوى في نيو
روما/نيويورك - سلّط المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم الضوء، خلال حدث خاص رفيع المستوى بشأن كيفية تسريع وتيرة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في أقل البلدان نموًا، على أربعة مجالات رئيسية للجهود المبذولة بهدف تعزيز تحوّل النظم الزراعية والغذائية في أقل البلدان نموًا.
وتكمن المجالات الرئيسية الأربعة في ما يلي: (1) تحسين الإنتاجية والإدماج الاجتماعي والقدرة على الصمود والاستدامة؛ (2) وتعزيز الروابط التجارية؛ (3) وتسريع وتيرة الاستثمارات في كلٍ من البنية التحتية المادية ورأس المال البشري؛ (4) والابتكار في التكنولوجيا والدراية والمؤسسات.
وقال السيد شو دونيو، خلال حلقة نقاش تناولت ضمان تحقيق تعافٍ قوي وقادر على الصمود من الأزمات الجارية وبناء أوجه التآزر والاتساق لدعم برنامج عمل الدوحة، "إنّ خروج أقل البلدان نموًا من دائرة الفقر المدقع والهشاشة يمر عبر إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية، ما يهيئ الظروف المواتية للتصنيع، وزيادة التجارة والاستثمار، ونمو الخدمات والتوسع الحضري".
وشارك في عقد هذا الحدث رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان من بين المشاركين السيدة Amina Mohammed، نائب الأمين العام للأمم المتحدة؛ ووزراء رفيعي المستوى من ملاوي وقطر، ومجموعة من الدبلوماسيين والممثلين من القطاع الخاص ومنظومة الأمم المتحدة أيضًا.
والجدير بالذكر أن أقل البلدان نموًا البالغ عددها 46 بلدًا، والتي ترزح تحت وطأة عوائق هيكلية وقيود مالية متأصلة، تواجه العبء الأكبر من الدمار الذي خلّفته جائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ والاضطرابات الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات، وكذلك التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وعبء الديون، وهي أمور أدت مجتمعة إلى النيل ممّا تحقّق على مدى عقد من الزمن من تقدم في مجال التنمية.
وقال المدير العام للمنظمة إنّ أقل البلدان نمًوا تتعرض بشكل خاص لأزمة المناخ وتدهور الموارد البيئية والطبيعية، وفقدان التنوع البيولوجي، والانكماش الاقتصادي، وتقلّب أسعار الأغذية والأسمدة والطاقة، إضافة إلى الصراعات.
وأضاف قائلًا "نحن بحاجة إلى إجراءات أكثر طموحًا وفعالية للحيلولة دون حدوث أزمة أكبر في المستقبل"، داعيًا إلى "زيادة كبيرة للغاية في حجم الاستثمار والتجارة ووتيرتهما".
عمل منظمة الأغذية والزراعة
تلتزم منظمة الأغذية والزراعة التزامًا عميقًا بهذا التحدي من خلال مبادرة العمل يدًا بيد الرائدة التي وضعتها، حيث معظم البلدان المشاركة هي من أقل البلدان نموًا، وقدم العديد منها فرصًا استثمارية في منتدى الاستثمار التابع للمبادرة الذي نظمته المنظمة واستضافته مؤخرًا.
وقال السيد شو دونيو "نرى أن العديد من الحكومات تضع خططها الإنمائية الجديدة على أساس سليم من التحوّل الطموح للنظم الزراعية والغذائية. وبدأنا نرى أنه يمكن إتاحة الابتكارات - والاستثمارات - اللازمة من خلال تعاون جديد واسع النطاق ومتعدد أصحاب المصلحة وقائم على الأقاليم."
وحث المدير العام علوم النظم الزراعية والغذائية على أن تصبح أكثر انفتاحًا وخضوعًا للمساءلة، وعلى زيادة بذل الجهود لجعل المعارف والبيانات والمعلومات أكثر سهولة وفائدة لجميع البلدان، ولا سيما أقل البلدان نموًا.
وأشار إلى أن المنظمة تتولى، جنبًا إلى جنب مع العديد من الشركاء من القطاعين العام والخاص حول العالم، زمام قيادة العمل الجماعي لتحقيق أثر على أرض الواقع. قال السيد شو دونيو إنّ المنظمة أقامت - ولا تزال - منصة جغرافية مكانية جديدة "تتيح لجميع البلدان إمكانية الوصول إلى الملايين من طبقات البيانات ومكتبة متنامية من الأدوات لتطوير المعرفة القابلة للتنفيذ من أجل الابتكار في مجال السياسات والاستثمار".
وقال إنّ الحياة الحديثة تزيد من ترابطنا وأوجه ضعفنا المتبادلة وتعقيدنا، لذلك من الضروري إيجاد "عقد اجتماعي جديد لتوجيه ودعم حياتنا المشتركة وكوكبنا المشترك".
وأشار إلى أن ضمان الحق العالمي في توافر الأغذية للجميع وإمكانية الحصول عليها والقدرة على تحمل كلفتها يتطلب المزيد من الرؤية والالتزام الجماعيين، داعيًا إلى زيادة التركيز على ربط الناس والإجراءات.
واختتم السيد شو دونيو ملاحظاته بالإعراب عن تعازيه للأشخاص الذين عانوا في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا.