جعل النظم الغذائية مستدامة وقادرة على الصمود وشاملة والأنماط الغذائية الصحية متاحة وميسورة الكلفة للجميع أمر حاسم الأهمية لإعادة البناء على نحو أفضل بعد جائحة كوفيد-19
14 يوليو/تموز 2020، واشنطن/روما - في أعقاب إطلاق تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2020 (SOFI 2020)، استضاف مكتب منظمة الأغذية الزراعة في أمريكا الشمالية والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية الندوة الإلكترونية عن تحويل النظم الغذائية من أجل أنماط غذائية ميسورة الكلفة وصحية ومستدامة للجميع:مناقشة رفيعة المستوى عن النتائج الرئيسية المنبثقة عن تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2020.
شارك في هذه الندوة السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة؛ والسيد Johan Swinnen، المدير العام للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية؛ والسيد Jim McGovern، العضو في الكونغرس الأمريكي؛ والسيد Jeffery Sachs، مدير شبكة الأمم المتحدة للحلول من أجل التنمية المستدامة والمستشار الخاص لدى السيد António Guterres، أمين عام الأمم المتحدة لشؤون أهداف التنمية المستدامة؛ والسيد Vimlendra Sharan، مدير مكتب المنظمة في أمريكا الشمالية.
وقال السيد شو "لسنا فقط خارج المسار المطلوب للقضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030، بل يجدر بنا أيضًا مضاعفة الجهود في ظلّ التحديات الناشئة عن جائحة كوفيد-19."
وكانت أيضًا تأثيرات جائحة كوفيد-19 على الأمن الغذائي محور مداخلتَي كلّ من المدير العام للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية والسيد Jim McGovern، العضو في الكونغرس الأمريكي.
وقد اعتبر المدير العام للمعهد أنّ "تراجع اتجاه الجوع وانعدام الأمن الغذائي منذ تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى العقد الأول من الألفية الثالثة قد انتهى قبل خمس سنوات من الآن. ولعل أكثر ما يبعث على القلق هو أنّ عكس هذا الاتجاه الإيجابي خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين كان قد بدأ حتى قبل تفشي كوفيد-19. وما كان لجائحة كوفيد-19 إلا أنّ فاقمت الأوضاع بالنسبة إلى العديد من الأشدّ فقرًا في العالم."
أما السيد McGovern، العضو في الكونغرس الأمريكي، فقال: "إني أخصص قسطًا كبيرًا من وقتي في الكونغرس للعمل على وضع حدّ للجوع في أمريكا. ولقد فاقمت جائحة كوفيد-19 والصدمات الاقتصادية التي رافقتها الجوع وانعدام الأمن الغذائي في بلادي لدرجة أنهما بلغا مستويات لم أرها من قبل. ولا بد لنا من اتخاذ إجراءات شجاعة وحاسمة الآن إذا ما أردنا تجنّب أسوأ تأثيرات جائحة كوفيد-19 أو التخفيف من وطأتها على الجوع في مختلف أنحاء العالم."
وحذّر السيد Jeffery Sachs في ملاحظاته من أنه: "ما لم نسيطر على عدم المساواة الاقتصادية، سنظلّ نواجه مفارقة الحرمان المذهل من أبسط المقومّات في عالم من الوفرة."
وأضاف السيد Sachs "يشكل تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2020 تقريرًا هامًا وسبّاقًا ومأساويًا، يرسم لنا المسار الذي يجدر بنا أن نسلكه. فنحن نملك الدراية والوسائل والثروات والقدرة لوضع حدٍّ للفقر والجوع والانتقال إلى نظم مأمونة لاستخدام الأراضي والطاقة."
أنماط غذائية صحية وميسورة الكلفة للجميع
أكّد المشاركون مجددًا أيضًا على ضرورة تحويل نظمنا الغذائية للحدّ من كلفة الأغذية المغذية وضمان حصول الجميع
في مختلف أنحاء العالم على نمط غذائي صحي.
وأشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة إلى أنه "حتى أبخس الأنماط الغذائية الصحية غير ميسورة الكلفة لأكثر
من ثلاثة مليارات نسمة في العالم".
ومن شأن التحول إلى أنماط غذائية صحية تراعى فيها اعتبارات الاستدامة أن يحمي أيضًا الشعوب من الأمراض
غير المعدية بموازاة الحدّ من تدهور البيئة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030، على حدّ قول السيد شو دونيو.
وفي ختام الندوة، قدّم السيد Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة عرضًا فنيًا عن النتائج المنبثقة
عن تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2020، بالإضافة إلى نقاش للخبراء بمشاركة كل من السيدة Anna Herforth، مزاملة في جامعة "تافتس" وكبيرة الباحثين المعاونين في إدارة الصحة والسكان في العالم، كلية تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفرد؛ والسيدة Anna Lartey، مديرة شعبة التغذية والنظم الغذائية في منظمة الأغذية والزراعة؛ والسيدة Marie Ruel، مديرة شعبة الفقر والصحة والتغذية في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.
وأبرز هذا الاجتماع أهمية جعل النظم الغذائية مستدامة وقادرة على الصمود وشاملة بموازاة إتاحة الأنماط الغذائية الصحية وجعلها ميسورة الكلفة للجميع من أجل إعادة البناء على نحو أفضل بعد جائحة كوفيد-19 والعودة إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وقال السيد Vimlendra Sharan، مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة في أمريكا الشمالية في ملاحظاته الختامية
"إنّ الغرض من تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم ليس توجيه التّهم بل تسليط الضوء على واقع الحال واقتراح مسارات ممكنة للقضاء على الجوع وسوء التغذية."
يرجى الضغط هنا لمشاهدة الندوة الإلكترونية.