المدير العام، السيد شو دونيو، يشدّد، بمناسبة انعقاد مجلس منظمة الأغذية والزراعة، على حاجة العالم المتزايدة إلى إحداث تحوّل عاجل وسريع للنظم الزراعية والغذائية العالمية

روما - حثّ المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، اليوم أعضاء المنظمة على تحويل التحديات العالمية إلى فرص لتسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية، وذلك خلال افتتاحه الدورة السابعة والسبعين بعد المائة لمجلس المنظمة، وهي آخر دورة للمجلس قبل تقديم برنامج العمل والميزانية المقترح للمنظمة للفترة 2026-2027 من أجل الموافقة عليه من قبل المؤتمر الوزاري للمنظمة المزمع عقده في نهاية يونيو/حزيران.

وقال المدير العام "فنحن جميعًا في قارب واحد"، مناشدًا التحلي بالإرادة الجماعية والجهد والتفاني والحماس من جانب جميع الأعضاء لجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة من أجل تحقيق الأفضليات الأربع - إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

والجدير بالذكر أن مجلس المنظمة هو الجهاز التنفيذي لمؤتمر المنظمة، ويمكن متابعة وقائع جلساته عبر البث المباشر على الإنترنت. ويمكن الاطلاع هنا على الكلمة الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام.

وقد توجّه السيد شو دونيو بالشكر إلى جميع موظفي المنظمة، وخاصة الإدارة العليا، على ما وصفه بجهودهم المتواصلة المبذولة ليلًا ونهارًا للتعامل مع الوضع المتطوّر في أعقاب القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أشار إلى أنّها تطلّبت إدارة سريعة لما يبلغ 106 مشاريع منتهية بقيمة إجمالية بلغت 384 مليون دولار أمريكي تؤثر على حوالي 240 1 موظفًا.

 وقال السيد شو دونيو إن لدى المنظمة استراتيجية متنوعة لتعبئة الموارد، وقد بدأت في تعزيز خطط التأهب والاستباق قبل القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة من أجل التكيّف مع التغيّرات السريعة في المشهد العالمي لتمويل التنمية. وأضاف المدير العام قائلًا " كما توقعنا، فإن مساهماتنا الطوعية الإجمالية للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام تقلّ بكثير عمّا شهدته السنوات الثلاث السابقة التي سُجّل خلالها مستوى قياسي".

وأضاف أنّ على المشاركين في المجلس والمؤتمر في يونيو/حزيران "الحرص على أن يؤدي مستوى الميزانية الذي سيوافقون عليه إلى تمكين المنظمة من تلبية الاحتياجات المتزايدة إلى الدعم المهني والفني الذي نقدّمه إلى الأعضاء".

وبالنظر إلى الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان وحالات التباطؤ الاقتصادي أيضًا، من المتوقع أن تصبح النظم الزراعية والغذائية أكثر أهمية في المستقبل، على حدِّ قول السيد شو دونيو. "فالعالم يتغير بسرعة، وقد كانت المنظمة وستبقى مهمةً بشكل أساسي بالنسبة إلى الطلبات العالمية".

وأوضح السيد Hans Hoogeveen، الرئيس المستقل للمجلس، في معرض تشديده على أنّ المنظمة تدرك في الأوقات التي يسودها عدم اليقين الحاجة إلى القيام بعمل أفضل، وبذل المزيد من الجهد، وزيادة فعالية التكلفة، وتحقيق النتائج على المستوى القطري، قائلًا "إننا في حاجة إلى بناء الجسور وإيجاد حلول وسط لتحقيق النجاح. وكلمّا فعلت المنظمة المزيد، قلّ العبء على كاهل فرادى البلدان".

النقاط البارزة

سلّط المدير العام الضوء، في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أمام المجلس، على عدد من أنشطة المنظمة ومبادراتها وإنجازاتها خلال الربع الأول من عام 2025.

فقد تطرّق إلى التدخلات الزراعية الطارئة للمنظمة في البؤر الساخنة للجوع، مثل أوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغزّة، مشيرًا إلى أن كلًا من الاتحاد الأوروبي والصين ساهم بمبلغ 10 ملايين دولار لدعم مبادرات توزيع البذور التي استفاد منها 2.7 ملايين شخص في السودان.

واستعرض أعمال المنظمة للمساهمة في الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ  التي ستُعقد في البرازيل في وقت لاحق من هذا العام، مشيرًا إلى أنّ المنظمة أطلقت الآن 100 مشروع في حافظة الجاهزية للصندوق الأخضر للمناخ، التي تساعد البلدان على تحقيق القدرات الفنية للوصول إلى التمويل المتاح عالميًا.

وأشار أيضًا إلى المشاركة الفعّالة للمنظمة في الدورة القادمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، حيث ستصدر استعراض حالة الموارد السمكية البحرية في العالم لعام 2025، الذي يشكّل التقييم الأكثر شمولًا وتشاركيةً على الإطلاق حول حالة الأرصدة العالمية، والذي يشارك فيه 670 خبيرًا من أكثر من 90 بلدًا و200 كيان، ويغطي حوالي 600 2 من الأرصدة السمكية.

وأشار إلى الجهود الطموحة التي تبذلها المنظمة لجمع الأطراف والخبراء حول مواضيع ذات أهمية عالمية كبيرة، مستشهدًا على سبيل المثال بالمنتدى العالمي للأعلاف الحيوانية ومنظمي قطاع الأعلاف الذي سيُعقد في أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول بحيث يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة.