اجتماع ثنائي مع معالي السيد أمجد بدر، وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في الجمهورية العربية السورية

©FAO/Christian Mantuano
باري - التقى الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، اليوم على هامش المؤتمر الرفيع المستوى للمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط (CIHEAM) لدعم استراتيجية الصحة النباتية في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بمعالي السيد أمجد بدر، وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في الجمهورية العربية السورية.
وأعرب المدير العام للمنظمة عن تقديره للعلاقات الطيبة مع الجمهورية العربية السورية، وأكّد من جديد التزام المنظمة بمواصلة دعم الجمهورية العربية السورية في التغلّب على التحديات العديدة التي تواجهها في أعقاب الحرب التي طال أمدها.
وأعرب معالي الوزير عن تقديره لفرصة لقاء المدير العام، وأكّد على أهمية القطاع الزراعي في بلاده. وشدّد معالي الوزير أيضًا على ضرورة تعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية مثل المنظمة، من أجل دعم الأمن الغذائي العالمي. وأكّد معالي الوزير أن البحوث والعلوم الزراعية تشكّل الأساس لإيجاد الحلول للتحديات، وأعرب عن تطلّعه إلى زيادة التعاون مع المنظمة في هذا الصدد.
وأفاد معالي الوزير بأن البلاد تشهد، بعد 14 عامًا من الحرب، انهيارًا تامًا للبنية التحتية، وخاصةً في القطاع الزراعي، الأمر الذي أدّى بدوره إلى انخفاض حاد في الأنشطة الزراعية. وعلى وجه الخصوص، سلّط معالي الوزير الضوء على الافتقار إلى المعلومات المتعلقة بالقطاع الزراعي لأنّ قواعد البيانات الحالية لا توفر المعلومات الصحيحة والدقيقة اللازمة لتنمية القطاع.
وأشار معالي الوزير أيضًا إلى تراجع مساحة الأراضي الزراعية بسبب نزوح المزارعين والعاملين في القطاع الزراعي. وأوضح كذلك أنّه نظرًا إلى انهيار البنية التحتية، لا توجد مراقبة للآفات والأمراض الحيوانية والنباتية، وبالتالي هناك حاجة ماسة إلى وضع تدابير مناسبة للحجر الصحي في البلاد. وأفاد معالي الوزير بأنّه نظرًا إلى هجرة عدد كبير من الخبراء إلى خارج البلاد، إلى جانب افتقار القدرات المحلية إلى التدريب، ونزوح السكان، ثمة حاجة ماسة إلى تنمية القدرات والتدريب في البلاد. واختتم معالي الوزير حديثه قائلًا إنّ البلاد تمر بمرحلة إعادة بناء وتعمير، ولكنّها تفتقر إلى الموارد المالية وغيرها من الموارد اللازمة، بما في ذلك إلى البذور والقمح، والتمس دعم المنظمة.
وأشاد المدير العام للمنظمة بمعالي الوزير على المسؤولية التي أخذها على عاتقه لإعادة بناء القطاع الزراعي وأكّد من جديد دعم المنظمة للجمهورية العربية السورية. وأشار المدير العام إلى أن لدى الجمهورية العربية السورية ممارسات زراعية تقليدية، خاصةً في مجال القمح؛ لذلك، من المهم إحياء النظام الزراعي والغذائي في البلاد على الرغم من التحديات العديدة التي يمكن التصدي لها بالعمل معًا. وأكّد المدير العام على دعم المنظمة في الأجل القريب من خلال برنامج التعاون التقني من أجل التدريب على إجراء تعداد زراعي بهدف الحصول على البيانات والمعلومات الأساسية اللازمة من القطاع الزراعي. كما أكّد التزام المنظمة بتوفير ما يلزم من خبرة فنية لإعداد استراتيجية للتنمية الزراعية للسنوات الخمس المقبلة، والعمل أيضًا على تدريب المهنيين الشباب من أجل إعادة بناء القدرات من خلال شركاء، مثل المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وعلى المدى البعيد، أشار المدير العام إلى أنه، مع الاستقرار السياسي والالتزام الكامل من جانب المجتمع الدولي، من الممكن تحديد المزيد من الدعم الطويل الأجل وتقديمه، ولكنه شدّد على أن السلام شرط أساسي وحاسم.