المدير العام شو دونيو

المدير العام يخاطب الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية في منظمة الأغذية والزراعة

لمدير العام يخاطب الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية في منظمة الأغذية والزراعة.

©FAO/Cristiano Minichiello

11/11/2024

روما - قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، في خطابه الافتتاحي الذي ألقاه يوم الاثنين خلال الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية، إننا نمرّ بمرحلة مفصلية في مواجهة تحديات التنمية العالمية، وينبغي أن يتحلى الشركاء بمنظورات بعيدة المدى.

وقال المدير العام: "معًا، يمكننا إبراز المنظمة بدرجة أكبر والإعلاء من مكانتها المركزية على المستوى العالمي، ورسم معالم المستقبل من خلال تصميم مشاريع أطول أجلًا وتنفيذ إجراءات ملموسة استنادًا إلى ولاية المنظمة".

وكان المدير العام يتحدّث في الاجتماع المشترك بين الدورة التاسعة والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج والدورة الثانية بعد المائتين للجنة المالية، وهما جهازان رئاسيان يرفعان توصياتهما إلى مجلس المنظمة حول مسائل تتعلق ببرنامج عمل المنظمة وميزانيتها. ويمكن الاطلاع على النص الكامل لكلمته على هذا الرابط.

وتُجري المنظمة حاليًا مناقشات مع الأعضاء بشأن ثلاث وثائق توجيهية رئيسية هي: الإطار الاستراتيجي المراجع للفترة
2022-2031 والخطة المتوسطة الأجل للفترة 2026-2029 وبرنامج العمل والميزانية للفترة 2026-2027.

وشدّد السيد شو دونيو على أنّ الإطار الاستراتيجي للفترة 2022-2031 قد أثبت جدواه مشيرًا إلى أنّ المنظمة هي "منظمة قائمة على التعلم" ومنفتحة على الأفكار والتعلم والعمل مع الشركاء والاستفادة من الدروس المستخلصة، من أجل تفعيل التعاون بقدر أكبر في المستقبل.

وقال: "هذه مرحلة مفصلية للغاية ومن شأنها أن ترسم ليس فقط المسار الذي تسير عليه المنظمة، بل أيضًا مستقبل الأغذية والزراعة في العالم لسنوات عديدة". وأضاف المدير العام: "نحن نسعى إلى تحديد الفرص المتاحة لتوسيع نطاق عملنا وزيادة أثره، بموازاة الاستفادة من المزايا النسبية للمنظمة ومراعاة الرؤى التي يقدمها الاستشراف الاستراتيجي عن الاتجاهات والتحديات المستقبلية".

وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ حشد موارد المنظمة يكاد يبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق للمرة الثالثة، وهذا أمر مثير للإعجاب نظرًا إلى أنّ العديد من البلدان المانحة الرئيسية كانت تخوض دورات انتخابية في عام 2024.

وسلّط المدير العام الضوء على الإنجازات الرئيسية المحققة مثل نمو حافظة المنظمة المخصصة لمرفق البيئة العالمية حيث وصلت المنح الموجهة إليها إلى 1.9 مليارات دولار أمريكي وبلغ تمويلها المشترك 13.4 مليارات دولار أمريكي لدعم 141 بلدًا.

وتدعم حاليًا حافظة الصندوق الأخضر للمناخ 89 بلدًا باستثمارات تبلغ قيمتها 1.4 مليارات دولار أمريكي، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة موجهة عبر مركز الاستثمار التابع للمنظمة، ونهج التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، ومبادرة "بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية"، ومبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة، التي قدمت 115 دراسة جدوى استثمارية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول بقيمة 15 مليار دولار أمريكي ويسّرت عقد أكثر من 600 اجتماع مواءمة بطلب من المستثمرين مع الأعضاء المشاركين.

وأشار السيد شو دونيو إلى دلائل أخرى على تزايد قدرة المنظمة على اجتذاب الأطراف كشريك في التنمية، ومنها العلاقات القوية مع مجموعة السبع ومجموعة العشرين، بما في ذلك تزايد اهتمام مجموعة العشرين بتربية الأحياء المائية باعتبارها مجالًا ذي أولوية من أجل اتخاذ إجراءات فعالة مراعية للمناخ وتقديم الدعم الجماعي لتعزيز سلسلة قيمة البنّ لكي تصبح أكثر استدامة وقدرة على الصمود. كما رحّب بتركيز البرازيل وإيطاليا "على إعادة الأمن الغذائي إلى صلب المناقشات العالمية" في مجموعة العشرين ومجموعة السبع على التوالي.

التركيز على الأثر في الميدان

في حين أنّ المؤشرات على زيادة الدعم للتنمية على حساب التمويل في حالات الطوارئ هي موضع ترحيب، إلا أنّ المنظمة لا تزال ملتزمة بشدة بتقديم المساعدات والمعونة الزراعية الضرورية للمزارعين الأشد تضررًا من الصراعات.

ونوّه السيد شو دونيو إلى أنه من المتوقع أن يرتفع انعدام الأمن الغذائي الحاد في أكثر من 20 بلدًا خلال الأشهر القادمة، حيث ستسجّل أعلى المستويات المقلقة في هايتي ومالي وفلسطين وجنوب السودان والسودان.

وأشار أيضًا إلى أنّ انعدام الأمن الغذائي الحاد في أفغانستان، حيث تقود المنظمة حملة واسعة النطاق لتقديم المساعدات الزراعية الطارئة من أجل استكمال الجهود الإنسانية، يقترب من بلوغ أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات.

وإنّ شبكة المكاتب القطرية التابعة للمنظمة ضرورية لتحقيق الأثر في الميدان ويعدّ الحرص على تحليها بالمهنية والحداثة والقدرة على الصمود وسرعة الاستجابة حجر الزاوية لتنفيذ المبادئ الأربعة وهي التعافي وإعادة البناء والإصلاح من أجل نهضة المنظمة.

وأكّد المدير العام أنّ المنظمة لا تزال ملتزمة بتحقيق الوفورات في التكاليف والعمل بكفاءة في جميع عملياتها، من دون المساس بالجودة والإخلال بالتنفيذ. وفي هذا السياق، أشار إلى عملية المشتريات الموسعة لدى المنظمة التي أدت دورًا حاسمًا في ضمان تنفيذ برامج المنظمة بفعالية، خاصة في سياق حالات الطوارئ، مدعومة بوظيفة لوجستية كفؤة من أجل إدارة سلسلة الإمداد على نحو مستدام.

وفي الختام، شدّد المدير العام على الدور الحاسم الذي تضطلع به القوة العاملة في المنظمة من أجل تنفيذ ولايتها، مشيرًا إلى الجهود الرامية إلى تبسيط عملية التوظيف بقدر أكبر، إلى جانب استراتيجية توعية محددة الأهداف بشكل أفضل لزيادة التنوع ومعالجة مسألة التكافؤ بين الجنسين.