المدير العام يتوجّه بكلمة أمام الاجتماع المشترك للجنتي البرنامج والمالية في المنظمة

روما – قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، يوم الاثنين في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع المشترك للجنتي البرنامج والمالية، إنّ التعاون والاتساق والتركيز عناصر بالغة الأهمية بالنسبة إلى المنظمة من أجل النهوض بولاياتها الأساسية في ظلّ وضع جيوسياسي سريع التطوّر واحتمال حدوث "تغيّرات كبيرة في تعبئة الموارد بالنسبة إلى منظومة الأمم المتحدة بأكملها".

وقال للمشاركين في الدورة الأربعين بعد المائة للجنة البرنامج والدورة الثالثة بعد المائتين للجنة المالية، وهما جهازان يقدّمان توصيات إلى مجلس المنظمة بشأن المسائل المتعلقة ببرنامج العمل والميزانية في المنظمة، "إن الطريق أمامنا حافل بالتحديات والأزمات ولكنه يتيح لنا أيضًا العديد من الفرص". ويمكن الاطلاع على بيان المدير العام هنا.

وقال السيد شو دونيو "نحن بحاجة إلى أن نظلّ متماسكين ومصمّمين على تحقيق رؤيتنا الطويلة الأجل للتغيير، وإلّا فإننا سنحيد عن اتجاهنا. ولكنّنا نحتاج أيضًا إلى تغيير نموذج أعمالنا بما يتماشى مع التطورات العالمية".

وفي الوقت الحالي، يعاني أكثر من 733 مليون شخص من الجوع المزمن، بما في ذلك واحد من بين كل خمسة أشخاص في أفريقيا. ويعاني عدد أكبر من انعدام الأمن الغذائي وعدم إمكانية الانتفاع بأنماط غذائية صحية، حسبما جاء على لسان المدير العام.

وأضاف "نحن بحاجة ماسة إلى العمل الجماعي والمتّسق من أجل إحداث تغيير يفضي إلى التحوّل لوضع نموذج أعمال جديد لتوافر الأغذية وإمكانية الحصول عليها والقدرة على تحمّل كلفتها لفائدة الجميع، وليس لدينا وقت نضيعه".

وستركّز لجنتا البرنامج والمالية في المنظمة هذا الأسبوع على وثائق توجيهية رئيسية، بما في ذلك الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2026-2029 وبرنامج العمل والميزانية للفترة 2026-2027، وكلاهما يقدّمان خارطة طريق قائمة على النتائج من أجل تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للمنظمة.

وأضاف قائلًا "ستواصل المنظمة العمل بفعالية من أجل إظهار قيمة ونتائج واضحة للأعضاء، مع القيام في الوقت ذاته بتنويع مصادر التمويل، ووضع آليات تمويل مبتكرة، والسعي إلى تحقيق التميّز في جميع الجوانب".

وقد واصلت المنظمة تسجيل مستويات كبيرة من المساهمات الطوعية التي بلغت 1.77 مليار دولار في عام 2024، منها 63 في المائة لمبادرات التنمية و37 في المائة لبرامج الطوارئ.

ونوّعت المنظمة بشكل فعّال قاعدة شركائها، فأكثر من نصف مجموع مواردها الطوعية مصدره في الوقت الحالي الصناديق الرأسية، مثل صندوق البيئة العالمية والصندوق الأخضر للمناخ، فضلًا عن مصارف التنمية المتعددة الأطراف.

وأشار المدير العام إلى أنه يشيد بالشركاء ويؤكّد التزام المنظمة بمبادرات، مثل التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر الذي أُطلق في سياق الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين. وأكّد أن الحفاظ على وضع مستقر في محافل، مثل مجموعة العشرين وشتّى مؤتمرات الأطراف، أمر أساسي.

وقال السيد شو دونيو "نحن بحاجة إلى التغيير، وكذلك الاستمرارية. وفي حين قد تغيّر البلدان أولوياتها، فإن المنظمة تركّز باستمرار على ولايتها المتماسكة."