السيد شو دونيو يزور المبادرات الخاصة بحلول الإنتاج الزراعي والغذائي في غيانا
جورجتاون، غيانا - أجرى السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، سلسلة من الزيارات الميدانية في سياق مؤتمر المنظمة الإقليمي الثامن والثلاثين لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي المنعقد في غيانا، بغية الاطلاع على المبادرات التي تنفذها المنظمة والتي تقودها البلاد بهدف المساعدة على تحويل النظم الزراعية والغذائية فيها.
تكنولوجيا الطائرات المسيّرة لمراقبة إنتاج الأرزّ
زار السيد شو دونيو محطة بورما لبحوث الأرزّ في مدينة ماهايكوني، حيث اطلع بإيجاز عن التقدم المحرز في تنفيذ مبادرة تجريبية تقضي باستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيّرة لمساعدة صغار المنتجين على تحديد الآفات والأمراض والمشاكل التغذوية التي قد تهدد محاصيل الأرزّ التي يقومون بزراعتها.
وتستخدم الطائرات المسيّرة تكنولوجيات نظام المعلومات الجغرافية التي تمكّنها من مراقبة مناطق زراعة الأرزّ بفعالية وتزويد المزارعين بمعلومات قيّمة تمكّنهم من اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات بشأن إدارة المحاصيل.
وقال المدير العام للمنظمة أثناء الزيارة: "إنّ تغيير أسلوب التفكير أمر هام بالنسبة إلى العلماء والمزارعين في البلاد لكي يحققوا قدرًا أكبر من الغلات والعائدات في الأسواق. وستكون للأرزّ غير المقشور المنتج في غيانا إمكانات كبيرة في السوق وستكون لمشتقاته التي تُدمج في إنتاج الأرزّ قيمة مضافة، مثل الأسماك وسمك السلور.
وهذا المشروع التجريبي هو ثمرة جهود تعاونية بين المنظمة ومجلس غيانا لتنمية الأرزّ كان هدفها تعزيز التحوّل الرقمي في القطاعات الريفية في البلاد. وتلقّت هذه المبادرة التي أُطلقت في العام الفائت دعمًا فنيًا وماليًا من مشروع مشترك بين المنظمة والصين للتعاون بين بلدان الجنوب ومن مشروع إقليمي للزراعة الرقمية، ويعمل كلا المشروعان على تسهيل عمليات التحوّل الرقمي في الريف عبر 12 بلدًا في الإقليم.
وتتسق المساعي الرامية إلى توفير الوصل بالشبكات والأدوات الرقمية للقطاعات الريفية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي مع الجهود الأعمّ الهادفة إلى تحقيق التحول الريفي الشامل. ويتمثل الهدف في التوصل إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.
الابتكار من أجل إدارة بيانات مصايد الأسماك
قام السيد شو دونيو بزيارة إدارة مصايد الأسماك في غيانا شاهد خلالها عرضًا توضيحيًا عبر الإنترنت لمنصة كاليبسيو الإلكترونية التابعة للمنظمة، وهي نظام جديد لبيانات مصايد الأسماك مصمم لتبسيط إدارة بيانات مصايد الأسماك وتسهيل إصدار إحصائيات مصايد الأسماك وتحليلها والإبلاغ عنها.
وأثنى المدير العام على غيانا لأخذها بزمام المبادرة في إنشاء نظام الرصد هذا في الإقليم. وأكّد على أهمية اتخاذ القرارات بالاستناد إلى البيانات من أجل تنمية قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في البلاد. كما شجّع البلاد على توسيع مجال تطبيق هذا النظام لكي يشمل تتبع أنماط هجرة الأسماك واتجاهات استهلاك الأسماك وأنشطة تربية الأحياء المائية. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى تربية الأحياء المائية بصفتها مصدرًا مستدامًا للبروتينات بالنسبة إلى الدول الصغيرة النامية مثل غيانا.
وتعدّ أداة كاليبسيو بمثابة نهج مبتكر قائم على الوحدات القياسية لإدارة تدفق البيانات والمعلومات على المستوى الوطني وقد جرى تطبيقها بالفعل في بلدان مجاورة مثل سورينام وترينيداد وتوباغو.
وتشمل وحدات كاليبسيو إدارة المستخدمين، وبيانات مرجعية معيارية (الأصناف وأنواع المعدات والسفن، ومناطق الصيد وغير ذلك)، بما في ذلك رسم الخرائط حسب التصنيفات الدولية، وإدارة البيانات الإدارية، مثل سجلات السفن والصيادين والشركات، إلى جانب إصدار التراخيص وجمع البيانات المرتبطة بمصايد الأسماك.
الزراعة المائية من أجل تمكين المجتمعات المحلية
زار المدير العام للمنظمة أيضًا المعهد الوطني للبحوث والإرشاد في القطاع الزراعي (NAREI) ومرفق فيكتوريا غرين للزراعة المائية في منطقة مون روبو، حيث اطلع بإيجاز على مشروع للزارعة المائية تقوده غيانا.
وقد حددت الحكومة الزراعة المائية بصفتها تكنولوجيا أساسية قادرة على تمكين المجتمعات المحلية من خلال تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة وتحسين التنمية الاقتصادية وتدعيم إنتاجية قطاع الزراعة وقدرته على الصمود.
وتتيح هذه التكنولوجيا مواصلة إنتاج المحاصيل على مدار السنة، ما يوفر حلًا للقيود الموسمية التي تعيق زراعة محاصيل الخضار التقليدية. وقد تعاونت وزارة الزراعة مؤخرًا مع المنظمة من أجل اعتماد نهج مبادرة العمل يدًا بيد بغية التوسع أكثر في تطوير الزراعة المائية في قطاع الزراعة بهدف تحويل النظام الزراعي والغذائي في البلاد.
وتفاعل السيد شو دونيو خلال زيارته أيضًا مع أصحاب المشاريع الشباب ومدربيهم المشاركين في برنامج ريادة المشاريع في مجالي الزراعة والابتكار، الذي أطلقه فخامة السيد محمد عرفان علي، رئيس غيانا، في عام 2022. وتتوجه هذه المبادرة إلى الشباب لجعلهم من أصحاب الأعمال التجارية الزراعية. ويشارك أكثر من 100 خرّيج من جامعة غيانا وكلية الزراعة في غيانا في الزراعة بواسطة الدفيئات، وزراعة محاصيل مثل البروكولي والقرنبيط والجزر والخسّ الروماني وخسّ الأيسبرغ.