الندوة التوجيهية للممثلين الدائمين الجُدُد لدى منظمة الأغذية والزراعة لعام 2025
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
07/03/2025
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
الزميلات والزملاء الأعزاء،
يسرّني جدًا أن أرحّب بجميع الممثلين الدائمين ونواب الممثلين والممثلين المناوبين الجُدُد لدى المنظمة.
كما يسعدني كثيرًا أن أرى جميع الوجوه الجديدة، والوجوه المألوفة، وأن أرحّب بكم جميعًا هنا اليوم في الندوة التوجيهية لهذا العام.
وأرحّب كذلك ترحيبًا حارًا بجميع الأعضاء الذين ينضمون إلينا بالوسائل الافتراضية.
وهذه الندوة مهمة لأنّها تفتح قنوات الاتصال بين فريق القيادة الرئيسي والأمانة والأعضاء في المنظمة.
فالمنظمة هي أسرة كبيرة، وأنتم اليوم جزء منها أيضًا.
وإن عملكم هنا له أهمية، وأنا أتطلّع إلى دعمكم من أجل تحقيق رؤيتنا المشتركة للمنظمة، على النحو المنصوص عليه في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، بما يتماشى مع الولاية المنوطة بها.
ومنذ انعقاد الندوة التوجيهية العام الماضي، أصبح لدينا 133 ممثلًا جديدًا معتمدًا لدى المنظمة، بما في ذلك ممثلان اثنان معتمدان خارج روما.
واليوم، سيقدّم لكم السيد Rakesh Muthoo، الأمين العام للمؤتمر والمجلس، لمحة عامة عن هيكل الحوكمة في المنظمة، وسير عمل الأجهزة الرئاسية التي يمكن للأعضاء من خلالها تقديم توجيهات واستعراض عمل المنظمة وأنشطتها.
وستقدّم السيدة Donata Rugarabamu، مستشارتنا القانونية، إحاطة عن النصوص الأساسية للمنظمة.
ويتّسم دستور المنظمة ولائحتها العامة ولائحتها المالية بأهمية كبيرة لكلٍ من الأعضاء والأمانة من أجل توجيه تعاوننا، وضمان الالتزام الصارم بالأحكام القانونية التي تنظّم عملنا، وضمان اضطلاعنا بعملنا بما يتماشى مع الولاية المنوطة بنا. وهذا أمر أساسي.
فلوائح المنظمة توفّر الإطار الذي يمكِّن من التوصّل إلى توافق في الآراء واتخاذ القرارات التي تساعدنا في تحقيق مهمتنا المتمثلة في إيجاد عالمٍ أفضل للأشخاص الذين نخدمهم: المزارعون والمستهلكون في العالم.
وستُعرض عليكم مقدّمات موجزة عن مختلف مسارات العمل في المنظمة، من التخطيط الاستراتيجي إلى العمل الفني للمنظمة، بما في ذلك عمل المنظمة بشأن حالات الطوارئ والقدرة على الصمود، فضلًا عن تعبئة الموارد.
وسيتم إطلاعكم أيضًا على عمل المنظمة وشراكاتها بشأن جملة أمور منها، على سبيل الذكر لا الحصر، تغيّر المناخ والموارد الطبيعية، وتحديات الأمن الغذائي العالمي، والتحوّل الأزرق.
وسيقدّم لكم فريق القيادة الرئيسي لمحة شاملة عن برنامج عمل المنظمة ورؤيتنا لدعم الأعضاء في تنفيذ خطة عام 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وستفهمون تركيزنا على العمل يدًا بيد من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، وضمان تحقيق الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.
وأنا فخور اليوم بأن أرحّب بكم في المنظمة في حلّتها الجديدة.
منظمة جديدة ومتجدّدة وديناميكية أُعيد تنظيم هيكلها من أجل بناء عالمٍ أفضل.
وهي منظمة جديدة للأغذية والزراعة تجمع كلّ الخبرات المهنية والعلمية للمنظمة من مختلف أنحاء العالم، وتستجيب بكفاءة وفعالية وتماسك للتحديات العالمية، وتحدّد معًا الفرص التي تتيحها هذه التحديات.
وقد تميّزت فترة ولايتي الأولى في المنظمة التي امتدت لأربع سنوات بالخصائص الأربع التالية: الكفاءة، والفعالية، والاستثنائية، والتميّز.
ونحن الآن في مرحلة الخصائص الأربع التالية: التعافي، والإصلاح، وإعادة البناء، والنهضة.
وتتطلّب النهضة الابتكار والتكيّف والتحوّل.
الزميلات والزملاء الأعزاء،
يتزامن هذا العام مع بداية عام الأفعى والذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة، ونحتفل بالتحوّل الذي شهدته منظمتنا على مر العقود الثمانية الماضية.
ويمثل عام الأفعى فرصًا للتحوّل المغيّر للحياة.
فدعونا نستلهم من عام الأفعى لتحويل التحديات إلى فرص.
وعلى مدار العام، سنتفاعل أيضًا مع الأعضاء والشركاء من خلال سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعكس مهمتنا ورؤيتنا المشتركتين، والتي ستبلغ أوجها في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2025 - الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة - عندما نفتتح متحف وشبكة الأغذية والزراعة.
وسيشكّل المتحف فضاءً تفاعليًا ورقميًا وغنيًا بالمعلومات مفتوحًا للطلاب والمدارس والأسر والأفراد. وسيزيد من بروز المنظمة ومكانتها المركزية على المستوى العالمي، استعدادًا للمستقبل.
ومن المهم أن يشارك الأعضاء في المتحف لعرض الممارسات الزراعية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة. وإن متحف المنظمة لا يتعلق بالماضي فقط، بل بالمستقبل أيضًا.
وقد شكّل الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، الذي أقرّه مؤتمر المنظمة في عام 2021، بداية رحلة تحويلية للمنظمة.
ومنذ ذلك الحين، قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ البرامج والآليات التي وضعناها.
وقد أقرّت التقييمات الخارجية الأخيرة بأن للمنظمة دورًا أساسيًا في جميع مجالات خبرتها، وأنها حافظت على مكانتها الرائدة في مجال تركيزها الفني من خلال الأفضليات الأربع، وكذلك من خلال تفكيرنا الاستراتيجي المبتكر.
وكما ذكرت في البيان الذي قدّمته في عام 2023 عند إعادة انتخابي لولاية ثانية، دعونا نواصل اعتماد الابتكار، وتعزيز الإدارة والحوكمة على المستوى الداخلي، والعمل معًا لتحسين التنفيذ والمساءلة والشفافية.
وقد أكّدت آنذاك، كما أفعل الآن، أن نجاح المنظمة يعتمد على تولي أعضائها زمام الأمور وثقتهم ودعمهم.
الزميلات والزملاء الأعزاء،
مع اقتراب الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة، دعونا نسعى معًا إلى جعلها منظمة أكثر ديناميكية ونشاطًا وملائمة للغرض من أجل التصدي للتحديات العالمية وتحويلها إلى فرص للبشرية جمعاء.
فهذه منظمتكم.
ودعونا نتّحد كمنظمة واحدة للأغذية والزراعة تركّز على تقديم خدمات إلى المزارعين والمستهلكين في العالم، وضمان تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية، ومواصلة دعم الفئات الأكثر ضعفًا.
ولن تتحقّق نهضة المنظمة إلّا إذا عقدنا العزم على التفكير معًا، والتعلّم معًا، والتصميم معًا، والتفاني معًا.
وأنا أعوّل على دعمكم لبناء منظمة ديناميكية من أجل عالم أفضل، معًا.
وشكرًا على حسن إصغائكم.