الأغذية من أجل الأرض ماراثون الأربع وعشرين ساعة العالمي من أجل الاستدامة
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
22/04/2021
الأغذية من أجل الأرض
ماراثون الأربع وعشرين ساعة العالمي من أجل الاستدامة
كلمة الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
22 أبريل/نيسان 2021
الصديقات والأصدقاء الأعزاء، الزميلات والزملاء الكرام،
حضرات السيدات والسادة،
1- يسعدني أن أكون معكم اليوم في الدورة الصينية لماراثون الأربع وعشرين ساعة العالمي التي تُعقد بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين ليوم الأرض.
2- إن الاستدامة هي مفهوم أساسي وموضوع شامل في شتى أنشطة المنظمة وتدخلاتها ومبادراتها.
3- والسبب هو أن إطعام العالم يتطلب زيادة الإنتاجية في القطاع الزراعي الذي ينبغي، بل ويجب، أن يتسم بالاستدامة.
4- بيد أن الحفاظ على الاستدامة في التنمية الزراعية والريفية هو أكثر بكثير من مجرد تمرين أكاديمي.
5- ويتطلب تصميمًا قابلًا للتطبيق وتدابير عملية وملموسة.
6- وفي هذا السياق، اسمحوا لي أن أتشاطر معكم أربعة عناصر أساسية:
- أولًا، وضع سياسات تمكينية ملائمة للإنتاج والمعالجة والتجارة والاستثمار.
- ثانيًا، زيادة الاستثمارات في المناطق الريفية، مثل تحسين البنية التحتية للنطاق العريض وإمكانية الوصول إلى الطرق وأنظمة سلاسل التبريد.
- ثالثًا، إتاحة حافز قوي للابتكار والعلوم، بما في ذلك الابتكارات الاجتماعية والمؤسسية والمالية والتكنولوجية، بهدف إنتاج أصناف جديدة تعتمد على التكنولوجيا البيولوجية والتربية التقليدية؛ واستخدام المنتجات والمنتجات البيولوجية المبتكرة الأخرى، مثل الأسمدة البيولوجية والمواد الكيميائية غير الملوثة.
- رابعًا، إقامة شراكات ونماذج جديدة للأعمال من أجل الحفاظ على تدفق التجارة والإمداد المستدام للأغذية عبر الأقاليم، وتعزيز التعاون المتصل بذلك.
7- واسمحوا لي أيضًا أن أؤكد أن الاستدامة الحقيقية ليست مفهومًا حديثًا، بل هي بالأحرى مفهوم متجذّر في ممارسات أسلافنا وفي إرثهم.
8- فمنذ آلاف السنين، يعمل المزارعون في وئام مع الطبيعة ويظهرون الاحترام والإخلاص لأمّنا الأرض.
حضرات السيدات والسادة،
9- إننا نعيش أوقاتًا حرجة.
10- فقد ازداد عدد الجياع في العالم بشكل مطرد خلال الأعوام الستة الماضية، إذ بلغت الزيادة 10 ملايين شخص في عام 2019، وما يقارب 60 مليون شخص في الأعوام الخمسة التي سبقت هذا التاريخ.
11- وتشير التقديرات إلى أنه مع حلول نهاية عام 2020، أضافت جائحة كوفيد-19 إلى عدد الجياع في العالم 132 مليون شخص آخرين.
12- ولا يزال تقزم الأطفال مرتفعًا بشكل غير مقبول، ويتواصل ارتفاع زيادة الوزن والبدانة في البلدان الغنية والفقيرة على السواء، خاصة في المدن.
13- ويعجز أكثر من 3 مليارات نسمة في العالم عن تحمّل كلفة أرخص نمط غذائي صحي.
14- وتساهم أنماط الاستهلاك الحالية والنظم الزراعية والغذائية القائمة في المعدلات المرتفعة بشكل مقلق للفاقد والمهدر من الأغذية، وتلوث الهواء، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقدان التنوع البيولوجي؛ إضافة إلى أنها تشكل مصدرًا متناميًا لانعدام المساواة.
15- ويولّد ذلك تكاليف فادحة على المستوى البشري والاقتصادي والبيئي.
16- ونحن بحاجة ماسة إلى القيام بالأمور بطريقة مختلفة والتصرف على نحو شامل من أجل تحويل نظمنا الزراعية والغذائية.
17- ذلك أنه سيتعيّن علينا، في القريب العاجل، إطعام 10 مليارات شخص!
18- لذا، علينا ابتكار حلول جديدة وإيجاد طرق أذكى من أجل إنتاج المزيد بمدخلات أقل، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا توجد أغذية صحية من دون بيئة صحية.
19- ولهذا السبب، يركز الإطار الاستراتيجي الجديد للمنظمة على التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر فعالية وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.
20- وتمثل هذه "الفضائل الأربع" مبدأ توجيهًا ونموذج أعمال مبتكر بشأن الطريقة التي تعتزم من خلالها المنظمة المساهمة في تحقيق هدف التنمية المستدامة 1 (القضاء على الفقر)، والهدف 2 (القضاء التام على الجوع)، والهدف 10 (الحد من أوجه عدم المساواة)، فضلًا عن دعمها لتحقيق خطة أهداف التنمية المستدامة الأوسع نطاقًا.
21- وتُبرز هذه "الفضائل الأربع" أيضًا الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترابطة للنظم الزراعية والغذائية.
حضرات السيدات والسادة،
22- لقد بيّن تقرير حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم بوضوح أن التنوع البيولوجي هو حجر الأساس للنظم الزراعية والغذائية المستدامة.
23- ويشكّل التنوع البيولوجي عاملًا حيويًا لتحسين الإنتاج الزراعي والغذائي، مع الحفاظ على الموارد والنظم الإيكولوجية لكوكبنا.
24- وهو ضروري للأمن الغذائي والتنوع الغذائي، ويعزز قدرة المجتمعات المحلية الريفية على الصمود، ويدعم الأنماط الغذائية الصحية والمغذية، ويحسّن سبل العيش الريفية.
25- ويتمثل أحد التحديات الرئيسية في تلبية الطلب المتنامي على الأغذية والأعلاف والوقود، مع صون التنوع البيولوجي وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية.
26- وهنا أيضًا، لا بد من وضع السياسات والأطر القانونية، وتعزيز المؤسسات، وبناء القدرات البشرية.
27- ونحقق ذلك في المنظمة من خلال استراتيجية المنظمة بشــأن تعمــيم التنــوع البيولــوجي عــبر القطاعات الزراعية، ومن خلال دورنا كمنصة لتعميم التنوع البيولوجي.
28- ونقرّ بأهمية تشجيع استخدام الممارسات الإدارية المراعية للتنوّع البيولوجي في قطاعات إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
29- ويشمل ذلك ممارسات الإدارة التقليدية في الموقع الطبيعي المرتبطة بالمعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية.
30- وهناك موضوع آخر يحظى بأهمية عالمية هو الفاقد والمهدر من الأغذية ويؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأمن الغذائي والاستدامة.
31- وأود أن أكون واضحًا: لا يمكننا تحمل كلفة الفاقد والمهدر من الأغذية في هذه الأوقات الصعبة عالميًا!
32- وجائحة كوفيد-19 تدق ناقوس الخطر أيضًا لكي نعيد التفكير في الطريقة التي ننتج بها الأغذية ونتناولها ونستهلكها!
33- ويتيح الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية وسيلة فعالة لتعزيز نظمنا الزراعية والغذائية ودعم الاستدامة.
34- وتدعو الحاجة إلى إنشاء نماذج تجارية مبتكرة من أجل إيقاف الفاقد والمهدر من الأغذية، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص بنُهج جديدة من أجل تمويل هذه النماذج التجارية.
35- وتقدم المنظمة الدعم إلى الأعضاء من أجل الانتقال من الدعوة إلى العمل الفعال والمسائلة، فنحن:
- ندعم الأعضاء في صياغة سياسات وسنّ قوانين ترمي إلى الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية؛
- ونتعاون مع مجموعة واسعة من الشركاء من أجل تحسين الممارسات وتطبيق الابتكارات؛
- وندعم الجهود الرامية إلى تحويل مواقف المستهلكين وسلوكهم وأنماطهم الاستهلاكية المفضلة وعاداتهم، إذ إن المستهلكين جزء أساسي من الحلّ.
36- كما أن معالجة الفاقد من الأغذية مسألة أخلاقية أيضًا، لأن إدراك قيمة الأغذية يُظهر مستوى التحضّر والثقافة والمسؤولية.
37- وإني أدعوكم إلى زيارة موقع المنظمة من أجل الاطلاع على البيانات والمعلومات ذات الصلة، واستكشاف البرنامج التقني لقياس الفاقد والمهدر من الأغذية والحد منهما، والانضمام إلى مجموعة الممارسين الرقمية الخاصة بهذا البرنامج.
38- وينبغي لنا جميعًا أن نكون من المحافظين على الأغذية، وذلك لفائدة الناس والكوكب على حد سواء!
حضرات السيدات والسادة،
39- وفقًا لخط الفقر الدولي الذي حدده البنك الدولي، ساهمت الصين بأكثر من 70 في المائة من جهود الحد من الفقر في العالم، وحققت هدف القضاء على الفقر الذي يرد في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 قبل 10 أعوام من الموعد المحدد.
40- وأودّ أن أهنئ الحكومة الصينية والشعب الصيني على تحقيق هذه المهمة الصعبة المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع بحلول نهاية عام 2020.
41- وتعدّ الصين مثالًا يحتذى به، نظرًا إلى تنوعها البيولوجي الغني وتاريخها الزراعي الذي يرقى إلى عشرة آلاف عام والخطوات الملموسة التي اتخذتها على جميع مستويات الإدارة والمجتمع من أجل مواجهة مشكلة هدر الأغذية.
42- وقد أحرزت الصين تقدمًا كبيرًا في تطوير قطاعي الأغذية والزراعة لديها، وهي تتمتع بثروة من الخبرة والمعرفة كي تتشاركها مع العالم.
43- وإني لأفخر بأن أقول إن برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة هو إحدى ركائز هذا التبادل العالمي، ونشكر الصين على دعمها السخي والمستمر.
44- ومن المهم للغاية إدراج مسألة تطوير اقتصاد أخضر باعتبارها إحدى الأولويات الاستراتيجية الرئيسية خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية (2021-2025).
45- وفي اعتقادي أن التنمية الزراعية المستدامة ومعالجة المهدر من الأغذية سيصبحان بالتأكيد عاملين مساهمين رئيسيين في هذا المسعى.
46- وستواصل المنظمة، بصفتها الشريك الموثوق به للصين، تقديم المساعدة التقنية والمشورة في مجال السياسات بشأن مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك سلامة الأغذية والإدارة المستدامة للموارد الزراعية، فضلًا عن مراقبة الأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود.
الزميلات والزملاء الأعزاء،
47- إن اختيار "التنوع البيولوجي والمهدر من الأغذية" كمجال رئيسي للدورة الصينية لهذا الماراثون كان اختيارًا صائبًا وحسن التوقيت.
48- وإني أتطلع إلى الاستماع إلى المتحدثين من الأوساط الأكاديمية الصينية وهم يشاركون وجهات نظرهم وتجاربهم بشأن التنوع البيولوجي والمهدر من الأغذية وتحويل النظم الزراعية والغذائية.
49- وأتمنى تمام النجاح لماراثون الأربع وعشرين ساعة العالمي من أجل الاستدامة!
50- وشكرًا على حسن إصغائكم.