مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط الحوار التفاعلي 4: "جعل مصايد الأسماك مستدامة وتوفير إمكانية وصول صغار الصيّادين الحرفيين إلى الموارد البحرية والأسواق"
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
29/06/2022
مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط
الحوار التفاعلي 4:
"جعل مصايد الأسماك مستدامة وتوفير إمكانية وصول صغار الصيّادين الحرفيين
إلى الموارد البحرية والأسواق"
الكلمة الرئيسية
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
لشبونة، البرتغال
29 يونيو/حزيران 2022
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
1- أودّ أن أتوجّه بالشكر إلى حكومتي البرتغال وكينيا على عملهما مع الأمم المتحدة لجمع عدد كبير من الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة الرئيسيين في العالم معًا من أجل النهوض بالإجراءات المتعلقة بالمحيطات سعيًا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
2- يعاني اليوم أكثر من 800 مليون شخص من الجوع ويعجز أكثر من 3 مليارات شخص عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحي.
3- وبصفتي مديرًا عامًا لمنظمة الأغذية والزراعة، التي تمثّل الوكالة الرائدة المعنية بالقضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية بموازاة إدارة الموارد الطبيعية على نحو مستدام، فإنّ رسالتي اليوم بسيطة:
4- باستطاعة محيطاتنا وأنهارنا وبحيراتنا أن تساعد على توفير الغذاء للعالم، ولكن فقط إذا استخدمنا مواردها القيّمة بطريقة مسؤولة ومستدامة ومنصفة.
5- وإنّ إنتاج الأغذية المائية أكثر كفاءة وأقل تأثيرًا على البيئة وتنشأ عنه كميات أقل من غازات الاحتباس الحراري مقارنة بمعظم نظم الإنتاج الحيواني البريّة.
6- وتشكّل الأغذية المائية مصدرًا حاسم الأهمية للبروتينات الحيوانية والمغذيات الدقيقة، وهي أساسية للصحة والنموّ وتؤدي دورًا حيويًا في الأمن الغذائي والتغذوي، لا سيّما لسكّان المناطق الساحلية الضعفاء.
7- بيد أنه ثمة عددًا قليلًا من البلدان التي تدرج الأسماك في استراتيجياتها المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية.
8- ويمكن للنظم الزراعية والغذائية المستدامة والشاملة أن تساهم في النهوض بحقوق 600 مليون شخص يعتمدون على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية ويوجد السواد الأعظم منهم في بلدان الجنوب، وتحسين مداخيلهم وسبل عيشهم.
9- ويتعين علينا أن نحوّل على وجه السرعة نظمنا الزراعية والغذائية لتصبح أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود واستدامة وإنصافًا.
10- وإنّ تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة أمر لا بدّ منه.
11- وإنّ منظمة الأغذية والزراعة، بصفتها المنتدى العالمي الرئيسي للمسائل المتعلقة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، تضطلع بدور الوكالة الراعية لأربعة من مقاصد الهدف 14 من أهدف التنمية المستدامة، والوكالة الراعية المشاركة بالنسبة إلى ثلاثة مقاصد أخرى.
12- فأين نحن اليوم من هذا الهدف؟
13- يدعو المقصد 14-4 إلى إعادة جميع الأرصدة السمكية إلى ما كانت عليه لتصل إلى المستويات التي يمكن أن تتيح إنتاج أقصى غلة مستدامة بحلول 2020.
14- ويقيس مؤشر هذا المقصد نسبة الأرصدة السمكية ضمن حدود المستويات المستدامة بيولوجيًا.
15- وللأسف، لم يتحقق هذا المقصد.
16- فقد تراجعت نسبة الأرصدة السمكية المصطادة ضمن حدود المستويات المستدامة بنسبة 1.2 في المائة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2017 و2019.
17- ولكن، إذا ما قمنا بترجيح هذه الكمية من حيث الحجم، فإنّ 82.5 في المائة من عمليات الإنزال في مصايد الأسماك البحرية تأتي من الأرصدة السمكية المستدامة بيولوجيًا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4 في المائة تقريبًا منذ التقييم الأخير.
18- وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أنّ الأرصدة السمكية التي تتم إدارتها بفعالية هي في طور إعادة التكوين.
19- وإذا ما أردنا تحقيق المقصد 14-4، فإنّ الإدارة الفعّالة للموارد هي أفضل طريقة لصونها.
الزملاء الأعزّاء،
20- يسعى المقصد 14-6 إلى إلغاء الإعانات التي تساهم في الصيد المفرط للأسماك والصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم.
21- ولهذا الغرض، تقوم المنظمة بتقييم التقدم الذي يحرزه الأعضاء في تنفيذ الصكوك الدولية الرامية إلى مكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم.
22- فهذا الصيد يمثّل تحديًا معقدًا، ولكننا نحرز تقدمًا في التصدّي له.
23- إذ لدينا صكوك ملزمة على المستوى العالمي، مثل اتفاق الأمم المتحدة بشأن الأرصدة السمكية لعام 1995؛ ومدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد لعام 1995؛ واتفاق منظمة الأغذية والزراعة لعام 2009 بشأن التدابير التي تتخذها دولة الميناء لمنع الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم وردعه والقضاء عليه.
24- وتواصل المنظمة دعم الأعضاء في تنفيذ هذه الصكوك العالمية والإقليمية، بالعمل جنبًا إلى جنب مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومنظومة الأمم المتحدة.
25- وفي هذا الصدد، أودّ أن أهنّئ منظمة التجارة العالمية على الاتفاق غير المسبوق الذي تم التوصل إليه بشأن إعانات مصايد الأسماك.
26- وإنّ المنظمة ملتزمة بدعم منظمة التجارة العالمية وأعضائها لوضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ.
27- وخلاصة القول: يتعين علينا، إذا ما أردنا تحقيق المقصد 14-6، إنفاذ الاتفاقات والصكوك السارية.
28- وأما المقصد 14-7 فيسعى إلى زيادة مساهمة مصايد الأسماك في إجمالي الناتج المحلي، ولا سيما في الدول النامية الجزرية الصغيرة النامية وأقلّ البلدان نموًا.
29- ولتحقيق المقصد 14-7، يجب علينا الارتقاء بسلاسل قيمة الأغذية المائية الراهنة وتعزيزها، وتشير التحاليل الأولية إلى أنّ هذا المقصد ينحى منحى إيجابيًا.
30- وإنّ إمكانية تحقيق عائدات اقتصادية أكبر حقيقة ممكنة، ولكن بشرط أن نقوم بتنفيذ إدارة فعّالة تتيح إعادة تكوين الأرصدة، وإصلاح النظم الإيكولوجية المتدهورة، وتوزيع المنافع على نحو منصف.
31- وأخيرًا، ثمة المقصد 14-ب الذي ينصّ على توفير إمكانية وصول صغار الصيادين الحرفيين إلى الموارد البحرية والأسواق.
32- وهو أهمّ المقاصد في ما يتعلق بسبل العيش المستدامة.
33- ويسرّني القول إنّ هذا المقصد، الذي يمثل محور تركيز هذا الحوار، ينحى منحى إيجابيًا.
34- وثمة عدد متزايد من الأطر الوطنية التي تعترف بحقوق صغار الصيادين وتحميها، وهم يمثلون 90 في المائة من اليد العاملة في هذا القطاع، وينتجون 40 في المائة من المصيد على المستوى العالمي.
35- وإنّ بناء قدرة صغار الصيادين على الصمود ودعم إدماجهم في عمليات صنع القرار عاملان أساسيّان لضمان استدامة مصايد الأسماك وسلامة المحيطات على المدى الطويل.
36- وفي ضوء احتفالنا هذا العام بالسنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية، لدينا فرصة كبيرة للمضي قدمًا في تحقيق الهدف 14-ب.
الأصدقاء الأعزّاء،
37- لا يمكن تحقيق الهدف 14، وهو الأقل تمويلًا مقارنةً بسائر أهداف التنمية المستدامة، إلّا عن طريق الشراكات والالتزامات وأشكال التمويل الاستراتيجية والمبتكرة،
38- من أجل توفير إدارة فعّالة وإلغاء الإعانات الضارة وتعزيز القيمة الاقتصادية وتأمين مصايد الأسماك الصغيرة النطاق المنصفة.
39- ولكن، إذا ما أردنا توفير الأغذية المائية للعالم، فلا بدّ لنا أن نأخذ أيضًا في الحسبان تربية الأحياء المائية التي لا تظهر بصورة مباشرة في الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.
40- فتربية الأحياء المائية تتيح، إضافة إلى ما توفِّره من أغذية، فرصًا وأسواقًا جديدة لدعم ملايين سبل العيش، بما في ذلك للنساء والشباب ومجتمعات الشعوب الأصلية.
41- ولمواجهة تحديات اليوم، يدعم الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية على وجه السرعة، بما يشمل النظم الغذائية المائية،
42- من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.
43- ولتحقيق هذه الرؤية، تشجّع المنظمة التحوّل الأزرق الذي ينطوي على ثلاثة أهداف أساسية، وهي:
- أوّلًا: تكثيف أنشطة تربية الأحياء المائية وتوسيع نطاقها على نحو مستدام؛
- ثانيًا: الإدارة الفعّالة لجميع مصايد الأسماك؛
- وثالثًا: الارتقاء بسلاسل القيمة التي تضمن استمرارية النظم الغذائية المائية على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
44- وبمشاركتكم والتزام أبطال المحيطات في العالم، يمكننا بلوغ هذه الأهداف.
45- وأمامنا أقلّ من 8 سنوات لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030.
46- فلنواصل العمل معًا بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق لتحقيق الهدف 14.
47- ولنستفد من حوار اليوم وهذا المؤتمر الهام للأمم المتحدة لتعزيز إجراءاتنا وتسريع وتيرتها من أجل محيطاتنا وشعوبنا وازدهارنا وكوكبنا.
48- وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.